موقف اهل السنه و الجماعة من فرقه الخوارج :
يعتقد اهل السنه و الجماعة ان الخوارج اصحاب مذهب فاسد ،
وانهم ابتدعوا فالدين و شقوا عصا المسلمين .
و للعلماء فتكفير الخوارج قولان مشهوران (1) ،
والصحيح منهما هو عدم تكفيرهم(2)،
وقد اتفق الصحابه على قتالهم و مع ذلك لم يكفروهم (3) ،
ولم يقاتلوهم حتي سفكوا الدم الحرام ،
واغاروا على اموال المسلمين ،
فقاتلهم المسلمون لرفع ظلمهم و بغيهم لا لانهم كفار و لهذا لم تسب حريمهم و لم تغنم اموالهم(4) .
و مما يدل على ان الصحابه لم يكفروا الخوارج انهم كانوا يصلون خلفهم ،
وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه و غيرة من الصحابه يصلون خلف نجده الحرورى ،
وكانوا كذلك يحدثونهم و يفتونهم و يخاطبونهم كما يخاطب المسلم المسلم ،
كما كان عبد الله بن عباس يجيب نجده الحرورى لما ارسل الية يسالة عن مسائل ،
وجديدة فالبخارى ،
وكما اجاب نافع بن الازرق عن مسائل مشهوره ،
وكان نافع يناظرة فحاجات فالقران ،
كما يتناظر المسلمان.
و ما زالت سيره المسلمين على ذلك ،
ما جعلوهم مرتدين (5) .
و النبى صلى الله عليه و سلم لم يظهرهم من الاسلام ؛
بل جعلهم من امتة و لم يقل : انهم مخلدون فالنار فهذا اصل عظيم ينبغى مراعاتة .
و ما زال الائمه فكل زمان و مكان ،
يجاهدون من خرج عن طاعه امام المسلمين و العلماء يجاهدون معهم و يحضونهم على هذا ،
ويصنفون التصانيف ففضل هذا و ففضل من قام به لا يشك احد منهم فذلك (6) .
ويري اهل العلم انه و اجب على المسلمين فكل عصر اذا تحققوا من وجود ذلك المذهب الخبيث ان يعالجوة بالدعوه الى الله اولا ،
وتبصير الناس بذلك ،
فان لم يمتثلوا قاتلوهم دفعا لشرهم (7) .