الفرح بهلاك اعداء الدين

بهلاك الفرح الدين اعداء 20160916 3653

السؤال: عندما يتوفي الله احد الاشخاص – سواء مسلم او غير مسلم – من الذين يجاهرون بمعاداه الاسلام و يحرصون على الكيد له و للمسلمين سواء بكتاباتهم او حواراتهم او بالافكار التي يطرحونها و التي تشكك فثوابت الاسلام ،

دائما ما يثار تساؤل حول صحة ذكر ما فعلوا و اجرموا و بين حديث ( اذكروا محاسن موتاكم ) الذي قرات انه حديث ضعيف .

فارجو توضيح الراى الشرعى فهذه المساله و ما اذا كان شعور بالفرح لموت امثال هؤلاء حلال على اعتبار انهم يحاربون الله و رسولة صلى الله عليه و سلم .

وجزاكم الله خيرا .

الجواب :


الحمد لله


اولا:


الحديث الذي ذكرة الاخ السائل ضعيف لا يصح .



عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اذكروا محاسن موتاكم و كفوا عن مساويهم ) .



رواة ابو داود ( 4900 ) الترمذى ( 1019 ) و ضعفة فقال : ذلك حديث غريب سمعت محمدا – اي : الامام البخارى – يقول : عمران بن انس المكى منكر الحديث .



و ربما صح فالباب عن عائشه رضى الله عنها قالت : قال النبى صلى الله عليه و سلم ( لا تسبوا الاموات فانهم ربما افضوا الى ما قدموا ) رواة البخارى ( 1329 ) .

ثانيا:


الفرح بمهلك اعداء الاسلام و اهل البدع المغلظه و اهل المجاهره بالفجور امر مشروع ،

وهو من نعم الله على عبادة و على الشجر و الدواب ،

بل ان اهل السنه ليفرحون بمرض اولئك و سجنهم و ما يحل بهم من مصائب .



و مما يدل على ما قلناة نصوص و اثار و وقائع ،

ومنها :


1.
قوله تعالى ( يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمه الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا و جنودا لم تروها و كان الله بما تعملون بصيرا ) الاحزاب/ 9 .



و فالايه بيان ان اهلاك اعداء الله تعالى من نعم الله على المسلمين التي تستوجب ذكرا و شكرا .



2.
عن انس بن ما لك رضى الله عنه قال : مروا بجنازه فاثنوا عليها خيرا فقال النبى صلى الله عليه و سلم ( و جبت ) بعدها مروا بثانية فاثنوا عليها شرا فقال ( و جبت ) فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : ما و جبت ؟

قال : ( ذلك اثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنه و ذلك اثنيتم عليه شرا فوجبت له النار انتم شهداء الله فالارض ) .



رواة البخارى ( 1301 ) و مسلم ( 949 ) .



قال بدر الدين العيني – رحمة الله – :


فان قيل : كيف يجوز ذكر شر الموتي مع ورود الحديث الصحيح عن زيد بن ارقم فالنهى عن سب الموتي و ذكرهم الا بخير ؟

واجيب : بان النهى عن سب الاموات غير المنافق و الكافر و المجاهر بالفسق او بالبدعه ،

فان هؤلاء لا يحرم ذكرهم بالشر للحذر من طريقهم و من الاقتداء بهم .



” عمدة القارى شرح صحيح البخارى ” ( 8 / 195 ) .



3.
عن ابي قتاده بن ربعى انه كان يحدث ان رسول الله صلى الله عليه و سلم مر عليه بجنازه فقال: ( مستريح و مستراح منه ) ،

قالوا : يا رسول الله ما المستريح و المستراح منه ؟

فقال : ( العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا ،

والعبد الفاجر يستريح منه العباد ،

والبلاد ،

والشجر ،

والدواب ) .



رواة البخارى ( 6147 ) و مسلم ( 950 ) ،

وبوب عليه النسائي فسننة ( 1931 ) : ” باب الاستراحه من الكفار ” .



قال النووى – رحمة الله – :


معني الحديث : ان الموتي قسمان : مستريح و مستراح منه ،

ونصب الدنيا : تعبها ،

واما استراحه العباد من الفاجر معناة : اندفاع اذاة عنهم ،

واذاة يصبح من و جوة ،

منها : ظلمة لهم ،

ومنها : ارتكابة للمنكرات فان انكروها قاسوا مشقه من هذا ،

وربما نالهم ضررة ،

وان سكتوا عنه اثموا .



و استراحه الدواب منه ايضا لانة كان يؤذيها و يضربها و يحملها ما لا تطيقة و يجيعها فبعض الاوقات و غير هذا .



و استراحه البلاد و الشجر : فقيل : لانها تمنع القطر بمصيبتة قالة الداودى و قال الباجى لانة يغصبها و يمنعها حقها من الشرب و غيرة .



” شرح مسلم ” ( 7 / 20 ،

21 ) .



4.
وقد سجد على رضى الله عنه لله شكرا لمقتل ” المخدج ” الخارجى لما راة فالقتلي فمحاربتة له .



قال شيخ الاسلام ابن تيميه – رحمة الله – :


و قاتل امير المؤمنين على بن ابي طالب رضى الله عنه الخوارج ،

وذكر فيهم سنه رسول الله المتضمنه لقتالهم ،

وفرح بقتلهم ،

وسجد لله شكرا لما راي اباهم مقتولا و هو ذو الثديه .



بخلاف ما جري يوم ” الجمل ” و ” صفين ” ؛

فان عليا لم يفرح بذلك ،

بل ظهر منه من التالم و الندم ما ظهر ،

ولم يذكر عن النبى صلى الله عليه و سلم فذلك سنه بل ذكر انه قاتل باجتهادة .



” مجموع الفتاوي ” ( 20 / 395 ) .



5.
ولما اصيب المبتدع الضال ” ابن ابي دؤاد ” بالفالج – و هو ” الشلل النصفى ” – : فرح اهل السنه بذلك ،

حتي قال ابن شراعه البصرى :


افلت نجوم سعودك ابن دواد … و بدت نحوسك فجميع اياد


فرحت بمصرعك البريه كلها … من كان منها موقنا بمعاد


لم يبق منك سوي خيال لامع … فوق الفراش ممهدا بوساد


و خبت لدي الخلفاء نار بعدما … ربما كنت تقدحها بكل زناد


… .



” تاريخ بغداد ” للخطيب البغدادى ( 4 / 155 ) .



6.
قال الاثناء – رحمة الله – :


قيل لابي عبدالله – اي : الامام احمد بن حنبل – : الرجل يفرح بما ينزل باصحاب ابن ابي دؤاد ،

عليه فذلك اثم ؟

قال : و من لا يفرح بهذا ؟

.


” السنه ” ( 5 / 121 ) .



7.
قال ابن كثير – رحمة الله – فيمن توفى سنه 568 ة – :


الحسن بن صافي بن بزدن التركي ،

كان من اكابر امراء بغداد المتحكمين فالدوله ،

ولكنة كان رافضيا خبيثا متعصبا للروافض ،

وكانوا فخفارتة و جاهة ،

حتي اراح الله المسلمين منه فهذه السنه فذى الحجه منها ،

ودفن بدارة ،

ثم نقل الى مقابر قريش ،

فلله الحمد و المنه .



و حين ما ت فرح اهل السنه بموتة فرحا شديدا ،

واظهروا الشكر لله ،

فلا تجد احدا منهم الا يحمد الله .



” البداية و النهاية ” ( 12 / 338 ) .



8.
وقال الخطيب البغدادى – رحمة الله – فترجمة عبيد الله بن عبدالله بن الحسين ابو القاسم الحفاف المعروف بابن النقيب – :


كتبت عنه ،

وكان سماعة صحيحا ،

وكان شديدا فالسنه ،

وبلغنى انه جلس للتهنئه لما ما ت ابن المعلم شيخ الرافضه و قال : ما ابالى اي وقت مت بعد ان شاهدت موت ابن المعلم .



” تاريخ بغداد ” ( 10 / 382 ) .

وكل ما سبق – و غيرة كثير – يدل على جواز الفرح بهلاك اعداء الاسلام ،

والكائدين له ،

وهلاك اهل الزندقه و البدع المغلظه ،

وهلاك اهل الفجور و الفساد ،

بل يفرح اهل السنه بالمصائب التي تحل بهم كمرض احدهم او سجنة او نفية او اهانتة .

والله اعلم

 

  • الفرح بهلاك الظلمة


الفرح بهلاك اعداء الدين