القبر وظلمته

وظلمته القبر 20160916 5567

( الامر الثالث ) ما و رد فضغطه القبر و ظلمتة لكل واحد – اخرج الامام احمد فالمسند و الحكيم الترمذى فنوادر الاصول و البيهقى فكتاب عذاب القبر عن حذيفه رضى الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فجنازه فلما انتهينا الى القبر قعد على شفيرة فجعل يردد بصرة به بعدها قال : ” يضغط به المؤمن ضغطه تزول منها حمائلة ” قال فالنهاية : القبر .

[ ص: 15 ] الحمائل هنا عروق الانثيين قال و يحتمل ان يصبح يراد هنا موضع حمائل السيف اي عواتقة و اضلاعة و صدرة .

واخرج الامام احمد و البيهقى عن عائشه رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : ” ان للقبر ضغطه لو كان احد منها ناجيا نجا منها سعد بن معاذ ” رضى الله عنه .

واخرج الامام احمد و الترمذى و الطبرانى و البيهقى عن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما قال : لما دفن سعد بن معاذ رضى الله عنه سبح رسول الله صلى الله عليه و سلم و سبح الناس معه طويلا بعدها كبر و كبر الناس بعدها قالوا : يا رسول الله لم سبحت ؟

قال ” لقد تضايق عن ذلك الرجل الصالح قبرة حتي فرج الله عنه ” .

وعن ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم دفن سعد بن معاذ و هو قاعد على قبرة قال : ” لو نجا من ضمه القبر احد لنجا سعد بن معاذ و لقد ضم ضمه بعدها ارخى عنه ” رواة سعيد بن منصور و الحكيم الترمذى و الطبرانى و البيهقى .

واخرج النسائي و البيهقى عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ” ذلك الذي تحرك له العرش و فتحت له ابواب السماء و شهدة سبعون الفا من الملائكه لقد ضم ضمه بعدها فرج عنه ” يعني سعد بن معاذ .

قال الحسن البصرى : تحرك له العرش فرحا بروحة .

اخرجة البيهقى فالدلائل .

واخرج الحكيم الترمذى و البيهقى من طريق ابن اسحاق حدثنى ابن اميه او ابن عبدالله انه سال بعض اهل سعد ما بلغكم من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم فهذا ؟

فقالوا : ذكر لنا ان رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن هذا قال ” كان يقصر فبعض الطهور من البول ” .

والاحاديث فهذا كثيرة مشهوره ،

قال ابن ابي مليكه ما اجير من ضغطه القبر احد و لا سعد بن معاذ الذي منديل من مناديلة فالجنه خير من الدنيا و ما بها .

وقال مجاهد اشد حديث سمعناة عن النبى صلى الله عليه و سلم ” ما عفى احد من ضغطه القبر الا فاطمه فتاة اسد ” فقيل يا رسول الله : و لا القاسم ابنك ؟

قال ” و لا ابراهيم ” و كان اصغرهما .

فقال ابو القاسم السعدى فكتاب الروح له لا ينجو من ضغطه [ ص: 16 ] القبر صالح و لا طالح .

والمراد غير من استثناة النبى صلى الله عليه و سلم و هو فاطمه فتاة اسد بن هاشم بن عبد مناف ام على بن ابي طالب رضى الله عنه و هذا لانها ضمت المصطفى و لما ما تت سكب عليها الماء الذي به الكافور و البسها قميصة و اضطجع فقبرها و قال : ” الحمد لله الذي يحيى و يميت و هو حى لا يموت ،

اللهم اغفر لامي فاطمه فتاة اسد و لقنها حاجتها و وسع عليها مدخلها ” .

وكانت و فاتها فالمدينه و دفنت شمال قبه عثمان فموضع يقال له الحمام و عليها قبه صغار كما فزبدة الاعمال مختصر تاريخ الازرقى .

قال ابو القاسم السعدى : و الفرق بين المسلم و الكافر فضمه القبر دوامها للكافر و حصول هذي الحالة للمؤمن فاول نزولة الى قبرة بعدها يعود الانفساح له به ،

قال و المراد بضغطه القبر التقاء جانبية على جسد الميت .

قال الحكيم الترمذى اسباب هذي الضغطه انه ما من احد الا و ربما الم بخطيئه ما و ان كان صالحا فجعلت هذي الضغطه جزاء لها بعدها تدركة الرحمه و لذا ضغط سعد بن معاذ رضى الله عنه .

قال و اما الانبياء فلا نعلم ان لهم فالقبور ضمه و لا سؤالا لعصمتهم – اي لان السؤال عن الانبياء و ما جاءوا فيه فكيف يسالون عن انفسهم ؟

وقد ذكر الامام الحافظ ابن الجوزى فمناقب سيدنا الامام احمد رضى الله عنه انه راة المروذى رحمة الله بعد موتة فمنامة فقال له ما فعل الله بك ؟

فذكر ان الملكين سالاة و قالا له من ربك ؟

فقال سبحان الله اومثلى يسال عن ربة ؟

فقالا لا تؤاخذنا بذا امرنا بعدها انصرفا .

فكيف بانبياء الله و هم المخبرون عنه الدالون عليه المجتهدون فانقاذ عبادة من عقابة و غضبة الى مرضاتة باذنة .

قال محمد التميمى : ضمه القبر انما اصلها ان الارض امهم و منها خلقوا فغابوا عنها الغيبه الطويله فلما ردوا اليها و هم اولادها ضمتهم ضمه الوالده اذا غاب عنها و لدها بعدها قدم ،

فمن كان مطيعا ضمتة برفق و من كان عاصيا ضمتة بعنف سخطا لربها عليه .

وقد اخرج البيهقى و ابن مندة و الديلمى و ابن النجار عن عائشه رضى الله عنها انها قالت يا رسول الله انك منذ حدثتنى بصوت منكر و نكير و ضغطه القبر ليس ينفعنى شيء ؟

،
قال ” يا عائشه ان اصوات منكر و نكير فسماع المؤمنين كاثمد فالعين ،

وان ضغطه القبر على المؤمن كالام الشفيقه يشكو اليها ابنها الصداع فتغمز [ ص: 17 ] راسة غمزا رفيقا ،

ولكن يا عائشه و يل للشاكين فالله كيف يضغطون فقبورهم كضغطه الصخره على البيضه ”


القبر وظلمته