كان حد الشبان الفلاحين,
يعيش فقريتة الصغيرة ,
ويعمل مع ابيه,
فى حقول احد الاغنياء: يزرع و يحصد و يرعي الماشيه.
و حين بلغ الاخرى و العشرينمن عمرة ,
قامت الحرب ,
واشتركت بها بلادة ؛
فذهب الى الميدان القتال ,
يدافع عن حرية و طنة و لما انتهت الحرب,بعد خمس سنوات,
عاد ذلك الشاب الى قريته,
فوجد اباة ربما ما ت منذ سنتين,
وكانت امة ربما ما تت ,
وهو صغير,
فامتلات نفسة بالحزن و الهم
و مكث فالقريه اسبوعا ,
يبحث عن عمل يكسب منه قوتة ,
فلم يجد .
فعزم على ان يترك القرية,
ويذهب الى المدينه ,
راجيا ان يحصل بها على عمل يناسبه.
سار الجندى فالطريق الزراعى الطويل ,
قاصدا المدينة ال كبار .
وكان يسير سير الجنود ,
يغنى اناشيدهم العسكرية ,
ليسلي نفسة من وقت الى اخر,
كان يضرب الارض باقدامة ,
ويقول : “واحد,اثنان!
واحد,اثنان!”
و بينما هوسائر,
اذ صادف فالطريق امرأة عجوزا,جالسه بجوار شجرة؛
فحن قلبة عليها ,
وظنها ضعيفه فقيره ,
محتاجه الى مساعدة منها و حياها : -“صباح الخير يا خاله… هل استطيع انا اساعدك فشئ؟!” فردت عليه العجوز تحيته,
وابتسمت له,
وقالت:- “اشكرك يا و لدى …ما اكثر لطفك !
… اغنيك…
اعطيك جميع ما تريدمن فضه,والذهب .
والجواهر… اعطيك على قدرما تستطيع ان تحمل!…” اخذالجندى ينظر الى العجوز ,
ويتامل شكلها و ملابسها,وهو يعجب من كلامها .
ثم سالها:
“ومن اين تعطينى من النقود ما اريد ؟
..ان من يراك الان لايخطر ببالة انك تملكين شيئا …ثم ما هي المساعدة التي استطيع ان اقدمها اليك؟!
”
فاشارت العجوز الىالشجره الكبيرة,التى تستند اليها ,
وقالت :”ان هذي الشجرهمجوفه ,
فاذا استطعت ان تتسلق جذعها رايت فنهايتة ؛
ان نزلت منها,وجدت كنزا عظيما…”-“وكيف اصعد ان نزلت؟هل فجوف الشجره سلم؟” فتحركت العجوز فمجلسها,
ثم اخرجت من تحت ثيابها حبلا .
وقالت:
-“لا,يا و لدي!
ليس فجوف الشجره سلم؛ولكنى اربط و سطك بهذا الحبل المتين,ثم اجذبك عندما تناديني… اننى قويه ياولدى ,
فلاتخف … هيا تسلق …ان السعادة تدعوك,
والثروه امامك… ستجدفى اسفل الجذع ممرا طويلا ,
مضاء بانوار قويه ؛
لان فيه اكثر من ما ءه مصباح…
“سر فهذا الممر حتي نهايته.
تجد ثلاثه ابواب مغلقة,ولكن مفاتيحهافى اقفالها… اذا فتحت الباب الاول,
رايت حجره فسيحة,
فى و سطها صندوق كبير ,
عليه كلب عيناة و اسعتان؛
كل عين كفنجان الشاي!
“لاتخف اذا رايت ذلك ينظر اليك نظرات حاده,بعينية الواسعتين … ان فرشت ملاءتى هذه,ذات المربعات الزرقاء ,
ووضعت الكلب عليها ,
فلن يؤذيك ؛
وحينئذ تستطيع ان تفتح الصندوق ,
وان تاخذ منه نقودا فضية ,
علي قدر ما تحب …”
” و اذا اردت نقودا ذهبية ,
فافتح الحجرة الاخرى ,
تجد فو سطها صندوقا اكبر من الصندوق الاول,
وتجد فوقة كلبا ,
عيناة اوسع من عيني الكلب الاول,
فكل عين كالرغيف…”
“لا تخف ,
ارفعة ,
وضعة على الملاءه ؛
ثم افتح الصندوق و خذ من ذهب ما تشاء…”
” اما اذا كنت تحب الجواهر,
فافتح الحجرة الثالثة …ان الكلب الذي فوق الصندوق ,
مخيف حقا ,
فهو ضخم ,
وعيناة كحجر الطاحون .
ولكن لاتهتم فيه ,
بل اقترب منه ,
وضعة على ملاءتى ,
فلا يؤذيك … و خذ حينئذ من الجواهر ما تريد …”
كان الجندى يسمع كلام العجوز ,
ويظنها مجنونه و لكنها تابعت حديثها قائله :
-” لقد احببتك يا و لدى ,
منذ رايتك …ولا اريد لك الا الخير ,
فانت لطيف طيب ,
وتستحق جميع ما تاخذ من الكنز… لاتظن انني اضحك منك ياولدى ؛
فكل ما تاخذه,
انما مكافاة لك,
علي ما نصنع بى من رائع …”
-” و ما ذلك المعروف الذي تريدين مني؟”
-” انني غنية ياولدى ,
ولا اريد شيئا من النقود ,
او الجواهر؛
ولكن فهذا الكنز قداحه(ولاعه) عزيزة على ؛
تركتها جدتى ,
بجانب باب الحجرة الحجرة الثالثة ,
حينما و ضعت الكنز … ان جدتى كانت ساحرة عظيمه؛
وانا لا اريد منك الا تحضر لى هذي القداحة … هيا قبل ان ينتصف النهار .
”
-” حسنا يا خالة !
ساتيك بقداحه جدتك الساحرة ,
واخذ بعض الذهب …هاتى الحبل .
”
و ربط الجندى الحبل حول و سطة ,
واستعد لتسلق الشجرة ,
فقالت له العجوز :
-” لاتنس !
… خذ الملاءه ,
ذات المربعات الزرقاء .
انها هي تحفظك من اذي الكلب .
” و تسلق الشاب الشجرة ,
بخفة و نشاط ,
فهو فلاح و جندى .
ولما صارفى اعلي الجذع ,
اخذ ينظر من الفتحه ,
فراي النور يسطع فاسفل الشجرة ,
فبدا يهبط ,
وكانة ينزل فبئر .
و سار فممر طويل ,
الذى تضيئة مئات المصابيح القوية ,
كما قالت العجوز ,
حتي وصل الى بهو و اسع به الابواب الثلاثة… فتح اول باب … عجبا !
ان العجوز لم تضحك منه ,
فهذه حجره فسيحه ,
وفى و سطها صندوق كبير ,
يجلس عليه كلب ,
عيناة و اسعتان كفنجان الشاى !
اقترب الجندى من الكلب ,
وقال له:” ما اجملك !
”… بعدها فرش الملاءه ؟
,
ذات المربعات الزرقاء ,
ووضع الكلب عليها ,
وفتح الصندوق ,
وملا جيوبة بالنقود الفضية ,
ثم اغلق الصندوق ,
ووضع الكلب فوقة ,
كما كان ,
وخرج…
و فتح الحجرة الاخرى ,
فاذا فيها الصندوق الاول ,
وعليه كلب مخيف ,
كل عين من عينية ,
فى اتساع الرغيف ,
فاقترب منه الجندى و قال له :” لا تحملق فهكذا ,
ايها الكلب العزيز ,
فتتعب عينيك!”… و فرش الملاءه ,
ووضعة عليها,
ثم فتح الصندوق … فلمع الذهب ,
وبهر بريقة الجندى ,
فالقي ما كان يحمل من الفضة ,
واخذ يملا جيوبة بالذهب …
بعدها دخل الحجره الثالثة .
اة … انه منظر فظيع مرعب!
… لقد كانت عينا الكلب ,
الذى على الصندوق ,
كحجر الطاحون حقا ,
وكانتا تدوران فراسة كالعجلات ,
فخاف ,
ولكنة تشجع ,
واقترب من الكلب ,
وحياة تحيه العسكرية,
ثم انزلة برفق ,
ووضعة على الملاءه .
وما فتح الصندوق حتي صاح :” يالهى !
..
ساشترى قصرا كبيرا ,
حولة حديقة رائعة …ساشترى حاجات كثيرة… ساشترى مدينة!…
و اخذ يرمى جميع ما فجيوبة من الذهب ,
ويحشوها بالجواهر ,
حتي ملا جيوبة ,
وقبعتة ,
وجوربه,
وحذاءه؛
وكاد يستطيع السير بما حمل !
…ثم اغلق الصندوق ,
ووضع الكلب فوقة ,
وطوي الملاءه على القبعة و الجورب و الحذاء ,
وما بها من الجواهر ؛
ثم خرج ,
واقفل الباب كما كان…
و سار الى الممر,
وصرخ ففجوه ,
وقال:
-” ارفعيني يا خالة …”
فسالتة العجوز :
-” ااحضرت القداحة ؟
!”
-“لقد نسيت .
.
ساحضرها حالا”
و عاد الجندى يبحث عن القداحة ,
عن الابواب الثلاثة ,
فوجدها بجوار الباب الثلاث ,
فوضعها فالملاءه بين الجواهر .
ثم جذبت العجوز الحبل ,
فاذا الجندى ,
بعد ثوان معدودات ,
يجد نفسة فالطريق الزراعى مره ثانية .
ولكنة ما كاد يضع رجلية عل الارض,
حتي اسرعت العجوز تطلب منه القداحه,
فسالها:
-” لماذا تهتمين ذلك الاهتمام الشديد ,
بتلك القداحة ؟
… ما قيمتها بجانب ما فهذا الكنز الكبير ؟
!
انها ليست الا حجرين من الصوان ,
عليهمابعض النقوش …”
-” ذلك لايعنيك..
خذ انت ما حملت من ذهب و جواهر ,
واعطنى قداخه جدتى الساحره!”
-” لن اعطيك القداحة ,
حتي تحدثينى عن سرها و قيمتها …”
-” قلت لك ان ذلك لايهمك.
هاتها…”
-” و انا قلت اننى لن اعطيك القداحة ,
حتي تعرفينى سرها… اننى جندى محارب ,
فلا تكثر من الكلام معي…”
و فجاه راي الجندى العجوز ,
وقد انتفضت انتفاضة شديده ,
وهي و اقفة ,
فانقلبت سحنتها ,
وتدلت شفتها االسفلى على صدرها ,
وصار شكلها مخيفا,
قبيحا كانها قرد عجوز,
وصرخت صرخة مرعبة …
كان الجندى لا يزال قابضا بيدية القويتين على الملاءه ,
وفيها الجواهر و القداحة .
فما كاد يري العجوز فشكلها المرعب,
الذى انقلبت الية ,
ويسمع صرختها المفزعة ,
حتي اخذ يجرى ,
والملاءه فيدية ,
والعجوز تجرى و راءة و تصرخ … و لكنها لم تستطيع ان تلحق فيه ,
فهو جندى قوي ,
وهي عجوز ضعيفه!
و وصل الجندى الى المدينه ال كبار بعد العصر ؛
فنزل فاحد الفنادق,حيث تناول الاكل ,
وقضي الليل.
و فالصباح ,
اشتري كثيرا من الملابس الفاخره و الاحذيه الغاليه .
اشتري جميع ما تشتهية نفسه… و اشتري قصرا فخما بين قصور العظماء ,
والتف حولة الناس,
كعادتهم حين يجتمعون حول الكرماء .
و انتهز فرصة احد الاعياد ,
فاقام فقصرة حفلة ,
دعا اليها حكام المدينة ,
وعظماءها ,
ووجهاءها ؛
فقضوا عندة سهرة لطيفة,
فى سمر,
وضحك,وطرب,
وكان الجندى ينتقل بين ضيوفة ,
يحييهم و يرحب بهم.
و راي بين المدعوين ,
جماعة من شباب المدينه الوجهاء ,
قد جلسوا فركن بعيد عن الناس ,
فذهب اليهم,
واخذ يلاطفهم .
وكانواهم حينئذ يتحدثون عن الملك ,
وعن ابنتة الوحيده ,
فاشترك معهم فالحديث .
وسالة احد الشبان : ” اعرفت قصة الاميره ؟
”
_” سمعت الان ان اباها الملك ,
قد حبسها فالقصر ؛
ولكنى لم اعرف قصتها كامله…؟!”
_”اوة !
…ان لها قصة طويله ؛
فقد تنبات العرافات ,
ان هذي الاميره ,
لن تتزوج ملكا او اميرا,
ولا فتي من اعيان الدولة ,
واشرافها ؛
وانما تتزوج جنديا عاديا ؛
وبعد تتزوجة ,
يكون هو ملكا,
وتصبح هي ملكة.
“ولما سمع الملك نبوءه العرافات ,
غضب غضبا شديدا,
وتالم الما عظيما,
وامر ببناء قصر من النحاس ,
حولة سور عال,
وحبس الاميره فيه…”
_” الا يراها احد ؟
اما استطيع انا ان اراها ؟
…”
_”تراها؟!… كيف تراها,
وهي لا تظهر ,
ولا استطيع احد ان يدخل عندها ؟
… انها محبوسة و ولا يراها الا الملك و الملكة ,
وبعض الوصيفات.”
- القداحة العجيبة
- مؤلف قصة القداحه العجيبه
- قصة القداحة العجيبة