القداحة العجيبة

القداحة العجيبة 20160919 1983




كان حد الشبان الفلاحين,
يعيش فقريتة الصغيرة ,

ويعمل مع ابيه,
فى حقول احد الاغنياء: يزرع و يحصد و يرعي الماشيه.


و حين بلغ الاخرى و العشرينمن عمرة ,

قامت الحرب ,
واشتركت بها بلادة ؛

فذهب الى الميدان القتال ,

يدافع عن حرية و طنة و لما انتهت الحرب,بعد خمس سنوات,
عاد ذلك الشاب الى قريته,
فوجد اباة ربما ما ت منذ سنتين,
وكانت امة ربما ما تت ,
وهو صغير,
فامتلات نفسة بالحزن و الهم


و مكث فالقريه اسبوعا ,
يبحث عن عمل يكسب منه قوتة ,

فلم يجد .

فعزم على ان يترك القرية,
ويذهب الى المدينه ,

راجيا ان يحصل بها على عمل يناسبه.


سار الجندى فالطريق الزراعى الطويل ,
قاصدا المدينة ال كبار .

وكان يسير سير الجنود ,

يغنى اناشيدهم العسكرية ,

ليسلي نفسة من وقت الى اخر,
كان يضرب الارض باقدامة ,

ويقول : “واحد,اثنان!
واحد,اثنان!”


و بينما هوسائر,
اذ صادف فالطريق امرأة عجوزا,جالسه بجوار شجرة؛
فحن قلبة عليها ,
وظنها ضعيفه فقيره ,
محتاجه الى مساعدة منها و حياها : -“صباح الخير يا خاله… هل استطيع انا اساعدك فشئ؟!” فردت عليه العجوز تحيته,
وابتسمت له,
وقالت:- “اشكرك يا و لدى …ما اكثر لطفك !
… اغنيك…


اعطيك جميع ما تريدمن فضه,والذهب .
والجواهر… اعطيك على قدرما تستطيع ان تحمل!…” اخذالجندى ينظر الى العجوز ,
ويتامل شكلها و ملابسها,وهو يعجب من كلامها .
ثم سالها:


“ومن اين تعطينى من النقود ما اريد ؟
..ان من يراك الان لايخطر ببالة انك تملكين شيئا …ثم ما هي المساعدة التي استطيع ان اقدمها اليك؟!



فاشارت العجوز الىالشجره الكبيرة,التى تستند اليها ,
وقالت :”ان هذي الشجرهمجوفه ,
فاذا استطعت ان تتسلق جذعها رايت فنهايتة ؛
ان نزلت منها,وجدت كنزا عظيما…”-“وكيف اصعد ان نزلت؟هل فجوف الشجره سلم؟” فتحركت العجوز فمجلسها,
ثم اخرجت من تحت ثيابها حبلا .
وقالت:


-“لا,يا و لدي!
ليس فجوف الشجره سلم؛ولكنى اربط و سطك بهذا الحبل المتين,ثم اجذبك عندما تناديني… اننى قويه ياولدى ,

فلاتخف … هيا تسلق …ان السعادة تدعوك,
والثروه امامك… ستجدفى اسفل الجذع ممرا طويلا ,

مضاء بانوار قويه ؛

لان فيه اكثر من ما ءه مصباح…


“سر فهذا الممر حتي نهايته.
تجد ثلاثه ابواب مغلقة,ولكن مفاتيحهافى اقفالها… اذا فتحت الباب الاول,
رايت حجره فسيحة,
فى و سطها صندوق كبير ,
عليه كلب عيناة و اسعتان؛
كل عين كفنجان الشاي!


“لاتخف اذا رايت ذلك ينظر اليك نظرات حاده,بعينية الواسعتين … ان فرشت ملاءتى هذه,ذات المربعات الزرقاء ,
ووضعت الكلب عليها ,

فلن يؤذيك ؛

وحينئذ تستطيع ان تفتح الصندوق ,

وان تاخذ منه نقودا فضية ,
علي قدر ما تحب …”


” و اذا اردت نقودا ذهبية ,

فافتح الحجرة الاخرى ,

تجد فو سطها صندوقا اكبر من الصندوق الاول,
وتجد فوقة كلبا ,
عيناة اوسع من عيني الكلب الاول,
فكل عين كالرغيف…”


“لا تخف ,

ارفعة ,

وضعة على الملاءه ؛

ثم افتح الصندوق و خذ من ذهب ما تشاء…”


” اما اذا كنت تحب الجواهر,
فافتح الحجرة الثالثة …ان الكلب الذي فوق الصندوق ,

مخيف حقا ,

فهو ضخم ,
وعيناة كحجر الطاحون .
ولكن لاتهتم فيه ,

بل اقترب منه ,

وضعة على ملاءتى ,

فلا يؤذيك … و خذ حينئذ من الجواهر ما تريد …”


كان الجندى يسمع كلام العجوز ,

ويظنها مجنونه و لكنها تابعت حديثها قائله :


-” لقد احببتك يا و لدى ,

منذ رايتك …ولا اريد لك الا الخير ,

فانت لطيف طيب ,

وتستحق جميع ما تاخذ من الكنز… لاتظن انني اضحك منك ياولدى ؛

فكل ما تاخذه,
انما مكافاة لك,
علي ما نصنع بى من رائع …”


-” و ما ذلك المعروف الذي تريدين مني؟”


-” انني غنية ياولدى ,

ولا اريد شيئا من النقود ,

او الجواهر؛
ولكن فهذا الكنز قداحه(ولاعه) عزيزة على ؛

تركتها جدتى ,

بجانب باب الحجرة الحجرة الثالثة ,

حينما و ضعت الكنز … ان جدتى كانت ساحرة عظيمه؛
وانا لا اريد منك الا تحضر لى هذي القداحة … هيا قبل ان ينتصف النهار .



-” حسنا يا خالة !

ساتيك بقداحه جدتك الساحرة ,

واخذ بعض الذهب …هاتى الحبل .



و ربط الجندى الحبل حول و سطة ,

واستعد لتسلق الشجرة ,

فقالت له العجوز :


-” لاتنس !

… خذ الملاءه ,

ذات المربعات الزرقاء .

انها هي تحفظك من اذي الكلب .
” و تسلق الشاب الشجرة ,

بخفة و نشاط ,

فهو فلاح و جندى .
ولما صارفى اعلي الجذع ,

اخذ ينظر من الفتحه ,

فراي النور يسطع فاسفل الشجرة ,

فبدا يهبط ,

وكانة ينزل فبئر .



و سار فممر طويل ,

الذى تضيئة مئات المصابيح القوية ,

كما قالت العجوز ,

حتي وصل الى بهو و اسع به الابواب الثلاثة… فتح اول باب … عجبا !

ان العجوز لم تضحك منه ,

فهذه حجره فسيحه ,

وفى و سطها صندوق كبير ,

يجلس عليه كلب ,

عيناة و اسعتان كفنجان الشاى !



اقترب الجندى من الكلب ,

وقال له:” ما اجملك !
”… بعدها فرش الملاءه ؟
,
ذات المربعات الزرقاء ,

ووضع الكلب عليها ,

وفتح الصندوق ,

وملا جيوبة بالنقود الفضية ,

ثم اغلق الصندوق ,

ووضع الكلب فوقة ,

كما كان ,

وخرج…


و فتح الحجرة الاخرى ,
فاذا فيها الصندوق الاول ,

وعليه كلب مخيف ,

كل عين من عينية ,

فى اتساع الرغيف ,

فاقترب منه الجندى و قال له :” لا تحملق فهكذا ,

ايها الكلب العزيز ,

فتتعب عينيك!”… و فرش الملاءه ,

ووضعة عليها,
ثم فتح الصندوق … فلمع الذهب ,

وبهر بريقة الجندى ,

فالقي ما كان يحمل من الفضة ,

واخذ يملا جيوبة بالذهب …


بعدها دخل الحجره الثالثة .
اة … انه منظر فظيع مرعب!
… لقد كانت عينا الكلب ,

الذى على الصندوق ,

كحجر الطاحون حقا ,

وكانتا تدوران فراسة كالعجلات ,

فخاف ,

ولكنة تشجع ,

واقترب من الكلب ,

وحياة تحيه العسكرية,
ثم انزلة برفق ,

ووضعة على الملاءه .

وما فتح الصندوق حتي صاح :” يالهى !
..
ساشترى قصرا كبيرا ,

حولة حديقة رائعة …ساشترى حاجات كثيرة… ساشترى مدينة!…


و اخذ يرمى جميع ما فجيوبة من الذهب ,

ويحشوها بالجواهر ,

حتي ملا جيوبة ,

وقبعتة ,
وجوربه,
وحذاءه؛
وكاد يستطيع السير بما حمل !
…ثم اغلق الصندوق ,

ووضع الكلب فوقة ,

وطوي الملاءه على القبعة و الجورب و الحذاء ,

وما بها من الجواهر ؛

ثم خرج ,

واقفل الباب كما كان…


و سار الى الممر,
وصرخ ففجوه ,

وقال:


-” ارفعيني يا خالة …”


فسالتة العجوز :


-” ااحضرت القداحة ؟
!”


-“لقد نسيت .
.
ساحضرها حالا”


و عاد الجندى يبحث عن القداحة ,

عن الابواب الثلاثة ,

فوجدها بجوار الباب الثلاث ,

فوضعها فالملاءه بين الجواهر .

ثم جذبت العجوز الحبل ,

فاذا الجندى ,

بعد ثوان معدودات ,

يجد نفسة فالطريق الزراعى مره ثانية .

ولكنة ما كاد يضع رجلية عل الارض,
حتي اسرعت العجوز تطلب منه القداحه,
فسالها:


-” لماذا تهتمين ذلك الاهتمام الشديد ,

بتلك القداحة ؟
… ما قيمتها بجانب ما فهذا الكنز الكبير ؟
!
انها ليست الا حجرين من الصوان ,

عليهمابعض النقوش …”


-” ذلك لايعنيك..
خذ انت ما حملت من ذهب و جواهر ,

واعطنى قداخه جدتى الساحره!”


-” لن اعطيك القداحة ,

حتي تحدثينى عن سرها و قيمتها …”


-” قلت لك ان ذلك لايهمك.
هاتها…”


-” و انا قلت اننى لن اعطيك القداحة ,

حتي تعرفينى سرها… اننى جندى محارب ,
فلا تكثر من الكلام معي…”


و فجاه راي الجندى العجوز ,

وقد انتفضت انتفاضة شديده ,

وهي و اقفة ,

فانقلبت سحنتها ,

وتدلت شفتها االسفلى على صدرها ,

وصار شكلها مخيفا,
قبيحا كانها قرد عجوز,
وصرخت صرخة مرعبة …


كان الجندى لا يزال قابضا بيدية القويتين على الملاءه ,

وفيها الجواهر و القداحة .

فما كاد يري العجوز فشكلها المرعب,
الذى انقلبت الية ,

ويسمع صرختها المفزعة ,

حتي اخذ يجرى ,

والملاءه فيدية ,

والعجوز تجرى و راءة و تصرخ … و لكنها لم تستطيع ان تلحق فيه ,

فهو جندى قوي ,

وهي عجوز ضعيفه!


و وصل الجندى الى المدينه ال كبار بعد العصر ؛
فنزل فاحد الفنادق,حيث تناول الاكل ,

وقضي الليل.


و فالصباح ,

اشتري كثيرا من الملابس الفاخره و الاحذيه الغاليه .

اشتري جميع ما تشتهية نفسه… و اشتري قصرا فخما بين قصور العظماء ,

والتف حولة الناس,
كعادتهم حين يجتمعون حول الكرماء .



و انتهز فرصة احد الاعياد ,

فاقام فقصرة حفلة ,

دعا اليها حكام المدينة ,

وعظماءها ,

ووجهاءها ؛

فقضوا عندة سهرة لطيفة,
فى سمر,
وضحك,وطرب,
وكان الجندى ينتقل بين ضيوفة ,

يحييهم و يرحب بهم.


و راي بين المدعوين ,
جماعة من شباب المدينه الوجهاء ,
قد جلسوا فركن بعيد عن الناس ,

فذهب اليهم,
واخذ يلاطفهم .

وكانواهم حينئذ يتحدثون عن الملك ,

وعن ابنتة الوحيده ,

فاشترك معهم فالحديث .

وسالة احد الشبان : ” اعرفت قصة الاميره ؟



_” سمعت الان ان اباها الملك ,

قد حبسها فالقصر ؛

ولكنى لم اعرف قصتها كامله…؟!”

_”اوة !
…ان لها قصة طويله ؛

فقد تنبات العرافات ,

ان هذي الاميره ,

لن تتزوج ملكا او اميرا,
ولا فتي من اعيان الدولة ,

واشرافها ؛

وانما تتزوج جنديا عاديا ؛

وبعد تتزوجة ,

يكون هو ملكا,
وتصبح هي ملكة.


“ولما سمع الملك نبوءه العرافات ,

غضب غضبا شديدا,
وتالم الما عظيما,
وامر ببناء قصر من النحاس ,

حولة سور عال,
وحبس الاميره فيه…”


_” الا يراها احد ؟

اما استطيع انا ان اراها ؟
…”

_”تراها؟!… كيف تراها,
وهي لا تظهر ,
ولا استطيع احد ان يدخل عندها ؟
… انها محبوسة و ولا يراها الا الملك و الملكة ,

وبعض الوصيفات.”

  • القداحة العجيبة
  • مؤلف قصة القداحه العجيبه
  • قصة القداحة العجيبة


القداحة العجيبة