الماضى لا يعود

 

22- الماضى لا يعود – ان ميثر – روايات عبير القديمةالملخص

اخطات ما دلين مره فشبابها ,

الا انها هرعت تحتضن الثمره بكل ما اوتيت من حب و حنان و تضحيه .

وعملت جهدها كى تنشا ابنتها ديانا فجو عائلى لا تشوبة شائبه .

فتزوجت رجلا لم يكن بحاجة الى زوجه بقدر حاجتة الى مدبره لمنزلة .

لكن القدر شاء ان يموت ذلك الرجل و تبقي ما دلين ارمله مع ابيتها الوحيده ديانا .



فعالمها رجل واحد هو العم ادريان الذي يتمتع بكل الصفات الابويه و يرشح نفسة ليصبح زوجا لمادلين فالمستقبل .

لكن ظهور رجل يدعي السيد فيتال الرئيس العام لشركة سيارات اجنبية حيث تعيشان .

قلب المقاييس و غير الاحتمالات .
كيف تتصرف ما دلين مع ابيتها التي ربيت فجو لا يعرف المفاجاة ,

خاصة ان امها انجذبت الى هذا الايطالى الغريب ….
وتتاثر ديانا الى حد الياس و الفرار,
لكن من ينقذ حياتها فاللحظه الحاسمه ؟

وكيف يتاكد الجميع فهذه الروايه ان الماضى لا يعود ؟

1- البنت و امهاطوت ما دلين احدث رساله و وضعتها فالظرف و اغلقتة سعيدة شاكره ،

وتنفست الصعداء ،

ثم و ضعت الغطاء البلاستيك على التها الكاتبه ،

واغلقت درجها بالمفتاح ،

ودست المفاتيح فحقيبتها ،

وبينما كانت تسير الى الباب التقطت سترتها المصنوعه من الجلد و ارتدتها و هي تمر ببصرها فارجاء الغرفه لتوقن من ان جميع شيء مرتب فعطله نهاية الاسبوع ،

وعندما ارتاحت الى هذا فتحت الباب و خرجت.


كانت الممرات الطويله ،

التى كسيت ارضيتها بالمطاط ،

تمتد امامها ،

وتحيط فيها على الجانبين فصول دراسية و مزيد من الممرات ،

وكانت تبدو الان بغير الحشود المثرثره من الاولاد ،

عاريه مقفره لا حياة بها ،
وفجاه ظهر جورج جاكسون ،

بواب المدرسة ،

من احد الركان الكثيرة و اتخذ كيفية اليها ،

فابتسمت ما دلين حين راتة يقترب ،

اذ كانت و لوعه بالحارس المسن ،

الذى كان يرعي الامور بكفاءه عالية.


تساءل و هو يقترب منها:


” الم تذهبى بعد يا سيده سكوت ؟

تعلمين ان الساعة تجاوزت الخامسة”.


اومات ما دلين براسها و قالت:


” انا ذاهبه الان يا جورج ،

تركت الرسائل القليلة الاخيرة على مكتبى كالعاده “.


قال جورج ،

وهويبحث فجيوبة عن غليونه:


” حسنا ،

ساتولي امرها ،

اذهبى الان يا عزيزتى ،

فان ابننتك ستتساءل اين انت”.


قالت ما دلين ،

وهي تبتسم مره اخرى:


” ربما تكون على صواب ،

اراك يوم الاثنين”.


و مضت عبر الممر ،

وكعب حذائها لا يكاد يحدث صوتا ،

ومع ان المدرسة كانت خاليه ،

كان بها ما يجذبها اليها ،

وكانت تستمتع بالعمل هنالك كسكرتيره للناظر – ادريان سنكلير ،

كانت سكرتيرتة لاكثر من خمس سنوات الان ،

منذ جاءا الى اوترييري.


و كان مدخل هيئه التدريس يفضى الى مكان و قوف السيارات ،

التابع للمدرسة ،

ومادلين ،

التى تمتلك دراجه بخاريه سكوتر مشت بسرعه الى حيث كانت اوقفتها ،

وكانت الدراجه البخاريه هي الاله الوحيده المتروكه فالمكان ،

وبينما كانت تدفع بقدمها اله التشغيل ،

ارتعدت ،

كان الوقت فاواخر ما رس – اذار و مع هذا كان الهواء لا يزال باردا بروده الثلج فالصباح و المساء ،

ولم يكن ركوب الدراجه البخاريه يبعث على البهجه كاشهر الصيف الدافئة.


مضت راكبه الى باب الخروج و تباطات و هي تصل الى الطريق الرئيسى ،

كان المرور يتدفق بجوارها ،

وكان معظم المارين من العمال الذين غادروا مصنع السيارات القريب ،

ومع ان اوترييرى كانت بلده صغار ،

الا ان المصنع الجديد الكبير الذي قام على مشارفها زاد من حجم التعداد الى حد كبير و كانت هنالك بيوت تبني تدريجيا ليقيم بها الرجال الذين كانوا فالوقت الحاضر يرتحلون الى عملهم من اماكن بعيدة.


و عندما توقفت حركة المرور قليلا دخلت ما دلين مجراها الرئيسى ،

وغيرت سرعتها و كانت تستمتع بشعور الحريه الذي تتيحة لها الدراجه البخاريه ،

اما المركبات المنذره بالخطر ،

التى كانت تندفع حشودها بجوارها فلم تكن لتضايقها كثيرا ،

لم تشعر بانها عبنوته ،

ولم تكن ايضا ابدا و هي تقود و كان ركوب الدراجه البخاريه لا يستغرق منها سوي جهد ضئيل.


و فجاه مرت بجوارها مسرعه سيارة حمراء ضخمه ،

وبدا جسمها الثعبانى المنساب دليلا اكيدا على سرعتها غير المحدوده ،

وعبست ما دلين و التيار الناجم عن مرور السيارة يكتنفها كموجه طويله من امواج المحيط و لم تكد تستقيم حتي اضطرت الى تشغيل فراملها بكل ما تملك من جهد فالوقت الذي بدا به ذيل السيارة يندفع بعنف سريع نحوها ،

كان السائق ربما توقف بغته بسيارتة ،

وكان مصباحاها المزدوجان يشعان كمناره و يضيئان الطريق حتي فو ضح النهار.


كانت ما دلين مفرطه القرب ،

فوضعت قدميها على الارض لتجرب الوقوف ،

ولكن الدراجه البخاريه كانت تنزلق ،

وفى الاخرى الاتيه ارتطمت فيها ،

لم تكن خبطه شديدة،
فقد و فرت عليها فراملها هذا ،

ولكن الدراجه البخاريه انقلبت و استقرت ما دلين على الارض و هي تشعر بالحماقة.


و بينما كانت تحاول الوقوف امتدت يدان قويتان و ساعدتاها ،

يرافقهما صوت يبدو كالثلج المنسحق ،

يتساءل:


” ماذا تظنين انك تفعلين؟”.


اتسعت عينا ما دلين و حدقت فالرجل الذي يواجهها غاضبه ،

هل هو فالحقيقة يلومها ؟

عجبا ،

انة هو الملوم؟


و اصل كلامة بلا تردد ،

ولهجتة تبدو غير و دية:


” هنا طريق عام ،

وليس ملعب اطفال !
”.


بعدها اضاف مكملا:


” يجب ان تفكرى مقدما ،

او تبقى بعيدا عن الطريق”.


ابتدرتة ما دلين فسخط:


” انتظر لحظه ،

انها غلطتك انت بسبب و قوفك بهذه السرعه البالغة”.


قالت هذا بغضب بينما كانت عيناة الساخرتان تتفرسانها ،

وتساءلت ما دلين من اي جنسية يصبح ؟

فقد كانت هنالك لكنه فصوتة ،

ضعيفه لكن لا تخطئها الاذن ،

ليست انكليزيه بالطبع ،

ثم قالت:


” ذلك الطريق لم يجر انشاؤة لسباق السيارات ،

وعاده ما يبدى سائقو السيارات مقاصدهم باشارات ،

تكون بمثابه تحذيرات مسبقه لمن يتبعهم فالطريق”.


قاطعها قائلا:


” ادرك هذا ،

حسنا ،

اعترف باننى توقفت فجاه ،

لكننى لو لم افعل لحدث ما هو اشد خطوره ،

واذا سرت الى مقدمه السيارة ،

فسترين بنفسك”.


مشت ما دلين ببطء بعد ان اعتدلت قامتها ،

وان كانت تشعر بهزه بسيطة ،

ولفت حول الوحش الاحمر ،

ثم توقفت و دفعت بيديها فجيبى سترتها ،

وكانت هنالك ثلاث سيارات متصادمه فو سط الطريق ،

وكان من الواضح ان احداها ارتطمت بالسيارتين الاخريين ،

وبينما كانت تقف هنالك ،

كانت احدي سيارات الشرطة تاتى مجلجله الصوت عبر الطريق من اوترييرى ،

ولكن لم يكن هنالك فيما يبدو من اصيب اصابة خطيره لحسن الحظ.




قال رفيقها و هو يبدو مسرورا الان :


“حسنا ؟

هل ذلك يقنعك بان دوافعى كانت معقولة؟”.


هزت ما دلين كتفيها ،

وقالت:


“بالطبع ،

معذره لاننى قفزت الى النتائج ،

ولكن الدراجه البخاريه ليس لها فالواقع قوه فرامل سيارة كهذه”.


قالت هذا و هي تشير نحو السيارة.


انحني الرجل براسة ،

ثم قال متاخرا قليلا:


” هل اصبت؟”.


لم تستطع ما دلين ان تكتم ابتسامه ،

وقالت و هي تهز راسها:


” لا ،

اشكرك ،

فاننى لا ازال قطعة واحده !

خير لك ان تفحص سيارتك ،

فالارجح ان تكون فحاجة الى اصلاح”.


ابتسم ايضا بشيء من السخريه ،

ووجدت ما دلين نفسها تفكر كم هو جذاب ،

كان طويلا ذا منكبين عريضين يستدقان الى ردفين نحيلين ،

وكان اسمر البشره بفعل الشمس ،

وكانت عيناة زرقاوين غامقتين ،

وشعرة اسود فاحما ،

وهذا ما جعل ما دلين تفكر فانه قد اسبانيا او ايطاليا ،
وكان يتحرك برشاقه و سهوله ،

وكان سلوكة المتراخي ،

يخفى و راءة فيما يبدو حيوية مكبوحه ،

وكانت حياكه بذلتة خاليه من العيوب ،

حاكتها كما هو و اضح يد صانع ما هر ،

وكانت لكنتة الضئيله و تمكنة الممتاز من الانكليزيه يشيران فيما يبدو الى انه تلقي تعليما باهظ التكاليف ،

وتساءلت من يصبح ،

فقد كانت تعرف بمجرد المظهر معظم ذوى الثراء فاوتيرييرى ،

ولكن ذلك الرجل غريب.


قال و كانة يدرك خواطرها.


” اننى مرتبط بمصنع شريدان ،

ولهذا فلا اكاد اعتقد اننا يجب ان نشغل انفسنا باصلاح سيارتى و هي لم تتاثر كثيرا ،

كما ترين”.


كان شريدان مصنع السيارات الذي يقع على الطريق مؤسسة ايطاليه امريكية ،

واول مشروع مشترك من نوعة للايطاليين و الاميركيين فانكلترا ،

وكان ذلك يفسر لكنتة كذلك فيما يبدو،
من الواضح انه ينحدر من اصل ايطالى ،

ولكنة قضي اعواما كثيرة فالولايات المتحده على الارجح.


قالت ما دلين هذا و هي تنحنى لترفع دراجتها البخاريه و تلتقط حقيبتها ،

التى كانت لحسن الحظ مغلقه ،

ولكن الرجل حال بينها و بين هذا ،

ورفع الدراجه البخاريه بلا جهد و تفحصها بعين خبيره ,
وقال :


” دراجتك البخاريه تبدو سليمه ،

واذا حدث بها شيء فما عليك الا ان تحدثينا تلفونيا ،

وساعمل على اصلاحها”.


و اعطاها الرقم.


شكرتة ما دلين ،

وهي تفكر الان كم تبدو مشعثه الشعر مغضنه الملابس ،

وبينما كان يسلمها الدراجه البخاريه ،

كانت تدرك تماما لغه عينية و هما تطريانها بشكل ساخر ،

وشعرت بوجنتيها تتوهجان من فرط الحرج.


قالت متلعثمة:


” اش كرك……..”.


بعدها دفعت بقدمها اداه التشغيل ،

وارتاحت لانها عملت من اول مره ،

وقالت و هي تجلس عليها :


” و داعا……..”.


” الى اللقاء يا؟
مس…مس؟”.


قال هذا و ابتسم و هو ينتظر اجابتها.


قالت تصححه:


” ان الاسم هو مسز سكوت”.


بعدها انطلقت و هي تبتسم ابتسامه يسيره ،

وتعى عينية و هما ترقبانها اذ تنطلق على الطريق ،

وتمنت و هي تفعل هذا الا ترتكب اخطاء اخرى.


و اثناء ثوان كان يمر مسرعا بجوارها و هو يرفع يدة لاشعارها بوجودة ،

فلم تلبث ان شعرت بنفسها تسترخى مره اخرى.


و عندما هبطت الى و سط اوتيرييرى ،

انعطفت يمينا عند اشاره المرور صوب هاينوك ،
وكانت هاينوك احدي ضواحى اوتيرييرى ،

وقد قام بها عدد كبير من المساكن الحديثة ،

بما بها مجمع الشقق الذي كانت تقيم به ما دلين مع ابنتها ديانا و كانت الشقق فايفنوود غاردنز تطل على نهر اوتر ،

وشعرت ما دلين بغمره سرور عندما و صلت الى بيتها ،

كانت شقه لطيفه كما كانت اوتيرييرى نفسها بلده بهيجة.


كانت الشقه فالطابق الاول ،

وبينما كانت تفتح الباب و تدلف الى المدخل الصغير ،

نادت:


” ديانا…..
هل انت فالبيت؟”.


لم ياتها ردا فاغلقت الباب و خلعت سترتها ،
وكانت غرفه الجلوس مفتوحه على المدخل ،

وهي غرفه كبار ذات جدران ملساء مطليه بالغراء زينتها ما دلين بعده لوحات معدنيه ،

وكانت سجاده الحائط ،

التى انفقت بها ما دلين كثيرا من مدخراتها ،

ذات لون ياقوتى ازرق ….
وكانت التدفئه كلها كهربائيه ،

للسف لان ما دلين كانت تفضل نيران المدفاه المكشوفه فغرفه واحده على القل ،

وهنا ادارت ما دلين صمام تشغيل شبكه التدفئه لانة بالرغم من ان الغرفه كانت دافئه بالمقارنة مع الهواء ابارد فالخارج ،

الا ان دفئها لم يكن مريحا ،

وكان جو الغرفه اليفا ،

وثمه خزانه للصيني تضم قطعا قليلة من الصيني و الزجاج الممتاز ،

اما باقى البيت فكان مملوءا برفوف الكتب الحافله بدورها بالروايات ،

وجهاز تلفزيون و جهاز موسيقي يخص ديانا كان موضوعا على منضده ففجوه فالجدار و بجوارها مجموعة من اسطوانات الموسيقي الحديثة.


اشعلت ما دلين سيكاره و ادارت التلفزيون ،

كانت ربما تسوقت فو قت الغداء ،

وجلبت بعضا من قطع اللحم التي اشترتها للعشاء و لا يستغرق طهوها و قتا طويلا ،

وحملت حقيبه التسوق و مرت فيها الى المطبخ الذي كان مفتوحا على غرفه الجلوس ،

وكان صغيرا جدا جدا ،

واخرجت الاكل و وضعت الغلايه على النار ،

ثم عادت الى غرفه الجلوس ،

كان الوقت يقارب السادسة ،

لهذا لم يكن لديانا ان تغيب طويلا.


دخلت غرفه النوم التي كانت تتقاسمها مع ديانا ،

لم يكن هنالك الا غرفه نوم واحده بحمام صغير و خزانه ملاصقه ،

وكانت الشقق مخصصه فالحقيقة لشخص واحد ،

لان الشقه التي يوجد بها غرفتان للنوم يزيد ايجارها عن عشره جنيهات فالاسبوع ،

كان على ما دلين ان تقنع بالشقه التي بها غرفه نوم واحده ،

ولمتكن هي لتعبا بهذا و لكن ديانا كانت تقترب الان من سن تجعلها تعترض على الا تكون لها غرفه نوم خاصة ،

ومع هذا فعندما و صلا الى اوتيرييرى بعد و فاه جو ،

كانت ما دلين تشعر بالشكر و الحمد اذ اصبح لهما مكان يخصهما.




خلعت ردائها الجيرسية و دخلت الحمام لتغتسل ،

وبينما كانت تفعل هذا و جدت نفسها تتساءل عما ظنة الرجل فالسيارة عنها فالحقيقة ،

وجدتة جذابا الى حد كبير ،

ولكن كان من الممكن ان تجدة ايضا ايه امرأة ،

وتساءلت عن عمرة و بدا لها انه فاوائل الثلاثينات ،

ولما كانت هي فالثالثة و الثلاثين ،

فربما كان هو ايضا فنحو سنها على الارجح .



و بينما كانت تمشط شعرها الذي تهدل على كتفيها عندما كانت تحل العقده الفرنسية ،

تساءلت ما يصبح ظنة عن سنها ،

كانت تعلم انها لا تبدو بسنها الحقيقيه ،

وكان ادريان سنكلير يقول لها باستمرار انها تبدو كاخت ديانا اكثر منها امها ،

ولكن ادريان كان يريد الزواج منها و كانت تلك طريقته.


كانت ديانا تتذمر احيانا كذلك ،

من ان ما دلين ترتدى ملابس لا تتفق مع مركزها كسكرتيره للناظر ،

وكارمله محترمه ،

ولكن ،

ديانا كانت عتيقه التفكير فبعض الامور ،

ولعل هذا يرجع الى تاثير جو الى حد كبير .



و قررت محرجه ان عينيها هما اروع ملامحها ،

كانتا رماديتين تتولن الى الاخضرار ،

تطل منها اضواء مصفره ،

وكان شعرها فنعومه الحرير و فلون العنبر الكثيف ،

وكانت طويله ،

مفرطه الطول على ما تعتقد دائما ،

وان كانت ممشوقه القوام بشكل لطيف على الاقل ،

ولم تكن شديده التحول بارزه العظام ،

وكانت تري انها فشكلها العام انثى متوسطة حسنه الطلعه ،

ولكن ليست متميزه باى حال.


اما الرجل….
وهنا تنهدت ،

فهو متميز فكل شيء ،

وشعرت بيقين ان عشرات النساء لا بد فكرن به على النحو نفسة ،

وبالنسبة الى دخلة فيبدو انه انسان قادر – و مع هذا فلا يستطيع الاستفاده من هذي القدره ،

بعكس النساء الكليلات او الكئيبات ،

فان صالون الترائع ،

ومصفف الشعر ،

وجراح الترائع يمكنهم ان يعالجوا هذا ،

اما هو فمن اثناء سخريتة التي تلوح معالمها حول عينية و فمة ،

يبدو ضجرا بحياتة و مدركا فالوقت نفسة لجاذبيته.


لوت ما دلين قسمات و جهها و هي تتطلع الى نفسها فالمرأة ،

وقد سرتها خواطرها ،

يا للسماء !

انها تتصرف كطفلة لمجرد انها قابلت رجلا كان بلا جدال من خارج دائرتها ؟

وما لبثت ان دست ذراعيها فستره منزليه ،

وبينما كانت تعقد ازرارها ،

نحت عن ذهنها جميع خواطرها عن الرجل …….
مهما كان شعورها ،

فان ديانا كانت و ستظل موضع اعتبارها الاول ،

مسكينه ديانا …… انها لم تبرا فالحقيقة ،

رغم جميع شيء ،

من صدمه فقدان جو عندما كانت بعد فالسابعة من عمرها.


و بينما هي تظهر من غرفه النوم ،

سمعت صوت مفتاح يدار فقفل الباب منبئا بوصول غبنتها ،

واندفعت ديانا بمرح و ابتهاج الى الداخل و هي تبدو نحيله كانها الطبعه الاحدث من ما دلين ،

فيما عدا ان شعرها كان بنيا غامقا.


كانت ديانا فالسادسة عشرة،
تدرس فالكليه التجاريه فاوتيرييرى ،
وكانت كثيرا ما تعود الى المنزل متاخره ،

ان الكليه كانت تجرى تمارين على المسرحيه التي تعرض فنهاية الفتره الدراسية ،

وكانت ديانا تمثل بها دورا رئيسيا.


لم تكن ديانا فطول ما دلين ،

وكانت تترك شعرها طويلا منسدلا و فق الموضه ،

وكانت ترتدى ستره رماديه غامقه ،

وتهز فيدها حقيبه من التارتان ،

القماش الصوفى المربع.


قالت تحيى ما دلين ،

وهي تطرح بحقيبتها على احد المقاعد.


” اهلا يا امي…… اليس الجو باردا الليلة ؟

اننى اتجمد!”.


اومات ما دلين براسها ،

وقالت موافقة:


” نعم ،

لا يشبة جو الربيع كثيرا ،

هل كانت التمارين جيدة؟”.


قالت ديانا بلا اكتراث:


” الى حد ما ،

ان الانسه هوكس تحاول دائما ان تدير العرض و كانة مهرجان عسكرى ،

ولكن فيما عدا هذا كان جميع شيء على ما يرام ،

ويبدو انه صاخب….”.


ضحكت ما دلين فخفوت ،

وقالت:


” انا اعتقد ان العرض سيصبح ممتازا لا عليك ،

سينتهى الامر قريبا ،

الفتره الدراسية تنتهى فثلاثه اسابيع ،

اليس كذلك؟”.


” بلي و الحمد لله ،

وسيصبح امامنا عندئذ اسبوعان كاملان لا نفعل فيهما شيئا ،

سيصبح ذلك مرا رائعا !
”.


ابتسمت ما دلين و دخلت المطبخ ،

وبينما كانت تعد البقول و تضع قطع اللحم تحت الشوايه قررت الا تقول لديانا شيئا حول سقوطها عن الدراجه البخاريه ،

فلم يحدث ضرر لها بايه حال ،

هذا الى ان ديانا كثيرا ما تقول انه يجب على ما دلين ان تستعمل الاوتوبيس فساعات ذروه المرور ،

وكانت ديانا تبدو احيانا مستاثره بوالدتها قليلا ،

ولعل هذا يرجع الى انها كانت قريبتها الوحيده ،

ولم تكن ما دلين تريد ان تسبب لها مزيدا من القلق.


تناولا اكل العشاء فغرفه الجلوس ،

وكان احد اركانها تم تحويلة الى خلوه لتناول الاكل باضافه ستار يحجب المائده عن الرؤية ،

اعدت ديانا المائده بينما كانت ما دلين تضع الوجبه فالاطباق ،

وجلسا معا بعد هذا ،

ترقبان التلفزيون فكسل بينما تناولت ما دلين سيكاره مع قهوتها.




تساءلت ديانا و هي تتمطي فكسل:


” هل اغسل الاطباق؟
هل ياتى الينا عمي ادريان الليلة؟”.


” اعتقد ان ادريان سياتى ،

واكون شاكره اذا قمت بغسل الاطباق ،

فساقوم بتغيير ملابسى الى شيء مناسب اكثر”.


ابتسمت ديانا و نهضت على قدميها ،

ونظرت اليها ما دلين ,

وتساءلت فتردد:


” هل…… انت خارجه الليلة؟”.


“نعم،
طلب منى جيف الذهاب الى نادى السبعينات”.


اومات ما دلين براسها:


” اوه…….”.


” هل تمانعين؟”.


بللت ما دلين شفتيها بلسانها و قالت:


” لا لا ،

ولماذا امانع؟”.


” لا اسباب ،

ولكننى لاحظت انك لا تتحمسين بشان خروجى معه”.


ابتسمت ما دلين نص ابتسامه ،

وقالت:


” انني اسفه يا حبيبتي ،

لا بد من ذهابك بالطبع”.


هزت ديانا كتفيها ،

وقالت بخفة:


” حسنا ،

انة شيء افعلة و السلام”.


ابتسمت ما دلين بسخريه ،

وقالت:


” نعم ،

وادريان سياتى بعد هذا على الارجح ،

قال ان عليه ان يقوم بعملية تقدير الدرجات ،

لكنى اظن انه سيصبح لدية متسع من الوقت للحضور”.


غمغمت ديانا فمكر:


” انه يجد الوقت دائما من اجلك!”.


ضغطت ما دلين على شفتيها:


” نعم ،

قد يصبح الامر ايضا ،

ولكن ذلك لا يعني شيئا على الاطلاق”.


هزت ديانا كتفيها باسف ،

وبدات تحمل الاطباق الى المطبخ ،

واطفات ما دلين سيكارتها فمنفضه السكائر و خطت الى غرفه النوم ،

كانت ربما بدات تضيق بتلميحات ديانا عنها و عن ادريان ،

حقيقة انها كانت تلميحات تقوم على الواقع ،

ولكن ما دلين لم تكن تساورها الرغبه فتحويلها الى حقيقة.


و بينما كانت ترتدى بنطلونا فضفاضا ازرق غامقا ،

وتضع فوقة بلوزه من الحرير ،

وجدت نفسها تتمني ،

وليس لاول مره ،

ان يصبح جو حيا ،

كانت ديانا تكبر الان و تصبح ذات مسؤوليه كبار فنواح كثيرة ،

ايضا كانت تحب جو و كان جو مدلها فيها ،

فقد ظل بلا زواج سنوات كثيرة قبل ان يتزوج ما دلين ،

ثم و جد ديانا طفلة لا ممكن مقاومه حبها على الاطلاق ،

وتساءلت ما دلين الان هل كان زواجها من جو هو الذي عجل بحالته؟
فمن المحقق ان الزواج اثقلة بمزيد من المسؤوليات ،

وانة عمل بجهد كبير فالسنوات التي اعقبت زواجهما ،
ولكن مرضة لم يكن له علاج ،

وقال لها الاطباء كثيرا انها جعلت احدث سنوات عمرة سنوات سعيدة.


قررت ان تترك شعرها منسدلا ،

وخرجت من غرفه النوم تبدو فجاذبيه الشباب ،

وكانت ديانا تهذب ما كياجها بيد رشيقه ،

وكانت تضع مجرد ظلال العيون و احمر الشفاة ،

ولم تكن بشرتها الزيتونيه تحتاج الى مزيد من و سائل الترائع ،

القت بنظره انتقاديه على امها من فوق كتفها و قالت متسائله باشاره من يدها:


” هل يوافق عمي ادريان على ارتداء البنطلونات الفضفاضة؟”.


بدت ما دلين مسروره ،

وردت بخفة:


” لا اكاد اري كيف ممكن ان تهمة هذي المساله ،

انا التي ارتديها و ليس العم ادريان”.


” اعرف هذا ،

ولكن بصراحه يا امي ،

لعلك ستتزوجينة يوما ،

وعليك ان ترتدى من الملابس ما يتفق مع مركزك”.


” يا عزيزتى ديانا …..لست انوى الزواج من العم ادريان ،

وقلت له هذا ،

وقلتة لك كذلك ،

مئات المرات ،

عجبا ،

اننى فالثالثة و الثلاثين و لست فالثالثة و الخمسين ،

ورغم اننى موقنه انها تبدو سنا كبار بالنسبة اليك ،

لكننى لا انوى ان اوى الى الكرسى الهزاز بعد؟”.


قطبت ديانا جبينها:


” ان عمي ادريان ليس اكبر سنا من ابي لو انه…..”.


بعدها توقفت :اوة يا عزيزتى …… انا اعرف هذا ،

ولكن ذلك كان امرا مختلفا.


” كيف؟”.


تطلعت ما دلين الى ساعتها ،

وقالت:


” الم يحن الوقت لذهابك؟”.


هزت ابنتها كتفيها ،

وقالت:


” اظن هذا ،

حسنا ،

انت و شانك……”.


بعدها جذبت سترتها المصنوعه من الدوفيل و قالت:


” ساذهب اذا”.


” حسنا يا حبيبتي اعتنى بنفسك”.


قبلت ديانا و جنه امها و انطلقت خارجه من الشقه و هي تدور حول نفسها ،

ودخلت ما دلين المطبخ ،

كانت دلائل الغسل السريع من جانب ديانا للاطباق و اضحه على الارض التي تكاد تسبح فالماء ،

وكانت ممسحه الاطباق مشبعه بالماء.


عصرت ما دلين الممسحه ،

وتناولت الممسحه ال كبار و امتصت فيها الماء عن الارض ،

ومسحت الارضيه الخشب فغدت نظيفه ،

ثم و ضعت الاطباق التي كانت ديانا ربما تركتها على المنضده ،

فى اماكنها ،
وعادت الى غرفه الجلوس.


و ما كادت تستقر امام التلفزيون حتي جلجل جرس الباب فنهضت فكسل و مضت تطرق الارض بخفوت الى الباب ،

واذ فتحتة ،

وجدت ادريان سنكلير ينتظر السماح له بالدخول.


و كان ادريان نحيلا طويلا فاوائل الخمسينات يكبر ما دلين بعشرين عاما ،

واعزب ،

ووجد ما دلين فاتنه و مرغوبه تماما ،

وتحركت جميع عواطفة بعنف نحو ما دلين بسبب افتقارها الظاهر الى الاهتمام الرومانسي فيه ،

وبصراحه ،

كانت ما دلين تتساءل عما يجتذب الرجال الاكبر سنا اليها ،

لقد و جدت ادريان مثيرا من الناحيه العقليه ،

ولكنة بارد من الناحيه العاطفيه ،

ولم تكن الزيجات لتقوم على العقل و حدة ،

ولم يكن ليمضى فاتجاة احدث غير ذلك الاتجاة معها.




قالت و هي تبتسم الان:


” تفضل يا ادريان الا يزال الجو باردا؟”.


قال ادريان ،

وهو يدخل و يتخفف من معطفه.


” ابرد …..
هذه غرفه دافئه و مريحه يا ما دلين ،

اننى اشعر دائما كاننى فبيتي هنا “.


” حسنا ،

انا مسروره لذلك”.


اغلقت ما دلين الباب و اخذت عنه معطفة قبل ان تتبعة عبر الغرفه و سالتة ان تعد له بعض الشراب فوافق ،

وجلس على الاريكه امام التلفزيون فالموضع نفسة حيث كانت تجلس ما دلين قبل و صولة ،

وانضمت الية بعد ان سكبت الشراب.


كانت تستمتع بصحبه ادريان ،

ودعاباتة الجاهزة ،
وكانت مسروره لانة لم يبذل اي محاوله قويه ليجعل العلاقات بينهما تتحول الى اكثر من هذا ،

كان كثيرا ما يطرق مقال الزواج ،

ولكن ما دلين حاولت ان توضح له من البداية انه لا ممكن ان يصبح بينهما شيء اكثر من الصداقة.


و كان ادريان ياتى الى الشقه كلما استطاع هذا ،

سواء كانت ديانا موجوده ام لا ،

وكان يحب ديانا ،

وكانت مولعه فيه ،

وهي تخاطبة بالعم ادريان منذ كانت فالحاديه عشره من عمرها ،

ولم تجد سببا يدعوها الى ان تغير هذا الان.


و كان يمتلك منزلا فاوتيرييري،
تديرة مدبره ممتازه ،

وكان البيت يقع قرب مدرسة اوترييرى التي كان ناظرها ،

ومع ان البيت كان كبيرا و كئيبا بالنسبة الى رجل يعيش و حدة ،

فقد كان يحبه ،

وجعلة مليئا بنخبه من التحف الفنيه الكفيله بان تجهز متحفا ،

وكانت ما دلين تقول احيانا و هي متامله انه لو تزوج يوما ما و انجب اطفالا يجرون فالبيت لاصبح فخوف دائم على مجموعته.


قال ادريان بكيفية عرضية:


” و قع حادث على طريق اوترييرى اليوم،
تصادمت سيارتين و لورى ،

ونشر الخبر فالطبعه المتاخره من الصحيفة”.


” اوه….اكان هنالك حادث حقا؟”.


كتمت ما دلين معرفتها بالحادث ،

فلم تكن تنوى ان تحدث ادريان ،

فضلا عن ديانا ،

بالحادث الشخصى الذي تعرضت له لن ادريان كديانا ،

يعيب عليها استخدامها الدراجه البخاريه على الطريق المكتظه ،

يفضل استعمال و سائل النقل العامة فتلك الامسيات عندما لا يستطيع توصيلها الى البيت.


” نعم ،

بعض الناس يتحركون بسرعه لا تناسب السلامة ،

ومعظم هذي الصدامات ممكن تجنبها بقليل من التروي”.


” اوة ….
اننى اوافقك”.


قالت ما دلين هذا بشيء من التوتر ،

وهي تجلس بجوارة ،

وتامل الا يخذلها و جهها و اضافت:


” المرور المقبل من مصنع شريدان يتحرك بسرعه بالغة”.


” بالفعل ،

وسيصبح من دواعي سرورى اتمام بناء البيوت الواقعه خلف المصنع ،

فبذلك لن يضطر هؤلاء المفسدون للقدوم الى المدينه ليتخذوا الطريق منها الى لندن ،

ان معظم السيارات تجعل المنطقة الواقعه خارج المدرسة بمثابه حلبه سباق ،

واننى لاشعر بالامتنان لان جموعنا من التلاميذ يظهرن من المدرسة قبلهم ،

هل تتخيلين ماذا يصبح عليه الموقف لوخرج من ابوابنا حشد من راكبى الدراجات و حاولوا الاندماج مع ذلك الحشد الاخر !

فلتكن السماء فعونهم!”.


قبلت ما دلين سيكاره عرضها عليها ،

وقالت ،

بعد ان بدا كلاهما يدخن :


” هل ذهبت يوما الى مصنع شريدان؟”.


” كلا ،

لم اذهب الية منذ افتتاحة ،

وذهبت يوما الى موقعة اثناء المراحل الاولي للبناء ،

انة مكان هائل ،

ويبدو ان طاقة تشغيلة عندما تكتمل تماما ستستوعب نحو خمسه الاف رجل و احضروا عمالا عده مهمين من ايطاليا بالطبع ،

ومن مصنعهم قرب ديترويت ،

وسمعت ان نيكولاس فيتال نفسة جاء من روما خصيصا ليطمئن على ان جميع شيء يجرى على ما يرام ،

وهو هنا بالطبع فزياره فقط ،

فهو الرئيس الكبير ،

ولعلك تعلمين ان و الدة هو الذي اسس ذلك العمل ،

اما الرجل الذي يدير ذلك الفرع فيدعي ما سترسون ،

وهو من امريكا على ما اعتقد ،

احضر اسرتة معه و استاجروا البيت الذي يقع قرب هاينوك ،

واعتقد ان اسمه انغلسايد”.


” اجل …..اننى اعرف ذلك المكان يا ادريان ،

انة ضخم ،

الم يكن ملك احد الارستقراطيين المفلسين فو قت ما ؟”.


قال ادريان ،

وهو يضحك فخفوت:


” نعم ،

كان اللورد اوترييرى المسن نفسة يعيش هنالك منذ سنوات ،

تخيلى ان ينزل الامريكيون فهذا المنزل الفخم المهيب !
”.


ضحكت ما دلين ،

وقالت:


” لا بد ان يصبح شيئا جميلا ان يتحرر المرء من قلق المال”.


” يا عزيزتى ما دلين …….
ان بوسعك ان تتحررى كذلك من قلق المال اذا سمحت لى فقط بان اولي رعايتك”.


” اعرف هذا يا ادريان ،

واقدرة ،

لكننى لا استطيع ان اري نفسي زوجه ناظر توزع الشاى و المجاملات على اولياء امور الاطفال ،

اخشي الا اكون من ذلك الطراز”.


تنهد ادريان و قال:


” هراء يا ما دلين ،

فى و سعك ان تتلاءمى بسهوله ،

واقول جادا ان ديانا ستوافق على زواجك منى ،

فهي بالنسبة الى بمثابه الابنة”.


” اعرف هذا يا ادريان ،

انها مناصره كبار لقضيتك،
ولكن الامر ببساطه هو … اننى اتمتع بحريتى ،

واهم من هذا ،

اننا لا نتبادل الحب”.


” و هل كنت تحبين جو؟”.


قطب ادريان جبينة عندما لم تجب ما دلين ،

واستطرد قائلا:


” ذلك الى جانب اننى احبك يا ما دلين ،

ان الحب للشباب ،
ونحنكبيرة ناضجون ،

ولسنا احداثا دون العشرين نتوق توقا الى القمر ،

الا تودين احيانا ان تسترخى ،

وان تضعى قدميك الى اعلي بدلا من الاندفاع الى المنزل فالامسيات؟”.




تنهدت ما دلين … جميع ما قالة ادريان صحيح ،

ستكون ديانا مسروره اذا تزوجا ،

ستكون متحمسه بالفعل ،

فهي تحب ادريان و تحترمة ،

وسوف تستمتع بالتميز الاجتماعى الذي ستكون به عندما تصبح ابنه زوجه الناظر ،

ايضا كانت ما دلين تعرف كم سيصبح الامر باعثا على البهجه اذا اصبح لها وقت فراغ كبير تقرا به جميع الكتب التي تود قراءتها ،

وتستكشف جميع المتاحف و معارض الفن التي تستمتع بزيارتها ،

بل و ربما يصبح لها اسرة كبار ايضا.


هنا انتصبت ما دلين فجفول ،

لا ممكن ان تقنع نفسها ابدا مره ثانية بحياة كهذه ،

لم تكن فقرارتها شخصا مرتزقا ،

وكانت تفزعها فكرة الزواج من احد لمجرد المنافع الماديه التي ممكن الاستمتاع فيها ،

لا تستطيع هي بالذات ان تفعل هذا ،

لقد استطاعت هي و ديانا ان يدبرا امورهما حتي الان ،

واثناء عامين ،

تكون ديانا ربما عملت و استطاعت ان تزود نفسها بالكماليات القليلة التي لم تستطع ما دلين ان تتحمل نفقاتها دائما.


قالت و هي تتنهد مره اخرى:


” انا اسفه يا ادريان ،

لا استطيع ان افعل هذا ،

وعلي قدر اعجابي بك و احترامي لك ،

استطيع ان اري كيف يصبح فو سعنا ان نقضى حياتنا معا ،

انت مصبوب فقوالبك على نحو يتعذر معه التغيير بايه حال ،

وسوف تكرة ان تكون فالبيت بنت دون العشرين ،

تفسد مجموعتك الثمينه و توقظك فكل الاوقات على صوت اخر مجموعة من الموسيقي الجديدة ،

انت لا تتصور ماذا سيصبح عليه الوضع”.


” هراء!”.


قال ادريان هذا مره ثانية ،

ثم تنهد و هو يرى علامات الممانعه فو جهها ،

واضاف:


” حسنا ،

فلننسي هذا ،

اين ديانا الليلة فايه حال؟”.


” ذهبت الى نادى السبعينات مع جيفرى ايمرسون … هل تعرفه؟”.


قال ادريان فتامل:


” اعرفة ،

اخوة فالسنه الاولي فمدرستى ،

ولكن جيفرى يذهب الى المدرسة الثانوية ،

اليس كذلك؟”.


” نعم ،

انة فالسابعة عشره فقط ،

وقد اخذ دراساتة العليا فشهاده التعليم العام ،

وينتظر الان مكانا له فالجامعة”.


” اة ….
نعم اننى اذكر ان هيذرنغتون كان يتحدث عنه فاخر مره كنا نتناول بها العشاء معا ،

كان السيد هيذرنغتون ناظر المدرسة الثانوية ،

وقال ان امة مختلفة تماما ،
وهو لا يكاد يصدق ان جيفرى هو ابنها فهي سيده فظه جدا جدا على ما اعتقد”.


عضت ما دلين شفتيها ،

وقالت:


” ان جيفرى ولد و سيم ،

ذكى كذلك كما تقول ،

ولكننى اتساءل احيانا اذا كان متهورا قليلا ،

علي الاقل بعيدا عن المدرسة”.


قطب ادريان جبينة ،

وقال و هو يبدو متفكرا:


” نعم ،

ربما كان الامر ايضا ،

هل يساورك القلق فيما يتعلق بتاثيرة على ديانا؟”.


” نعم ،

اننى قلقه “.


” و لكن ديانا ليست سهلة القياد”.


قالت ما دلين و هي تتحرك فقلق:


” اوة ،

اننى اعرف هذا ،

ولكن المساله انها لا تزال صغيرة.


هز ادريان كتفية ،

وقال:


” انهن ينضجن مبكرا هذي الايام ،

وديانا بنت عاقله ،

وهي لن تتصرف بغباء و حمق ابدا”.


نهضت ما دلين و تساءلت:


” الن تفعل هذا حقا ؟

الن تفعل ذلك؟”.


بعدها ابتسمت ،

واضافت:


” لا…..
لا اظن”.


ابتسم ادريان ،

وقال:


” اننى ادرك شعورك ،

انت و صيه عليها ،

و لذا تشعرين بمسؤوليه مزدوجه لانها بلا اب”.


” ما ذا…ماذا يعمل و الد جيفري؟”.


رد ادريان:


” انه يعمل لحساب شركة من مقاولى سيارات النقل ،

وكما قلت من قبل ،

فمن الواضح ان جيفرى هو الذي خرج على خط العائلة”.


كان نادى السبعينات يقع فوق مقهي بالاسم نفسة فشارع هاى ستريت باوتيرييرى ،

وكان جميع اعضائة شبابا دون العشرين من المدارس المحليه اوالكليات الفنيه ،

وكانت الموسيقي تاتى من صندوق للموسيقي قدمة صاحب المقهي مجانا.


و فمساء الجمعة ذاك كان المقهي غاصا بصغار الشباب ،

كلهم يلفون و يدورون بجنون على الحان الموسيقي الصاخبه و المثيره التي تصدر عن الصندوق ،

وكان هنالك بار منخفض فاحد الاركان يقدم القهوه و الكوكاكولا و كانت الاضواء خافته رقيقة.


و كانت ديانا سكوت و جيفرى ايمرسون يرقصان معا ،

وعندما انتهت الموسيقي سقطت ديانا على صدر صديقها ضاحكه ،

وصاحت:


” يا الهى ،

اننى منهكه القوي ،

لنجلس قليلا؟”.


اوسع لها جيفرى فالابتسام ،

واطبقت يداة حولها كانما هي اسيرتة ،

وغمغم فرفق:


” اروع ان ابقي هكذا”.


احمر و جة ديانا ،

كانت تعجب كثيرا بجيف ،

وكانت مسروره لان علاقتهما بدات تدخل اخيرا فيما يبدو مرحلة اكثر جديه ،

ولم يكن لها صديق منتظم من قبل ،

وارادت ان تكون كسائر الفتيات اللواتى ينفقن اوقاتهن فمناقشه محاسن شتي الفتيان.


الا انها خلصت نفسها و قادتة و هي تمسك بيدة الى البار ،

حيث اتخذا جلستهما على مقعدين عاليين،
وطلب جيفرى قدحين من القهوه ،

واخرج من جيبة علبه سكائر عرضها على ديانا فهزت راسها و اشعل جيفرى سيكارتة و وضع العلبه فجيبه.




قال بفتور:


” كنت اظن انك تنوين تجربه التدخين فو قت ما ”.


قالت ديانا ،
وهي تعض شفتها:


” كنت انوى هذا … انا انوى ذلك”.


قال ساخرا:


” انك خائفة”.


فتصلبت كتفاها و قالت:


” لا ،

لست خائفه ،

اعطنى واحدة”.


هز جيفرى كتفية و ناولها سيكاره و اشعلها ،

وجذبت ديانا انفاسها كما كانت تري سائر الناس يفعلون ،

ثم بدات تسعل مختنقة.


ابتسم جيف ابتسامه عريضه ،

وربت على ظهرها ،

فارتعدت ديانا و صاحت:


” اوه… انها فظيعه … لا ادرى كيف يمكنك…”.


قال جيف:


” يجب ان تثابرى ،

استمرى ،

اسحبى نفسا اخر”.


قالت ديانا بحسم:


” كلا..
اشكرك……..”.


بعدها القت السيكاره ارضا و سحقتها بقدمها.


قال جيف باستياء:


” ماذا فعلت؟
ان هذي السكائر لا تنمو على الاشجار كما تعلمين”.


قالت ديانا ساخرة:


” لا ،

انها تنمو على النباتات”.


بدا جيف غاضبا ،

وقال:


” شيء لطيف!”.


بعدها مضي متشامخا عبر ساحه الرقص.


ذهلت ديانا ،

لم تكن تحلم ابدا بان ينصرف عها و يتركها ،

وكان قلبها يدق بسرعه ،

وشعرت باعماقها تبرد داخلها.


كانت تعلم ان سائر الفتيات فالنادى يحسدنها على ارتباطها بجيفرى ايمرسون ،

كان فتي شديد الجاذبيه و كان فو سعة ان ينتقى من يشاء من الفتيات ،

اما اختيارة لها فكان يثيرها الى حد كبير لانة قبل شهرين فقط كان يعاملها كطفلة ،

ومنذ التحقت بالكليه التجاريه ،

كانت ربما نمت كثيرا ،

ولم تكن تدرى كم هي جذابه بشعرها الحريرى و عينيها الواسعتين ،

وعندما بدا يواعدها ،

ارتفعت مكانتها بين رفيقاتها ،

وكان من بواعث جاذبيته انه كان الفتي المفضل لدي الجميع فالوقت الحاضر.


بدات الموسيقي تعزف من جديد ،

وراتة يقترب من بنت نحيله و رائعة و يطلبها للرقص على ما هو و اضح ،

وشعرت بالاهانه و الغضب ،

كيف يجرؤ على ان يعاملها كذا ؟

وخطر لها ان تعود الى المنزل ،

ولكنها كانت تعلم انها لن تفعل هذا ،

بل ستنتظر لتري ان كان سيعود اليها ،
ن كان ذلك امرا مغيظا ،

ولكنها لم تستطع ان تنصرف عنه ،

واذا كانت ستفعل فليس الان.


طلبت قدحا احدث من القهوه ،

وجلست ترشفة و هي مستغرقه فالتفكير اذا لم يات اليها بين الرقصات فستضطر للذهاب الى البيت ،

وكم سيصبح ذلك فظيعا !



بعد رقصتين اخريين بلغت اعماق الياس ،

وعندئذ شعرت بان احدا ينضم اليها ،

ولم تجرؤ على الالتفات فالقت الية نظره جانبيه ،

وارتاحت لانة كان جيف .



كان و جة جيف يبدو نائيا عنها ،
ولكنة قال:


” اتريدين الرقص؟”.


شعرت ديانا بيديها تتنديان:


” انا….حسنا … هل تريد انت؟”.


هزكتفية و رد ببرود:


” نعم ،

اننى سارقص”.


” حسنا”.


قالت هذا و هي تنزلق من فوق كرسيها العالي.


و كانت الموسيقي عندئذ بطيئه متلكئه ،

وكان هنالك مطرب من معبودى الاسطوانات المعاصره ،

يتغني باحدي اغاني الحب ،

وجذبها جيف بين ذراعية و وضع خدة على خدها ،

وكانا يتحركان ببطء و ذراعا جميع منهما حول الاخر.
وشعرت ديانا بنفسها ترتجف ،

فهمهم اليها:


” استرخي….”.


فهمست الية قائلة:


” اننى اسفة…”.


و ادركت انها تعتذر عن لا شيء و لكن كان ذلك اروع من عدم مبالاتة ،

تطلع جيف اليها و تساءل:


” هل انت اسفه حقا؟”.


تمتمت ،

وهي تبدو قلقة:


” لماذا انصرفت عني؟”.


” لا احب ان يعاملنى احد و كاننى احمق”.


“لكننى لم اكن…..اوة يا جيف… اظن اننى اتصرف بحماقه فبعض الاحيان ،

الا تستطيع ان تنسي ما حدث؟”.


لانت عينا جيف:


” حسنا يا ديانا ،

اظن اننى ملوم بالقدر نفسة لاننى تصرفت بسخط و عاملتك بازدراء ،

هل جعلتك تشعرين بالغيرة؟”.


احمر و جة ديانا ،

وقالت برقه ،

وهي تميل على عنقة و تشعر بيدية تمتلكانها اذ تلتفان حولها:


” نعم ،

لقد نجحت فهذا الاتجاه”.


و عندما انتهت الموسيقي تطلع الى ساعتة ،

وقال بهدوء:


” انها التاسعة و النصف … فلنذهب … اذا؟”.


اومات براسها و ذهبت لتاتى بمعطفها ،

وفى الخارج كان الهواء نقيا و لكنة شديد البروده فانطلقا مسرعين الى محطه الاوتوبيس ،

كان جيف يسكن فالطرف الاخر من اوترييرى ،

قرب المدرسة الثانوية فالواقع ،

ولكنة كان دائما يوصل ديانا الى منزلها.


و نزلا من الاوتوبيس و سارا فالطريق المظلم صوب البنايه الاخرى حيث كان يسكن ال سكوت ،

وقبل ان يصلا الى البنايه الاخرى ،

وبين البنايتين العاليتين ،

كانت هنالك حديقه صغار للزينه فيها احواض زهور و مقعد طويل قائم بين اشجار الورد و الشجيرات الخليجية ،

وكانت مواعيد اللقاء القليلة الاخيرة بينهما تنتهى الى ذلك المقعد ،

حيث كان يودع احدهما الاخر و داعا طويلا ،
ورغم ان الجو كان باردا سارا عبر الحديقه الى المقعد ،

ولكنهما لم يجلسا فتلك الليلة ،

اذ كان الجو ربما امطر اثناء النهار ،

وكان جميع ما حولهما مندي ،

ولكن الشجيرات كانت تكفل لهما بعض العزله و الانفراد.




قالت ديانا و هي تتطلع الى جيف:


” اشكرك على توصيلى الى البيت”.


“كان هذا من بواعث سروري”.


بعدها جذبها الية و عانقها… و رغم انها بادلتة هذا شعرت بنوع من الخطر يدنو منها ،

كان فمسكتة القويه لها و تصاعد انفاسة و تبادل التجاذب بينهما نتيجة المبارزه المثيره التي حدثت … جميع هذي حفزتهما للتقارب اكثر على نحو لم تعهدة من قبل فاذا فيها تسحب نفسها الى الوراء فجاه ،

يساورها الحذر و الشعور بالصد و النفور ،

فتبلع ريقها بصعوبة.


عقد جيف ازرار معطفة باصابع غير ثابته ،

وقال بصوت محكم منطو :


” الا تدركين ماذا ممكن ان يفعل عناق كهذا لرجل؟”.


عضت ديانا شفتها و اطبقت قبضتيها ،

وتساءلت بعبنوته :


” هل حدث خطا ما ؟”.


ضحك جيف باقتضاب فغير مرح ،

وقال و هو يبدو غاضبا:


” و هل … هل اراك غدا ؟
”.


تردد جيف ،

ثم احني كتفية :


” اوة ،

نعم … اظن هذا ،

عندي محاضره فالصباح ،

ولكننى بعد ظهر الغد ساتولي تحكيم مباراه فالركبى ،

اتودين الحضور؟”.


بدا على ديانا الاهتمام:


” هل يمكننى ذلك؟”.


” بالطبع نستطيع ان نتناول الشاى بعد هذا عند و الدتى ،

ثم نذهب الى السينما فالمساء اذا شئت “.


بدا على ديانا المزيد من الارتياح ،

وقالت:


” يسعدنى هذا كما تعلم … هل ستعترض و الدتك؟”.


هز راسة نفيا.


” بالطبع لا….
حسنا”.


ابتسمت ديانا و قالت:


” لا باس”.


بادلها جيف الابتسام ،

ووضع يدية فجيبى معطفة و قال:


” لا بد ان اذهب الان ،

ساراك غدا ،

سوف نتقابل فالمدرسة”.


و تركها عند مدخل البنايه ،

وعاد ادراجة عبر الحديقه ليلحق بالاوتوبيس.


و عندما فتحت ديانا باب الشقه و دخلت ،

وجدت و الدتها تعد القهوه و السندويشات فالمطبخ ،

بينما كان ادريان سنكلير يتمدد على الاريكه يشاهد التلفزيون ،

وكان العرض فيما يدو تكرارا لمباراه فكرة القدم جرت فاحدي دول القاره ،

وبعد ان حيا ادريان الفتاة عاد الى المشاهدة ،

بينما ذهبت ديانا الى المطبخ لتري و الدتها.


ابتسمت ما دلين بمرح لها و قالت:


“حسنا هل قضيت و قتا طيبا؟”.


” نعم ،

شكرا”.


قالت ديانا هذا و هي تتنهد قليلا اذ تذكرت العناق…وتذكرت ففتور انه عناق حقيقي فحياتها.


كانت ما دلين تتطلع اليها بفضول ،

وتساءلت:


” لماذا هذي النظره البعيده فعينيك ؟

اين كنت؟”.


هتفت ديانا و وجهها يتورد ،

وهي تشعر بحرج:


” فالنادى فقط ،

انا … نحن ….
ساذهب لخلع ملابسى يا امي ،

لاستطيع ان اوى الى الفراش مباشره بعد العشاء”.


” حسنا يا حبيبتي….”.


قالت ما دلين هذا و هي مقطبه ،

هنالك شيء مختلف يحيط بديانا الليلة ،

وهي لا تستطيع ان تقرر ما هو ،

وهنا عكر صفوها ادراكها ان ديانا بلغت المرحلة التي لم تعد بها تحكى لامها جميع شيء.




2- دعوةاعتادت ما دلين و ديانا التسوق معا صباح السبت ،

حيث تشتريان معظم الاكل المطلوب للاسبوع الاتي ،

وتضعان السلع القابله للفساد فالثلاجه الصغيرة فالمطبخ ،

وبينما كانتا تتناولان الغداء قالت ديانا:


“ساذهب بعد الظهر مباشره مع جيف الى مباراه الركبى التي ستقام فالمدرسة الثانوية ،

ثم نتناول الشاى فمنزلة و نذهب بعد هذا الى السينما”.


و تساءلت ما دلين و هي ترفع حاجبيها السوداوين:


” حقا ؟

وهل ستسر و الدتة بذلك؟”.


ابتسمت ديانا و قالت:


” هل قابلت اسرتة من قبل؟”.


” كلا ،

ولكن ذلك لا يهم”.


هزت ما دلين كتفيها ،

وقالت:


” حسنا ،

اتمني ان ينتهى جميع شيء على ما يرام ،

هل ذلك ينذر بعلاقه اكثر جديه فالمستقبل ؟

امل الا يصبح الامر ايضا ،

فانتما صغيران جدا جدا كلاكما”.


هتفت ديانا :


” اوة يا امي…”.


بعدها حملت طبق حلواها الى المطبخ.


و بينما كانت تعد القهوه ،

انضمت اليها و الدتها و على و جهها علامات التفكير ،

قالت بهدوء:


” اريد منك فقط ان تتذكرى انك مجرد طفلة ،

وجيف لا يزال بالمدرسة ،

وهو ينوى كما قلت لى ان يلتحق بالجامعة فالخريف ،

فليس من فوائد ترجي ان ترتكبا شيئا ينم عن حماقة”.


احتجت ديانا فغضب ،

وكانت تمقت ان يحدثها احد بتعال ،

وقالت:


” لست اري سببا لديك يدعوك الى ان تحدثينى بهذه اللهجه ،

وفى اي حال انا لم اتحدث بشيء ،

اليس كذلك؟”.


” بلي ،

انك لم تتحدثى بشيء ،

ولكنك كنت تبدين غريبة ليلة امس عندما عدت الى البيت.


شعرت ديانا بوجنتيها تلتهبان من جديد ،

كان مما يبعث على الضيق ان تبدو شفافه على ذلك النحو:


” ليس ثمه سبب……”.


ردت بذلك باقتضاب ،

وقلبت اناء القهوه ،

وتساءلت ما دلين اذا كانت ربما افرطت فقلقها بشان ديانا ،

فكما قال ادريان ان الفتيات ينضجن مبكرا هذي الايام ،

تمنت هذا ،

لكم تمنت هذا !



و بعد الفراغ من تناول الاكل تولت ما دلين غسل الاطباق بينما ذهبت ديانا لتغير ملابسها ،

ثم اخرجت ما دلين المكنسه الكهربائيه ،

اذ كانت تتولي تنظيف الشقه بعد ظهر جميع سبت.


برزت ديانا و هي تبدو شابه نقيه فتنوره من التويد و كنزه قصيرة مكتنزه ،

وكانت ترتدى ستره من الفراء ذات كسرات لها قلنسوه من الفراء نفسة ،

وكانت هذي الستره اصلا لمادلين ،

وكانت فلون العسل مع بطانيه بنيه غامقه ،

وهي مناسبه لبشره ديانا الزيتونيه مثلما كانت مناسبه لبشره ما دلين ،

تطلعت ديانا الى امها فحزن و اكتئاب و تساءلت و هي تشير الى السترة:


” هل تمانعين؟”.


لوت ما دلين قسمات و جهها ،

ولكن كانت هنالك نظره سرور فعينيها ،

وتساءلت مبتسمه :


“وهل يهم اذا كنت امانع ؟

كلا ،

استمرى و شانك ،

انها على الاقل ستدفئك … و اري انك ترتدين حذاءك الطويل الجديد ،

اننى مسروره لانك اشتريت ذلك الحذاء ،

رغم انه غالى الثمن”.


” حسنا ،

اود ان ابدو رائعة عندما اقابل و الديه”.


قالت ما دلين فشك:


” ن………نعم……”.


بعدها اردفت و هي تهز كتفيها:


” تمتعى بوقتك !
”.


” سافعل ….وداعا….”.


و بعد ان ذهبت ديانا ،

انكبت ما دلين على العمل فشبة انتقام ،

لم تكن مولعه بعمل البيت بوجة خاص ،

ولكن كان لا بد من ادائة ،

ولم تكن هي من النوع الذي يتجنبه.


و ما كادت تفرغ حتي حل وقت تناول الشاى ،

فصنعت لنفسها و جبه صغار ،

كان ادريان يصطحبها دائما الى الخارج للعشاء فامسيات السبت ،

لذا لم تعن بتناول و جبه كبار ،

كانا عاده يذهبان الى فندق يقع خارج اوتيرييرى ،

ويتناولان شيئا من الشراب قبل الوجبه ،

وكانت ما دلين تستمتع دائما بهذا التغيير اذ لم تكن تظهر ابدا طوال الاسبوع.


غيرت ملابسها و ارتدت ثوبا من الجيرسية بلون العنبر ،

ومشطت شعرها و ثبتتة على وضع العقده الفرنسية ،

وبينما كانت تضع ما كياجا خفيفا على و جهها خطر لها ان بشرتها على الاقل جيده ،

كانت ناعمه خاليه من التجاعيد ،

وكانت تدرك انها تبدو اصغر من اعوامها الثلاثه و الثلاثين ،

وبينما هي مسروره بخواطرها ،

ادركت ان جميع ذلك النقد الذاتى انما يرجع الى الرجل فالسيارة الحمراء ،

وهنا تساءلت مره ثانية اذا كانت ستراة بعد ذلك.


وصل ادريان فالسابعة و النصف ،

وكان يرتدى حله من جلد الغزال فبدا بذلك اصغر سنا و متميزا ،

وابتسمت ما دلين و هي تسمح له بالدخول ،

وقالت و هي تطرية :


” انك تبدو ذلك المساء انيقا للغاية”.


رفع ادريان حاجبية و قال :


” اشكرك ،

انت تبدين انيقه ايضا”.


ارتدت ما دلين ستره مريحه و ردت قائله فلهجه و اقعية:


” اتوقع ان يصبح الجو باعثا على البهجه كالعادة”.


قاد ادريان سيارة روفر قديمة لكنها مريحه الى حد ملحوظ و كان دائما يقول انه سيضطر الى شراء سيارة حديثة ،

ولكن ما دلين كانت تعلم ان سيارتة القديمة ستبقي معه سنوات عده بعد ،

فقد كان يكرة التغيير اذ يالف الاعتياد و كان ذلك هو الاسباب =الذي جعلها تعلم انه ليس فو سعها ابدا ان تفكر جديا فالزواج منه ،

اذا لم يكن هذا الا بسبب عاداتة الحازمة.

 


الماضى لا يعود