الهمسات المشتعلة

الهمسات المشتعلة 20160911 2722

روايه الهمسات

الفصل الاول

دخل انطوني اليها غاضبا كالاعصار…يصرخ بعبنوته شديدة….


و هو يجلس امامها على المقعد الذي تستلقى عليه لامار عند بركة السباحة…


لا ادري حقا ما الذي دهي و الدك…ان الرجل ربما جن….اتصدقين بانه يهددنى ان ابتعد عنك..وقد رفض اعطائى المبلغ التافة من النقود الذي طلبتة منه كسلفة لاكمل فيه مشروع المطعم الذي اقترب موعد افتتاحه!!!!


رفعت لامار نظارتها الشمسيه عن عيناها تتامل الرجل الجالس امامها بعبنوته و غضب…قالت لنفسها…اوة..كم يبدو رائعا و هو غاضب….ابتسمت له بحب قائلة…


ما الامر حبيبي لماذا جميع ذلك الغضب…


انا متاكده من ان و الدى لم يكن يعني ما قاله…انة فقط يخاف على كثيرا…ولا يؤمن لاى مخلوق حين يتعلق الامر بى…كما تعلم طونى..لم يتبقي له سواي…بعد و فاه و الدتى و عمى…


زفر طوني بحنق و نفاذ صبر…


اعلم جيدا لامار…ولكن…انة يهددنى لكي ابتعد عنك..انا لم اعد افهم…الي متي سيظل غاضبا من علاقتى بك…متي سيرضخ للامر الواقع…لقد مر اكثر من نص عام على علاقتنا…والي الان لم يقتنع بي كشخص مناسب لك….الي متي لامار..الي متى؟؟!!


بعدها انه يرفض اقراضى ذلك المبلغ التافه…زفر بحزن…لا احد يثق بى…حتي عائلتى لا تريد الوقوف الى جانبي…ينظرون الى كولد صغير طائش…يحتاج دائما الى من يراقب تصرفاتة …ويحمية من جنونه….لا احد يثق بقدراتى سواك حبيبتي….


قالت لامار و ربما نهضت مقتربه منه تحتضنة بحب…


اوه ارجوك طوني …لا داعى لكل ذلك الحزن…الا اكفيك انا…انا اؤمن بك كثيرا…واعلم انك ستنجح..وستثبت للجميع قدراتك …ولن يستهين بك احد ابدا..سواء كان شقيقك او و الدى او اي مخلوق ايا كان..


نظر اليها بحب قائلا..” كم احبك لامار..انت فقط..من تشعريننى بالثقة…وتعطينى املا فان استمر.


اقترب منها معانقا..ومشاعرة عصفت بعقلها…وقال من بين انفاسة المتلاحقة…يجب ان تقنعية لامار,,,يجب ان يعطينى و الدك المال….انة املي الاخير….حاولى لامار..ارجوك!!!


اجابتة لامار من بين انفاس متهدجة..نعم حبيبي…اعدك باننى ساحاول ما استطعت ان اقنع و الدي…اوة..كم احبك طونى…عدنى الا تتركنى ابدا…


ابتعد عنها قائلا…اعدك لامار..الا يفرق بيننا سوي الموت…دست اناملها فخصلات شعره البنيه الداكنه تتاملة بحب …لم يكن و سيما بالمعني المعروف…ولكنه كان يملك الجاذبيه التي تدير راس اي فتاة…


عيناة باللون الاخضر الفاتح…انف قصير صغير..وفم رفيع رقيق…لقد اسرها منذ ان راتة فالعام السابق حين قابلتة فاليونان خلال رحله الكلية….اقتربا من بعضهما سريعا و لم تعى لنفسها الا و ربما و قعت فحبه و تعلق هو كذلك بها…عاد معها الى ايطاليا…وعلمت منه ان شقيقه متواجد دائما فروما…ليتابع اعمال العائلة…وبالتالي كان هذا يسهل عليهما اللقاء…


فوجئت بدخول و الدها عليهما…وقد تطاير الشرر من عينيه صائحا فيه.


امازلت هنا انطونى…الم احذرك من ان تبتعد عنها…!!!


نهضت لامار قائله بحزن…ابي من فضلك انا احبة…لماذا تصر على ايذائى…!!!


قال و الدها بغضب…انة ليس الشخص المناسب لك…حتي ان عائلتة لا تثق فيه كفايه لتقرضه ما يحتاج من اموال…فكيف اثق فيه انا…انة شابا طائشا…لا اامن عليك برفقته…


صاح انطوني بحنق…اوة…لا سيد باولو…ستقرضنى ما احتاجة من ما ل…انا لست بطائش…علي الاقل ليس بمقدار طيشك انت…لا تجبرنى على تحطيم صورتك امامها…لا تجبرني…رفع يدة نحو و الدها محذرا!!


امسكت لامار بذراعة تسالة متوسلة…ماذا تقصد بقولك طونى…بتحطيم صورة و الدي…


قال و الدها بسخرية…ها ربما ظهر على حقيقتة لامى…غلبت طباعه السيئه و اصله القذر علية….انة يحاول الان ان يوقع بيننا لاننى لم اقبل اقراضة المال…


قالت لامار بحزن…” هل حقا ما يقوله و الدى طونى…هل تحاول الايقاع بيننا…لا طونى…لن اسمح لك ابدا…الا و الدي…انة جميع ما تبقي لى فهذه الدنيا…ارجوكما…لا تضعانى بينكما فموقف الاختيار..انا لا احتمل ما يجري هنا…انا لا افهم …امسكت براسها من الاعياء…


صاح انطوني …ان اصول عائلتى ليست قذرة…ليس لان اجدادى كانوا مزارعين فقراء…اكون باصول قذرة…بل انت هو القذر باولو فيرناندو…التفت اليها قائلا..والدك العزيز الذي يمثل امامك دور الرجل ذو المبادئ و القيم..والذى يهيننى دون اسباب .
.الا لاننى احتاج مساعدة فازمه امر بها…ولا اجد من يساعدنى سواه…والدك يا عزيزتى …والدك…قال من بين اسنانه..يهز راسة محاولا ان يتمالك اعصابة…اللعنه عليك يا رجل…لا تجبرنى على ما سافعل…


قال و الدها بسخرية…انت مجرد جبان قذر…لن تجرؤ على فعل شيء..لانك لا تملك اي شيء…كل ما تهدد فيه سخافات لا معني لها…اخرج الان من بيتي لا اريد ان اراك قرب ابنتى بعد الان…نظر الية باحتقار قائلا…حثالة!!!


ابتسم طوني بسخرية..اوة..لا..لست انا الحثالة…بل الحثاله هو من يعمل لدي المافيا..كاحدي اذرعها الممتده لكل مكان…يبطشون فيه على الضعفاء…يحرقون فيه و يخربون…انت هو الحثاله سيد باولو..وليس انا…


اقترب و الدها ممسكا بياقه كنزتة مهددا…كيف تجرؤ ايها الحقير…ساقتلك الان بيدي..تحاول ان تشوة سمعتى و صورتى امام ابنتى الوحيدة…حقير كاذب …ساقتلك..اقسم انني ساقتلك…


و كان العالم يدور من حولها…تمسكت بظهر مقعدها تتجنب السقوط…انة كابوس رهيب…لا تصدق ما تسمعه..كيف يصبح طوني بتلك الحقارة…يشوة سمعه و الدها لرفضة ان يقرضة بعض المال…كيف خدعها طوال الوقت…


انتبهت على صراخهما الذي تحول لعراك عنيف…اندفعت لتقف فاصلا بينهما…توقفا…ارجوكما توقفا الان…لم اعد احتمل…اذهب من هنا طونى…لا اريد رؤيتك مره اخرى..انت كاذب طوني كاذب…لا ممكن ان اصدقك ابدا…انة و الدي…اتفهم..والدي…لن اسمح لك بان تهينة و تشوة سمعتة امامي ابدا…ليس لى غيرة..انة جميع ما املك فهذا العالم…اذهب طونى…اذهب…لا اريد ان اراك مره اخرى…انا اكرهك طونى…هل تسمع…اكرهك..


نظر اليها طوني مصدوما…لامار..انا لم اكن اقصد…ولكن صدقينى انها الحقيقة…انا لا اكذب….ارجوك لامار اعطينى الفرصه لاشرح لك…


قالت ببرود و ربما تجمعت بعيناها دموعا كالجليد القاسي الذي تشعر فيه داخل قلبها…لا طونى..لا يوجد ما تشرحه..ولا يهمنى ان اسمع ما تريد قولة…انتهي الامر….


تنفس طوني بعمق و ربما نظر لوالدها بسخرية…ربحت المعركه سيد باولو فيرناندو…مسكينه لامار..اشفق عليك حقا…ولكني ساكون كريما معك و ساخيرك للمره الاولي و الاخيرة…اما ان تاتي معى الان…او ساخرج من حياتك الى الابد…انها فرصتك الاخيرة لامي..لتتحررى كما اخترت انا حريتي…!!


اجابتة ببرود..اخرج انطونى..انتهي الامر…لن اسمح لك برؤيتى مره اخرى…صاحت بهستيرية..اخرج طونى…اخرج…


قال انطوني بحزن..الوداع لامار..اعلم جيدا انك ستندمين يوما ما …واشفق عليك من ذلك اليوم…وخرج مسرعا من المكان بعد ان رمي و الدها باقسي و اشد النظرات احتقارا و ازدراء…


رمت بنفسها بين احضان و الدها دون ان تبكى…لقد غلفت البروده قلبها..وتجمدت الدموع فعيناها الى الابد…ضاع حب عمرها الوحيد..وضاعت معه احلامها السعيدة…فى ليلة تشبة الكابوس المرعب…سمعت نفسها تهمهم بعبارات خافتة…انا اسفه يا ابى….وشعرت بلمسات يد و الدها الرقيقه تربت على شعرها مطمئنة…


كانت الثامنة صباحا حين تطايرت ستائر النافذه العتيقه بدخول الهواء البارد لشهر ما رس معلنا قرب انتهاء فصل الشتاء..انقطع شريط تلك الذكريات البعيده التي مرت منذ ثلاث سنوات بدت و كانها الدهر… و كعادتها و قفت لامار امام مراتها بالغرفه دون ان تهتم باغلاق النافذه رغم لسعه البرودة….


ارتعشت اصابعها الرقيقه و هي تحاول اغلاق احدث ازرار الجاكت القصير لبذلتها الرماديه و التي اختارتها للمقابله الهامه التي ستتم اليوم فبنك كريستيانو اكسبريس……فى محاوله اخيرة منها ان تحصل على قرض بمبلغ مناسب بعد ان رفضت عده بنوك من قبل طلباتها العديده لتحصل علية..
لسخريه القدر..ها هي تقف نفس الموقف الذي كان به طوني من قبل..تحتاج لمن يؤمن فيها و يثق فقدراتها…فى رايهم ان الضمانات التي تقدمها ليست كافيه لتغطيه مبلغ القرض المطلوب… رغم انها تقدم تقريبا جميع ما لديها … الفيلا التي تقيم فيها…الارض المبني عليها الشركة…وحتي الارض التي نقب بها و الدها عن الذهب… جميع هذا لم يكن كافيا…


و الان لم يبقي امامها سوي امل واحد…بنك كريستيانو اكسبريس… سمعت ان لديه مرونه فالتعامل و تسهيلات للسداد ……حين قرات بنفسها الجريده التي تعلن عن تلك التسهيلات..منذ شهر مضى…وحينها و اتاها الامل فان تحصل على المال الذي تحتاجة بقرض من ذلك البنك!!!!


و بالتالي بعد تاخر البنك فالرد على الطلب الذي تقدمت فيه لاكثر من ثلاثه اسابيع…تقدمت بطلب للحصول على مقابله مع مدير البنك للاستفسار عن اسباب تاخير الرد….


تنفست بعمق تملا رئتيها من الهواء البارد العابق بنسائم البحر و رائحه الياسمين التي تدخل لنافذتها من حديقه الفيلا…….


تطاير شعرها الاسود الرائع منسدلا بكثافه و لمعان خلف ظهرها ….
لقد استعدت جيدا لهذه المقابله برغم بعض الهالات السوداء حول عينيها من جراء ليلة طويله مرت عليها بارق….
حاولت ان تخفي هذا ببعض مساحيق التجميل..
ونجحت….
عيناها الواسعتان ربما زادتا اتساعا بوضعها الكحل و الماسكارا و ظهر لونهما اكثر و ضوحا ازرق قاتم مشوبا بظلال رماديه و ربما و رثت عيناها و شعرها عن و الدتها الراحله فلامار خليط من الدماء التركيه لوالدتها ….


و الايطاليه لوالدها فورثت عنه انفة المستقيم و قامتة الطويله الممشوقه و لكن شفتيها المكتنزتين المليئتين و عودا و اغراء يزينها شامه صغار سوداء على طرفها فكانت لوالدتها التي تذكر جيدا كم كانت فاتنه و جميلة بشهاده الجميع حتي فاخر ايامها عندما هزمها المرض كم كانت فتره صعبة على و الدها..


و الدها الحبيب الذي حاول ان يظل متماسكا من اجلها بعد فقدة و الدتها حبيبه عمره …..
كانت بجانبة دائما خاضا معارك الحياة جنبا الى جنب بحلاوتها و مرارتها….


كانت بجانبة حين قرر العوده لارض موطنة..ايطاليا و حين بدا التنقيب و البحث فالارض التي و رثها من و الدة و اجدادة عن الذهب حلم حياتة الذي تخلي عنه لفتره طويله من اجل البقاء بجانب زوجتة فتركيا حين التقيا صدفه عندما سافر لتركيا فرحله عمل …..
ليصارع معها ضد عائلتها لحرمانها من موافقتهم على الزواج فيه فقد كان من تقاليد العائلات عريقه النسب كعائلة و الدتها جوليا سوليمان..
الا تتزوج الفتاة الا من احد اقاربها حتي يصبح هنالك ضمان لتبقي الاملاك داخل حدود العائلة و حتي بعد موافقتهم استمر الصراع حتي تحصل و الدتها على ميراثها و برغم محاولات و الدها فجعلها تتخلي عن ذلك الميراث فهو كان سليل احدي العائلات العريقه فايطاليا …باولو ببرناردو من عائلة ببرناردو الاغنياء فاحشى الثراء..لم ترضخ و الدتها حتي حصلت فالنهاية و بعد عذاب على جزء من حقها…لكن و بعدين للاسف…انقطعت جميع صلات الود بين و الدتها و عائلتها الناقمه عليها بتركيا…عدا واحده فقط…كانت تراسلها سرا من ان لاخر…او تتصل فيها تليفونيا …لكي تطمئن عليها…وعلى


احوالها…تلك المرأة كانت خالتها ليلى…..وهي تصغر و الدتها بسنتين..وحتي بعد و فاه و الدتها استمرت خالتها بالاتصال بها…ولم تنقطع الصله بينهما حتي هذي اللحظة…


تعترف انها تجد بها رغم المسافات البعيده التي تفصل بينهما بعض العزاء عن و الدتها الراحلة…ورغم انها لم ترها من قبل الا فبعض الصور التي ارتها لها امها…فهي تكن لها مشاعر الود و العرفان…وتكون سعيدة دائما حين تسمع صوتها فمكالمه تليفونيه من وقت لاخر…


و ربما لاحظت مؤخرا ان خالتها بدات تحاول اقناعها بزيارتها فاسطنبول…ولكنها الان مشغوله بمشاكلها فالشركة و لا تجد الوقت لكي تقرر القيام بتلك الزيارة….ربما حين تنتهى مشكلاتها !
!!!


تذكر الان حكايات و الدها عن تلك الفتره التي تلت عودتهم الى ايطاليا بعد حصول و الدتها على جزء من حقوقها..حينها فقط عاد حلم و الدها للظهور مره اخرى؟؟
الذهب…!!!!!


و رغم محاولات كل من حولة من الاصدقاء و المعارف..وحتي اخية الوحيد…باثنائة عن التنقيب…لندره الذهب فايطاليا…وصعوبه الوصول لعرق واحد منة…فقد اصر هو على المحاولة…وبذل جميع ما يملك من جهد ليصل الى هدفه…وقد ساعدة على هذا ايمان و الدتها العميق به…وثقتها ال كبار فحكمه زوجها..ورجاحه عقلة….


عادا معا لايطاليا و كانت بجانبة حين اثمرت مجهوداتة فالبحث و التنقيب عن اول قطعة من الذهب و شاهدا بريقها الاخاذ معا ….شاهدا..لامار و هو المعني التركي لبريق الذهب فسميت لامار بهذا الاسم نسبة لبريق اول قطعة من الذهب..
الحلم .
.
حلم و الدها و والدتها…


كم كان ارتباطهما قويا و حبهما احسن حتي انهما حينما جاءت لامار للحياة اغدقا عليها من ذلك الحب..كان فراق و الدتها امرا صعبا على كليهما فقد كانت لامار فالعشرون من عمرها و كانت فاشد الحاجة اليها فلم يكن لديها اخوه و لم يرزق و الديها بغيرها من الاطفال..
وهكذا لم يعد لهما سوي بعضهما..هى و والدها الحبيب.
ولكن الحياة بخلت عليها بوجودة قربها……….


كم شعرت بالحزن و الفراغ بعد ان فارقها و الدها ايضا…لم يبق معها كثيرا بعد و فاه و الدتها..فقد توفي فحادثه كبار من جراء اصطدام قوي لسيارتة باحد سيارات النقل لان سائقها كان نائما خلال القيادة…كانت صدمه قوية… ظنت انها لن تستطيع الخروج من احزانها و وحدتها لولا ان اتت صوفيا ابنه عمها لتعيش معها بعد خروجها من مدرستها الداخلية التي ربما ارسلتها اليها زوجه عمها الراحل.وقد استولت على الباقى من ميراثها بعد ان اضاع عمها الراحل قبل و فاتة جزء كبير منه فاحدي الصفقات الغير مدروسة….فقد كان عمها معروف باستهتارة و عدم مبالاتة فالحفاظ على امواله…حتي انه كان يقامر فيها و بكميات كبيرة… لذا لم تجد صوفيا سوي لامار …الوحيده التي بقيت لها من العائلة…..وجدت بها تعويضا عن الحب و الاهتمام الذي فقدتة برحيل و الديها…


و الداى الحبيبان …كم اشتقت اليكما..


حدثت لامار نفسها حين افاقت من ذكرياتها ….
كم يؤلمنى ان اخذلك الان بعد ان اورثتنى شركتك..انا فو رطه كبار و اصبحت تحت رحمه كلمه واحده يقررها رجل..وليس اي رجل…!!
فهو نيكولا كريستيانو المشهور بقسوتة و عناده..ولولا اننى قرات بنفسي الاعلان فالصحف عن التسهيلات الغير عاديه التي يمنحها البنك الذي يملكه…لم يكن ليتبقي لدي اي امل فالخروج من تلك الورطة….


عبست لامار بحاجبيها الجميلين لمراتها … لامار فيرناندو التي اقسمت الا تجعل رجل احدث بعد انطونى يتحكم بى .
.ياتى من اكون تحت رحمته؟؟
انا..تنهدت بسخريه مريرة..المعروفة بسيده الاعمال الجليدية؟؟..زفرت بضيق و اتجهت لنافذتها تتطلع منها للبحر فقد بنى و الدها لوالدتها فيلتهما على مرتفع فاحدي الجبال المطله على البحر لعلمة بمدي تعلق و الدتها و حبها للمرتفعات حتي انها و رثت عن و الدتها ذلك الشغف…وقالت متجهه بنظرها الية..


تمالكي نفسك يا بنت و كوني قوية..ورفعت راسها بكبرياء قائلة..اعاهدك يا و الدى ان احارب ليبقي الحلم الذي بنيته…ليبقي عطرك .
.عطر لامار….عطر بريق الذهب حتي و ان بعت نفسي لاجل بقاءه..ودمعت عيناها و كعادتها ابت ان تسيل تلك الدموع..فالدموع ضعف..


و هي ليست بضعيفه فقد اقسمت بعد صدمتها بخداع انطونى حبها الاول و الاخير الا تكون ضعيفه ابدا او تخضع لسيطره رجل.


افاقت من افكارها على صوت صوفيا تدخل حجرتها كعادتها فالصباح قائلة.


صباح الخير ….


رفت لامار بعيناها فمحاوله لاخفاء اثر الدموع و رفعت يدها الرقيقه المطليه اظافرها بعنايه بلون احمر قانى معيده شعرها الكثيف الى الوراء و التفتت ناظره لصوفيا نظره تفيض حنانا و رقه قائلة


مرحبا عزيزتي..منحتها لامار احدي احلى ابتساماتها الجميلة قائلة


اعتقد.؟
لا بل اقسم اننى و طبعا الوحيده التي تحصل على تلك الابتسامه منك..نظرت اليها صوفيا نظره عتاب مداعب..وفي محاوله من لامار للهروب من الاجابه قالت..


كلما نظرت اليك يا عزيزتى اتعجب ؟
؟
كيف اننا ابناء عم رغم الاختلاف الشديد فملامحنا..
كانت صوفيا بعكس لامار فهي شقراء فاتنه شعرها الذهبى المموج و ربما قصتة على اخر صيحات الموضه استرسل بتدريج جميل حول و جهها و عيناها الزرقاوين و بشرتها الورديه و انفها الرقيق الذي يعلوة بعض النمش منتشرا اعلي و جنتيها و ممتدا الى سائر بشرتها الرقيقه و قامتها القصيرة نوعا عن لامار اعطاها ذلك الاختلاف.


رفعت صوفيا يدها الرقيقه بكسل و تنهدت قائله .
.تعرفين جيدا يا عزيزتى انني كنت اروع ان اكون بتلك البشره الجميلة مثلك التي يحسدك عليها الكثيرين على ان اكون بكل تلك الالوان الصاخبة….والنمش الذي يوحي باننى طفلة لا تكبر ابدا..كنت اتمني ان احصل على ملامح امرأة فاتنه مثلك…لا طفلة شقية!!!!


و القت بنفسها على سرير لامار متثائبه و هي ما زالت مرتديه بيجاما النوم.


اوه .
.لا تكوني طماعة؟؟
فانت فاتنة..
اجابتها لامار و هي متجهه نحو سريرها بخطوات رشيقه و بزتها الرماديه بتنورتها القصيرة الضيقه تخرج جمال ساقيها فالحذاء ذو الكعب العالى فوجدت صوفيا تنظر لها باهتمام من بين عينين نص مغمضتين و هي عابسه نهضت و جلست معتدله على السرير و ربما ظهرت عليها الجديه و اومات براسها للامار قائلة..


اري انك ربما استعددت جيدا لمقابله اليوم ؟

مشيره بيدها نحو مظهرها الجاد و العملى فملابسها الرماديه فانا اعرف جيدا مدي اهمية المقابلة..
وسالتها قلقة..
ما الذي تنوين فعله مع السيد نيكولا؟؟


لا اعرف بعد و لكن ما انا متاكده منه اننى لن استسلم بسهوله بدون حرب ضاريه و باقل الخسائر..
اجابتها لامار و ربما و قفت باعتداد و ثقه تخرج عيناها لمعان الجليد و ربما اختفت منهما جميع ملامح الرقة.


تعلمين جيدا ان نيكولا ليس بالخصم السهل..
معروف بعنادة و صرامتة و نجاحة الكبير فالتفاوض ذلك اذا تغاضينا عن و سامتة المدمره و شخصيتة الفريدة..فهو زير نساء من الدرجه الاولى..


سالت لامار..
هل قابلتيه؟…لا و لكن قرات العديد عنه و رايت بعض صورة فالجرائد فلا تخلو صفحات الاقتصاد و المجتمعات منة..
واعرف جيدا ان المساله ليست سهلة..اجابتها باشفاق.


قابلت الكثيرين مثلة .
.
لن تكون المساله سهلة بالنسبة اليه كذلك فانا لا احارب لاجل شيء هين بل لاجل حياتي و مستقبلى و لاجل ذكري و الداي..لن اسمح بانهيار الشركة و ساحصل على القرض باى شكل من الاشكال .
.انة و اجبى تجاة ذكري و الداي… لقد اورثاني الامان حتي بعد و فاتهما .
.اورثاني حلمهما و نجاحاتهما معا…


اتمني لكي التوفيق من جميع قلبي..
قالت صوفيا مقتربه و ممسكه بيدها فاحتضنتها لامار و اجابت..اعلم يا عزيزتى و الان..
متي ستذهبين الى الشركة؟؟


اوة اعتقد باننى سانام قليلا بعد..
هل تسمح رئيستى بان انام قليلا فغرفتها .
.انت تعرفين كم احب هذي الغرفة!!
اجابتها لامار و هي متجهه بخطواتها نحو الباب..
بالتاكيد و لكن لا تتثانية …علي اي حال..لا يوجد العديد مما يمكنك فعله للشركة الان… بعدها استدارت و على و جهها ابتسامه هادئه تتامل غرفتها فقد كانت بالفعل من اجمل اجنحه الفيلا .
.كانت كبار و اسعه نوافذها عاليه و ستائرها العسليه تسمح لشمس الصباح و هواء الخريف المنعش بالدخول و سريرها الذي سمح لها و الديها باقتنائة من احد المزادات و اعمدتة الخشبيه الضخمه المشغوله على الطراز الاندلسى بستائرة الحريريه الرقيقه و السجاده الايرانية ال كبار التي تتوسط الغرفه فوق الارضيه التركيه حتي دولاب ملابسها ربما اختارت تصميمة بعنايه فهو مختفى داخل الحائط تخفية عن الانظار مرأة جميلة و ضخمه .
.
مشغوله بافريز مذهب و هي احدي تحف القرون الوسطي و ربما حصلت عليها كذلك من احد المزادات..
كل شيء فغرفتها كان رائعا فلم يبخل عليها و الداها باى شيء لاسعادها .
.كانت غرفه جميلة بحق…..


افاقت لامار من تاملها على صوت خادمتها المخلصه هيلدا التي كانت خادمه لامها و ربما حضرت معها من تركيا فساعدت جوليا و الده لامار فالعنايه فيها كمربيه و بقيت بجانبها حتي هذي اللحظه …


كان صوتها اتى من الدور السفلي للفيلا..سيدتى لامار؟؟
السيارة جاهزة لقد اخرجها اميجو من الجاراج و كان الاخير كذلك سائق و الدها الخاص .
.ايطالى مثلة و لكن بعد ان اصبح عجوزا قررت لامار ان تريحة من مشقه القياده و تتولي هذا عنه فكل من فهذا البيت بمثابه عائلتها و هي على جميع حال تجيد القياده من زمن طويل..


القت لامار نظره اخيرة على صوفيا مبتسمه لها برقه بعدها همت بالخروج و ما ان خطت خارج الغرفه حتي تذكرت شيئا هام فعادت مسرعه للداخل قائلة… كيف انسى العطر؟؟؟
واتجهت ناحيه دولابها و فتحت مراتها الضخمه بعدها فتحت جارورا صغيرا و راء ملابسها مخرجه منه احدي زجاجات العطر الصغيرة.
وهي تبتسم بغموض و وضعت بضع قطرات منه خلف اذنها و على معصمها بعدها اغلقتها بحرص و وضعتها


مكانها فالدرج بعدها اغلقت المرأة و نظرت الى نفسها .
.
رفعت يدها لشعرها تعيدة للوراء كعادتها حين تحاول استمداد الثقه و ابتسمت ابتسامتها الجليديه التي لا تصل ابدا الى عيناها بعدها قالت ….


الان انا مستعده لاى شيء .
.
حتي و ان كان ذلك الشيء؟؟
…نيكولا كريستيانو..
والتقطت حقيبه العمل السوداء و حافظه يدها الانيقه من فوق كرسى الزينه امام المرأة و مشت بخطوات و اثقه للخروج من باب الغرفه بعد ان اخذت نفسا عميقا متجهه الى اسفل … الى مقابلتها المصيرية؟؟؟


بم استطيع ان اخدمك؟؟..
سالت السكرتيره الحسناء لامار و هي ممعنه النظر اليها و كانها تقيمها من راسها لقدميها .
.اجابتها لامار و هي تقف بكبرياء ان لديها مقابله مع مدير البنك موعدها الساعة التاسعة


و لكن مدير البنك غير موجود .
.
بل مسافر فرحله عمل ؟
؟


سالتها لامار و فصوتها شيء من العبنوته “كيف يعطي السيد نيكولا موعدا لاحد العملاء فحين انه مسافرا؟؟


اجابت السكرتيره و على و جهها الحيره .
.
ولكن السيد كريستيانو ليس المدير بل هو المالك


اوة..
لا يهمني الان صفته… فقط لدي موعد و انوي الحصول علية..فارجوك ان تخبرية انني فانتظاره.


رفعت الفتاة سماعه الهاتف بضيق و تحدثت بصوت هادئ..
نعم سيدى الانسه لامار فيرناندو تود مقابلتك عن موعد سابق….
نعم سيدى .
.
نظرت الفتاة للامار قائله .
.
سوف يقابلك انستى تفضلى بالجلوس لدقيقتين فقط و سوف تدخلين لمقابلته..
جلست لامار على احدي الكراسي الجلديه الفخمه و اضعه قدم فوق الثانية ببرود…


يبدو ان السيد كريستيانو لا يبخل على اي من ممتلكاتة بالنقود فقد لاحظت لامار منذ دخولها فخامه المكان و حلوه الديكور بداخل البنك…..


و ربما طغي على المكان اللون الاخضر و البنى من كراسي و زرع طبيعي و جدران طليت باحدث الوان الدهانات..
حتي رائحه الهواء فيها شيء من العطر المختلط برائحه الجلد الفاخر للمقاعد..
اعترتها رعشه فعامودها الفقرى لا تدري سببا لها ؟
؟
هل من بروده التكييف المركزى فالمكان ام هو قلقها الذي تابي ان يصبح و اضحا على محياها امام السكرتيره و نظراتها الفضوليه .
.
افاقت من تاملها للمكان على صوت الفتاة و هي تقول:


تستطيعين الدخول الان انستى .
.السيد كريستيانو بانتظارك.


و قفت لامار و اخذت نفسا عميقا بعدها اومات للفتاة الجالسه براسها ببرود….


مشت باتجاة المكتب الخاص المكتوب على لافتته… غرفه مدير البنك … و دقت على باب الغرفه بقبضتها الرقيقة…سمعت صوتا عميقا يدعوها للدخول قائلا…تفضل… احست للحظه بضعف ثقتها بنفسها .
.
فكيف سيصبح حالها اذن ان دخلت.

  • روايات بال مون اغواء وصدمة


الهمسات المشتعلة