امواج من نار

نار من امواج 20160921 1127

الملخص

الحب كالامواج لا ممكن ان تخفية مهما كان القلب عمل و اسعا.
قادرا على الاحتواء كالبحر الكبير .

ففى النهاية لا بد ان يتدفق حار.
جارفا كالنار.


كذا هي قصة شانى التي رفضت ان تكون رهينه طبيب يونانى ارادها زوجه بالقوة.
وفى ليلة دخلتها هربت و توارت عن الانظار.
غادرت بريطانيا الى قبرص حيث قابلت براين الفتي الانكليزى الذي لا حد لجاذبيته… لكن الدكتور ما نو زوجها اليونانى عاد فظهر بعد خمس سنوات فالمستشفي حيث كانت تعمل… ماذا تفعل الان؟
علي اي صدر تتكىء و لا احد حولها يعرف انها متزوجة!!!


1- فالمستشفى

جاءت مكالمه هاتفيه لشاني,
وقبل ان تتاح لها الفرصه للرد دخلت الاخت غلوفر الى الغرفه و همست:


-” الرئيسه تريد ان تراك”.


-” الان؟”.


و تحدثت شانى الى براين و اعده ان تتصل فيه بعد دقائق.


-” هل ستقرع اجراس الزفاف قريبا؟”.


و لاحت تقطيبه على جفن شانى و قالت:


-” ما حان الوقت بعد يا جيني”.


-” لكنك ستتزوجينه؟”.


-” لم يطلب منى الزواج حتي الان و لكن…”.


و ظهرت الابتسامه على و جة شانى مره ثانية و اكملت عبارتها بنبره الثقة:


-” بالطبع ساتزوجه”.


و رمقت جينى صديقتها بفضول .

ولاحظت التغيير فلون و جهها ,

ثم و اصلت كلامها قائلة:


-” اهذا لانك لا تستطيعين تحمل فكرة رحيلك عن ذلك المكان؟”.


-” ينبغى ان اعترف بان الفكرة تضايقني”؟


اعترفت شانى بذلك و هي تتمسك بالسؤال الثاني كوسيله لتجنب الرد على السؤال الاول.


المستشفي تطل على خليج لوتراس و لانها اكبر المستشفيات فقبرص,
واكثرها كفاءة,
كان المستوطنون البريطانيون يفضلونها على سواها كما تمكنت ممرضه او اكثر من الممرضات الانكليزيات الحصول على عمل بها ,

وكانت رئيسه الممرضات انكليزيه كذلك ,

ايضا اثنان من الاطباء.


عفوا لايمكن عرض الرابط الا بعد التسجيل

القت الرئيسه نظره على شانى و ابتسمت لها و قالت:


-” تفضلي”.


و نهضت الرئيسه و اغلقت احد مصاريع النافذه ,

فحراره الشمس اصبحت لا تحتمل ,

ثم اضافت قائلة:


-” ارسلت فطلبك لاخبرك بانك ستنقلين الى غرفه العمليات حسب ارادتك”.


شكرتها شانى ,

لان العمل فغرفه العمليات كان دائما يجذبها,
وعندما جاءت الى مستشفي لوتراس كانت تتمني ان تعمل مع الدكتور روجرز كبير الاخصائيين فو حده جراحه الاعصاب,
لكن الدكتور روجرز اضطر الان للاعتزال بسبب صحته,
واجمع جميع من فقسم جراحه الاعصاب على ان المستشار الجديد لن يصبح لطيفا كالدكتور روجرز مهما كانت شخصيته.


و مضت الرئيسه قائلة:


” الجراح الجديد سيصل بعد ظهر الغد ,

واريد ان تستعدى لمقابلتة فهو غريب الاطوار على ما سمعت ,

ويحتمل ان يطلب مقابله اعضاء الفريق الذي يعمل معه حالما يصل”.


و عدت شانى الرئيسه قائلة:


-” سابقي … متي سيصبح هنا؟”.


-” بعد نحو ساعة”.


بعدها مضت الرئيسه تتحدث عن عملية الانسه فورستر المقبله التي سيجريها الجراح الجديد.


-” حسبما سمعت عنه فان الدكتور ما نو لن يصبر كثيرا على عصبيتها”.


و غاض الدم من و جة شانى و هي تقول:


-” ما نو ؟

اندرياس ما نو؟”.


-” هل تعرفينه؟”.


نظرت اليها الرئيسه بقلق,
اذ كان و اضحا ان الاخت ريفز اهتزت اهتزازا شديدا.


-” اعتقدت … اعتقدت ان اسم الجراح الجديد ما نوليس”.


-” يبدو انها كانت غلطة,
هل تعرفينه؟”.


كررت الرئيسه سؤالها.


-” كان … احد….
زملاء ابي”.


و بذلت شانى جهدا لتستعيد رباطه جاشها و نجحت ظاهريا ,

لكن خفقات قلبها كانت خارجا عن ارادتها.


-” منذ متي توفى ابوك؟”.


-” منذ خمس سنوات…”.


هل مرت جميع هذي المدة الطويلة؟
كم يمضي الوقت سريعا!


-” الدكتور ما نو لا يزال يعمل فمستشفي لندن … او على الاقل كان هنالك حتي الامس .

سيبقي هنا فلوتراس حوالى سنة.”.


و توقفت الرئيسه عن الكلام,
وفى تلك اللحظه رن الهاتف و كان جميع ما قالتة الرئيسة:


-” لا تنسى ايتها الاخت ان تكوني مستعده لمقابلته”.


عندما و صلت شانى الى غرفتها شعرت انها ضعيفة.
منذ ادركت حقيقة شعورها اتجاة براين ارادت ان تتصل باندرياس ,

لكنها لم تفكر على الاطلاق فمقابلته.


و هبطت درجات السلم و اتصلت ببراين تلفونيا .

كان همة ان يؤكد موعد تناولهما العشاء فتلك الامسية.


و بعد اثنتى عشره ساعة كانا يتناولان العشاء بالقرب من البحر,
والهلال يسطع عاكسا نورة على مياة البحر كالقوس الفضى فالسماء المتلالئة.


تناولا سمك البورى الطازج المزين بالبطاطا و السلطة,
واختتما الوجبه بثمار التين الطازجه و القهوه التركية,
ورقصا على انغام البوزوكى قبل ان يتجها الى السلالم المؤديه الى الشاطىء وضع براين ذراعة حول كتفيها كمن يريد امتلاكها ,

كانت الليلة ساحره ,

ولم يكن الوقت اكثر ملائمه منه الان.
وبعدما سارا فصمت لحظه او اثنتين ,

همس براين :


-” اريد ان اطلب منك شيئا يا شاني…..
وانا و اثق انك تعرفين ما هو؟”.

وكان ذلك ما توقعتة و ما رغبت به كذلك ,

واجابت:


-” اعتقد ذلك…”.


كان صوتها خجولا و مترددا … و شد براين قبضه ذراعة حولها و قربها منه قائلا:


-” اننى احبك … احبك يا عزيزتى … اتقبلين الزواج مني؟”


و رفعت عينيها ,

وقد شعت النسمه الباردة شعرة ,

كم كان جذابا,
وكم يحسدها الجميع !

لكن عقلها كان مضطربا و هي تناضل بلا جدوى لتجد العبارات المناسبه .

وتملصت ,

ثم استدارت و عيناها الجميلتان تبحثان عن مهرب من عينيه,
وبصوت خال من الاحساس قالت:


-” انا فالواقع متزوجة”.


و ففتره الصمت التي اعقبت هذا بدات تتساءل اذا اخفق فالتقاط كلماتها,
فقد كانت اقرب الى الهمس .
.
واخيرا و جد براين صوتة لكنة كان متقطعا و فظا و قال:


-” ماذا قلت؟”.


-” انها الحقيقة….
انا … انا متزوجه منذ خمس سنوات”.


-” خمس سنوات ؟

لكنك فالثالثة و العشرين من عمرك فقط الان؟”.


و بخشونه ادارها لتواجهة بعدها اضاف:


-” متزوجه ؟

اى هراء هذا!”.


-” ليس هراء… ارغمت على الزواج … بنوع من التهديد”.


و مره ثانية تخيلت شانى امامها هذا الرجل الغليظ الاسمر الذي لم يرها الا مره واحده و مع هذا تسلطت عليه رغبه لا ممكن قمعها و قالت:


-“هجرته”.


و سادت فتره صمت ثانية لم تقطعها الا همهمه الامواج و هي تتكسر برقه على الشاطىء .

واخيرا قال براين:


-” لا اصدق ذلك … و ارغموك ؟

وهددوك؟
عم تتحدثين ,

انك تكذبين!”.


و لكن سرعان ما فقدت نبره صوتة قوتها ,

اذ كان يعرف انه لا ممكن ان يشك ان شانى تكذب .

ثم قال:


-” يا الهى ,

كيف امكنك ان تضللينى يا شانى ؟

لماذا لم تخبرينى من قبل؟”.


بعدها اطلقها و ابتعدت ,

وقد اجفلت من نبره الياس التي شابت صوتة و قالت بسرعة:


-” سيصبح جميع شيء على ما يرام يا براين,
يمكننى ان احصل على الغاء لهذا الزواج لاننى هربت قبل … قبل… هربت قبل ان ياخذ و جهي”.


و تالق املة لكنة ظل حائرا ,

وفى هذي اللحظه اكتفي بسؤالها بلهجه اللوم:


-” لماذا لم تخبرينى ؟

منذ اسابيع عرفت مدي شعورى نحوك!”.


و نفت برقة:


-” ليس منذ اسابيع ,

كان تخمينى منذ اسبوعين بالضبط”.


قاطعها بغضب:


-” نحن نخرج معا منذ ثلاثه اشهر …..
ثلاثه اشهر!”.


-” كان لقاؤنا تلبيه لدعوتك اياى للعشاء من وقت لاخر”.


-” و فالحفل الذي اقامتة الاخت سمولمان ادركت انك تفكر فاكثر من اي واحده اخرى”.


قبل ان بدا يظهر معها ,

كان براين دافيز الشاب الوسيم الضابط فالسلاح الجوى الملكي البريطانى بالفرقه الموجوده قرب ليماسول مشهورا بمغازلتة للبنات .

واضافت بسرعه اذ بدا متوترا:


-” اقصد انه منذ اسبوعين فقط بدات اعتقد انك جاد… و انك ستطلب منى الزواج ,

وحينئذ قررت ان اكتب الى اندرياس اطلب منه فسخ الزواج”.


و اجابها مشتت الفكر:


-” اندرياس ؟

اليس انكليزيا؟”.


كانا يسيران على طول الشاطىء ,

ثم اتجها بكيفية تلقائيه الى جدار منخفض و جلسا,
واضاف:


-“لا ممكن ان يصبح يونانيا ,

بالتاكيد؟”.


-” زوجي هو اندرياس ما نو ,

جراح الدماغ”.


-” اندرياس ما نو؟
سمعت عنه ,

فقد اجري جراحات عديده كانت بمثابه الامل .

اليس صحيحا؟”.

واومات بالايجاب:


-” كان ابي كما اخبرتك طبيبا,
وكان اندرياس يعمل فالمستشفي نفسه”.


و توقفت عن الكلام بعدها اضافت بصعوبه كبيرة:


-” انه .
.
اندرياس اخصائى الدماغ الجديد فمستشفي لوتراس”.


و اعقب هذا صمت يشوبة الذهول ,

ولم يبد براين عاجزا عن الكلام فحسن,
ولكنة بدا عاجزا عن فهم ذلك الجزء الاخير من الانباء ,

وحاولت شانى ان تتكلم لتضع حدا للصمت المخيف لكنها لم تستطع ,

واخيرا قال براين ,

بنبرات خشنه جعلتها تجفل:


-” زوجك… قادم الى هنا!
يا االهى ,

يا له من موقف معقد!”.


كانت تحتاج الى التعاطف ,

الي الفهم ,

الي كلمه رقيقه تعيد اليها الثقه و الامل ,

ولكنها لم تلق منه الا غضبا شديدا,
ونظره لا ممكن و صفها الا انها مهلكة.


-” براين…”.


-” من الاروع لى ان اخبرك بالقصة كلها”.


-” من الاروع ان تفعلي”.


عند لقائها ببراين لم يكن زواجها يبدو شيئا هاما ,

فلم تكن تري ان هنالك ايه عقبه فطريق فسخ الزواج بسرعة,
وسيفهم براين الموقف و سينتظر فصبر حتي تحصل عليه,
ولكن الان لم تعد شانى و اثقه على الاطلاق من ذلك؟


-” على الاقل انت مدينه لى بذلك ,

لانك خدعتيني”.


-” لا ,

لا,
لا تقل ذلك .

تلك الحادثه فحياتي مساله تخصنى و حدى ,

وكانت الاسباب =فتركي انكلترا حتي ابدا حياتي من جديد,
وكان ذلك طبيعيا ,

ومنذ البداية احتفظت باسمى الخاص ,

اعنى منذ اللحظه التي هجرتة فيها,
والواقع اننى لم استعمل اسمه و لا مره واحدة”.


و نظرت الية فتوسل لكنة ادار و جهة و لم تر الا التقاطيع القاسيه لجانب و جهة و فمة المقطب بعدها قالت:


-” لا يمكنك ان تلومنى لاننى لم اخبرك حتي اصبحت و اثقه من حبك”.


-” حسنا … و بما انك اصبحت و اثقه فلتعرفى الحقيقة،
اننى احبك و اريد ان اتزوجك ,

فلا تحجبى عنى اي شيء لو سمحت”.


و لم يكن ذلك هو الموقف الذي توقعتة على الاطلاق,
لم تتلق دليلا على الحنان ,

ولا تصريحا مخلصا بانها لا تلام .

كانت شانى خائفه من فقدان براين فهذا الوقت.


-“بدا جميع شيء عندما توفيت امي ,

فقد لجا ابي الى الشراب.


كان الاسلوب الهادىء الخالي من الانفعال الذي بدات فيه سرد قصتها مثار دهشه شانى ,

لكنها لم تبد و كانها تروى القصة على الاطلاق ,

بل كانها تعيشها مره اخرى.


ظهر فافق حياتهم ذات يوم من ايام سبتمبر / ايلول المشمسه الرائعة هذا اليونانى الداكن الشرير الذي يتطاير الشرر من عينية .
.
ولم تكن شانى تتوقع,
وهي تراقب اقترابة منها ,

شيئا عن الانقلاب الذي سيحدثة اندرياس ما نو فحياتها كلها.


كانا فالحديقه يتناولان الشاي,
شخصان عاديان يعيشان حياتهما الهادئه الخاليه من ايه احداث كبيرة,
ابوها الدكتور ريفز البدين الشائب ,

ظهرة مصاب بانحناءه بسيطة و ساقة فيها عرج نتيجة حادث خلال الحرب اذ اخترقت قطعة معدنيه جسمة و استقرت بالقرب من عمودة الفقرى ,

فقد زوجتة منذ سنه و اصبح مدمنا على الشراب ,

مما اثار استياء شاني.


حذرتة مرارا,
ورغم انه كان يعرف مخاوفها لم يستطع السيطره على تلك العاده ,

كانت زوجتة كشانى ذات شعر باهت,
عيناها زرقاوان و اسعتان ,

وحتي النهاية احتفظت ملامحها بالخطوط الدقيقه و الثنيات الخلابه التي امتلكت قلبة منذ لقائهما الاول ,

جاءت شانى شبيهه بامها فكل شيء حتي قوامها الفارع المتكامل رغم انه فحالة شاني,
لم يكن مكتملا تماما لانها لم تكن تتجاوز الثامنة عشره من عمرها,
مع انها اجتذبت عددا من القلوب.

كانت اول من قابل الرجل حين هرع عبر المرج الاخضر ,

حيث ترك سيارتة ,

وتجهمت بعض الشيء لانة ذكرها بحيوان خطير نشب مخالبة استعدادا لتمزيق ضحيتة .



-” اندرياس ,

كيف جئت الى هنا؟”.


و نهض دكتور ريفز و هو يمد يدة شاحب الوجة ازاء التعيير المرتسم على و جة زائرة و تساءل :


-” هل هنالك شيء ما ”.


و رغما عنها نظرت شانى الى السماء ,

وبدا كان سحابه داكنه حجبت الشمس.
تغير الجو بوجود ذلك الرجل تغيرا كبيرا ,

وشعرت شانى بقشعريره باردة تخترق ببطء عمودها الفقري.


-” اود ان اتحدث معك على انفراد ,

فورا”.


و لم يلق الرجل اليونانى نظرة الى شانى على الاطلاق ,

واتجة الرجلان نحو المنزل تبعتهما شانى بعينيها .

كان و اضحا ان اليونانى يعانى توترا عنيفا ,

وجهة داكن غاضب مما ابرز التجاعيد التي امتدت من انفة الى فكه,
تلك التجاعيد التي القت مسحه الشر على و جة يحمل بالفعل ملامح القسوه المتمثله فعينين حادتين و شفتين رفيعتين مزمومتين بقوة..
اندرياس ما نو جراح الدماغ البارز الذي ذكرة ابوها مرات,
لانهما كانا يعملان بالمستشفي نفسة .



و اجري اندرياس اخيرا جراحه اعتبرت حدثا,
وابرزتها الصحف فعناوينها الرئيسيه ,

وكان المريض لا يزال فالمستشفي و حالتة تتحسن بصورة مرضية.


ما الذي ممكن ان يريدة رجل كاندرياس ما نو من ابيها؟
لا بد انها مساله خطيره للغاية,
لا ممكن ان تنتظر حتي الصباح,
او حتي عن طريق الهاتف,
ولسبب مبهم تسارعت دقات قلب شاني,
وتسللت القشعريره الباردة عبر عمودها الفقرى مره ثانية و لم تعد تشعر بالراحة,
فتركت الشاى و اتجهت الى المنزل من باب احدث و وقفت بلا خجل خارج الغرفه التي كان اندرياس و ابوها يتحدثان فيها.


-” كنت ثملا”.


-” لا يا اندرياس ,

ينبغى الا تقول اننى كنت ثملا”.


-” هل كنت ستصف هذا الدواء اذا لم تكن ثملا؟”.


-” اننى … انني..”.


و عندما تداعي صوت ابيها بذلت شانى جهدا للسيطره على نفسها,
اذ كانت ترغب فالذهاب الية و الوقوف بجانبة ,

لكن الوقت لم يكن مناسبا.


-” هل ما ت؟
بعد جراحتك المدهشة؟”.


و وصل صوت اليونانى الى شانى مهددا كالتقطيبه الحاده التي سبقت الهجوم.


-” لو كان ما ت يا ريفز كنت انت الذي قتلتة ,

باى حق تصف دواء للمريض؟”.


-” كنت ازور احد المرضى,
ولم يكن الرجل قادرا على النوم ,

ولم تكن انت هنالك و لذا اعطيتة الدواء”.


” كانت اوامرى ان يستدعونى عندما يحتاجون الى ,

ولحسن الحظ اننى استيقظت و ذهبت لالقى نظره على الرجل,
اما انت فكنت ذهبت حينذاك.
اعتقد انك كنت ثملا لدرجه انك لم تستطع البقاء”.


و صرخ دكتور ريفز مما افزع الفتاة حتي قفزت من مكانها :


-” لا … لم اكن ثملا … لا تستطيع ان تثبت ذلك”.


-” استطيع … و اثبت ان الدواء اعطى بناء على تعليماتك ,

ولو لم استيقظ لكان المريض ربما لقى حتفه”.


و توقف عن الكلام و بدا لشانى ان غضبة اختلط بالغرور,
ولكن مهارتة الفائقه كانت تغفر له هذا – بعدها اضاف:


-” كيف سترد على التهمة..؟”.


-” الممرضة… ممكن ان تكون غلطتها”.


و قاطعة اليونانى بزمجرة:


-” ايها الجبان!
لكن يجب ان تتاكد من انك انت الذي ستدفع ثمن الغلطه … انك لست مؤهلا لتكون ارواح الناس بين يديك”.


و ازدادت رعشه شانى .

كان و اضحا ان و الدة اقترف خطا.
ويمكن ان تكون العواقب مدمرة,
ولا عجب فان السيد ما نو كان غاضبا بشدة,
فربما يلقي المريض حتفة كما قال ,

وقمعت افكارها لانها افزعتها.


و ظل الرجلان يتناقشان ,

احدهما يتهم و اللاخر ينفي.

وبينما كانت شانى تتنصت ساورها الشك فان اباها يبكي,
واندفعت الدموع الى عينيها … كانت معاناتة شديدة,
وغالبا ما كان يجلس و يستعيد الذكريات بينما كانت شانى تنصت فصبر.


و رغم انه كان يذكر شانى بكيفية عابره فانه لم يكن معها .

كان و حدة مع المرأة التي احبها ,

وفى احد الايام ادرك وجود ابنتة و نظر اليها و قال:


-” سيجيء رجل ذات يوم جميل و يراك و يدرك انك له”.


و لم تعلق شانى .

لم تكن تؤمن بان الحب من اول نظره ممكن ان يحدث كثيرا,
واخيرا قالت و هي تمنحة ابتسامه رقيقة:


-” لا اريد ان اتزوج الا بعد مرور فتره طويله ,

فان مستقبلى ما زال فبدايتة “.


-” اجل اعرف ,

وهو المستقبل الذي كنت اريد ان تختارية ,

لكن لا تصبحي متفانيه به الى درجه ان يفوتك قطار الزواج الرائع”.


-” ان ما اشعر فيه فالوقت الحالى هو اننى اريد قضاء عده سنوات فالتمريض ,

فالزواج لا يروق لي”.


و تجهم و الدها اولا ,

لكنة عاد و ابتسم بفتور و هو يقول انه عندما ياتى الرجل المناسب و يحبها من اول نظره فانها لن تقوي على مقاومته.


و عادت شانى الى الحاضر برعشه عنيفه عندما ادركت ان الاصوات توقفت ,

وان اليونانى يسير نحو الباب و اسرعت بغيه الوصول الى كرسيها فالحديقة,
ولكن لحظه و صلت الى الباب الخارجى كادت تسقط بين ذراعى الغريب الطويل و هو يسرع الخطي خارجا من البيت فغضب عارم.


و جفلت من الم قبضتة على ذراعيها ,

وزفرت قائلة:


-” اسفة”.


جعلها التصادم تلهث قليلا,
وعندما رفعت راسها لفحت انفاسها و جهة ,

ناعمه دافئه ,

وعيناها الجافلتان اللتان تحدقان فعينية اصبح لونهما بلون سماء الشرق عند الظهيرة.
وفى علو لا يصدق نظر اليها و عيناة الداكنتان تشعان ببريق ناعم من الدهشه و عدم التصديق.


-” لا بد انك شاني؟”.


و غمغمت قائلة:


-” اجل,
انا شاني”.


-” شانى !

يا للفتنة!”.


نطق اسمها بنبره تاكيد ,

ولم تكن تدرى هل يقصد الاسم ام الفتاة لان القسوه عادت الى و جهة عندما ظهر ابوها من الغرفه المجاورة.


-” اندرياس ,

بحق الله,
اليس هنالك شيء استطيع ان افعلة حتي تغير رايك؟
اننى لم اذق الشراب الا بعد و فاه زوجتي عندما شعرت باننى محطم تماما”.


و تلاشي صوتة عندما راي المنظر الذي امامة .



-” شاني,
ماذا تفعلين؟”.


و احمر و جهها بشده و ثنت جسمها قليلا لتحرر نفسها عندما خف الضغط على ذراعيها و قالت:


-” اصطدمت بالسيد ما نو”.


و توسل ابوها.


-” انت ادمى طبعا ؟

لن تبلغ عني”.


-” ادمي؟”.


و ظل اندرياس يركز عينية على و جة شانى و كانة لن يحولهما عنها اطلاقا ,

وظهر اغرب تغير فنبره صوتة و هو يغمغم و كانة يحدث نفسه:


-” اجل ,

اننى ادمي”.


و اضافت شانى و هي تعترف:


” سمعت عفوا كثيرا مما قلتة لابي ,

وما قالة الان صحيح فهو لم يذق الشراب اطلاقا حتي عام مضي ,

عندما توفيت امي”.


و كانت لا تزال تقف قريبه جدا جدا من اندرياس ,

وعندما رفعت عينيها المليئتين بكلمات التوسل الى عينية لم تكن تدرى الى اي حد اصبح يرغب فيها,
بطريقتة هو:


-” ارجوك ان تلزم الصمت يا سيد ما نو,
فهو لن يشرب اخرى على الاطلاق”.


و قال دكتور ريفز بحماسة:


-“اقسم على هذا !

اعطنى فرصه ,

اتوسل اليك ,

لا تبلغ عني”.

كان اندرياس مشغولا بالمنظر الذي امامة ,

ورغم ارتباك شانى من شده تحديقة بها ,

دققت فو جهة ,

عن عمد,
وهي تشعر بالدهشه لان الانطباع الاول بقسوه ملامحة بدا يتلاشي بعض الشيء..
هل ينوى حقيقة ان يفضح اباها ,

ام ان الاحتمال الاكبر انه يقصد اخافتة ,

كان و اضحا انه نجح فذلك,
وبدا يخالج شانى احساس بالامتنان عندما تسبب اليونانى الاسمر فارتباكها و هو يقول:


-” سالتنى للتو ما يمكنك ان تفعل يا ريفز,
يمكتك ان تعطينى ابنتك”.


و غرد طير على الشجره المنعزله عند نهاية الحديقة.
وكان ذلك هو الصوت الوحيد و اخذ جميع واحد من الثلاثه ينظر الى الاخر ,

كانت السحب تكاثفت و حجبت الشمس تماما ,

ونظرت شانى الى فوق و هي متجهمة:


-” لا اعتقد اننى افهمك”.


اخيرا تكلم الطبيب و اخذ لسانة يلعق شفتية اللتين اصبحتا شاحبتين:


-” اريد الزواج من ابنتك ,

ليس هنالك شيء غير عادي فذلك”.


و قال الطبيب بعد لحظه توقف :


” اندرياس .

قد يصبح المتبع فبلادكم ان يختار الرجل بنت و يعرض الزواج منها ,

لكنك لست فاليونان الان”.


و ابتسم اندرياس و هو يلقى نظره فاتجاهة قائلا:


-” انا يونانى مع ذلك,
ومن الطبيعي ان ادير شؤونى و فقا لعاداتى ,

ساخذ شانى منك ,

واعدك بانها ستلقي منى جميع راعيه و … اعتبار”.


و هز الرجل الاكبر سنا راسة و ربما اصابة الدوار ,

اما شانى فشعرت بغشاوه غطت عينيها و تعجبت من التردد الذي سبق نطقة بكلمه اعتبار.


و قال ابوها:


-” فالبلد لا نعطى فتياتنا … ان شانى ستقع فالحب يوما ما ,
وسيصبح زوجها رجلا اختارتة بمحض رغبتها,
لان مستقبلها بين يديها تماما”.


-” و مستقبلك بين يدي!”.


تحدث بنعومه بالغه و لكنة ذكر شانى مره ثانية بحيوان شبية بالنمر مستعد لان ينقض على فريستة ,

وابيض و جة ابيها عندما اتضح له المغزي الكامل لعبارات زميله.


” انا لا استطيع ان اصدق انك كنت جادا عندما طلبت الزواج من شاني”.


قال ذلك بضعف و هو يمد يديه,
وفهمت شانى المعني الذي يقصدة و هي تلاحظ التجاعيد الحاده التي اضافت فالحال سنوات عديده الى عمره,
وادركت شانى و هي ترتعش ان اباها يعرف ان اليونانى الضخم كان جادا فعرضة ,

واثبتت عبارات اندرياس الاتيه صحة استنتاجاتها.


-” انا لا اضيع و قتى فقول حاجات لا اقصدها .

ارغب فالزواج من ابنتك ,

واطلب يدها منك”.


و لم يرد الطبيب و اضاف اندرياس فهدوء ,

ولكن كلماتة كانت تحمل تهديدا خسيسا:


-” ابنتك مقابل سكوتي”.


و بعدين ظلت شانى تتخذ موقف المتفرج ,

تحدثت اخيرا و هي ترفع ذقنها فاباء:


-” ذكرتنا للتو بانك يوناني,
وانك تتولي شؤونك طبقا للعادات السائده فبلدك,
ولكن ابي ذكر انك لست فاليونان الان ,

هذه انكلترا ,

وتقاليدك تبدو مضحكة فنظر الانسان الغربي”.


و لم تكن تقصد الاستخفاف فيه ,

لكن شانى لسوء الحظ ,

لم تعرف كيف تختار عباراتها ,

واقترب حاجبا اليونانى المستقيمان الاسودان بعضهما من بعض بكيفية تنذر بالشر و هو يقول فنبراتة المالوفه الناعمه التي تحمل فطياتها لهجه التهديد:


-” هل يمكننى القول ان غطرستك تبدو لى مضحكة ,

فى ظل الملابسات القائمة ,

تلحظين ان اباك فموقف خطر للغاية,
ومستقبلة و سمعتة الطيبه بين يدى تماما ,

وطبقا لما قررتة فانه اما يحتفظ بمركزة و احترام مرضاة و اصدقائه ,

واما ان يتقاعد فاعتزال شائن”.

وصرخت و هي تشعر بالندم لما ابدتة من غطرسة:


-” عملة هو حياتة … لا يمكنك ان تبلغ عنه”.


و بلا و عى عصرت يديها بطريق مخبولة,
واتضح تماما انهما اصبحا فقبضه الرجل … ليتة لم يرها … لكنهة راها .



-” لا يمكنك ان تفعل ذلك !

وعى ابي درسة من دون ان يقع ضرر خطير ,

ارجوك ان تدع ذلك الامر يمر ,

لن يمس ابي الشراب مره اخرى”.


و اعلن الدكتور ريفز :


-” ساقدم عهدا مقدسا على ذلك”.


و كان صوتة متوترا ,

واعتقدت شانى انه سيمس و ترا رقيقا فهيكل ذلك الرجل ,

ولكن كانت هنالك رغبه جامحه تتملكة ختي اختفت ايه شهامه لديه,
ووجة جديدة الى دكتور ريفز متجاهلا شانى تماما ,

وقال:


-” اوضحت شروطى ,

وعليك ان تختار : اما ابنتك و اما التشهير بك ,

تستطيع ان تخبرنى بقرارك غدا “.


و كان على و شك ان يسير خارجا عندما اوقفة صوت دكتور ريفز :


-” يمكننى ان اخبرك بقرارى الان … اذهب و بلغ عنى “.


-” ابي !

لا !

“.


و اقتربت منه شانى شاحبه الوجة ,

ووضعت يدها على ذراعة و هي تحاول ان تسرى عنه و اضافت :


-” لا يمكنك ان تقرر بدون ان تفكر مليا فالنتائج “.


-” فكرت بها مليا”.


-” انتظر حتي الغد يا عزيزى ,

لا تستطيع ان تفكر بوضوح فالوقت الحالى “.


و لم تنظر الى الرجل المسؤول عن جميع هذي المعاناه ,

لكنها ادركت ان الحقد الاسود يشتعل فعينيها لاول مره فحياتها ,

وقال ابوها بخشونه :


-” اتخذت قراري”.


بعدها اشار بيدة نحو البوابه فايماءه بالطرد ,

ووقف اندرياس فمكانة و هو يراقب شانى و قال بصوت مليء بثقه لا يخطئها احد:


-” سامنحك فرصه حتي الغد”.


و بصورة غير متوقعه وضع اندرياس يدية الداكنيتن القويتين على كتفى شانى ,

ثم ادارها لتواجهة ,

ونظر الى عينيها فعمق ,

ورغم انه لم يكن بامكانة ان يخطىء نظره الكراهيه فيهما راي شيئا احدث كذلك ,

شيئا كان يتوقع ان يجدة ,

لانة قال و ربما ارتسمت على و جهة ابتسامه النصر :


-” اننى اتعجب يا ريفز ,

اتعجب!”.


و كان حفل الزواج رائعا ,

فكان لاندرياس اصدقاء من اليونانيين و الانكليز ,

ايضا كان لشانى اصدقاء ,

وعندما راوا اندرياس لاول مره فالحفل همسوا جميعا بعلامات تعجب:


-” اين قابلتة ؟

انة رائع!”.


-” اظن انه عن طريق ابيها ,

اندرياس ما نو الشهير “.


-” لكن يجب ان تعترفوا ان شانى ( شيء اخر) “.


-” هة … ها هما قادمان … هل رايتم من قبل اثنين من قبل بمثل هذي الحلوه ؟

وذلك الثوب … يقولون انه احضرة اليها بالطائره من اليونان ,

حيث صنعت جميع غرزه به باليد ,

وكان خاصا بجده اندرياس الكبرى”.


-” جميع هذي الزخرفه و التطريز ….
صنعت باليد؟”.


-” كذا قالت الصحف ,

ان النساء اليونانيات يقضين اعمارهن فالحياكه و التطريز”.


-” هذا العقد ,

الفصوص من الاحجار الكريمه !

يحتمل ان يصبح من ارث الاسرة “.


-” انها تبدو كالاميره ,

اراهن ان جميع رجل فالكنيسه يحسد زوجها !
”.


لكن حينما تقدمت شانى نحوهم ,

واستقرت يدها بجمود على ذراع عريسها ,

بينما كانت شفتاها مزمومتين و عيناها لا تتحركان ,

اتخذت التعليقات الهامسه مسارا اخر:


-” عيناها ,

كم هما حزينتان”.

كانت شاحبه للغاية,
ومع هذا كانت احلى عروس,
وفيما بعد ,

فى حفل الاستقبال ,

وقفت مع زوجها و هي تتعجب ….
تري هل شعرت ايه عروس بمثل ما تشعر فيه من بؤس و تعاسة.
والتقت عينا ابيها بعينيها ,

وفيهما كذلك استقرت اعمق مشاعر الاسي .

لقد اراد ان يتحمل نتائج غلطتة و لا يضحى فيها ,

لكن شانى هي التي اتخذت القرار ,

كان ابوها لا يزال يعانى من فقد زوجتة لكنة احب عملة الذي يشغلة تماما بحيث لا يجد و قتا للشعور بالاكتئاب و لو فضح و لحق فيه العار – و هو عار سيؤدى فيه حتما الى حياة الكسل قهرا – كان بلا شك سيفقد الرغبه فالحياة,
وكان ذلك احدث ما تريدة شانى و لذا اتخذت قرارا و لم تتزحزح عنه .

قررت ان تتزوج اندرياس لكنها ستجعلة يندم على اليوم الذي و جة به هذا الانذار النهائى الى ابيها ؟



ذلك ما كانت تحدث فيه نفسها مرارا و تكرارا دون ان تعرف بوضوح كيف ستجعل اندرياس يدفع الثمن ,

وبينما هي تختلس النظر الية و هي تقف بجوارة عندما كانا يصافحان الضيوف ,

شعرت بان قلبها ما ت بين ضلوعها .

لن تكون اطلاقا شريكه حياتة .

ومع هذا ادركت انها لم تقدم اطلاقا على اي عمل انتقامي بدون ان يقع عقابة على راسها .

كان رجلا من الشرق حيث تخضع المرأة لاراده الرجل بدون نقاش,
ثم الم يقل اندرياس و هو يقدم ( عرضه) بالزواج منها ,

انة سيدبر شؤونة طبقا لتقاليد بلاده؟


لفتره طويله و قفت امام منضده الزينه ,

تمعن التفكير فاحداث الاسبوعين الماضيين : موت و الدها الماساوى فور خروجة من حفل الاستقبال الذي اقيم بمناسبه الزواج … هذي الوفاه لم تؤد فقط الى اثاره اعصابها ,

لكنها ادت كذلك الى زياده استيائها من زوجها,
فلو انه لم يصر على ان يتم الزواج عندما رغب فذلك ,

لما تزوجتة على الاطلاق .



و من الطبيعي ان شهر العسل تاجل لان شانى كانت تعانى من حزن عميق ,

لكن بعد مرور اسبوعين نفذ صبر زوجها و اخذ يلح عليها الحاحا فسرتة بانه رغبه لا يستطيع السيطره عليها مما اثار استياءها .



-” سنسافر لبضعه ايام “.


قال لها هذا و رغم انها كانت تدرك ان توسلها لن يجدى طلبت منه مزيدا من الوقت ,

ورفض بحزم ,

ولم يتاثر بدموعها ,

وقال :


-” ستشعرين بتحسن اثر التغيير “.


و صرخت قائله و هي تعصر يديها :


-” قد كنت ساشعر بذلك لو لم اتزوج .

الا تستطيع الانتظار فتره قصيرة اخرى؟”.


و عندما تمسك براية جمعت حاجياتها فخنوع ,

وصحبتة الى ( فولكستون) حيث اقترح ان يقضيا شهر العسل ,

واختار اروع الفنادق و حجز افخم جناح لهما؟


و عندما راتة و هو يرتدى بيجامتة ادركت كم من الوقت مر عليها و هي و اقفه هنالك ,

وارتفع حاجباة عندما راها ,

وتقدم نحوها فبطء ,

ولم تقاوم عندما ضم يديها بين يدية ,

لكنها كانت شاحبه و خائفة.


و قال مستفسرا بتهكم رقيق :


-” هل تنوين ان تظلى مستيقظه طوال الليل ؟
”.


و لم ترد ,

لكن الدم تصاعد الى و جنتيها الشاحبتين ,

وربت على خدها و قال:


-” لا تخافى منى يا شانى ,

لن اؤذيك”.


يؤذيها ؟

الم يؤذها بالفعل الى اقصي حد يمكن ؟

دمر حياتها تماما.


” هلا اعطيتنى فسحه من الوقت؟”.

كانت عيناها الجميلتان تتوسلان ,

ويداها تمتدان فاستعطاف و مضت تقول:


-” لا ازال اعانى من صدمه و فاه ابي ,

وانت … لا تزال غريبا عني!”.


و لم تتلق جوابا على توسلاتها ,

واعتقدت انها لمست صلابه و خشونه فعينية اقنعتها بانها تضييع و قتها ,

ومع هذا حاولت مره اخرى.


-” مساء الغد يا اندرياس ,

ارجوك اجل ذلك الى مساء الغد”.


-” الغد؟”.


بدا انه يفكر فذلك و لكن تعبيراتة كانت غامضه ,

وتعذر عليها ان تقرا افكارة ,

وبعد فتره و جيزه شعرت بان جسمها انهار عندما هز راسة فحزم و قال :


-” الليلة يا عزيزتى ….
ينبغى ان يصبح الليلة “.


و ادت نبره صوتة الداله على تصميمة النهائى الى ان ترفع راسها بحده بعدها اضاف :


-“لو بقيت معى الليلة فستبقين معى الى الابد”.


و تجهمت.
انة يقول شيئا غريبا ؟

وتصاعد الدم الى و جهها عندما اتض ما يقصدة او ما استنتجت انه يقصدة .

واكتفت بان قالت ,

وهي تلقى نظره غير و اعيه على الباب:


-” اتخشي ان اتركك؟
الان بعدما رحل ابي “.


” يمكنك ان تتركينى يا شانى ,

وان كنت لا ارغب فذلك” .



و ارتفع راسها الرائع عاليا فالهواء و قالت:


-” رغبت فبمجرد ان رايتنى .

واستخدمت معرفتك للفوز بى ,

فتاة رايتها و رغبت بها على الفور ,

لكنك ستضطر الان للحياة مع خوف انها ستهجرك ,

وهو عقاب حقيقي لك”.


و قاطعها قائلا فنبرات رقيقة:


-” انا لم اعرف الخوف اطلاقا فحياتي ,

قلت اننى لا اريد ان تتركينى “.


-” اعتقد ان الزوجه فاليونان لا تجرؤ اطلاقا على ترك زوجها؟”.


-” فاليونان نادرا ما تفكر الزوجه حتي فهجر زوجها “.


و اعترف قائلا :


-” ان زوجها هو السيد ,

اجل .

لكن الخضوع؟”.


-” السياده و الخضوع .

اى فارق هناك؟”.


و رد قائلا:


-” هنالك فارق يا شانى .

لاننى امقت كلمه الخضوع بشده بينما السياده لا تزعجنى على الاطلاق”.


-” هل فنيتك ان تسودني؟”.


و تجهم لكنة قال بحزم:


-” سارشدك و انصحك .

لن ادعك تقترفين اخطاء ,

يمكن ان تجعل ايامنا شقاء”.


-” يا لها من رقه بالغة”.


و ادت لهجه التهكم فصوتها الى ان يجفل فدهشة,
لانها كانت غريبة عن المخلوقه الرقيقه التي عرفها اثناء لمدة تعارفهما القصيرة,
ومضت تقول:


-” ان ما تخبرنى فيه حقيقة هو انك ستفرض قيودا و اوامر ,

وستحد من ارادتى ,

وتحذرنى كذلك من النظر الى اي رجل اخر”.


و ظهر على و جهة تعبير شرير عندما ارتدت شفتاة الى الخلف,
واصبحت عيناة الداكنتان بطبيعتهما كعيون معظم اليونانيين ,

سوداوان تماما كجمره الغيره التي تضطرم فاعماقهما ,

وخطت شانى خطوه الى الوراء,
لكن يدة امسكت برسغها و قربتها منه ,

لم تعرف كهذا الخوف من قبل اطلاقا,
لم تفكر فان يصبح لها زوج يطلق العنان لرغباتة كما يفعل ذلك الوحش.


-” رجل اخر!
اجل .

يا شانى الجميلة.
هذا بالضبط ما اعنية ,

انظرى الى رجل احدث و ساقتلك .

اتفهمين؟
انك ملكي ,

زوجتي للابد “.


و فهذه اللحظه اثرت به رقتها و الدموع التي دفعها الخوف الى عينيها ,

واخذت يداة تربتان برفق عليها ,

وفكرت به كجراح يستعمل يدية فخدمه مرضاه,
حتي شفتاة كذلك اصبحتا رقيقتين .

وعندما ابعدين عنه اخيرا همست و ربما راودها الامل فاستجابتة :


-” مساء الغد!”.


لكنة رفض قائلا:


-” لو بقيت معى الليلة فلن تتركينى اطلاقا,
انا و اثق من هذا”.


عفوا لايمكن عرض الرابط الا بعد التسجيل

 


امواج من نار