ان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعد

وهو من مع ان الواحد الشيطان الاثنين ابعد 20160919 907

الحمد لله رب العالمين،
والصلاة و السلام على اشرف الانبياء و المرسلين،
وعلي الة و صحبة و من اهتدي بهداة الى يوم الدين..
اما بعد:

صلاه الجماعة فضلها عميم،
ومكانتها عظيمة،
وقد جاء ففضلها من الايات البينه و الاحاديث الصحيحة ما يجعل القلب يطير قبل الجسد،
ويجعل الروح مشتاقه للمسجد تغدو و تروح،
يسعي المؤمن الى المسجد فيرتقى فالدرجات،
وتتضاعف الحسنات،
وتحط السيئات.

كل ذلك و هو ذاهب الى صلاه الجماعة،
ولكن ليس مع ذلك ساقف؛
فهنالك معاني قيمه فصلاه الجماعة ربما غفل عنها كثير من المسلمين،
واهتموا بما يجعلها سليمه من الاخطاء،
مستوفيه الشروط و الاحكام،
والسنن و الاركان،
ومع الاهتمام الطيب بكل ذلك – و هو مطلوب شرعا – الا انك تجد ممن يحافظ على جميع هذا ربما اخل ببعض معانيها التي تعتبر مطلبا شرعيا،
ومقصدا مهما من مقاصد ذلك الدين،
وهو ما سنحكية فهذه اللحظات؛
املين ان يمن الله علينا بالعمل بعد العلم،
وبالخشيه بعد الموعظة،
وبالهدي بعد البيان.

فى صلاه الجماعة يجتمع المامومين خلف امام واحد،
من تقدم منهم على امامة بطلت صلاته،
قال ابن قدامه – رحمة الله – فالمغني: “السنه ان يقف المامومون خلف الامام؛
فان و قفوا قدامة لم تصح،
وبهذا قال ابو حنيفه و الشافعي”1،
ومن سبقة بركوع او سجود استحق الوعيد الشديد فعن ابي هريره – رضى الله عنه – مرفوعا: ((اما يخشي الذي يرفع راسة قبل الامام ان يحول الله راسة راس حمار)).

صفوف متراصه يستوى بها المؤمنون،
لا يتقدم احد على الاخر،
بل ان من تمام الصلاة تسويه الصفوف كما جاء فالصحيحين عن انس – رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: ((سووا صفوفكم فان تسويه الصفوف من اقامه الصلاة))3،
وعند مسلم: ((من تمام الصلاة)),
وغير هذا مما يؤكد ضروره الالتزام بالجماعة،
ويبين اهمية الاجتماع و لحمه الصفوف،
وضروره الترابط،
وتقويه الاواصر،
يقول – تعالى- فكتابة الكريم و هو يحث عبادة على لزوم الجماعة: {واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و اذكروا نعمه الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمتة اخوانا و كنتم على شفا حفره من النار فانقذكم منها ايضا يبين الله لكم اياتة لعلكم تهتدون}،
ويؤكد على الاخوه و الترابط اذ يقول: {انما المؤمنون اخوه فاصلحوا بين اخويكم و اتقوا الله لعلكم ترحمون}،
بل يحذر سبحانة من الفرقه و الشتات قال عز من قائل: {واطيعوا الله و رسولة و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم و اصبروا ان الله مع الصابرين}،
فالتزام المسلمين اماما واحدا يذهب الخلاف ادراج الرياح،
ويحقق النصر و التمكين،
يقول سيد قطب – رحمة الله تعالى – (عند هذي الاية): “{ولا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم} فما يتنازع الناس الا حين تتعدد جهات القياده و التوجيه؛
والا حين يصبح الهوي المطاع هو الذي يوجة الاراء و الافكار،
فاذا استسلم الناس لله و رسوله؛
انتفي الاسباب =الاول الرئيسى للنزاع بينهم – مهما اختلفت و جهات النظر فالمساله المعروضه -،
فليس الذي يثير النزاع هو اختلاف و جهات النظر انما هو الهوي الذي يجعل جميع صاحب و جهه يصر عليها،
مهما تبين له و جة الحق فيها!
وانما هو وضع «الذات» فكفة،
والحق فكفة؛
وترجيح الذات على الحق ابتداء!”.

ويقول صاحب اضواء البيان: “نهي الله – جل و علا – المؤمنين فهذه الايه الكريمه عن التنازع،
مبينا انه اسباب الفشل،
وذهاب القوة،
ونهي عن الفرقه كذلك فمواضع احدث كقوله: {واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا} و نحوها من الايات،
وقوله فهذه الاية: {وتذهب ريحكم} اي قوتكم،
وقال بعض العلماء: نصركم،
كما تقول العرب: الريح لفلان اذا كان غالبا،
ومنة قوله: اذا هبت رياحك فاغتنمها … فان لكل عاصفه سكون”9.

وليس الاجتماع سببا للقوه فقط بل هي حفظ من الفتن كما اخبر بذلك النبى – صلى الله عليه و سلم – فالحديث الصحيح،
فعن حذيفه بن اليمان – رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: ((دعاه على ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوة فيها))،
قلت: يا رسول الله صفهم لنا،
قال: ((هم من جلدتنا،
ويتكلمون بالسنتنا))،
قلت: فما تامرنى ان ادركنى ذلك؟
قال: ((تلزم جماعة المسلمين و امامهم))،
قلت: فان لم يكن لهم جماعة و لا امام؟
قال: ((فاعتزل تلك الفرق كلها و لو ان تعض باصل شجره حتي يدركك الموت و انت على ذلك))،
بل يبين ابن مسعود – رضى الله عنه – ان الجماعة اسباب لدخول الجنة،
فعن الحارث بن قيس قال: قال لى عبدالله بن مسعود – رضى الله عنه -: “يا حارث بن قيس اليس يسرك ان تسكن و سط الجنة؟
قلت: بلى؛
قال: فالزم جماعة الناس”.

والشيطان اقرب من الواحد و ابعد من الاثنين فعن عمر – رضى الله عنه – ان النبى – صلى الله عليه و سلم – قال: ((عليكم بالجماعة،
واياكم و الفرقة؛
فان الشيطان مع الواحد و هو من الاثنين ابعد،
من اراد بحبوحه الجنه فليلزم الجماعة))،
وعن ابي الدرداء – رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: ((ما من ثلاثه فقريه و لا بدو لا تقام فيهم الصلاة؛
الا ربما استحوذ عليهم الشيطان،
فعليك بالجماعة،
فانما ياكل الذئب القاصية))،
قال زائدة: قال السائب: “يعني بالجماعة الصلاة فالجماعة”،
فما اعظم الجماعة،
وما اعظم فضلها،
نسال الله ان يوفقنا لطاعته،
وسبيل رضاه،
والحمد له اولا و اخرا.

  • إن الشيطان يكون من الأثنين أبعد ما يكون من الواحد
  • دعاه الاثين
  • رأي الاثنين و هو من الاثنين أبعد
  • كيف ابعد عن الشبهات


ان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعد