انا اغنى الشركاء عن الشرك

 

 

عن انا الشركاء الشرك اغنى 20160915 328

 

عن ابي هريره – رضى الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم – : قال الله تبارك و تعالى : ( انا اغني الشركاء عن الشرك ،

من عمل عملا اشرك به معى غيرى تركتة و شركة ) رواة مسلم ،

وفى روايه ابن ما جة : ( فانا منه بريء و هو للذى اشرك ) .

معني الحديث :

انا غنى عن ان يشاركنى غيرى ،

فمن عمل عملا لى و لغيرى لم اقبلة منه ،

بل اتركة لذا الغير .

الترهيب من الرياء

جاءت نصوص الكتاب و السنه بالترهيب من ان يقصد الانسان بعبادتة غير الله ،

وعدت هذا من عظائم الذنوب بل من الشرك بالله ،

لانة ينافى الاخلاص الذي يقتضى ان يقصد المسلم بعملة الله و حدة لا شريك له ،

قال سبحانة : { و ما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } (البينة: 5) ،

والمرائى فالحقيقة جعل العبادات مطيه لتحصيل اغراض نفسة الدنيئه ،

واستعمل العباده فيما لم تشرع لاجلة ،

وهو تلاعب بالشريعه و استهانه بمقام الالوهيه ،

ووضع للامور فغير مواضعها .

وقد توعد الله صنفا من الناس يراؤون فصلاتهم بالويل و الهلاك فقال : { فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراءون * و يمنعون الماعون } (الماعون: 4-7) ،

وبين سبحانة ان الذي يريد بعملة عاجل الحياة الدنيا فانه يعجل له بها ثوابة اذا شاء الله ،

ومصيرة فالاخره العذاب الشديد و العياذ بالله ،

لانة لم يخلص العمل لله فقال سبحانة : {من كان يريد العاجله عجلنا له بها ما نشاء لمن نريد بعدها جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا } ( الاسراء: 18) ،

وجعل مراءاه الناس بالاعمال من اخص صفات اهل النفاق فقال سبحانة : { و اذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالي يراءون الناس } (النساء: 142) ،

وبين النبى – صلى الله عليه و سلم – فاحاديث كثيرة خطوره الرياء على دين العبد و عاقبه المرائين ،

ومنها حديث الباب ،

وحديث الثلاثه الذين هم اول من يقضي عليهم يوم القيامه و هم شهيد ،

وعالم ،

ومنفق ،

وغيرها من الاحاديث .

تعريف الرياء

عرف العلماء الرياء بتعريفات مختلفة ،

ومدار هذي التعريفات على شيء واحد و هو : ” ان يقوم العبد بالعباده – التي يتقرب فيها الى الله – لا يريد فيها و جة الله عز و جل و حدة بل يريد فيها عرضا دنيويا ايا كان ذلك العرض ” ،

وفرقوا بين الرياء و السمعه بان الرياء هو العمل لرؤية الناس ،

واما السمعه فالعمل لاجل سماعهم ،

فالرياء يتعلق بحاسه البصر ،

والسمعه بحاسه السمع ،

وفى الحديث ( من سمع سمع الله فيه ،

ومن يرائى يرائى الله فيه ) رواة البخارى .

دواعي الرياء

اخبر الرسول – صلى الله عليه و سلم – انه يخاف على امتة من الشرك الخفى اكثر مما يخاف عليهم من المسيح الدجال ،

فقال عليه الصلاة و السلام : ( الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟

قلنا : بلي ،

فقال : الشرك الخفى ،

ان يقوم الرجل يصلى فيزين صلاتة لما يري من نظر رجل ) رواة ابن ما جة باسناد صحيح ،

وما ذاك الا لان الداعى الى الرياء قوي فالنفوس ،

ومغروس فالفطر ،

فالنفوس مجبوله على حب الثناء و البيته فقلوب الخلق ،

وتجنب الذم و اللوم ،

كما قال القائل :

                   يهوي الثناء مبرز و مقصر      حب الثناء طبيعه الانسان

و لذا حصر بعضهم الامور التي تدعو الى الرياء فثلاثه حاجات : ” حب المحمدة ،

وخوف المذمه ،

والطمع فيما فايدى الناس ” .

مظاهر الرياء

تتنوع صور الرياء و مظاهرة على حسب الاعمال و العبادات التي يتقرب فيها المرء ،

فقد يرائى الانسان مثلا باظهار بعض الامور التي تدل على مبالغتة و اجتهادة فالعباده ،

فربما راءي باظهار النحول و الاصفرار و ذبول الشفتين ليستدل بذلك على الصيام ،

وقد يحرص مثلا على ابراز اثر السجود فجبهتة ،

وقد يصبح الرياء بالنطق و اللسان ،

فيتعمد اظهار العلم و الحفظ و اقامه الحجه عند المجادله و الخصام ليعرف الناس مدي علمة و قوه حجتة ،

او يجهر بذكرة لله عز و جل ليعرف الناس انه ذاكر ،

وقد يرائى بعملة كان يطول فالصلاة ،

ويزيد فالركوع و السجود الى غير هذا مما لا يقع تحت حصر ،

كما قال الامام ابن القيمرحمة الله : ” و اما الشرك فالارادات و النيات فذلك البحر الذي لا ساحل له و قل من ينجو منه ” .

حكم العمل المراءي به

العمل لغير الله على اقسام كما ذكر هذا الامام ابن رجب الحنبلى ،

فاما ان يصبح الرياء فاصل العباده كان يؤدى الانسان العباده بحيث يريد فيها غير الله ،

او يريد فيها الله عز و جل مع غيرة من المخلوقين ،

فلا شك فان العمل يبطل حينئذ ،

وصاحبة اثم معرض للعقوبه ،

وهو الذي جاءت به النصوص الصحيحة الصريحه و منها حديث الباب ،

واما ان لا يصبح الرياء فاصل العباده بل فو صفها كمن يريد بصلاتة الله عز و جل ،

فيدخل بها و هو يريد ان يقصر القراءه بها و الركوع و السجود ،

فيعرض له خاطر باطاله الركوع و السجود لما يري من نظر الناس و رؤيتهم له ،

فاصل العمل هنا كان لله بعدها طرات عليه نيه الرياء بعد هذا ،

فهذا ان كان خاطرا و دفعة فانه لا يضرة ،

واما ان استرسل معه ،

فقد اختلفت كلمات السلف هل يحبط فيه عملة ام لا يضرة هذا و يجازي على اصل نيتة ؟

والذى رجحة الامام احمد و غيرة ان عملة لا يبطل بذلك ،

وانة يجازي بنيتة الاولي ،

الا انه ثوابة على عملة ذلك لا يصبح تاما ،

بل ينقص بسبب ريائة ،

ولا يبعد ان يصبح على خطر عظيم .

واما اذا عمل العمل لله خالصا،
ثم القي الله له الثناء الحسن فقلوب المؤمنين ،

ففرح بذلك و استبشر ،

فان هذا لا يضرة ،

وفى ذلك المعني جاء حديث ابي ذر عن النبى – صلى الله عليه و سلم – انه سئل عن الرجل يعمل من الخير ،

ويحمدة الناس عليه؟
فقال: ( تلك عاجل بشري المؤمن ) رواة مسلم .

ترك العمل خوف الرياء

وقد يعالج البعض الخطا فيقع فخطا مثلة او اشد منه ،

فاذا اراد ان يقوم بطاعه او اي عمل من اعمال الخير و عرض له عارض الرياء ،

خشى من ذلك الخاطر ،

فيترك العمل خوف الرياء ،

وهذا فالحقيقة هرب من شر ليقع فيما هو مثلة او اشد ،

وقد نبة العلماء على ذلك المزلق الخطير و حذروا منه فقال الفضيل بن عياض : ” ترك العمل من اجل الناس رياء و العمل من اجل الناس شرك و الاخلاص ان يعافيك الله منهما ” .

علاج الرياء

واخيرا فليس امر الرياء بالامر المستعصى عن العلاج ،

صحيح انه يحتاج الى مشقه و مجاهده افصحت عنها كلمات الصالحين من سلف الامه ،

فقد قال الامام احمد رحمة الله : ” امر النيه شديد ” ،

وقال سفيان الثورى : ” ما عالجت شيئا اشد على من نيتى لانها تتقلب على ” ،

وقال يوسف بن الحسين : ” اعز شيء فالدنيا الاخلاص ،

وكم اجتهد فاسقاط الرياء عن قلبي ” ،

ولكنة مع هذا ليس بالامر المستحيل ،

اذ من المحال ان يكلفنا الله ما لا نطيق ،

و لذا فان من الامور التي تعين العبد على علاج الرياء:

– الاستعانه بالله و التعوذ الدائم فيه و فالحديث عن ابي موسي الاشعري رضى الله عنه قال : خطبنا رسول الله – صلى الله عليه و سلم – ذات يوم فقال : ( يا ايها الناس اتقوا ذلك الشرك فانه اخفي من دبيب النمل ،

فقال له من شاء الله ان يقول : و كيف نتقية و هو اخفي من دبيب النمل يا رسول الله : قال : قولوا : اللهم انا نعوذ بك من ان نشرك بك شيئا نعلمة و نستغفرك لما لا نعلمة ) رواة احمد .

– و منها معرفه حقيقة الرياء و اسبابة و قطعها من قلب العبد .

– و منها النظر فعواقب الرياء الدنيويه و الاخرويه ،

والحرص على اخفاء العباده و اسرارها ،

وان يصبح للعبد خبيئه من عمل صالح لا يطلع عليه الا ربة و مولاة جل و علا .

  • اغني اطفال جميلة أنه


انا اغنى الشركاء عن الشرك