انت لي صفحه 7

لي صفحه انت 20160913 1319

 

وقفت غير مصدق لما ارى… متوهما انه الحلم الذي لطالما راودنى منذ سنين…

لكن… طبعا فان الشيء الذي يقف امامي هذي اللحظه … يضم ذراعية الى بعضهما البعض … و يقشعر بدنة ان خوفا و بردا … ذلك الشيء


الملفوف فالسواد … هو طبعا كائن بشرى …


و ليس اي كائن …


تحديدا هي رغد !

” و ليد … انا خائفه !

ابقنى معك ”

لا اعرف من الذي حرك يدى ،

نحو مكبس المصباح ،

و انارة …


هل ممكن ان اكون ربما فعلت هذا بلا و عى ؟
؟

الاناره القويه المفاجئه ازعجت بؤبؤى عيني ،

فاغمضت جفونى بسرعة

و من بعدها فتحتها ببطء…

رايت و جة رغد بعينيها المتورمتين الحمراوين ،

و اللتين تدلان على طول البكاء و مرارتة …

” رغد … اانت على ما يرام صغيرتى ؟
؟

” انا اشعر بالخوف … و ليد … المكان موحش و … و يثير الذكريات … المؤلمه !

و سرعان ما انخرطت رغد فبكاء اجش بصوت مبحوح …

” حسنا… عزيزتى يكفى … لا تبكي صغيرتى … تعالى اجلسى هنا ”

و اشرت الى مقعد بالجوار ،

فجلست رغد عليه … و بقيت و اقفا برهه … بعدها جلست على طرف سريرى …

كنت فمنتهي التعب و الارهاق و اشعر برغبه ملحه جدا جدا فالنوم… لابد ان راسي سيهوى على السرير فجاه و اغط فالنوم دون شعور !

نظرت الى الفتاة الجالسه على مقربه جاهلا ما يتوجب على فعلة !

سالتها :

” صغيرتى … الا تشعرين بالنعاس ؟

الست متعبه ؟

” بلي … لكن … لا اشعر بالطمانينه !

لا استطيع النوم … انا خائفه !

و رفعت يدها الى صدرها كمن يريد تهدئه انفاسة المرعوبة

قلت :

” لا تخشى شيئا صغيرتى … ما دمت معك ”

و لا ادرى من اين و لا كيف خرجت هذي الجمله فمثل ذلك الوقت و الحال !



و هل كنت اعنيها ام لا … و هل كنت جديرا فيها ام لا !

لكن فتاتى ابتسمت !

ثم تنهدت تنهيده عميقه جدا

ثم اسندت راسها الى المقعد و ارخت ذراعيها الى جانبيها …ا و اغمضت عينيها !

و اظن … و الله الاعلم … انها نامت !

” رغد !

… رغد ؟

فتحت رغد عينيها ببطء و نظرت الى …

” انك بحاجة للنوم !

ردت ،

بشيء لا يتوافق و سؤالى البسيط :

” غرفتك لم تتغير ابدا و ليد !

كم انا سعيدة بالعوده اليها !

و اخذت تدور بعينيها فالغرفه …

كان الهدوء الشديد يسيطر على الاجواء … فالوقت متاخر … و العالم يغط فالظلام و السبات …

قالت و هي تشير الى موضع فالغرفه :

” كان سريرى هنا سابقا !

هل تذكر يا و ليد ؟

ثم و قفت و سارت نحو الموضع الذي كان سرير رغد الصغير يستلقى به لسنين … قبل زمن …

قالت :

” و انت كنت تقرا القصص الرائعة لى !

كم كنت احب قصصك كثيرا جدا جدا يا و ليد !

ليت الزمن يعود للوراء … و لو لحظه !

عندها و قفت انا … و ربما استفقت فجاه من نعاسى الثقيل … و قفزت الى قمه اليقظه و الصحوه … و كان نهرا من الماء البارد ربما صب فوق راسي …

التفتت الى صغيرتى و قالت :

” كنت … كنت احتفظ بالقصص التي اشتريتها لى فبيتنا الثاني … لكن … احرقتها النيران !

و المتنى … جملتها كثيرا …

رجعت بى الذكري الى المنزل المحترق … فاذا بالنار تشتعل فمعدتى …

اضافت رغد بصوت اخف و اشجي :

” تماما كما احترقت الصورة … ”

” رغد … ”

انة ليس بالوقت المناسب لاسترجاع ذكريات كهذه … ارجوك … كفي !

نظرت من حولها بعدها قالت :

” لا تزال كتبك منثوره !

اتذكر … ؟

كنت تستعد للذهاب الى الجامعة لاجراء امتحان ما !

اليس ايضا ؟
؟
اليس ذلك ما اخبرتنى فيه ؟
؟
اتذكر ؟
؟

لا اريد ان اتذكر !

ارجوك ايتها الذكري .
.
توقفى عند ذلك الحد .
.

ارجوك …

لا تعودى الى هذا اليوم المشؤوم …

لو كان باستطاعتى حذفة نهائيا … لو كنت … ؟
؟؟

كنت اريد الهروب السريع من تلك الذكري اللعينه … لكنها كانت تقترب … و تقترب اكثر فاكثر … حتي صارت امامي مباشره …

عينان تحدقان بعيني بقوه … تقيدان انظارى رغم عنى …

عينان استطيع اختراقهما الى ما بعدهما …

خلف تينك العينين ،

تختبئ امر الذكريات و ابشعها …

ارجوك يا رغد …

لا تنظرى الى كذا …

لا ترمنى بهذه السهام الموجعه …

لم لا تعودين للنوم ؟
؟

” و ليد … ”

” اة … نعم … ص … غيرتى ؟
؟

” لماذا … لم تخبرنى بالحقيقة ؟

قلت بصوت متهدرج :

” اي … اي حقيقة ؟

” انك … قتلتة !

اة …

اة …

انة فاس يقع على هامتى …

لقد فلقتها يا رغد …

ما عدت قادرا على الوقوف …

نصفاى سينهاران …

ارجوك كفي …

” و ليد … لماذا لم تخبرنى ؟
؟
انا يا و ليد … انا… لم ادرك شيئا … كنت صغار … و خائفه حد الموت … لا اذكر ما فعلت فيه … و لا …


و لا اذكر … ما فعلة بى !

عند هذي اللحظه … و فجاه … و دون شعور منى و لا ادراك … مددت يدى بعنف نحو رغد و انقضضت على ذراعيها بقوه … بكل قوه …

انتفضت فتاتى بين يدى هلعا … و حملقت بى بفزع …

لابد ان قبضتى كانتا مؤلمتين جدا جدا انذاك ،

و لابد انها كانت خائفه …

خرجت هذي الجمله من لسانى كالصاروخ فقوه اندفاعها … مخلفه خلفها سحابه غبار هائله تسد الانوف و تكتم الانفاس … و تخنق الافئده …

كررت بجنون :

” ماذا فعل بك يا رغد ؟
؟



حتى… حتي لو كان ربما … لامس طرف حزامك فقط … باطراف اظافرة القذره … كنت ساقتلة بكل تاكيد … بكل تاكيد …”

فجاه رفعت رغد يديها و غطت و جهها … و هي تطلق صيحه قصيرة …

كانت قبضتا يدى لا تزالان تطبقان على ذراعيها بعنف … و بنفس العنف انقضتا فجاه على يديها … و ابعدتهما بسرعه عن و جهها ،

فيما عيناي تحملقان بعينيها بقوه ….

صرخت :

” ماذا فعل بك ؟
؟

كانت رغد تنظر الى بذعر …

نعم انه الذعر …

اشبة بالذعر الذي قراتة فعينيها هذا اليوم …

تملصت رغد من بين يدى و ابتعدت بسرعه ،

و اتجهت نحو المقعد الذي كانت تجلس عليه قبل قليل … و ارتمت عليه … و هتفت :

” لا اريد ان اذكر هذا … لا اريد … لا اريد ”

و عادت لاخفاء و جهها خلف كفيها .

دارت بى الدنيا انذاك و شعرت برغبه شديده فتمزيق اي شيء … اي اى شيء !

التفت يمنه و يسره فاضطراب باحثا عن ضحيه تمزيقى … و بعض زخات العرق تنحدر من جبينى بينما اشعر باختناق … و كان تجويف حنجرتى لم يعد يكفى لتلقى كميه الهواء المهوله و الممزوجه بذلك الغبار و التي يرغمها صدري الشاهق على الاندفاع الية …

تحركت خطوه فكل اتجاة … و بلا اتجاة …

بعثرت نظراتى فكل صوب … و بلا هدف …

و اخيرا و قع بصرى على شيء مختبئ عند احدي زوايا الغرفه …


يصلح للتمزيق !

توجهت الى هذا الشيء ،

و التقطتة عن الارض … تاملتة برهه … و استدرت نحو رغد …

انة صندوق الامانى القديم … الذي جمع امنيات صغرنا منذ 13 عاما !

ها ربما ان اخيرا … اوان استخراج الامانى …

و لم علينا الاحتفاظ فيها مخباه اطول ما دامت الاقدار … ابت تحقيقها ؟

علي الاقل … امنياتى انا …

يجب ان يتمزق اخيرا ….

و الان يا رغد … جاء دورك !

” رغد ”

ناديتها فلم تستجب مباشره .

اقتربت منها اكثر فاكثر حتي صرت امامها مباشرة

هى جالسه على المقعد مطاطئه الراس … تدارى الدموع

و انا و اقف كشجره بلا جذور فانتظار اللحظه التي تهب بها الرياح ،

فتقلعها …

” رغد … اتذكرين ذلك ؟

و ازدردت ريقى …

انها اللحظه التي لطالما انتظرتها … سنين و سنين و سنين ،

و انا اتوق شوقا و احترق لهفه لمعرفه امنيتك يا رغد …

رفعت رغد راسها و اخذت تنظر الى الشيء المحمول بين يدى …

نظرت الية نظره مطوله … بعدها اتسعت حدقتا عينيها و انفغر فاها و شهقت شهقه مذهوله !

اذن ،

فانت تذكرينة ؟
؟

انة صندوق امانيك يا رغد … ايتها الطفلة العزيزه … انا صنعتة لك منذ 13 عاما … فذلك اليوم الرائع … حين قدمت الى منفعله و انت تحملين كتابك الصغير و تهتفين :

” و ليد … و ليد اصنع لى صندوقا ”

تحركت عينا رغد من على الصندوق الى عيني …

كانت احدث دمعه لا تزال ملعقه على رموشها ،

فى حيره ….
ا تنحدر ام تتراجع ؟
؟

شفتاها الان تحركتا و رسمتا ما يشبة الابتسامه المتردده …

و اخيرا نطق لسانها :

” صندوقى !
!

ثم هتفت متفاجئه :

” صندوقى !

اوة … انه صندوقى !

و هبت و اقفه و التقطتة من بين يدى !

” يا الهى !

قلت :

” اتذكرينة ؟

رفعت عينيها عن الصندوق مجددا و قالت بانفعال :

” نعم !

اذكرة !

انة صندوق الامانى ”

قالت هذا و هي تؤشر باصبعها على كلمه (( صندوق الامانى )) المكتوبة على الصندوق الورقى …

ثم اخذت تقلبة ،

و من بعدها عبس و جهها فجاه و نظرت الى بحده و و جس :

” هل … فتحتة ؟
؟

” ماذا ؟

” فتحتة ؟
؟

انة سؤال بسيط !

و عادي جدا جدا !

اليس ايضا ؟
؟

و لكن … لم لم استوعبة ؟
؟
و لم تطلب منى الامر جميع ذلك التركيز و الجهد البليغين حتي افهمة ؟
؟

هل فتحتة ؟
؟

اوتسالين ؟
؟

رغد !

الم اقطع لك العهد بالا افتحة دون علمك ؟
؟

اتشكين فاننى … ربما اخون عهدى معك ذات يوم ؟

الا تعرفين ما سببة لى و ما زال يسببة لى صندوق امانيك ذلك مذ صنعتة و حتي اليوم ؟
؟

هل تعتقدين انه اختفي من حياتي بمجرد ان علقتة هنالك فوق رف المكتبه ؟
؟

انة لم يكن فالحياة … صندوق اهم من صندوقك !

قلت :

” لا … مستحيل !

اخذت تقلبة فيدها بعدها نظرت الى بتساؤل :

” ماذا حدث له اذن ؟

ان كنتم ربما نسيتم فاذكركم باننى ذات مره و من فرط ياسى و حزنى جعدت الصندوق فقبضتى …

قلت :

” انه الزمن !

من الصندوق ،

الي عيني الى انفي ،

ثم الى عيني ،

انتقلت نظرات الصغيرة قبل ان تقول :

” اذن الزمن … لا يحب ان تبقي الحاجات مستقيمه !

” عفوا ؟
؟

ابتسمت رغد و قالت :

” اليس الزمن هو كذلك من عقف انفك ؟

رفعت سبابتى اليمني و لامست انفي المعقوف … و عندها تذكرت اننى عندما التقيت برغد اول مره بعد خروجى من السجن ،

سالتنى عما حدث لانفي فاجبتها :

( انه الزمن !

)

” نعم !

انة الزمن … ”

و صمت قليلا بعدها و اصلت :

” الن تفتحية ؟

و كنت فقمه الشوق لان استخرج سر رغد الدفين و اعرف … من هو هذا ( الصبى ) الذي كانت تتمني الزواج منه عندما تكبر ؟
؟

نظرت اليها بنفاذ صبر … هيا يا رغد !

افتحية ارجوك !

او اسمحى لى و انا سامزقة فورا … و افضح مكنونة !

لكن رغد اومات براسها سلبا …

كررت السؤال :

” الن تفتحية ؟

” لا !

” لم ؟

الا تتوقين لمعرفه ما بالداخل ؟

بعد جميع هذي السنين ؟
؟

” لا !

و طاطات براسها … و ربما علت خديها حمره مفاجئه … ما زادنى فضولا فوق فضول لمعرفه ما تحوية !

قلت :

” هل … تذكرين … امنيتك ؟

لم ترفع راسها بل اجابت بايماءه بسيطة موجبه .

” ما دام الامر ايضا … فما الجدوي فابقائها داخل الصندوق ؟

رفعت رغد اخيرا نظرها الى و قالت :

” لانها لم تتحقق بعد ”

شعرت بنبضات قلبي تتوقف برهه ،

ثم تندفع بسرعه جنونيه …و تخترق قدمي و تصطدم بالارض !

و استطردت ،

و ربما بدا الجد و الاصرار على ملامح و جهها فجاه :

” و ساعمل على تحقيقها من جميع بد … و باى و سيله … و مهما كان الثمن ”

و اضافت و هي تلوح بسبابتها نحوى و تحد من صوتها اكثر :

” … و لن اسمح لاى شيء باعتراض طريقى ”

العبارات التي خرجت بحده من لسان رغد ،

مقرونه بالنظره القويه و اللهجه الجديه ،

و المليئه بمعاني التحدى ،

جعلت تلك النبضات تقفز من باطن الارض ،

و تعود ادراجها متخلله قدمي المرتجفتين ،

و تضرب قلبي بعنف … محدثه تصدع خطير …

اعتقد … اننى انا ( الشيء ) الذي لن تسمح له باعتراض طريقها … و اعتقد ان اسم ( حسام ) مكتوب على قصاصه قديمة مختبئه داخل ذلك الصندوق … و اعتقد اننى اتلقي الان تهديدا من حبيبه قلبي … بالا اعترض طريق زواجها من الرجل الذي تمنت الارتباط فيه منذ الصغر …

غضبى ثار … نعم ثار …

لازالت تنظر الى بتحد …

حسنا يا رغد …

قبلت التحدى …

قلت :

” و انا كذلك لم احقق امنيتى بعد ”

و بحده اضفت :

” و ساعمل على تحقيقها مهما كلفنى هذا … و اي شيء يعترض طريقى … ”

و صمت برهه ،

ثم اضفت :

” ساقتلة !

و سحبت الصندوق من يدها بغته ،

و اكدت :

” انه حلمى … و الموت و حدة ما ربما يحول دون نيلة … عدا عن ذلك يا رغد … عدا عن الموت … فاننى لن اسمح لاى شيء بان يبعدة عنى … لن اتخلي عن حلمى ابدا … انه دائما امامي … و قريبا … سيكون بين يدى … و لى و حدى … ”

لم اشعر بمدي قوه الضغط الذي كنت امارسة على هذا الصندوق الورقى المخنوق فقبضتى ،

حتي اطلقت رغد صيحه اعتراض

كانت تنظر الى الصندوق برثاء … و مدت يدها لتخلصة منى … الا اننى سحبت يدى بعيدا عنها … بعدها سرت مبتعدا … و اتجهت الى مكتبتى و و ضعت الصندوق المخنوق فنفس الموضع الذي كان يقف به قبل سنين …

و حين استدرت الى رغد رايتها تراقبنى بنظرات اعتراض غاضبه .

قلت بتحد اكبر :

” سنري من منا سيحقق امنيتة !

……………………..


انت لي صفحه 7