انت لى و حدى – ما تيلدا سايمز- روايه انت لى و حدى – ما تيلدا سايمز كاملة
توفى عمي و زوجتة فحادث مؤسف قبل شهرين ،
و تركا طفلتهما الوحيده ( رغد ) و التي تقترب من الثالثة من عمرها … لتعيش يتيمه مدي الحياة .
فى البداية ،
بقيت الصغيرة فبيت خالتها لترعاها ،
و لكن ،
و نظرا لظروف خالتها العائليه ،
اتفق الجميع على ان يضمها و الدى الينا و يتولي رعايتها
من الان فصاعدا .
انا و اخوتى لا نزال صغارا ،
و لاننى اكبرهم سنا فقد تحولت فجاه الى
( رجل راشد و مسؤول ) بعد حضور رغد الى بيتنا .
كنا ننتظر عوده ابي بالصغيرة ،
(سامر) و ( دانه ) كانا فقمه السعادة لان عضوا جديدا سينضم اليهما و يشاركهما اللعب !
اما و الدتى فكانت متوتره و قلقة
انا لم يعن لى الامر الكثير
او كذا كنت اظن !
وصل ابي اخيرا .
.
قبل ان يدخل الغرفه حيث كنا نجلس و صلنا صوت صراخ رغد !
سامر و دانه قفزا فرحا و ذهبا نحو الباب راكضين
” بابا بابا … اخيرا !
”
قالت دانة و هي تقفز نحو ابي ،
و الذي كان يحمل رغد على ذراعة و يحاول تهدئتها لكن رغد عندما راتنا ازدادت صرخاتها و دوت البيت بصوتها الحاد !
تنهدت و قلت فنفسي :
” اوة !
ها ربما بدانا !
”
اخذت امي الصغيرة و جعلت تداعبها و تقدم اليها الحلوى علها تسكت !
فى الواقع ،
لقد قضينا و قتا عصيبا و مزعجا مع هذي الصغيرة هذا اليوم .
” اين ستنام الطفلة ؟
”
سال و الدى و الدتى مساء هذا اليوم .
” مع سامر و دانة فغرفتهما !
”
دانة قفزت فرحا لهذا الامر ،
الا ان ابي قال :
” لا ممكن يا ام و ليد !
دعينا نبقيها معنا بضع ليال الى ان تعتاد اجواء البيت،
اخشي ان تستيقظ ليلا و تفزع و نحن بعيدان عنها !
”
و يبدو ان امي استساغت الفكرة ،
فقالت :
” معك حق ،
اذن دعنا ننقل السرير الى غرفتنا ”
ثم التفتت الى :
” و ليد ،
انقل سرير رغد الى غرفتنا ”
اعترض و الدى :
” سانقلة انا ،
انة ثقيل !
”
قالت امي :
” لكن و ليد رجل قوي !
انة من و ضعة فغرفه الصغيرين على ايه حال !
”
(( رجل قوي )) هو وصف يعجبنى كثيرا !
امي اصبحت تعتبرنى رجلا و انا فالحاديه عشره من عمري !
هذا جميل !
قمت بكل زهو و ذهبت الى غرفه شقيقى و نقلت السرير الصغير الى غرفه و الدى .
عندما عدت الى حيث كان البقيه يجلسون ،
وجدت الصغيرة نائمه بسلام !
لابد انها تعبت كثيرا بعد ساعات الصراخ و البكاء التي عاشتها ذلك اليوم !
انا كذلك احسست بالتعب،
و لذا اويت الى فراشى باكرا .
~~~~~~~~~
نهضت فساعة مبكره من اليوم الاتي على صوت صراخ اخترق جدران الغرفه من حدتة !
انها رغد المزعجة
خرجت من غرفتي متذمرا ،
و ذهبت الى المطبخ المنبعثه منه صرخات ابنه عمي هذه
” امي !
اسكتى هذي المخلوقه فانا اريد ان انام !
”
تاوهت امي و قالت بضيق :
” او تظننى لا احاول هذا !
انها بنت صعبة جدا جدا !
لم تدعنا ننام غير ساعتين او ثلاث و الدك ذهب للعمل دون نوم !
”
كانت رغد تصرخ و تصرخ بلا توقف .
حاولت ان اداعبها قليلا و اسالها :
” ماذا تريدين يا صغيرتى ؟
”
لم تجب !
حاولت ان احملها و اهزها … فهاجمتنى باظافرها الحاده !
و اخيرا احضرت اليها بعض العاب دانة فرمتنى فيها !
انها طفلة مشاكسه ،
هل ستظل فبيتنا دائما ؟
؟؟
ليتهم يعيدوها من حيث جاءت !
فى وقت لاحق ،
كان و الداى يتناقشان بشانها .
” ان استمرت بهذه الحال يا ابا و ليد فسوف تمرض !
ماذا يمكننى ان افعل من اجلها ؟
”
” صبرا يا ام و ليد ،
حتي تالف العيش بيننا ”
قاطعتهما قائلا :
” و لماذا لا تعيدها الى خالتها لترعاها ؟
ربما هي تفضل هذا !
”
ازعجت جملتى هذي و الدى فقال :
” كلا يا و ليد ،
انها ابنه اخي و انا المسؤول عن رعايتها من الان فصاعدا .
مساله وقت و تعتاد على بيتنا ”
و يبدو ان ذلك الوقت لن ينتهى …
مرت عده ايام و الصغيرة على هذي الحال ،
و ان تحسنت بعض الشيء و صارت تلعب مع دانة و سامر بمرح نوعا ما
كانت امي غايه فالصبر معها ،
كنت اراقبها و هي تعتنى فيها ،
تطعمها ،
تنظفها ،
تلبسها ملابسها ،
تسرح شعرها الخفيف الناعم !
مع الايام ،
تقبلت الصغيرة عائلتها الحديثة ،
و لم تعد تستيقظ بصراخ و كان على و ليد ( الرجل القوي ) ان ينقل سرير هذي المخلوقه الى غرفه الطفلين !
بعد ان نامت بهدوء ،
حملتها امي الى سريرها فموضعة الجديد .
كان اخواى ربما خلدا للنوم منذ ساعة او يزيد .
اودعت الطفلة سريرها بهدوء .
تركت و الدتى الباب مفتوحا حتي يصلها صوت رغد فيما لو نهضت و بدات بالصراخ
قلت :
” لا داعى يا امي !
فصوت هذي المخلوقه يخترق الجدران !
ابقة مغلقا !
”
ابتسمت و الدتى براحه ،
و قبلتنى و قالت :
” هيا الى فراشك يا و ليد البطل !
تصبح على خير ”
كم احب سماع المدح الرائع من امي !
اننى اصبحت بطلا فنظرها !
هذا شيء جميل … جميل جدا جدا !
و نمت بسرعه قرير العين مرتاح البال .
الشيء الذي انهضنى و اقض مضجعى كان صوتا تعودت سماعة مؤخرا
انة بكاء رغد !
حاولت تجاهلة لكن دون جدوى !
يا لهذه ال رغد … !
متي تسكتيها يا امي !
طال الامر ،
لم اعد احتمل ،
خرجت من غرفتي غاضبا و فنيتى ان اتذمر بشده لدي و الدتى ،
الا اننى لاحظت ان الصوت منبعث من غرفه شقيقي
نعم ،
فانا البارحه نقلت سريرها الى هنالك !
ذهبت الى غرفه شقيقى ،
و كان الباب شبة مغلق ،
فوجدت الطفلة فسريرها تبكي دون ان ينتبة لها احد منهما !
لم تكن و الدتى موجوده معها .
اقتربت منها و اخذتها من فوق السرير ،
و حملتها على كتفى و بدات اطبطب عليها و احاول تهدئتها .
و لانها استمرت فالبكاء ،
خرجت فيها من الغرفه و تجولت فيها قليلا فالمنزل
لم يبد انها عازمه على السكوت !
يجب ان اوقظ امي حتي تتصرف …
كنت فطريقى الى غرفه امي لايقاظها ،
و لكن …
توقفت فمنتصف الطريق ،
و عدت ادراجى … و دخلت غرفتي و اغلقت الباب .
والدتى لم تذق للراحه طعما منذ اتت هذي الصغيرة الينا .
و و الدى لا ينام كفايتة بسببها .
لن افسد عليهما النوم هذي المره !
جلست على سريرى و اخذت اداعب الصغيرة المزعجه و الهيها بكيفية او بثانية حتي تعبت ،
و نامت ،
بعد جهد طويل !
ادركت انها ستنهض فيما لو حاولت تحريكها ،
لذا تركتها نائمه ببساطه على سريرى و لا ادرى ،
كيف نمت بعدين !
هذه المره استيقظت على صوت امي !
” و ليد !
ما الذي حدث ؟
”
” اة امي !
”
القيت نظره من حولى فوجدتنى انام الى جانب الصغيرة رغد ،
و التي تغط فنوم عميق و هادىء !
” لقد نهضت ليلا و كانت تبكي .
.
لم اشا ازعاجك لذلك احضرتها الى هنا !
”
ابتسمت و الدتى ،
اذن فهي راضيه عن تصرفى ،
و مدت يدها لتحمل رغد فاعترضت :
” ارجوك لا !
اخشي ان تنهض ،
نامت بصعوبه !
”
و نهضت عن سريرى و انا اتثاءب بكسل .
” ادى الصلاة بعدها تابع نومك فغرفه الضيوف .
سابقي معها ”
القيت نظره على الصغيرة قبل نهوضى !
يا للهدوء العجيب الذي يحيط فيها الان!
بعد ساعات ،
و عندما عدت الى غرفتي ،
وجدت دانة تجلس على سريرى بمفردها .
ما ان راتنى حتي بادرت بقول :
” انا كذلك سانام هنا الليلة !
”
اصبح سريرى الخاص حضانه اطفال !
فدانة ،
و البالغه من العمر 5 سنوات ،
اقامت الدنيا و اقعدتها من اجل المبيت على سريرى الجذاب هذي الليلة ،
مثل رغد !
ليس ذلك الامر فقط ،
بل ابتدات سلسله لا نهائيه من ( كرغد ) …
ففى جميع شيء ،
تود ان تحظي بما حظيت فيه رغد .
و كلما حملت امي رغد على كتفيها لسبب او لاخر ،
مدت دانة ذراعيها لامها مطالبه بحملها (مثل رغد ) .
اظن ان ذلك المصطلح يسمي ( الغيره ) !
يا لهؤلاء الاطفال !
كم هي عقولهم صغار و تافهه !
~~~~~~
كانت المره الاولى و لكنها لم تكن الاخيرة … فبعد ايام ،
تكرر نفس الموقف ،
و سمعت رغد تبكي فاحضرتها الى غرفتي و اخذت الاعبها .
هذه المره استجابت لملاعبتى و هدات ،
بل و ضحكت !
و كم كانت ضحكتها رائعة !
اسمعها للمره الاولي !
فرحت بهذا الانجاز العظيم !
فانا جعلت رغد الباكيه تضحك اخيرا !
و الان ساجعلها تتعلم مناداتى باسمى !
” ايتها الصغيرة الرائعة !
هل تعرفين ما اسمى ؟
”
نظرت الى باندهاش و كانها لم تفهم لغتى .
انها تستطيع النطق بعبارات مبعثره ،
و لكن ( و ليد ) ليس من ضمنها !
” انا و ليد !
”
لازالت تنظر الى باستغراب !
” اسمى و ليد !
هيا قولى : و ليد !
”
لم يبد الامر سهلا !
كيف يتعلم الاطفال الاسماء ؟
اشرت الى عده حاجات ،
كالعين و الفم و الانف و غيرها ،
كلها اسماء تنطق فيها و تعرفها .
حتي حين اسالها :
” اين رغد ؟
”
فانها تشير الى نفسها .
” و الان يا صغيرتى ،
اين و ليد ؟
”
اخذت اشير الى نفسي و اكرر :
” و ليد !
وليد !
انا و ليد !
انت رغد ،
و انا و ليد !
من انت ؟
”
” رغد ”
” عظيم !
انت رغد !
انا و ليد !
هيا قولى و ليد !
قولى انت و ليد !
”
كانت تراقب حركات شفتي و لسانى ،
انها طفلة نبيهه على ما اظن .
و كنت مصرا جدا جدا على جعلها تنطق باسمى !
” قولى : انت و ليد !
وليد …
قولى : و ليد … انت و ليد !
”
” انت لى ” !
!
كانت هذي هي الكلمه التي نطقت فيها رغد !
( انت لى !
)
للحظه ،
بقيت اتاملها باستغراب و دهشه و عجب !
فقد بترت اسمى الرائع من الطرفين و حولتة الى ( لى ) بدلا من
( و ليد ) !
ابتسمت ،
و قلت مصححا :
” انت و ليد !
”
” انت لى ”
كررت جملتها ببساطه و براءه !
لم اتمالك نفسي ،
وانفجرت ضحكا ….
و لاننى ضحكت بشكل غريب فان رغد اخذت تضحك هي الثانية !
و كلما سمعت ضحكاتها الرائعة ازدادت ضحكاتى !
سالتها مره ثانية :
” من انا ؟
”
” انت لى ” !
يا لهذه الصغيرة المضحكة !
حملتها و اخذت اؤرجحها فالهواء بسرور …
منذ هذا اليوم ،
بدات الصغيرة تالفنى ،
و اصبحت اكبر المسؤولين عن تهدئتها متي ما قررت زعزعه الجدران بصوتها الحاد ….
~~~~~~
انتهت العطله الصيفية و عدنا للمدارس .
كنت كلما عدت من المدرسة ،
استقبلتنى الصغيرة رغد استقبالا حارا !
كانت تركض نحوى و تمد ذراعيها نحوى ،
طالبه ان احملها و اؤرجحها فالهواء !
كان هذا يفرحها كثيرا جدا جدا ،
و تنطلق ضحكاتها الجميلة لتدغدغ جداران البيت !
و من الناحيه الثانية ،
كانت دانه تطلق صرخات الاعتراض و الغضب ،
ثم تهجم على رجلي بسيل من الضربات و اللكمات امره اياى بان احملها ( كرغد ) .
و شيئا فشيا اصبح الوضع لا يطاق !
و بعد ان كانت شديده الفرح لقدوم الصغيرة الينا اصبحت تلاحقها لتؤذيها بشكل او باخر …
فى احد الايام كنت مشغولا بتاديه و اجباتى المدرسيه حين سمعت صوت بكاء رغد الشهير !
لم اعر الامر اهتماما فقد اصبح عاديا و متوقعا جميع لحظه .
تابعت عملى و تجاهلت البكاء الذي كان يزداد و يقترب !
انقطع الصوت ،
فتوقعت ان تكون امي ربما اهتمت بالامر .
لحظات ،
وسمعت طرقات خفيفه على باب غرفتي .
” ادخل !
”
الا ان احدا لم يدخل .
انتظرت قليلا ،
ثم نهضت استطلع الامر …
و كم كانت دهشتى حين رايت رغد و اقفه خلف الباب !
لقد كانت الدموع تنهمر من عينيها بغزاره ،
و و جهها عابس و كئيب ،
و بكاؤها مكبوت فصدرها ،
تتنهد بالم … و بعض الخدوش الداميه ترتسم عشوائيا على و جهها البريء ،
و كدمه محمره تنتصف جبينها الابيض !
احسست بقبضه مؤلمه فقلبي ….
” رغد !
ما الذي حدث ؟
؟؟
”
انفجرت الصغيرة ببكاء قوي ،
كانت تحبسة فصدرها
مددت يدى و رفعتها الى حضنى و جعلت اطبطب عليها و احاول تهدئتها .
هذه المره كانت تبكي من الالم .
” اهى دانه ؟
هل هي من هاجمك ؟
”
لابد انها دانه الشقيه !
شعرت بالغضب ،
و توجهت الى حيث دانه ،
و رغد فوق ذراعى .
كانت دانه فغرفتها تجلس بين مجموعة من الالعاب .
عندما راتنى و قفت ،
و لم تات الى طالبه حملها ( كرغد ) كالعاده ،
بل ظلت و اقفه تنظر الى الغضب المشتعل على و جهى .
” دانه اانت من ضرب رغد الصغيرة ؟
”
لم تجب ،
فعاودت السؤال بصوت اعلي :
” الست من ضرب رغد ؟
ايتها الشقيه ؟
”
” انها تاخذ العابي !
لا اريدها ان تلمس العابي ”
اقتربت من دانه و امسكت بيدها و ضربتها ضربه خفيفه على راحتها و انا اقول :
” اياك ان تكررى هذا ايها الشقيه و الا القيت بالعابك من النافذه ”
لم تكن الضربه مؤلمه الا ان دانه بدات بالبكاء !
اما رغد فقد توقفت عنه ،
بينما ظلت احدث دمعتين ملعقتين على خديها المشوهين بالخدوش .
نظرت اليها و مسحت دمعتيها .
ما كان من الصغيرة الا ان طبعت قبله مليئه باللعاب على خدى امتنانا !
ابتسمت ،
لقد كانت المره الاولي التي تقبلنى بها هذي المخلوقه !
الا انها لم تكن الاخيرة ….
~~~~~~
توالت الايام و نحن على نفس هذي الحال …
الا ان رغد مع مرور الوقت اصبحت غايه فالمرح …
اصبحت بهجه تملا البيت … و تعلق الجميع فيها و احبوها كثيرا …
انها طفلة يتمني اي شخص ان تعيش فمنزلة …
و لان الغيره كبرت بين رغد و دانه مع كبرهما ،
فانة كان لابد من فصل الفتاتين فغرفتين بعيدا عن بعضهما ،
و كان على نقل هذا السرير و للمره الثالثة الى مكان احدث …
و ذلك المكان كان غرفه و ليد !
ظلت رغد تنام فغرفتي لحين اشعار احدث .
فى الواقع لم يزعجنى الامر ،
فهي لم تعد تنهض مفزوعه و تصرخ فالليل الا نادرا …
كنت اقرا احدي المجلات و انا مضطجع على سريرى ،
و كانت الساعة العاشرة ليلا و كانت رغد تغط فنوم هادئ
و يبدو انها رات حلما مزعجا لانها نهضت فجاه و اخذت تبكي بفزع …
اسرعت اليها و انتشلتها من على السرير و اخذت اهدئ من روعها
كان بكاؤها غريبا … و حزينا …
” اهدئى يا صغيرتى … هيا عودى للنوم !
”
و بين اناتها و بكاؤها قالت :
” ما ما ”
نظرت الى الصغيرة و شعرت بالحزن …
ربما تكون ربما رات و الدتها فالحلم
” اتريدين ال ما ما ايتها الصغيرة ؟
”
” ما ما ”
ضممتها الى صدري بعطف ،
فهذه اليتيمه فقدت اغلى من فالكون قبل ان تفهم معناهما …
جعلت اطبطب عليها ،
و اهزها فحجرى و اغنى لها الى انا استسلمت للنوم .
تاملت و جهها البريء الرائع … و شعرت بالاسي من اجلها .
تمنيت لحظتها لو كان باستطاعتى ان اتحول الى امها او ابيها لاعوضها عما فقدت .
صممت فقراره نفسي ان ارعي هذي اليتيمه و افعل جميع ما ممكن من اجلها …
و ربما فعلت العديد …
و الايام ….
اثبتت هذا …
~~~~~~
ذهبنا ذات يوم الى الشاطئ فرحله ممتعه ،
و لكوننا انا و ابي و سامر الصغير ( 8 سنوات ) نجيد السباحه ،
فقد قضينا معظم الوقت و سط الماء .
اما و الدتى ،
فقد لاقت و قتا شاقا و مزعجا مع دانه و رغد !
كانت رغد تلهو و تلعب بالرمال المبلله ببراءه ،
و تلوح باتجاهى انا و سامر ،
اما دانه فكانت لا تفتا تضايقها ،
تضربها او ترميها بالرمال !
” و ليد ،
تعال الى هنا ”
نادتنى و الدتى ،
فيما كنت اسبح بمرح .
” نعم امي ؟
ماذا تريدين ؟
”
و اقتربت منها شيئا فشيئا .
قالت :
” خذ رغد لبعض الوقت !
”
” ماذا ؟
؟؟
لا امي !
”
لم اكن اريد ان اقطع متعتى فالسباحه من اجل رعايه هذي المخلوقه !
اعترضت :
” اريد ان اسبح !
”
” هيا يا و ليد !
لبعض الوقت !
لارتاح قليلا ”
اذعنت للامر كارها … و توجهت للصغيرة و هي تعبث بالرمال ،
و ناديتها :
” هيا يا رغد !
تعالى الى !
”
ابتهجت كثيرا و اسرعت نحوى و عانقت رجى المبلله بذراعيها العالقه بهما حبيبات الرمل الرطب ،
و بكل سرور !
جلست الى جانبها و اخذت احفر حفره معها .
كانت تبدو غايه فالسعادة اما انا فكنت متضايقا لحرمانى من السباحه !
اقتربت اكثر من الساحل ،
و رغد الى جانبى ،
و جعلتها تجلس عند طرفة و تبلل نفسها بمياة البحر المالحه الباردة
رغد تكاد تطير من السعادة ،
تلعب هنا و هنالك ،
ربما تكون المره الاولي بحياتها التي تقابل بها البحر !
خلال لعبها تعثرت و و قعت فالماء على و جهها …
” اوة كلا !
”
اسرعت اليها و انتشلتها من الماء ،
كانت ربما شربت كمية منه ،
و بدات بالسعال و البكاء معا .
غضبت منى و الدتى لاننى لم اراقبها جيدا
” و ليد كيف تركتها تغرق ؟
”
” امي !
انها لم تغرق ،
وقعت لثوان لا اكثر ”
” ماذا لو حدث شيء لا سمح الله ؟
يجب ان تنتبة اكثر .
ابتعد عن الساحل .
”
غضبت ،
فانا جئت الى هنا كى استمتع بالسباحه ،
لا لكي اراقب الاطفال !
” امي اهتمى فيها و انا ساعود للبحر ”
و حملتها الى امي و و ضعتها فحجرها ،
و استدرت موليا .
فى نفس اللحظه صرخت دانه معترضه و دفعت برغد جانبا ،
قاصده ابعادها عن امي
رغد ،
و التي لم تكد تتوقف عن البكاء عاودتة من جديد .
” ارايت ؟
”
استدرت الى امي ،
فوجدت الطفلة البكاءه تمد يديها الى …
كانها تستنجد بى و تطلب منى اخذها بعيدا .
عدت فحملتها على ذراعى فتوقفت عن البكاء ،
و اطلقت ضحكه رائعة !
يا لخبث هؤلاء الاطفال !
نظرت الى امي ،
فابتسمت هي الثانية و قالت :
” انها تحبك انت يا و ليد !
”
قبيل عودتنا من هذي الرحله ،
اخذت امي تنظف الاغراض ،
و الاطفال .
” و ليد ،
نظف اطراف الصغيرة و البسها هذي الملابس ”
تفاجات من ذلك الطلب ،
فانا لم اعتد على تنظيف الاطفال او الباسهم الملابس !
ربما اكون ربما سمعت شيئا خطا !
” ماذا امي ؟
؟؟
”
” هيا يا و ليد ،
نظف الرمال عنها و البسها هذي ،
فيما اهتم انا بدانه و بقيه الحاجات ”
كنت اظن اننى اصبحت رجلا ،
فى نظر امي على الاقل …
و لكن الظاهر اننى اصبحت اما !
اما حديثة لرغد !
نعم … لقد كنت اما لهذه المخلوقه …
فانا من كان يطعمها فعديد من الاحيان ،
و ينيمها فسريرة ،
و يغنى لها ،
و يلعب معها ،
و يتحمل صراخها ،
و يستبدل لها ملابسها فاحيان ثانية !
و فالواقع …
كنت استمتع بهذا الدور الجديد …
و فالمساء ،
كنت اغنى لها و اتعمد ان اجعلها تنام فسريرى ،
و ابقي اتامل و جهها الملائكى البريء الرائع … و اشعر بسعادة لا توصف !
هكذا ،
مرت الايام …
و كبرنا … شيئا فشيئا …
و انا بمثابه الام او المربيه الخاصة بالمدلله رغد ،
و التي دون ان ادرك … او يدرك احد … اصبحت تعني لى …
اكثر من مجرد مخلوقه مزعجه اقتحمت حياتي منذ الصغر !
….
- انت لي وحدي روايات غادة
- رواية غادة انت لي وحدي
- رواية أنت لي وحدي مكتوبة كاملة
- رواية انت لي وحدي مكتوبة كاملة
- رواية ماتيلدا سايمز
- رواية انت لي وليد ورغد
- رواية انت لي وحدي كاملة غادة
- رواية انت لي وحدي
- روايات غادة pdf انت لي وحدي
- رغد روايه انت لي