انواع المقالات الادبية

انواع المقالات الادبية 20160916 4354

 

المقاله نوع من الادب،
هى قطعة انشائية،
ذات طول معتدل تكتب نثرا،
وتهتم بالمظاهر الخارجية للمقال بكيفية سهلة سريعة،
ولا تعني الا بالناحيه التي تمس الكاتب عن قرب.
راي النور فعصر النهضه الاوروبية،
واتخذ مفهومة من محاولات التي اطلق عليها اسم Essais،
و”الفصل” (صيد الخاطر) كما عرفة العرب اقدم رائد للمقاله فالاداب العالمية،
ذلك ان الفصل فالادب العربي ربما ظهر قبل ظهور مواضيع مونتانى امام ذلك الفن غير مدافع بين الاوروبيين،
فقد ظهر فن المقاله لاول مره ففرنسا سنة1571م،
ثم ظهر بعد هذا ببضع عشره سنه فكتابات فرانسيس بيكون،
ثم اصبحت المقاله منذ هذا الحين فنا انكليزيا شائعا بين قراء الانكليزيه مع سبق الفرنسيين اليه.

 

مفهوم المقالة

يقول مونتانى فمقدمه كتابة (محاولات او تجارب) :[1]

«ان ذلك الكتاب حسن الطويه فهو ينبهك منذ البداية انني لا استهدف من و رائة مقصدا الا ما ينفع العام و الخاص،
ولم ارد فيه خدمتك او اعلاء ذكري فان مواهبى تعجز عن تحقيق كهذه الغاية… لقد خصصتة لمنفعه الخاصة من اهلى و اصدقائى حتي اذا ما افتقدونى استطاعوا ان يجدوا به صورة لطباعى و ميولي،
فيسترجعوا ذكراى التي خلفتها لهم حيه كاملة و لو كان هدفى ان اظفر باعجاب العالم لعملت على اطراء نفسي و اظهارها بكيفية منمقه و لكنى اريد ان اعرف فابسط صورى الطبيعية العاديه دون تكلف و لا تصنع لانى انا الذي اصور نفسي لهذا تبرز مساوئى و اضحه و سجيتى على طبيعتها ما سمح لى العرف بذلك…»

يتضح فمقدمه كتاب ابن الجوزى صيد الخاطر انما كتب هذي الفصول ليسجل بها خواطرة التي اثارتها تجاربة و علاقاتة مع الاشياء.
وهذه الخواطر ليست و ليده البحث و الدرس العميق و انما هي خواطر انيه تولد و تزول سريعا ان لم تدون لهذا سعي الى تدوينها فهذا الكتاب و سماة (صيد الخاطر) كما سمي فيما بعد احمد امين اشهر كتاب فالمقاله الادبيه فالادب العربي الحديث (فيض الخاطر) و ذلك يعني ان مفهوم ابن الجوزى لفصول كتابة قريب من مفهوم مونتانى لفصولة فهو جسد بها خواطرة ملعقا على ذلك القول او ذاك و مصورا تجارب نفسة و عيوبها و ما توصل الية من افكار تتعلق بالدين و الحياة و المجتمع.

يقول ابن الجوزى فمقدمه (صيد الخاطر):[2]

«.
لما كانت الخواطر تجول فتصفح حاجات تعرض لها،
ثم تعرض عنها فتذهب،
كان من اولي الامور حفظ ما يخطر لكي لا ينسى،
وقد قال عليه الصلاة و السلام: “قيدوا العلم بالكتابة”.
وكم خطر لى شيء فاتشاغل عن اثباتة فيذهب،
فاتاسف عليه و رايت فنفسي اننى كلما فتحت بصر التفكر،
سنح له من عجائب الغيب ما لم يكن فحساب فانثال عليه من كثيب التفهيم ما لا يجوز التفريط به فجعلت ذلك الكتاب قيدا –لصيد الخاطر- و الله و لى النفع،
انة قريب مجيب»

تاريخ المقالة

تجمع مراجع التاريخ الادبى على ان الكاتب الفرنسي ميشيل دى مونتين،
هو رائد المقاله الجديدة فالاداب الاوروبية،
ولهذا يقسم مؤرخو الادب تاريخ المقاله على طورين متباينين،
يقف مونتين حدا فاصلا بينهما.
والطور الاول هو الذي ظهرت به المحاولات المقاليه فصورتها البدائيه الفجة،
حين كان تجارب مضطربه لا يحكمها ضابط و لا يحدها قانون،
وذلك قبل ان تتطور الى صورتها الجديدة حين اخذت طريقها نحو النضج و التكامل،
واتخذت لها قالبا اضحي مقررا معروفا فغدت فنا من فنون الادب المعرف بها،
كالملحمه و القصيده الغنائيه و المسرحيه و القصة و السيره و ما الى ذلك.

الكاتب الفرنسي مونتين هو اول من كتب المقاله فالعالم،
فى كتابة محاولات الصادر فعام 1585،
لكن العالم و الاديب البغدادى ابن الجوزى سبق مونتين فكتابة المقاله بعده قرون فكتابة صيد الخاطر الذي يتضمن قطعا نثريه قصيرة تدور حول شؤون الحياة و المجتمع و الدين و هموم النفس.[3]

غير ان مواضيع ابن الجوزى لم تترك اثرا يذكر فالكتاب الذين اتوا من بعده،
ولم يشتهر كتابة كثيرا،
وعندما ظهرت المقاله فالادب العربي فمنتصف القرن التاسع عشر،
كان ظهورها بتاثير المقاله الغربيه و لما كان احتكاك مصرولبنان بالحضارة الغربيه قبل احتكاك غيرها من البلدان العربية،
صارت الاسبقيه للمقاله فادبيهما و من بعدها النضج من هنا برز فمصر و لبنان كتابكبيرة بمقاله امثال الشيخ محمد عبدة و طة حسين و العقاد و المازنى و احمد امين و مصطفى لطفى المنفلوطى و الرافعى و زكى نجيب محمود و جبران خليل جبران و ميخائيل نعيمه..الخ.

تطورها ترتبط المقاله ارتباطا و ثيقا بعصر النهضه و ما و اكبها من نشاط فكرى و ثقافى و سياسي.
فقد استدعت الصحافه مع جميع عدد جديد عددا من المقالات.
وكلما زاد ظهور الصحف اليومية و المجلات زاد الطلب على المواضيع مما نشط حركة الكتابة و فسح المجال لظهور الكتاب.
ولنا ان نتصور الدول العربية و ربما استفاقت من غفوتها و تشكلت فدول و دويلات،
فسارعت فانشاء الصحف و المجلات و شجعت النابهين على فعل ذلك،
فتضخم عددها و عدد الكتاب و لا سيما حين رافق هذا نشوء مصانع للورق و ادوات الكتابة.
ومن جهه ثانية شهدت المنطقة العربية نشاطا سياسيا و حركات حزبيه استدعت الكتاب ان يصطفوا داعين و مؤيدين لاحزابهم و افكارهم و مقارعين لمناوئيهم و داعين للنهضه و مقاومه المستعمر.
ولا يخفي اثر انتشار التعليم و الوعى السياسى و الثقافى فالبلدان العربية،
سواء اكان هذا بازدياد عدد المدارس او بالاتصال بالغرب عن طريق البعثات او الهجرات،
مما زاد فتلبيه الطلب على الكتاب فنشطت سوق الكتابة فهيئه تفاعليه مضطرده تتمثل بزياده الكتاب و القراء.

انواع المقالة

المقاله نوعان: المقاله الادبيه او الذاتيه التي تعني بابراز شخصيه كاتبها و تعتمد الاسلوب الادبى الذي يشع بالعاطفه و يستند الى الصور الفنية،
والمقاله الموضوعيه او العلميه التي تعني بتجليه موضوعها بسيطا و واضحا و تحرص على التقيد بما يتطلبة المقال من منطق فالعرض و تقديم المقدمات و استخراج النتائج،
لكن كلتيهما تنبع من منبع واحد هو رغبه الكاتب فالتعبير عن شيء ما و ربما يصبح ذلك الشيء تاملاتة الشخصيه فالحياة و الناس فيكتب مقاله ذاتيه و ربما يصبح موضوعا من الموضوعات فيعمد الى المقاله الموضوعية.[4]


انواع المقالات الادبية