بروزاك الجديد

بروزاك الجديد 20160914 3078

ربما لم يحصل دواء «عقار» نفسي من الشهره و الانتشار مثلما حصل لدواء البروزاك،
والذى انتج للمره الاولي فعام 1988 من قبل شركة ليلى (Eli Lilly).

ان حبه البروزاك ذات اللونين الاخضر و الاصفر،
حققت رواجا و نجاحا لم يحققة اي علاج مضاد للاكتئاب من قبل..!
فهذا الدواء الذي فتح المجال بعدة لعدد كبير من الادويه المضاده للاكتئاب المعروفة بالادويه المثبطه لمادة السيروتونين فالموصلات الكيميائيه المعروفة باللغه الانجليزيه ب (Selective Serotonine Reuptake Inhibitors) و يرمز لها عاده لهذه الادويه بمجموعة من الحروف الاولي (SSRI) و التي تشمل الان ادويه كثيرة مشهوره و معروفة لعلاج مرض الاكتئاب،
مثل السيروكسات،
السيرالكس،
الفافرين،
السيبرام و مجموعة ثانية كثيرة من هذي المجموعة من الادويه المثبطه لمادة السيروتونين.

البروزاك حين ظهر فنهاية الثمانينات من القرن الماضى كان العلاج الوحيد الجديد فعلاج الاكتئاب،
وكان هنالك حاجة ما سه لمثل ذلك النوع من العلاج.
فبدا التسويق لهذا العلاج بانه علاج فعال لعلاج الاكتئاب فالبداية،
وانة لا يسبب الاعراض الجانبيه التي كانت اسوا ما كان يعيب العلاجات القديمة كالادويه ثلاثيه الحلقات و التي منها اشهر الادويه كالتوفرانيل،
والانافرانيل و ادويه ثانية فاعله لكنها ذات اعراض جانبيه غير مقبوله من المرضي كزياده الوزن المفرطة،
وجفاف الحلق،
وعدم القدره على التبول و الذي يصل احيانا الى احتباس البول،
وايضا اضعاف القدره الجنسية و الامساك.
كل هذي الاعراض الجانبيه جعلت من نزول البروزاك الى سوق الادويه النفسية،
خاصة لمرض الاكتئاب الذي يعتبر واحد من اكثر الامراض انتشارا فالولايات المتحدة،
حيث يعتبر المرض النفسي الثاني انتشارا بين الامراض النفسيه بعد الادمان على الكحول.

كبسوله البروزاك كما قلت بلونيها الاصفر و الاخضر اصبحت علامه متميزه فالمجتمع الامريكي و الاعلام الامريكي،
واقبل الناس على استعمال البروزاك بصورة هستيرية،
بكل ما تعني هذي الكلمة..!!
فاصبح يستعمل البروزاك من يعانى من اكتئاب و من لم يعان من البروزاك،
وهنالك ارقام تقول بانه فالاعوام الثلاث الاولي وصل الى اكثر من سته عشر مليون شخص سنويا يستعملون البروزاك،
وهو دواء ليس رخيص الثمن،
خاصة فبداية تصنيعه.

البروزاك اصبح ظاهره طبية،
واعلامية،
واجتماعية..
فقد اصبح يتردد اسم البروزاك فو سائل الاعلام بصورة مبالغ بها،
حتي ان اشهر مذيعه تلفزيونيه لبرامج الدردشه اوبرا و ينفري،
قدمت اكثر من برنامج عن البروزاك.
فى احد اول برامجها امسكت بين اصبعين من اصابعها بكبسوله بروزاك،
واطلقت عليها «الحبه الذهبية» (Thw Golden Tablet) و كان الحديث عن مفعول البروزاك السحري،
وكان عدد كبير من الحضور فالاستوديو من الاشخاص الذين استعملوا البروزاك لاغراض شتى،
فبعضهم للاكتئاب و اخرون للقلق و اخرون للوسواس القهري،
بدات تطول قائمة الامراض النفسيه التي يستطيع البروزاك علاجها..
وازداد استهلاك البروزاك بصورة مبالغ بها فبقيه الدول الاوروبيه و بقيه دول العالم بحيث انه اصبح الدواء رقم واحد لعلاج مرض الاكتئاب.
هذا النجاح الباهر و الدخل الكبير الذي حققة البروزاك شجع الشركات الثانية على تصنيع ادويه لها نفس المفعول كالسيروكسات و السبرام و الفافرين و السيبرالكس.

مشكلة النجاح الباهر للبروزاك خلق جوا عدائيا من قبل الشركات الثانية و وضعة تحت المنظار من العالمين فمجال الصحة و بدات الردود العكسيه على البروزاك و على اعراضة الجانبية،
وكان اهمها انه يسبب الانتحار،
وهذه قضية ادخلت شركة ليلي فمعركه قانونيه صعبة مع خصوم متعددين،
ولكن رغم عدم خساره شركة ليلى للقضية الا ان الاسم اصبح اقل انتشارا،
الادويه التي ظهرت بعدة بدات تاخذ نسبة من المرضي حتي ان البروزاك خسر مكانتة فالولايات المتحده الامريكية و تدنت مبيعاتة بشكل ملفت للنظر..
حيث اصبح يشكل نسبة بسيطة جدا جدا من ادويه علاج الاكتئاب فالولايات المتحده و بقيه دول العالم،
خاصة بعد ان الوكاله الامريكية للاغذيه و الادويه (FDA)،
طلبت توخى الحذر فو صف البروزاك لبعض مرضي الاكتئاب خاصة الذين لديهم افكار انتحارية،
او سبق لهم محاولات الانتحار.
وايضا حذر من استخدامة فالاطفال.
كذلك المجلس الطبي الاوروبى فالاشهر القليلة الماضيه لفت الانتباة الى خطوره البروزاك على بعض مرضي الاكتئاب و طلب دراسات ثانية للتاكد من عدم وجود مخاطر الانتحار لمن يستعمل ذلك العلاج.

British Medical احدث ما تم فهذا الامر هو تحقيق كتبتة جين لينزر فمجلة و هي واحده من اهم المجلات الطبيه و اكثرها مصداقية،
ومجلة تحظي باحترام Journal كل العاملين فحقل المجال الصحي.
كتبت هذي الصحفيه بان شركة ليلى اخفت معلومات مهمه عن تجاربهم فما يتعلق بان البروزاك دواد امين،
وتقول المجلة بان شركة ليلى لم توصل هذي الملفات الهامه الى لجنه الاغذيه الادويه فامريكا.
كتب ذلك الكلام فالعدد (BMJ 33,5002:7).

ولكن بعد فتره و جيزه نشرت نفس المجلة اعتذارا بان المقال ليس صحيحا..
هنا ياتى السؤال المحير: كيف تنشر مجلة لها سمعتها العالمية و احترامها الذي تحظي فيه بين كافه العاملين فالمجال الطبي اذا لم تكن متاكده مما نشرت؟
وما هو السر و راء النشر السريع لتكذيب الخبر فالعدد «29 يناير 211: 330،
2005»،
هنا ترفع علامه استفهام حول استعمال البروزاك..
هل هو قوه الشركة و قوه السياسة الامريكية،
ام ان هنالك امورا لم يطلع عليها احد..
كل ذلك خلق صورة سلبيه عن علاج كالبروزاك اعتقد بان و قتة ربما انتهي بظهور ادويه لها نفس الفاعليه و اقل اعراضا جانبيه و ايضا ليس لها علاقه او شبة علاقه بالانتحار..
يجب على اي طبيب ان يتمهل و يتروي عند وصف البروزاك فالايام المقبله سوف تخرج العديد من الاعراض الجانبيه لهذا العلاج الذي كان رقم واحد فيوم من الايام.

  • بروزاك الجديد


بروزاك الجديد