ترتيب الافكار

 

ترتيب الافكار 20160910 3516




كان هنالك ذبابه تحاول الخروج من نافذه مغلقة،
وظلت الذبابه تحاول مرارا و تكرارا ان تظهر من هذا المخرج،
ظلت اقرا و ركز تحوم و تدور،
تحلق يمينا تاره و يسارا تاره ثانية و لكن بلا فوائد و لا جدوى،
وفى نهاية الامر نفذت طاقتها و ما تت.
[ندعوك للتسجيل فالمنتدي او التعريف بنفسك لمعاينه هذي الصورة]

بينما اجريت تجربه على الفئران لمعرفه قدرتهم على التصرف،
فقاموا بوضع فارا فمتاهه كان فاخرها قطعة من الجبن،
وظلوا يراقبون تحركات ذلك الفار،
وبدا الفار يبحث و يبحث،
يحاول مره تلو اخرى،
وفى جميع مره يسلك طريقا مختلفا،
حتي تمكن اخيرا من الوصول الى قطعة الجبن.


و استمرت التجربه و غير القائمون عليها المكان الذي و ضعت به قطعة الجبن،
ولما وضع الفار فمكان بداية مختلف،
بالطبع جري الفار للمكان السابق،
ولكنة لم يجد الطعام،
فانطلق ليبحث فمكان احدث حتي وصل الى مراده،
ونال قطعة الجبن.


مقارنة دقيقة:


لو تاملنا فهاتين التجربتين لوجدنا ان هنالك بونا شاسعا بين تفكير الذبابه و الفار،
فقد كان للذبابه اصرار شديد على الخروج من النافذة،
ولم يكن لديها المرونه الكافيه لتبحث عن مخرج اخر،
ولو انها فكرت بكيفية ثانية لنالت ما كانت تريدة دون اي عناء،
او على الاكثر بعناء بسيط.


و الفار كذلك كان مصرا على ايجاد قطعة الجبن،
ولكنة كان يمتلك نوعا من المرونة،
فكان حينما يفشل فالوصول الى هدفة يبحث عن بديل اخر،
فيغير خطتة و يتصرف بسرعة،
ولذا؛
نال مكافاتة و حصل على قطعة الجبن فالنهاية.


سبيل النجاح:


يقول تشارلز جيفينس: (تكرار نفس المحاولات التي لا تؤدى الى النجاح لن يغير من النتيجة مهما تعددت هذي المحاولات)،
فقد يفشل المرء فتحقيق اهدافه،
وتعلن الشركة افلاسها لمجرد انهم يحاولون تكرار الحاجات التي لم تنفع من قبل،
ولذا؛
فالمرونه و حدها هي المفتاح الاساسى من مفتايح النجاح.


فالمرء اذا اراد ان يسير على طريق النجاح،
فلابد ان يصبح لدية القدره على التفكير فو سائل مختلفة و طرق متنوعه من الحلول،
فتوماس اديسون تعرض ل 999 محاوله فاشله لصناعه المصباح الكهربي،
ولكنة كان مؤمنا انه سيصل فالنهاية الى كيفية ناجحة،
فكان فكل مره يجرب كيفية مختلفة الى ان وصل لهدفه.


و على ذلك يصبح تعريف المرونه كما قال الدكتور ابراهيم الفقي: (ان المرونه هي التحكم،
فالشخص الاكثر مرونه فاسلوبة يصبح تحكمة فالحاجات اكبر).


المرونه و القرار:


ما من احد يسير فالحياة الا و لابد له ان يتخذ العديد من القرارات،
ولكن القليل منهم هو من يتخذ القرار الفعال،
ولكي تتخذ القرار الصائب فلابد ان تتحلي بالمرونة،
فعملية اتخاذ القرار تمر بخطوات كثيرة،
نلخصها سريعا فيما يلي:


اولا تحديد المشكلة:


و هي اول خطوه للوصول الى حل مناسب،
فالطبيب قبل ان يقوم بتوصيف العلاج،
لابد و ان يشخص الحالة تشخيصا دقيقا،
لذا؛
فى هذي الخطوه لابد من صياغه المشكلة فجمله واحده تعرف المشكلة باكبر قدر يمكن من الدقة.


ثانيا تحديد البدائل:


و هذي هي الخطوه االتى تعنينا هنا،
فالمرء لابد له ان يصبح له القدره على التفكير فاكثر من حل للمشكلة الواحدة،
لابد من توليد بدائل متنوعه بعدها الترجيح بين تلك الحلول،
فلا يحصر المرء تفكيرة على نوع واحد من الحلول،
بل لابد ان يمتلك المرونه الكافيه ليفكر بطرق ابداعيه مختلفة.


ثالثا اختيار احد البدائل و تنفيذها:


فبعد ان قمت بتوليد الافكار المختلفة،
لابد من اختيار البديل المناسب الذي يحقق الهدف الذي تريد الوصول اليه،
ثم اشرع فتنفيذ ذلك البديل مع وضع بعض المعايير لتقييم النتائج المحققة.


و خلاصه القول ان عملية توليد الافكار المختلفة،
والقدره على الانتقال من بديل الى احدث هو السبيل للوصول الى القرار الفعال.


هل انت مرن؟


اذا اردت ان تتحلي بالمرونه فاليك بعض النصائح:


اولا لا تطلب الكمال:


يقول عالم الاقتصاد الايطاليه باريتو الذي عاش فالقرن التاسع عشر: (ان 80% من النتائج تاتى من 20% من الاعمال او الاهداف او الانشطه التي تقوم بها،
ولعلك بنظره بسيطة تري و اقعيه هذي النظريه فالحياة.


حيث تري ان 80% من انتاجيه متجر تاتى من 20% من مبيعاته،
وان 80% من انتاجيه مكتب ما تاتى من 20% من موظفيه،
وبتطبيقك لهذه النظريه ينبغى الا تلزم نفسك بالنجاح او الرضا عن النفس بنسبة 100% كما لا تلزم نفسك بتحقيق 100% من الاهداف).


فبتطبيق هذي النظرية،
يظهر لنا جليا ان الكمال غير يمكن للبشر،
فكل الخطط من الممكن ان تفشل مهما كانت محكمه او مدروسة،
بل ان من اهم سبب فشل الخطط هو عدم مراعات المرونه فتطبيقها،
فالمرء حينما يضع الخطط لابد و ان يفكر فخطط بديله حتي يضع فحساباتة ايه مفاجات.


يقول الدكتور اكرم رضا: (من لا يمتلك المرونه اللازمه للحياة سيتهيب جميع جديد،
ولن يشرع فعمل مفيد،
وستعد نجاحاتة على الاصابع،
ما دمت تعيش فعالم غير كامل و مع اناس غير كاملين فلا تتوقع الكمال من نفسك).


ثانيا جرب ان تري الالوان:


لا تنظر لكل ما حولك بلونين فحسب،
فالحياة مليئه بالالوان،
لذا فجرب ان تراها بالوان الطيف المختلفة،
ولا تقتصر على الابيض و الاسود،
فليس جميع شيء فالدنيا صواب و خطا،
او حق و باطل،
بل هنالك درجات بين جميع طرفين.


يقول الدكتور اكرم رضا: (ان عدم تحقيقك لكامل اهدافك لا يعني الفشل،
وعدم و صولك الى ما تريد فالوقت المناسب لا يعني عدم الوصول،
وظهور عقبات او خلل فخططك لا يعني العجز،
وكما يقال: ان تكون سلحفاه فالطريق الصحيح خير من ان تكون غزاله فالطريق الخاطئ).


ثالثا جرب ان تفعل شيئا مختلفا:


تعلم دائما انك اذا لم تصل الى الصواب او الى ما تريده،
فاعلم ان هنالك طرق ثانية ستوصلك الى ما تريد،
فلا تقصر عقلك و تفكيرك على طريق واحد فحسب.


فيروي ان رواد الفضاء و اجهتهم مشكلة و هم فالفضاء،
وهي ان الاقلام لا تكتب حينما تظهر عن نطاق الجاذبية،
فقامت الابحاث و المراكز فالولايات المتحده الامريكية لدراسه هذا الامر،
وتمكنوا فنهاية الامر ان يصنعوا قلما يكتب فالفضاء و تحت الماء و على جميع الاسطح،
ولكن بعد ان انفقوا ملايين الدولارات.


و فنفس الاوان كان رواد الفضاء يحاولون مواجهه تلك المشكلة ايضا،
ولكنهم قاموا بحل تلك المشكلة بكيفية مبتكره و سهلة لم تخطر على بال الباحثين الامريكين،
وهي انهم استخدموا القلم الرصاص.


رابعا لا تخش من الفشل:


العديد من الناس لا يقدم على اتخاذ القرارات؛
خوفا من ان تكون هذي القرارات غير صائبة،
فيتجنب ان يقوم باى خطوه ربما تقودة الى الفشل،
وينسي ان الخطا هو الذي يقود الناجحين الى طريق النجاح،
ويقود الفاشلين الى التقاعس و الياس،
فاذا ما اتخذت قرارا فاشلا،
فاجعل لديك من المرونه الكافيه ان تجرب طريقا احدث للنجاح.


ليسوا بالفرار و لكنهم الكرار:


و لو اردنا ان نتحدث عن بعض الشخصيات التي ملكت قدره كبار من المرونة،
وكانت تملك قدره عظيمه على تغيير القرار تبعا للظروف،
فلابد اذا ان نتحدث عن جيش الكرار،
وقائدهم سيف الله المسلول.


فخالد بن الوليد تولي امره جيش المسلمين فغزوه مؤته بعد ان استشهد الثلاثه الذين كانوا يحملون الراية،
وكان على راس جيش قوامة ثلاثه الاف مجاهد يقاتلون ما ئتى الف من المشركين،
وبدا سيف الله المسلول يفكر: (كيف ينقذ ذلك الجيش و يعيد له هيبتة و كيانة؟)،
فراي ان الحل يكمن فالانسحاب بعد ارهاب العدو،
وايهامة بوصول امدادات جديدة.


و بالفعل استطاع ان ينفذ خطتة باحكام،
وعاد بجيش المسلمين الى المدينه باقل خساره ممكنة،
ولما وصل المسلمون الى المدينه جعل الناس يحثون التراب على الجيش،
ويقولون: يا فرار؟!
ويقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: (ليسوا بالفرار و لكنهم الكرار ان شاء الله تعالى) [الكامل فالتاريخ،
ابن الاثير].


ختاما:


اذا اردت ان تكون ناجحا فحياتك فلابد ان تتعلم كيف تكون مرنا؟
فالمرونه هي التي تعلمك كيف تفكر فبدائل اخرى،
حينما تجد ان البدائل المتاحه امامك لا تحقق الاهداف المنشودة.


اهم المراجع:


1.
المفاتيح العشره للنجاح،
د.ابراهيم الفقي.


2.
عظمه الذات،
تشارلز جيفينس.


3.
صناعه النجاح،
ا.د.عبد الله بن سلطان السبيعي.


4.
بلا ندم،
د..
احمد سفينه

  • ترتيب الافكار
  • كيف ترتيب الافكار
  • طرق ترتيب الأفكار


ترتيب الافكار