تعبير كتابي حول دور الام و مدى تاثيرها في افراد الاسرة

مدى كتابي في دور حول تعبير تاثيرها الام الاسرة افراد 20160913 1414

 

ان وجود الاسرة هو امتداد للحياة البشرية،
وسر البقاء الانساني،
فكل انسان يميل بفطرتة الى ان يظفر ببيت و زوجه و ذرية..،
ولما كانت الاسرة اللبنه الاولي فبناء المجتمع لكونها رابطه رفيعه المستوي محدده الغاية،
فقد رعتها الاديان عموما؛
وان كان الاسلام تميز بالرعايه الكبرى،
قال تعالى:(انا عرضنا الامانه على السموات و الارض و الجبال)(1)،
جاء ضمن معاني الامانة؛
امانه الاهل و الاولاد،
فيلزم الولى ان يامر اهلة و اولادة بالصلاة،
ويحفظهم من المحارم و اللهو و اللعب،لانة مؤتمن و مسؤول عما استرعاة الله(2)


و مساله الاهتمام بالاسرة من القضايا العالمية التي زاد الحديث حولها؛
لا سيما فالعصر الحاضر،
وذلك على مستوي الدول و الهيئات و المنظمات الدولية،حيث تحاول جميع منها ايجاد صبغه من عند انفسها،
من هذا رفعها لشعارات الحريه و المساواه ؛

ودعواها الى نبذ الاسرة التقليديه و تطوير بنائها،
او دعوي تحرير الاسرة المعاصره من القيود و تعويضها بعلاقات شاذه محرمه .



و بالمقابل قام جمع من الكتاب فبيان المنهج الاسلامي فالتربية(3).


و ان التاكيد على اهمية دور الاسرة فرعايه الاولاد،
لمن اجل الامور،التى يجب ان تتضافر جهود الاباء و الامهات،
واهل العلم،
والدعاة،
والتربويين،
والاعلاميين..
للمحافظة على بناء الاسرة الصالحه فالمجتمع،
فهي امانه امام الله-تعالى- نحن مسؤولون عنها،
فالمرء يجزي على تاديه الحقوق المتعلقه باسرته،
ان خيرا فخير و الا غير ذلك،
قال تعالى (يايها الذين امنوا قوا انفسكم و اهليكم نارا و قودها الناس و الحجارة(4)).


و انطلاقا من هذي الاهمية نتناول الحديث عن تعريف الاسرة،
ومسؤوليه الوالدين فتربيه الاولاد،
وبناء القيم و السلوك،
واهمية المعامله الحسنة،
ومخاطر تواجة الاسرة،
وبعض التوجيهات للاسرة .

اولا – تعريف الاسرة :


قال ابن منظور: “اسرة الرجل: عشيرتة و رهطة الادنون لانة يتقوي بهم،
والاسرة عشيره الرجل و اهل بيته”(5).
وقد جاء فكتاب الله-عز و جل- ذكر الازواج و البنين و الحفدة،
بمعني الاسرة،
قوله تعالى: (والله جعل لكم من انفسكم ازواجا و جعل لكم من ازواجكم بنين و حفده و رزقكم من الطيبات افبالباطل يؤمنون و بنعمت الله هم يكفرون)(6)،
يقول الشيخ عبدالرحمن بن سعدى -رحمة الله-: “يخبر تعالى عن منتة العظيمه على عباده،حيث جعل لهم ازواجا،
ليسكنوا اليها،
وجعل لهم من ازواجهم،
اولادا تقر بهم اعينهم و يخدمونهم،
ويقضون حوائجهم،
وينتفعون بهم من و جوة كثيرة،
ورزقهم من الطيبات من الماكل،
والمشارب،
والنعم الظاهرة،
التى لا يقدر العباد ان يحصوها”(7).

ثانيا: مسؤوليه الوالدين فتربيه الاولاد:


فطر الله -عز و جل- الناس على حب اولادهم قال تعالى : (المال و البنون زينه الحياة الدنيا)(8)،
ويبذل الابوان الغالى و النفيس من اجل تربيه ابنائهم و تنشئتهم و تعليمهم،
ومسؤوليه الوالدين فذلك كبيرة،
فالابناء امانه فعنق و الديهم،
والتركيز على تربيه البيت اولا،
وتربيه الام بالذات فالسنوات الاول،
فقلوبهم الطاهره جواهر نفيسه خاليه من جميع نقش و صورة،
وهم قابلون لكل ما ينقش عليها،
فان عودوا الخير و المعروف نشاوا عليه،
وسعدوا فالدنيا و الاخرة،
وشاركوا فثواب و الديهم،
وان عودوا الشر و الباطل،
شقوا و هلكوا،
وكان الوزر فرقبه و الديهم،
والوالى لهم (9) .



و ممكن القول بان للاسرة دورا كبيرا فرعايه الاولاد – منذ و لادتهم – و فتشكيل اخلاقهم و سلوكهم،
وما احلى مقوله عمر بن عبدالعزيز -رحمة الله- “الصلاح من الله و الادب من الاباء” .

ومن يحلل شخصيه صلاح الدين الايوبى -رحمة الله-،
فانة سيجد ان سر نجاحة و تميزة سببة التربيه التي تلقاها فالبيت (10).
وما احلى عبارة : ” ان و راء جميع رجل عظيم ابوين مربيين”،
وكما يقول بعض اساتذه علم النفس : “اعطونا السنوات السبع الاولي للابناء نعطيكم التشكيل الذي سيصبح عليه الابناء”.
وكما قيل : “الرجال لا يولدون بل يصنعون”.


و كما عبر الشاعر:

وينشا ناشئ الفتيان منا


على ما كان عودة ابوه


و اهمال تربيه الابناء جريمة يترتب عليها اوخم العواقب على حد قول الشاعر:

اهمال تربيه البنين جريمة


عادت على الاباء بالنكبات


و اذكر قصة فجانب الاهمال،
سرق رجل ما لا كثيرا،
وقدم للحد فطلب امه،
ولما جاءت دعاها ليقبلها،
ثم عضها عضه شديدة،
وقيل له ما حملك على ما صنعت؟
قال: سرقت بيضه و انا صغير،
فشجعتنى و اقرتنى على الجريمة حتي افضت بى الى ما انا عليه الان(11) .

ثالثا- الاسرة و بناء القيم و السلوك :


للوالدين فاطار الاسرة اساليب خاصة من القيم و السلوك تجاة ابنائهم فالمناسبات المختلفة،
ولهذا فان انحرافات الاسرة من اخطر الامور التي تولد انحراف الابناء .



فالتوجية القيمى يبدا فنطاق الاسرة اولا،
ثم المسجد و المدرسة و المجتمع .

فالاسرة هي التي تكسب الطفل قيمة فيعرف الحق و الباطل،
والخير و الشر،
وهو يتلقي هذي القيم دون مناقشه فسنية الاولى،
حيث تتحدد عناصر شخصيته،
وتتميز ملامح هويتة على سلوكة و اخلاقه؛
لذا فان مسؤوليه عائل الاسرة فتعليم اهلة و اولادة القيم الرفيعة،
والاخلاق الحسنة،
وليس التركيز فقط على السعى من اجل الرزق و الاكل و الشراب و اللباس..،
قال : “الا كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته،
فالامام الذي على الناس راع،
وهو مسؤول عن رعيته،
والرجل راع على اهل بيته،
وهو مسؤول عن رعيته،
والمرأة راعيه على اهل بيت =زوجها و ولده،
وهي مسؤوله عنهم” (12)،
وكان يقول صلى الله عليه و سلم لاصحابة -رضوان الله عليهم-:” ارجعوا الى اهليكم فاقيموا فيهم و علموهم”(13).


يقول ابن القيم -رحمة الله-: “فمن اهمل تعليم و لدة ما ينفعه،
وتركة سدى،
فقد اساء الية غايه الاساءة،
واكثر الاولاد انما جاء فسادهم من قبل الاباء و اهمالهم لهم،
وترك تعليمهم فرائض الدين و سننه،
فاضاعوها صغارا،
فلم ينتفعوا بانفسهم و لم ينفعوا اباءهم كبارا)(14) .



و قصة الرجل مع عمر بن الخطاب -رضى الله عنه-،
الذى جاء يشتكى عقوق ابنة الى امير المؤمنين،
فطلب عمر: ان يلقي ابنه،
فسال الابن عن عقوقة لوالده،
فقال: ان ابي سمانى جعلا،
ولم يعلمنى ايه واحدة..؛
فقال عمر للرجل: لقد عققت ابنك قبل ان يعقك.


و لذا ينبغى تعويد الاولاد منذ صغرهم على بعض الامور الاساسية،
من ذلك:


ا-الامر باعتناق العقيده الصحيحة : تعريف الابناء باهمية التوحيد،
وعرضة عليهم باسلوب مبسط يناسب عقولهم .



ب-بعث روح المراقبه لله و الخوف منه : بيان توحيد الاسماء و الصفات،
كالسميع و البصير و الرحمن،
واثرها فسلوكهم .



ج-الحث على اقامه الصلاة لقوله صلى الله عليه و سلم: “مروا صبيانكم للصلاه اذا بلغوا سبعا،
واضربوهم عليها اذا بلغوا عشرا،
وفرقوا بينهم فالمضاجع” (15).


د- التحلى بمكارم الاخلاق و الاداب العامة .

رابعا- المعامله الحسنه فتوجية الاولاد :


امر الاسلام بالمساواه فالمعامله بين الاولاد فالعطاء المعنوى و المادي،
واوصي بمعامله الاناث كالذكور معامله متماثله دون تمييز للابناء على البنات.


لقد دعا الاسلام الى ايجاد و سط مستقر ينشا به الابناء بعيدا عن العقد النفسيه و الضغوط الاجتماعية،
قال صلى الله عليه و سلم: “خيركم خيركم لاهله،
وانا خيركم لاهلي))(16).
وكان عليه الصلاة و السلام يمازح الغلمان “يا ابا عمير،
ما فعل النغير”؟
(17).

وتتباين معامله الاسر لاولادهم فثلاثه نوعيات :


النوع الاول : المعامله القاسيه : تتسم بالشده فالتعامل كالزجر او التهديد او الضرب بدون ضوابط او حدود مشروعة،
او الاهمال للابناء بحجه ظروف العمل،
وكثرة الاسفار،
فيحرم الاولاد من البر بهم و التعامل معهم .

النوع الثاني : المعامله اللينه : يلبي بها جميع ما يطلبة الاولاد،
ويطلق عليها “التربيه المدللة” و الافراط فالدلال يؤدى الى خلق شخصيه فوضوية.

النوع الثالث : المعامله المعتدله : تعتمد على المزج بين العقل و العواطف،
وتوجية النصح و الارشاد،
وبهذا تتكون شخصيه سليمه و صحيحة،
واذا لم يستجب الاولاد بالارشاد و التوجية يلجا الابوان الى توبيخهم بعدها هجرهم بعدها حرمانهم من بعض الحاجات و الامور المحببه اليهم احيانا،
واخيرا الى ضربهم-اذا لزم الامر- لاعادتهم الى الطريق الصحيح،
وهذا النوع من المعامله هي المعامله الصحيحة التي ينبغى ان تسير عليها الاسرة،
يقول الدكتور اكرم ضياء العمري: “ان حب الطفل لا يعني بالطبع عدم تاديبة و تعليمة اداب السلوك الاجتماعى منذ الصغر،
مثل تعويدة على التعامل الحسن مع اصدقائه،
وتعويدة على احترام من هو اكبر سنا منه،
وتعميق الرقابه الذاتيه لديه،
اى قدرتة على تحديد الضوابط لسلوكة تجاة الاخرين ؛

فاذا لا بد من التوازن بين التاديب للطفل و التعاطف معه،
فكما انه لا يصلح الخضوع الدائم لطلبات الطفل،
انة لا يصلح استمرار الضغط عليه و كبته،
فالتدليل الزائد لا يعودة على مواجهه صعوبات الحياة،
والضغط الزائد يجعلة منطويا على نفسة مكبوتا يعانى من الحرمان”(18).

خامسا- مخاطر تواجة الاسرة :


هنالك مخاطر عديده تواجهها الاسرة،
ولا ممكن الاسهاب فتناولها،
فنتناول ابرزها بايجاز:

ا-التناقض فاقوال الوالدين و سلوكياتهم :


بعض الاباء و الامهات يناقضون انفسهم بانفسهم،
فتجدهم يامرون الاولاد بامور و هم يخالفونها،
وهذه الامور تسبب تناقضا لدي الاولاد،
فالاب الذي يكذب؛
يعلم ابناءة الكذب،
وايضا الام التي تخدع جارتها بمسمع من بنتها تعلم ابنتها مساوئ الاخلاق.

ب-الانفصام بين المدرسة و الاسرة:


الانفصام بين دور الاسرة فالرعايه و التوجيه،
ودور المدرسة فالتربيه و التعليم؛
لة اثار سلبيه عديدة،
ولذا ينبغى مد جسور التعاون بين الاسرة و المدرسة،
وايجاد جو من الثقه و التعاون فسبيل الرقى بالاولاد قدما نحو البناء و العطاء .

ج-وجود المربيات و الخادمات الاجنبيات :


اصبح وجود المربيات و الخادمات ظاهره بارزه فالمجتمع الخليجي،
ولا شك ان وجود هؤلاء له اثار خطيره فالتنشئه الاجتماعيه للاسرة،
لاسيما هؤلاء الكافرات و ذوات السلوكيات المنحرفة،
لا بد ان تعى جميع اسرة خطوره و ابعاد وجود الخادمات و المربيات الاجنبيات و تحذر من شرورهن.

د-وسائل الاعلام :


تؤكد نتائج الابحاث و الدراسات بما لا يدع مجالا للشك ان الطفل العربي المسلم يتعرض لمؤثرات خطيرة،
وان شخصيتة و هي فمراحل تكوينها تخضع لضغوط سلبيه متنوعه .
.
يقول شمعون بيريز-رئيس و زراء اسرائيل السابق-: “لسنا نحن الذين سنغير العالم العربي،
ولكنة هذا الطبق الصغير الذي يرفعونة على اسطح منازلهم”(19).

ه- الفراغ و عدم الافاده من الوقت :


ينبغى ان يشغل الابناء فاوقاتهم بالنفع و الفائدة،
يقول النبى ‘: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس،
الصحة و الفراغ )(20).
فهنالك الاعمال التي يسهمون بها بمساعدة و الديهم و البر بهم،
ويمكن تعويدهم حضور مجالس الذكر و حلق العلم،
وتلاوه القران الكريم،
وقراءه قصص الصحابه و الصالحين،
او الاستماع الى الاشرطة النافعه و غير ذلك.

واخيرا؛
اذكر مجموعة من التوجيهات التربويه الموجزه :


1-محاوله تخصيص وقت كاف للجلوس مع الابناء،
وتبادل الاحادبث المتنوعة: الاخبار الاجتماعيه و الدراسية و الثقافيه و غيرها .



2-التركيز على التربيه الاخلاقيه و المثل الطيبة،
وان يصبح الوالدان قدوه حسنه لابنائهما .



3-احترام الابناء عن طريق الاحترام المتبادل،
وتنميه الوعي،
والصراحة،
والوضوح.


4- فهم نفسيه الاولاد،
واعطاؤهم الثقه فانفسهم .



5-اشراك الاولاد فالقيام بادوار اجتماعيه و اعمال نافعه .



6-قبول التنوع فاختيارات الابناء الشخصية،
كاختيار اللباس و بعض الهوايات..،
طالما ليس بها محاذير شرعية.


7-التشجيع الدائم للاولاد و الاستحسان و المدح؛
بل و تقديم الهدايا و المكافات التشجيعية،
كلما قدموا اعمالا نبيله و نجاحا فحياتهم.


8-عدم السخريه و التهديد بالعقاب الدائم للابناء،
متي ما اخفقوا فدراستهم او و قعوا فاخطاء من غير قصد منهم؛
بل يتم تلمس المشكلة بهدوء،
ومحاوله التغلب على الخطا بالحكمة،
والترغيب و الترهيب.


9-عدم اظهار المخالفات و النزاعات التي تحدث بين الوالدين امام سمع ابنائهم .



10-الصبر الرائع فتربيه الابناء،
وتحمل ما يحدث منهم من عناد او عصيان،
والدعاء بصلاحهم و توفيقهم .



و من هنا اود التاكيد مره اخرى،
علي ان دور الاسرة فرعايه الاولاد ؛

هو احسن دعائم المجتمع تاثيرا فتكوين شخصيه الابناء،
وتوجية سلوكهم،
واعدادهم للمستقبل .

——————- .

  • الأم و تأثيرها على المجتمع
  • دور الام في الاسرة


تعبير كتابي حول دور الام و مدى تاثيرها في افراد الاسرة