جات امه كلما اوثقوه حل وثاقه الك ام

 

وثاقه كلما حل جات اوثقوه امه ام الك 20160919 1095

الفتن من اعظم المؤثرات على الدين،
فلا تعرف سنا و لا جنسا و لا بلدا،
وهي تمحص القلوب و تخرج ما بها من صدق او ريب،
فتتعرض لكل قلب فيسقط بها اقوام و ينجو اخرون،
قال -عليه الصلاة و السلام-: “تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا،
فاى قلب اشربها نكتت به نكته سوداء،
واى قلب انكرها نكتت به نكته بيضاء” .
.

ان الحمد لله،
نحمدة و نستعينة و نستغفره،
ونعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا،
من يهدة الله فلا مضل له،
ومن يضلل فلا هادى له،
واشهد ان لا الة الا الله و حدة لا شريك له،
واشهد ان محمدا عبدة و رسوله،
صلي الله عليه و على الة و اصحابة و سلم تسليما كثيرا.

اما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- حق التقوى،
واستمسكوا من الاسلام بالعروه الوثقى.

ايها المسلمون: امتن الله على عبادة بنعم ظاهره و باطنة،
ولا تتم نعمه الا بالدين،
والثبات عليه من التحول او النقصان من اشق الامور،
قال انس -رضى الله عنه-: كان رسول الله -صلي الله عليه و سلم- يكثر ان يقول: “يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك”.
فقلت: يا رسول الله: امنا بك و بما جئت به،
فهل تخاف علينا؟!
قال: “نعم،
لان القلوب بين اصبعين من اصابع الله يقلبها كما يشاء”.
رواة الترمذي.

ومن دعاء الصالحين: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة) [ال عمران: 8].

والشيطان راصد للانسان فكل سبيل لافساد دينه،
قال -عليه الصلاة و السلام-: “ان عرش ابليس على البحر،
فيبعث سراياة فيفتنون الناس،
فاعظمهم عندة اعظمهم فتنة”.
رواة مسلم.

والفتن من اعظم المؤثرات على الدين،
فلا تعرف سنا و لا جنسا و لا بلدا،
وهي تمحص القلوب و تخرج ما بها من صدق او ريب،
فتتعرض لكل قلب فيسقط بها اقوام و ينجو اخرون،
قال -عليه الصلاة و السلام-: “تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا،
فاى قلب اشربها نكتت به نكته سوداء،
واى قلب انكرها نكتت به نكته بيضاء”.
رواة مسلم.

وهي كثيرة،
وصفها النبى -صلي الله عليه و سلم- بقوله: “بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم”.
رواة مسلم.

ولا تدع بيتا الا دخلته،
قال -عليه الصلاة و السلام-: “انى لاري مواقع الفتن اثناء بيوتكم كمواقع القطر”.
متفق عليه.

وكلما فتحت نعمه نزلت معها فتنة،
قال النبى -صلي الله عليه و سلم-: “ماذا فتح الليلة من الخزائن و ماذا انزل من الفتن؟!”.
متفق عليه.

واذا بعد الناس عن زمن النبوه ظهرت الفتن،
قال -عليه الصلاة و السلام-: “لا تقوم الساعة حتي يقبض العلم،
وتكثر الزلازل،
ويتقارب الزمان،
وتظهر الفتن”.
رواة البخاري.

وهي تتوالي على العبد الى مماته،
وقد تاتى بمهلكتة و ربما تتدرج عليه،
قال -عليه الصلاة و السلام-: “ان امتى هذي جعل عافيتها فاولها،
وسيصيب اخرها بلاء و امور تنكرونها،
وتجيء فتنه فيرقق بعضها بعضا،
وتجيء الفتنه فيقول المؤمن: هذي مهلكتي،
ثم تنكشف و تجيء الفتنة،
فيقول المؤمن: هذي هذه،
فمن احب ان يزحزح عن النار و يدخل الجنه فلتاتة منيتة و هو يؤمن بالله و اليوم الاخر،
وليات الى الناس الذي يحب ان يؤتي اليه”.
رواة مسلم.

وخطرها كبير،
من دنا منها اخذته،
ومن حام حول حماها اوقعته،
قال النبى -صلي الله عليه و سلم-: “من تشرف لها تستشرفه”.
متفق عليه.

منها ما هو كبير يموج كموج البحر،
ومنها ما هو دون ذلك،
قال النبى -صلي الله عليه و سلم- و هو يعد الفتن: “منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا،
ومنهن فتن كرياح الصيف منهاكبيرة و منها صغار”.
رواة مسلم.

منها ما تظهر المرء من الدين،
قال -عليه الصلاة و السلام-: “يكون الرجل مؤمنا و يمسى كافرا،
او يمسى مؤمنا و يكون كافرا،
يبيع دينة بعرض من الدنيا”.
رواة مسلم.

قال النووى -رحمة الله-: “وهذا لعظم الفتن ينقلب الانسان فاليوم الواحد ذلك الانقلاب”.

وفتنه الشرك اعظم من القتل،
ومن فتنتة ان يظن ان دعوه الاموات و اصحاب القبور مسموعة،
فرد الله شبهتهم بقوله: (والذين تدعون من دونة ما يملكون من قطمير * ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم و لو سمعوا ما استجابوا لكم و يوم القيامه يكفرون بشرككم و لا ينبئك كخبير) [فاطر: 13،
14].

او يظن ان العمل الصالح لا ينقضة الشرك و لا يفسده،
وقد اخبر الله ان العمل الصالح يبطل اذا قارنة الشرك به،
قال سبحانه: (ولقد اوحى اليك و الى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين) [الزمر: 65].

وكل عمل لم يكن خالصا لله فانه لا يقبل و لو كثر،
والرياء فالاعمال و عدم الاخلاص بها لله اعظم من فتنه الدجال،
قال -عليه الصلاة و السلام-: “الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟!”.
قلنا: بلى،
قال: “الشرك الخفي”.
رواة ابن ما جه.

والتوكل على الله احد ركنى الدين: (اياك نعبد و اياك نستعين) [الفاتحة: 5]،
والله سبحانة هو الخالق الرازق القدير،
وتفويض الامر الية يشرح الصدر و ييسر الامر،
ويحقق -باذن الله- المنى،
قال -جل شانه-: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) [الطلاق: 3].

والاعتماد على الاسباب فطلب الرزق و غيرة و التعلق بالمخلوقين مع ضعف التوكل او تركة فتنه فالدين،
وذل للنفس،
وجلب للاحزان،
وداع للهموم،
والايمان يصقل النفوس و يهذبها و لا يذبذبها،
فتشكر ربها عند النعماء،
وتصبر عند البلاء.

ومن الفتن: ترك الهدايه ان نزلت محنه او اقبلت دنيا بزخرفها او تحليل ما كان يراة حراما اتباعا لهوي او طمعا بدنيا،
قال الله -عز و جل-: (ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابة خير اطمان فيه و ان اصابتة فتنه انقلب على و جهة خسر الدنيا و الاخرة) [الحج: 11].

والخلق يفتن بعضهم ببعض،
قال سبحانه: (وجعلنا بعضكم لبعض فتنه اتصبرون) [الفرقان: 20].

قال ابن القيم -رحمة الله-: “وهذا عام فجميع الخلق،
امتحن بعضهم ببعض،
فامتحن الرسل للمرسل اليهم،
والمرسل اليهم بالرسل،
وامتحن العلماء بالجهال،
وامتحن الجهال بالعلماء،
وامتحن الاغنياء بالفقراء،
والفقراء بالاغنياء”.

والالفه و جمع الكلمه على الحق من اسس قوه الاسلام و اهله،
ونهي الله عن الشتات و الافتراق،
فقال: (ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا) [الروم: 31،
32]،
ومن اوليات اعمال النبى -صلي الله عليه و سلم- لما قدم المدينه تاليف قلوب الاوس و الخزرج و المؤاخاه بين المهاجرين و الانصار لنشر الاسلام.

ومن الفتن: الفرقه و النزاع و الاختلاف بين المسلمين اتباعا لهوي و نحوه،
قال شيخ الاسلام -رحمة الله-: “والفتن التي يقع بها التهاجر و التباغض و التطاعن و التلاعن و نحو هذا هي فتن و ان لم تبلغ السيف”.

والله كرم الانسان و فضلة و عظم حرمه المسلم و دمه،
وفى احدث الزمان يقل العمل الصالح و يضعف الايمان فالنفوس،
فيستهان بحرمات الله،
ومن الفتن: كثرة القتل فالامة،
قال -عليه الصلاة و السلام-: “ويكثر الهرج”.
قالوا: يا رسول الله: و ما الهرج؟!
قال: “القتل”.
متفق عليه.

ولكثرة القتل يسفك الدم من غير سبب،
قال -عليه الصلاة و السلام-: “لياتين على الناس زمان لا يدرى القاتل فاى شيء قتل،
ولا يدرى المقتول على اي شيء قتل”.
رواة مسلم.

ومن سلمت يدة عن الاعتداء فليحفظ لسانة عن اعراض المسلمين.

والمال فتنه هذي الامة،
كما قال -عليه الصلاة و السلام-: “فتنه امتى فالمال”.
رواة الترمذي.

وكان -عليه الصلاة و السلام- يتعوذ من فتنتة يقول: “واعوذ بك من فتنه الغني و من فتنه الفقر”.
متفق عليه.

وخشى -عليه الصلاة و السلام- على امتة كثرة المال و المنافسه فجمعه،
فقال: “والله ما الفقر اخشي عليكم،
ولكن اخشي ان تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم،
فتنافسوها كما تنافسوها،
فتهلككم كما اهلكتهم”.
متفق عليه.

ومن فتنته: جمعة سواء من حل ام من حرام،
قال -عليه الصلاة و السلام-: “ياتى على الناس زمان لا يبالى المرء ما اخذ منه امن الحلال ام من الحرام”.
رواة البخاري.

ومن فتنته: البخل فيه او احتقار المساكين او جعلة سببا للعصيان او الاستكبار فيه على الخلق،
ونسيان ان الله هو المنعم عليه او بيع الدين للحصول عليه،
كما قال -عليه الصلاة و السلام-: “يبيع دينة بعرض من الدنيا”.
رواة مسلم.

والسعيد من قنع بعطاء الله له و جمعة من حلال و ايقن بان الله هو المنعم عليه و حده،
فشكر ربة و تواضع للخلق و بذل ما له ابتغاء مرضات الله.

والدنيا تزينت لاهلها و فتحت ابوابها فالصناعه و الاله و البناء و غيرها،
والمرء ربما يفتن بما يراة فيها،
وينسي ان الله هو الذي و هب للانسان العقل و سخر له الارض و ما بها مع كواكب اخرى؛
لتكون عونا للانسان على طاعه ربه،
وحذر ان تكون تلك النعم صاده عنه،
واذا استكبر بما صنعة و انبهر بما راة فالامم السابقة ربما فتح لها من القوه و المال و الولد ما لم يفتح لهذه الامة،
قال سبحانه: (كالذين من قبلكم كانوا اشد منكم قوه و اكثر اموالا و اولادا) [التوبة: 69].

والاولاد زينه الحياة،
وجعلهم الله فتنة،
كما قال سبحانه: (انما اموالكم و اولادكم فتنة) [التغابن: 15]،
ومن فتنتهم: التفريط فتنشئتهم على الدين او جمع المال من غير حلة لهم او ترك شيء من نوعيات الطاعات او انتهاك محظور من اجلهم.

والدجال ما من نبى الا حذر امتة منه،
وهو اعظم انسان هيئه و اشدة و ثاقا،
مجموعة الان يداة الى عنقه،
وما بين ركبتية الى كعبية بالحديد،
واذا اذن الله بخروجة حل و ثاقة و سعي فالارض،
فيهرب الناس الى الجبال خوفا منه،
ومن فتنته: ادعاء الربوبية،
فيكذبة بعض الناس،
فيامر السماء فتمطر،
والارض فتنبت،
ويمر بالخربه فيقول لها: اخرجى كنوزك،
فتتبعة كنوزها،
ويضرب الرجل بالسيف فيقطعة قطعتين،
ثم يدعوة فيقبل اليه،
فاذا راي هذا بعض الناس قالوا: انت ربنا،
فتنه لهم.

وبعد:

ايها المسلمون: فلا عاصم من الفتن الا ما عصم الله،
قال سبحانه: (ومن يرد الله فتنتة فلن تملك له من الله شيئا) [المائدة: 41].

والدعاء سلاح المؤمن فالسراء و الضراء،
والنبى -صلي الله عليه و سلم- امر صحابتة بالتعوذ من الفتن،
قال زيد بن ثابت -رضى الله عنه-: اقبل علينا رسول الله -صلي الله عليه و سلم- بوجهة فقال: “تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها و ما بطن”.
قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها و ما بطن.
رواة مسلم.

بل و امر النبى -صلي الله عليه و سلم- بالتعوذ منها فكل صلاة،
قال -عليه الصلاة و السلام-: “اذا تشهد احدكم فليستعذ بالله من اربع،
يقول: اللهم انني اعوذ بك من عذاب جهنم،
ومن عذاب القبر،
ومن فتنه المحيا و الممات،
ومن شر فتنه المسيح الدجال”.
رواة مسلم.

والبعد عن الفتن عصمه منها،
ولهذا امر النبى -صلي الله عليه و سلم- بالهرب من الدجال لمن سمعه،
ويعظم قدر العبد بالبعد عنها،
قال -عليه الصلاة و السلام-: “ستكون فتن القاعد بها خير من القائم،
والقائم خير من الماشي،
والماشى بها خير من الساعي،
من تشرف لها تستشرفه،
فمن و جد ملجا او معاذا -اي: هربا منها- فليعذ به”.
متفق عليه.

قال ابن حجر -رحمة الله-: “فى الحديث التحذير من الفتنه و الحث على تجنب الدخول فيها،
وان شرها يصبح بحسب التعلق بها”.

والعلم الشرعى حصن مكين يدرا عن الجوارح اعمال الشهوات،
وعن القلب اعتقاد الشبهات،
قال -عليه الصلاة و السلام-: “تركت فيكم امرين لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما: كتاب الله و سنه نبيه”.
رواة الامام ما لك.

والصلوات الخمس جماعة فبيوت الله تحفظ العبد من المكارة و الشرور،
قال -جل شانه-: (ان الصلاة تنهي عن الفحشاء و المنكر) [العنكبوت: 45].

والرفقه الصالحه تدنى من الخلق و تباعد عن الشر،
وصحبه السوء ندامه تجمل القبيح و تاز اليه،
والحياة معبر،
والموفق من صانة الله من الفتن و المحن،
ثم لقية و هو راض عنه.

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (فاستمسك بالذى اوحى اليك انك على صراط مستقيم) [الزخرف: 43].

بارك الله لى و لكم فالقران العظيم،
ونفعنى الله و اياكم بما به من الايات و الذكر الحكيم،
اقول ما تسمعون،
واستغفر الله لى و لكم و لجميع المسلمين من جميع ذنب،
فاستغفروه،
انة هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على احسانه،
والشكر له على توفيقة و امتنانه،
واشهد ان لا الة الا الله و حدة لا شريك له تعظيما لشانه،
واشهد ان نبينا محمدا عبدة و رسوله،
صلي الله عليه و على الة و اصحابة و سلم تسليما مزيدا.

اما بعد:

ايها المسلمون: فتنه الشبهات تدفع باليقين،
وفتنه الشهوات تدرا بالصبر،
والمسلم الحق هو الذي يصلح الناس يوم فتنتهم و يبين خطرها،
ويوصى بالاعتصام بحبل الله المتين،
وشان العباده من الدعوه الى الله و غيرها فاوقات الفتن يعظم اجرها عند الله،
قال -عليه الصلاة و السلام-: “العباده فالهرج كهجره الي”.
رواة مسلم.

وعلي المرء ان لا يغتر بكثرة الهالكين،
وان لا يستوحش من قله السالكين،
ولا ينظر الى كثرة من هلك،
وانما ينظر الى الناجى كيف نجا لينجو.

ثم اعلموا ان الله امركم بالصلاة و السلام على نبيه،
فقال فمحكم التنزيل: (ان الله و ملائكتة يصلون على النبى يا ايها الذين امنوا صلوا عليه و سلموا تسليما) [الاحزاب: 56].

اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد،
وارض اللهم عن خلفائة الراشدين الذين قضوا بالحق و فيه كانوا يعدلون: ابي بكر،
وعمر،
وعثمان،
وعلي،
وعن سائر الصحابه اجمعين،
وعنا معهم بجودك و كرمك يا اكرم الاكرمين.


جات امه كلما اوثقوه حل وثاقه الك ام