مقدمه الطبعه الثالثة
الحمد لله مولى النعم ،
والشكر لله بارى النسم …..
والصلاة و السلام على من اختارة الله منذ القدم اماما للرسل و الانبياء ،
وسيدا للعرب و العجم ،
…..
سيدنا محمد و الة و صحبة ،
وكل من تعلق فيه او سار على هدية الى يوم الدين …… امين …….
وبعد …………
فنظرا لما الم بالمسلمين من احداث فهذه الايام ،
تتمثل فمحاوله الكافرين و الجاحدين و المشركين النيل من الاسلام و المسلمين ؛
وذلك بالتجنى على مبادئة ،
والادعاءات الكاذبه على اهلة ،
والهجوم الدنيئ على نبية .
مستغلين فذلك امكاناتهم الماديه ،
ومعداتهم التكنولوجيه ،
ووسائلهم الاعلاميه الشيطانيه ،
راى بعض الاخوه الصادقين ذوى الحميه الدينيه ،
والمحبه الخالصه للحضره المحمديه ؛
ان نقوم باعاده طبع ذلك الكتاب:
}} حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق {{ … للمره الثالثة .
وذلك طمعا فتاجيج الشوق فقلوب المسلمين نحو نبيهم ،
وتبصيرهم بمكانتة الكريمه عند ربه،
وبيان علو شان الاسلام و اهلة ،
بسر رسالتة و بركة نبوتة ،
فاستخرنا الله تعالى فاعاده طبعة للمره الثالثة .
مع علمنا يقينا ان الاسلام ،
ونبية ،
وكتابة ،
واهلة ؛
فى علو دائم ،
وسيزيد و يستمر الى يوم الدين ،
وما كيد الكافرين باقوالهم.وافعالهم.ورسوماتهم؛
الا كما يقول رب العالمين مبشرا عبادة المسلمين فكل وقت و حين (سورة الصف):
p يريدون ليطفؤوا نور الله بافواههم و الله متم نورة و لو كرة الكافرون i
اسال الله تعالى ….
ان يعز الاسلام ،
ويعلى شان المسلمين ،
وان يبصرهم بامور دينهم ،
ويوفقهم للعمل بشرعة و كتابة المبين ،
مقتدين برسولة و نبية المكين .
مقدمه الطبعتين الاولي و الثانية
الحمد لله و اهب الحياة … و له و حدة تخر الجباة ،
فالملك و الملكوت ،
والعلو و السفل كلها تخضع لربوبيته ،
وتخشع لعظمتة ،
وتقر بوحدانيتة ،
وتطمع ان تنال مقام العبوديه لحضرتة : و الصلاة و السلام على سيدنا و مولانا محمد بن عبدالله العالى القدر ،
العظيم الجاة ،
الذى قربة مولاة و ادناة ،
وصفاة ،
ورقاة الى ما لم يصل الية احد سواة و الة و ورثتة ،
وكل من سار على هدية و سيرتة ،
وعمل بشريعتة و احيا سنتة ،
امين يارب العالمين ……… و بعد ……….
فان الحديث عن سيدنا رسول الله متشعب الاطراف ،
متعدد النواحى ،
لان البشريه على مدي عصورها ،
واختلاف ازمانها ،
لم تستوعب سيره لعظيم من عظمائها ،
كما استوعبت سيره ذلك السيد العظيم صلوات الله و سلامة عليه .
فقد سجل عليه معاصروة بعيونهم الفاحصه ؛
كل حركاتة و سكناتة ؛
فى بيته ،
ومع زوجاتة ،
وفى المسجد بين اصحابة ،
وفى جهادة مع اعدائة ،
وفى عباداتة الخاصة التي انفرد فيها مع ربة ؛
حتي ما حدث بسببة قبل و لادتة ،
وما راتة امة خلال حملة و ولادتة ،
وما كان عليه فطفولتة و شبابة !
!..فلم يتركوا شارده و لا و اردة تتعلق بهذا السيد العظيم ؛
الا و رووها بالاسانيد الصحيحة ،
بعد توثيق سندها و متنها ؛
ولذا كان من الصعب على اي انسان ،
مهما كان اجتهادة و قدرة فالعلم ؛
ان يحيط بناحيه واحده من نواحى سيرتة ،
ناهيك بنواحى عظمتة كلها،
فكان ان الف بعضهم ف:
1- دلائل نبوتة : كما فعل ابو نعيم ،
والبيهقى .
2- و منهم من الف فشمائلة : كالترمذى ،
والقاضى عياض فكتاب ( الشفا ) ،
واجمعها ( المواهب اللدنيه ) للقسطلانى ،
وشرحة للزرقانى .
3- و منهم من الف فمعجزاتة : كابن دحيه ،
والنبهانى فكتابة ( حجه الله على العالمين فمعجزات سيد المرسلين ) .
4- و منهم من جمع خصائصة ؛
كابي الربيع بن سبع فكتابة ( شفاء الصدور ) ،
والسيوطى فكتابة ( الخصائص ) .
5- و منهم من ترجم لاصحابة كابن عبدالبر ف( الاستيعاب ) و ابن الاثير ف( اسد الغابه فمعرفه الصحابة)،
وابن حجر ف( الاصابة فتمييز الصحابه ) .
6- و منهم من شرح اقوالة ؛
مثل ابن الاثير ،
والطبرى ف( التاريخ ) ،
والمقريزى ف( امتاع الاسماع ) .
7- و منهم من حاول ان يجمع سيرتة ؛
كابن هشام ،
وابن سعد ،
واشمل كتاب فهذا الباب هو ( السيره الشاميه ) او ( سبل الهدي و الرشاد فهدي خير العباد ) الذي ذكر الحافظ الشامي انه جمعة من ثلاثمائه كتاب .
8- و منهم من اختصر هذي السيره ؛
كابن سيد الناس فكتابة (عيون الاثر ).
9- و منهم – و هذا فالعصر الحديث – من ركز على القضايا التي يختلقها المستشرقون للنيل من منزلته،
فساقها ،
ثم رد عليها ،
مثل محمد حسين هيكل فكتابة ( حياة محمد ) ،
والعقاد فكتابة ( عبقريه محمد ) .
10- و منهم من ركز على معجزات اقوالة التي لم يكشف حقائقها العلم الا فعصرنا الحديث ،
وهي كم كثير جدا جدا منها ( معجزات فالطب للنبى العربي ) لمحمد سعيد السيوطى و جميع كتب الطب النبوى .
وبالجملة،
فالحديث عنه صلى الله عليه و سلم شعابة متنوعه ،
ومجال الكلام به ذو سعه !
!.
وفى الحقيقة ،
ان المسلمين فكل زمان و مكان ،
لكي ينهضوا من كبوتهم ،
ويجمعوا شمل امتهم ،
ويرفعوا رايه نهضتهم ،
لابد ان توضع بين ايديهم سيره صاحب الرساله عليه السلام ،
كاملة مفصله ،
ليصبح امامهم المثل الاعلي فالخلق الرضي و الشمائل المحموده ،
وليقرءوا بها صحائف حياتة الكريمه فالتضحيه و الايثار و البر و الاحسان ،
وليعرفوا النبع الصافي و المنهل العذب ،
فيما جاء فيه من شريعه سمحه و عقائد نقيه ،
هى القدوه الطيبه فالعدل و المساواه ،
ومسايرتها للزمن فيما يصلح الناس فدنياهم و اخرتهم فاقطار الارض جميعا .
وقد كان لائمه الصوفيه عنايه خاصة برسول الله بعد ان و جة الله الى هذا فكتابة الكريم فالكثير من المواضع.
فعلموا ان متابعتة تكسب العبد محبه الله ،
ومحبتة ترفع العبد الى اعلي درجات الايمان بالله،
والصلاة و التسليم عليه باب الوصول الى حضره الله ،
ومشاهدة حضرتة دليل على صدق العبد فاتباع هداة ،
والتشبة باخلاقة و الاقتداء بهدية اعظم الوسائل للفوز برضوان الله!
فاقبلوا على هذي الابواب ،
وتعلقوا فيها ،
ووجهوا اليها المريدين و الاحباب .
وهم رضي الله عنهم يلجون ذلك الباب بالعنايه بالايات القرانيه التي تتحدث عنه او تشير الية صلوات الله و سلامة عليه ،
ولهم فهذه الايات مشاهدات و اذواق تعبر عن مكنون حبهم و لواعج اشواقهم ؛
اذا ذكروها فانها تثير الغرام ….وتحرك الشوق فقلوب اخوانهم .
ومن اشهر من كتب منهم فذلك :
الشيخ محيى الدين ابن عربي فكتابية ( الفتوحات المكية) ،
و(شجره الكون) ،
والشيخ عبدالكريم الجيلى فكتابية ( الانسان الكامل ) ،
و( الكمالات الالهيه فالصفات المحمدية) ،
والشيخ عبدالعزيز الدباغ فكتابة ( الابريز ) ،
و الشيخ احمد التجانى فكتابة ( جواهر المعاني ) .
وقد جمع معظم اقوال العارفين السابقين الشيخ يوسف النبهانى فكتابة ( جواهر البحار ) ،
كما جمع جميع صيغ الصلوات على رسول الله الوارده عن الصالحين فكتابة ( سعادة الدارين ) .
وممن اهتم بهذا الباب فعصرنا :
الامام ابو العزائم فكتبة : ( الطهور المدار ) ،
و ( النور المبين ) ،
و (الاسلام دين ) ،
و ( شراب الارواح ) ،
والدكتور محمد بن علوي المالكي فكتابية ( الذخائر المحمديه ) ،
و ( الانسان الكامل ) .
ولنا فهذا مؤلفات مما افاض الله علينا ك( حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق ) و هو الكتاب الذي بين يديك ،
و ( الكمالات المحمديه ) ،
و( الرحمه المهداه ) ،
و ( اشراقات الاسراء بجزئيه) ،
و ( و اجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله ) و (السراج المنير ) و ( ثاني اثنين)،
و ( الخطب الالهاميه : المجلد الاول : المناسبات،
وهو مجلد من سته اجزاء فالمناسبات الاسلاميه اثناء العام )،
و ( اذكار الابرار )،
و ( مفاتح الفرج )
وحصر من كتبوا فهذا الباب امر يطول .
ولما كان الناس ربما انشغلوا فزماننا ذلك بالامور الماديه ،
وجعلوها تطغي على حياتهم الروحيه ؛
فقد دابنا على تذكيرهم بذلك ،
وندعوهم فسبيل التخلص من سيطره الحواس و الاهواء ،
والتعلق باحوال المقربين و الاصفياء :
الي استحضار الحبيب ،
والتخلق باخلاقة ،
والتعلق بشمائلة ،
والاكثار من الصلاة و التسليم عليه مع استحضار بعض صفاتة ؛
لترسخ فالذهن ،
وتحل فالقلب ؛
فتكسبة صفاءا ،
وتزيدة نورا .
وقد جمع بعض تلك المحاضرات اخوه لنا صادقون جزاهما الله عنا خير الجزاء،
وهي فجملتها تتحدث عن حياتة النورانيه ،
واطوارها النبويه ،
وصفاتة الربانيه ،
ومقاماتة الروحانيه ،
مع الاشاره الى بعض ما احاطتة فيه العنايه الالهيه من بدء البدء الى نهاية النهايات ،
حتي تتنبة القلوب الى فضل علام الغيوب ؛
فتتخلص من العيوب ،
وتقبل على ذلك المنهل الربانى فتشرب منه طهور المشروب :
وان كنت اري ان ما ذكرتة هنا عن الذات المحمديه ،
لا يساوى ذره رمل فصحراء و اسعة!،
ولا قطره ماء فمحيطات شاسعة!.وانما ابين على قدرى بما يشرح الله فيه صدري!.
اما كمالات ذلك الدري المنير الممنوحه من العلى القدير ،
ففوق الادراك و التصوير،
والامر كما قال ابن الفارض :