حذيفة بن اليمان كاتم سر رسول الله




حذيفه بن اليمان كاتم اسرار الرسول

——————————————————————————–

و بركاته

حذيفه بن اليمان بن جابر العبسى و كنيتة ابا عبدالله و كان صاحب سر رسول الله -صلي الله عليه و سلم-،
جاء حذيفه هو و اخوة و والدهما الى رسول الله و اعتنقوا الاسلام و لقد نما -رضى الله عنه- فظل ذلك الدين،
وكانت له موهبه فقراءه الوجوة و السرائر،
فعاش مفتوح البصر و البصيره على ما تى الفتن و مسالك الشرور ليتقيها،
فقد جاء الى الرسول يساله: (يا رسول الله ان لى لسانا ذربا على اهلى و اخشي ان يدخلنى النار)… فقال له النبي: (فاين انت من الاستغفار ؟
؟… انني لاستغفر الله فاليوم ما ئه مرة)… ذلك هو حذيفه -رضى الله عنه-.

يوم احد

لقد كان فايمانة -رضى الله عنه- و ولائة قويا،
فها هو يري و الدة يقتل خطا يوم احدبايدى مسلمة،
فقد راي السيوف تنوشة فصاح بضاربيه: (ابي،
ابي،
انة ابي !
!)… و لكن امر الله ربما نفذ،
وحين علم المسلمون تولاهم الحزن و الوجوم،
لكنة نظر اليهم اشفاقا و قال: (يغفر الله لكم،
وهو ارحم الراحمين).

ثم انطلق بسيفة يؤدى و اجبة فالمعركه الدائرة… و بعد انتهاء المعركه علم الرسول -صلي الله عليه و سلم- بذلك،
فامر بالديه عن و الد حذيفه (حسيل بن جابر) و لكن تصدق فيها حذيفه على المسلمين،
فزداد الرسول له حبا و تقديرا.

غزوه الخندق

عندما دب الفشل فصفوف المشركين و حلفائهم و اختلف امرهم و فرق الله جماعتهم،
دعا الرسول -صلي الله عليه و سلم- حذيفه بن اليمان،
وكان الطقس باردا و القوم يعانون من الخوف و الجوع،
وقال له: (يا حذيفة،
اذهب فادخل فالقوم فانظر ماذا يصنعون،
ولا تحدثن شيئا حتي تاتينا!)… فذهب و دخل فالقوم،
والريح و جنود الله تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدرا و لا نارا و لا بناء.

فقام ابو سفيان فقال: (يا معشر قريش،
لينظر امرؤ من جليسه؟)… قال حذيفة: (فاخذت بيد الرجل الذي كان الى جنبى فقلت: من انت؟..
قال: فلان بن فلان)… فامن نفسة فالمعسكر،
ثم قال ابو سفيان: (يا معشر قريش،
انكم و الله ما اصبحتم بدار مقام،
لقد هلك الكراع و الخف،
واخلفتنا بنوقريظة،
وبلغنا عنهم الذي نكره،
ولقينا من شده الريح ما ترون،
ما تطمئن لنا قدر،
ولا تقوم لنا نار،
ولا يستمسك لنا بناء،
فارتحلوا فانى مرتحل).

ثم نهض فوق جمله،
وبدا المسير،
يقول حذيفة: (لولا عهد رسول الله -صلي الله عليه و سلم- الى الا تحدث شيئا حتي تاتيني،
لقتلتة بسهم)… و عاد حذيفه الى الرسول الكريم حاملا له البشرى.

خوفة من الشر

كان حذيفه -رضى الله عنه- يري ان الخير و اضح فالحياة،
ولكن الشر هو المخفي،
لذا فهو يقول: كان الناس يسالون رسول الله -صلي الله عليه و سلم- عن الخير،
وكنت اسالة عن الشر مخافه ان يدركني.

قلت: (يا رسول الله،
انا كنا فجاهليه و شر،
فجاءنا الله بهذا الخير،
فهل بعد ذلك الخير من شر؟)… قال: (نعم).

قلت: (فهل من بعد ذلك الشر من خير؟)… قال: (نعم،
وفية دخن).

قلت: (وما دخنه؟)… قال: (قوم يستنون بغير سنتي،
ويهتدون بغير هديي،
تعرف منهم و تنكر).

قلت: (وهل بعد هذا الخير من شر؟)… قال: (نعم،
دعاه على ابواب جهنم،
من اجابهم اليها قذفوة فيها).

قلت: (يا رسول الله،
فما تامرنى ان ادركنى ذلك؟)… قال: (تلزم جماعة المسلمين و امامهم).

قلت: (فان لم يكن لهم جماعة و لا امام؟)… قال: (تعتزل تلك الفرق كلها،
ولو ان تعض على اصل شجره حتي يدركك الموت و انت على ذلك).

المنافقون

كان حذيفه -رضى الله عنه- يعلم اسماء المنافقين،
اعلمة بهم رسول الله -صلي الله عليه و سلم-،
وسالة عمر: (افى عمالى احد من المنافقين؟)… قال: (نعم،
واحد)… قال: (من هو؟)… قال: (لا اذكره)… قال حذيفة: (فعزلة كانما دل عليه).

وكان عمر اذا ما ت ميت يسال عن حذيفة،
فان حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر،
وان لم يحضر حذيفه الصلاة عليه لم يحضر عمر.

اخر ما سمع من الرسول

عن حذيفه قال: (اتيت رسول الله -صلي الله عليه و سلم- فمرضة الذي توفاة الله فيه،
فقلت: (يا رسول الله،
كيف اصبحت بابي انت و امي ؟
!)… فرد على بما شاء الله بعدها قال: (يا حذيفه ادن مني).

فدنوت من تلقاء و جهه،
قال: (يا حذيفه انه من ختم الله فيه بصوم يوم،
اراد فيه الله تعالى ادخلة الله الجنة،
ومن اطعم جائعا اراد فيه الله،
ادخلة الله الجنة،
ومن كسا عاريا اراد فيه الله،
ادخلة الله الجنة)… قلت: (يا رسول الله،
اسر ذلك الحديث ام اعلنه)… قال: (بل اعلنه)… فهذا احدث شئ سمعتة من رسول الله -صلي الله عليه و سلم-).

اهل المدائن

خرج اهل المدائن لاستقبال الوالى الذي اختارة عمر -رضى الله عنه- لهم،
فابصروا امامهم رجلا يركب حمارة على ظهرة اكاف قديم،
وامسك بيدية رغيفا و ملحا،
وهو ياكل و يمضغ،
وكاد يطير صوابهم عندما علموا انه الوالى -حذيفه بن اليمان- المنتظر.

ففى بلاد فارس لم يعهدوا الولاه كذلك،
وحين راهم حذيفه يحدقون فيه قال لهم: (اياكم و مواقف الفتن)… قالوا: (وما مواقف الفتن يا ابا عبد الله؟)… قال: (ابواب الامراء،
يدخل احدكم على الامير او الوالي،
فيصدقة بالكذب،
ويمتدحة بما ليس فيه)… فكانت هذي البداية اصدق تعبير عن شخصيه الحاكم الجديد،
ومنهجة فالولاية.

معركه نهاوند

فى معركه نهاوند حيث احتشد الفرس فما ئه الف مقاتل و خمسين الفا،
اختار امير المؤمنين عمر لقياده الجيوش المسلمه (النعمان بن مقرن) بعدها كتب الى حذيفه ان يسير الية على راس جيش من الكوفة،
وارسل عمر للمقاتلين كتابة يقول: (اذا اجتمع المسلمون،
فليكن جميع امير على جيشه،
وليكن امير الجيوش جميعا (النعمان بن مقرن)،
فاذا استشهد النعمان فلياخذ الرايه حذيفة،
فاذا استشهد فجرير بن عبد الله)… و كذا استمر يختار قواد المعركه حتي سمي منهم سبعة.

والتقي الجيشان و نشب قتال قوي،
وسقط القائد النعمان شهيدا،
وقبل ان تسقط الرايه كان القائد الجديد حذيفه يرفعها عاليا و اوصي بالا يذاع نبا استشهاد النعمان حتي تنجلى المعركة،
ودعا (نعيم بن مقرن) فجعلة مكان اخية (النعمان) تكريما له.

ثم هجم على الفرس صائحا: (الله اكبر: صدق و عده،
الله اكبر: نصر جنده)… بعدها نادي المسلمين قائلا: (يا اتباع محمد،
هاهى ذى جنان الله تتهيا لاستقبالكم،
فلا تطيلوا عليها الانتظار)… و انتهي القتال بهزيمه ساحقه للفرس.

وكان فتح همدان و الرى و الدينور على يده،
وشهد فتح الجزيره و نزل نصيبين،
وتزوج فيها.

اختيارة للكوفة


انزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين اذي بليغا،
فكتب عمر لسعد بن ابي و قاص كى يغادرها فورا بعد ان يجد مكانا ملائما للمسلمين،
فوكل امر اختيار المكان لحذيفه بن اليمان و معه سلمان بن زياد،
فلما بلغا ارض الكوفه و كانت حصباء جرداء مرملة،
قال حذيفه لصاحبه: (هنا البيت ان شاء الله)وهكذا خططت الكوفه و تحولت الى مدينه عامرة،
وشفى سقيم المسلمين و قوي ضعيفهم.

فضله

قال الرسول -صلي الله عليه و سلم-: (ما من نبى قبلى الا ربما اعطى سبعه نجباء رفقاء،
واعطيت انا اربعه عشر: سبعه من قريش: على و الحسن و الحسين و حمزه و جعفر،
وابو بكر و عمر،
وسبعه من المهاجرين: عبدالله ابن مسعود،
وسلمان و ابو ذر و حذيفه و عمار و المقداد و بلال)… رضوان الله عليهم.

قيل لرسول الله -صلي الله عليه و سلم-: (استخلفت)… فقال: (انى ان استخلف عليكم فعصيتم خليفتى عذبتم،
ولكم ما حدثكم فيه حذيفه فصدقوه،
وما اقراكم عبدالله بن مسعود فاقرؤوه).

قال عمر بن الخطاب لاصحابه: (تمنوا)… فتمنوا ملء المنزل الذي كانوا به ما لا و جواهر ينفقونها فسبيل الله،
فقال عمر: (لكنى اتمني رجالا كابي عبيده و معاذ بن جبل و حذيفه بن اليمان،
فاستعملهم فطاعه الله عز و جل)… بعدها بعث بمال الى ابي عبيده و قال: (انظر ما يصنع)… فقسمه،
ثم بعث بمال الى حذيفه و قال: (انظر ما يصنع)… فقسمه،
فقال عمر: (قد قلت لكم).

من اقواله

لحذيفه بن اليمان اقوالا بليغه كثيرة،
فقد كان و اسع الذكاء و الخبرة،
وكان يقول للمسلمين: (ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للاخرة،
ولا الذين يتركون الاخره للدنيا،
ولكن الذين ياخذون من هذي و من هذه).

يقول حذيفة: (انا اعلم الناس بكل فتنه هي كائنه فيما بينى و بين الساعة،
وما بى ان يصبح رسول الله -صلي الله عليه و سلم- اسر الى شيئا لم يحدث فيه غيري،
وكان ذكر الفتن فمجلس انا فيه،
فذكر ثلاثا لا يذرن شيئا،
فما بقى من اهل هذا المجلس غيري).

كان -رضى الله عنه- يقول: ان الله تعالى بعث محمدا -صلي الله عليه و سلم-فدعا الناس من الضلاله الى الهدى،
ومن الكفر الى الايمان،
فاستجاب له من استجاب،
فحيي بالحق من كان ميتا،
ومات بالباطل من كان حيا.

ثم ذهبت النبوه و جاءت الخلافه على منهاجها،
ثم يصبح ملكا عضوضا،
فمن الناس من ينكر بقلبة و يدة و لسانه،
اولئك استجابوا للحق،
ومنهم من ينكر بقلبة و لسانه،
كافا يده،
فهذا ترك شعبه من الحق،
ومنهم من ينكر بقلبه،
كافا يدة و لسانه،
فهذا ترك شعبتين من الحق،
ومنهم من لا ينكر بقلبة و لا بيدة و لا بلسانه،
فذلك ميت الاحياء.

ويتحدث عن القلوب و الهدي و الضلاله فيقول: (القلوب اربعة: قلب اغلف،
فذلك قلب كافر… و قلب مصفح،
فذلك قلب المنافق … و قلب اجرد،
فية سراج يزهر،
فذلك قلب المؤمن… و قلب به نفاق و ايمان،
فمثل الايمان كمثل شجره يمدها ماء طيب… و كالمنافق كمثل القرحه يمدها قيح و دم،
فايهما غلب غلب)…

مقتل عثمان


كان حذيفه -رضى الله عنه- يقول: (اللهم انني ابرا اليك من دم عثمان،
والله ما شهدت و لا قتلت و لا ما لات على قتله)

وفاته

لما نزل بحذيفه الموت جزع جزعا شديدا و بكي بكاء كثيرا،
فقيل: (ما يبكيك ؟
)… فقال: (ما ابكى اسفا على الدنيا،
بل الموت احب الي،
ولكنى لا ادرى على ما اقدم على رضي ام على سخط).

ودخل عليه بعض اصحابه،
فسالهم: (اجئتم معكم باكفان ؟
)… قالوا: (نعم)… قال: (ارونيها)… فوجدها حديثة فارهة،
فابتسم و قال لهم: (ما ذلك لى بكفن،
انما يكفينى لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص،
فانى لن اترك فالقبر الا قليلا،
حتي ابدل خيرا منهما،
او شرا منهما).

ثم تمتم بكلمات: (مرحبا بالموت،
حبيب جاء على شوق،
لا افلح من ندم)… و اسلم الروح الطاهره لبارئها فاحد ايام العام الهجري السادس و الثلاثين بالمدائن،
وبعد مقتل عثمان باربعين ليلة.


حذيفة بن اليمان كاتم سر رسول الله