اذا قال ان اخلاق الكفار اروع من اخلاق المسلمين – بهذا الاطلاق – فهذا محرم لا شك فذلك ،
بل يستتاب صاحبة ،
لان راس الاخلاق و اهمها الخلق مع الله تعالى ،
والادب معه و ترك عباده ما سواة ،
وهذا متحقق فالمسلمين دون الكافرين ،
كما ان به تعميما على جميع المسلمين ،
ولا بد ان يصبح منهم من هو قائم باخلاق الاسلام ،
وبشرع الله تعالى .
وان فضل بعض اخلاق الكفار على اخلاق بعض المسلمين ،
فهذا من الخطا ،
اذ يكفى الكفار سوء خلق ما فعلوة مع ربهم جل و علا و انبيائة عليهم الصلاة و السلام ،
فقد سبوا الله تعالى ،
وادعوا له الولد ،
وقدحوا فانبيائة و كذبوهم ،
فاى خلق يفيدهم مع الناس اذا كانت اخلاقهم مع ربهم جل و علا من اسوا الاخلاق .
ثم كيف نري اخلاق عشره او ما ئه من الكفار ،
ونحكم عليهم بان اخلاقهم جيده ،
ونسينا اخلاق اكثرهم من اليهود و النصاري ،
فكم غدروا بالمسلمين ،
وكم افسدوا ديارهم ،
وكم فتنوهم عن دينهم ،
وكم اضاعوا من ثرواتهم ،
وكم مكروا و تربصوا و تجبروا و طغوا ….
ان خلق بعضهم الجيد لا يساوى شيئا امام خلق اكثرهم القبيح ،
فضلا على ان خلقهم ذلك لا يقصدون منه نفس الخلق ،
وانما يقصدون منه نفع انفسهم ،
واستقامه امورهم الدنيويه ،
وتحصيل مصالحهم ،
فى اغلب احوالهم .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمة الله عن سائل يعقد مقارنة او موازنه بين العمال من المسلمين و غير المسلمين فيقول : ان غير المسلمين هم من اهل الامانه ،
واستطيع ان اثق فيهم ،
وطلباتهم قليلة ،
واعمالهم ناجحه ،
اما اولئك فهم على العكس تماما ،
فما رايكم سماحه الشيخ ؟
فاجاب : ” هؤلاء ليسوا بمسلمين على الحقيقة ،
هؤلاء يدعون الاسلام ،
اما المسلمون فالحقيقة فهم اولي و احق و هم اكثر امانه و اكثر صدقا من الكفار ،
وهذا الذي قلتة غلط لا ينبغى ان تقوله ،
والكفار اذا صدقوا عندكم و ادوا الامانه حتي يدركوا مصلحتهم معكم ،
وحتي ياخذوا الاموال عن اخواننا المسلمين ،
فهذه لمصلحتهم ؛
فهم ما اظهروا ذلك لمصلحتكم و لكن لمصلحتهم هم ،
حتي ياخذوا الاموال و حتي ترغبوا فيهم .
فالواجب عليكم الا تستقدموا الا الطيبين من المسلمين ؛
واذا رايتم مسلمين غير مستقيمين فانصحوهم و وجهوهم فان استقاموا و الا فردوهم الى بلادهم و استقدموا غيرهم ،
وطالبوا الوكيل الذي يختار لكم ان يختار الناس الطيبين المعروفين بالامانه ،
المعروفين بالصلاة،
المعروفين بالاستقامة؛
لا يستقدم من هب و دب .
وهذا لا شك انه من خداع الشيطان،
ان يقول لكم : ان هؤلاء الكفار اقوى من المسلمين ،
او اكثر امانه ،
او هكذا او هكذا ؛
كلة لما يعلمة عدو الله و جنودة من الشر العظيم فاستقدام الكفره و استخدامهم بدل المسلمين ؛
فلهذا يرغب فيهم و يزين لكم استقدامهم حتي تدعوا المسلمين ،
وحتي تستقدموا اعداء الله ،
ايثارا للدنيا على الاخره و لا حول و لا قوه الا بالله .
وقد بلغنى عن بعضهم انه يقول : ان المسلمين يصلون و يعطلون الاعمال بالصلاة ،
والكفار لا يصلون حتي ياتوا باعمال اكثر ،
وهذا كذلك من جنس ما قبلة ،
ومن البلاء العظيم ؛
ان يعيب المسلمين بالصلاة و يستقدم الكفار لانهم لا يصلون ،
فاين الايمان ؟
واين التقوي ؟
واين خوف الله ؟
ان تعيب اخوانك المسلمين بالصلاة !
نسال الله السلامة و العافيه .
” فتاوي نور على الدرب
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عن وصف الكفار بالصدق و الامانه و حسن العمل ؟
فاجاب بقوله : هذي الاخلاق ان صحت مع ان فيهم الكذب و الغدر و الخيانة و السطو اكثر مما يوجد فبعض البلاد الاسلاميه و ذلك معلوم ،
لكن اذا صحت هذي فانها اخلاق يدعو اليها الاسلام ،
والمسلمون اولي ان يقوموا فيها ليكسبوا بذلك حسن الاخلاق مع الاجر و الثواب .
اما الكفار فانهم لا يقصدون فيها الا امرا ما ديا فيصدقون فالمعامله لجلب الناس اليهم .
لكن المسلم اذا تخلق بمثل هذي الامور فهو يريد بالاضافه الى الامر المادى امرا شرعيا و هو تحقيق الايمان و الثواب من الله – عز و جل – و ذلك هو الفارق بين المسلم و الكافر .
اما ما زعم من الصدق فدول الكفر شرقيه كانت ام غربيه فهذا ان صح فانما هو نزر قليل من الخير فجانب كثير من الشر و لو لم يكن من هذا الا انهم انكروا حق من حقة اعظم الحقوق و هو الله – عز و جل – { ان الشرك لظلم عظيم } .
فهؤلاء مهما عملوا من الخير فانه نزر قليل مغمور فجانب سيئاتهم ،
وكفرهم ،
وظلمهم فلا خير فيهم .
مجموع الفتاوي 3
وقال شيخ الاسلام ابن تيميه :” و لا يستعان باهل الذمه فعماله و لا كتابة لانة يلزم منه مفاسد او يفضى اليها ،
وسئل احمد فروايه ابي طالب فمثل الخراج فقال : لا يستعان بهم فشيء ” الفتاوي الكبري 5/539
وجاء ففتح العلى المالك فالفتوي على مذهب ما لك : ” و تفضيل الكافر على المسلم ان كان من حيث الدين فهو رده و الا فلا ” 2/348
- الفرق بين المسلم و الكافر
- الفرق بين المسلم والكافر
- المسلم أحسن من الكافر
- حكم من قال أن أخلاق الكافر أحسن من أخلاق المسلم
- صوره عن الكفر
- ما الفرق بين المسلم والكافر