السؤال: ما راى سماحتكم فالسهر ان كان لايؤدى الى ضياع صلاه الفجر اواحد الواجبات علما بان السهر على الحاجات المباحة؟
والسلام افتونا ما جورين …….
الجواب :
الحمد لله :
اولا :
يكرة السهر و السمر بعد صلاه العشاء – و ان كان فالامور المباحه – .
و يدل على هذا ما رواة البخارى (568) و مسلم ( 647) عن ابي برزه رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يكرة النوم قبل العشاء ،
والحديث بعدين .
قال النووي: ” و اتفق العلماء على كراهه الحديث بعدين الا ما كان فخير “.
انتهى” شرح صحيح مسلم ” (5/146) .
و قال الحافظ ابن رجب : ” و متي كان السمر بلغو ،
ورفث ،
وهجاء ،
فانة مكروة بغير شك “.
انتهي ” فتح الباري” (3/377) .
قال النووى : ” و اسباب كراهه الحديث بعدين انه يؤدى الى السهر ,
ويخاف منه غلبه النوم عن قيام الليل ,
او الذكر به ,
او عن صلاه الصبح فو قتها الجائز ,
او فو قتها المختار او الاروع .
و لان السهر فالليل اسباب للكسل فالنهار عما يتوجة من حقوق الدين ،
والطاعات ،
ومصالح الدنيا “.
انتهى” شرح صحيح مسلم ” (5/146) .
و قال الحافظ ابن حجر : ” و السمر بعدين ربما يؤدى الى النوم عن الصبح ،
او عن و قتها المختار ،
او عن قيام الليل .
و كان عمر بن الخطاب يضرب الناس على هذا و يقول : اسمرا اول الليل و نوما اخرة ؟
” .
انتهي من ” فتح الباري” (2 / 73) .
و ذلك هو الموافق لسنه الله فجعل الليل محلا للنوم و الراحه ،
والنهار للعمل و الكسب ،
كما قال تعالى : ( هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا به ،
والنهار مبصرا ،
ان فذلك لايات لقوم يسمعون ) .
و قال : ( و جعلنا الليل لباسا * و جعلنا النهار معاشا ) ففى الليل سكينه و قرار و نوم و راحه ،
وفى النهار نشاط و عمل .
قال القرطبي : ” و ربما قيل: ان الحكمه فكراهيه الحديث بعدين ان الله تعالى جعل الليل سكنا ،
اى يسكن به ،
فاذا تحدث الانسان به فقد جعلة كالنهار الذي هو متصرف المعاش ،
فكانة قصد الى مخالفه حكمه الله تعالى التي اجري عليها و جودة “.
انتهي من ” تفسير القرطبي” (12 / 138) بتصرف .
و ذلك هو الهدى النبوى ،
فعن عائشه رضى الله عنها قالت : ( ما نام رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل العشاء ،
ولا سمر بعدين ) ،
رواة ابن ما جة (702) و صححة الالبانى .
و قال الشيخ ابن عثيمين : ” و اذا اطال الانسان السهر ،
فانة لا يعطى بدنة حظة من النوم ،
ولا يقوم لصلاه الصبح ،
الا و هو كسلان تعبان ،
ثم ينام فاول نهارة عن مصالحه الدينيه و الدنيويه .
و النوم الطويل فاول النهار يؤدى الى فوات مصالح كثيرة ،
وقد جرب الناس ان العمل فاول النهار ابرك من العمل فاخر النهار ،
وانة اسد و اصلح و انجح ،
فان البكور مبارك به ،
وهؤلاء الذين يسهرون الليالي ،
لا شك انهم لا يستطيعون البقاء بدون نوم ،
فلا بد للجسم من النوم ،
وطول السهر يحول دون هذا “.
انتهي “اللقاء الشهري” (1 / 333)
ثانيا : يستثني من الكراهه ما اذا و جدت الحاجة للسهر او كانت به مصلحه راجحه .
لقوله صلى الله عليه و سلم : (لا سمر الا لاحد رجلين : لمصل ،
او مسافر ) رواة احمد (3907) و صححة الالبانى بمجموع طرقة .
و هذا لان المسافر ربما يحتاج الى مواصله السفر ليلا ،
فابيح له هذا ،
والمصلى يسمر فطاعه الله .
ويقاس على ذلك : جميع ما كان به مصلحه او هنالك حاجة داعيه الية .
قال النووى : ” قال العلماء : و المكروة من الحديث بعد العشاء هو ما كان فالامور التي لا مصلحه بها .
اما ما به مصلحه و خير فلا كراهه به ,
وذلك كمدارسه العلم ,
وحكايات الصالحين ,
ومحادثه الضيف ،
والعروس للتانيس ,
ومحادثه الرجل اهلة و اولادة للملاطفه و الحاجة ,
ومحادثه المسافرين بحفظ متاعهم او انفسهم ,
والحديث فالاصلاح بين الناس ،
والشفاعه اليهم فخير ,
والامر بالمعروف و النهى عن المنكر ,
والارشاد الى مصلحه و نحو هذا ,
فكل ذلك لا كراهه به ,
وقد جاءت احاديث صحيحة ببعضة ,
والباقى فمعناة “.
انتهي ” شرح صحيح مسلم ” (5/146) .
و الحاصل : ان السهر بعد صلاه العشاء مكروة ،
الا لمصلحه ،
او حاجة تدعو الية .
و الله اعلم.
- أجمل ما قيل عن السهر
- صور السهر
- صور عن سهر الليل
- مقولات راحة ف ليل