خارج الزمن

خارج الزمن 20160908 529

خارج الزمن 20160908 530

 

 

هذه روايه من روايات احلام اسمها خارج الزمن اتمني ان تعجبكم و اعذروني على عدم التنسيق لانها اول مره و شكرا

خارج الزمن


الملخص عندما و صلت مينا بمفردها الى سانت ستيفان احد جزر الكاريبي ،
دون خطيبها ،



فتحت الباب لعصافير الحلم المحبوسه فداخلها حتي تنقلها بعيدا عن التفكير المؤلم بحياتها.


لم ينغص عطلتها الا غايفنغ كلينتيس الذي كان مجرد و جودة قربها يخيفها.
ولم تعرف مينا ان


مصيرها سيرتبط فيه الا عندما مرا بتجربه مخيفه اوصلتهما الى حافه الموت ،

لم ينقذها الا هو…

وهكذا و جد قلبها انه من الطبيعي ان يسلم مفاتيحة لهذا البطل الغريب …


لكن هذي كانت احدث اهتمامات غايفنغ على ما يبدو ،

فعندما فتحت مينا عينيها فالمستشفي كان جميع ما


بقي لديها ذكري مغامره خاضتها مع الغريب الذي رحل …

فصول الرواية


1- حوريه بلا بحر


2- غابه الرعب


3- كهف الرغبات


4- من يموت اولا


5- صرخه ضائعة


6- الغزاله الخائفة


7- دموع مرة


8-الرجل الاخر


9- لن اعيش فظلك


10- لحظه خارج الزمن

 

2- غابه الرعب


كانت الساعة تشير الى الحاديه عشره الا ربعا حين نزلت مينا الى بهو الفندق لتنضم الى المجموعة الصغيرة التي تنتظر الدليل الذي سيرافقهم الى الغابه .

سرعان ما رات غايفنغ كلينتيس و لكنها تجاهلتة عمدا بعدها انضمت الى بيني و ستافرو هولاند اللذين يتبادلان الحديث مع الازواج الاربعة:


سالتها بينى: اتتوقين للقيام بالرحلة؟
.
عندما اجابتها مينا ايجابا اضافت : – على فكرة .
.
ماذا اصابك ليلة امس؟
فتشت عنك وقت العشاء فلم اجدك.


-اكلت فغرفتى..
شعرت بصداع قد بسبب حراره الشمس.
انها تكذب لانها تعرف جيدا اسباب عدم تناولها العشاء فالمطعم ،

فقد ارادت اجتناب اي احتكاك احدث مع غايفنغ كلينتيس لان حظها العاثر ربما يدفعها الى مقابلتة فقاعه الاكل فيتهمها بانها تعمدت ذلك اللقاء ايضا.
قالت بيني و هي تبدي اعجابها بالسروال الزيتوني التي ترتدية مينا و بالقميص الابيض:- تبدين جذابه على اي حال.


كانت مينا تمسك حقيبه من القماش بها قميص قطني طويل الاكمام و قبعه و حاجات ثانية .

كان لون الحقيبه يماثل لون سروالها و ربما اشترت هذي الثياب خصيصا للعطلة..
فكارسون لا يحب ان ترتدي المرأة الجينز و لهذا اضطرت مينا الى شراء سروال عادي لزياره و الديه


اصر كارسون على ان تتعلم مينا ركوب الخيل..
فمن المتوقع ان تتعلم،
ولكنها قررت الا تشارك بالصيد فمع انها تستمتع بمنظر الصيادين مع كلابهم .

الا انها لم ترغب قط فمجاراتهم بهذه الهوايه .



قدمتها بيني الى الرباعي المرح الذي كانت تتحدث اليهم كان ارنولد،
مصمم الازياء،
نحيلا اشقر الشعر،
زوجتة سالي ترتدي سروالا انيقا و قميصا مربوطا بحزام مزين بقماش ذهبي .
.
وكان صديقاهما،
كولين و نويل بردفورد شريكي ارنولد.
سالت سالي مينا: – الا تشعرين بالوحشه لانك بمفردك هنا؟
– ليس كثيرا ،

لانني جئت لطلب الراحة.
كانت بيني ربما استدارت للتحدث الى غايفنغ كلينتيس اما مينا فوعت بشكل لا يطاق نظرتة الحاده الساخره على بشرتها المتورده .



اجابت كولين باشفاق: اجل .
.
فالاستعداد للزفاف ربما يصبح مرهقا..
متي الحدث الكبير ؟

– لم نقرر نهائيا..
فكارسون خطيبي يجب ان يسافر الى نيويورك قريبا .
.
وليس متاكدا كم سيطول مكوثة هنالك و لكن حالما يعود نحدد الموعد.


قال غايفنغ بتشدق بعدما ضم نفسة الى الحديث: – ليس عريسا متشوقا اذن؟
الم تحذرية مما ربما يصيب المتقاعس فالحب؟
عرفت مينا انه يلمح الى انها هي التي تلح على كارسون للزواج و ارادت ان تخبرة بانه مخطى،
وبان كارسون ليس ممن يستعجل الامور .

ضحكت سالي :اووة .
.
كلنا نواجة المصاعب فجر رجالنا فهذه الايام الى مذبح الكنيسة..
هذا ما جنيناة من المساواه بين الجنسين..
لم يعد هنالك حاجة للاستعجال على الزواج كما كان فالسابق .
.
هذه الحال هي الفضلي تصوري ان تتزوجي رجلا لا تعرفين عنه شيئا.
انة اسلوب قديم يشبة الزواج المدبر بين غريبين.

ردت مينا بدون اهتمام،
متمنيه الا تفضحها لهجتها :- اجل..


كيف لا توافق و غايفنغ كلينتيس و افق امامها.
لو صرحت بالحقيقة لعرف ان خبرتها مع الرجال معدومة.
خجلها الطبيعى،
وتعليمات العمه ما رولا المتزمته اثرا فرغباتها الطبيعية فالمعرفه و مع مرور السنين اصبحت اكثر خجلا من الاعتراف بالحقيقة..
فلم يكن حتي كارسون نفسة يعرف انها عديمه الخبره .
.
فالمقال لم يذكر قط بينهما و تساءلت لاول مره عما ستكون عليه رده فعله..
مرت فيها اوقات شعرت بان حقيقتها مكتوبة على و جهها و ذلك ما جعلها عرضه للخجل حينما يقترب منها الشبان،
لكنها فالنهاية تغلبت على ذلك الخجل .



من الواضح ان غايفنغ كلينتيس ،

لم يدرك حقيقة خجلها و تزمتها مع الجنس الاخر ،

واضطرت لمحاربه غضبها المتصاعد،
وهي تتذكر مواجهتهما بعد ظهر اليوم السابق .

حين شغلت بيني اهتمام سالي و جدت مينا ان (البعبع) الذي تفكر به اصبح قرب مرفقها.
قالت له بصعوبة: – ارجو ان لا تتهمني بالانضمام الى الرحله لاجبرك على التعرف الى..
ازدادت غمازتا و جهة عمقا و هو يبتسم: – يصعب ذلك..
يجب ان اكون مصابا بجنون العظمه حتي افكر بهذه الطريقة.
خاصة و اني سجلت اسمي اولا..
اتستمتعين بالسير على الاقدام؟


لم يبد مهتما بما اذا كانت تستمتع فيه ام لا .

لكن مينا اجبرت نفسها على الرد بادب: – اجل..
لقد نشات فالريف .
.
– عظيم..
ولكن رحله اليوم لا تشبة نزهه ريفيه .

هذه جبال شديده الانحدار،
واعتقد ان الغابه كثيفه جدا..


قال ستافرو ما زحا: اتحاول احباط عزيمتنا؟
– ابدا .
.
يبدو اني اعطيت انطباعا خاطئا..
في الواقع،
لو ظننت ان الرحله سيصبح مشقه لي لما قبلت بها.
لامس ساقة اليسري و هو يتكلم،
فتذكرت مينا قول ستافرو انه شاهدة يعرج..
واضاف بحدة: – لقد تورطت ف.
.
حادثة..
وانا هنا لاسترد عافيتى،
ولامارس تمارين تعيدني معافي الى عملى.


سالة ستافرو: انت فالجيش على ما اعتقد؟
-اجل .



كانت الكلمه خاليه من اي تعبير.
ولكن مينا نظرت الى و جهة و هو يتكلم،
وحبست انفاسها لان مظهرة تغير كليا اذ قست ملامحة و مر بعينية و ميض اسود .
.
ما الذي فالسؤال البرىء حتي يثير رده فعلة هذه؟
اهو مطرود من عمله،
او ما شابة هذا فلقد سمعت من و الد كارسون ان امورا كهذه ربما تقع .

ولكن لماذا تهتم برده فعله؟


قال ستافرو مقاطعا افكارها: و صلت و سيله النقل .

كان خارج الفندق سيارتا لاندروفر مزودتان بمقاعد اضافيه ،

مشرعه للهواء الطلق .



– هل الجميع جاهز؟


صعد الازواج الاربعه اولا تبعهم العروسان.
وكانت مينا على و شك الجلوس قربهما حين منعها الدليل..
اجلسي فالسيارة الاخرى .
.
انا اجلس هنا.
وهكذا،
اضطرت للانضمام الى بيني و ستافرو فمؤخره السيارة،
وخفق قلبها بشده حين اندس غايفنغ كلينتيس بطولة الفارع الى جانبها .



لم يكن فالسيارة مساحه كبار بسبب بيني و ستافرو الضخمي الجثه احست مينا بحراره جسد غايفنغ كلينتيس تحرق بشرتها فحاولت الابتعاد،
لكن صعب عليها هذا بدون ان تدس نفسها بستافرو


كان الطريق من المجمع الفندقي ممهدا .

ولكن حالما انعطفت بهم السيارتان،
وجدوا انفسهم على طريق مهجوره منذ سنوات .

وعندما و ثب اللاندروفر فوق نتوء كبير ارتمت مينا على غايفنغ كلينتيس..
فاحست و كانها اصطدمت بجدار صلب،
وارتفعت ذراعة لتنقذها،
وتمسك فيها على هذا الجدار الصلب المسمي صدره..
مرت فيها مينا.
لقد حرقت حرارتة قماش ملابسها الرقيقة،
فتصاعد اللون القرمزي تحت بشرتها و ربما ادركت انه ربما احس فيها كما احست هي بقسوتة و رجولتة .



– مينا .
.
هل انت على ما يرام؟
قطع سؤال بيني عليها افكارها ،
فاجابت: – انا بخير..
شكرا لك سيد كلينتيس..
كدت اقع على غفله مني .



كان فالنظره التي رمقها فيها ما هو مهم: – يحدث ذلك للجميع..
ارجوك .
.
نادني غايف يا مينا.
صاحت بيني تجذب الاهتمام عن و جنتي مينا المتوردتين: – اة !

انظروا الى ذلك المشهد !

هل جئت الى الكاريبي من قبل غايف؟
– لا


نظر الجميع يمينا،
حيث تنحدرالارض حتي البحر الازرق المنتعش الذي تذوب زرقتة لتصبح ليلكيه ضبابيه عند الافق.
تنهدت بينى: انه رائع جدا!


قال ستافرو: لكنة فقير..
لا يبرح تفكيري فقر اهل الجزيره .
.
حين يصبح المرء هنا يفهم اسباب انجذاب هؤلاء الناس الى الشيوعية.


رد غايف: انت على حق.

– ثمه جناح يساري قوي و ضخم فالجزر الكاريبية،
وهم يتلقون تعليمهم و تدريبهم فكوبا،
وان لم ينتبة الغرب و يهتم استيقظ يوما ليجد اننا خسرنا منطقة الكاريبي .



احتجت بينى: – اوه..
بلا سياسة ارجوكما !

مينا.انظري الى ذاك البناء الذي يوشك ان يقع.


كانت المسافه طويله للوصول الى الغابه الاستوائية.
وازدادت الامور سوءا بسبب الطريق الوعرة.
ومع ان سانت ستيفان هي من اكبر جزر الكاريبى،
فهي مهمله بشكل كبير..
كان مدير الفندق ربما قال لمينا انهم ياملون بان تساعدهم عائدات السياحه فتحسين اوضاع الجزيرة.


كان السهل المنبسط من الساحل ختي الغابه غنيا باشجار الموز،
مصدر الرزق الاساسي فالجزيرة،
بعد قليل بدات تتلاشي ثمار الموزالمحميه فاكياس بلاستيكيه زرقاء..
وكلما اقتربت المجموعة من و جهتها،
ازداد احساس مينا بتوتر يبعثة ذلك الرجل الجالس الى يسارها و لكن لم يكن فكيفية جلوسة ما يكشف احاسيسه،
فقد كان و جهة منحرفا قليلا عنها و كانة يتفرج على المناظر الريفية،
وكل ما كانت تراة مينا هو خط فكة المتشدد و لكن لا مجال للشك فالتوتر المنطلق منه،
واحست باطراف اعصابها ترتجف برد فعل غريزي ،

وتساءلت عما دهاها.


قالت بيني حين ظهر مبني منعزل على طرف السهل حيث يتصاعد الجبل البركاني الى السماء مباشره :- اة !

لاشك انه المطعم!


كان على جانبي السهل اخضرار استوائي كثيف و لكن السهل نفسة بدا خاليا من المساكن.
مع ان بضع طرق و عره بدت و كانها تقود اما الى قرى

وكانها تقود اما الى قري و اما الى منازل قريبه.


قال غايف شارحا حين علقت مينا على خلو المكان من مظاهر السكن: – يبني معظم اصحاب المزارع بيوتهم على الجانب المطل على المحيط الاطلسى.
كانت تلك الجهه اقل عرضه لهجومات القراصنة.


بدا و جهة مسترخيا و هو يكلمها كما بدت عظام و جنتية اقل توترا،
ثم بدات سيارتا اللاندروفر بالتسلق نحو المطعم .

المطعم كان مبني من الخشب و لكن لونة الاخضر الاصلي تلاشي منذ زمن بعيد و اصبح زيتونيا كئيبا،
كان الهواء فالداخل رطبا..
ولم تشعر مينا فحياتها بفقدان الشهيه كحالها الان عندما استقر افراد المجموعة حول موائد خشبية،
خرجت الى الخارج فوجدت الهواء ابرد و انعش .



– الست جائعة؟


لم تلاحظ مينا ان غايفنغ كلينتيس لحق بها،
لكنها هزت راسها نفيا رافضه الاعتراف بضعف مؤقت استولي عليها فالمطعم.
– و لا انا.
ادهشها الاعتراف،
وباحت اساريرها بهذا .

فسالها متجهما: ما الامر؟
الا يسمح بان يصبح لمن هم قساه مثلي ،

مشاعر طبيعية؟
-لم اقل هذا..


لكنة قاطعها و اكمل ساخرا:- لم تقولي هذا..
صحيح لانك لست بحاجة الى القول فهاتان العينان تخبران جميع شئ نيابه عنك..
انت شخصيه متناقضه فمن جة تبدين امرأة عصريه متحرره تقضي اجازتها بعيدا عن خطيبها .

ومن جهة ثانية توحي عيناك بانك راهبه مبتدئه ليس لديها فكرة عن العادات العصرية.


ردت مينا بلهجه ذات مغزي : – هلا عذرتني فقد قررت العوده لاتناول بعض الطعام.
ولكنها عندما دخلت الى المطعم لم تستطع سوي ارتشاف كاس ليموناضة..
كانت الساعة ربما تجاوزت الاخرى حين تقدمهم الدليل الى احدي الممرات التي تقودهم من المطعم الى الجبال.


ما هي سوي نص ساعة،
حتي نضحت مينا بالعرق..
ولم تكن و حدها فهذا المصاب فقد بدوا جميعا بمن فيهم غايفنغ كلينتيس متاثرين بالرطوبه فقد كانت مقدمه قميص غايفنغ مبلله بالعرق.
ومع هذا لم يرفع اكمامة او تخلص من قميصة كما فعل الرجال و قد الاسباب =معرفتة بمدي جاذبيته و هو فقميص و بنطلون اسودين .

سارعت مينا ساخره الى ابعاد هذي الافكار الحمقاء عن راسها،
فهو ليس رجلا يحتاج الى جذب اهتمام النساء بارتداء ملابس متميزه لانة مهما ارتدي سيجذب انظار النساء.


تكاثفت اشجار الغابه كلما توغلوا بها و كانت اشجار الماهوغوني هي المسيطره و اما اشجار الكرمه فالتفت حولها فيما غطت النباتات الميته و المهترئه ارض الغابة..
توقف الدليل اكثر من مره ليشير الى الاوركيديا الناميه بين النباتات الخضراء المنتشره و كانت احيانا انفاسهم تنقطع بسبب صياح ببغاء حاد و فمناسبات عديده سمعوا خرير الماء و لكنهم لم يشاهدوا ساقية.

ندمت مينا على انضمامها الى الرحلة..
ففي هذي الغابه ما يغم القلب و ما يقبض النفس.
لم يبد ان غايفنغ يعاني ايه مشكلة فمتابعة خطوات الاخرين رغم ادعائة بانه يسترد صحتة من اثر حادثة..
لكن فاحدي المراحل حين طلب الدليل منهم التوقف لاحظت مينا و هي تنظر الى غايف ان لونة ربما شحب فجاه و ان العرق يتقطر من بشرتة و ان اصابعة تشد على و ركه.


– هل انت بخير؟
حررة سؤالها الهامس مما كان به فقد استرخي و جهة فجاه و قال بقسوة: – بخير..
تعالى يبدو ان الدليل جاهز للانطلاق.


ساروا على الاقدام فالغابه ما يزيد عن ساعتين..
وكانت مينا تزداد غما كلما تكاثفت الغصون الملتفه الحاجبه نور الشمس.
تابعت المجموعة التسلق بحده فضاق الممر و اضطروا احيانا للسير واحدا واحدا..
في احدي المراحل و كما و عد منظمو الرحله انهمر المطر فجاه بملاءه مسبعه اخترقت كثافه الاشجار و زودهم الدليل بمظلات كان ربما حضرها سلفا لتقي جميع شخصين من تدفق المطر.


شاركت مينا المظله مع غايف مستغربه هطول المطر المفاجئ قال لها غايف باقتضاب ما اسباب لها الدهشة: – ذلك ما ستعتادين عليه.
علقت: قلت انك لم تزر الكاريبى


-لم ازر المنطقة و لكن الغابات الاستوئيه متشابهة.
ولم يقل المزيد..
فاعتقدت منا ان المقال لا يسرة و لسبب ما توالفا معا ففريق واحد خلال السير قد لان الجميع ازواج و تمنت من جميع قلبها لو رفضت المشاركه بالرحله اذ لم يعجبها الجو المسيطر على الغابه كما لم تعجبها كذلك قشعريره الارتباك التي كانت تختبرها كلما اضطرتها و عوره الممر الى ملامسه غايف..


نظر غايف الى ساعتة و عبس.


– كان علينا العوده الان .
.
فليس فهذا المكان فتره غسق كالتي نعرفها فبلادنا فبعد ساعتين يحل ظلام دامس.
تقدم الى الامام ليمسك ذراع الدليل سائلا لكن الدليل هز راسة بعنف و قال:- لم يحن وقت العوده بعد..
اصبح و شيكا و لكنة لم يحن.


بدا و كانة قائد عسكري يحث جنودة على المزيد من الجهد..
فتاوهت سالي عندما ساروا ربع ساعة اخرى:- كم بقي لدينا؟


كانت مينا موافقه على السؤال..
فقد شعرت بالحراره الشديده و تاقت نفسها الى حمام بارد..
لقد جعل العرق مقدمه شعرها اقتم لونا و احست بجفاف فمها.
كما انها ندمت على الغداء الذي رفضتة فقد قضت و خزات الجوع مضجعها كانت تحمل بعض البسكويت فحقيبتها و لكنها و جدت صعوبه فانزال الحقيبه عن كتفها لتفتش فيها..
بدا الجميع متعبا الا غايف الذي ما زال قادرا على مجاراه الدليل بدون تعب.


شاهدت مينا الدليل يتوقف عندما و صلوا الى مكان به شجره كبيرة.
توقف الجميع متاوهين اهات الراحه الا الدليل اذ بدا متوترا قليلا.
راقبت مينا عينية اللتين جابتا فالمكان بحثا عن شئ ما .
.
وتقدم غايف ليقف بقربها.


-اهنالك شئ؟
كان هو كذلك يراقب الدليل،
ومع انه اخفي هذا جيدا،
الا ان مينا لمحت قلقا محددا فعينية قبل ان يخفي توترة و يقول بعذوبة: – امستعده لرحله العودة؟
..
انا..


صمت فجاه لان درزينة من الرجال المدججين بالرشاشات المرتدين ثيابا عسكريه اقتحموا المكان.
سمعت غايف يشتم من بين اسنانة بعدها سيق الجميع معا كالقطيع.


– ماذا يجري هنا بحق الله؟


و جة غايفنغ السؤال الى من بدا مسؤولا عن الجماعة المسلحة..
وبدا و اضحا ان غايف هو القائد الطبيعي اذ ما من احد من الرجال الاخرين كان يتحدي حقه..
واحست مينا بان الجميع مثلها،
مصابون بدوار يمنعهم من التفكير او من طرح سؤال (لماذا).
امرهم الرجل باشاره بندقيتة بالوقوف بعدها تقدم الى الامام قائلا لغايف:-


ستبقون رهائن حتي تطلق حكومتنا سراح رجال تحتجزهم عن و جة حق منذ سته اشهر.
حان الوقت حتي يسمع العالم كله ما يجري هنا..
لقد سئمنا من الراسماليه غير المؤهله و من الحكومات التي تتركنا جياعا و التي ترفض تعليم الاولاد الذين تجاوزا الرابعة عشره و التي تحكم على شعبها بالفقر و الاذلال مدي الحياة.


كان يتحدث الانكليزيه بطلاقه فرد عليه غايف:- لن يغير احتجازنا شيئا و لكن لو تركتمونا بدون ان تؤذونا اعدك بان نبذل قصاري جهدنا لايصال و جهه نظرك الى حكومتك


لم يحرك احد من الموجودين ساكنا..
كان الجميع ينظر الى غايفنغ و كانة قائد يتبعونه..
ولم تصدق مينا ان ذلك يحدث حقا..
نظرت حولها بحثا عن الدليل فاذا هو غير موجود كانت بيني تتمسك بذراع ستافرو شاحبه الوجة و كان العروسان متعانقين .
.
وسالي و كولين ملتصقتين بزوجيهما..
اما هي فلم تجد من تلجا اليه.


سخر الفدائي منه:- طبعا..
وبعد هذا يرموننا فالسجن مع رفاقنا.
لا..
يا صديقي .
.
نحن بحاجة ما سه اليكم،
ولا نستطيع اطلاق سراحكم فبدونكم لن تطلق حكومتنا سراح رفاقنا بل ستعدمهم..
تعالوا..
امامنا اربع ساعات من المسير.
وسيدرك فندقكم فهذا الوقت انكم ضائعون و لكنهم لن يجدوكم.
لان قله من الناس يعرفون ممرات الغابه كما يعرفها كاستر هذا


اشار بفوهه بندقيتة الى رجل محلي كان يشرف عليهم من فوق حاملا رشاشا..
شاهدت مينا كولين من طرف عينيها تترنح ناحيه نويل و وجهها كورقه بيضاء،
وتاوهت بصوت منخفض مذعور: – يا الله ساعدنا !

نويل .
.
ماذا سنفعل؟


اطلقت كلماتها موجه ذعر بين الجميع و شعرت مينا بانها ترتجف اما غايف فظل هادئا.قال القائد امرا: تعالوا..
حان وقت الذهاب.
صاح ارنولد و ايت بصوت متوتر:- لن تنجو بفعلتكم هذه!
الحكومة الانكليزية… سخر رجل العصابات منه: – انها بعيده الاف الاميال يا صديقى..
والزمن الذي كانت به البلدان مستعده للمخاطره فمواجهه عسكريه لاجل رعاياها ربما و لي منذ زمن بعيد..
لن تفعل حكومتك لك شيئا..
انفجر ستافرو صائحا:- و لن تفعل حكومتكم من اجلكم شيئا كذلك!


كان على بشرتة طفره حمراء غير صحية،
وشاهدت مينا زوجتة تمد يدها الية بقلق..
تتمتم برعب : – انه ضغط الدم..
رباة !

ماذا سيحدث لنا ؟



قال غايف لرجل العصابات:- لا تتوقع منا السير بسرعه رجالك..ان كنت تريدنا رهائن فعليك المحافظة على حياتنا.
فلن تسلمك حكومتك رفاقك مقابل اجساد لا حياة بها .
.
وان اردتنا احياء فاسمح..


عبس رجل العصابات يفكر فما يقوله غايف،
ثم استدار ليقول شيئا لرفاقة بلغتة و لكن رفاقة هزوا اكتافهم بلا اكتراث بعدها اكفهرت و جوههم .
.


قال لغايف: لن نستطيع تحمل مخاطره اضاعه الوقت.


رد غايفنغ بهدوء: – و لا نستطيع ايضا المخاطره بارواحنا .
.
ما رايك لو اخذت رهينه واحدة،
واطلقت سراح الباقين.
خاصة اذا ضمنا لك نشر قصتكم فالصحف البريطانية.
فبهذه الكيفية ستنال قضيتكم دعايه كبيرة،
لا اظن ان حكومتكم ربما تذيع خبرا مفادة ان الناس غير امنين فسانت ستيفان.
حبست مينا انفاسها فيما كان قائد العصابه يتشاور مع رفاقه..
هل سيقبل اقتراح غايفنغ ؟

لاشك لديها ان غايفنغ سيتطوع للبقاء رهينه.
وتسالت عما اذا كانت ربما اخطات فتقديرة على اي حال .
.


كانت الشمس تهبط بسرعه نحو الافق و كان الخوف يجتاحهم بانتظار قرار رجال العصابات.
استدار القائد الى غايفنغ يقول بخشونة:- انت .
.
اتعدنا بان ننال الدعايه المطلوبة؟


هز غايفنغ راسة ايجابا،
ثم تمتم لمينا من بين اسنانه: – من قال ان القلم امضي حدا من السيف كان يعرف حقيقة الحياة.

ثم التفت الى ستافرو: – سيبلغ السيد هولاند القنصل البريطاني بما حدث كما سيبلغة باتفاقنا الذي يضع حريه اصدقائي مقابل نشر قضيتكم.


– لن ترغب حكومتنا فمعاداه بريطانيا .

لذا ستعمد الى اطلاق سراح رفاقنا حالما تعلم بامر الرهينه البريطانية.
لكن مينا لم تكن و اثقه من هذا.
فقد نشرت الصحف البريطانيه مؤخرا مواضيع عن اشخاص احتجزوا عده اشهر بدون ان تفعل الحكومة شيئا للتفاوض من اجل حريتهم..


قال قائد العصابة: حسن جدا جدا اذن .
.
رفاقك احرار.


صاح يامر احد رجالة فتقدم الى الامام و اشار اليهم ان يتبعوه.
كانت مينا الاخيرة و لكنها لم تقاوم القاء نظره اخيرة على غايفنغ..
الواقف و ظهرة اليهم.
فيم يفكر؟
اهو خائف ؟

لاشك فذلك.


– انتظرى!
اوقفها الامر القاطع الحاد الصادر من قائد المجموعة الذي تقدم الى الامام و امسك ذراعها..
كانت تسير بمفردها فمؤخره الصف الطويل،
وارتجفت تحت نظره عينية الباردة التي كانت تعريها من ملابسها.
استدار الى غايفنغ يقول متجهما:


– ستبقى..
لان و جودها سيحول دون تفكيرك فالهرب..
فعليك سيماء ذلك النوع من الرجال يا صديقى.
اما الان فستبقي معنا لان امراتك اسيره كذلك فان حاولت الهرب قتلناها،تناهي الى مسمعي مينا احتجاج بيني قبل ان يسكتها ستافرو،
ولكنهما لم يدركا نظره العجز فعينيها و هي تنظر الى ظهر غايفنغ المتصلب.


مر دهر قبل ان يستدير اليها و عيناة خاليتان من اقل تعبير و لكن القائد سارع يقول له :- لاتجادل و الا احتجزت الجميع.


ارادت مينا الاحتجاج بالقول:انت مخطئ،
فلست امراته..
ولكن العبارات علقت فخناقها،
ولم تجرؤ على النظر الى الاخرين المجرجرين اذيالهم بعيدا.


قال القائد لغايفنغ امرا:- تعال..
حان وقت ذهابنا..
انت على حق.
كان سيعيق الاخرون تقدمنا و ان حاولت تاخيرنا بتعمد البقاء فالمؤخره و هبت امراتك الى رجالي فقد مضت اسابيع منذ ان راوا بها امراة.
مخيمنا معزول و حياتنا به قاسيه بالنسبة لامرأة كامراتك.


تجمد الدم فعروق مينا لدي سماعها تهديده،
وتحولت الى قطعة ثلج باردة،
ورفضت النظر الى غايفنغ لماذا لم يقل له الحقيقة ؟

لماذا لم يقل انهما مجرد غريبين؟


عرفت الرد بعد عده لحظات .
.
حين همس لها بصوت منخفض بحجه مساعدتها فمنحدر قوى: -اعرف فما تفكرين..
ولكن الوقت غير مناسب لابداء المشاعر لو قلت لهم الحقيقة لعرضتك الى اغتصاب جماعى..
فلن يلمسوك ما داموا يعتقدونك امراتى.
اذ يتوقعون مني الالتزام بتعليماتهم من اجلك .
.
ساقتلهم بيدي و لن يرغب احد منهم ان يصبح الشخص الذي ساقتلة بيدي قبل ان يقطعوني نصفين بهذه اللعب الروسية التي يحملونها!


=======================================

 

3- كهف الرغبات


هبط الظلام بسرعه فتدثرت الغابه بستار اسود كثيف بعث التوتر الى مينا.
ولكنة فالوقت نفسة اخفي منظر الرجال الذين يحرسونهما و بنادقهم التي لا تتحرك قيد انمله عن و جهتها المهددة.


مع هبوط الليل جاء المطر الذي لم يكن شبيها بمطر بلادها بل كان ستاره حقيقيه متماسكه من المياة بدا بدون سابق انذار و لكنة توقف بعد ربع ساعة ،

ملصفا ثيابهم الى اجسادهم،
جاعلا الممر الترابي تحت اقدامهم موحلا .



نسيت مينا عدد المرات التي تعثرت فيها.
بل فقدت منذ وقت طويل تقدير الوقت.
في البداية حاولت المحافظة على روحها المعنويه مرتفعه بالقول لنفسها ،

سرعان ما يصل رفاقهما الى الفندق،
فيذاع الخبر و ينطلق الانذار و تتم نجدتهم..
ولكنها عرفت انها تعيش فو هم.
فستمر اربع ساعات على الاقل قبل ان يصل الاخرون الى الفندق و فمثل ذلك الوقت ربما ينقلهما رجال العصابات الى مكان لا يعرفة الا الله.


بدت الغابه و كانها تطبق عليها فتوترت اعصابها،
حتي اصبحت على استعداد للصراخ و الهرب،
بدون اكتراث بما ربما يحدث.
احس غايفنغ كم كانت قريبه من فقدان السيطره على اعصابها..
فسارع الى الامساك بذرعها .
.
كانت قبل ساعة سترفض بمراره هذي اللمسه اما الان فشعرت بامتنان عاجزه و ذكرتها لمستة بانها ليست بمفردها .



– هيا..
اسرعا !



كانت فوهه البندقيه باردة على بشرتها،
فارتجفت.
وكادت تفقد توازنها.
عندما حاولت الاسراع حث غايفنغ خطواتة و اشتدت اصابعه على ذراعها بقوة..
تذكرت انه كان يسترد عافيتة من حادثه ما ،
وان ستافرو قال لها انه يعرج قليلا..كانت سرعه الرجال متعبه و احست مينا بالم فجميع انحاء جسدها و ضاقت انفاسها.
اما غايفنغ فبدا غير متاثر.


تعثرت مجددا حين اصبح الطريق صعودا،
وكادت تنكب على و جهها،
رغم محاوله غايفنغ انقاذها تناهت اليها ضحكات اسريها المزعجة..
وبدات دموع الضعف تتجمع فما قيها .



– انهضى.
كان ذلك صوت غايفنغ القاسي الذي لا يلين..
فاحتجت: – لا استطيع الاستمرار.


رد متجهما: بل تستطيعين و عليك السير الا اذا اردت البقاء هنا لتموتى.
فهؤلاء الرجال لا يلعبون،
او يتسامحون،
انهضى..
ان كانت حياتك غير ثمينه عندك فحياتي عندي ثمينه جدا.


تحدث بهدوء و جدت مينا معه صعوبه فان تسمعه..
كان يخنق صوتة لمنع العبارات من الوصول الى مسامع غيرها .
ز احتجت بمرارة: – لا باس بهذا بالنسبة اليك .
.
اظنك معتادا عليه .

فانت .
.


انقطعت انفاسها بوحشيه بعدما اوقفها على قدميها و شدها الية بقسوة،
يكاد يحرمها من التنفس .
.
سمعت مره ثانية الرجال يضحكون انما بكيفية مختلفة.
مضت لحظات قبل ان يتركها مما لم يكن عناقا بل عقابا خشنا..
تالمجسدها من ضغط ذراعيه.
وقال بغضب قبل ان يبتعد عنها مباشرة:


– ايتها الحمقاء الصغيرة !

انهيار احدث كهذا،
ونموت افهمت؟


فهمت ما قالة متاخره و عندما كانت تتابع سيرها على ساقين مرتجفتين تساءلت عما كان سيحدث لو سمع احد الخاطفين ما اوشكت على التفوة به،
فالمعلومات عن علاقه غايفنغ بالجيش البريطاني ستثير رده فعل كبار .



اجبرت نفسها على السير دامعه العينين تشعر بكرة شديد لا تعرف ان كان موجها الى غايفنغ كلينتيس ام الى الخاطفين ساروا مسافه طويله فالطريق الضيق الملتوي ،

الذي احست مينا انه يدور حول الجبل و كانت مينا تشعر بالعذاب كلما سارت خطوه لم يكن هنالك مجال للافكار او للخوف بل الحاجة الجسديه الضرورية للاستمرار فالتقدم .



اصبح انهمار المطر المفاجئ امرا عاديا.
وبات التصاق ثيابها بجسمها امرا طبيعيا و السير و لكن عندما توغلوا بين اعشاب كثيفه كانت تخفي الطريق ،

احست بانها دخلت فكابوس مرعب يشبة ذاك الذي كانت تراة فمنامها و هي طفلة .



لامست حزمه من اوراق الشجر المتدليه بشرتها،
فشعرت بالالم و لكن عقلها كان متعبا و مشغولا بعملية السير البسيطة مرت لحظات اخرى،
طارت خلالها احدي الفراشات الضخمه المنتشره فالغابه ،

فرفعت ذراعها لتبعدها،
ولكنها لم تلبث ان تشنجت و ظهر عليها رعب شديد بدائي جعل غايفنغ الذي كان يسير خلفها مباشره يصطدم بها.

قال لها( ما بك؟) بعدها اسرع يحيط معصمها باصابعة بحثا عن العلقه الطفيليه التي علقت بجسمها الطرى..
سرعان ما كبحت صيحتها..
واغمضت عينيها برد فعل طفولي لتمنع نفسها من رؤية الجسد اللزج .



– تحركا!
ولكن غايفنغ تجاهل هذي المره الامر الفظ و اضطر القائد الى التراجع ليري اسباب و قوفهما.
وقال ملعقا حين راي ما حدث:- لحمك طري يعجبها اكثر من لحمنا الخشن..
خذ!
رمي علبه ثقاب الى غايفنغ و سال ساخرا:- اتعرف ماذا تفعل؟
– اعتقد ذلك .



اشعل غايفنغ بهدوء عود ثقاب بعدها قربة من جسم العلقه .
.راقبت مينا برعب شديد انكماش مصاصه الدماء،
ووقوعها ارضا بعدها ما لبث جسمها ان ارتجف ارتجافة شديده بات غير قادر على الوقوف بسبب ردات فعل غريبة اجتاحتها.- هيا .
.
تقدمى!


ذكرتها فوهه البندقيه بما حولها..
فاطاعت طاعه عمياء و بدات تتحرك.
لاشك انهم قطعوا اميالا .

كم الساعة الان ؟

لم يكن معها ساعة،
ووجدت صعوبه فمعرفه المدة التي مرت منذاحتجازهما.


كانت الرطوبه تخف كلما ارتفعوا و كانت كثافه الاشجار تخف كذلك و لكنها ما زالت كثيفه بما به الكفايه لتكون ستاره سميكه تغطي السطح الشديد الانحدار الذي يتسلقونة .

تذكرت مينا انها قرات فالكتيب السياحي ان قمم الجبال مغطاه بالاشجار و النباتات المورقة..


اخيرا امر القائد بالتوقف مع ان مينا لم تر فما حولهم ما هو متميز ليستدعي الوقوف بعدها اشار نحو كتله منحرفه من الصخر الاسود اللماع:- من هنا .
.
بسرعه !



ما ان اقتربوا حتي ادركت مينا ان ما ظنتة ممرا صخريا ضيقا فو جة صخور بركانية،
لم يكن سوي مدخل الى شق عميق.
وقال القائد متفاخرا: – اكتشفت ذلك المكان فصباي .

واشك فان احدا فسانت ستيفان يعرف شيئا عنه.


صدقتة مينا فانكمشت برعب من الظلمه الجهنميه التي كانت تفغر فاها شرها.
حثها غايفنغ هذي المره على التقدم و كان و جهة متجهما متحفظا..
وكان افكارة فمكان احدث .

كان الشق ضيقا بحيث كادوا لا يستطيعون السير به فرادى..
مينا،
التي طالما عانت من الخوف فامكنة كهذه شعرت ببشرتها تقشعر رعبا لانها تذكرت عندما رات فطفولتها كهف (انغلوايت) و لكنها ليست الان برفقه و الدين متفهمين يسرعان الى اخراجها من ذلك المكان لتنشق الهواء النقى.
عضت على شفتها بقسوه لمنع نفسها من الاحتجاج فاحست بطعم الدم.


اخيرا..
وبعدما احست بانها غير قادره على تحمل اخرى ثانية فذلك الممر الضيق انفرج الطريق امامهم فظهرت سلسله من الكهوف..
الاولي كانت فارغه بحيث لم يجد رجال العصابات صعوبه فسوق الاسيرين الى احد الكهوف.


كان النفق هذي المره قصيرا،
وانفتح على كهف كبير مضاء جيدا بمصابيح الغاز التي كانت ترسل ظلالا مخيفه على الصخر اللماع كان الاثاث من النوع المستخدم فمخيمات العطلات..
كراسي من القماش قابله للطوي و طاوله و فرن غاز الى جانبه جره و على الجانب الاخر براد..
وكانما احس القائد بدهشتها فضحك قائلا :- حتي امثالنا يحتاجون الى الراحه البيتيه انما لا يخدعنك ما ترين فنحن قادرينعلي العيش فالغابات اذا استدعي الامر.


بعدها صاح لاحد رجالة من فوق كتفة : – كاستر..
اعد لنا الاكل بينما ارشد ضيفينا الى جناحهما..
ستجدان الراحه لانني ساخصص لكما جناح شهر العسل.
جعلت قهقهاتة التي تبعت مزاحة مينا ترتجف كان الممر الذي ينزلونة عريضا و قصيرا انتهي بهم الى كهف مفروش بكيفية اوضحت انه تم التخطيط لاختطافهما مسبقا ففي الصخر باب خشبي ضخم له قفل ثقيل من الخارج.


قال القائد:- لن تستفيدا من الهرب حتي و ان استطعتما الوصول الى الكهف الاساسي لقد امرت رجالي باطلاق النار عليكما حالا انما لا ليقتلوكما بل ليصيبوكما بطريقة..
قاطعه غايفنغ باختصار:- تقعدنا مدي الحياة..


حملت الابتسامه الماكره التي رافقت كلماتة موجات حديثة من الغثيان الى نفس مينا .
.
وطافت عيناها فالكهف،
فلاحظت اكياس النوم على الارض،
ثم الترتيبات الصحية البدائيه و اجبرت نفسها على عدم فضح مشاعرها امام الرجلين اللذين يراقبانها قال السجان ساخرا


– ستظلان بخير حتي يصلنا خبر اطلاق سراح رفاقنا و لكنكما ستظلان محتجزين فهذه الغرفه طوال الوقت صاحت مينا:( ماذا سنفعل .
.
ماذا..)


– اة انا و اثق انكما ستجدان كيفية لقطع الوقت!
الخبث الذي رافق كلماتة كاد يفقد مينا الوعي بموجه اشمئزاز جديدة.
وقفت مشيحه بظهرها الى الباب حتي سمعتة يقفلة بعدها لم يلبث ان تخرك غايفنغ بسرعه و راءها..


– ماذا سيصيبنا؟
كرهت نفسها لانها بطرح ذلك السؤال تخرج عجزها.


– فالوقت الحاضر..
لاشئ..
يؤسفني تورطك بهذا الوضع .



– لم تكن غلطتك.
لقد احسنت صنيعا لانك اقنعتهم بتحرير الاخرين!
يجب ان نتكلم .
.
عم؟- عن كيفية ما للفرار..
فلا جدوى من الاعتماد عليهم فاطلاق سراحنا..
لقد و لت الايام التي كانت الحكومات تستسلم بها لتهديدات الجماعات المسلحة


– اتعني .
.
اعني .
.ان الله يساعد من يساعد نفسه..
ولا سبيل الا الفرار للخلاص من الاسر.
وكانة عرف مدي تاثير كلماتة فيها،
فتقدم منها يضع يدية على كتفيها لتواجهه


لا اقول هذا لتخافي بل لتواجهي الواقع..
نحن رهينتان لدي جماعة مسلحه تعرف كما نعرف نحن ان حكومتهم لن تحرر رفاقهم..
وتعرف ان موت سائحين بريئين سيمنحهم تغطيه اعلاميه كبيرة.


– لكنك و عدتهم بهذا


يريدون احداث صدمه .
.
تعرفين كهذا السيناريو؟
فما هم بالجماعة الاولي التي تحاول شيئا كهذا،
ولن تكون الاخيرة.


– لا..
وقع انقلاب فافريقيا الشهر الماضي لقد قرات عنه مواضيع فالصحف و للحد من الانقلاب تدخلت فرقه الانقاذ الخاصة التابعة للجيش البريطانى..


رد بفظاظة: لقد قام بعملية الانقاذ اربعه و عشرون جنديا و ربما استطاعوا انقاذ الرجلين و لكن لم يظهر حيا الا ثمانيه عشر رجلا من اصل سته و عشرين.
قطبت مينا: لم اقرا شيئا عن هذا.
كان و جة غايفنغ رماديا تقريبا تحت ضوء المصباح و كانت تخططة المراره و السخريه المؤلمه التي اصبحت ما لوفه لديها .
.


قال متجهما: و لن تقرئي لاننا لا ننشر شيئا عن فشلنا..
فاخبار كتلك تحبط المعنويات.
نحن!
خفق قلبها ،

ثم توقف لحظات و عيناها تعكسان عدم تصديقها .



– ذلك صحيح جميع الصحة .
.
فانا لا اهذي لانني كنت مشاركا بل كنت احد المسؤولين عن خساره ثماني ارواح .
.
اة !

في الواقع ،

لم تكن غلطتي ،

فلم نكن نعلم بامر القنبله و لكنهم كانوا رجالي و ربما قدتهم الى حتفهم .



احست بالشفقه المره و جف فمها و هي تلتقط توتره: و حادثتك .

تريدين رؤية ما تحدثة قنبله فجسم بشري اليس ايضا ؟

مد يدة يفك ازرار قميصة و ينتزعة بحركة عنيفه : انظري جيدا .
.
اذن !



تمكنت بكيفية ما من عدم فضح صدمتها التي شعرت فيها من جراء رؤية الندبات الحيه على بشرتة المشدوده القاسيه السمراء..
ابتلعت ريقها: الهذا ترتدي القميص دائما؟
لم تستطع منع عينيها من الانزلاق الى الاسفل و قرا ما تفكر به فقال بعذوبة: اتريدين رؤية المزيد؟


– توقف عن هذا!
توقف عن تعذيب نفسك!


– نفسي ؟

ظننتني اعذبك انت ام انك لن تعترفي بان منظر جسدي الممزق يصيبك بالغثيان؟
قد لا يؤثر منظرة فجميع النساء لان لدي بعض النسوه مرضا نفسيا يجعلهن يستمتعن بالنظر الى مشاهد كهذه.


ابتسم بمرارة،
ثم اردف:- حين غادرت افريقيا،
قلت لنفسي ان ما من كيفية ربما تعيدني الى الغابات ثانية..
ويبدو ان الاقدار تضحك على الان.


تذكرت مينا توترة الذي بدا قبل قليل فانقبض قلبها اشفاقا جعلتها الاصوات خارج الباب تجفل ،

وتنظر الية بقلق و ما هي الا لحظه ختي كانت بين ذراعيه.
كانت حراره جسمه القويه تضغط على جسمها و كانت يداة تتسللان الى ما تحت القميص القطني تضمها اليه.


اخرس احتجاجها بضغط و جهها الى صدرة .

بدت عيناة قاسيتين عندما انفتح الباب و جعلتها طريقتة فالتحرك تفقد الاتزان و تضطر الى التعلق بكتفيه،
لمنع نفسها من الوقوع.


من يراهما على هذي الحال يظنهما غائبين عن جميع شئ.
والغريب ان احاسيسها لانت تحت تاثير رجولته.
عندما كان يعانقها كارسون كانت تتقبل عناقه بكبت مناسب،
ولكنة لم يكن يضمها الية بهذه الكيفية التي تجعلها تحس فيه بقوه لقد توقف الزمان و طغت عليها موجة من العاطفه جعلتها تدرك انها اخيرا و جدت الرجل القادر على تحريك احاسيسها،
وعلي بعث الحياة الرنانه الى كيانها.كان ما اكتشفتة للتو مذهلا و لكن العناق لم يدم الا فتره قصيرة.


بعد ذهاب الحارس،
اردف يشرح لها خطته:- نريد ابقاءهم غير خائفين مما نقدم عليه و عندها سنتمكن من الهرب.
همست،
تدير راسها عن اليخنه التي و ضعها الرجل على الارض:- لن نستطيع الهرب.


– يجب ان نهرب .
.اما ذلك او الموت..
ماذا لديك هنا ؟

واشار الى الحقيبه التي و ضعتها على الارض.


– ليس بها الا بضعه حاجات حملتها معي على الطائرة..
وللاسف هي خاليه من رشاش..
لم يولد مزاحها الهش ردا و انحني يلتقطها،
ولكنها اسرعت تاخذها منه و قالت:- كنزه فضفاضه و رزمه من المناديل الورقيه التي نصحتني فيها موظفه تعمل معى.
وهذه الاغراض باتت بدون شك رطبة.
كان فالحقيبه بضع ادوات ترائع و منشفه صغار و علبتا بسكويت و قليل من المال تغيرت تعابير و جهة و ظهر عليها شئ من الاثاره المرحه بعدها تمتم:


– فلنحاول النوم قليلا..
فقد يصبح يوم غد يوما طويلا كايام الجحيم.


بعد الراحه المبدئيه فقعر كيس النوم السميك بدات ارض الكهف تقسو الى يسارها استطاعت سماع انفاس غايفنغ الرتيبه ففكرت انه لن يجد صعوبه فايجاد و سيله ما للهرب.
اخيرا تغلب عليها الارهاق و طغي على ما و لدة الخوف فجهازها العصبى.


و غطت فالنوم و لكنها لم تجد الخلاص حتي فمنامها فقد سيطر عليها كابوس تلو كابوس فتقلبت فكيسها الضيق باضطراب و خوف.
في احد الكوابيس رات انهما يسيران فالغابه و شعرت بالخوف السديد من العلقه التي التصقت بذراعها.
فصرخت و لكن صرختها اختنقت تحت ثقل شئ يضغط عليها..
كرت السنوات و عادت فيها الى الطفوله حيث كانت تلجا الى مصباح صغير قرب فراشها لطرد شبح الخوف الذي تولدة الظلمه .

فجاه استيقظت من حلم مرعب و اسم و الدها على شفتيها،
ولكنها شعرت بالحماية بين ذراعيه.


استيقظت مينا فوجدت الظلام حولها و لكنها كانت تشعر بالدفء و الهدوء..
في البداية تعجبت من وجود شخص ثقيل مستلق الى جانبها يشدها الية .
.
فكرت بغباء انه كارسون..
ولكن متي كان يعانقها كارسون هكذا؟
بل متي احست بمثل هذي الرغبه فالسعي الى احضانة لتحتمي فيه بشدة؟


اجفلت الذراع التي تحيط بها،
وارتفع الراس الاسود فبد و اضحا فالعتمه عندما قال لها صاحبه:- اسف .
.
لكنك لجات الى الرجل غير المناسب .
.
اترتكبين دائما كهذه الاخطاء؟


غايفنغ كلينتيس!
عضت على شفتها ،

تغمض عينيها بعجز و احباط .
.
ثم قالت بغباء:

– ظننتك خطيبى.
ولكنها لم تري القسوه التي ارتفعت الى عينية امام منظر صدرها و هو يعلو و يهبط بحركات قلقه .
.
قال ساخرا : يؤسفني ان اخيب املك و لكنني لااريد ان اكون بديلا عنه.


سحب ذراعة عنها فشعرت فجاه بالحرمان .

اردف : كنت قلقه فغضون الليل و ربما صرخت فمنامك و لكن لم يكن من تنادينة كارسون.
الي ماذا يلمح؟
ايقول انها صرخت باتسم رجل اخر؟
..
حبيب اخر؟
كيف له هذا؟


– لا اظنني الرجل الاول الذي يسمعك تصيحين باسم ابيك (دادى) بهذا الصوت المستوحد الرقيق.
فجاه غير المقال قبل ان يفسح لها مجالا للرد.


– يؤسفني الا يصبح فحقيبتك شفره حلاقة.
تركها تغيير دفه الحديث غاضبه لكن غير قادره على الدفاع عن نفسها نظر بسرعه الى ساعته:


– السابعة..
اتساءل عما اذا كانوا ينوون اطعامنا ذلك الصباح..
اوة .
.
لن يتركونا نموت جوعا لان موتنا لن يفيدهم.
لابد انهم تكبدوا مشقه فتجهيز ذلك المكان .
.
واتساءل متي سيحتاجون الى المؤن..
لا يمكنهم تخزين اطعمة =كثيرة هنا خاصة و انهم مضطرون لحمل جميع شئ بايديهم.
يجب ان ناخذهم على حين غره و نراقب روتين حركاتهم.


كانت على و شك ارتداء القميص الفضفاض حين انتزعة منها و قال امرا:( لا..
لاترتدية .
.) فضحت تعابير و جهها ما تفكر فيه،
فضحك:


– لا تقلقي .
.
لن اعتدي عليك.


سمعت اصواتا خارج الباب،
ثم طقطقه القفل..
تجاهل النظره الوجله التي اطلقتها نحو غايفنغ،
وعندما دخل الرجل حاملا صينية اكل و راها و مضت عيناة برغبه متاججه جعلت دمها يجري باردا فعروقها.
توسلت عيناها الى غايفنغ ان يحميها،
ذلك انها تذكرت التحذير الذي اطلقة القائد حين احتجزهما.


لم يخيب غايفنغ املها بل و قف بينها و بين نظره الرجل.
يحميها من الرغبه الحارقه فعينيه..
كانت ذراعاة حاميتين و هما تطبقان عليها و فهذه المره لم تتراجع او تحتج مع انها لم تكن مستعده لدفء اصابعة السمراء التي تسللت الى ما و راء عنقها،
او لرده فعل جسمها


صاح غايفنغ بعدما اقفل الرجل الباب برضي كامل :- عظيم..
سيعزز ما راة ايمانهم باننا حبيبان كما سيذكر اصدقاءنا بما هم محرومون منه.
– ماذا تعنى؟
من حسن حظها انه لم يقل لها ما يعنية ساعتئذ.


مر اليوم الذي قضيا جزءا منه فالكهف،
والجزء الاخر فالكهف الاساسي مع حراسهما الذين قامروا باموال صغيرة،
ودخنوا السكائر و شربوا المرطبات،
وهم يستمعون الى الراديو الذي حملوة معهم متوقعين سماع شئ عن الاختطاف .



حين مر على سجنهما ثلاثه ايام بدات مينا تفقد الامل بالتحرر.
ولان غايفنغ لم يعد الى ذكر الهرب،
استنتجت بانه غير راية بعد دراسه المخاطر التي ربما تواجههما.
لكن كان عليها ان تكون اكثر ذكاء.


فالليلة الرابعة و فيما هي على و شك التسلل الى كيس النوم قال لها فجاة:- لا تنامي الان اريد التحدث اليك.


*****************************************************


نهاية الفصل الثالث


خارج الزمن