خطبة حول الوطنية

خطبة حول الوطنية 20160919 481

ملخص الخطبة


1- حب الوطن فطره فطر عليها الانسان.
2- الحنين و الشوق للوطن الاول.
3- وصف الجنة.
4- حقيقة الدنيا.
5- اعداء الوطنية.
6- مقومات الوطنية.

الخطبة الاولى


اما بعد: ايها المسلمون،
لقد فطر الانسان على امور عديدة،
من تلك الامور ان يحب المرء ما له و ولدة و اقاربة و اصدقاءه،
ومن هذي الامور ايضا حب الانسان لموطنة الذي عاش به و ترعرع فاكنافه،
وهذا الامر يجدة جميع انسان فنفسه،
فحب الوطن غريزه متاصله فالنفوس،
تجعل الانسان يستريح الى البقاء فيه،
ويحن الية اذا غاب عنه،
ويدافع عنه اذا هوجم،
ويغضب له اذا انتقص.


و مهما اضطر الانسان الى ترك و طنة فان حنين الرجوع الية يبقي ملعقا فذاكرتة لا يفارقه،
ولذا يقول الاصمعي: “قالت الهند: ثلاث خصال فثلاثه اصناف من الحيوانات: الابل تحن الى اوطانها و ان كان عهدها فيها بعيدا،
والطير الى و كرة و ان كان موضعة مجدبا،
والانسان الى و طنة و ان كان غيرة اكثر نفعا”.


و ذلك الامر و هو حب الانسان لوطنة غريزه فبنى الانسان،
وجدها اروع الخلق صلوات ربى و سلامة عليه،
فقد اخرج الترمذى فجامعة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله لمكة: ((ما اطيبك من بلد،
وما احبك الي،
ولولا ان قومى اخرجونى منك ما سكنت غيرك)) صححة الالبانى فصحيح الجامع (7089).


فهو يحب مكه حبا شديدا،
كرة الخروج منها لغير سبب،
ثم لما هاجر الى المدينه و استوطن فيها احبها و الفها كما احب مكة،
بل كان يدعو ان يرزقة الله حبها كما فصحيح البخاري: ((اللهم حبب الينا المدينه كحبنا مكه او اشد))،
ودعا عليه الصلاة و السلام بالبركة بها و فبركة رزقها كما دعا ابراهيم لمكة.
ونلاحظ ان حب النبى متاثر بالبيئه التي عاش فيها،
فقد كان يحب مكه و يحن اليها،
ثم لما عاش فالمدينه و الفها اصبح يدعو الله ان يرزقة حبا لها يفوق حبة لمكة.


و ايضا كان رسول الله اذا خرج من المدينه لغزوه او نحوها تحركت نفسة اليها،
فعن انس بن ما لك قال: كان رسول الله اذا قدم من سفر فابصر درجات المدينه اوضع ناقتة اي: اسرع فيها و اذا كانت دابه حركها.
رواة البخاري.
قال ابو عبدالله: زاد الحارث بن عمير عن حميد: حركها من حبها.


قال ابن حجر فالفتح و العيني فعمدة القارى و المبارك فورى فتحفه الاحوذي: “فية دلاله على فضل المدينه و على مشروعيه حب الوطن و الحنين اليه”.


و فصحيح البخاري: لما اخبر و رقه بن نوفل رسول الله ان قومة و هم قريش مخرجوة من مكة،
قال رسول الله : ((اومخرجى هم؟!)) قال: نعم،
لم يات رجل قط بمثل ما جئت فيه الا عودي،
وان يدركنى يومك انصرك نصرا مؤزرا،
ثم لم ينشب و رقه ان توفى و فتر الوحي.


قال السهيلى رحمة الله: “يؤخذ منه شده مفارقه الوطن على النفس؛
فانة سمع قول و رقه انهم يؤذونة و يكذبونة فلم يخرج منه انزعاج لذلك،
فلما ذكر له الاخراج تحركت نفسة لحب الوطن و الفه،
فقال: ((اومخرجى هم؟!)).


ايها الاحبة،
ان الحديث عن الوطن و الحنين الية و حب الوطن يذكر المؤمن بالله تبارك و تعالى بالوطن الاول الا و هو الجنة.
نعم،
ذلك هو موطننا الاصلي الذي غفل عنه معظم الناس،
وما اكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين[يوسف:103].


قال الفضيل بن عياض رحمة الله: المؤمن فالدنيا مهموم حزين،
همة التزود بما ينفعة عند العود،
فمن حين خلق الله ادم عليه السلام و اسكنة هو و زوجتة الجنه بعدها اهبط منها و وعد بالرجوع اليها و صالحو ذريتهما.،
فالمؤمن ابدا يحن الى و طنة الاول،
وحب الوطن من الايمان.


قال ابن القيم رحمة الله فقصيدتة الميمية:


فحى على جنات عدن فانها منازلك الاولي و بها المخيم


و لكننا سبى العدو فهل تري نعود الى اوطاننا و نسلم؟


و قال ابو تمام:


نقل فؤادك حيث شئت من الهوي ما الحب الا للحبيب الاول


كم بيت =فالارض يالفة الفتي و حنينة ابدا لاول منزل


و كان على بن ابي طالب يقول: (ان الدنيا ربما ارتحلت مدبرة،
وان الاخره ربما ارتحلت مقبلة،
ولكل منهما بنون،
فكونوا من ابناء الاخرة،
ولا تكونوا من ابناء الدنيا،
فان اليوم عمل و لا حساب،
وغدا حساب و لا عمل).


و قال عمر بن عبدالعزيز فخطبته: “ان الدنيا ليست بدار قراركم،
كتب الله عليها الفناء،
وكتب الله على اهلها منها الظعن،
فكم من عامر موثق عن قليل يخرب،
وكم من مقيم مغتبط عما قليل يظعن،
فاحسنوا رحمكم الله منها الرحله باقوى ما بحضرتكم من النقلة،
وتزودوا فان خير الزاد التقوى،
واذا لم تكن الدنيا للمؤمن دار اقامه و لا و طنا فينبغى للمؤمن ان يصبح حالة بها على احد حالين: اما ان يصبح كانة غريب مقيم فبلد غربة،
همة التزود للرجوع الى و طنة الاول،
او يصبح كانة مسافر غير مقيم البتة،
بل هو ليلة و نهارة يسير الى بلد الاقامة،
فلهذا و صي النبى ابن عمر ان يصبح فالدنيا على احد هذين الحالين”.


و لهذا كان المؤمن غريبا فهذه الدار اينما حل منها فهو فدار غربة،
كما قال النبى : ((كن فالدنيا كانك غريب او عابر سبيل)) اخرجة البخاري.


و اعلم ايها المؤمن ان هذي الغربه سرعان ما تنقضى و تصير الى و طنك و منزلك الاول،
وانما الغربه التي لا يرجي انقطاعها هي الغربه فدار الهوان،
حينما يسحب المرء على و جهة الى جهنم و العياذ بالله،
فيصبح بذلك ربما فارق و طنة الذي كان ربما هيئ و اعد له،
وامر بالتجهيز الية و القدوم عليه،
فابي الا الاغتراب عنه و مفارقتة له،
فتلك غربه لا يرجي ايابها و لا يجبر مصابها.


فاعظم حنين ينبغى ان يصبح الى و طننا الاول سكن الابوين و دار الخلد و النعيم،
قال الرسول : ((اذا سالتم الله فاسالوة الفردوس؛
فانة و سط الجنه و اعلي الجنة،
وفوقة عرش الرحمن،
ومنة تفجر انهار الجنة)) اخرجة البخاري،
وقال الرسول و اصفا الجنة: ((لبنه ذهب و لبنه فضة،
وملاطها المسك،
وحصباؤها اللؤلؤ و الياقوت،
وترابها الزعفران،
من يدخلها ينعم لا يباس،
ويخلد لا يموت،
لا تبلي ثيابه،
ولا يفني شبابه)) اخرجة احمد و الترمذى و صححة الالبانى فصحيح الجامع،
وفى الصحيحين ان الرسول قال: ((ادخلت الجنه فاذا بها جنابذ اللؤلؤ،
واذا ترابها المسك))،
وفى الصحيحين ان رسول الله قال: ((فى الجنه خيمه من لؤلؤه مجوفه عرضها ستون ميلا،
فى جميع زاويه منها اهل ما يرون الاخرين،
يطوف عليهم المؤمن))،
وفى الصحيحين قال رسول : ((ان فالجنه لشجره يسير الراكب فظلها ما ئه عام لا يقطعها))،
وعند الترمذى من حديث ابي هريره قال: قال الرسول : ((ما فالجنه شجره الا و ساقها من ذهب))،
وعند احمد فمسندة قال رجل: يا رسول الله،
ما طوبى؟
قال: ((شجره فالجنه مسيره ما ئه سنة،
ثياب اهل الجنه تظهر من اكمامها))،
وقال رسول الله : ((الا مشمر للجنة؟!
فان الجنه لا خطر لها،
هى و رب الكعبه نور يتلالا و ريحانه تهتز و قصر مشيد و نهر مطرد و ثمره نضيجه و زوجه حسناء رائعة و حلل كثيرة،
فى مقام ابدا فدار سليمه و فاكهه و خضره و حبره و نعمة،
فى محله عاليه بهية)) اخرجة ابن ما جة و صححة ابن حبان.


عباد الله،
يقول ربنا تبارك و تعالى و اصفا لنا حقيقة الدنيا و حقارتها و دناءتها؛
حتي نستعد و نتاهب لدار القرار،
جعلنا الله و اياكم و سائر المسلمين من اهلها،
اللهم امين: و ما الحياة الدنيا الا لعب و لهو و للدار الاخره خير للذين يتقون افلا تعقلون [الانعام:32]،
وقال تعالى: انما الحياة الدنيا لعب و لهو و ان تؤمنوا و تتقوا يؤتكم اجوركم و لا يسالكم اموالكم [محمد:36]،
وقال سبحانة و تعالى: اعلموا انما الحياة الدنيا لعب و لهو و زينه و تفاخر بينكم و تكاثر فالاموال و الاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباتة بعدها يهيج فتراة مصفرا بعدها يصبح حطاما و فالاخره عذاب شديد و مغفره من الله و رضوان و ما الحياة الدنيا الا متاع الغرور [الحديد:2].
وعند البخارى ان الرسول قال: ((موضع سوط فالجنه خير من الدنيا و ما فيها)).


فحى على جنات عدن فانها منازلنا الاولي و بها المخيم


و حى على روضاتها و خيامها و حى على عيش فيها ليس يسام


ايا ساهيا فغمره الجهل و الهوي صريع الامانى عما قليل ستندم


افق ربما دنا الوقت الذي ليس بعدة سوي جنه او حر نار تضرم


و تشهد اعضاء المسيء بما جني كذاك على به المهيمن يختم


الخطبة الثانية


اما بعد: عباد الله،
وانة مما ينبغى عند الحديث عن الوطن و الحنين الية ان نحذر من اناس و فئه من الذين يدعون حب الوطن،
ويدندنون دائما حول الوطنية و حب الوطن و ضروره الانتماء اليه،
وهم اضر الناس على الوطن و اهله،
يريدون لنا الفساد و الوقوع فشباك الفاحشه و الرذيلة،
ويهدفون الى امور منها:


1- تقليص المواد الشرعيه و تقليل نصابها فالحياة الدراسية التعليمية.


2- منع تدريس النصوص التي تذكر ابناء المسلمين بعداوه اليهود و النصاري للاسلام و اهله،
وطمس عقيده الولاء و البراء فالمناهج التعليمية.


3- السعى الجاد الى اختلاط التعليم بين الرجال و النساء.


4- محاربه الحجاب و فرض السفور و الاختلاط فالمدارس و الجامعات و المصالح و الهيئات.


5- السعى الحثيث لمقال قياده المرأة للسيارة،
ودائما ما تجدهم يرددون: حقوق المراة،
المرأة انسانة،
ونحو هذي العبارات.


فهل من الوطنية الحقيقيه و الانتماء الجاد للوطن حب اشاعه الفاحشه فمجتمعات المسلمين بدعوي الترفية و التنشيط السياحى و عبر بوابه الاحتفالات الموسميه و الفعاليات العائلية؟!
وهل من الوطنية اغراق المجتمعات بطوفان من الفضائيات المخله بالاداب و الحشمه و العفه و التي لم تجلب للامه الا العار و الدمار؟!
وهل من الوطنية اغراق الاوطان الاسلاميه بملايين السياح الاجانب من ذوى العقائد الوثنيه او اللادينية،
فضلا عن اليهود و النصارى،
فيتصدع جدار الولاء و البراء،
وتلتقط الصور التذكاريه الجماعيه لمسلمين و كفار؟!


فهؤلاء اساؤوا فادراك الطريقة الحقيقيه لحب الوطن،
فجعلوها الحانا و ترانيم و طقوسا و شعارات لا تمت الى الوطنية الصحيحة بصلة،
فنشات اجيال هزيله فو لاءاتها،
ساذجه فمخزونها الفكرى بل و العاطفي،
فالحب الحقيقي للوطن هو الذي يقدس العقيده و يرسخها فالاجيال،
فينشا عنها حب الوطن لايمان اهلة و اسلامهم،
وخلو ارضهم من مظاهر الشرك و البدعة.


ان الحب الحقيقي للوطن لا يمت الى هذي المظاهر بصلة،
بل يتبرا منها اشد البراء و اكده؛
اذ اننا لا نفهم الوطنية الحقه الا عقيده راسخه و مجتمعا موحدا و شعبا عفيفا و قياده راشدة،
ولا نفهم الامن الا امن التوحيد و الايمان،
وامن الاخلاق و الشرف،
وامن المال و العرض و الدم،
قال الرب تبارك و تعالى: الذين امنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن و هم مهتدون [الانعام:82].


ايها المسلمون،
ان الحب الحقيقي للوطن يتجلي فامور منها:


1- الحرص الاكيد و العمل الجاد فنشر العقيده الصحيحة لتعم ارجاء الوطن؛
كى يتمتع المواطنون بالايمان الحقيقي بالله تعالى،
ويصدقون فحبة و الاعتماد عليه و حدة دون غيره،
حتي اذا ما حاولت قوه فالارض الاعتداء على دينهم و عقيدتهم او استباحه ارضهم و اموالهم اذا بهم ينتفضون انتفاضه الاسد دفاعا عن الدين و العقيدة،
وذبا عن الاعراض و الاوطان،
معتمدين على الله تعالى دون غيره،
موقنين بان قوتة الباهره كفيله بهزيمه اي عدو غاشم و عقر جميع جواظ غليظ و قهر جميع صائل اثيم.


2- القضاء المحكم على سبب الشر و الرذيله و عوامل الخلاعه و الميوعه التي تغرق المجتمع فاوحال الفساد و الخنا،
فتنشا الاجيال الشهوانيه العابده لملذاتها و متعها الرخيصة،
بحيث يتعذر عليها القيام بادني دور ذى بال يحفظ لها كرامتها و شرفها عند تعرضها للامتهان على يد عدو متربص و صائل حاقد؛
اذ ان تجفيف منابع الفساد و الفتنه هو الكفيل بصنع الرجال الحقيقيين،
المحبين لربهم و دينهم،
المدافعين عن و طنهم المؤمن الموحد بصدق و عزيمة.


3- التواصل الحقيقي بين الافراد و الجماعات،
وازاله سبب التفرقه و الخلاف بين افراد المجتمع،
وقيام روح النصيحه و التعاون و التكاتف فو جة التيارات القادمة.


4- الانتظام التام فالمحافظة على الاداب الشرعيه و النظم العادله المرعيه التي تسعي الى جمع الكلمه بين الراعى و الرعية،
سمعا و طاعه بالمعروف،
واداء للحقوق و الواجبات،
كل فيما له و عليه.


5- و تتجلي المواطنه الصادقه فرعايه الحقوق و تجنب الظلم،
وبالاخص الحقوق و احترام حق الغير،
والسعى الجاد من جميع مواطن مسؤول او غير مسؤول لتامين الاخرين على اموالهم و انفسهم،
ولا خير فو طنيه تقدس الارض و التراب و تهين الانسان،
فالوطن حقا هو الانسان الذي كرمة الله بالانسانيه و شرفة بالمله المحمدية.


6- و تتجلي ايضا فاداء الحقوق،
بدءا من حق الوالدين و الارحام،
وانتهاء بحقوق الجيران و الاصحاب و المارة.
وايضا الاستعمال الامثل للحقوق و المرافق العامة التي يشترك فمنافعها جميع مواطن و مواطنة.
تلك التي تكرس المحسوبيات و تستغل النفوذ و تتساهل فالمال العام و كانة كلا مباح او فرصه سانحه لا تؤجل.


عباد الله،
ليس الشان فالوطنية هو الاهتمام بقشورها و مظاهرها الخارجية،
من تقديس لصورة او علم مع امتهان اصولها الراسخة.

  • الخطبه الوطنيه
  • موضوع الخطبة حول جه النفس
  • ‏أي العبارات التالية لها علاقة بال خطبة الوطنية
  • بحث عن القاء خطبة الوطنية
  • تعريف الخطبة الوطنية
  • بحث عن الخطبة الوطنية
  • فقرات الخطبه الوطنيه
  • كتابه الخطابه الوطنيه
  • بحث الخطبه الوطنيه
  • خطبة عن الوطنية


خطبة حول الوطنية