روايات دمعة على ثوب ابيض

على روايات دمعة ثوب ابيض 20160915 291




-لا..خرحت هذي الكلمه بقسوه و وحشيه فقطعت سؤال الكاهن


و حل محلة الصمت الذي اطبق على الحاضرين.


عاد الكاهن يقول :”ايدان؟هل تقبل باينديا زوجه لك؟”.


-لا….!.


-لايمكن ان تعني…


انقضت يدة عليها بسرعه يجذبها بعنف و قسوة:


-لا..لن اتزوج بك فالسراء و فالضراء،فى الصحة و في


المرض فالغني و فالفقر…


و خرج ايدن و ولف من حياة العروس المحطمه بدون اكتراث كمن

يدوس زهره مرمية..وكما رحل عاد..بعد سنة..فخبات اينديا دموع الذل


فعينها خلف ستار اللا مبالاه ،
لن تكون لعبه سهلة هذي المرة


،
لكن ايدان ما زال يسعي للانتقام،والثمن الذي ستدفعة الان سيصبح اكبر…

1- اصابع باردة


لا..كانت هذي الكلمه الوحيده التي لم يتوقع احد سماعها فمناسبه كهذه،فما كان لاى من


الحشد فكنيسه القريه الصغيرة ان ينتظر حدوث امر مماثل.


كلمه واحده و حسب ،
غير انها كانت كافيه لافساد جو السعادة و البهجه العارمه فيوم كان يفترض انه من افضل ايام اينديا فاذا فيه يتحول الى اسوا كابوس شهدتة فحياتها.


قبل بضع ثوان،كان عمها الكاهن يبتسم مشجعا الزوجين الماثلين امامة ،
فتلاقت عيناة بعيني اينديانا الخضراوين عبر خمارها الرقيق الشفافنقال الكاهن:


-والان نصل الى اهم مرحلة فالمراسم،وهيى تكريسكما،”ايدان…”.


كان الرجل الواقف بجانب ابنه اخية ربما اعتدلت قامتة بشكل ملحوظ،وارتفع راسة الداكن و تراجعت كتفاة للوراء..لفتت هذي الحركة البسيططه نظر اينديا الذي تحول الية على الفور فرات التوتر مرتسما على و جهه،وعضلات فكة منقبضة،ولكن سرعان ما تلاشي قلقها ،
واتسعت ابتسامتها المرتعشه و ارتسمت بثقه اكبر على شفتيها.


ما كانت لتصدق ان ذلك الرجل سيخاف فهذه اللحظات الهامة،وحين احست بخشيتة انبعث الدفء فقلبها،مما جعلها تترك يدها لتنسل فيده،ولكن اربكها قليلا الا يخرج ايدان اي تجاوب،واكتفي فالمقابل بترك يدها تستقر فيدة دون ان تلتف اصابعة القويه حولها كما كانت تتوقع.


تناهي صوت عمها قائلا:


-ايدان هل تقبل بانديا زوجه لك..؟


-ايدان؟


كان لنداء “وليام ما رشتت”المتسائل صدي بين الحشد..فتعالت همسات الحاضرين بعفويه و فضول،ولم تتمكن انديا خلف خمارها المزدان بالنقوش من عدم الابتسام،فقد خطر لها ان عائلتها و اصدقائها ربما توقعوا ان تخونها هي شجاعتها فهذه اللحظه و ليس العريس.


على الاقل ليس ذلك العريس تحديدا “فايدان و ولف “او لون و ولف”


الذائع الصيت معروف برجل الاعمال الفولاذى المتحجر القلب،افيعقل ان يفقد ذلك الرجل ثقتة بنفسة لتخونة الكلمات؟ابدا!


اعاد عمها الكرة:


-ايدان،هل تقبل ب..؟


-لا..


خرجت هذي العبارات بقسوه تكاد تكون و حشيه ،
فقطعت سؤال الكاهن ليحل الصمت المطبق بشكل تام و محكم.


-لا؟.


كان لهذه الكلمه فراس انديا و قع اشبة بالصاعقه التي تخلفها ضربه عنيفه على الراس.وشعرت بالهواء ينسحب من رئتيها..لايعقل انه قال لا؟.


ارتسمت الكلمه على شفتيها دون ان يصدر منها اي صوت و بعينيها الخضراوين اللتين اذهلتهما الصدمة،لم تتمكن سوي بالتحديق الى الرجل الذي اتت هنا لكي تتزوجه،فامتقع و جهها و تلاشت الوانه.


كانت ملامح ايدن الخاليه القاسيه ربما انعكست بوضوح على احدي النوافذ الصغيرره ،
وكان راسة الداكن الفخور شامخا الى الاعلي .



انحدر خيط من اشعه الشمس عبر الزجاج الملون فالقي الضوء على قامتة الطويله الصلبة،قبل ان يقع على بقعه ناعمه دافئه من الحجر عند قدميه،لكن بالنسبة للرجل نفسة لم يكن اي شيء دافئا و ناعما،حين راتة انديا بهذا الشكل تملكها شعور مفاجيء بان اصابع باردة فظيعه قبضت على قلبها و عصرتة بوحشية.


حاول عمها مجددا و بصعوبه جلية :ايدن..قلت،هل تقبل..؟


-وقد اجبت بلا!


تحرك اخيرا و ارتد الى الوراء ليواجة اينديا و حين رات تعابير و جهة تمنت لو انه ابقي راسة حيث كان.


لم يكن ذلك هو الرجل الذي عرفته!
لقد تحول الى مخلوق قاسي الملامح ذى عينين داكنتين متقدتين تسحقانها بلهيب من الازدراء.


لم يكن هو الرجل الذي و قعت فحبة من راسها حتي اخمص قدميها.


لاحظت نظراتة الفضه التي مرت على و جهها الابيض،التناقض الواضح بين و جنتيها الباهتتين و شلال شعرها الاسود الطويل المصفف.


لم يخرج على و جهة اي اثر للانفعال او عاطفه تبدى تاثرة بمظهرها المنسحق.


-ايدان…؟


ارتعشت عند التلفظ باسمه و لم تدر ما اذا كانت اليد التي عانقت ذراعة ستقدم لها بعضا من الدعم فقد خافت من الانهيار و الوقزع ارضا عند نعليه الانيقين.


-ارجوك،لاتمزح..


و حاولت انتزاع ابتسامه من شفتيها تخرج تفهمها.


لكن ابتسامتها قوبلت بفظاظه عكستها نظره عدائيه رافضة،ثم انتزع يدها من ذراعة بحركة قاسيه و قال :”انى لاامزح ياعزيزتي”.


لقد قلت لا و ربما عنيت لا.


فما كان من الحشد الا ان حدق بصمت و ذهول.


-لايمكن ان تعني..


ردد ايدان هذا بتهكم:


-لايمكن ان اعني؟


بعدها اضاف:


-مالذى لايمكن ان اعنية ياعزيزتي؟ياالهي”ايجب ان اهجئها لك”حسنا.


انقضت يدة عليها بسرعه الثعبان و امسك خصرها بشده يجذبها الية بعنف و قسوه مماجعلها تلتف فنصف دائره لتواجة الحشد.


و بعينبها الهائمتين رات و الدها فالمقعد الامامي و ربما علا الاحمرار و جهه.وتذكرت ببؤس ان و الدها لم يكن يرد لهذا الزواج ان يتم و ربما حذرها من ربط حياتها برجل بمواصفات ايدن و سمعته.


اردف ايدن:”لنوضح الامر تماما لا،لن اتزوج بك”؟


خرجت جميع كلمه بدقه موجعة للتاكد من عدم وجود اي سوء تفاهم.


-لن اتزوج بك فالسراء و الضراء ،
فى الصحة و فالمرض،فى الغني و فالفقر-خاصة فالفقر-او فاى من تلك الوعود التافهه تماما،التى كنت تتوقعين منى ان اتلفظ فيها امام جميع الحاضرين هنا.


اجفلها تهكمة و سخريتة فانهارت امالها و واحلامها لتتناثر حولها اشلاء صغيرة.وكرد فعل طبيعي للدفاع عن النفس حاولت رفع يديها لتسد بهما اذنيها ،
فامسك فيها ايدان مرغما اياها على انزالهما مجددا لتحدق عينا خشب الابنوس بتلك العينين الخضراوين و قال:


-اسمعى ايتها اللعينة”اريد منك ان تسمعى ما سوف اقول.اريد منك ان تعلمي انني لن اتزوج بك الان او فاى وقت احدث ،
وانى اروع الموت على ان اسلم نفسي لمثل ذلك السجن و الاذعان لما اعتبرة اسوانوع من الاكاذيب.


-ولكن…


-لا.


لم افلت يدها كما لو ان الامساك فيها يصيبة بالعدوى،واخذ نفسا عميقا بعدها مرر اصابعة القويه بعنف فشعرة الاسود الناعم و قال:


-اسف صغيرتى ،
لكن كذا ستجرى الامور


ابرزت اشعه الشمس و مضه البريق التي ترسلها بعض الشعيرات النحاسيه فالممر الداكن،وجعلت حركة يدة القاسيه خصله شعر واحده تسقط على جبينة العريض،وحين استعادت ذاكرتها المناسبات العديده فالماضي،التى كانت قادره بها على رفع كهذه الخصله المشاكسه عن و جهه،وجدت اصابعها متلهفه لفعل ذلك.لو انها تمكنت من لمسه.


غير ان و جهة و عينية التين تقدحان شررا خنقوا هذي الفكرة فمهدها،وفجاه باتت الحقيقة المره من الصعوبه بحيث فاقت قدرتها على الاحتمال،فصرخت بحدة:”لست اسفا البتة”.


اعتصر الالم اعماقها بقوه حين راتة يحنى راسة فتاكيد مستهتر لاتهامها و قالت:


-لست اسفا لانك..لانك..


و علقت العبارات فحنجرتها..لانك لاتهتم حتى..تلك العبارات التي عجزت عن النطق فيها لفظتها بشكل غير و اضح،لتمنع نفسها من الاختناق من حده الالم.


لطالما علمت منذ بدء علاقتهما العاطفيه الجارفه ان مشاعر ايدن لم تكن فالواقع تطابق تماما مشاعرها.فلم يكن هو من صعق فيها لذلك لم تصدق يوما ان ذلك الشخص المذهل يرغب فيها حقا،هذا هو الرجل الذي افقدها رشدها و اتزانها ،
فلم تترد حين طلب منها الزواج فالقبول فورا،وكان ان اسرعت فاتمام الزفاف فاسرع وقت يمكن خوفا من ان يغير رايه.

لكن كيف بامكانة ان يفعل ذلك؟كيف يستطيع ببساطه ان يقف هنالك بهدوء و برود و رباطه جاش،فى حين انه يحطم عالمها و حياتها كليا مع جميع كلمه يتلفظ بها؟


-لاتفعل هذا.


كان صوتها منخفضا جدا،ولكنها تحكمت فيه بقوه بحيث بدا ببرود صوتة هو،واضافت:”لاتجعلنى اكرهك”.


فاجابها مرددا:”كره..”.


ارتفعت كتفاة العريضتان فحركة رافضه تكشف الازدراء و اللا مبالاه فما كان منها الا ان قالت:


-سوف اكرهك!ساكرهك من جميع قلبي!اذا فعلت ذلك ياايدان فلن اغفر لك ابدا!.


لقد تبسم فعلا،غير ان شكل شفتية لم يعكس اي دفء او اي اثر للدعابة،وقال جازما:”حسنا ،
هذا جيد بالنسبة الي،ففى الواقع ياحلوتى ذلك ما اريدة تماما”.


و بابتسامتة الكريهه ارتد على عقبية مبتعدا عنها بخطي و اسعه و كان صدي خطواتة يحطم الصمت المذهول.


-لا!


دفعت اينديا بخمارها المزركش الى الوراء بغضب،لتكشف عن و جة شاحب برزت به عيناها الخضراوان البراقتان كحجرى زمرد ملتهبين فوق و جنتيها العاليتين و انقبض ثغرها المكتنز الواسع من التوتر،فقالت له:


-لايمكنك ان تفعل هذا!لايمكنك ان تتخلي عنى بهذه البساطة!


حدجها بنظره سريعة قاسيه من اعلي كتفية قائلا:”راقبيني”.


و بتدافع غريزى يتخطي اي تفكير منطقى سليمناندفعت اينديا الى الامام و نزعت باقه الورود الصغيرة الصفراء من يد اشبينتها المدهوشه قائلة:


-لقد قلت لا!


فهذه اللحظه قذفت بالباقه و راءة و راحت تراقب الورود التي اختارتها متجهه مباشره نحو ظهرة العريض.


لكن نوعا من الحدس او نظره خاطفه القاها بطرف عينة نبهتة فارتد برشاقه نمر و بسط ذراعة الطويلله ليلتقط الباقه قبل ان تقع ارضا.


ساد صمت لفتره طويله ،
واصدمت عيناة الداكنتان الغامضتان بعينيها الخضراوين البراقتين من فوق رؤس الحشد فتحجرت كحيوان برى صغير تجمد امام اضواء سيارة اتيه،لكن ايدان ما لبث ان قطع فجاه ذلك الاتصال المتوتر .
فالقي نظره على الباقه فيدة ،
ليبتسم بعد لحظه ابتسامه من تلك الابتسامات غير المتوقعة التي لاتعبر ابدا عن حس للدعابة.


بعدها رفع الورود فتحيه ساخره قائلا:


-حسنا الان،اعتقد ان ذلك يعني اننى ساكون اول من يتزوج من بين هؤولاء الحاضرين.اليس ذلك ما يفترض حدوثة لمن يلتقط باقه العروس؟لكن عليك ان تعذرينى اذا ما فضلت تفويت هذي الفرصه الخاصة،او اي فرصه ثانية ربما تحين،فان مجرد التفكير فحياة العبوديه لامرأة واحده هو امر لااستطيع مواجهته.


لم تسطع اينديا تصديق ما تسمعه..حياة العبودية!كان يتكلم كما لو انها اوقعتة فشرك بكيفية ما ،لكنة هو من طلب منها الزواج!


لماذا طلب اذن الزواج منها؟.


تناهي الى سمعها صوتة قائلا:”لكن قد ان حاولت مره ثانية فسيصبح حظك اوفر مع شخص اخر”.


قذف بالورد نحوها بازدراء و تعمد الا تصل اليها.وعندما و قعت الباقه ارضا اضاف:


-قلت انك ترغبين بالزواج من رجل ثرى ياعزيزتى ،
لكنى اسف فلن اكون انا ذلك الرجل،حتي لو كنت اول من يلج من ذلك الباب.


فاتضح حينها قصدة و انت حزنا لانها تذكرت كلماتها الغبيه التي قالتها يوما لصديقتها:


-لقد سئمت و تعبت من الفقر،راقبينى فحسب!ساجد لنفسي زوجا ثريا،يستطيع ان يجعلنى احيا بمستوي انوى التعود عليه..ولن اجلس بانتظارة لياتى الى فالواقع،ان الرجل الثرى الذي سيلج من ذلك الباب سيجد نفسة فريسه حمله من الاغراء بحيث انه لن يتمكن من مقاومتي.واراهنك انني ساضع خاتمة فاصبعى قبل ان يدرك ما لذى صعقه…!


لقد كان هذا مزاحا لاغير،حاولت القول انها كانت تمزح يومذاك و لكن شيئا ما منع حنجرتها من التلفظ بتلك العبارات .



لكن حين دخل ايدان الغرفه بعد وقت قصير،نسيت فلحظه جميع ما جري قبل ذلك.فتوقف تفكيرها امام تيار من الاحاسيس التي غمرتها بحيث عجزت عن التفكير فاى شيء اخر.


لكن كيف تمكن ايدان من سماع رهانها المجنون؟فلم يكن فالمنزل حينها.


ام انه كان؟


-ايدان…


حاولت الكلام لكن صوتها كان من الضعف بحيث لم يصل اليه.


و حين نظرت الى معالم و جهة الصلبه ،
علمت انه ما كان ليسمعها على اي حال،وكان لردها البسيط شاهدا عليها و دليلا على ذنبها،فاذا فيه يقول:


-اذن،انا اسف.


لقد كان جليا من النبره الشريره ان الاسف كان احدث ما يشعر به.


-عليك ان تتدبرى امرك بما لديك،فليس لدى بعد ما اقدمة لك.لكن لاتياسى و لاتستسلمى حبيبتي،فمازال البحر مليئا بالاسماك.


و لوحت يدة السمراء القويه فالهواء بحركة شملت الحشد الذي كان يراقب بعيون دهشة.


لاحظت اينديا ببؤس عائلتها و اصدقائها ،
لقد كانت تعلم ان ايدان ليس له عائلة على قيد الحياة ،
وقد زعم ان السرعه التي تم بها الاعداد للزفاف حالت دون ان يتمكن اصدقاؤة من حضور الزفاف،وهي الان تتسائل عما اذا دعا فالواقع ايا منهم ،
منذ متي كان يخطط للانتقام بمثل ذلك الرفض العلني؟.


تابع قائلا:”انا متاكد ان احدا ما هنا سيصبح عازما على اسدائك هذي الخدمة،لكن لاتنتظرى منى ان ابقي للمشاهدة”.


و ما ان انهي كلامة حتي ارتد على عقبية و ابتعد عنها خارجا من الكنيسه و من حياتها دون ان ينظر للوراء

 

على روايات دمعة ثوب ابيض 20160915 2614

  • روايه دمعه على ثوب ابيض


روايات دمعة على ثوب ابيض