روايات عبير القديمة لان ميثر

 

ميثر لان عبير روايات القديمة 20160914 1845

 

 

 

الملخص

العاطفه الصادقه تطلق سهمها باكرا ,

ومره فالعمر هارييت فمطلع صباها عندما يغزو الفرنسي اندرية قلبها بسحر شخصيتة و وسامتة الفذه ,

ولكن ماذا تعرف عن حياته؟
قرر فجاه و دون سابق انذار ان يسدل ستارا كثيفا على قصة حبهما المتاججه ,

طاعنا اياها فالصميم بشكل لا يغتفر او ينسى.
لكن و راء اختفاء اندرية سرا عميقا اخفاة عنها منذ البداية ,

ولما التقتة مجددا بعد ثماني سنوات من الفراق المر ,

ظل محتفظا بصمتة امام اتهاماتها المهينه الشرسة.


لا شئ يغير ما حصل من قبل.
الماضي يقف جدارا بينهما.
وبما انها لم تقدر ان تثق فيه سابقا ,

كيف يمكنها ان تثق فيه الان؟
وفرضا انها توصلت الى كشف السر الدفين الذي يعذبها ,

هل تجد فنفسها المقدره على الغفران بعد طول كراهيه و حقد؟

1-بيت من الغبار

كان الباب مردودا فلم تحتج الى المفتاح ،

ولما دفعتة فاحت رائحه قويه من العفن و الرطوبه اثارت اشمئزازها كانها رائحه تفاح فاسد ،

لم تر من الاثاث سوي طاوله على جانبيها مقعدان طويلان من الخشب ،

وكرسى هزاز عتيق مهترىء قرب الموقد ،

المجلي المحفر رات فوقة حنفيه قديمة ،

اعتقدت ان موضتها اندثرت منذ سنين ،

وكانت ارضيه الغرفه الحجريه مغطاه باوراق شجر و بقايا ثانية دخلت و لا ريب من فتحات النوافذ ،

وفى الزاويه علامات تدل على ان مخلوقات غريبة احتلت المكان من قبل و خلفت به هذي النفايات ،

كان الهواء منعشا بالنسبة الى الحراره فالخارج ،

وبسبب قميصها الملتصق بظهرها العارق احست برعشه برد فجسمها ،

لم يكن المنزل نظيفا منذ استعمالة لاخر مره ،

وقد غطي رماد الموقد جميع شيء بطبقه خفيفه من الغبار.


احست هارييت خيبه تلسع قلبها ،

هل من المعقول ان تبقيا هنا ؟

ان المكان قذر و رطب ،

ثم ما ذلك الحفيف الذي تسمعة ؟

جرذان؟
وبحركة لا شعوريه ،

رفعت قدميها عن الارض بالتناوب ،

وتملكتها رغبه فان تطوى حافتى بنطلونها حول كاحليها !

اين المنزل الريفى النظيف الذي توقعتة ،

البيت الابيض الخلوى المشيد فو ادى دوردون الشهير بعرائش العنب و فطائر الباتية ،

حسبما جاء فكتيب الدعايه الذي اطلعت عليه؟
كيف ممكن ان يباع بيت =مهجور كهذا على اساس انه مكان صالح للسكن ؟

كيف جرؤ احد على ان يبيعها اياه؟


كانت ربما تركت سوزان فالسيارة لكنها سمعت خطواتها على الممر تقترب منها ،

فاستدارت اليها و هي تحاول اخفاء شيء من الحنق و الخيبه ،

لقد مرت سوزان بظروف عصيبه فالاسابيع الخيره ،

واملت هارييت الان ان لا يفسد منظر ذلك المكان جميع الجهود الطيبه التي بذلت من اجل راحتها ،

بدت فكرة ممتازه ان تصطحب ابنه اختها الى جنوب فرنسا لبضعه اشهر كى تغير جوها السابق كليا ،

وكانت بادره لطيفه من تشارلز ،

رب عملها ،

ان يمنحها هذي الاجازة ،

ولكن جميع ما ادخرتة من ما ل دفعتة ثمنا لهذا المكان ،

لكونها عولت على تاكيدات الوكاله فباريس بان ذلك المنزل الريفى فروشلاك يطابق المواصفات التي تريد ،

والان عندما اكتشفت الحقيقة المزيفه شعرت باهانه مرة.


و سمعت سوزان تقول بصوت متفائل:


” اهذا هو المكان؟”.


فاجابتها هارييت متنهدة:


” نعم ،

مع الاسف”.


تخطتها الصغيرة و وقفت بالباب تسالها:


” لماذا مع الاسف؟”.


نظرت اليها هارييت كانها لا تصدق ما تسمع و اشارت بيدها قائلة:


” هل السؤال ضروري؟”.


فردت سوزان ببساطة:


” صحيح انه قذر ،

لكن ذلك ليس مهما ،

اقصد اننا نستطيع تنظيفة بسرعة”.


علقت هارييت بصوت خائب.


” انه رطب !

الا ترين هذي البقع على الحائط؟
اننى اخاف التفكير بالذى ينتظرنا فالطابق العلوى !

وبالنسبة الى الاثاث..”.


اجتازت سوزان ارض الغرفه دون ان تبالى باحتمال وجود ضيوف غير مرغوب فيهم ،

وسالتها:


” هل تجولت فالداخل؟”.


بعدها فتحت بابا لم تنتبة الية هارييت و اردفت:


” هذي غرفه الجلوس ،

هل تدعي ايضا بالفرنسية؟”.


اجابت هارييت اليا:


” يدعي الصالون”.


بعدها نظرت حولها و اجمه ،

واردفت:


” سوزان ،

انتبهى اين تضعين قدميك ،

سمعت خشخشه عندما دخلت”.


” لعلها فئران الحقل التي من عادتها احتلال البيوت المهجوره ،

اين الدرج؟”.


” اوة سوزان !

لا عرف!”.


تنهدت هارييت اخرى تنظر حولها حائره بعدها قالت حانقة:


” انها غلطتى و حدى ،

كان يجب ان اصر على معاينه ذلك المكان قبل ان اصرف فلسا واحدا ،

انتظرى ما سوف افعل بالسيد فروند عندما امسك فيه !

لا اعتقد انه ذهب فحياتة الى ابعد من جنوب اورلينز”.


عادت سوزان الى المطبخ و قالت تواسيها:


” لماذا تغضبين كذا يا هارى ؟

هنالك مقعدان لائقان فالداخل و طاوله زينه ،

لسنا فاخر الدنيا ،

اعتقد انه بيت =جميل ،

يمكنك ان تشاهدى الحديقه خلف المنزل ،

كما يوجد جدول……..”.


فقاطعتها هارييت :


” اتصور انها مغموره بالاعشاب البرية..
ولا تنادينى هاري!”.


ابتسمت سوزان ابنه الرابعة عشره و ربما بدا النمش و اضحا فشحوب و جهها ،

فالاسابيع القليلة الماضيه سلبت لونها الشاحب اصلا ،

وسر هارييت جدا جدا ان تراها تبتسم كذا ،

اذا كان المنزل يثير بها هذي الحماسة،
لا ممكن ان يصبح شيئا الى ذلك الحد”.


و قالت سوزان تعلق على اعتراض خالتها السابق:


” انت لا تحبين ان اناديك خالتي هارييت ،

اليس كذلك؟”.


فانفرجت اسارير خالتها و قالت باسمة:


” ذلك صحيح ،

انما اروع ان تنادينى باسمى مجردا ،

هارييت فقط “.


” حسن ،

انت من اليوم فصاعدا هارييت فقط!”.


فضحكتا معا و اردفت سوزان بصوت مرتجف بعض الشيء:


” لنتكلم جديا ،

البيت ليس سيئا كما تتصورين ،

اننى احبة و ربما سئمت الاجواء الثانية التقليدية”.


تشاغلت هارييت بتفحص ما حولها لتعطى سوزان و قتا تتغلب به على حزنها العابر ….
كانت هنالك ابواب ثانية ففتحت احدها بوجل ،

وتنفست بارتياح حين رات درجا خشبيا يتعرج الى الطابق العلوى ،

اعلنت بجفاف و هي تصعد اول درجة:


” و جدت السلم!”.

كان بلا درابزين و الدرجات عاليه جدا جدا ،

مما جعل هارييت تستبعد فكرة تغطيتها بالسجاد ،

لكنها كانت متينه على الاقل توصل الى شقه مربعه ذات سقف ينحدر بشده فاتجاة نوافذ صغار فيما الارضيه الخشبيه خشنه و غير متساويه ،

كانت هنالك هيكليه سرير متداعيه و دعاسه باليه ،

ومنضده قديمة للاغتسال عليها طشت و ابريق مشقان ،

رائحه الفاكهه الفاسده كانت احسن هنا ،

وحراره الشمس تحرم الغرفه من الهواء و تلفها بجو خانق قابض للنفس.


و خيل الى هارييت ان النوافذ سليمه على الاقل ،

لكنها عندما حاولت فتحها استعصي عليها هذا بسبب خشبها المنتفخ.


سوزان تبعتها الى فوق ،

وسمعتها تهتف ملهوفة:


” انظري!
يوجد فراغ فالسقف كانة عليه ،

وهنالك باب خفي”.


نظرت هارييت حولها بضيق و هي تلف شعرها الطويل الفاتح حول اذنيها بيد لا مبالية.


كانت سوزان تومىء الى فتحه مربعه فالسقف المفتت ،

فلمحت هارييت سلما خشبيا مسنودا على الحائط قرب السرير ،

تركت النافذه العنيده و اقتربت لتقف تحت الفتحه ،

لكنها قطعت على سوزان رغبتها فمواصله الاستكشاف ،

اذ نظرت الى ساعتها و قالت:


” قاربت الساعة الخامسة الا ربعا ،

اذا اردنا قضاء الليل هنا ،

وانا لست متاكده من صواب هذا ،

يجب ان ننشط لتنظيف الطابق السفلى و ترتيبة “.


حدقت اليها سوزان قائلة:


” هل تفكرين فالرحيل؟”.


فردت هارييت بهدوء:


” ليس ذلك بالضبط ،

لكن عليك ان تعترفى بان المكان ليس كما توقعنا ان يكون”.


” لا يهمني”.


” تقولين هذا لانك…..”.


” بل اعنى ما اقول ،

فهي مغامره بالنسبة الى و ربما نمت فاماكن اسوا يا الهى ،

عندما ذهبت الى مخيم الكشافة”.


فقاطعتها خالتها بحزم:


” انا لم انفق الاف الفرنكات لاحصل على بيت =كهذا لا يصلح الا كمضرب للخيام!”.


و حين رات و جة سوزان يتقطب اضافت بسرعة:


” قد استطعنا ان نفعل شيئا بشان المنزل ،

لكن بالنسبة الى الليلة فيجب ان نجد نزلا ننام به ريثما يتسني لى الاتصال بالسيد فروند…”.


زمت سوزان شفتيها و اعترضت بامتعاض:


” لكننا قررنا ان نخيم هنا !

واحضرنا اكياس نومنا”.


فقالت هارييت تذكرها و هي تشير الى خلف:


“كما تلاحظين يوجد سرير واحد و لا اسمح لكلب بان ينام على هذا الفراش ،

كما ان الهواء فاسد و يجب فتح النوافذ مدة كافية”.


تجاهلت نظره الضياع التي ارتسمت فعيني سوزان ،

وهبطت السلم و هي تحدث قرقعه على الدرجات بنعليها المصنوعين من الفلين ،

ودخلت المطبخ حيث الهواء اكثر نقاوة.


لحقت فيها سوزان و تفقدتا الغرفه معا ،

وعادت هارييت تقول باصرار :


” يجب ان تعترفى بانه رهيب !

“.


فاحنت سوزان كتفيها و سالت:


” اين سنمكث اذن ؟

وماذا ستقولين عندما تكلمين السيد فروند؟”.


هزت هارييت راسها فهي نفسها لا تعرف ماذا ستقول … هل تقدر ان تسترد بعض المال المدفوع ؟

انها تشك فذلك ،

اذ كان عليها ان تتفقد الxxxx قبل شرائة ،

ولا تسمح لنفسها بان تنخدع باساطير دعائيه عن الكرمه و القصر ،

وامسيات الاسترخاء على ضفاف النهر و هي ترشف الشراب المثلج.


و قالت بصدق:


” لا اعرف الان كيف ساتصرف”.


لاحظت الغبار الذي لطخ قميصها و عبرت الغرفه بحذر على الارض المليئه بالحفر ،

وخرجت الى ضوء الشمس تتنفس بعمق ،

ثم فكت زرا ثانيا اظهر عمق فتحه صدرها التي ما جرؤت على عرضها و هي فبلدها.


كانت السيارة متوقفه على الدرب و راء السياج الشائك المحيط بالحديقه ،

والهدوء شاملا و الوقت يؤذن بالغروب ،

ولدي اقترابها من ممر مظلل بالاشجار احست نشوه كالتى تحسها سوزان ،

ولكن حتي هذي الفسحه الاماميه من الحديقه كانت تنبت بها الاعشاب و الشجيرات بفوضويه ،

وما بدا لها عملا بسيطا قبل هنيهه اتخذ الان ابعادا كبار ،

فجدران البيت بحاجة ب الى طلاء اضافه الى التصليحات الثانية ،

وما كان اغباها عندما سمحت للورد و المتسلقات ان يعميا بصرها عن ذلك الواقع ،

اجل ،

لم تلحظ الاعشاب التي تصل حتي الركب ،

ولا الاشواك الخانقه او العليق المهدد بخدش الارجل.


و سالتها سوزان بلهفه و هي تدير المفتاح فالقفل الصدىء:


” سنعود الية ،

اليس كذلك؟”.


رمقتها خالتها باسي و قالت:


” سنضطر الى هذا على الارجح ،

او ربما نعود الى بلدنا”.


ارتجفت شفتا سوزان و قالت متوسلة:


” لن تفعلى هذا … اقصد انه لا يجب ان نفعل ذلك..”.


قطبت هارييت باذعان و قالت موافقة:


” سنعود على الارجح ،

هيا بنا ،

انا عطشي ،

هنالك علبه من عصير الليمون فالسيارة على ما اظن”.


احست هارييت بمزيج من التعب و التشاؤم ،

كانت تقود السيارة منذ الصباح الباكر و الشوق يحثها على الوصول الى و جهتهما المنشوده ،

لكن جميع امالهما فقدت رونقها ،

وحتي استياؤها من السيد فروند تحول الان الى غضب على نفسها ،

متي ستتعلم ان الناس ليسوا دائما كما يبدون؟


تقاسمت علبه العصير مع سوزان متظاهره باهتمام لم تكن تشعر فيه اطلاقا ،

استعانت بالخريطه التي فردتها على مقود السيارة و قالت و هي تشير بدقه الى مكانهما:


” نحن الان على بعد ثلاثين كيلومترا من بيناك و اظنها اقرب مدينه الينا ،

لكن القريه اقرب طبعا و تدعي روشلاك ،

هل علينا برايك ان نحاول ايجاد مكان فيها؟”.


اجابتها سوزان:


” بكل تاكيد”.

  • ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻪ ﺃﻟﺼﺎﺩﻗﻪ ﺗﻄﻠﻖ ﺳﻬﻤﻬﺎ ﺑﺎﻛﺮﺍ ﻭ ﻣَﺮﻩ ﻓﻰ ﺃﻟﻌﻤﺮ ﻫﺎﺭﻳﻴﺖ ﻓﻰ ﻣﻄﻠﻊ ﺻﺒﺎﻫﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐﺰﻭ ﺃﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺃﻧﺪﺭﻳﻪ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺑﺴﺤﺮ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭ ﻭﺳﺎﻣﺘﻪ ﺃﻟﻔﺬﻩ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫَﺍ ﺗﻌﺮﻑ ﻋَﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻗﺮﺭ ﻓﺠﺎﻩ ﻭ ﺩﻭﻥ ﺳﺎﺑﻖ ﺃﻧﺬﺍﺭ ﺃﻥ ﻳﺴﺪﻝ ﺳﺘﺎﺭﺍ ﻛَﺜﻴﻔﺎ ﻋﻠَﻲ ﻗﺼﺔ ﺣﺒﻬﻤﺎ ﺃﻟﻤﺘﺎﺟﺠﻪ ﻃﺎﻋﻨﺎ ﺃﻳﺎﻫﺎ ﻓﻰ ﺃﻟﺼﻤﻴﻢ ﺑﺸَﻜﻞ


روايات عبير القديمة لان ميثر