رواية اتفاقية الساعة

رواية الساعة اتفاقية 20160916 5499

حشد كبير و جد فجنازتة ملاذا للتعبير عما اصابنا.
شيع مصحوبا بالثناء و الاشادة.
اسرع النعش بنا بصورة مذهله كعصفور قاصدا ايكة او محبوب يسعي للقاء الاحبة.

رحيلة فجر الجمعة و سرعه التجهيز و الجامع الذي امتلا عن اخرة فصلاه الجمعة بشارات جاءت كلها مطمئنة.
غياب حازم القي على عاتقى المسؤوليه و دورا ثقيلا حرصت على تاديتة كما لو كان بيننا.

حضورى الغسل و نزولى القبر لاوارية الثري زادنى هما فوق الهموم المكدسة.
ومع هذا اشفقت على المسكين الذي عندما يعود سيجد اباة و ربما تنحى.

عند القبور تهون الدنيا،
ففى اللحد يستوى ما نتقاتل عليه و ما نزهده.
ففقط بنظره الى جميع تلك الاجداث المرصوصه و شواهد القبور المتلاصقه استشعرت قيمه انني ما زلت احيا،
وادركت قيمه تلك الفرصه التي لا يحظي فيها جميع من هنا.

اربك الجميع تزامن العزاء و الخطاب المعلن عنه مسبقا.
خروجنا المتدافع الى الشارع انسانا فقيدنا و اعادنا فتيه نهرع الية اذ دعانا كما فايام الثوره الاولى.
ميدان التحرير بحر هادر من لحوم الرافضين لقرارة المصرين على استمرارة فموقعه.

نفس توسل خالتي و بناتها صباحا عند خروج فقيدهم الغالي.
سحبى معهم فتيار التعدى على حريه من يابي الا ان يتركنا اخذ منى البقيه الباقيه من عافيتى الخائرة،
وتركنى فالرمق الاخير على شفا السقوط فهاويه اقدام المتدافعين هنا و هنالك بشدة،
لاستحالة الخروج من نهر جارف ضفتاة نساء يبكين و يلطمن الخدود،
ورجال يصرخون باعلي صوت “ابقى؛
ابقى”،
فالشعب اختار زعيمة برغم النكسة،
فهو يراها بالنسبة لقامتة العملاقه مجرد كبوه لا بد ان يتخطاها.
فمن ذا الذي يرضي ان يدفن اباة حيا حتي و لو كان مصابا او مهزوما؟

هذا هو العزاء الحقيقي الذي استحقة فهذا اليوم جميع منهما.

* * * * *

وكان جميع شيء بعد الماساه جائز: “وان اتنحي تماما و نهائيا عن اي دور سياسي…”

كيف يعقل ان نقبل.
الا يكفى عمي.

بصرختها التي ارعبتنى و اسراعى اليها و انا كلى يقين انه لا ممكن ان يخذلني.
لم ينتظر الصباح.
كانت ليلتة من الصعوبه بحيث اتمها بالكاد،
ومع الاذان و دعتة نسائم الحياة لتنضم خالتي لجموع ارامل ذلك البيت،
ويخيم الحزن عليها بمخلبة الابدي.

ارتميت عليه احتضن البقيه الباقيه من الاب الذي لم اعرف غيرة ابا.

بروده الموت و رهبتة تحدث بالبدن قشعريره غريبة كالواقف على بحر لجى تخطفة الوحدة.
قدسيه الرحيل برمتها احاطت اجسادنا المكلومه فكستنا بالسواد من اول لحظة.

لها تنحي لتتسلم القياد و لاول مرة.
كونة قعيدا لم يسلبة ابدا الهيمنة.
صوت الرجل فالبيت لا يوازية شيء يا هدي حتي و لو كان همهمة.
يشعرك ان الدنيا دنيا.
حتي بعد الحادث و رحيل ما جد و الحزن الذي خيم بظلالة على الاسرة باكملها و عدم مقدرتة على المشاركه فالحياة او الحركة الا انه ظل دعامة ذلك المنزل لنا و لكل الاسر من حولنا.

طنط اليجرا تستشيرة فكل امورها: طريقة السيطره على سامي و سمير بعد موت ابيهم فسن حرجة.
ايجاد مشتر للعزبة.
المعامله مع المستاجر الذي يحاول اغتصابها منها.
والموافقه على المهندس اسحاق بباوى كخطيب لسيسيل كانت شيئا اساسيا و الا ما تمت الخطبة و خاصة انه كان حديث التخرج و امكانياتة الماديه ضعيفة.
وساطتى عندة بدافع من سيسيل عجل بالموافقة.
وطنط بهيه تاخذ راية فكل صغار و كبار و فاختيار المستاجرين لشقتها المفروشة.

الشلل انتصر على الاطراف،
لكن العقل ظل متقدا يعمل بكفاءتة الاولى،
الا انه ظل لاخر ايامة يبحث عن ملابسات ما جرى: اكان عبدالفتاح مخمورا ام مخدرا؟
ام ان ما جدا جدا هو من كان يقود مستغلا حب عبدالفتاح له بالرغم من تحذير عمي بالا يسمح لمن لم يتجاوز السابعة عشره بالقيادة؟

لن انسي ما حييت منظرة و هو ينصرف يوم الحادث ضاربا عنقة بكفه،
مؤكدا لعمي الولاء و الطاعة.
عنتريتة الزائفه اضاعت رقبتة التي لم تف بمسؤوليتها ليستمر بعدين فالبكاء ليومين كاملين دون ان ينبس ببنت شفة،
لتجدة زوجتة الاخرى صباحا ميتا فسريره.

اكان انتحارا ام موتا طبيعيا؟
ما عرفنا.
رحلا ليدفن معهما سرهما،
ومن منهما كان المتسبب فتلك المصيبة.
ظل السؤال المحير لنا جميعا ليومنا هذا.

– See more at: http://www.oudnad.net/spip.php?article999#sthash.j4YtOezq.dpuf


رواية اتفاقية الساعة