رواية بائعة الاحلام

رواية بائعة الاحلام 20160918 2709

 

“علي الما ان تحلم شيئا غريبا،
مختلفا ،

ولكن لدي تفسيرة يبدو مطابقا للواقع”..ماركيز


مره ثانية تلتئم و رشه ما ركيز لكتابة السيناريو فالمدرسة الدوليه للسينما و التلفزيون فهافانا لانجاز سيناريو سينمائى تلفزيونى عن قصة (ابيع احلامي) التي كتبها ما ركيز نفسة عام 1980 .

وعلي خلاف الورش السابقة التي عملت على تطوير عدد من القصص و الافكار لانجاز سيناريو سينمائى ناضج،
كانت لدي اعضاء هذي الورشه فكرة اوليه مركزيه حول قصة امرأة تدعي (الما) تطرق باب بيت =احدي العوائل الميسورة و تعرض عليهم العمل عندهم.


منذ البداية ستدهش اجابه الزائره الغريبة اهل البيت حينما يواجهونها بالسؤال عن طبيعه عملها..
ترد “انا ابيع احلامي”.


و لاجل اكساء هذي الفكرة لحما و دما،
وتاليا حياة دراميه جذابه على الشاشه سيستغرق عمل الورشه ست عشره جلسه ابداعيه يديرها غارسيا ما ركيز مع اثنين من مساعدية هما : (دوك كومباراتو/دراماتورج و سيناريست سينمائى من البرازيل،اليسيو البرتو دييغو/سيناريست و اديب من كوبا)


و كالعاده يضفى وجود ما ركيز حالة من الجديه و المرح و الاحتراف على اجواء الورشه بشكل يحفز كل المشاركين للتفكير الابداعى عبر اقتراح اروع السبل لرسم مصير العائلة التي ستخضع تدريجيا لتنبؤات احلام الما،
المرأة الوحيده التي تشتغل و هي نائمة.


يعترف لاعضاء الورشه قائلا : “انا انظم هذي الورشه لكي اري ما هو سر الابداع،
ولكنة يفاجئنى دائما.
فالحقيقة هي ان الابداع لا يتحقق ما لم يستحث..”


يعرض ما ركيز على اعضاء الورشه الفكرة ببساطه “امامنا قصة امرأة تاتى الى بيت =و تعرض خدماتها كحالمه و تصفى افراد الاسرة فيما بعد،
علينا اثناء شهر تحويل هذي القصة الى سيناريو من خمس او ست حلقات تباع للتلفزيون،
ننتظر التدفق الابداعى للجميع”


يقول الناقد  السينمائى و مونتير جلسات الورشه (ادغار تورتشيا) “فى سياق الجلسات،
يمكن لنا ان نلحظ الكيفية التي تاخذ بها مختلف عناصر القصة بالالتحام و الترابط،
فى الوقت الذي تتكشف به اسرار الابداع..”


و يضيف “اعتقد ان لهذا الكتاب ثلاثه مظاهر اساسية “اولا: قيمه العمل الجماعى فالورشة،
ثانيا:بعث الحياة فالمناظرات القديمة حول النسخ السينمائيه للاعمال الادبية،
ثالثا : كسر تقاليد السيناريو الحديدى المرهوب،
والتوجة نحو مفهوم اكثر انفتاحا للدراماتورجيا السينمائيه البديلة.”


و بقدر ما يؤدى ما ركيز دورة كاحد اعضاء الورشه سواء فالنقاش او اقتراح التعديلات او الاضافات او اختبار جدارة  الافكار المطروحة،
فانة يمارس بالتزام ملحوظ دور الموجة و الخبير الضامن لعدم انسياق الحوار الى الترهات التي لا تفعل شيئا سوي اضاعه الوقت.


تدريجيا سيصبح لدي اعضاء الورشه مخطط عام للعمل يمثل النخاع الشوكى الحقيقي للسيناريو المنشود الذي عليه لكي يصبح راشدا و مؤثرا ان يتجنب الوقوع ففخ الاستطرادات و الهذيانات غير النافعة.


“فى بضعه سطور،
فى صفحة او بضع صفحات،
يمكن للمبدع ان يلاحظ العلاقات و المواقف و التذبذبات و الايقاعات و النبرات،
وتجرى الاشاره مره بعد ثانية الى المخطط باعتبارة الدليل و الموجة لتطور السيناريو”


تتحدد هويه العمل المطلوب بانجاز سيناريو تلفزيونى يتراوح بين الخمس او الست حلقات بواقع يومين لكتابة جميع حلقة.
وذلك يقتضى الانتباة الى قدر المعلومات و الاحداث التي يجب بثها فكل حلقة،
فضلا عن رسم الشخصيات بدقه و اقناع،
اذا ما اردنا بالطبع اجتناب الترهل الدرامي و الحفاظ على التشويق المطلوب و الاهم من هذا كله الامساك بعواطف المشاهد بقوة.


ينصح ما ركيز اعضاء الورشه بعدم اعطاء جميع شيء منذ البداية و الابقاء على قدر من الغموض المحبب،
فضلا عن استغلال ايه فرصه سانحه لتقديم معلومه ما ..
ويقول “يجب الا يعرف ابدا اذا ما كانت (الما) تحلم حقا ام لا.
لا ممكن تقديم معطيات كثيرة،
وانما يجب الحفاظ على الغموض..للاحلام فضيله اننا لا نعرف قط اذا ما كانت حقائق ام اكاذيب.”


اذا امتلكنا المخطط العام للسيناريو،
علينا لاحقا اجتراح التفاصيل الصغيرة و الاساسية للقصة،
الشخصيات و الاحداث و الحوارات،
شريطه ان لا تضيعنا تلك التفاصيل عن ما حددة الهيكل العام للسيناريو.ولكن فالمقابل ربما تخطر حيثيات جيده و حديثة اثناء العمل على تطوير الاحداث،
تدعونا و فقا لترابطها و تاثيرها الى تغيير المخطط الذي اقترحتة سيناريو العمل.المهم هو تحقيق التماسك و الايقاع و التاثير الدرامي ليصبح للعمل الابداعى منطقة الذي غالبا ما يصبح شيئا مفارقا للمنطق الذي يحكمنا كافراد.


يذهب غابو الى انه”عندما يكتب المرء سيناريو،
عليه ان يفترض انه سيموت عندما ينتهي،
وان من سيجدون السيناريو سيصورونة مثلما تركه.
فالتفاصيل التي يتركها احدنا لن تعرف ابدا،
لانة سيحملها معه الى القبر..”


و فسياق تعليقاتة على بعض المقترحات التي لا تبدو موفقة،
ينبة ما ركيز الى ان”كل سيناريو له فجوه فمنتصفه،
يغطيها احدنا فتخرج فمكان اخر،
واخيرا ينتهى الامر باحدنا الى وضع طلاء فوقها،
ولكن هذي الفجوه موجوده دوما..”


و حتي نتجنب الانسياق و راء رغباتنا التي ربما تسيء احيانا الى جوده العمل الابداعى الذي ننشده،
من الضروري ان نبقى تساؤلات المشاهد المتوقعه حاضره فاذهاننا،
بمعني اخر،
علينا ان نكون و اضحين بما يكفى و ننتبة الى ما تفكر فيه شخصيات العمل و ما تفعله..وهنا يعلق ما ركيز”ما لم تتضح القصة،
فان الناس سيضيعون لانهم يبداون بالتفكير لماذا حدث هكذا و كذا..المشاهد سيسهو و لن يعرف بعد هذا من الذي اطلق الطلقة.يجب ان تكون الحوارات اخبارية،
ولكنها يجب ان تقدم فالوقت نفسة طباع الشخصيات،
ان تقدم موقفا،
او حالة معنوية..”ويضيف فمكان اخر”ان الحوارات السيئه هي تلك التي تفيض عن الحاجة و لا لزوم لها..”


و يبدو ان اخطر شيء ممكن ان يواجة كاتب السيناريو او اي كاتب احدث هو التفكير بالحدود المنطقيه لاحداث عملة و شخصياته،
ففى العمل الخيالى نحن احوج ما نكون الى ابتكار خروق غير مسبوقه تجعلنا مؤدبين فلذه الدهشه الادبية.
يعتبر ما ركيز”ان الناس لا يموتون الى الابد الا فالحياة الواقعية.اما فالادب فيمكن لاحدنا ان يفعل ما يشتهي.فمن اجل ذلك اخترع الادب،
من اجل ان يفضفض احدنا عن رغباته..”


مع الجلسه السادسة عشره تكتمل حلقات العمل التلفزيونى و يصبح السيناريو جاهزا بعد ان يتولي ما ركيز كتابة ملخصة النهائي.وفى الخلال يعبر اعضاء الورشه عن  سرورهم للانجاز الذي حققوة بروح جماعيه و للدروس التي تعلموها خاصة تلك المتعلقه بالانضباط و التفكير الابداعى الحر.


فيما يدافع ما ركيز عن مهنتة بالقول”الابداع الجماعى جيد فالسينما و فالتلفزيون على السواء.ولكننى لا استطيع تخيلة فالرواية.
ففى الروايه يفلت احدنا احشاءة و حيدا..”.


*بائعه الاحلام : هو الكتاب الثالث و الاخير من و رشه ما ركيز لكتابة السيناريو بعد”كيف تحكي حكاية” و ”نزوه القص المباركة.” و ربما صدرت كل اعمال الورشه بترجمة صالح علمانى عن سلسله الفن السابع- و زاره الثقافه السورية،
وبطبعه اخرى عن دار المدى.

 


رواية بائعة الاحلام