رواية حبيبها من احلام

 

من رواية حبيبها احلام 20160917 2251

 

– لقد عضضته!


سمرتها النظرات القاسيه التي كانت عيناة السوداوان ترمقانها فيها فمكانها قرب طاوله المكتب ,

لم يكن لازارو فمزاج يسمح له بان يعالج مشكلة من ذلك النوع,
لاسيما و انه لم يعتد الاهتمام بالخلافات التافهه التي تقع بين الخدم.


اجابت كاتلين بسرعة:


– لم اعضه.


طرف لازارو بعينه,
لم يتوقع منها ان تنكر الامر لاسيما فو جود دليل و اضح على ما فعلتة ,

لكن ثورتها و سخطها اكدا له ان المشكلة التي حطت فمكتبة عند الساعة الخامسة من بعد ظهر نهار الجمعة,
لم تكن تافهة,
فقد استقالت مساعدتة الشخصيه نهار الاربعاء الماضى لاسباب قاهره و اصيبت سكرتيرتها بالانفلونزا التي سرعان ما انتشرت بين العاملين فالادارة ما جعل لازارو مرغما على معالجه مسائل خارجه عن اختصاصة ،

لكنة لم يجد اي ما نع فالاطلاع على ذلك السيناريو بالذات.


نظر بطرف عينة الى الملف المقال على مكتبه,
وقد ادرك ان عليه ان يستمع الى روايه كاتلين للحادثة.


لكنة لم يكن يرغب فذلك .



– كانت مجرد عضه بسيطة..

والتقت عيناة بعينها الزرقاوين .
.
عينان ما لوفتين نوعا ما ..عينان تضاهيان عيني روكسان زرقة..


لم خطرت هذي الفكرة فبالة بحق السماء؟


لم تكن هذي المرأة تشبة روكسان على الاطلاق..


فشعر كاتلين اشقر بينما شعر روكسان اسود داكن..
والمرأة التي تقف امامة دقيقه البنيه فحين ان روكسان ممتلئه القوام..
ولكن هاتين العينين..
ابتلعت كاتلين ربقها فمحاوله منها لاخفاء اضطرابها الداخلي,
كان ساخطا من نفسة لان ذكرياتة الاليمه اختارت و قتا غير مناسب لتتدافع فراسه.


– لم ازرع اسنانى فيده!.

بذل لازارو جهدا ليركز على الحديث الذي يدور بينهما ,

وقد غمرتة موجه من الامتنان لانة تمكن من التخلص من افكارة السوداوية,
وجد صعوبه فكبح الابتسامه التي ظهرت على ثغرة عند سماعة تعليقها,
وتخيل امامة مولفوليو و هو يصرخ متوعدا و ربما لف يدة بمنديل و كانها تكاد تقع ارضا ,

لم يكن لازارو يملك ادني فكرة عما ينتظرة عندما استدعاها الى مكتبة فهو ليس الشخص المناسب للتعامل مع الخدم فالفندق,
وفى المرات القليلة التي اضطر بها للقيام بذلك.
كان يراهن يرتعش امامة خلافا لهذه الفتاة.


لقد رفضت هذي الفتاة دعوتة للجلوس ,

وفضلت الوقوف قرب مكتبه,
مستجمعه قواها كلها لئلا تخرج اضطرابها ,

راح لازارو يتامل شعرها الطويل الاشقر الذي اعتادت ربطة الى الخلف لكنة تشعث اثر الحادث و يديها اللتين طوتهما على صدرها ,

وعينيها الزرقاوين اللتين بدتا اشبة بقطعتين من زجاج لشده ما ضبطت نفسها لئلا تنفجر بالبكاء .

وعلي الرغم من صغر حجمها و ارتعاش اوصالها ,

بدت شديده التماسك و ربما زمت ثغرها الاشبة ببرعم و رده بتحد ابيه ان تلين .



– احتاج الى مزيد من المعلومات .



– لا افهم ما الداعى لهذه الجلبه كلها.


– تعرض احد الموظفين للعض من قبل موظفه اخرى…


– ليس موظفا عاديا…


تعمد لازارو هذي المره الا يطرف بعينة ,

فعلي الرغم من ان احدا لا يجرؤ على مقاطعتة الا انه تركها تعبر عما يدور فخلدها.


– اظن ان ما لفوليو هو زوج اختك.ريحانة


اوما لازارو براسة ايماءه تنم عن اعترافة بصحة كلامها لكنة سارع الى تجاهلة على الفور.


– لا يهمنى ما اذا كان مولفوليو زوج اختي ام لا..
مايهمنى هو ان اعرف حقيقة ما حصل.


– كما قال لك مولفوليو كنا نناقش مقال الترقيه .
.
فتعثر و رفع يدية عاليا لينقذ نفسة .
.


– كاتلين…

كان لازارو من قاطعها هذي المره ,

غير انها تجاهلتة كليا و اكتسب صوتها المزيد من القوه و الاصرار و هي تردف :


– و قمت بعضة لا اراديا…


و ارتسمت ابتسامه على ثغرها و هي تتابع :


– كانت عضه صغيرة…


– اريد الحقيقة .



– قلت لك الحقيقة .



– انت تعلمين عندي ياكاتلين…


هزت كاتلين راسها قائلة:


– لم اعد اعمل عندك..
قدمت استقالتى للتو…


– كلا…


و لم يغفل عن الدموع المترقرقه فعينيها الزرقاوين ،

فلعن ما لفوليو فسرة لانة جعلها تبكي.


– لا اريدك ان تخسرى و ظيفتك من اجل مشكلة بسيطة..


– كنت انوى الاستقاله من قبل,
وابلغت ( ما لفوليو ) بالامر ،

اجريت الاسبوع الماضى مقابله لمنصب فقسم العلاقات العامة فسلسه فنادق ما نسيني.

 

– منصب فقسم العلاقات العامة؟


قطب لازارو جبينة استهجانا,
كان البيرتو ما نسينى صديقة و منافسة فان معا فهما يملكان سلسله من الفنادق العالمية,
ويتمتعان بشهره و اسعه فكافه ارجاء المعموره لاسيما لجهه تدقيقهما فاختيار موظيفيهما,
لا يجوز مطلقا ان تتحول خادمه مسؤوله عن غرف النوم,
مهما كان شكلها لائقا الى موظفه فقسم العلاقات العامة.


– لكنك خادمه مسؤوله عن غرف النوم فكيف تم اختيارك لمنصب فقسم العلاقات العامة؟


– كنت اعمل كخادمه و اتابع دراستى فالوقت نفسه.ريحانة


-دراستك؟


– فكليه الضيافه و السياحة…


لم يكن لازارو يصغى الى ما تقوله اذ تجلت له الصورة فجاه و فهم اسباب هذا الاحساس الغريب الذي تملكة عندما راها ,

شعور بانه يعرفها من قبل ,

انها الفتاة التي كانت خلف مكتب الاستقبال ,

اليس غريبا ان يتذكر هذا ؟

صادف يومها حفل زفاف ابنه دانتون…


– هل كنت تعملين هنا كمتدربه منذ سنتين؟


– ذلك صحيح…

وطرفت كاتلين بعينيها مصعوقه ,

كيف يعقل ان يتذكر تلك الليلة؟
وماالذى تذكرة بالضبط؟


– عملت كمتدربه لبضعه ايام فقط,
فتم قبولى للعمل كخادمه مسؤوله عن غرف النوم خلال متابعة دراستي.ريحانة


مرر يدة على جبينة بعدها انزلها الى خدة ليتحسس باصابعة الندبه البادبه عليه,
وللمره الاخرى فغضون دقيقة قليلة و جد لازارو تبريرا منطقيا احدث للسبب جعل و جة المرأة بالذات محفورا فذاكرته.
قبل اسبوع من الحادث,
قبل اسبوع فقط حين كانت الحياة تبدو له اكثر بساطة..
عاشر لازارو الاف النساء اللواتى لم يعد يذكرهن..اليس غريبا ان يتذكر هذي المره بالذات ؟



– لم لم تتقدمي بطلب للعمل هنا بما انك تملكين الخبره اللازمة؟


كان سؤالة منطقيا للغاية,
سؤال يطرحة اقاربها و زملاؤها باستمرار لكنها لا تسطيع الاجابه عليه..
ولن تجيبة هو خاصة.ريحانة


كيف يسعها ان تقول له ان صورتة لم تفارق خيالها منذ اكثر من سنتين ,

وانها و قعت فحبة منذ اللحظه الاولي التي راتة بها و لم تقو على التغلب على ذلك الحب على الرغم من مشاغل الحياة ,

وخروجها مع الاصدقاء و اللهو معهم؟


كانت كاتلين بحاجة ما سه الى ان تعيش حياتها بعيدا عنه..
بعيدا عن لازارو رينالدى و الحب الذي تكنة له..


قد لو لم يمت اخوة .
.ربما لو لم تعمل كخادمه مسؤوله عن غرف النوم..
ربما لو لم يكن على معرقه بروكسان و اخبارهما تتصدر كافه الصحف و المجلات التي تقراها كاتلين .
.
ولكن بعد هذا اللقاء الاول كان عليها ان تمضى قدما ,

وتنسي الاحاسيس التي اضرمتها عيناة بها ,

وتلك القشرعريه التي سرت فجسمها عندما ظهرت على هذا الوجة القاسي ابتسامه و اهية.

فى الايام التي تلت هذا اللقاء لاحظت امارات الالم على تلك القسمات المتجهمه على صفحات الصحف و ربما اجفلت من جراء تلك الاقاويل التي اخذ الناس يتناقلونها عن و قوع شجار عنيف بين الشقيقين و وفاه لوكا رينالدى فحادث مفجع و ما ساوى غير انها استمرت فالعمل فالفندق بدلا من الانتقال للعمل فمكان اخر,
وكانت تحبس انفاسها كلما و قعت عيناها عليه خلال مرورة لانهاء بعض الاعمال فالفندق فتعلو الحمره خديها و تامل فان يلتفت نحوها و ان قليلا لكن من دون جدوى.

وقد فقد هذا الوجة المثالى و سامتة منذ هذا اليوم الماساوى و زادت الندبه التي علت خدة من قسوه خطوط و جهة و فمة الذي لم يعد يعرف معني البسمة,
كانت تشعر بالعبء الذي يثقل كاهلية ,

وتتمني فسرها لو تستطيع ان تزرع البسمه على و جهة من جديد.


تماما كما فالماضي.


لم يتسن لها ان تتحدث الية منذ تلك الليلة الا ان كاتلين شكرت الله على هذا لانة قادر على جعل نيران التوق تستعر فاعماقها,
علي الرغم من مرور سنتين على لقائهما الاول ,

فهو لا يزال و سيما الى حد لا يقاوم,
بغض النظر عن تلك الندبه الغاضبه التي تعلو خده,
وقسمات و جهة القاسيه الخاليه من اي تعبير و مسحه الالم التي ارتسمت فعينيه.


اجابتة كاتلين بصراحه مطلقة:


– احتاج الى قليل من التغيير.ريحانة


انها تحتاج الى اختبار عالم لا تري به اسمه على جميع قصاصه و رق..
تحتاج الى مراجعه حسابها فالمصرف من دون ان يصبح اسم رينالدى مذكورا فيه..
تحتاج الى نسيانة الى الابد.


– لن تجدى مكانا اروع من هذا.


– لعلك محق..لكن وقت التغيير حان..
لهدا الاسباب =,

ترانى لا ابة ابدا لماحصل اليوم,
كنت انوى الرحيل على اي حال.ريحانة


– و لكن لا تنسي ياكاتلين انك عملت فالفندق لاكثر من سنتين .



ضاقت عيناها الواسعتان فتنهد لازارو و اخفض عينيها نحو ملفها من جديد و كانة يبحث عن المعلومات منه,
مع انه لا يفعل.


– اذا كنت ربما تعرضت لاى موقف مسيء ,

فعليك ان تدركى انك تتمتعين بكافه الحقوق التي يتمتع فيها الموظفون الباقون .
.
صحيح ان ما لفوليو فرد من افراد عائلتي…


– سمعت ان اختك حامل..


– ما علاقه حملها بموضوعنا؟


كان صوت لازارو هادئا و قسمات و جهة مسترخيه ,

لكن عليه ان يتوقف عن النقر على طاوله المكتب باصابعه.منتديات ليلاس


فالواقع,
كان عليه ان يذكر نفسة بضروره ان يستمر فالنظر فعينيها لانها تعكس افكارة ,

كيف ستتعامل انتونيا مع الامر؟
لقد بدات للتو تستعيد انفاسها بعد صدمه موت اخيها,
ومن المفترض ان تضع مولودها بعد ايام قليلة..
وهنالك ابنتها البكر ما ريانا البالغه من العمر اربع سنوات..
ماالذى اصاب ما لفوليو بحق السماء؟


– انه صلب موضوعنا.ريحانة

واخذت كاتلين نفسا عميقا قبل ان تضيف:


– اسمع ,

اننى فاروع حال..
لا اريد اثاره المتاعب..
دعنى اجمع حاجياتى و ارحل فحسب..


على الرغم من الرغبه الشديده التي تملكتة فان يضم بين ذراعية هذي الفتاة السريعة الغاضبه التي دخلت مكتبة بناء على طلبة و هي تهم بمغادرتة ضاربه باوامرة عرض الحائط,
الا انه لم يشك ابدا فان ذلك احدث ما ترغب به بعد يوم طويل حافل بالاحداث..
اجل,
لعلة من الاسهل ان يدعها ترحل لكنة سيرتكب خطا فغايه الفظاعه ان فعل.


– اسمعى ياكاتلين,
دعينا نتحدث فالمقال ,

يمكننا معالجه المساله و لا داعى لان ترحلي.


اجابتة على الفور:


– اظن ان على ان افعل ,

كما قلت لك ,

اجربت مقابله ففندق ما نسيني,
ويمكننى ان اتدبر امورى ريثما تنتهى الاجراءات اللازمة,
ولكن…


و تلاشي صوتها و راحت تهز براسها و ربما ادركت انها لا تستطيع ان تشرح له مشكلتها.


– ما الامر؟


– الامر معقد.


– لعلة ليس معقدا بالنسبة الي.

رسمت على شفتيها ابتسامه و اهيه و ربما ادركت انه لم يعد امامها خيار احدث سوي ان تخبره.


– علمت فالاونه الاخيرة لساعات اضافية.


– ساحرص على ان يدفعوا لك.


– المشكلة هي انني…


و اخذت نفسا عميقا بعدها تابعت تقول:


– تقدمت بطلب للحصول على قرض,
ولكنهم طلبوا منى ان اقدم لهم ثلاث بيانات راتب ليتاكدوا من راتبى .
.
وادعيت امام المسؤول فالمصرف انه راتبى الشهري.


– من دون الساعات الاضافية؟
ولكن اليس من المفترض ان تدرج على بيان الراتب؟


– تماما.


– هل ذلك يعني انك كذبت على المصرف؟


– لا ممكن القول اننى كذبت .
.
فقد اكد لى ما لفوليو…

ولم تفتها نظرات الحيره التي بدت فعينية و ادركت انه بدا يشك فان العلاقه التي تربطهما لا تقتصر على العمل فحسب مع ان ذلك غير صحيح ,

لكن الامر فغايه البساطه ,

اذ طلبت منه تلك الخدمه و لم يرفض.


هزت كاتلين كتفها بلا مبالاه و قالت له:


– لا يهم,
كنت بحاجة الى ثلاث بيانات راتب.ريحانة


– ابقى اذن.


– لا اريد ذلك,
واروع الا اضع اسم ما لفوليو كمرجع لي,
اعلم انه المسؤول عن الخدم و اعلم انه المرجع الاساسى و لكن..


– يمكنك ان تضعى اسمي,
اؤكد لك اننى املك نفوذا اكبر من كالفوليو ففندق ما نسينى و سيصبح هذا مناسبا للغاية.


– كيف ترضي بان استعمل اسمك كمرجع مع انك لا تعرف عنى شيئا؟


– لكنى اظن اننى اعرف الكثير.


انها كلماتها نفسها لكن لازارو هو من نطق فيها هذي المرة,
حدق فهذه الشابه القصيرة القامة,
ذات الشخصيه القويه التي اظهرت قلقا على اختة الحامل,
خلافا لزوجها و والد الجنين الذي تحمله.


– ساهتم بكافه الاستمارات و اسوى مساله راتبك,
سافعل هذا نهار الاثنين ليتسني لك ان تعيدى التفكير فالمقال اثناء عطله نهاية الاسبوع…


– هل يمكنك ان تهتم بالاستمارات الان؟


لم تنظر الية بل اشاحت بنظرها بعيدا و راحت تتامل افق مدينه ميلبورن عبر نافذه مكتبة الكبيرة.


-لن اعيد النظر فالامر.


– فكرى قليلا…


– اود لو تملا استمارات فالحال.


لم تضف عبارة ( لوسمحت ) هذي المره فادرك لازارو انه لن ينجح فاقناعها بان تغير رايها.

***

– اين ما لفوليو؟


اقتحم لازارو مبني الادارة و هو فحالة من الغضب الشديد ,

فسارع الموظفون الذين املوا فان يتمكنوا من الخروج باكرا الى الجلوس فاماكنهم و راحو ينقرون على اجهزة الكمبيوتر المغاطاه امامهم.


كانت الضحكات الرنانه تتعالى من قاعه مجلس الادارة لكنها تلاشت فجاة.


كان جناحة فالطابق العلوى من الفندق,
وغالبا ما يستعمل مصعدا خاصا للوصول الية متفاديا المرور فالاقسام الخاصة بمكاتب الادارة.


رواية حبيبها من احلام