رواية سيد الرعاة

سيد رواية الرعاة 20160915 1033




1- الاعلان القدري


ooooooooooooooooooooooooooooooooooo

بيدين مرتجفتين،
فتحت سيرينا صفحة الاعلانات فصحيفة و اسعه الانتشار و راحت تبحث عن الاعلان الذي اثار مناقشات حماسية فالمكتب حيث تعمل .

وكان هذا خلال فتره الغداء .
واذا بعينيها تحدقان باعلان كتب بالحروف السوداء العريضه .

وتذكرت المشهد حين صرخت جوى ,
صغيرة الموظفات عندما قاطعت الحديث و قالت و الدهشه تملا و جهها :


“اة !

شيء لايصدق !

انظروا الى ذلك الاعلان ،

هنا فوق … فاعلي الصفحة …”


انزعجت بولا فيكرز من ذلك التصرف الوقح و هزت كتفيها و قالت بلهجه لاذعه و ناعمه :


” و هل يجب عليك ان تقاطعينا كلما قرات اعلانا عن حفله موسيقيه صاخبه ؟



اجابت حينذاك جوى قائله :


“تبا لموسيقي البوب الصاخبه !

فى جميع حال ،

لايمكنك ان ترشحى نفسك ،

فالمطلوب بنت شقراء ذات عينين زرقاوين .
.”


سالت بولا ببرود:


“ترشيح نفسي ؟

ولاى اسباب ؟



اطلقت جوى زفره انزعاج و قالت :


“لهذه الوظيفه !

لكن مهما كان الامر فالوظيفه لاتناسبك .



و بفضول قوي اقتربت بقيه الفتيات و اعلن معا : ” ما لقضية ؟



ناولتهن جوى الجريده و قرات احداهن ا بصوت ساخر و فبطء الاعلان الذي يقول :


” عرض لفتاة انكليزيه ،

شقراء و حسب ،

وظيفه تؤمن لها استقرارا ما ديا طيله حياتها .

يجب ان تكون حافظه سر و مطيعه و وديعه ،

تقبل الطلبات لمن تبدى استعدادها لتحمل اعباء الاسرة .

ولاخذ موعد الاتصال برقم الهاتف اعلاه”


بعد الدهشه ،

دوت قهقهه عامة داخل المكتب .

واكدت احدي الفتيات قائله :


“فى ايامنا هذي ،

هذا النوع من الاعلان لايمكنة ان يخدع اي بنت مهما كانت .

لاشك ان صاحب الاعلان فقد عقله….”


قالت بولا:


” ذلك رايى ،

انا كذلك .
ربما يعتقد انه بامكانة شراء جميع ما يريدة بالمال .

وربما كان صاحب الاعلان مهووسا يبحث عن بنت شقراء ليجدد حريمه!”


اجابت بنت اخرى:


“لا !

انها مزحه حتي المهووس لايمكنة ان يجهل ان نساء اليوم لسن ساذجات و خاصة فلندن!”


الضحك يعلو من كل الاطراف .

وجوى الحالمه كانت تحدق فسيرينا بامعان بعدها قالت :


“لا اعرف قد سيرينا تتمتع بهذه المواصفات..”


كانت سيرينا مسترسله فافكارها فلم تلتقط من الحديث الجارى سوي القليل فاهتمامها من نوع احدث اذ كانت تتساءل بقلق كيف ستتمكن من دفع المصاريف الباهظه التي تفرضها عليها دار الحضانه حيث و ضعت اختها الصغيرة و يندي.


و كانت مديره دار الحضانه ربما اعلنت لسيرينا صباح اليوم قائله :


“انى اسفه حقا يانسه باين .

نحن مضطرون ان نزيد عليك جنيها استرلينيا واحدا جميع اسبوع ،

وذلك ابتداء من الاسبوع المقبل .
انت تعرفين ان الاسعار ترتفع فجميع الميادين … انه التضخم المالى …هذا يؤسفنى لكنة اصبح لابد منه”


و اثناء يوم بكاملة كانت سيرينا تطرح على نفسها الاسئله المختلفة .

اين ستجد ذلك المبلغ الاضافى ؟

الم يسبق ان خفضت مصاريفها الى ادني درجه و خاصة فما يتعلق بالغذاء ؟

كانت تبدو سريعة العطب من شده نحول جسمها ،

وكانت تتلقي الانتقادات بهذا الشان من معظم العاملين معها.


فجاه تنبهت سيرينا الى ما يدور حولها ،

فقد ران الصمت بعد ملاحظه جوي.
وشعرت بثقل النظرات الموجهة اليها ،

اذ يبدو انهن ينتظرون ردها.


“كيف؟
عما تتكلمين ؟

المعذره فلم اكن اصغى ”


لم يرد احد باستثناء بولا التي هزت كتفيها بالتذكير قائله :


“ربما انت على حق ياجوى قيل لى انه فالاسبوع الماضى لبت سيرينا دعوه الرجل الجذاب الذي يدعي جايسون .
.”


احمرت خدا الفتاة و اعلنت بصوت برتجف غضبا: ” و لم لا ؟

لقد امضيت سهرة ممتعه ،

وبرهن السيد جايسون عن لطف كبير فان يدعونى الى منزله”


قالت لورا باستغراب :


” تسمين هذا لطفا!
كانت تجول فراسة افكار مختلفة .
.
لا اعرف كيف تصرفت معه ،

لكن بالنسبة الية ،

كان لقاؤكما خيبه و اخفاقا تامين ،

حتي انه صرح فاليوم الاتي انه للمرة الاولي فحياتة يحار فمعامله امرأة من ذلك النوع المتحفظ”


احست سيرينا بقنوط و جرح شعورها لسماع ضحكات زميلاتها فالمكتب ،

ضحكات ساخره هازئه و لما بدات الفتيات بالاستعداد لممارسه عملهن من جديد بعد استراحه فتره الغداء اقتربت منها اكبرهن سنا و قالت:


“لاتتوترى لهذه الامور التافهه قد انك ما تزالين ساذجه لكن هذي البراءه التي تتحلين فيها هي مصدر قوتك..”


انها الان فبيتها و عيناها مسمرتان فالاعلان و شعرت بالاشمئزاز لتذكرها هذا الحوار الذي جري ظهر اليوم فمكتب عملها .

وفجاه نسيت جميع شئ اذ بدات و يندى بالبكاء .

اسرعت سيرينا نحو سرير الطفلة لتؤانسها بسرعه لئلا يعلو صراخها و تزعج الجيران .

كانت اسنانها تبدا بالبروز و لا شئ يسكن الامها و خاصة فالليل .



حملت الطفه و راحت تذرع الغرفه ذهابا و ايابا تؤرجحها و تتحدث اليها و شوشه .

ولحسن الحظ خفت حده صراخها و تدريجيا هدات الطفلة ،

غير ان سيرينا استمرت فالمشي طولا و عرضا لكن ببطء خشيه ان تعود الفتاة الى الصراخ و تقلق راحه العماره .



و راحت افكارها تاخذها بعيدا الى الوراء الى قبل سنه الفتره السعيدة حيث كان مستقبلها يبشرها بشتي الاحلام الرائعة و لم يبقي من هذي السعادة الماضيه الا ذكري بعيدة..


و راحت تتخيل تلك الليلة عندما جاءت و الدتها فالمساء لتخبرها بقليل من الانزعاج و الخجل:


“سيرينا ،

والدك و انا لدينا خبر سعيد نريد ان نزفه اليك ”


“وما هو؟”


و كانت سيرينا فهذه اللحظه تتصفح الاعلان فاحدي الصحف المحليه بعد ان نالت شهاده السكرتاريا بتفوق فقالت و الدتها:


” ضعى هذي الصحيفة جانبا ياصبيتي و اصغى الى بامعان”


رفعت سيرينا عينيها و لاحظت ملامح و الدها المنفعله فوضعت الصحيفة جانبا و سمعت و الدتها تقول لها :


“لدي و الدك شئ مهم يريد ان يفصح لك به..”


قال الوالد للوالدة:


“لا قولية انت”.


“لا انت”

نهضت سيرينا من مقعدها و قالت باستغراب :


” اة باسم السماء عليكما ان تقررا من منكما سيعلن النبا او قد بالاحري يمكنكما ان تعلناة معا”


و ذلك ما فعلاة اعلنا فصوت واحد مليء بالفخر


” اننا ننتظر مولودا سعيدا .



و فذهول حقيقي حدقت سيرينا فتره طويله فعيون و الديها كانهما اتيان من كوكب احدث كانت عائلتها الصغيرة المؤلفه من ثلاثه اشخاص على قدر و اسع من الانسجام و الاتحاد و ظلت على ما هي لمدة 19 سنه و هي الان مندهشه اذ تراها تتسع لمخلوق جديد احدث .



لكنها سرعان ما ندمت على انفعالها الانانى لمجرد رؤية خيبه الامل ترتسم على و جهى و الديها فاسرعت بالقول لتطمئنهما قائله :


“هذا خبر جميل !

حلمت مرارا ان يكون لى اخ او اخت ”


تنفست و الدتها الصعداء و اطلقت زفره بكاء و فرح


فامسك و الدها بكتفى زوجتة و ضمها الية بحنان و قال ” الم اقل انها ستسعد للخبر ؟



غير ان ذلك الفرح بدا يتخلله بعض القلق فالاشهر اللاحقه و اصبحت و الدتها تزور الطبيب مرات عديده كلما اقترب موعد الانجاب حتي افصح الطبيب مؤخرا عن تخوفه من خطوره الوضع.


و لما حان موعد الانجاب انتظرت سيرينا مع و الدها فقاعه الانتظار فالمستشفي ساعات طويله و الهم يكبرهما اخيرا جاء الطبيب عابس الوجة و اعلن الخبر الرهيب :


” انني اسف ياسيد باين و يانسه سيرينا جهدنا باء بالفشل … لكننا تمكننا من انقاذ الطفل ….”


لم تنس سيرينا تعبير و جة و الدها الكئيب الذي ارتسم فهذه اللحظه و ظل اسابيع طويله بعد و فاه زوجتة فحال تشبه الخمول يرد بالرغم منه على اشئلتها و بعد فتره غير بعيده جاء شرطى ليعلمها بان و الدها قتل فحادث سيارة.


لم تسنح لها الفرصه للحسره و الحداد اذ ان و يندى الصغيرة كانت بحاجة الى عنايه و اهتمام فكل لحظه .
وبدات المشاكل تنهمر عليها فاضطرت الى ان تبيع البيت و محطه الوقود حيث عمل و الدها سنوات عديده لتفى الديون و الرهونات الكثيرة و لم يبقي معها الا المال الكافى لتسديد المصاريف الضرورية الى ان و جدت غرفه ضغيره استاجرتها و دار حضانة لويندى قرب مركز عملها و ذلك لم يكن باختيارها بل اضطرت الى قبوله لان الحاجة الماديه بدات تهدد استقرارها …


و ضعت سيرينا و يندى فسريرها بعدها جلست على الكرسى امام الطاوله و راحت تقوم بحسابات المصاريف المتوجبه عليها.


و خرجت بنتيجة صعبة اذ عليها ان تخفف مصاريفها الى ادني درجه لتتمكن من دفع اجره دار الحضانه … منذ الان لن تذهب عند المزين و لن تستخدم ادوات الزينة و ستصلح احذيتها قدر امكانها حتي لاتحتاج الى شراء حذاء جديد و لحسن حظها شعرها مجعد بشكل طبيعي و ليس بحاجة الى شامبو خاص بة.


لكن لايمكنها ان تحرم نفسها من الشورباء و سندويش الغداء,
والا لما تمكنت من التركيز و رغم هذا يشكو مديرها من النسيان الذي اصابها اخيرا و هي تعرف ان هذا عائد الى تغذيتها البسيطة و الزاهدة.


حالمه و جهت تظرها باتجاة و يندى و بفخر راحت تتامل فرحه خديها البارزين الحمراوين و جسمها الممتلئ و تتبتسم فجاه عبست لدي سماعها صراخ الطفلة المتالمه و بعد بضعه لحظات دوي صراخها فارجاء الغرفة.


“اة لا عادت الى الصراخ من جديد يالهي!”


تناولت سيرينا اختها بين ذراعيها لكن الطفلة لم تتوقف عن الصراخ الا بعد ربع ساعة بدت لها دهرا طويلا و كانت تهم بوضع الطفلة فالسرير من جديد حينما سمعت طرقا على الباب فتحت سيرينا الباب و امام العتبه و قفت صاحبه الملك حمراء غضبا.


تلعثمت سيرينا و قالت فحيره و ارتباك :


” انا متاسفه سيده كولينز..”


اعلنت صاحبه الملك فصوت قاطع :


” انا كذالك انسه باين عليك ان تغادرى هذي الغرفه اثناء اسبوع من الان لقد تحملت العديد جارك ينزعج من بكاء الطفلة المستمر و يهدد بالذهاب انا اسفه صدقينى لكن ساضع هذي الغرفه برسم الايجار ابتداء من السبت المقبل !



ادارت ظهرها و ولت تاركه سيرينا من دون صوت اغلقت الفتاة الباب بهدوء الان و يندى نائمه بسلام نظرت سيرينا فامعان و حنان الى و جة اختها البريء لاغرورقت عيناها بالدموع و اسرعت تضعها فالسرير بعدها جلست الى طاولتها و خبات و جهها بين ذراعيها و راحت تبكي تاركه العنان لحزنها لقد صبرت كثيرا اثناء هذي السنه الاخيرة و بات حزنها نهرا من الدموع القدر يتلذذ فتدميرها و تفتيت اندفاعها و انهيار اعصابها فحتي الان جابهت الامور بشجاعه لكنها اليوم تبوح بفشلها .



فاحد الايام اقترحت عليها بولا ان تضع الطفلة فدار الايتام لكن تلك الفكرة كانت ترعبها اما الان فلابد لها من الرضوخ للامر الواقع فهي تري ان هذي الفكرة هي الحل الاخير لمشاكلها .



و فبطء رفعت راسها و راحت تنظر فارجاء الغرفه ذات الاثاث الحقير بساط بال و مقاعد مهترئه و سرير و مغسله و غاز صغير لكن بالرغم من ما ساتها كانت تمثل هذي الغرفه جميع استقرارها اذ كانت تؤويها هي و ويندى .
.
ويندى لايمكنها ان تقتنع بضروره االتخلى عنها انه اسوا الحلول و رفضت هذي الفكرة بقوه الياس.


كانت الصحيفة موضوعة على الطاوله فتناولتها سيرينا و راحت تتفحصها بعين يائسه و مره ثانية و قع نظرها على هذا الاعلان الغامض.
فجاه توقفت على جمله تحتوى عبارات قدريه :


” تقبل الطلبات للواتى يتحملن اعباء الاسرة …”


و فعنف امسكت الصحيفة و هبطت السلالم بسرعه و توجهت الى حيث الهاتف و بيدين مرتجفتين اضطرت ان تدير الرقم ثلاث مرات قبل ان تنجح و بصوت عديم الثقه طلبت موعدا فاعطاها المتكلم عنوانا قبل ان يقفل الخط بقوه ظلت مسمره النظر فالاعلان حيث كنت مسرعه : الموعد: السبت الاخرى و النصف ظهرا ففندف امبريال غرفه 1005 ”


كان هذا نهار الغد!

××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

نهاية الفصل الاول


oooooooooooooooooooooooooooooooooooooooo


2- الشيخ و بلاده


ooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooo

لم تشعر باى حيره لاختيار ملابسها لانها ارتدت المجموعة الانيقه الوحيده التي تملكها انها كنايه عن تنوره و ستره ذات لون بنى غامق يناقض بشرتها الفاتحه و لون شعرها الطويل الذهبى الذي ينسدل امواجا على كتفيها و ارتدت تحت الستره قميصا من اللون الكريمى غير انها قطبت حاجبيها عندما نظرت فالمرأة لاشى فهذه البزة الكلاسيكيه يلفت الانظار و اذا صدق ما قالتة زميلاتها من ان صاحب الاعلان ليس سوي ثرى مضر سيصبح حظها ربما خانها .
د


” اللواتى يتحملن اعباء الاسرة” .

هذه العبارات تتمايل فراسها اذا كان الرل الذي ستلتقى فيه يفى بوعدة و اذا حصلت على هذ الوظيفه الغامضه ستضمن مستقبل الطفلة .

القت سيرينا نظره الى ساعتها لم يبقي لها سوي عشرين دقيقه للوصول الى الفندق .

ستصل سيارة التاكسى فاى لحظه الان و بعدما نظرت مره ثانية الى المرأة حملت حقيبته يدها و علقتها بكتفيها و هبطت السلالم .
اوقفها التاكسى امام باب فندق امبريال الرئيسى و كانت مبكره فتوجهت الى مكتب الاستقبال بانفاس متقطعة من شده الانفعال.طلبت ان يصار الى اعلام الغرفه رقم 1005


بحضورها .
كان الموظف يراقبها خلسه فجاة اشتعل و جهها احمرارا لانها انتبهت انه لاشك بان موظفى الفندق على علم بسبب و جودها هنا.
واثناء بضعه دقيقة بدت لها طويلة جاء صبى الفندق و طلب منها ان تتبعة .

شعرت بقدميها ترتخيان فجاه لكنها تمكنت من عبور البهو

المفروشه ارضة ببساط و اسع مزين بالوان و رسوم فنيه و لما انفتح باب المصعد من دون احداث ضجه خيل اليها انها تغادر العالم المتزن الواضح لتدخل عالما احدث غريبا و مروعا انها تنتمى الى عالم حيث لايمكن لاى انسان ان يخطر فبالة شراء انسان حى حسب ما ممكن الاعلان ان يفصح عنه فهنالك و عد بالاستقرار ” طيله حياتها ” و بالتالي فهي اسيره سجن ذهبى .
.
لكن ماذا سيحصل فمقابل هذا ؟



الغم يضغط على حنجرتها و هي تحاول جاهده ان تنطق من دون جدوى .

الطوابق تمر امامها و هي عاجزه ان تطلب من صبى الفندق ان يعيدها الى المدخل توقف المصعد و خرج الصبى امامها .

تبعتة و قدماها تدوسان البساط الازرق السميك بينما كانا يتوجهان نحو الغرفه القدرية.


اخيرا توقفا امام غرفه كتب على بابها رقم 1005 .



تلعثمت و هي تفتش فحقيبتها عن بعض العمله :


” شكرا .
.”


لكن صبى الفندق رفض البقشيش و عاد ادراجه نحو المصعد بعد ان رمقها بنظره ازدراء .

قربت سيرينا يدها لتطرق الباب بعدها عدلت فاللحظه الاخيرة و فجاه تذكرت حكايات تجار الرقيق الابيض التي تداولتها رفيقاتها فالعمل … قصص الفتيات اللواتى يلبين كهذه الاعلانات و مصيرهن الاسود .

همست لنفسها و هي تهز قدميها اضطرابا :


” سيرينا باين ،

انت حقا مجنونه !

لماذا تجازفين بنفسك ؟

لاشك ان هنالك و سائل ثانية للخروج من و ضعك المالى فايامنا هذي من المستحيل ان يسمح للناس ان تعيش من دون سقف: فالمساعدة الاجتماعيه موجوده حقا غير انها استاءت لفكرة وضع و يندى فدور الايتام و بعد تردد طرقت الباب .

وفى الحال فتح الخادم و دعاها الى الدخول بلياقه كبار .

كانت الغرفه و اسعه و اثاثها فاخرا،
فعادت انفاسها تتوتر هنالك .

مقاعد مريحة و طاوله مستديره موضوعه فوق بساط ابيض سميك .

ولوحات و نحوت و مرايا ذات اطارات مذهبه و كلها تزين الجدران المغلقه بالقماش الازرق الفاتح .

وبالرغم من الشمس التي تخترق اشعتها الزجاج الواسع ،

اكتشفت سيرينا بدهشه وجود مدفاه يشتعل داخلها الحطب الكبير .



اقتربت بخطي متردده و توقفت امام احد المقاعد بينما تواري الخادم عن الانظار .

تقلصت سيرينا لاتعرف بماذا تفكر .

لكنها شعرت بالارتياح و هي تري رجلا عجوزا يدخل الغرفه و يقول : “انسه باين ؟



كان صوتة رنانا مع لكنه خفيفه فباديء الامر اعتقدت انه فرنسي الجنسية لكنها غيرت رايها عندما سمعتة يسال فتهذيب رفيع و عزه نفس و يقول :


” هل تتفضل السنيوريتا بالجلوس ؟



جلست سيرينا فالمقعد و راحت تجوب بنظرها و جة ذلك العجوز و ملامحة النبيله و الرفيعة : عيناة ثاقبتان .
.
وتمكنت سيرينا من ان تقرا فيهما قليلا من الاستغراب غير ان فمة يعبر عن عطف و تسامح و فكرت بان شعرة الابيض لاشك انه كان فالماضى اسود كاملا غير انه ما زال يحافظ على قامتة الطويله و رشاقه رجل شاب .



انتظرت سيرينا منه ان يتابع كلامة و بدا غمها و تخوفها و قلقها لانحسار رويدا رويدا عندما لاحظت انه يبحث عن العبارات المناسبه و من دون اي شك هذي خبره حديثة على الرجل النبيل الواثق من نفسه و كى تشجعة ابتسمت له فاسرع بالقول : ” قبل جميع شيء ياسنيوريتا اسمحى لى بان اقدم نفسي انا الكونت البيرتو دى فالريفيا و انت تدعين سيرينا اليس ايضا ؟



قالت بصوت غير و اثق :


” نعم حضره الكونت .
.”


قام بحركة سلبيه و قال :


” يكفى ان تنادينى دون البيرتو ياعزيزتى فانا انما افصحت عن لقبى فحال اردت ان تستعلمي عني”


قالت فعبنوته خفيفه :


” شكرا دون البيرتو لكن لن اجروء ابدا ان اقوم بشيء كهذا …”


قال رافعا حاجبيه:


” و لم لا ؟

انت لاتعرفين شيئا عنى الا انني ابحث عن بنت انكليزيه و ربما كتبت الاعلان فعبارات تدعو الى الغموض و الالتباس الاتعرفين بذلك ”


و افقت سيرينا بهزه من راسها و خاطرت تقول :


” بالمناسبه احب ان اطرح عليك بعض الاسئله “.


” سارد عليها بكل طيبه خاطر لكن قبل جميع شيء سنفعل بما ينص علينا التقليد البريطانى و نتناول قليلا من الشاى ”


رن الجرس فحضر الخادم فالحال


” شاى للانسة يابيدرو و لى كذلك .
.
تقليدكم ذلك يدل على لطف و لباقه ”


احني الخادم راسة و خرج من الغرفه كان دون البيرتو يراقب سيرينا قليلا فقال :”سنيوريتا ارغب بمعرفه ما الذي لفت نظرك فهذا الاعلان هل ذلك يعودي احتمال ان تتجردى يا من اعبائك الماديه؟”


ابتسم بسخريه و تابع يقول :


” اثناء الايام الاخيرة جلست مكانك نساء كثيرات شابات… كلهن من الجنسية الانكليزيه شقراوات طيعات و محتشمات – حسب تصريحهن- و من دون استثناء جميع واحدة صرحت ان الاسباب =الذي من اجلة طرقن ذلك الباب هو الحياة المترفه و الاستقرار المادى طيله حياتهن غير انني اشعر ان الفضائل التي يتحلين فيها كانت خاطئة كالوان شعرهن صحيح انني رجل عجوز و تقليدى لكن ما زلت قادرا على الحكم اذا كان الشعر مصبوغا ام لا!”


احتجت سيرينا رافعه ذقنها فحماس و قالت:


“لون شعري طبيعي ياسنيور و اريد ان تعرف شيئا مهما اذا كنت ابحث عن الحياة السهلة و الاستقرار المادى فليس من اجلى “.


قال باستغراب:


” كذا اذن !

فى هذي الحال هل باستطاعتى ان اسالك من اجل من تنشدين الاستقرار”


ترددت لحظه بعدها اعلنت تقول:


“ذكر الاعلان ان الطلبات مقبوله للواتى يتحملن اعباء الاسرة معى طفلة عمرها سنه واحده و صاحبه الغرفه التي اسكنها انذرتنى بضروره مغادرتها لان الطفلة غلبا ما تبكي لانها تتالم من اسنانها التي بدات تنشق.
واضافه الى هذا علمت البارحه ان مصاريف دور الحضانه حيث ارسلت و يندى ارتفعت اسعارها و اخشي الااقدر على مجابهه الوضع .

هذا ما دفعنى للمثول هنا اليوم .

انى ابحث بشكل بائس عن سقف يمكنة ان يؤوينا انا و ويندى .

واذا لم اتكن من ايجادة ساضطر الى وضع و يندى فدار الايتام لكنى مستعده لكل شيء كى اتحاشي هذا مستعدة لكل شيء !



و فبطء رفعت عينيها .

كان العجوز يحدق بها ليس فتسامح بل فاحتقار قطب حاجبيه و قال فسخريه :


” و انا الذي اعتقدت ان ابحاثى ربما اعطت ثمارها فالنهاية .

لقد تاكدت من النظره الاولي انك الوحيده التي تلائم هذي الوظيفه تبدين بنت بريئه سليمه النيه .
.
لكن مع طفلة بعد جميع شيء!”


اطلعميقه بعدها اضاف:” حتما الاخلاق تغيرت كليا”


احمرت و جنتا الفتاة و نهضت فجاه و كانت تغلى من الغيظ قائلة:


” ليست و يندى ابنتى بل شقيتى !

كيف بامكانك ان تعتقد ان…”


ظل دون البيرتو جامدا بعدها هز راسة بحزوقال:


” ياعزيزتى لم اكن انتظر منك ان تجدى عذرا لما لته.”


” لكن ما تقول خطا و لست بحاجة الى اختلاق الاعذار !



ضربت قدمها ارضا بغضب نسيت خجلها و قالت بصوت مرتفع :


” كنت فالتاسع عشره من عمري عندما عرفت و الدتى نها تنتظر مولودا سعيدا و فتره الحمل كانت قاسيه و خطره بسبب كبر سنها .
.
لست قادره ان ادخل بالتفاصيل الان جميع ما بوسعى قوله انها ما تت فالوقت الذي انجبت خلالة و يندى و بعد اشهر قتل و الدى فحادث سيارة مذ ذاك و انا اهتم باختي قدر المستطاع للاسف معاشى غير مرتفع و ستحيل على احيانا ان اوازى الدخل مع المصروف لهذا الاسباب =انا هنا اعلانك دفع بى الى امل الخروج من ذلك الوضع قد الى حياة حديثة ستنفتح امام يندى غير انني لم ات هنا من اجل الحصول على حياة مترفه او من اجل الارتزاق ببساطه انا ابحث عن مكان يمكننى به من اربى و يندى من دون ان اضطر الى اسكاتها كلما بكت الى مكان حيث يمكنها ان تفتح و تعيش حياة طبيعية ذلك ما رغبه يا سنيور و ذلك ما سارغبة دائما !

الي اللقاء سنيور .
.”


ارتدت قفازيها و هي على و شك الانهيار فالبكاء و انهت كلامها قائله :


” لاسبب لاستدعاء الخادم اعرف الطريق جيدا “.


فسرعه و رشاقه بالنسبة الى رجل من سنة اقترب دون البيرتو منها و قال :


” لاتذهبى يانسه ارجوك لقد اسات الحكم عليك .
.
ارجوك ان تقبلى اعتذارى هل تتشرفين بالبقاء؟
لدى ما اقوله لك.”


.
.
وكان دخول بيدرو المفاجئ و هو يجر طاوله صغير ربما افقد من عزيمتها عن المغادره فقال دون البيرتو بلهجه ملاطفه :


” من فضلك ابقى هنا و قدمي لى الشاى ”


كان من الصعب مقاومه سحرة و لم تلبث سيرينا الا ان استسلمت قائله بعد لحظات متردده :


” حسنا اقبل اعتذارك و ساحتسى الشاى معك ”


فصو ت رنان دعاها الى الجلوس و بينما كانت تسكب الشاى العنبرى ففناجين صينية شفافه راح يراقب بعينية حركاتها الدقيقه و فالحال اضاء بريق صغير عينية السوداوين .



اثناء الحديث بينهما استجوبها فلياقه ذكيه و ارغمها على البوح بكل تفاصيل حياتها الماضيه من دون ان تشعر اطلاقا انها تخضع لتحقيق بل العكس كانت تشعر تجاهة بنوع من عرفان الرائع للاهتمام الذي يحملة اليها كان يستخدم سحرة بسعادة اشعرتها بالاسترخاء الممتع كانها تشاطر رفقه عمها المهتم بمشاكلها و الذي يدير لها اذنا صاغيه شعرت بثقه تامه و راحت تقص عليه جميع عذاباتها الماضيه و امالها المستقبلية.


دقت الساعة الرابعة قاطعه ذلك الحوار الحميم و قالت سيرينا المندهشه باستغراب :


” كيف مر الوقت بهذه السرعة ؟

لم اكن افكر انني ساتغيب اكثر من ساعة يجب ان اعود الان.”


نظر اليها دون البيرتو بدهشه و قال :


“لا يمكننا ان نختصر ذلك الحديث الان و نحن ما زلنا فخضمة يابنتى ما زلت فحاجة لان احدثك بالتفصيل عن العرض الذي كنت بصدد تقديمة اليك”


” اذن هل فنيتك ان توظفنى عندك؟”


“اخترتك و لن يقع اختيارى على غيرك ”


ابتسم و اقترب منها و قال :


” غير ان القرار النهائى عائد اليك بكل تاكيد”


استرخت سيرينا فمقعدها متاثره بلهجه دون البيرتو الوقوره .
فقد كانت على انتظار و ترقب.

سالها فجاة:


“ماذا تعرفين عن شيلى .



قالت مندهشه مستغربة.


” الشيء القليل تقع فامريكا الجنوبيه اليس كذلك؟”


هز راسة ايجابا و ابتسم قائلا:


“تماما انها بلاد بشكل الفاصوليا الخضراء تقع بين الانديس و المحيط الهادى من جهه هنالك الجبال و ثلوجها المستمرة و من جهه ثانية البحر و رغوتة العالية انها و طنى و ارض بلادى و هي المكان المفضل لتربيه شقيقتك ذلك البلد المتنوع المناخ بسبب طولة و ايضا مناظرة المختلفة ففى الشمال نري فسحات شاسعة صحراويه حارة حيث الامطار نادره بينما فالجنوب فالغابات رطبة جدا جدا و لذا ابناء شيلى يقولون فمزاح انها تمطر على الاقل 365يوما جميع سنة و قمم الصلج المجلد العاليه تطلق السيول و الانهار و البحيرات و بين الاراضى الصحراويه فالشمال و الاراضى الواسعة و الباردة فاقصي الجنوب يقع السهل الاوسط الكبير و هنا اقطن فاسفل الوادى الخصب الطقس جميل الصيف حار و ناشف و الشتاء ممطر و ناعم”


توقف دون البيرتو لحظه بعدها اعاد يقول:


” اتت عائلتى الى هذي البلاد منذ القرن السادس عشر اسلافى كانوا ينتمون الى المغامرين الذين غزوا اميركا و الذين جاءوا من اسبانيا متعطشين الى خوض مغامره البحث عن الذهب لم يجدوا ما كاتوا يبغونة انا استقوا فهذه البلاد و بعد لمدة غير قصيرة ارسلوا و راء عائلاتهم فالبداية كان هذا صعبا لانهم كانوا يعيشون محاطين بالهنود العدائيين .
والخسائر البشريه كانت عديده لكن رويدا رويدا توصلوا الى التغلب على جيرانهم و قهرهم و اليوم يعتبرون انفسهم من ابناء تشيلى اكثر من كونهم اسبانين اننا معجبون كثيرا بالهنود و حبهم للحريه كما اننا نعى تماما كوننا متعلقين بالتقاليد القديمة التي حملها الغزاه معهم ان هذي الفضائل التي يتمتع فيها الهنود ساعدت على انشاء الامه التشيليه الاستعمار الاسبانى القديم اصبح جمهوريه شابه غير

ان موقعها الجغرافى و كونها مطوقه بالجبل و البحر و الصحراء يجعلها منزله تقريبا عن العالم الحروب و الثورات المستمره مزقتها الهزات الارضيه و التيارات البحريه القويه و الماكرره ساعدت على تدمير مدن بكاملها و ما زال ذلك يحدث الان البراكين استيقظت من جديد و تبرز احيانا بين ليلة و ضحاها ان الشباب الشيليين يشبهون تماما” الكاوبوي” رعاه البقر الاميريكيين العاملين فمزرعتى و الذين يهتمون بالماشيه انهم صاخبون انفعاليون و تلقائيون و هم يعكسون صورة بلادهم .



توقف قليلا بعدها تابع يقول:


” و من اجلة نشرت الاعلان فالصحف … و اذا كنت ارغب فان تاتى معى الى احدث العالم هذا من اجل ان تصبحي زوجته!”


حدقت سيرينا فيه مذعورة و قالت فتلعثم:


“م…..ماذا؟”


اضاف دون البيرتو و الحزن يملا و جهه:


“نعم .

هذا محتوي عرضى .

حفيدى فحاجة الى زوجه و اعتقد انني الوحيد الذي يمكنة ان يختارها له”


اطلق زفره و همس بصوت يدل عن ارهاق و تعب:


“والان اصبحت رجلا عجوزا ياسنيوريتا و ارغب – و هذي امنيتى الغالية- ان اغادر مزرعتى تاركا اياها فايد صالحه عندما يتزوج يكون حفيدى قادرا ان يفرض سلطتة على رجال الاعمال الناضجين الذين يتعامل معهم و يفرض الطاعة على العمال الذين فسنة و الذين ما زالوا يعتبرونة واحدا منهم”.


راح قلب سيرينا يخفق بسرعة و هي تهز راسها عبارات دون البيرتواحدثت عندها نوعا من الدوار كتله الصور تتداخل فمخيلتها و تتصادم فوق بعضها البعض قمم الجبال المثلجه و البحار الهائجه و الصحارى الحارة حتي لهب الشمس و الغابات الغارقه تحت المطر جميع هذي الصور بدات تتمايل امام عينيها و فهذه الاماكن قام الغزاة الوقحون الباحثون عن كنوز الذهب بشن معارك لاترحم ضد الهنود!


الهزات الارضيه المرعبة التي و ردت فحديث دون البيرتو لم تحدث بها رعبا مثلما اخر بها عرضة غير المنتظر الزواج من حفيده!
كانت مضطربة و مشوشة و كانت تجد صعوبة كبار فالسيطرة على تناغم افكارها العمال الذين يشبههم برعاه البقر الاميركين هؤلاء المندفعون الصاخبون يعيشون نمط حياة مختلفة تماما عن الحياة التي تعيشها صحيح انه تسني لها ان تري فالسنما المواشى المنتشره على مد النظر فالسهول و ان تعجب بالفرسان و الرعاه الذين لايعادرون احصنتهم ليلا و نهارا لكن هذي المساحات الشاسعة التي كانت تشاهدها على شاشات الصالات المظلمه كانت تبدو من صنع الخيال اكثر من كونها و اقعيه اضافه الى هذا تلك الموائد التي يشترك بها العمال فالهواء الطلق تحت ضوء القمر و النجوم حيث تشوي اللحوم بكميه ضخمه تزيد ذلك الشعور خيالا و بعدا عن الواقعيه فالبيض المقلى و اللوبياء المسلوقه اليس ذلك ما كان يتالف منه طعامها ؟

وهاهى الان فو ضة يقترح عليها عجوز شيلى ان تتزوج من رجل ينتمى الى عالم احدث تجهل جميع شيء عنه .



فتحت عينيها بقوه فاحدثتا عند الرجل العجوز دهشه قويه كانها حالة صدمه ما فتمكنت من القول:


“هل انت تتكلم بجدية؟”


اجاب بلهجه قاطعه :


“نعم.
انا اتكلم بجديه تامه يسنيوريتا”


اطلقت زفره ممؤلمه و قالت :


“لكن حفيدك ذلك …ماذا يفكر بمثل ذلك التدبير ؟

اى نوع من الرجال هو كى يقبل ان يختار له جدة زوجة؟”


همس العجوز حالما:


“اى نوع من الرجال هو؟
انة نسخه طبق الاصل عن و الدة .
.
تالمنا لخيارتة منذ سنوات عديده كان ابنى الوحيد و قتل على اثر هزه ارضيه احب زوجتة حبا كبيرا و هي كانت جميلة الجمال اراد يوما ان يقد لها الملابس الحديثة و مساحيق الزينة فاصطحبها معه الى المدينة و هنالك و قعت الماساه كانا فالفندق عندما حدثت الهزه و سقطت الجدران عليهما كانا زوجين مثاليين متحدين بشكل لا يوصف…”


ران صمت قصير بعدها تابع قوله:


“لايتذكر حفيدى شيئا عن و الدية و مع مرور الزمن اصبح يذكرنى كثيرا بوالدة فالسنوات الاخيرة قبل و فاتة منحنى ابنى الوحيد ارتياحا و تعويضات جمه و قبل و فاتة ببضعه اسابيع شكرنى على كيفية تربيتي له و على نصائحى سيشكرنى حفيدى يوما ما لانى سادلة على الطريق الصحيح –الطريق الوحيد لتحقيق الذات كليا لكن لا اعرف ماذا ستكون رده فعلة امام هذي المبادره …”


فجاه اصبح نظرة باردا و غير و اضح التعبير و قال:


“لكنة فالاخير سيفعل ما ساقوله له”


شعرت سيرينا بالشفقة تجاة هذا الشاب الذي يعيش منذ سنوات عديدة تحت ظل ذلك العجوز السلطوى المستبد لاشك ان الثقة تنقصة و ذلك ما تفهمة تماما اذ انه يثق بحكم الغير اكثر من حكمه هو لاشك ان الخجل ربما شلة لابد ان يصبح انسان معقدا و حساسا للانتقادات و مكبوتا على ذاته.


غير انها بالرغم من الشفقة التي تشعرها تجاهة فليس و اردا ان تقترن به!


اعلنت فهدوء تام :


“انا اسفة عليك ان تبحث عن زوجه لحفيدك فمكان احدث ”


سالها بصوت قاطع :


“لماذا ؟
هل انت مغرمه برجل اخر؟”


“لا ليس ذلك هو الاسباب =اطلاقا”


“اذا لماذا تكذبين؟الم تؤكدى لى منذ قليل انك ستفعلين اي شيء من اجل ايواء اختك؟
وما اقدمة لك ليس “اى شيء ” .
يبدو انك لاتفهمين ان حظا يفلق الصخر ربما قدم اليك فكري


قليلا بالحياة التي تعيشينها فالوقت الحالى و بالحياة التي اقدمها اليك .
.”


احتجت قائلة:


“لكنك لا تفهم شيئا؟
لن اتزوج ابدا برجل اجهل عنه جميع شيء و لم يسبق ان التقيت فيه حتي و لو مرة واحدة!”


“غير انك ترغبين فالزواج يوما ”


احمر و جة سيرينا و قالت :


“يعني ان..يوما ما …اود …نعم”


قاطعها و قال بصوت ناعم :


” انت كثيرة التفاؤل اليس ايضا ياسنيوريتا ؟
امال كثيرة من دون شك لكن هل تعتقدين حقا ان رجلا سيقبل ان يربى طفلة ليست منه؟
الرجال انانيون و يرفضون التضحيات .
.
هل تريديننى ان ارسم لك و ضعك الذي ستواجهينة بعد بضعه سنوات ؟

سترهقين باعباء تربيه طفلة لوحدك و ستصبحين عجوزا قبل الاوان ستجدين نفسك و حيدة عندما تصبح اختك فسن الدراسه بعدها و حيده من جديد عندما تبدا فالخروج و سترين سن الشيخوخه يمتد امامك و ستجدين نفسك غير محبوبه او مرغوبه و لاتعودين فحاجة للانتظار كى تشكرك اختك على اهتمامك فيها ذلك اذا كانت مختلفة و غير اعتياديه ”


غمرتها قشعريره باردة فقالت:


“انت رجل قاس ،

ياسنيور!”


“واقعى ياسنيوريتا من الاروع لك ان تتبعى نصحيتى ” ادار ظهرة و خرج من الغرفه و بالرغم من الحراره داخل الغرفه شعرت سيرينا بالبرد يحتلها اجتاحها خوف فوق الوصف راحت تري نفسها و حيده و ربما فقدت اغراءها و جاذبيتها و اصبحت هرمة.اليس ذلك ما يخيف؟


نظرت حولها و راحت تقارن محتوي الغرفه الانيقه و الفاخره بغرفتها الحقيره شبة العاريه غرفه عليها مغادرتها بعد اسبوع الى اين تذهب؟
والي متي سيدوم ذلك الواقع المؤلم ؟

ربما ستشعر و يندى بعدم الاستقرار الذي سيترك اثرا ابديا.


عندما عاد دون البيرتو الى الغرفه كانت عينا سيرينا تحدقان بنار المدفاه التي يترنح لهبها باستمرار كانت تبدو هادئه جدا جدا اقترب منها فادارت و جهها نحوة و رات فعينية بريق امل فابتسمت له فقال:


“هل قررت ياسنيوريتا؟”


“ننعم سنيور قررت ان اقبل العرض امل ان يجدنى حفيدك زوجه تناسبه “.

××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

نهاية الفصل الثاني


ooooooooooooooooooooooooooooooooo


3- بعض من هداياه


ooooooooooooooooooooooooooooooooo

بعد ثلاثة ايام كانت سيرينا جالسة اما نافذه الفندق الذي يطل على الساحة العامة تراقب فصيله من الحنود تقوم بمناورات حربيه على صوت الابواق انه تبديل الحراس امام قصر مونيدا قصر الضيافه التابع لرئيس الدوله و يعتمر الجنود قبعات و يرتدون الدروع و السراويل الكاكيه و ينتعلون جزمات من الجلد الاسود تصل الى ركبهم كانوا مصطفين امام من سيحلون مكانهم و ينتظرون الاوامر الضباط التابعون للفريقين يسحبون سيوفهم و يحيون بعضهم بحرككات انيقه و دقيقه و يحصل التغير اثنين اثنين الى ان تتغير الفصيله كلها بعدها تعزف الابواق موسيقي عسكريه و يمشي الجنود بعد نهاية مهمتهم فشوارع سانتياغو متجهين الى ثكنتهم.
بدت العاصمه ممتده كليا امام انظار سيرينا .

انها تقع و سط سهل و اسع و يعبرها نهر فجهتها الشمالية و تحدها شرقا الجبال الشاهقه التي تسد الافق و هي جبال الانديس.


كان الانطلاق من لندن منذ 24 ساعة و كانت الرحله مريحه و موفقه و اهتم دون البيرتو بالطفلة و يندى تمام كما يجب و بينما كانت فاحضان سيرينا لم تكف عن النظر الية و الابتسام له.


سحرتة الطفلة فاصر على حملها و تدليلها تاركا سيرينا فافكارها و هي تتساءل عن الحوافز العميقه و عن الشائعات التي ستروجها زميلاتها فالمكتب


خادم دون البيرتو اهتم بكل شيء حتي احدث التفاصيل لكن الوقت كان قصيرا و شعرت سيرينا بانها لاهثه و مبهوره كانت تعى انها ترتكب جنونا حقيقيا … ففى انزعاج كبير كانت ربما اتصلت بمديرها و شرحت له انها ستقدم استقالتها من العمل.


” بسبب الظروف العائليه اضطررت للبحث عن مسكن جديد .
.
كما انني و جدت عملا احدث لايبعد عن المكان الذي اسكنة من الان فصاعدا .
.”


اجابها بلهجه لطيفة:


“اننا اسفون ان تغادرينا لكن بما اننا ندخل فتره عصيبه فغيابك لن يؤذينا بامكانك ان تتصلى بى فالوقت الذي يناسبك حتي ارسل اليك راتبك و شهاده العمل”


اتصلت سيرينا بمديرها ففتره الغداء حتي تتحاشي اسئله زميلاتها المحرجه فهي لاتتمتع بالشجاعه الكافيه لترد على اسئلتهن كانت علاقاتها مع زميلاتها فالمكتب علاقات عمل و حسب و كانت تضطر الى رفض كل الدعوات لانها كرست جميع و قتها الفارغ للاهتمام بويندى و لذا لم تكن على صداقه حميمه مع اي من الزميلات و فكرت سيرينا فمراره انهن سيتكلمن عنها يوما او يومين بعدها سينسينها تمام كباخره فعرض البحر تختفى فالليل و لا تترك سوي صورة هاربه .



تنفست الصعداء و ابتعدت عن النافذه متوجهه نحو سريرها منذ و صولهم الى ذلك الفندق تدبر لها المدير مربيه ستهتم بويندى اثناء لمدة اقامتها القصيرة فالعاصمه الشيلية.


نصحها دون البيرتو قائلا:


“حاولى ان تنامي قليلا اذا تمكنت من هذا ياعزيزتى سنلتقى وقت الغداء فغرفه الاكل هنالك حاجات كثيرة اريد ان احدثك فيها قبل الذهاب الى المزرعة”


قبلت ذلك الاقتراح بفرح كبير فقد تمت الاحداث بسرعه غريبة فالايام الاخيرة و هذي البلاد تبلبلها الضجيج و المناظر الحديثة و الوجوة جميع شيء يبدو غريبا عليها بل محيرا و كئيبا .



منهكه تمددت سيرينا على السرير تعبها ليس جسديا بل سببة التوتر النفسي السرير مريح و الاغطيه ناعمه و مع هذا فلا شيء باستطاعتة تهدئه اضطراب اعصابها كانت متقلصه الوجة و مشوشه الافكار .



الم تقبل الزواج من رجل لم نرة فحياتها من قبل؟
وهل هي قادره ان تكون سندا فعالا لهذا الرجل الخجول ذى الطبع اللين؟
وهل ستحل الخدمات التي ستقدمها له مكان الحب؟


لم تتوصل الى الشعور بالراحه المنشوده و ظلت تتقلب ففراشها


يمنه و يسره من دون جدوى .
احتلها ارتخاء متعب و تدريجيا شعرت بثقل فجفنيها و سرعان ما غطت فنوم عميق حلمت ان رجلا ظهر فحياتها ليريحها من جميع اعباء الحياة كانت ارادتة لاتقهر و حماسة لايضاهي جاء ليعزيها و يواسى همومها شفي جروحها العميقه و اعاد اليها الحماس و حب الحياة و اخيرا اشعل فصميم قلبها الحب .
.
ننذ سنه تقريبا و ذلك الحلم يراود لياليها .



و عندما استيقظت من نومها بعد مرور ساعها تقريبا كانت الدموع تلالا فعينها نظرت الى ساعة يدها ما زال امامها الوقت قبل ان تهيء نفسها لموعد الغداء الشمس سربت اشعتها من و راء النوافذ الخشبيه المغلقه و القت نظره حولها باستغراب انها تذكر كليا انها تركت النوافذ مفتوحه قبل ان تتمدد فسريرها لا احد غيرها موجود فالغرفه غير ان شخصا ربما دخل الى غرفتها فصمت و هدوء بينما كانت نائمة و اغلق النوافذ و فسرعه توجهت الى الباب و اقفلتة بالمفتاح الشعور بالتجسس عليها و ضعها فحالة انزعاج لكن تصرفها ذلك لايجدى حتي انها اعتبرتة تافها غيير انها شعرت فالوقت الحاضر انها سريعة العطب و ان اقفالها الباب سيجعلها اكثر اطمئنانا.


شعرت برغبه فالاستحمام فتوجهت نحو الحمام و توقفت فجاه حين رات تله من الصناديق الرماديه موضوعه فارض الغرفه .



انها من مختلف الاحجام و كلها تحمل اسم “ميرابيل ” محفوره احرفها بالذهب تناولت الصندوق الاول و هزتة بحذر فصدر عنه حفيف بالكاد سمعتة فاثار اهتمامها فتحتة و بيدين مرتجفتين ابعدت الورقه الحريره البنفسيجيه و شاهدت قميص نوم من الدانتال الناعم .

لم تتمكن من الامتناع عن اطلاق زفره استغراب فرحه قبل ان تسحبه من العلبه و تتاملة مليا.


و واحده بعد الثانية فتحت كل العلب بنوع من الاثاره جعل انفاسها تتقطع : جميع صنف من الملابس يسحر الالباب و امام عينيها غير المصدقتين انتشرت اخير مجموعة من الفساتين


و قمصان النوم و البزات و البنطولنات و الحقائب اليدويه و الاحذيه .
.لا شك ان جميع ذلك كلف اموالا طائله كانت الغرفه ربما امتلات بالاوراق و اغطيه العلب عندما فتحت الصندوق الاخير الذي يفوق الصناديق الثانية و جدت صعوبه لتمزق الورق الملفوف حول العلبه قبل فتحها لكنها سرعان ما طلقت صرخه اندهاش و هي تنظر الى معطف من الفرو الغامق اللون و بعد تردد بسيط راحت تلامسة فنشوه و امتنان.


و ظلت برهه مفتونة امام هذي الثروات الممتدة امامها حتي نجمات السينما لاتملكن كهذه الملابس الفاخره .
.
والباهظة!
وبما انها متعوده ان تكون بنت اقتصاديه و جدت كهذا الاسراف غريبا و شاذا و لاتجرؤ ان تقدر قيمته.


و بعد تفكير طويل اختارت ثوبا ابيض اللون بسيطا يدخله التطريز الانجليزي ارتدتة و وقفت امام المراة تتامل نفسها داخل ذلك الثوب فوجدت انه يليق فيها اذ ان قصتة ذات فن رفيع … ان ذلك الفستان يخرج شكل جسمها النحيف و الممشوق و يلفت الانتباه.


مساحيق الزينه و العطورات كانت موجوده ا يضا فوضعت على شفتيها قليلا من احمر الشفاة بلون المرجان و كحلت عينيها و جفنيها و كانت فالوقت نفسة تفكر بالرجل الذي حلمت فيه يرافقها تذكرت دون البيرتو ذلك العجوز الفريد من نوعة الذي لاشك ان ليدة معرفه و اسعة بالنساء و يعرف طريقة ارضائهن و اثارت اهتمامهن و بث الحماس فيهن فحدس ذكى عرف ذوقها تماما بالرغم من لامبالاتها بالزينة و الملابس المترفه حتي انه اكتشف قياسات جسمها و قدميها…


و بعدما تاكدت ان و يندى تنام بهدوؤ خبطت سيرينا الادراج متوجهه الى مطعم الفندق حيث كان دون البيرتو فانتظارها كان يحتسى شرابا خفيفا و هو جالس قرب النافذه نهض و اقفا عندما راها تقترب منه فشعرت سيرينا فالحال برغبه التعبير عن امتنانها فمدت له يدها لكنها اندهشت عندما رفعها الى فمة و قال فاعجاب :


” الشعلة..
الجميلة..”


قالت و هي تهز راسها:


“شكرا جزيلا ياسنيور ”


كان الوقت ظهرا و الشمس التي كانت تملا الغرفه تعكس اشعتها على جدائل شعر سيرينا الملفوفه حول راسها.


بعد وقت قصير جلسا امام ما ئده الاكل و قدم لها الخادم سلطة “بالتا” المؤلفه من القريدس و الافوكادو المتبلة بعصير الحامض .



و الوجبه الاساسية كانت مؤلفه من عجينه تحتوى على مجموعة من اللحوم و الزيتون و البصل و الفلفل الاخضر و الزبيب و بينما كانا ياكلان كان الحديث يدور حول امور عاديه لكنهما كانا يعرفان جيدا انهما سيشرعان بعد قليل البحث فالامور الاساسية..


بابتسامه متسامحه انتظر دون البيرتو ان تنتهى سيرينا من تناول الوجبه الاخير المؤلفه من بوظه الفراوله و ان تحتسى القهوه بعدها اعلن بغتة:


“صباح اليوم اتصلت لاسلكيا بحفيدى سياتى فطائرتة لملاقاتنا فمطار سانتياغو ”


بعدها القي نظره الى ساعة و اضاف:


“سيصل بعد ساعة بالضبط ”


قالت سيرينا بصوت مخنوق:


“هكذا باكرا؟”


باشاره من راسه و افق دون البيرتو بعدها قال:


“اريد ان اطلب منك شيئا ياسنيوريتا قبل و صول حفيدى بعد تفكير طويل توصلت الى النتيجة الاتية: اري من الاروع ان تدعيه يعتقد ان و يندى ابنتك…”


ارتسم الاندهاش على و جة الفتاة فاسرع يقول بالتحديد :


“فى الوقت المناسب سافصح له بالحقيقة كلها”


“لكن لماذا تريد ان تكبدة خيبه الامل هذي ياسنيور؟”


ظل ساكتا يحدق بها بامعان كان و جهها مليئا بالبراءه و النضارة مما جعل الابتسام يرتسم على و جة دون البيرتو الذي قال :


“بما انني اعرف ذوق حفيدى لما يسمي بالالغاز فقد قررت ان اطرح عليه لغزا لاشيء يوقظ التحدى كسر يبقي كاملا و كيف عندما يري بنت متحفظه و بشوشه لايمكن لاحد ان يشك انها ام لطفلة صغيرة؟
الطفلة تشبهك كثيرا و سيعتقد كما سبق و اعتقدت انا انها ابنتك سيصبح الامر طبيعيا…”


احمرت و جنتا سيرينا و حاولت جهدها للحفاظ على هدوئها و قالت:


“اذن ياسنيور تريدنى ان ادعى بانى و الده و يندى من اجل ان تشحذ فضول حفيدك فقط لاغير اعتقد ان هذا ليس تصرفا لائقا من جانبك ان بالنسبة الى او بالنسبة الية”


تجهم و جة دون البيرتو و ظهرت القساوه فنظرتة و قال بلهجه لاذعة:


“لادخل للعواطف فهذه الصفقه التي عقدناها و ليس بها سوي الفائدة الماديه التي ستحصلين عليها!”


اكفهر و جهها ,
ظاهريا يبدو ذلك العجوز طيبا و ساحرا و كنة يخفى و راء هذا قساوه حقيقيه غير انها توافق بان له الحق ان يذكرها بغايه ذلك الاتفاق الذي تجنى منه فائدتها بسعادة ساذجه .



غرفتها ففندق درجه اولي ملابسها الفاخره كلها تخرج كرمة الحاتمى و فالوقت الحاضر لم يعد لديها الحق فالتذمر لانها قامت باختيار سجنها الذهبى و عليها ان تسلم فيه و تتحمل جميع المسؤوليه .



“قالت خافضه الراس:


“سافعل ما تريد ياسنيور لكن ماذا تريد منى ان اقول لحفيدك بالضبط؟
المقال شديد الدقة..”


“انك مسؤوله عن طفلة و عليك تحمل اعباء هذا ببساطة”


“شيء فاعلانك اثار اهتمامي و هي الفقره التي تتعلق بقبول طلبات اللواتى يتحملن اعباء الاسرة نادرا ما يقبل اصحاب العمل ان يقيم الموظف لديهم فبيوتهم مع افراد العائلة …اذن لماذا؟”


و بما ان سيرينا و عدت بلطف ان تفعل ما يردة العجوز منها تغير مزاجة و تناول سيكارا و اجاب قائلا:


“كل كلمه و ردت فالاعلان كانت مدروسه فعناية و دقه و خاصة ما جاء فالفقره التي تنوهين فيها الفتاة التي كنت ابحث عنها عليها ان تمتلك جميع الصفات التي لاجدل بها و خاصة ان تتحلي بحسن الواجب الذي هو اهم شيء فمظهري يجب الا افقد ثقتى فيها فالمستقبل … و عندما يصبح المرء خاليا من هذي الصفات لايمكنة تحمل اعباء الاسرة و خاصة لفتره طويله و هذي الطفلة تخدم خطتى تماما لايحب المرء اهلة الابعدما يكون هو ابا ام اما كذلك لذا ان تعيشى قرب هذي الطفلة و تهتمى فيها سيعود هذا اليها بفوائد جمه فاذا امضي حفيدى ليلة قرب سرير طفلة مريضه سيتعلم العديد و سيجنى ثمارا لايمكن لاى فلسفه نظريه ان تمنحها له..”


“قلت ان حفيدك لايتذكر و الديه اطلاقا و بنظره انت الذي لعبت دور اهله هل ذلك يعني انه تصرف نحوك بجحود ؟



“ليس تماما لكنة يشك بصحة طريقتى و ليس قادرا ان يفهم بوضوح دوافعى قد اذا جابة بنفسة المشاكل التي تطرا على تربيه الاطفال سيعى الصعوبات التي و اجهتها عندما كنت اربية سيفهم اخير ان ما افعلة يخدم مصالحه”


“وبقدر ما هذي المصالح توافق مصالحك”هذا ما فكرت فيه سيرينا فنفسها و هي ترتعش


منذ لقائهما الاول تنبات سيرينا ان هذي اللياقه الخارجية التي يخرج فيها دون البيرتو تخفى و راءها رجلا قاسيا و حاسما يسخر باراء غيره و يفرض ارادتة على الضعفاء و هذا فعجرفه و تعاظم و دون مراعاه و بالنتيجة ايقظ فنفس حفيدة الخجول و المطيع العداء و الضغينة!


انقبض قلبها حفيدة انسان ضعيف و واهن مثلها…ماذا بامكان هذان المهرجان ان يفعلاة اذا كانت هنالك يد حديديه تعاملهما كما تشاء.


×××××××××××××××××××××××××××××××


نهاية الفصل الثالث


oooooooooooooooooooooooooooooooooo


4- مهماز الغضب


ooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooo

فى سيارة التاكسى التي تقلهم الى مطار سانتياغو لم يتكلم دون البيرتو الا قليلا كان يبدو متوترا و عصبيا لما دخلوا الى المدرج شعرت سيرينا بانقباض و توتر ايضا.


بعد دقيقة قليلة ستتعرف الى الرجل الذي و عدت الزواج منه!


كانت و يندى متكوره على صدر اختها بقوه مما جعل سيرينا تسرع لتقف قرب دون البيرتو الذي كان مسمرا العينين فالطائره الانيقه الجاثمه على المدرج همس يقول:


“عظيم لم يتاخر فالوصول”ارتخت تقلصات شفتية و ابتسم و انتشرت حولهم حركة نشطه .



اندفع سيل من المسافرين الى الطائرات التابعة لمختلف شركات الطيران .

الاقلاع و الهبوط يتعاقبان فتناغم ثابت لكن سيرينا لم تكن تنظر الا الى الرجل الذي خرج من الطائره الفاخره و راح يتقدم نحوهم فخطي و اسعه فاشار الية دون البيرتو بيدة بعدها قال باستغراب و خيبه امل :


“يالهي!
لماذا جئت انت ياكوستا ؟

اين حفيدى ؟



ارخت سيرينا ضغطها على و يندى و شعرت بارتياح لان الشاب الواقف امامها ليس حفيد دون البيرتو كان الطيار يرمقهم بنظرات استغراب و بدا منزعجا فشكل و اضح بعدها قال:


“طلب منى ان اعبر لكم عن اسفه لعدم قدرتة المجيء ياسنيور من كثرة انشغاله لم يتمكن من ان يحرر نفسة كى ياتى و يرافقكم”


انطلق دون البيرتو غاضبا :


“تبا له !

ماذا الذي منعة من المجيء ؟
لم تحدث هزه ارضيه على ما اظن!”

اخذ جميع واحد مكانة داخل الطائره فجلست سيرينا قرب العجوز المتوتر الاعصاب و اثناء لمدة نص ساعة ظل صامتا و عابسا بينما كانت الطائره تتجة نحو الجنوب و غابت العاصمه و ناطحات السحاب بعيدا و راءهم كانت الطائره تحلق على ارتفاع منخفض فوق حقول مزحلوه باشجار السرو و الاوكاليبتوس و الحور.


و قنوات ما ئيه تصل الحقول ببعضها البعض.


قال دون البيرتو بعد ان انفرجت اسارير و جهه:


“هذه الاراضى هي اروع اراضى شيلى و بسبب الجبل الرى يتم بصورة جيده جبال الانديس و التلال المكسوه بالثلج تشكل خزانا حقيقيا لذا فلا تنقصنا المياة حتي فالصيف الجاف”


سالت سيرينا و هي متقلصه اليدين:


“هل لديم مزروعات ياسنيور؟”


” اننا نرعي الماشيه لكن لدينا بالطبع حقول مزحلوه تكفى حاجتنا فقط”


و مره ثانية غاص صمت عميق و ازداد توتر سيرينا التي كانت تحدق من خلا نافذة الطيار


و تري القمح و الذره و السعير و الخضار بعدها قطعان الماشيه و بعد قليل لم تعد تري سوي مساحات و اسعة من العشب الممتد الى ما لا نهاية و حيث الوف الابقار و الاغنام و الماعز لم يسبق ان رات كهذا التجمع الضخم و هذي القطعان .

ولما بدات الطائره بالهبوط باتجاة احد المنازل الذي كان بالكاد مرئيا على خط الافق عرفت سيرينا انهم و صلوا الى المكان المقصود .
واثناء الهبوط خارت قدماها و شعرت بخفقان قلبها على طرف المدرج كانت السيارة بانتظارهم صعدت سيرينا فالمقعد الخلفى و اقلعت السيارة فالحال متجهه نحو مسكن كبير يقع و سط مجموعة من اشجار الاوكاليبتوس و الجدران مبينة من الحجاره الثقيله و مطليه بالكلس الابيض اما السقف فمصنوع من صفوف القرميد الاخضر المدور البلاط الاخضر يكسو ارض الشرفه و ينتشر حول بركة السباحة .



عندما دخلوا البيت لاحطت سيرينا البلاط نفسة فالارض دعاها دون البيرتو ان تعبر المدخل و توجة فيها نحو الصالون بساط بنى فاتح يفرش الارض و حول الصالون مجموعة مقاعد مستنده الى الجدار ملبسه بالقماش الهافانى و على الجدار رفوف بيضاء مليئه بالكتب الضخمه و المجلده هنا و ههنالك لمبات رفيعة و انيقه تليق بهذا الجو مدفاة ضخمه تلفت النظر من حجر الرخام تعلوها ظهريه نحاسيه تعكس الوان النار الفاقعة و المتبدلة و ممكن لعشره اشخاص ان يتجمعوا حولها.


فتنها المنظر كليا فسالها دون البيرتو الذي شعر بسعادة و اطراء :


“هل اعجبك منزلي ياسنيوريتا؟”


كانت نظراتها البراقة تفيض بجواب ايجابي فقالت:


“انة جميل للغايه ياسنيور و يحتوى على ذوق رفيع عرفت ان تدخل جميع و سائل الراحة و الحياة العصريه من دون ان يسيء اليه الطابع الاصلي ”


هزا راسة و كاد ان يشكرها لهذا الاطراء حين انفتح باب الصالون بعنف و اطلت منه امراة قصيرة القامة بدينة راحت تهز ذراعيها مرحبة بهم فحرارة


“المعذره سيدى الكونت لقد اعلمنى الطيار كوستا بوصولك لتوة .

تاخذان بعض الشرابات المنعشه انت و السيدة اليس ايضا ؟

هل اجلب حليبا للطفلة؟”


“شكرا ياكارمين انا اكيد ان ضيوفى يشعرون بالعطش مثلى لكن قبل ان تقدمي لنا الشراب قد من الاروع ان تدلى الانسة باين الى غرفتها هل اخذتم التدابير الضرورية بما يتعلق بالطفلة حسب اوامري؟”


” نعم ياسينيور جميع شيء جاهز لو تتفضل الانسة و تتبعني؟”


و قبل مغادره الصالة سالا دون البيرتو مستعلما:/


“والمربية ؟

هل و جدت الممرضة المناسبة؟”


“اهتميت بالامر ايضا ياسنيور طلبت من شقيقه كوستا ان تهتم بالامر و هي تنتظر بفارغ الصبر ان تلتقى الصغيرة”


قال بامتنان ظاهري:


“رائع جميع شيء تم على اقوى ما يرام”


بعدها و جة كلامة الى سيرينا بوجة بشوش و ابتسامة على الشفتين:


“عليك ان تعذرينى ياسنيوريتا ستحتسين الشراب و حدك بسبب تغيبى عن البيت تكدست الاعمال على …لكن فالمساء سنتناول العشاء معا و امل حينذاك ان ان اعرفك الى حفيدى الذي سيعتذر بحراره لانة لم ياتى الاستقبالك فالمطار”


” لاتقلق على ياسينيور و لاتتردد فممارسة اعمالك التي لابد ان تكون كثيرة على ما اظن اما بالنسبة الى حفيدك فنعرف ان عذره معه سنلتقى جميعا فالمساء!”


كادت ان نفقد هدوءها لمجرد التفكير بهذا اللقاء و حاولت ان تتمالك نفسها فتبعت كارمين و هي تضم شقيقتها و يندى الى صدرها لقد حققت ما كانت تتمناة اذ و جدت المكان المناسب كى تترعرع به و يندى من دون ان تشعر بحاجة لاى شيء لكن عليها ان تدفع ذلك الثمن حتي و لو


كان مرتفعا.


تبعت سيرينا كارمين التي قادتها الى اعلي المنزل حيث تقع غرفتها و غرفه شقيقتها و يندى كانت كارمين تتكلم بسرعة دون توقف شارحة للضيفه جميع ما بوسعها قوله كانت الغرفتان تقعان تحت سند السقف مباشره و ربما طليت جدرانها بالابيض و بنيت الخزائن و الرفوف فالزوايا العديدة بذكاء و اتقان و تحت النافذة علقت صفحة خشبية طويلة ممكن استعمالها كطاوله عمل.


و الغرفتان متصلتان ببعضها البعض بباب داخلى فغرفه و يندى كانت النوافذ مصونة بشباك حديدى من خلالة يتسرب الهواء المليئ باريج الزهور المختلفة و بعد وقت قصير تعرفت سيرينا الى بيللا المربية التي اختارتها كارمين للاهتمام بالطفلة فناولتها شقيقتها النائمة بين ذراعيها و التي و ضعت للحال فسريرها.


و احتلت سيرينا حالة هيام و عجب لو انها جالت انحاء المعموره كلها لما امكنها اكتشاف ذلك المكان الذي يشبة الفردوس و ففرح و غبطة راحت تتصور شقيقتها و هي تلعب فهذه البساتين الخلابة بين الحيوانات الاليفه لاشيء فالعالم يرغمها على الرحيل من هنا .
.هذا ما وعدت نفسها به!


امضت سيرينا بقية فترة بعد الظهر فالتنزة حول البيت كانت تسرح فالمكان من دون هدف معين و بعد قليل و صلت امام مكان مسيج فاسندت ظهرها على الاسوار الخشبيه كان المكان خاليا لا شك ان الرجال فمثل ذلك الوقت يكونون فالسهول المجاوره يرعون القطعان التي شاهدتها و هي فالطائره فاكلمت تجوالها ذهابا و ايابا فخطي هادئه و نظرت داخل مبني و اسع معد خصيصا للمنامة لاحساة لمن تنادى لكن بعد قليل سمعت اصوات طناجر و سكاكين فاقتربت لتكتشف مطبخا و اسعا تنبعث منه رائحه اللحوم المشوية هنا يحضر اكل الرعاه البقر الذين لابد ان يعودوا فاقل من ساعه


بدات الشمس بالهبوط فاسرعت سيرينا فالعوده الى المزرعه كانت مصره ان تبدو فاروع شكل امام الرجل اسباب سعادتها و حظها كما هي على استعداد كى توقظ فهذا الرجل الخجول جميع اهتمام و فضول فارتدت فستانا مخمليا ازرق ليليا ذا اكمام طويلة يخرج نحافة جسمها و انتعلت حذاء رماديا فضيا بعدها سرحت شعرها الطويل حتي ينسدل امواجا شقراء على كتفيها و نظرت مره اخيرة فالمراة و شعرت بالامتنان من نفسها فالحال خرجت من غرفتها.وفى اعلي السلالم استجمعت جميع ما لديها من شجاعة كادت تقوم بالخطوه الاولي حين سمعت رعدا من الاصوات المبتهجة تنقض على البيت و تعكر صفو ذلك الهدوء الذي كان مستتبا طوال فترة النهار كان عشرات الفرسان يقفزون عن احصنتهم و يتوجهون فصخب الى المطبخ .



تسمرت سيرينا فمكانها مترددة بعدها سمعت خطوات ثقيلة فالشرفة مباشره تحت النافذة احد الرعاة و لج فالمدخل و سمعت بوضوح صوت المهاميز تسقط على الارض و بعد بضعة ثوان ارتفعت اصوات فالصالون فالبداية كانت عادية لكنها سرعان ما رتفعت عاليا و بدا الضجيج و الصراخ و الصياح و الصخب بالكاد تعرفت الى صوت دون البيرتو لان من كان يتكلم معه كان يقاطعة باستمرار و بحقد و بلهجه انتقاميه.


فحيره و اضطراب انحنت سيرينا الى الامام محاوله ان تري الرجل الذي يجاوب بحدة و عنف على عبارات دون البيرتو من يصبح ذلك الرجل ليجرؤ ان يتطاول على العجوز الذي يدير المزرعة بيد من حديد ؟

لايمكنة ان يصبح موظفا او عاملا لان كهؤلاء لا يستطعون ان يتكلموا بهذه الوقاحة و ذلك الجفاء..


اصطفق باب فعنف محدثا ارتجاجا فجدران البيت و عاد الصمت الثقيل المقلق و عبق الجو بتوتر يشبه الكهرباء.


حاولت سيرينا السيطرة على خوفها فتنفست الصعداء و اطلقت زفره طويله فجاه انفتح باب غرفتها بقوه و دخل رجل ممشوق القامة يرتدى بزة سوداء ذلك الاقتحام الفظ ارعب الفتاة فتسمرت مكانها من دون ان تحدث صوتا كانت تحدق فعينين متسائلتين.

كان الرجل يقيسها بامعان و وقاحة كان يتارجح من جميع جانب و يطقطق بمهمازة الفضى يرتدى سروالا من الجلد الاسود ضيقا و يخرج نحافه و ركية و طول ساقيه العضليتين و كان قميصة المفتوح يخرج صدرة الاسمر و شعرة المشعث من شدة الريح فشعرة اسود ايضا عيناة اللتان تلمعان ببريق شيطانى ارتسمت على شفتية ابتسامة ساخره و قاسية مظهرة اسنانة البيضاء الناصعه


قال بلهجة ساخره:


“اذن انت احدث مقتنيات الكونت !
كان يجب على ان افطن الى انه سيختار بنت شقراء باردة كانها مصنوعة من جص!”


” من انت؟
كيف تجرؤ على الدخول الى غرفتي من دون ان..”


قاطعها بعنف قائلا:


“اة ارجوك لاتبداي باعتبارى انسانا احمق!
لايليق بك ان تلعبى دور النساء الخجولات حسب راى جدى انت مستعدة تمام الاستعداد لتقاسمينى السرير!”


احمرت و جنتا سيرينا اشتعالا و همست تقول فتالم:


“اتريد ان تقول انك..”


“زوجك لااكثر و لا اقل لكنى زوج عاص و متمرد..”


احني راسة ساخرا و اضاف يقول:


“انا دون خوان دى فالديفيا بيدق احدث فلعبه جدي..”


تلعثمت تقول:


“بيدق…لعبه…؟”


اقترب منها و قال:


“ربما لاتعرفين خطة جدى … لاشك انه خجل ان يكلمك عن خطتة اجلسى ياسنيوريتا هنالك شيء عليك ان تعرفية بشكل ضروري ”


جلست سيرينا فالمقعد و كتفت يديها و شدتهما الى صدرها فتشنج كانها تريد بذلك ان تبدد خوفها الكبير من ذلك الرجل الذي يشبه دون البيرتو بشراستة و هولة كان عليها ان تتخلص من اوهامها و قناعتها فخوان دى فالديفيا ليس كما و صفة لها جون البيرتو هذا الرجل المنطوى على نفسة و الورع و بدات تفضل ان تجابة النار و الطاعون و اي بلاء او مصيبه و لا ان ترتبط حتي احدث حياتها بهذا السفاح البربرى و نظرتة الباردة و ارث التوحش من اسلافة الغزاه.


قال بنظرة قاتمه:


“جدى مربى ما شية معروف قضي حياتة يختار و يزاوج و يحسن مختلف الاجناس و اليوم انه قادر ان ينتج –حسب الطلب- الحيوانات القوية او المؤذيه او الوديعة و هو يفتخر بذلك و اضافة الى ذلك فهو على استعداد ان يرد للشارى جميع ما دفعة اذا لم يكن ذلك الاخير راضيا بما يشترية و فالوقت الحاضر ينوى جدى ان يطبق معلوماتة و خبراتة على الجنس لبشرى …”


فوجئت سيرينا بما يقوله و اصابتها الغصة لكن خوان دى فالديفيا لم يترك لها مجال للاحتجاج اذا قال مؤكدا :


:”نعم ما قوله صحيح لقد سبق و فعل هذا و نال نجاحا كبيرا و لهذا الاسباب =يريد ان يقوم بتجربه جديده!”


صمت قليلا بعدها تابع يقول:


“والدى كان مثلى رجلا عنيدا كان يفضل ان يفعل ما يروق له حتي لو قام باغلاط كبار بدلا من ان يسمع لنصائح جدى و ذات يوم و من دون سابق انذار دخلت المزرعة بنت رائعة كانت انكليزية شقراء ذات عينين زرقاوين و ديعة و مطيعة اختيرت كى تعجب و الدى و قيل لى انه و قع فغرامها و كان هذا الحب متبادلا بينهما غير ان شككت فبادى الامر و اعتقدت ان و الدى و قع فحب هذي المزرعة الغنية اكثر من حبها لكن للاسف هذي الهزه الارضية لم تسمح لجدى ان يكمل تجربتة حتي النهاية و لاشك انه متاسف على هذا و ايضا و من دون اي شك يريد ان يقوم بتجربة حديثة ياسنيوريتا و معنا..”


رفع ذقنة و سالها فسخرية :


“ماذا لو قلت لك انه اختارك فقط من اجل ان يصبح لك الاثر اللطيف على مما يجعلين اتصرف نحو جدى بطاعة عمياء ؟

لكنى احذرك ياسنيوريتا ان هذي اللخطة لن تنجح … و لا احد بامكانة ان يجعلنى اركع له!”


بدا قلب سيرينا ينبض بسرعة بالغة فرجعت الوراء و يدها على صدرها و قالت و هي تهز راسها:


“لست انوى ان اجعلك ان تركع لى ياسنيور كنت اعتقد انك بحاجة الى و لهذا الاسباب =جئت الى هنا تصورة انك…”


اختنق صوتها لحظة بعدها تابعت تقول:


“كنت اعتقد انني ساوجة رجلا خجول و معقدا غير قادر ان يجد بنفسة زوجة له لكن فالوقت الحاضر بدات ادرك ان جدك و صفك لى بكيفية خيالية و لاشيء مما قالة يوازى الحقيقة و حتي لايصار الى سوء تفاهم لن اتزوجك ياسنيور حتي و لو اضطررت ان اموت جوعا !



اصابتة فغطرستة و تفاخرة فراح يرمقها بنظرات احتقار و غضب و باحتراز ابتعدت عنه و توجهت نحو النافذة و قالت:


“والان ياسنيور اخرج من الغرفه من فضلك ”


حيره تصرف الفتاة المتعالى فاقترب منها بارتباك و امسكها بذراعها فعنف فتمالكت لئلا تصرخ فارغمها على الالتفات الية و قال:


“اتساءل ما لذى جعلك تقررين المجيء الى هنا انت بنت رائعة و يمكنك ان تثيرى اعجاب الرجل بك لذا فانا اكيد انك لم تاتى الى هنا لانك لم تجدى رجلا يحبك و يريدك زوجه له هل قدم لك الكونت مبلغا كبيرا من المال ؟

اة اذن ذلك هو الاسباب =!



افلت يدة بسرعة و غضب توجة نحو الباب الغرفه توقف هنالك و اعلن بصوت قاطع مليء باحتقار مر قائلا:


“بما ان جدى هو الذي اشتراك فسيفعل بك كما يريد لم يعد لى دخل بذلك لكن ياسنيوريتا اذا اردت نصيحتى ارحلى فاسرع وقت يمكن لم نعد بحاجة اليك هنا!”


اجتاز عتبة الباب عندما بدا صراخ و يندى يعلو من الغرفه المجاوره فاسرعت سيرينا اليها لان الطفلة كانت و حدها و بيللا المربية تتناول الاكل باتفاق مع سيرينا و لما و صلت الى سرير و يندى توقف البكاء و بدا الطفلة تزقزق بفرح:


فقالت لها سيرينا فحنان و قسوه :


“يايتها الفتاة الدلوعة !

اذا بقيت اعاملك كذا ستصبحين بنت مدلله فوق اللزوم ”


سمعت صوتا و راءها داخل الغرفه غير المضاءه فتذكرت للحال انها لم تكن و حدها


“لمن هذي الطفلة ”


كانت سيرينا تدور حول نفسها حامله و يندى بين ذراعيها و تشبة العذراء ببراءتها و طهارتها اجابتة بهدوء و افية بالعهد الذي قطعتة امام دون البيرتو


“هذه الطفلة لي”


قال غير مصدق:


“لك؟”


“نعم لي”


فرحت سيرينا لدي رؤيتها الدهشة العميقة التي ارتسمت على و جد خوان دى فالديفيا الذي قال :


“ووالدها اين هو؟”


من دون اضطراب قالت بلهجه عادية لايمكنة ان يشك بصدقها:


“والدها ما ت”


القي نظره سريعة الى يد سيرينا اليسري فلم تكن ترتدى محبس الزواج و لم تكن تابة بما سيفكرها عنها لم تكن تود سوي شيءوهو ان تتخلص من الرجل العدائى .



ففضول انحني نحو و يندى ذات العينين الزرقاوين الصافيتين .



فمدت له ذراعيها منتظرة ان يحملها بدا مرتبكا الى درجه جعلت سيرينا تشهق ضاحكة لكنها سرعان ما وضعت الطفلة فمهدها و قالت:


“عليك ان تنامي ياصغيرتى لا لاتجلسي!”


قبلتها سيرينا و قالت :


“تصبحين على خير ياحبيبتي ”


اشارت لخوان دى فالديفيا ان يظهر و راءها من الغرفه قبل ان تغلق الباب الذي يصل الغرفتين فقال الرجل فشراسه:


“هل جاء معك احد غير هذي الطفلة؟”


اجابت بصراحة بعد ان فوجئت قليلا:


“كلا بالنسبة الى و يندى و الى حيثما نكون نحن معا يصبح منزلنا..”


ملا و جة سيرينا استرخاء كبير رمقها بنظرة غاضبه و عضلات فمة ترتجف بقوه كانة يحاول ان يقوم شرا مؤذيا فقال:


“هذا العجوز محتال كالشيطاطن لكن بالرغم من هذي الظروف لن اغير رايي!”


لم يتسن لها الوقت لتسالة عن تفسير و ايضاح فقد اسرع نحو الباب و خرج الى الممر فخطوات و اسعة تعبر عن غضبه و لم تعد تسمع الا خشخشة المهماز.


×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

نهاية الفصل الرابع …^_^”


oooooooooooooooooooooooooooooooo


5 خطة الجد


ooooooooooooooooooooooooooooooooo

فجاة دق الجرس معلنا موعد العشاء تمالكت سيرينا نفسها قليلا لئلا تهرب فالحقيقة لم تعد تنوى البقاء هنا فالمزرعة غير ان مواجهة صريحة مع الكونت دون البيرتو اصبحت مهمة حتمية و لا مفر منها عليه الان ان يشرح لها الامور بوضوح و ان يتصرف بنبل و يقدم اليها اعتذارة لانة رسم لها صورة كاذبه عن حفيده بعيدة كليا عن الحقيقة و الواقع


هبطت السلالم بسرعة و عبنوتة و لما و صلت اما باب الصالون توقفت فتردد بعدها استجمعت قواها و جميع ما تبقي لها من شجاعة و قررت ان تفتح الباب و تدخل قاعة الاستقبال


فوجئت بوجود دون البيرتو و حدة كان مستغرقا فافكارة يحدق بكاسة فكابة و لما دخلت القاعة و ثق يستقبلها لم تلمح فو جهة اي اشارات للندم او تبكيت الضمير


“انت جميلة حقا ياسنيوريتا لى الشرف ان ارحب بك فبيتي و اكرمك على ما ئدتى من زمان بعيد لم تدخل منزلنا بنت رائعة مثلك “.تقلصت سيرينا و خشيت ان تخور عزيمتها و تتخلي عن تصميمها الذي قطعتة على نفسها برفض الزواج من حفيدة مهما كلف الامر


“هذا لطف منك ياسنيور غير انه عليك ان تسامحنى اذا قلت لك ان هذي المجاملات و ذلك الافراط فالمديح الذي تنعم فيه على يبدو لى عديم الجدوي كبعض تصريحاتك الاخيرة .
.”


عدل جلستة و تواري التغضن المرير عن و جهة و اعلن بصراحة:


“نعم على الاعتذار منك ياسنيوريتا قد كان اخفاء الخطر اخطر من الكذب المتعمد .
.لكن بانتظار المناقشة بكل ذلك اسمحى لى ان اقدم لك شرابا منعشا بامكاننا ان نتناول العشاء بعد قليل لانة اذا و جدت نفسك فارتياح و استرخاء ستتذوقينة اروع ”


قبلت ان تتبعة الى المقعد حيث جلست و نظراتها المليئة بالخوف كانت منجذبة تلقائيا نحو الباب عرف دون البيرتو ما يدور فخلدها فهمس يقول:


“استرخى ياسنيوريتا حفيدى ليس فالمزرعة مساء اليوم ذهب الى المدينة برفقة بعض الرعاة و لن يعودوا قبل الفجر و ستسمعين ضجتهم الاعتيادية اذا لم يكن نومك عميقا”


شعرت سيرينا بارتياح و استرحت فمقعدها و بين الوسائد المحيطة فيها فابتسم دون البيرتو لردة فعلها و قال:


“اذن لقد اتيحت لك فرصة لقاء حفيدى .
.”


فاعترتها قشعريرة باردة و قالت:


“ماحدث بيننا لم يكن ما تسمية باللقاء لقد احتجزنى و وشمنى للحال كما تفعلون بالماشيه!”


كان دون البيرتو منهمكا فتحضير الشراب الذي رفضتة فقاطعها فجاة و ردد و هو مقطب الحاجبين:


“وشمك؟”


“وشمنى كاى امراة سلعة ياسنيور و براى حفيدك انا امراة لا مكان لها هنا و مصيرها متعلق بمن اشتراها يعني انت ايها الكونت!”


قال فغضب :


“يالهي!
لو كان ما يزال صبيا لقاصصتة على ذلك الكلام البذيء!”


“لكنة لم يعد صبيا و فكل حال الظاهر انه على حق ان تختار بنفسك امراة لتزوجها من حفيدك الخجول المرتاب ليس ذلك بعيدا عن الخيال لكن حفيدك يدعي خوان دى فالديفيا و ليس هذا الرجل الخجول و المرتاب و ما فعلتة عديم الفائدة!
لا يمكنك ان تجهل ان مبادرتك هذي ستجعلة يغضب بعنف؟”


جلس قربها و اكتفي باطلاق زفرة عميقه لاشك انه نادم على ما فعلة لكن على ماذا هو نادم بالتحديد ؟

علي فشل مخططة ام على الضرر الذي الحقة بحفيدة و بها؟


قال بلهجة متوسله:


“اذا قبلت سماع ما ساقوله سترين ان تصرفى هو اقل انانية مما كنت تتصورين”


“وما الفوائد بعد الان؟
بعدما باح فيه حفيدك اصبح جميع شيء و اضحا انت مربى ما شية معروف و لا احد ينكر نجاحك الباهر فهذا المجال لكنك توصلت الى الاقتناع انه بامكانك تحقيق تجاربك على الكائن البشرى و شيئا فشيئا توصلت الى مشروعك و هو ان تحقق اتحادا كاملا لزوجين مثاليين غير انك ارتكبت خطا جسيما فيتعلق بنا دون خوان رجل .
.
غليظ و فظ و اذا كان ذلك غير كاف فانه يرجع جميع شيء الية .
.
وهذا ما اكدة اكثر من اي شيء اخر!”


لمع بريق شحيح فنظرات دون البيرتو و ارتسمت ابتسامة صغار على و جهة فوجئت سيرينا برده فعلة و انزعجت بعض الشيء و نهضت مسرعة لكنة مد اليها يدة و اعلن بلهجه هادئة قائلا:


“سامحينى يا عزيزتى لكن سبق و سمعت ذلك الكلام من قبل و بالحماس و الصدق نفسهما هذا ان المراة التي اصبحت كنتى كانت تتكلم مثلك تماما.
وبالنسبة اليها على ان اقول صراحة انني احتجزتها فالمزرعة بنية تزويجها ابنى ستقولين انني ما زلت فالهاجس نفسة و ابنى كان رجلا ذا طباع غريبة لايمكن قهرة بسهولة و لا يختلف عن حفيدى الذي شاهدتة اليوم كان يفضل العمل برفقة الرعاة و كان يحسدهم على حريتهم و لم يكن هو الذي يتحمل مسؤولية ادارة و حرثه ذلك المشروع الكبير الذي اعتبرة دويلة كبار داخل دولة جميع المسؤوليات و الهموم و الاعباء التي تنبثق عن ذلك الثقل اتحملها و حدى انا !

وكان هنالك الكثير من الفتيات من العائلات الرفيعة اللواتى كن يتمنين الزواج منه لكنة لم يكن مسالا الا الى النساء الاقل احتراما اللواتى يعاشرهن الرعاة فحانات المدينة و ذلك ينطبق الان على حفيدى و اصدقائه”


ران صمت طويل بعدها تابع يقول:


،
”لم اختر هذي الفتاة بنفسي لقد و صلت الى هنا بطريق الصدفه لكن يجب ان اعترف لك انني منذ رايتها خطرت ببالى فكرة جهنمية و اردت ان انفذها بتسهيل اللقاء بينهما الى ابعد حد فالبداية كانت اللقاءات تتم فمناخ عدائى لكنى فرحت اكثر عندما علمت ان العلاقة بينهما بدات تتوطد تدريجيا و كما توقعت اخذا يشعران تجاة بعضهما البعض بالحنان الذي تحول فيما بعد الى حب كبير و بالتالي تغيرت طباع ابنى بشكل كلى و عرفا معا سعادة كبار ياسنيوريتا و لايمكننى ان اعبر لك بالعبارات ما شعرت فيه عندما علمت بالماساة .
.
لذا ارغب من جميع قلبي ان يقدم خوان ثمرة ذلك الحب على زواج سعيد و ان يسعد كو الدة .
.
هذه هي امنيتى الفريدة لايمكنك ان تلومينى ان اقدمت على تحقيق هذي الامنية حتي و لو كنت تفكرين فاعماق اننى معاذا الله اعتبر نفسي متساويا مع الخالق الكبير عز و جل”


اقتربت سيرينا من المدفاة و انحنت صوب النار المتوهجه التي انعكست على و جهها حيث ظهر تشوش عميق و ارتباك و حيره انها تشعر نحوة بالشفقة لانة يعتبر نفسة الحاكم المستبد بمملكتة الصغيرة و مقتنع بقدرتة الامتناهية كان الامر مضحكا و مؤسفا فالوقت نفسة الكونت دون البيرتو ملك المزارعين!
سيتقاعد املا ان تصبح هي ملكه المزرعة .
.
فشعرت بالتواء ياخر و مر ففمها.


غير ان ملامح و جهها حافظت على الوقار و الرصانة عندما التفتت الى العجوز الذي كان جالسا فمقعدة منحنيا الى الامام و يدة على ذقنة لم تكن تريد ان تجرح شعوره فاعلنت بلهجه متنزنة قائلة:


“اسفة سينيور لكننى غير قادرة على قبول ترتيباتك .
.”


هز راسة احتجاجا فاضافت فالحال بحزم كبير :


“نعم انها ترتيبات..
كل انسان حر ان يتصرف بحياتة كما يري مناسبا ان كان ذلك الانسان حفيدك ان اي شخص احدث انا متاكده باقتناع انك لاتفعل هذا بانانية و انك تتمني بكل اخلاص سعادة خوان لكن..”


توقفت لحظه و رمقت العجوز بنظرة صافية و سالت:


“هل فكرت بان النجاح الذي احرزتة فما يتعلق بابنك كان مجرد حظ و ان ذلك النوع من التجارب لايمكنة ان يؤدى الى النتيجة نفسها؟”

“الطبيعة الانسانية لاتتغير سنيوريتا !

الاجيال تتلاحق و السنوات تمر و الانسان ما زال ينقل الى نسلة الطباع و العاهات و الفضائل و العيوب نفسها فعروقى يجرى دم الغزاة الاول فقد و رثت عنهم حب المغامرة و كراهيه الخوف و الانانية و العنفوان و كان ابنى يتمتع بهذه الصفات و اليوم ارها عند حفيدى و لهذا الاسباب =انا متاكد ان ما قدمت عليه ليس خاطئا و لا يقبل بالفشل”


قالت سيرينا بهدوء و هي تضم بشدة يديها المرتجفتين على بعضهما :”لكن ما حدث يؤكد استحالة مهمتك مخططك باء بالفشل لانك نسيتنى بكل بساطة .
.
وانا ما ازال موجودة سينيور من دونى لايمكنك ان تحقق اهدافك!
انى ارفض الاشتراك فهذه الترتيبات و امل ان تعفينى من تحقيق العهد الذي قطعتة اتمني العوده الى بلادى باسرع وقت يمكن و لا اسباب لان اري حفيدك بعد الان !



وضع دون البيرتو كاسة على الطاولة بهدوء بعدها اقترب منها فتهيا لها انها خادمة امام معلمها و كادت ان تحنى راسها خضوعا كان ينظر اليها بتفصيل يقيسها مطولا بعدها قال بلهجه باردة و مراعيه:


“اخشي ان يصبح ما تمنيتة مستحيلا اذكرك بانه سبق و عقدنا صفقة لامجال للتراجع عنها هذي الملابس التي ترتدينها و ذلك البيت الذي تسكنية انت و اختك دليل قاطع و يحق لى ان انتظر منك امتثالا و طواعيه”.توقف لحظة بعدها اضاف:


“وكما لاحظت فالمزرعة مقطوعة عن العالم اذن لامجال ان تاملى فالهروب و الرحيل انها اضاعة للوقت كى تظهرى من هنا عليك ان تاخذى الطائره و تلك التي نملكها لن اضعها تحت تصرفك عليك اذن ان تبقى هنا شئت ام ابيت!”


اطلقت نواحا عميقا و شحب و جهها و قالت بغضب:


“بامكانك ان تعتبرنى سجينة لديك لكنك لن تتوصل ابدا لان تجعلنى اتزوج حفيدك بالقوة!”


اجاب دون البيرتو من دون اضطراب كان شيئا لم يكن:


“فى البداية المراة التي جاءت قبلك كانت تفعل مثلك فجميع تصرفاتها و رده فعلك هذي لايمكنها الا ان تؤكد لى نجاح مهمتى و لذا انا مسرور جدا..”


القمر يلقى اشعتة البيضاء على سرير سيرينا حيث ارتمت منذ ساعات بعدما هرعت راكضه من قاعه الاستقبال حانقة على دون البيرتو و خائبة لحظها السيء فقرار الكونت الذي لا رجوع عنه و ضعها فحالة حزن و كابة و الان تعتبر ذلك البيت سجنا و هذي الغرفه زنزانة حيث بامكانها ان تتاسف على مصيرها و تندم شدت على معصميها و انزلقت تحت الاغطية و راحت تنتحب باكية و تصرخ :


“انا مجنونة حقا مجنونة لماذا لم يخطر ببالى اننى بقبولى هذي الصفقة رميت نفسي فما زق؟”


صحيح انها استعدت لقبول جميع العواقب التي تنتج عن ذلك القرار لكن الرجل الذي قبلت منه لم يخرج على حقيقتة الا اليوم…


كبتت دموعها و نهضت خارج السرير و خلعت فستانها بقسوه ذلك الفستان الذي هو هدية من دون البيرتو .
.
وشعرت سيرينا بالخجل لما فعلتة برغم انها تعرف ان اسباب هذا يعود الى و يندى غير انها احست بالقرف من تصرفها.


كان ذيل قميص نومها الشفاف يمسح ارض غرفتها ذهابا ايابا بعدها جلست قرب النافذة و ظلت مسمرة مكانها لمدة طويلة كالبلهاء فجاة سمعت خشخشة صغار و بعدين عم صوت عميق بعدها اقنعت نفسها بان ما سمعتة ليس سوي و هم مخيلتها لكنها سمعت الخشخشة نفسها مرة اخرى فالتفتت سيرينا حولها و فتحت عينيها جيدا تبحث فظلمة الغرفه علها تري شيئا فلاحظت ظلا يتحرك و يقترب منها ارتعبت و لم تجرء على القيام باى حركة بريق معدنى لفت نظرها و على ضوء القمر الشحيح رات البكلة الفضية المعلقة بالزنار الجلدي الاسود فعرفت من يصبح صاحيها و استعادت صوتهاوقالت باستغراب :


“ماذا تريد؟
كيف سمحت لنفسك بالدخول الى غرفتي من دون سابق يادون خوان!”


قهقة ضاحكا و اقترب منها بترنح و شعرت بنفسها على و شك السقوط و قال ساخرا:


“انا بحاجة للحديث معك فالحقيقة فكرت مطولا بالوضع الدقيق الذي و جدنا به … و اعتقد اننى عثرت على حل لذلك”


ادركت بانزعاج انه دائخ و العطر الخفيف الذي يرطب قميصة يدل انه لم يقض الليل و حيدا قالت:


“انا كذلك اخذت قرار نهائيا قررت ان ارحل من هنا … و اريد ان تعدنى بمساعدتى فالعوده الى بلادى ”


امسك كتفيها بشدة و راحت ترتعش عندما بدات يداة تمتدان الى جسمها نص العارى لكنها ظلت جامدة رافضة ان ترجوة الا يفعل ذلك.
قال صارخا:


“هذا مستحيل !

انة يشوش مخططي!
اليك ما انوى فعله:


ساتزوج منك …لكن عليك الاتعتقدى انني سافعل هذا لانى اخضع لاراده جدى ابدا اريد ان القنة درسا و ابرهن له ان زواجا مدبرا بهذه الكيفية الجهنمية لن يؤدى الا الى الفشل … الفشل الذي سيؤلمة كثيرا صحيح ان بزواجى ساحقق له امنيتة العزيزه على قلبة لكن عليه بالمقابل ان يفى بوعدة ”


بالكاد نطقت سيرينا قائله:


“وعد ؟
اى و عد؟”


“ان يعهد الى ادارة المزرعة بكاملها لا اريد شيئا احدث لقد اشتغلت كثيرا بلا هواده لاننى اعرف ان ملكيه هذي المزرعة ستكلفنى عذابات شتي !

واخيرا و ضعنى جدى امام الامر الواقع :الزواج ام خسارة المزرعة و ليس فقط الزواج و انما هو الذي سيختار العروس !

واذا رفضت سوف يحرمنى من الميراث لكن ياسنيوريتا سنحتال على ذلك الثعلب معا … لندعة يعتقد انه سيد الوضع فقد اصبح عجوزا و لن تدوم عظمتة الى الابد!…”


ارتعشت امام لهجتة المحزنة فاضاف يقول :


“بعد بضعة سنوات سيموت و جميع واحد منا يذهب فكيفية لكن الوقت الحاضر ارغب ان نتزوج سيصبح الاحتفال شكليا و لن يربطنا اي قسم او يمين بالتاكيد لن اغير تصرفى و بالنسبة اليك سينيوريتا اعتقد ان الزواج و اللقب الذي ستنالينة سيكونا عزاءين كافيين ساتجرا و اسالك الست زوجة سبق و عاشت من قبل خبره الزواج اقصد بذلك انك كنت ملكا لرجل اخر؟”


هذي الملاحظة الاخيرة كانت بالنسبة الى سيرينا صفعة حقيقية شعرت فجاة تجاهة بقرف و حقد و ضغينة الى درجه انها كادت ان تبوح له بحقيقة و يندى فقط من اجل ان يعتذر عن هذي التهمة و الشتيمة غير ان غريزتها نبهتها الا تقدم على فعل كهذا و تبين لها بوضوح ان دون خوان دى فالديفيا لا يمكنة قبول زوجة ربما ملكها رجل احدث قبلة و لهذا الاسباب =فهو يتعذب بانانية و عنفوان لانة سيضطر قبول هذا و لو بصورة شكليه…


ظلت سيرينا صامتة فاسرع يقول :


“اذن ما رايك ؟

هل انت مستعدة لمساعدتى لمواجهه ذلك الثعلب العجوز ؟



فسالتة قائله ببرود و حقد :


“ايمكننى الاختيار؟”


ظل دون خوان مسمرا عينية الثاقبتين فو جة الفتاة الشاحب .



و هو ما زال ممسكا فيها و سيرينا تحاول جاهدة ان تظل هادئه و غير مبالية اطلق ضحكة ساخره و قال


“هذا الجمال الذي تتحلين فيه لايبدد ضجرى و لايؤثر بى ياسينيوريتا !

فى بلادنا النساء لسن باردات بالعكس انهن شغوفات حارات مضطرمات … لذا لاتخافى منى بصفتى زوجك فالمستقبل: لن احاول ابدا ان اتقاسم فراشك!
هل هنالك اسوا من عناق كتلة جليد ؟



و للحال ابعدين عنه بعنف فقالت بغضب :


“افهم اشمئزازك ياسينيور انا اشعر نحوك بالشعور نفسه!
يؤلمنى ان اري نفسي فغرفتي بصحبه رجل دائخ…”


اصابتة فعزه نفسة و كانت رده فعلة ان حملها من دون اي جهد و جذبها نحوة فشدة قائلا و اسنانة تصطك :


“امرك ان تعتذرى منى و الاستندمين عما قلته!”


قالت و هي تتخبط للتخلص منه :


اتركنى .
.
ابتعد عني!


” ليس قبل ان تعتذرى على ما قلتة الان ”


” و عن ماذا تريدنى ان اعتذر؟
لانى قلت الحقيقه؟
لم اطلب نك ان تعتذر منى عندما شتمتنى انت الرجل النبيل”


ابعد راسة الى الوراء و اطلق ضحكه ساخره و متعجرفه و قال:


“لم اعتبر نفسي ابدا رجلا نبيلا!
هذا النوع من الرجال الضعفاء الذين يمضون معظم اوقاتهم فالنوح لا اعتقد انا ان ذلك النوع من الرجال يعجبك ياسنيوريتا؟”


” انني اروع الرجال الذين لا يستخدمون القوه الا بعد ان يجربوا جميع و سائل الاقناع الاخرى!”


” انني افكر عكس هذا فالتصرف بهذه الرقة يرهق من دون جدوى من الاروع استخدام القوه منذ البداية!”


و كى يدعى قوله ضمها نحوة بشدة و انصب عليها بغضب بارد كانة يريد ان يقاصصها و يحقرها و تذكرت سيرينا ما قالة فما يخص نساء تلك البلاد فارغمت نفسها على البقاء جامدة من جليد و كذا ببرودها التام تؤكد له رفضها الدخول فلعبتة و فالوقت نفسة تخرج له عن كرهها و احتقراها لغلاظتة .



و من دون اظهار اي ندم ابتعد عنها و ابعدين عنه بعدها ابتعد بخطي فخوره و لما وصل الى الباب اعلن قائلا:


“حافظى على العناق لنفسك يا ايتها الانسه الباردة!
لا اعرف اذا كان و اجبى الاعجاب بذلك الرجل الذي توصل ان يجعل منك امراة كاملة و اما لطفلة ام يجب ان اتاسف عليه!”


××××××××××××××××××××××××××××××××/×

نهاية الفصل الخامس^^”


oooooooooooooooooooooooooooooooooooo


6- حفل الزواج


ooooooooooooooooooooooooooooooooooooo

بعد اسبوع بدات الاستعدات للاحتفال بزواج خوان و سيرينا فكنيسة صغار تابعة للمزرعة و اختصر عدد المدعوين الى الحفل بسبب قصر الوقت فكان الحضور مؤلفا من الاقرباء و الاصدقاء المقربين.


و قام دون البيرتو بتدبير المعاملات الرسمية الضرورية فقد فوجيء بتقلب اراء خوان من جهه و باصرار سيرينا عليه من الا يبوح لحفيدة بحقيقة امر شقيقتها و يندي


حينذاك قال صارخا:


“ولماذا يا صغيرتي؟
كوني انسانة طيبة و تفهمية و انتشلى هذي الشوكة من خاصرتة … لماذا لاتنقذيه من الشكوك التي تزعج خواطرة و تؤلمه؟”


فاجابت بجفاف:


“ليست فنيتى ان اكون طيبة معه فانت رفضت فك ارتباطى و ارغمتنى على قبول ذلك الزواج…لكن هنالك شرط اريد منك ان تحترمة و هو الذي يتعلق بويندى فاذا بحت بهذا السر لن يتم الزواج!”


بالنسبة الى دون البيرتو كان ما قالتة تفصيلا لاسيتحق التوقف عندة راي نفسة على مقربة من تحقيق اهدافة .
.
وغير مستعد للتوقف عند امور تافهة بامكانها ان تفسد مخططاته.


اجابها قائلا :


“اتفقنا ما دمت مصره على ذلك..”


حك ذقنة مفكرا و سرعان ما انارت الابتسامة و جهة و قال:


“ربما تصلين الى تحقيق اهدافك اذا ما زلت تصرين على ذلك الشرط انت امرأة ذكية و انا لست بغبى بخوان بحاجة الى حجه متينة كى يقبل بالزواج… هل احس بالشفقة نحوك؟
ان انه شعر بانجذاب باطنى من دون ان يعى ذلك؟
هذا ما اجهلة فكل حال انا مستعد ان ارتكز على حدسك كس اضرم عواطفة و اوقظ عندة المشاعر الودية .
.
نعم ياعزيزتى حافظى على ذلك السر مهما كلف الامر و بجميع الطرق!
فال فالديفيا يتميزون بحب التملك و الغيره و خاصة الرجال بوجود شقيقتك الصغيرة سيظل يتذكر باستمرار انك كنت فالماضى ملكا لرجل اخر…”


و بينما كانت سيرينا ترتدى ثوبها المخرم حالمة مترددة ايقنت بانها ستقدو رمزا لتلك المراة التي سبق لها ان تزوجت من قبل و هي الان على استعداد لخوض هذي المغامرة مره ثانية و رددت فذهنها و هي تقول : اليس ذلك ما كان يقصدة دون البيرتو؟


و لحفل الزواج اختارت سيرينا ثوبا ابيض و اسعا مبطنا بالحرير اظهرت اكمامة الشفافة بشرتها المخملية الناعمة و رفعت شعرها الاشقر الطويل جدائل بشكل تاج ذهبى و زينتها بالزهور البيضاء التي خففت من رصانة تسريحتها لكن عينيها الكئيبتين و ملامحها المشدودة و شحوب و جهها كانت كلها تعبر عن خوف اليم و حذر عميق فلم تغادر غرفتها منذ الصباح و من النافذة المفتوحة كانت تسمع اصوات المدعوين الذين قصدوا المزرعة من بعيد معظمهم استقلوا الطائرات .



كان البيت يعج بالناس و الاصوات تطنطن كو كر النحل لكن سيرينا تملكها الحذر و لم تغامر بالظهور امام الجمهور لانها تعرف جيدا انها ستكون نقطه اهتمام الحضور كما كانت متمسكة بقول قديم مفادة ان لقاء الخطيب مباشره قبل حفل الزواج لايجلب الحظ…


بعد قليل دوت اصوات محركات السيارات المتجمعة تحت الشرفة و توجة المدعون الى الكنيسة شعرت سيرينا بتقلص مؤلم فمعدتها فلم تتناول سوي الاكل الخفيف و بعض القهوه برغم تحذيرات الخادمة و مع احدث سيارة تبتعد عن المزرعة احست سيرينا فجاة بضعف فاستندت على ظهر كرسى بجانبها و فجاة سمعت طرقا على الباب فراح قلبها يخفق بسرعة و بعد لحظات قالت متلعثمة :


“ادخل”


ظهرت كارمين الخادمة حمراء الوجة كثيرة الحماس و انحنت امامها كخادمات القرون الماضيه و سلمتها قطعة قماش طويلة من الدانتال الكيريمى اللون و قالت:


“الطرحه ياسنيوريتا … سبق و ارتدتها من قبل جميع العرائس اللواتى ينتمين الى عائلة فالديفيا”


فرجعت سيرينا الى الوراء بشدة و قالت:


“لا شكرا لن احتاج اليها”


فتحت كارمين عينيها السوداوين متعجبه و قالت بغضب :


“لكن ياسنيوريتا انه محرم ان تدخلى الكنيسة مكشوفه الراس !

يجب على العروس ان تصون و جهها و تحمية من نظرات المتطفلين … الم ترى كيف تسرح عندنا النساء شعرهن و كم هن انيقات!”


و ضعت كارمين الطرحة على راس سيرينا من دون ان تترك لها مجال الاعتراض بعدها سوت اطرافها المطرزة فوق الخدين الشاحبين و صرخت:


“جميلة انت كذا ياسنيوريتا هل اعجبتك؟”


قالت الفتاة غصبا عنها:


“نعم انها طرحة رائعة لكن الن يفاجا دون المنزلو برؤيتى اعتمر هذي الطرحة الناعمه و الثمينه؟”


هزت كارمين راسها بحماس و قالت:


“لن يرفض الكونت شيئا لزوجه حفيده الجميلة!”


الزوجه الجميلة!
اغتم قلبها و تحسرت : فاضافت الخادمه المتالقه تقول:


الكونت ينتظرك لم يبقي احد هنا غيرنا”


سالتها سيرينا بصوت مخنوق:


“ودون خوان اين هو؟”


قالت كارمين و هي تكبت ضحكتها :


“فى الكنيسة من دون شك لاشك ا نة فانتظارك بفارغ الصبر …امامك دقيقة معدودة لندخل الان”


هبطت سيرينا السلالم ببطء و قدماها ترتجفان و ظلت متمسكة بالدرابزين لئلا تقع او تفقد توازنها البيت كان خاليا كليا و الجو ما زال يعبق برائحه السكائر و عطور النساء كان دون البيرتو ينتظر بهدوء داخل الصالون و ما ان سمع و قع خطوات الفتاة حتي التفت الى الوراء و اعلن بلهجه دافئه :


“انت حقا جميلة ياعزيزتى و كل اصدقاء خوان سيحسدونة عليك!”


جذبها نحو النافذه امامها تمتد الحديقه المسعة بالشمس الحارة تركها الكونت هنالك بضع دقيقة و راح يفتش فدرج مكتبة فارتعبت سيرينا عندما سمعت صوت دون البيرتو يدخل اذنيها قائلا :


“هذه هديه العرس و ساسر لو تفضلت و وضعتة اثناء حفل الزواج “فتح العلبة و اخرج منها عقدا من اللؤلؤ و دعاها للاقتراب نحو المراة .
قالت بصوت حيادي:


“اشكرك انه لشيء جميل لكن بما انك الان على و شك تحقيق امنيتك العزيزه لم تعد بحاجة لتقدم لى الهدايا الثمينة لقد اعطيتنى مسكنا لى و لويندى و لا اريد اكثر من هذا”


كان فالوقت الحاضر مستعدا لان ينسي جميع شيء لكن ما قالتة ذكرة بالصفقة فقطب حاجبية و قال:


“ارجوك ان تقبلى هذي الهدية التي ليست سوي شكر و عرفان بالرائع من قبل رجل عجوز سعيد ان يستقبلك داخل عائلتة و ان يجعلك واحدة منها و لهذا ارغب منك ان تنادين ابويليتو ما دمت ستصبحين بعد لحظات قصيرة زوجه حفيدى و يشرفنى اذا اعتبرتنى جدك انت و ويندى و على ان اقول لك من دون موارية بان و يندى لفتت انظار و موده الجميع فاقل من اسبوع ”


ابتسامة عابره مرت على شفتي سيرينا فالحقيقة لقد تهاتفت على و يندى المعجبون الشغوفون الذين احاطوها بالاهتمام التام و هي فهمت بكيفية سرية انها ستبقي فالمزرعة بصورة دائمه و كان دون البيرتو يغتنم الفرص لياخذ الطفلة بين ذراعية و يكلمها و الخادمتان كارميلا و بيللا تلبيان رغباتها و كل نزواتها بينما كان خوان يرد على مبادراتها باتسامة بطيئة.


و كلما تواجد خوان بجوارها لاتعود الطفلة تهتم الابة و تظل ترمقة بعينيها الواسعتين الزرقاوين و كانت ترسل الية القبلات بالحاح تجعلة مضطرا ان يرد عليها بالمثل او ان يهزم لها راسة هو الذي لم يتعود على وجود اطفال بقربة غير ان سيرينا لاحظتة مره من دون معرفتة بينما كان يلاعب و يندى بالطابه و بنهاية اللعب راح يداعبها بلطف و حنان و يلامسها تحت الذقن حتي كادت الطفلة تقهقة من شده الضحك.


اصر دون خوان على ان تحضر و يندى حفل الزواج فاصطحبتها الخادمة قبل موعد الاحتفال بعشر دقيقة و كانت ترتدى فستانا ناعما من الازرق يليق بلون عينيها و شريطة زرقاء تزين خصلات شعرها.


“تعالى ياعزيزتى حان لنا الوقت للذهاب”


فجاة افاقت سيرينا من احلام اليقظة لكن دون البيرتو اضاف قائلا:


“انى فغايه الامتنان لان اسمح لنفسي ان احل فهذا اليوم مكان و الدك الذي فقدتة منذ فتره و جيزه ”


تلالات الدموع فعينيها لكنها تمكنت من السيطره على انفعالها انها تخضع لسحر ذلك الرجل العجوز لكن عليها ان تتذكر باستمرار قساوتة نحوها كان عليها ان تشعر بالغضب نحوة لكن فهذه اللحظه بالذات لم تكن تشعر لا بالحقد و لا بالمراره ….


خرجا الى الشرفه و من هنالك توجها نحو السيارة فهذا الوقت اسرعت و يندى نحو سيرينا و عيناها مبللتان فضمتها كارمين اليها فعاطفه كبار و قبلتها على الخدين و همست لها ببعض العبارات باللغة الاسبانية فهذا التصرف الامومى من قبل الخادمه جعل سيرينا تضطرب بعمق لكم كانت سيرينا تتمني ان تكون و الدتها حيه ترزق و تكون بجانبها فهذا اليوم التاريخى … فاحتلها انفعال قوي و اندفعت الدموع من عينيها و فكر دون البيرتو و هو يراها ان نظراتها الزرقاء الرائعة ربما تعكرت كبحيرة حين تعصف الريح و تبدا العاصفه.


قدم لها منديلا لكن العاصفه لم تهدا فاضطر الى ان يذكرها قائلا:


“المدعوون بانتظارنا و اعزيزتى و ايضا خوان و الصبر ليس من فضائله ”


انتصب سيرينا و رفعت ذقنها بشجاعة و قالت بصوت غير مطمئن :


“المعذره .

انى مستعدة الان”


اعجب دون البيرتو بقوه ارادتها و اعترف فداخلة ان الفتاة تتمتع بذكاء و جراة.


ظلت كارمين تلوح بذراعها حتي اختفت السيارة عن الانظار بعدها صعدت السلالم المؤدية الى الشرفه المزينة باناقه لهذه المناسبه كان عليها ان تبقي فالمنزل كى تشرف على تحضيرمادبه الغداء الذي سيقدم للمدعوين .



و فطريقها الى الكنيسة لاحظت سيرينا وجود الشرائط الملونة المصنوعة من الورق ملعقه بين الاشجار فالمساء كان العشاء فاخرا سيعد للرعاة و عائلاتهم و سيتم هنالك تحت هذي الزينة .



قال دون البيرتو بغيه تشجيع الفتاة :


” ستحبين كنيستنا الصغيرة ياعزيزتى فقد بناها اسلافنا و دخلها المؤمنون بفرح كبير و انا اراكما انت و خوان تمارسان ذلك التقليد”


فلحظه كلمح البصر كادت ان تضحك منه لانة بدا يعتبر ذلك الزواج المفبرك كانة حقيقي لاشك انه يامل على المدي الطويل ان تتحق هواجسة و اوهامه.


فجاة دوت الاصوات من كل الجهات و ظهر الفرسان من و راء غيمه غبار كثيفه و احاطوا السيارة كانوا يطلقون الصياح الصاخب و يشبهون الدراويش المولولين و فصفوف مشدودة جاء الرعاه ليؤلفوا الموكب كانوا يرتدون معاطف البانشو الملونة و دروع الساق الجلدية السوداء المعلقه فوق الركبه و ينتعلون الاحذيه العاليه ذات الاكعاب المرتفعة و المزينة بالمهاميز المحيكة باليد و فملامح و جوههم النحيله التي لوحتها الشمس التعبير الامبالى و الوقح نفسة و صلوا الى اسفل السلالم التي تؤدى الى الكنيسة و ظلوا يطلقون صياحهم الثاقب.


و عندما نزلت سيرينا من السيارة خلعوا قبعاتهم العريضه فتحيه ساخره فهزت الفتاة بخجل راسها بعدها دخلت الى الكنيسة متابطه ذراع البيرتو و راح الارغن يعزف مقطوعة جميلة و فخطي بطيئه توجها الى حيث كان خوان بانتظارهما كادت سيرينا ان تجهلة بثيابة الغريبة لكن ملامح و جهة النبيلة كانت تعبر عن رصانة غير اعتيادية.


لعبت سيرينا دورها بغايه الكمال و كانها فحلم و بالكاد شاهدت الزينة الفاخره و الجمهور الغفير على المقاعد و البنوك.


الرجال ينتصبون باعتزاز قرب زوجاتهم اللواتى يرتدين الملابس الانيقه و الفاخرة.


كان شبح سيرينا النحيل تغمرة اشعة الشمس الملونة التي تتسرب من اثناء الزجاج و بهدوء ظاهرى لفظت امنياتها بصوت صارم و من دون انفعال و فحالة غيبوبه لم ترتجف و لم ترتعش عندما ردد خوان بربطه جاش و اتزان العبارات السرية قائلا:


“انى اقسم لك الاخلاص و الحماية و الحب حتي يفرقنا الموت..”


اطلقت زفره عميقه ليس ما يقوله سوي كذبه صغار لان موتا احدث موت دون البيرتو هو الذي سيجعلهما احرارا من جديد فهي لاتشك بان دون خوان سيفى بوعدة بالحاح و بسرعه.


انغلقت يد خوان الطويلة و القاسية على يد سيرينا و ادخل خاتم الزواج فاصبع يدها اليسري فارتعشت رموش عينيها و تشابكت نظراتهما و لمحت سيرينا فنظرتة لمعانا ساخرا فحولت عينيها بسرعه.


اقترب دون البيرتو ليقبلهما و لم تنتبة الا فهذه اللحظة بالذات ان مراسم الزواج اشرفت على نهايتها فاسترخت قليلا و بينما كانت خارجه من الكنيسة متابطه ذراع زوجها و راحت تبتسم للجمهور.


و ما ان اصبحت خارج عتبة الكنيسة حتي ارتفع صراخ التهنئه و سطعت اشعه الشمس البراقه فلم تمنع نفسها من اقفال عينيها على جفنين مرتعشين و بينما كانا يهبطان السلالم راح الجمهور يمطرها بوابل من الورود و الزهور المختلفة.


ضحك خوان و دفع بسيرينا نحو السيارة لكن زوجات الرعاه ابدين اصرارا على رؤية العروس من قريب فتجمهن و راءها و اذا بخوان يحملها و يدفعها داخل السيارة احمرت و جنتا سيرينا مما زاد فحماس الجمهور الذي صرخ يقول:


“قبلها سينيور!
قبلها!”


و بالفعل اطاع خوان فاخرج زوجتة من السيارة و اوقفها فقسوه افقدتها نفسها بعدها امسكها بعنقها و جذبها بنخوه نحوه و دفعها داخل السيارة من جديد و دخل و راءها و تمكن بصعوبة من اغلاق الباب بسبب الجمهور الذي انصب حولهما اقلعت السيارة و افاقت سيرينا من الارتباك و الخجل من جراء هذي القبله و حدقت بعيني خوان السوداوين و صرخت تقول:


“ليس فهذه الصفقة التي عقدناها ما يسمح لك ان تتصرف على ذلك النحو!
ان تعاملنى كالفتيات اللواتى تمضى معهن بعض الوقت فالحانات و البارات الوسخة فالمدينة … كيف تجرؤ على ذلك؟”


اختفت ابتسامة خوان و قال بجفاف:


“بدات تذكرينى بتلك الزوجات اللواتى لايكففن عن التذمر ياسنيوريتا !

يضاف الى ذلك اننا لم نعقد اي صفقة لقد طلبت منى ان اتزوجك”


و اضاف قائلا:


“لقد قلت لك انك ستتزوجينى غير انني اعترف ان لديك بعض الحقوق بصفتك زوجتي اذا كان خروجى الى المدينة برفقة النساء يزعجك فانى مستعد ان اتخلي عن هذا فكل حال لم يعد هنالك اي اسباب كى اتمادي فهذا تبدا الهموم مع الزواج لكن العزوبية لاتجلب الفرح و الان بما اننا متزوجان فمن و اجبك ان تخففى عنى ذلك الحمل”.


×××××××××××××××××××××××××××××××××

نهاية الفصل السادس…*_^


ooooooooooooooooooooooooo


7- اقاويل الحضور


ooooooooooooooooooooooooo

بعد قليل راح العروسان يستقبلان المدعوين على مدخل الصالون .



كان الفضول يحتلهم فراحوا يراقبون العروسين خفية و يتلفظون بالملاحظات الخاطفه باصوات منخفضه و لدهشه سيرينا اقترب خوان من بيللا و امرها قائلا:


“اذهبى و انضمى الى اصدقائك و تمتعى بوجودك معهم لمدة ساعة و سنهتم نحن بالطفلة”


امسك و يندى بين ذراعية و فالحال اشرقت عينا الطفلة الزرقاوين و راحت تزقزق كالعصفور و تلامس بيديها خدى خوان السمراوين .



و لشده دهشتها رات سيرينا زوجها يتجاوب مع اهتمام اختها الملحة.واثناء لحظات قصيرة تغيرت ملامح و جة خوان فمة القاسي و نظرتة الساخره و رصانتة المتعالية كلها امتلات بحنان كبير فشعرت المرأة بارتباك لم تصدق ان ذلك الرجل الفظ و العنيف و الحازم بامكانة ان يتمتع بهذا الحنان و هذي النبره اللطيفة.


و لما بدات و يندى تلعب بشعره الاسود المشعث راح خوان يقهيقه ضاحكا بصوت مرتفع مما لفت نظر الحضور كله و فهذا الوقت بالذات دخل دون البيرتو الى الغرفه متابطا ذراع امراة عجوز ذات شعر ابيض كالثلج و قوام نحيل كانت ملامحها متعالية و متحفظة و متشامخة مما سدل على انها تنتمى الى بيئه اجتماعية كالتى ينتمى اليها رفيقها و تدريجيا عم الصمت فالمكان جميع انسان حبس انفاسة شعرت سيرينا باضطراب داخلى و توتر عميقين و استعداد لتحمل ذلك اللقاء .



تقدمت المراة العجوز المتكئه على عكازها من العروسين بخطي ثقيله و توقفت قربها فبدا دون البيرتو بتقديم العروس و الطفلة لكنها ردعتة بحركة سريعة و قالت بلهجه متحدية :


“ها انت ياخوان تتحمل اعباء عائلة بكاملها زوجة و طفلة يتهيا لى لدي رؤياك ان هذي الطفلة ابنتك..”


ارتج الحضور و امتلا و جة سيرينا بالاحمرار لكن خوان لم تبد عليه الصدمة فملامح و جهة مسترخية و وجهة بشوش و مرتاح انحني بسخريه و اجابها من دون اي اضطراب:


“هذا النوع من الحدس يخرج احيانا فمحلة ياعمتي ايزابيللا..”


حاولت سيرينا جميع جهدها ان تكبت استغرابها فرد دون خوان الوقح لاشك يتجاوب مع شكوك المدعوين بان و يندى هي حقا ابنة خوان و ان ذلك الخير ذلك الرجل الشريف يتحمل جميع مسؤولياتة فهذا النهار التاريخى حينئذ فقط فهمت سيرينا بوضوح خطة خوان بزواجة منها فهو يريد تموية ما ضيه الفاسق و بالتالي لن يعود مضطرا لتحمل شفقة الناس الذين يشعرون عاده بالسفقة لمن يقبل تحمل اعباء طفلة من رجل اخر.


حتي عمه خوان ذات العينين السوداوين الحادتين انخدعت فراحت تنظر الية مفصلا الى ان ارتسمت الابتسامة على شفتيها و قالت بهدوء:


” سامحنى ياصغيرى و قدم لى زوجتك”


و اثناء الساعات الاتية تهيا لسيرينا ان هذي المجموعة الصغيرة المتعلقه بالقيم التقليديه كانت تنظر اليها بعطف و تسامح كما ان عبارات خوان بدت كانها الاعتراف الواضح المطلوب و ساهمت فتهديم الحاجز بينها و بين الحضور و بينما كان العروسان يتحركان بين المدعوين اسرع احدهم بالقول:


“افهم الان لماذا كنت كتوما فما يتعلق بغيابك السنة الفائتة ياخوان!
وصدقنا ما كنت تقوله انك كنت تقضى اجازة ترفيهية لا اكثر لا اقل ….
لكننا ننعرف الان ياصديقي ماذا كنت تفعل هناك!”


خيمت الحيره على الجميع لكن زاد ذلك الرجل اسرع فتغيير الحديث و راح يتكلم عن امكانية اسواق الماشية الحاليه لكن سيرينا ظلت تعانى صدمه الاهانة فاحمر و جهها و همست باعتذار غير و اضح و اخذت و يندى عن ذراع خوان و غادرت الصالون بسرعة انزعج الحضور من تصرفها و تحلوا بالصمت.


من حسن حظها و جدت سيرينا بيللا فغرفه الطفلة و اوكلتها بشقيقتها و بارتياح توجهت الى الغرفه المجاوره كانت تشعر بحالة قريبة من الارهاق و التعب فخلعت طرحتها و رمتها على السرير و اندفعت تجلس على الكرسى المواجة لمنضده الزينة و لمححت نظراتها فالمراة كانت عيناها تغليان غضبا و راحت تتمتم قائله :


“تبا له و لياكلة الشيطان !

كيف تجرا…”

وقفت فجاه و راحت تخلع ثوبها و ترمية على ارضا بعدها ارتدت مئزرا اخضر و بدات تسحب من شعرها الدبابيس العديدة حتي انسدل على كتفيها شلالات شقراء مكسوه بالازهار البيضاء المعطره لم تسرح شعرها بل جلست امام النافذه المفتوحة و وضعت راسها بين يديها و راحت تشتم ذلك الرجل الذي تكرهة الذي عراها من عزه نفسها و كبريائها.


لكن لم تسنح لها الفرصة للحصول على هدنة و لم يمضى الاعشر دقيقة حتي انفتح الباب بقوه و دخل خوان الغرفه و قال بصوت قاطع بعد ان اخذ قرارة النهائي:


“غيابك لاحظة الجميع و هم يتساءلون عن سببة ارتدى ملابسك من جديد و بسرعة سننزل معا الى الصالون”


نهضت سيرينا بسرعة و جسمها مشدود كسهم و قالت بلهجه حاسمه:


“اننى اقول “لا” بكل تاكيد بامكان مدعويك ان يتلفظوا بما يريدونة و يعلقون كما يشاؤون لايهمنى ذلك!
لكننى لن اعود الى الصالون و ارجوك ان تتركنى و حدي”


اقترب منها بنظره مهددة و قال:


“لاتعاندى و الااضطررت ان اضع عليك ملابسك بنفسي!
لديك خمس ثوان لتقرري….”


و قالت و اسنانها تصطك :


“لن ارضخ لمطالبك!”


و امتلات عيناها بتحد كبير و اضافت تقول:


“اذا تقدمت بخطوه واحدة سابدا بالصراخ … و ماذا سيقول المدعوون ؟



” اذا صرخت سارغمك على السكوت حتي و لو اضطررت الى استخدام الوسائل العنيفة”


شعرت انه مصر على قراره و لين يتراجع عنه و بالرغم من هذا كانت تعبر عن عناد فجاها هي بالذات ان كبرياءها يمنعها من الاستسلام لرغبات خوان و يقنعها بان خوان لن يجرؤ على تنفيذ تهديداتة فلا رجل بمركزه قادر على التصرف بقسوه من ذلك النوع.
رفعت فالحال ذقنها بفخر و نظرت الية و اثقه متحدية فجاة غدرها خوان و تمسك بمئزرها و شدة ناجحا فخلعة عنها بعدها رماة باشمئزاز على السرير بينما كانت سيرينا مصدومة من ذلك العنف الرهيب ترتجف فكل انحاء اطرافها لم تقدر على اصدار اكثر من صرخة خانقه و يدا خوان انطبقتا على كتفيها العاريتين كمخالب حيوان مفترس و همس يقول بغضب:


“الم احذرك؟”


و جذبها نحوة كانة يريد معانقتها ….
لم يسبق لها ان شعرت كهذا اليوم باحساس عنيف الى ذلك الحد كان موجة تجرفها و تعريها من اي حكم و تحليل لم تكن قادره على فهم نفسها و اعتبرت ان انفعالها عائد الى الكراهية و الرفض اللذين تشعر بهما نحو خوان .

رفع ذلك الاخير راسة و قال:


“اذن… هل سترتدين ملابسك ام ساضطر الى…؟”


تمكنت من دفعة عنها و هو بدورة تركها فقالت و هي ترتجف :


“انت شيطان حقيقي !

لايكفيك انك تهيننى كما فعلت بل تصر على معاملتى كفتيات الشارع لشده ما عاشرتهن..”


“هل تعتقدين انك مختلفة عن تلك النساء اللواتى ينتظرهن الرعاه فالحانتات و البارات؟
انهن يبعن انفسهن من اجل المال تماما مثلك بعضهن يعترفن بذلك و هن صادقات تجاة انفسهن لكن هنالك البعض الاخر مثلك يتصرفن ببراءه و نعومة ظاهريا ما يجعل الرجل يشعر تجاههن بالخجل و لايجرؤ على الاقتراب منهن الى ان يجدهن بين ذراعى رجل احدث يتظاهرون بالنعومة الملائكيه لكنهن مقيتات و اكثر و ضاعة من سواهن”


عرفت سيرينا اهانات كثيرة لكن كهذه الاهانة تفوقها كلها و فهمت انه لن يتراجع امام اي شيء ليشفى غليل انتقامة لكنها حاولت الدفاع عن نفسها و هي ترتجف انفعالا و تقول:


“لست ابدا كهذه النساء اللواتى تقارننى بهن عندما قبلت المجيء الى هنا مع جدك ”


قاطعها خوان بجفاف قائلا:


“هذا المجنون المسكين بامكانك ان تخدعية بسهوله اكثر منى يعتبر نفسة كانة يعيش فالقرن الماضى بالنسبة الية النساء بحاجة الى ان يدللهن الرجال و يحمونهن لاشك انك شعرت بصدمة كبار عندما تبين لك اننى من نوع الرجال الذين لا ينساقون بسهولة و ان الدموع لاتؤثر فيهم كما لاينجرفون و راء حيل النساء … فاى حال اننا نتصرق بقله تهذيب امام مدعوينا”


اشار باصبعة الى الفستان الممدد ارضا و قال بلؤم:


“اسرعى فارتدائه و لا داعى ان تمشطى شعرك فلم يعد امامنا وقت ”


ابتسم فسخريه و اضاف:


“عندما يري الحضور شعرك المنسدل سيعتقدون انني عانقتك بشغف و حماس”


سيرينا تتعذب كثيرا و ببطء راحت تلملم فستانها و تبدا بارتدائه انها تستسلم لانها تخشي ذلك الرجل و ردات فعلة غير المنتظره … ذلك الرجل الانانى كالريح و القاسي كالنسر.


كانت تتوقع ان يدير ظهرة لكنة لم يفعل كتف ذراعية على صدره و راح يتامل جميع حركة تقوم فيها من دون ان يشعر باى شفقه تجاة توترها و فارتباك راحت ترتدى فستانا و تزرره باصابع مرتجفه مما جعلها تستغرق و قتا مضاعفا عن العادة


بعدها توجهت نحو منضده الزينة و راحت تسرح شعرها بسرعة لا احد بامكانة ان يرغمها على ان تبدوا مشعثه الشعر امام الحضور و فالمراة كانت تلمح فعينية السوداوين ملامح ساخره و لهوا مبيرا لكنهاعندما التفتت نحوة كان تعبير و جهة غامضا.


اقترب من الطاوله الصغيرة و اخذ بيدة عقد اللؤلؤ و قال:


“من الاروع لك ان ترتدية انه مكافاة رائعة لك لقيامك بالخدمات المطلوبة لاشك ان ذلك العقد ربما كلف العجوز اموالا طائلة!”


و ضعتة حول عنقها بارتجاف لكن فاعماقها كانت غاضبه من نفسها فاستغل خوان اضطرابها ليقو لوقاحة :


“بصورة جماليه اجدك مخيبه للامل و مشوشة لانة كلما اقتربت منك تعدلين عن بعض مواقفك بنفور و تجفلين لكن فالحقيقة ذلك التصرف لا يدهش هنالك عدد كبير من النساء الخبيرات يستخدمن خجلهن و سذاجتهن كحاجز و اق…”


و لما دخلا الى الصالون كان بعض الضيوف يغادرون المكان و بارتباك ظاهرى اضطرت سيرينا ان تسلم عليهم باليد و تبادرهم بالعبارات المحببه اللطيفه و كان نظرها يشتبك بالنظرات الساخره المليئه بالتعجرف او بعض التسامح و احيانا قليلة بالنظرات الرؤوفة و نظرات الحنان جميع واحد

من الحضور كان يبدو مرتاحا لانتهاء الحفل و ذلك الاجتماع الصغير بخاصة الرجال المسنين الذين يخرجون عن و جوههم الرصينة و الغامضه تهذيبا لكنهم لم يتكبدوا مشقه الانتقال الى المزرعة الا للصداقه التي تربطهم بدون البيرتو لانهم لم يكونوا راضين عن حفيدة بنظرهم لقد و صخ ذلك الاخير الصيت المعروف عن عائلة محترمه و لم يعوض عنه الا بهذا الزواج الذي جاء متاخرا لكن بالنسبة الى الزوجات فكن يشعرن بالاطمئنان لان مستقبل بناتهن لم يعد مهددا و لا احد يجهل ان دون خوان لايمكن قهرة و الدليل على هذا الجهود المبذوله من قبل جدة ليجعلة يطيع اوامرة لكن من دوم جدوى انه يشبه جوادا متوحشا يرفض فضلات الطعام…


و بين الحضور كانت الفتيات و حدهن خائبات الامل ان تربيتهن قاسيه و تعود الى اجيال و قرون ما ضيه و بينما كن يحيين الزوجين بعيون حزينة كانت سيرينا على يقين ان هؤلاء المراهقات متي لنوجدن فغرفهن سيطلقن العنان للبكاء.


و لما غادر المدعوون البيت اقتربت دونا ايزابيلا التي كانت تنتظر ذهابهم من سيرينا و قالت :


“تعالى و اجلسى قربى يا ابنتى العزيزه لدى ما قوله لك”


غريزيا بحثت سيرينا عن خوان بنظرها لتحثه على المجيء لمساعدتها و بهزه راسة فهمت انه لامجال لها ان تتهرب من دونا ايزابيلا


قالت المراة العجوز بلهجه جافة و هي تري خوان يشير بحركة فاتجاهها:


“ليس انت من اريد انني ارغب فالتحدث الى زوجتك على حده”


” كما تشائين ياعمتي لكن عليك ان تحذرى صحيح انها تبدو مسالمة و غير مؤذيه كجميع الفتيات الانكليزيات الا انها متي احرجت تظهر مخالبها”


“انا سعيدة ان اسمع منك ذلك الكلام !



ازاحت دونا ايزابيلا طرف المقعد و ربتت على الفراش مشيره الى سيرينا ان تاتى لتجلس قربها فلبت المراة طلبها و بدات دونا ايزابيلا الكلام موجهة اياة الى دون خوان:


“من الاسهل التقاط الفئران بالمطرقه بدل تقديم الحلوى!
ويجب على زوجتك ان تجمع فداخلها قوه هرقل و حكمه سليمان كى تستطيع مقومه تجربه الزواج مع رجل من طرازك”


رفع خوان حاجبيه السوداوين و قال:


“وانت ستعلمينها كيف عليها ان تتحلي بهذه الصفات اليس ايضا ياعمتي ؟



“ليست بحاجة الى نصائح على ما ظن انها امراة بمعني الكلمه اريد فقط ان احذرها من جاذبيتك الشيطانية ذلك السحر الذي تستخدمة منذ طفولتك ”


ضحك خوان و قبل الانسحاب و ظلت سيرينا تنظر الية و هو يبتعد و تفكر بعبارات العمة التي لاشك تخفى محبه كبار له و ما ان انغلق الباب و راءه حتي انحنت دونا ايزابيلا و همست قائلة:


“يالة من رجل ساحر!
انة يخيف اكثر من جدة عندما كان فسنة هنالك شيء يجب ان ابوح لك فيه ياعزيزتى .
.
لقد امسكت الجواد بلجامة على ما عتقد لكن لاتحاولى ارجوك ان تروضية”


ظلت سيرينا صامتة مكتفه اليدين فوق ركبتيها كانت تحدق بطرف حذاء دونا ايزابيلا التي تابعت تقول:


“اعرف بماذا تشعرين .

عندما كنت فسن المراهقه و قعت فغرام الكونت حتي الجنون … ان سحر ال فالديفيا شيء اسطورى فهذه المنطقة و منذ تاسيس مجموعتنا الصغيرة تحطمت قلوب نساء عديدات لانهن لم يفهمن ان رده فعل ال فالديفيا قاسية اذا ما استخدمن معهم القوه انهم بحاجة ان نترك لهم الحبل فالعنق.


و لاحظي انه لم يفسح لى مجال تجربه نظرياتى لانة لم تسنح لى الفرصه لذا عندما اختار و الدى شريك حياتي لم يهتم بمعرفه اذا كنت اميل الية او احبه و ذلك ما زال يحدث حتي الان فال فالديفيا اصطدموا بالاباء الذين يبحثون لبناتهم عن ازواج لا يطابقون معرفتهن او ميولهن انما يحتارون لهن رجالا يطابقون امنياتهم هم”


اكلقت زفره بعدها اضافت:


“انى احسدك ياعزيزتى لكنك ما تزالين شابه و سليمه النية و بريئه لذا انا ارتجف مكانك دون خوان اسباب لك اذي كليا غير انني ارجو منك ان تتحلى بالصبر معه و الاتعيرى انتباها لملاحظاتة اللاذعة و ان تردى عليها بالابتسام و ان تتحملي من دون خوان طبعة الغاضب و العاصف هذا لانى اعدك بانك ستجدين مكافاة على اعمالك فالنهاية و هو ان حبا عميقا و دائما سيلد بينكما..”


ابتسمت سيرينا ابتسامة صفراء بينما كانت دونا ايزابيلا تنهض و اقفة لو كانت تعرف الحقيقه!
ان خوان يتمتع بحرية كبار و ليست سيرينا على استعداد ان تعارض هذي الحريه و تحرمة اياها بامكانة ان يذهب الى الجحيم!


×××××××××××××××××××××××××××××××××××

نهاية الفصل السابع


oooooooooooooooooooooooo


8- الراقصة المثيرة


ooooooooooooooooooooooooooooooooo

فى المساء غيرت سيرينا ثيابها للاشتراك فحفله شواء ستتم فالهواء الطلق و سط حديقه القصر فاختارت لهذه المناسبه تنوره مقلمه ذات الوان زاهية و قميصا فلاحيا باكمام قصيرة و اسعة مثلما ترتدى نساء و صديقات الرعاه بعدها سرحت شعرها الطويل جيدا و رفعتة بشكل ذنب الخيل فانسدل حتي خصرها و لاسباب غامضه تحلت بالشجاعة فالاحتفال الذي سيتم الليلة لن يخجلها كحفل الصباح لان الرعاة اقل تصنعا و عجرفه من اصدقاء دون البيرتو و بالتالي سيتقبلونها بترحاب و دفء صحيح ان ذلك الزواج السريع فاجاهم هم كذلك لكنهم لن يتظاهروا بالحكم عليها مسبقا او ادانتها لقد تعودوا ان يفيدوا من جميع ما تقدمة الحياة و هذي فلسفتهم و بالتالي سيتفهمونها جيدا و سيحترمون نزواتها و نظرتها الى العلم.


اما و يندى التي ارهقها اللعب و الدلال فنامت بعمق عندما جاءت سيرينا لتنحنى فوق سريرها و كانت تسمع الموسيقي الصاخبه و الضحكات المبتهجه التالية من الحديقه و بخفه هبطت المراة بخطوات نشيطة و مرحة السلالم المؤدية الى قاعة الاستقبال الصغيرة حيث كان من عادات دون البيرتو ان يجلس لتناول المقبلات قبل موعد العشاء لكن ابتسامتها اختفت عندما رات دون خوان ممدا على احد المقاعد كان و حدة و يلهو بكاس بين يدية و ما ان دخلت القاعة حتي نهض لتوة لاحظ نظراتها المتسائله فاعلن ببساطة قبل ان يدعها تطرح السؤال المتوقع قائلا:


“جدى الرزين و الكتوم كالعادة قرر قضاء بضعة ايام فمنزل دونا ايزابيلا ذلك لطف منه اليس كذلك؟”


فتحت سيرينا عينين و اسعتين اندهاشا و قالت:


“اتريد ان تقول اننا و حيدان هنا”


“نعم تماما فهنالك الخدم الذي يسكنون الجناح القريب من هنا من يمنعنى من اخذك بالقوه هذي الليلة … لا احد بامكانة ان يسمع صراخك و عويلك…”


تلعثمت حين قالت:


“لاتكن تافها!”


” انت مخطئه ياعزيزتى كيف بامكانك ان تكوني حازمة و معك الجواب القاطع؟
فالليلة ما زالت فبدايتها ان اجهل تماما ماذا سيصبح تصرفى فالساعات المقبلة”


امسك ذراعها فتقلصت بعدها وضع يدة على معصمها و ادارها نحوة و ذكرها قائلا:


“لقد تزوجنا منذ قليل ياحبيتي لذا من المفروض ان نقدم لبعضنا العطف و المحبه و العروس عليها ان تبدو متالقه اما بالنسبة الى فساحاول جهدى ان ابدو مغرما و ساهمس فاذنك بعض العبارات الناعهه و ساضمك الى صدري فاوج السهرة ساقطف من خدك قبلة… لنبدا اذن بالابتسام و من جهه اخرى لا اريد ان اري فعينيك ملامح الكابة و القلق بعد الان فهمت؟”


صمت قليلا بعدها اضاف قائلا:


“افهم تخوفك لكن يصبح الامر غريبا عليك كما فالمره الاولى..”


من لخجتة فهمت سيرينا انه يتالم فصميم كبريائه فاستعادت نشاطها و توجهت معه الى باب الدخل حيث ينتظر الرعاه قدومهما و ما ان اجتازا العتبة حتي سمعا اصواتهم الحماسية و صراخ صديقاتهم او زوجاتهم :”اهلا!
اهلا !
انت جميلة ياسنيورا!”


تمكنت سيرينا من ما لابتسام بثقه كبار ادهشت خوان كليا.
المشهد الذي و اجههما فغياب الشمس كان ذا جمال عنيف و بدائى و ضعت المشاعل حول دائره و اسعة و سطها الحركة مستمرة فالتحضير لهذه السهرة بدا منذ ساعات عديدة صغيرة الرعاة كانوا ينحنون فوق موقد كبير حيث يوقد الحطب يتصببون عرقا و يحركون اشياشا كبار حيث تشوي ببطء شرائح كاملة من لحم البقر و العجل و النساء اللواتى لمعت عيونهن اثاره و حماسا جلبن الصحون الى الطاولات العريضة.


انه اسراف و افراط بالاكل .
”الباباس” و هي عجبه البطاطا المحشوه باللحم المفروم و البصل او الجبنة .
”البانشو فيللا” اي حبوب الذره و الفاصولياء المطبوخة مع البيض المقلى و المتبلة بالثوم … و لفتت نظر سيرينا اهرامات الفاكهة و الخضار المنوعة .



القناديل المعلقه تحت الاشجار تضيء اوراق الشجر السميكة و اللماعة و الملونة بجميع الوان قوس قزح مجموعة من الشباب خرجت من الظل على اكتافهم القيثارات و تحت اصابعهم المرنة تنبعث موسيقي ناعمه و ايقاعبية الابتسامة عريضه على شفاههم و تخرج اسنانهم البيضاء الناصعه.


كانوا يشكلون حرس الشرف حول دون خوان و زوجتة فترك موظفو المزرعة اعمالهم و اسرعوا نحو العروسين للتهنئه و تقديم الاحترام و الولاء ففى ذلك المساء يجرى الاحتفال بعيد امير الرعاة دون خوان و بالتالي كانهم يحتفلون بعيد جميع واحد منهم فالوقت نفسة كانوا يشعرون انه مختلف عن بقيه الرجال فلم يحملوا من قبل ان تكون رفيقتهم امراة شقراء ذات عينين تائهتين زائقتين رائعة كما هي بعيده متحفظه .



و بعد ذلك الاستقبال الحار و الرفيع بالالوان بدا الهرج و المرج و المزاحمة جلسوا على البنوك بينما جلس خوان و سيرينا على طرف الطاوله و للحال شرعوا بتقطيع شرائح اللحم المشوي و عبق الجو فيها .

كان الجميع جائعين و لم يخشوا ان يستخدموا اصابعهم ليتقاسموا قطع الشواء و فهذا الجو الغريب كانت الريح تهب بهدوء و تمشط جبال الانديس القريبة التي بدت مرئيه تماما فالظلام ففى و ضح النهار يتهيا للمرء انه قادر ان يلمسها باصبعه.


كانت المادبة تدور بفرح و ضحك الابتهاج و الحركة و الاندفاع حررت سيرينا التي كانت تقضم باسنانها هذي اللحوم اللذيذة بنهم شبية بنهم الرعاة .



كانت تتلقي اسئله من حين الى احدث :


“ما رايك؟
هل الاكل يعجبك؟”


“نعم جدا جدا انمة جميل للغاية”


كانوا ينادونها بمختلف الصفات : المرأة الانكليزيه زوجه السينيور الجميلة الجمال الشقراء الغجرية…


و بعد انتهاء العشاء ازيحت الطاولات و البنوك ليحل مكانها العازفون و الموسيقيون الذين راحوا يعزفون موسيقي حماسية و تحمس الرعاه فدعوا رفيقاتهم للرقص .



انحني خوان فوق سيرينا و قال لها :


“الكويكا رقصة الحب الشيلية”


ابتعدت عنه لكنة امسك بخصرها و شرح لها قائلا:


“منذ البدء على المراة ان تجذب انتباة الرجل و اثناء الرقصة تستميل حبه و تدخل الى قلبه”


لم تعيرة سيرينا غير انتباة سطحى اذ كانت تنظر الى الراقصين الرجل و المرأة يقفان و جها لوجة و يحاولان تحويم مناديل و اسعة حول راسيهما بعدها تقوم المراة باستدارات عديدة اخذة و قفات مغرية بينما الرجل يضرب بقدمية على ايقاع الموسيقي التي تزداد حماسا بشكل تدريجى و يضرب بيدية المهاميز و الحضور يطلق صياح الحماس و التشجيع بعدها ينضم الى الحلبه التي تتحول الى هياج و دوامة لانظير فجاة ظهرت بنت سمراء ساحره الجمال من و راء الاشجار و من كيانها ينبعث السحر و الاغراء كانت سيرينا تحدق فيها و تتبع تحركها و همس احدهم قربها:


“كابرييللا الهجينة انها تبحث عن رجلها..”


كانت الفتاة تتفحص الوجوة بعدها ما ان رات خوان حتي اقتربت منه كانت تحدق به بالحاح غير مكترثه بتعليقات الرعاه همسات و فضائح كانت تسمع هنا و هناك.


و فاناقة رشيقه توقفت امام خوان و انتصبت على رؤوس اصابعها و دعتة فو قاحه ان يتامل صدرها المثير و خصرها الرفيع و قوامها الرشيق رمقت سيرينا بنظره اشمئزاز كانها تريد ان تقول لها ان نحافتك و شقره بشرتك لايمكنهما ان يثيرا عشيقى و من دون اي انزعاج و ضعت موضع الخصم و المنافس راحت سيرينا ترتعش و تقول لنفسها ان هذي الفتاة لم تبد غاضبه على خوان لانة تركها غير انها تستقل المناسبه لتتحداة و كانت جميع الحظوظ بجانبها.


و بحركة كريمة دفع خوان بسله فاكهة نحو الفتاة الرائعة و من دون ان تحيد نظرها عنه تناولت التفاحة و عضت عليها بعدها مدت ذقنها و شدت على التفاحه بين اسنانها الناصعة و دعت خوان ان يتقاسمها معها كحواء فجنه عدن انحني خوان للحال ليلبى دعوتها لكن فسرعه البرق حولت راسها عنه و راحت تضحك بعدها خطت خطوه الى الوراء داعية اياة ان يتبعها


توقف الراقصون فامكنتهم و راحوا يراقبون المشهد ظلت الفتاة تحدق بخوان و هي ترجع الى الوراء بحركة راقصة كان و جة سيرينا من رخام و خوان الذي سحرتة الفتاة اقترب منها بخطي عريضه و راح الحضور يصفق بايقاع و الموسيقون يعزفون بحماس على قيثاراتهم و راح خوان يضرب بقدمية و يصفع المهماز بيدية و كابريللا تدور ببطء حولة و تنورتها الطويلة و الواسعة تتطاير حولها مظهرة قوامها الجذاب و اشتدت الموسيقي و راحت سرع كما راحت خطوات كابريللا تسرع كذلك و تتظاهر امام خوان باستعرض متوحش و مثير كانت تقترب منه بدون ان تلمسة و تساءلت سيرينا :”كيف سينتهى الامر؟” الفتاة كانت منجذبه بعنف نحو خوان و ذلك لاشك به و جاءت فيوم عرسة لتحقق هذي الرقصة المليئه شغفا كانها تهب نفسها له و لم تمتنع سيرينا من الشعور نحوها بالشفقه لانها مرفوضه تلقائيا لدي عائلة فالديفيا النبيله لا شك ان كابيريللا مولعة بغرام خوان لكن ذلك الاخير لا يشاطرها ذلك الحب لابد انه يستحسن جمالها و مرحها و اثارتها لكنة لاشك يعتبر هذي العلاقه عابره لا اكثر و لا اقل …


و كما يدل اسمه “دون خوان” فهو رجل ارستقراطى فاسد يينقل بسخرية و لامبالاه من مغامره الى ثانية فكرت سيرينا بكل ذلك و امتلا قلبها مراره كبرى.


حول دون خوان نظره عن الراقصة لينظر نحو زوجتة كانت نظراتة تلمع بالسخريه و فهمت سيرينا انه لاشك عرف ما يدور فذهنها و بغضب منه و من نفسها انتظرت حتي ادار لها ظهرة و نهضت فهذا الظلام و لم يلاحظ احد رحيلها لكنها دخلت البيت راكضه و صعدت السلالم اربعة اربعة مسرعة نحو غرفتها و بعدما صفقت الباب بشده ظلت مستنده االية برهه حتي تستعيد تنفسها اقفلت الباب بالمفتاح و بدات تخلع ملابسها كانت على و شك الارهاق ذلك النهار الطويل كان مليئا و خصبا بالانفعالات !



غير ان الليل ما زال فبدايتة بالنسبة الى الرعاة.


و بتردد فتحت سيرينا درج خزانتها لتاخذ قميص نومها لشدة دهشتها كان فارغا فتحت الدرج الثاني بعدها الثالث و لم تجد اثر للالبيسة الداخلية و حتي داخل الخزانة لم تجد اي لباس فاحتلها احساس بالتوتر و الخوف اقتربت من السرير و رات الفراش عاريا من الشراشف و المخدات و الاغطية سمعت سيرينا خطوات على السلالم فتناولت الغطاء الوحيد الذي يغلف السرير و وضعتة حول جسمها توقفت الخطوات امام الباب فتسمرت مذعوره تحركت قبضه الباب فظلت سيرينا صامتة و سمع صوت خوان الجاف قائلا:


“دعيني ادخل يازوجتي و الا خلعت الباب…”


و بعد قليلى خلع الباب بالفعل و دخل و لاحظ وجود الادراج كلها مفتوحة فقال بسخريه و هو يغلق ابواب الخزانه:

“هل كنت تتوقعين البقاء فهذه الغرفه بعد زواجنا ؟

وكارمين المرأة العاطفيه لاتتحمل ان نبقي منفصلين لمدة طويله !

فقد حملت امتعتك الى غرفتنا التي سنتقاسمها معا من الان فصاعدا”


شعرت سيرينا بارتخاء فقدميها و كادت تقع لكنها تمكنت من القول:


“لكن ماذا يعني ذلك الكلام؟
الم نتفق على ان…”


قاطعها خوان ضاحكا :


“اطمئنى !

انها غرفتان متصلتان بباب مشترك سننام اذن جميع واحد على حدة لكن كى لانوقظ شكوك الخدم علينا ان يروننا معا .
.
وارجوا الايصبح ذلك الطلب مهمه شاقه لفتاة انكليزيه طاهرة؟”


“انى اقبل هذي الشروط هل بامكانك ان ترينى هذي الغرفه ؟

فانا اشعر بالبرد…”


حملها بين ذراعية و توجة نحو الممر و هبط فيها السلالم كانت يداة تحرقان جسمها فتقلصت بتوتر ابتسم خوان بوقاحة هادئه و همس و هو يقف اما باب الغرفة:


“قولى ياعزيزتى لماذا هربت من الحفله ؟

الا تريدين مقارنة نفسك بمنافستك ام انك غيوره ؟



رددت بارتباك/


“غيورة؟عليك..”


كان منظرها لايصدق فغابت الابتسامة عن و جة خوان و من دون ان يلفظ كلمة دخل الغرفه و وضع سيرينا على قدميها و بينما كانت تتخلص من ذراعية هبط الغطاء الناعم الذي يحيط فيها مظهرا كتفيها فرفعتة بحركة عبنوته و اشتبك بنظر خوان الذي ظل صامتا و خافت سيرينا ان يصبح خوان يحضر خطة جهنمية للانتقام منها.


فقال اخير باستغراب:


“لا طبعا!
كيف ممكن لقطعة جليد مثلك ان تغار ؟

انة شعور تجهلينة … ماذا اذن و راء تصرفاتك الباردة ؟

بماذا تشعرين لو كان لديك شعور من المهم ان اعرف!”


و فعنف جذبها خوان بين ذراعية و لم تكن قادره على التخلص من قبضتة خوفا ان ينزلق الغطاء عن جسمها بعدها راح يلامسها بيدية الفضولتين .
.
لاتنقصة الخبره و لاحتي طريقة التصرف و سيرينا التي كانت تتصنع اللامبالاه كانت تشعر داخليا بالرغم منها


و راح يهمس باذنها قائلا:


اهذاى ياعزيزتى ”


و بعدما لامس خدها الساخن راح يعانقها بشغف و هي كانت تشعر باحاسيس عنيفه تحرق داخلها فارتعبت و لما رفع راسة كان الامتنان مرتسما على و جهة مما جعل سيرينا تصفعة بكل قواها .



و للحال امسك خوان بمعصمها و ضمها الية و انتزع يدها المتمسكة بالغطاء الحريرى و ارتسم على و جة سيرينا و شاح اليم عتم قلبها .

فلم تكن تريد الاستلام له و راحت تتخبط بكل طاقتها للتخلص منه فسقط الغطاء حتي قدميها.


قهقة خوان و شعرت سيرينا بالاهانة و الكرهيه العمياء له حتي انها تمنت لو بامكانها ان تقتلة فهذه اللحظه بالذات!


قال ساخرا:


“بدا الجليد بالذوبان كان يكفى شراره … و كيف احداثها!”


ظلت صامتة لاتتحرك كانها تمثال من مرمر فقد عراها روحا و جسدا بعدها تمكنت من القول و الدموع مخنوقة فحنجرتها:


“انت انسان فظ و متوحش!
انى اكرهك”


و تشنجت مستعده لتحمل قهقهتة الساخره لكنة اكتفي بمراقبتها بامعان بعدها قال:


“فى الاقل تمكنت من خلق عواطف شغوفه لديك .
.
وانى على يقين ان احدثت فيك انفعالا كبيرا اكبر مما احدثه و الد و يندي!”


ضربة من اي شيء و هذي الة الذكري اللا اراديه لوالدها فتت قلبها فحاولت كبت بكائها لكن الدموع راحت تتلالا من جفنيها.


فقال غير مصدق:


“اتبكين لذكري الرجل الذي تركك ؟

هل ما زتزالين تحبينه؟”


اجابت بجفاف:


“لم يتركنى بل ما ت لكنى ما ازال احبة و ساظل احبة..”


ران الصمت بضع ثوان بعدها انحني خوان و التقط الغطاء الحريرى و لفة حول سيرينا كانة يقمط طفلا صغيرا بعدها حملها بين ذراعية حتي السرير و رفعت نحوة عينين قلقتين فاسرع يقول لها:


“بامكانك ان تنامي بهدوء ياعزيزتى لست انوى محاربه شبح او خيال لكن لاتنسى شيئا مهما: اننا ننتمى الى عالم الاحياء لذا يجب ان نفكر بهم و ليس بالاموات .
.ياعزيزتى ارتاحى بسلام لان الرجل لايموت اذا ما نسيناه”

××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

  • رواية سيدالرعاة لحظة دخول ويندي للحلبه


رواية سيد الرعاة