رواية سيدة الشتاء

 

سيدة رواية الشتاء 20160921 530




اخباركم ان شاء الله تمام

لقد قرات هذي الرواية فمنتدي اخر


و عجبتني جدا


لذا حبيت انني اعرضها عليكم


و اتمني تنال اعجابكم مثلى

واسمها سيده الشتاء للكاتبة Blue me


اليكم الفصل الاول


سحر شيطان

– مئه و ثمانون سنتيمترا..


قدرت (جودي) بصمت طول الرجل الواقف فاحدي زوايا المطعم .
.


يتحدث الى مدير المطعم ما نحا اياها ظهرة .
.
لم تكن قادره على تمييز ملامح و جهة .
.
ولكنها استطاعت طبعا و بوضوح ملاحظه تناسق جسدة النحيل و عرض كتفية و هو يهزهما تجاوبا مع عبارات محدثة و رشاقه يدية و ذراعية و هو يلوح بهما معترضا .
.

ما الذي اصابها ؟

لم تكن هذي المره هي المره الاولي التي تلمح بها رجلا جذابا .
.
ولكنها لم تشعر ابدا بهذا التقلص فمعدتها و الاضطراب من النظره الاولي نحو اي رجل


حتي عندما قابلت طارق للمره الاولي لم تشعر بهذه الكيفية .
.راقبت بدقه كيف اخذ يسير برشاقه خطيره الى جانب المدير متجها نحو مكان ما داخل المطعم .
.
لابد ان يصبح و سيما .
.

لايمكن ان يمتلك اي شخص جميع هذي الثقه بالنفس فخطاة ان لم يكن و سيما .
.
فقط لو يستدير قليلا …..


بدا و اضحا انه ليس نادلا .
.
فهو لا يرتدى الزى الرسمي للعاملين فالمطعم .
.

وليس زبونا كذلك فملابسة ابسط بعديد من ان تلائم مكانا بهذه الفخامه .
.
كان يرتدى سروالا من الجنز الباهت اللون و قميصا قطنيا اسود .
.
ملابس بسيطة و رخيصه .
.

ما لذى يفعلة رجل ذو موارد محدوده فمكان كهذا ….


ابعدت نظرها عنه مرغمه عندما دوي صوت رنين هاتف (طارق ) المحمول .
.

التفتت نحو خطيبها الذي رفع هاتفة نحو اذنة مستقبلا احدي مكالماتة المهمه قاطعا جديدة مع (بشار) بينما سالتها (ريما ) خطيبتة و صديقتها المقربه :- اين كنت شارده الذهن .
.
بدوت و كانك على بعد اميال .
.


ارتبكت (جودى )وخشيت ان تكون صديقتها اواحد الرجلين ربما لاحظ انها كادت تلتهم شابا غريبا بنظراتها .
.
نظرت باضطراب الى حيث كان الشاب الجذاب و اقفا الا انه كان ربما اختفي .
.
نظرت ريما الى حيث كانت جودى تبحث بعينيها قائله بفضول :- ما الامر ؟

هل رايت شخصا تعرفينة ؟



احمر و جة جودى للحظات بعدها سيطرت على اضطرابها بسرعه قائله :- طبعا لا كم شخص مما اعرفهم معتاد على ارتياد مكان كهذا ؟



– قال بشار متظاهرا بالتفكير : – دعيني افكر كم شخص مما اعرفهم

انا قادر على ارتياد مكان كهذا ؟

اة .
.
اثنان .
.
جودى و طارق


ضحكت ريما بينما قالت جودى باحتجاج :- ذلك غير صحيح و لكنا كانت تعرف تماما بان طارق مهووس بالاماكن الراقيه و لا يرتاد غيرها .
.


تاملت المطعم الفخم .
.
انة جزء من اشهر سلسله مطاعم فالمدينه .
.


يتميز بديكوراتة الراقيه و الكلاسيكيه .
.
مع الاناره الخافته و الرومانسية للمكان و بالخدمه الممتازه و الاسعار الباهظه .
.


بالتاكيد هي كانت قادره على تحمل تكاليف مكان كهذا بفضل المصروف الكبير الذي تحصل عليه من و الدها جميع شهر .
.ولكنها مع ذلك لم تكن تحب الاماكن


الباهظه و المتكلفه .
.
بل تفضل تناول بعض الساندويتشات الخفيفه برفقه اصدقائها فاحد مطاعم الوجبات السريعة المحيطه بالحرم الجامعي


.
.
ولكن طارق كان صاحب الدعوه .
.
ولولا حماس جميع من بشار و ريما لما و افقت على اختياره


قالت ريما :- يعجبنى المكان .
.
انة اشبة بالحلم .
.
ولكن


لا ممكن للانسان ان يصبح مرتاحا و امن ياكل بسلام و حولة جميع هذي الفخامة


قال بشار مداعبا :- لهذا اصطحبك دائما الى الاماكن البسيطة التي تحبينها .
.
يهمنى ان تشعري بالراحه خلال الطعام معى .



قالت ساخره :- نعم .
.
لهذا الاسباب =طبعا و ليس لانك بخيل للغاية

وعاجز عن انفاق بعض القروش لاسعاد خطيبتك .



احاط كتفيها بذراعة و هو يقول :- لا تبداى بالهجوم .
.

ما انا الا طالب مسكين على و شك التخرج و لا يمتلك اكثر من مصروف يده


قالت :- ما كان عليك التورط بخطبتى ان لم تكن قادرا على تلبيه متطلباتي


اطلت من عينية نظره هيام و هو يقول :- تعرفين بانني


لا استطيع الابتعاد عنك لحظه .
.
ولو لم اتقدم لخطبتك لقتلنى و الدك فحال اقترابي منك .



اختفي تهكمها فجاه و منحتة ابتسمه ساحرة


و هي تقول :- ما كان ليوافق على خطبتنا لو لم اهددة بالهرب معك .
.
فانت الشخص الذي لن احب غيرة ابدا .



حسنا … من كان صاحب فكرة دعوه ذلك الزوج العاشق ؟

..

طبعا لم تكن فكرة جودى .
.
فبالرغم من انها تحب صحبه ريما التي كانت صديقتها طيله السنوات التي قضتاها فكليه الاداب .
.
وبشار طالب الهندسه الذي تعرفت جودى الى طارق من خلالة .
.
الا ان تواجدهما معها يصيبها بالاحباط .
.
ويذكرها دائما بالحلقه المفقوده بينها و بين طارق .
.
مع انهما متحابان الا ان تلك


الشراره التي تميز علاقه بشار و ريما لم تكن موجوده ابدا فعلاقتهما .
.
رمقت طارق بطرف عينها .
.
مازال يتحدث هاتفيا و ربما تركزت حواسة بشكل تام مع محدثة .
.
يجب الا تقارن علاقتها بطارق ابدا بعلاقه الزوج الجالس امامها


فبينما بشار مجرد طالب يجاهد للتخرج من الكليه .
.


و لدية من الوقت ما يكفى ليقضية برفقه خطيبتة .
.
فان طارق بالرغم من صغر سنة فهو ابن احد اثري رجال الاعمال فالمدينه .
.
انخرط فعالم الاعمال فور تظهرة من الجامعة .
.
ولا وقت لدية ليضيعة مع خطيبتة الحالمه .
.
فعليا .
.
طارق هو الرجل المثالى .
.
تعرفت الية منذ اشهر فحفله زفاف كبار اقامها احد معارف و الدها لابنة البكر .
.
وكالعاده كانت هي مرافقه و الدها لرفض شقيقتها الكبري القاطع حضور هذي الحفلات المزيفه و السطحيه .
.
وطارق كان هنالك بصفتة ابن عم للعريس .
.
اعجبت فيه من النظره الاولي .
.
اعجبتها ثقتة بنفسة .
اناقتة المفرطه .
.
هدوءة و تصرفاتة اللبقه و المهذبه .
.
ظهر اهتمامة فيها منذ عرفة بشار اليها .
.
وهو قريب احدث للعريس .
.
بعد هذا التقت فيه مره او اثنتين .
.
ثم تقدم لخطبتها فورا .
.
هكذا كان دائما .
.
مباشرا و واضح النوايا .
.
لا وقت لدية لترهات العاشقين .
.
قابلها .
.
اعجب فيها .
.
احبها .
.
ووجد انها الشريكه المثاليه له فاتخد الطريق الاسهل و الاسرع .
.وافق و الدها فورا .
.
ولم يبذل اي جهد فاقناع جودى بانه الرجل المناسب لها .
.
ثرى .
.
ناجح .
.
ومن طبقه اجتماعيه راقيه تناسب اسم العائلة العريق .



لم تتردد جودى فاعلان موافقتها .
.
فقد كان حلمها منذ الطفوله ان ترتبط بالرجل المثالى .
.
فى الواقع .
.


لقد كان ذلك حلم و الدها .
.
ان يزوج ابنتية الوحيدتين لشخصين مناسبين له هو .
.
غير مبال رايهما .
.


.
.
ربما لهذا الاسباب =علاقتة بشقيقتها امانى ليست جيده منذ سنوات .
.فبينما يحاول هو فرض سيطرتة عليها تقاومة هي كالقطه المتوحشه محاوله التحرر بشخصيتها و كيانها عنه .
.
لحسن الحظ ان جودى هي ذات الطبع السلس و السهل الانقياد فالعائلة .
.
فطموحاتها لم تتجاوز ابدا ارضاء و الدها و ايجاد الزوج المناسب .
.
والعيش بسعادة و هناء .
.

وهي الان فطريقها لتحقيق جميع هذي الطموحات .
.
فهي مخطوبة الى طارق منذ سته اشهر و ستزف الية فور انتهاء السنه الدراسيو و تظهرها من كليه الاداب .
.
والكل متحمس باستثناء امانى المعترضه دائما .
.


و لكن ما هي الا مساله وقت قبل ان تقتنع بطارق عندما تلاحظ كم هي سعيدة معه .



.
.انهي مكالمتة اخيرا .
.
وقال مخاطبا اياها :- انا اسف يا حبيبتي .
.
كانت مكالمه مهمه .



منحتة ابتسامه باهته .
.
جميع مكالماتة الهاتفيه مهمه للغايةباستثناء مكالماتها .
.
لا تذكر عدد المرات التي قطع بها اتصالاتها و تحاشي الاجابه عليها لانشغالة فعملة .



.
.
سرعان ما عاد الحديث المرج و الشيق يدور بين الاربعه .
.

ارتفعت ضحكه جودى عاليا عندما اخدت ريما تحكى عن الرسومالكاريكاتوريه التي رسمتها جودى و التي تمثل معظم اساتذه الكليه .
.
وطبعت منها عده نسخ و نشرتها بين الطلاب .
.
وعن رده فعل الاساتذه على مبادرتها بين معجب و ساخط .
.
قالت ريما ضاحكه :- و المعجزه ان احدا لم يعرف بان جودى هي الفاعلة


ضحك طارق و هو يداعب شعرها الكستنائى الطويل و المحيط بوجهها البيضاوى الرائع بنعومه و قال :- يجب ان تقلعى عن شقاوتك هذي بعد ان نتزوج .
.
لا اعتقد بان قلبي قادر على احتمال احد مقالبك


منحتة ابتسامه عريضه و قالت :- ستلاحقك شقاوتى الى احدث يوم فحياتك .
.
هل تظن بان تجرؤك على طلب يدى و الزواج منى ربما يمر دون ان تعانى من العواقب ؟



.
.
ارتفع فهذه اللحظه صوت عزف رقيق على الجيتار .
.
لحن ناعم و شاعرى .
.


تعرفت جودى على اغنيتها المفضله فاستدارت تبحث بعينيها عن العازف الذي ظهر فجاه .
.
وقد كان هنالك .
.
جالسا فوق المنصه الصغيرة التي تصدرت المطعم .
.
ممسكا بجيتارة بين يدية معانقا اياها و كانة يعانق حبيبتة .
.
مسبلا عينية المظللتين برموش كثيفه داكنه .

في


اندماج تام مع اللحن الذي يعزفه


.
.
خفق قلب (جودى ) بقوه .
.
لقد تعرفت على صاحب الملابس البسيطة و الجسد الطويل الساحر .
.
انة نفس الرجل الذي لفت نظرها منذ دقيقة دون حتي ان تري و جهة .
.
ومن مقعدها المواجة له .
.

تمكنت من تبين ما ظهر من ملامحة تحت الاناره الخافته و عبر المسافه الفاصله بينهما .
.
ميزت حاجبين كثيفى السواد منعقدين بتاثر مع الالحان الجميلة التي كان يبدعها .
.
انف مستقيم و فم مغر بشفتين ممتلئتين شهوانيتى التاثير .
.
وجنتين منحوتتين اعطت و جهة شكلا كلاسيكيا فريدا .
.


يا الهى .
.
هل ممكن ان يمتلك رجلا واحدا جميع ذلك الكمال .
.
لك تتبين عينية جيدا .
.
ولكنها حدثت نفسها برجاء بانهما قد كانتا ضيقتين .
.
او مقاربتين .
.
وربما جاحظتين .
.
اى شيء الا ان تكونا بمثل كمال ملامحة .
.


تعلقت انظارها بيدية و هما تداعبان اوتار الجيتار بحنان و احتراف .
.
بدت اصابعة طويله و نحيله .
.
ولسبب ما توردت و جنتاها .
.
وابتلعت ريقها باضطراب .
.

ما الذي اصابها ؟

لقد فقدت عقلها تماما .
.
لو عرفت امانى بما يتصارع داخلها من مشاعر لسخرت منها طويلا .
.
وتشفت فكل ذره اضطراب تغزو روحها .
.


.
.
احس طارق بنظراتها فقال باسما :- هل اعجبك عزفه؟


اعرف انك تحبين الموسيقي .
.
يبدو انه عازف جديد فانا لم ارة هنا من قبل


تمتمت بصوت حاولت ان يصبح لا مباليا :- حقا ؟

لا باس فيه .



عادت تنظر الى عازف الجيتار المجهول .
.
وهي لا تكاد تسمع شيئا من ثرثره مرافقيها .
.


هنالك شيء يمنعها من ازاحه عينيها عنه..
لم تعرف ما هو .
.
لم يكن اول رجل رائع تقابلة .
.
فطارق لا يقل عنه و سامه .
.

ولكن هنالك شيء لا تفهمة يميز ذلك الرجل .
.
الذى رفع راسة فجاه و نظر اليها .
.


و كانة ربما احس بنظراتها المركزه عليه .
.


.
.
احست جودى بالمكان يظلم من حولها .
.
وبوجود الاخرين يتلاشي .
.


حتي الموسيقي لم تعد تجد طريقها اليها .
.
شيء ما حبس انفاسها فاللحظات التي التقت بها نظراتهما .
.
شعور غير ما لوف بالخوف امتد ليزحف على طول عمودها الفقرى .

.
كحال الفريسه عندما تشعر بعيني قناصها عليها .
.شهقت اخيرا سامحه للهواء ان يدخل الى رئتيها .
.
وحررت نفسها من اسرة بالالتفات بعيدا و هي تحاول السيطره على اضطراب انفاسها .
.

مما جذب انتباة طارق الذي سالها بقلق :- هل انت بخير ؟



ظرت الية بذعر .
.
ثم الى صديقيها اللذين نظرا اليها بحيرة .
.


بعدها قالت بعبنوته :- عن اذنكم .
.
ساجرى مكالمه هاتفيه .
قفزت من مكانها فلحقت فيها ريما قائله :- سارافقك


غابتا داخل اخد اروقه المطعم الداخلية المؤديه الى الحمامات .
.


راقبت ريما صديقتها و هي تظهر هاتفها و تضغط ازرارة باصابع مرتعشه .
.


و قالت بريبه :- انت لست طبيعية .
.
ليس من عادتك قطع احدي جلساتك لتتصلى بامانى .



رفعت جودى الهاتف الى اذنها قائله بتوتر :- احتاج الى ان اكلمها علها تستعيد شيئا من تعقلها .
.
او تستمد من اختها القليل من قوتها .
.


كالعاده كان هاتف امانى مقفلا .
.
تاففت بضيق فقالت


ريما و هي تنظر الى و جهها متفحصه :- انه طارق .
.
تنتابك من جديد تلك الشكوك و الوساوس بشان علاقتك فيه صحيح ؟



تنهدت جودى قائله :- انت محقه .
.
مازال هذا الاحساس ينتابنى بان ثمه شيء ناقص فعلاقتنا


و الا ما الذي يفسر انجذابها الى رجل غريب بينما خطيبها على بعد سنتيمترات منها ؟



قالت ريما بانزعاج :- انها امانى طبعا .
.
هل عادت تعبث بعقلك مجددا ؟



ليس سرا انها لا تطيق طارق .
.
ولكن ليس من حقها ابدا ان تفسد عقلك بوساوسها .
.


تمتمت جودى :- جميع ما فالامر انها تريدنى ان اتاكد من مشاعرى قبل ان ارتبط فيه نهائيا


قالت ريما بسخريه غاضبه :- ما الذي تعرفة امانى عن المشاعر ؟

انها بنت عامله قررت ان تكرس حياتها لصنع تلك الهاله حولها ما نعه اي رجل من الاقتراب منها و تريد ان تصنع منك نسخه ثانية عنها .
.
فى الواقع اظنها تغار منك لانها لن تجد ابدا رجل كطارق يحبها كما يحبك


.
.
حسنا .
.
لم تدهش جودى لمشاعر ريما السلبيه اتجاة امانى .
.فهي تعرف من زمن بكراهيه جميع منهما للثانية .
.
ولكن ما تظنة ريما بامانى غير صحيح .
.
هى اكثر من يعرف امانى .
.


تعرف جيدا كم هي عاطفيه و ضعيفه .
.
وان عاطفيتها كانت الاسباب =فتحطيم علاقتها بوالدها و بجنس الرجال ككل


تمتمت فالنهاية :- لا علاقه لامانى فالموضوع


:- ما المشكلة اذن ؟



زفرت امانى عاجره عن البوح بالاسباب =الحقيقي لتوترها فصاحت فجاه بحنق :-


:- ايجب ان تقومى انت و خطيبك فكل مره يتلك المشاهد الغراميه المبتذله امامي ؟



ان لم تعلمي فهنالك فنادق رخيصه و جدت خصيصا لهذا الغرض .
.


او قد عليكم الزواج عل مشاعركما الحبيسه تتحرر اخيرا..
حدقت بها ريما بدهشه و هي تقول غير مصدقة :- اهذا ما يضايقك ؟



قالت جودى بعبنوته :- بالتاكيد ذلك يضايقنى عندما يجلس خطيبي كاللوح الى جانبى عاجز عن توجية كلمه رقيقه واحده نحوى .
.
يا الهى احيانا لا احس باننى مخطوبة .
.
كيف سيصبح الحال بعد عشر سنوات من الزواج ؟

بالكاد سيوجة لى الكلام


ساد الصمت لبضع ثوان قبل ان تنفجر ريما ضاحكه و هي تقول :-


انت مجنونه طبعا .
.
طارق يحبك جدا جدا .
.
انة متحفظ بطبعة ليس الا .
.
انا متاكده بانه سيجد اكثر من كيفية ليعبر لك عن حبة دون ان يتكلم بعد عشر سنوات من الزواج .
.
توقفى عن التصرفات الطفوليه .
.


و لنعد الى طاولتنا قبل ان يقلق الشباب .



قالت جودى بعناد :- لست جاهزة بعد .
.
ساصلح زينتي


استدارت نحو المرأة غطت الجدار خلفها .
.
ونظرت الى و جهها الشاحب و عينيها الزيتونيتين المنحرفتى الزوايا و الشبيهتين بعيني القطه و قالت :-


ابدو مرعبه تماما .
.
لا عجب ان طارق لا يعيرنى اي اهتمام


لم تشعر بان صديقتها ربما تركتها و عادت الى الطاوله بينما اقتربت هي ممن المرأة و تحسست ذقنها قائله برعب :- هل ترين ذلك ؟



لقد ظهرت بثره مخيفه فدقنى .
.
ان لم اجد حلا للفراغ العاطفى الذي اشعر فيه .
.
فسيمتلئ و جهى بالبثور


دوي صوت رجولى ذو بحه مثيره :- هل يمكننى المساعدة ؟



استدارت بسرعه مجفله .
.
لتنتفض برعب لرؤية الشخص الواقف امامها .
.
كان ينظر اليها بعينين داكنتين و اسعتين .
.
يتفحص ملامحها المتشنجه دون حرج .
.
انة هذا الرجل الجذاب الذي دفعها للهرب من صاله المطعم .
.
الا انه هذي المره على بعد اقدام عنها .
.
تلاحقت انفاسها و هي تقول باضطراب :- ريما .
.
اين ؟




توقفت عن التفوة بالعبارات المتقطعة و الغير مفهومه .
.
واخذت تنظر من فوق كتفة بحثا عن ريما


القي نظره عابره الى الخلف قائلا:- هل تقصدين الفتاة التي تجاوزتنى منذ لحظات ؟



لا .
.
هى لم تخطئ .
.
فلصوتة العميق رنين غير عادي يشبة الموسيقي .
.
موسيقي غامضه و مثيره .
.
مثلة تماما .
.
تنحنحت قائله :- سالحق فيها اذن .
.
عن اذنك


ما ان تحركت .
.
حتي اعترض طريقها بذراعة مسندا اياها الى الجدار .
.
فاطلقت شهقه مكتومه و هي تتراجع ذعرا .
.
وقد قربتة تلك الحركة منها بشكل جعل جسدا ينتفض بالم غيرمفهوم عندما لفحتة جاذبيه الجسد النحيل الصلب


احني راسة ليجتذب بصرها قائلا بنعومه :- بهذه السرعه .
.
ظننتك استدرجتنى الى هنا للتعرف الي


عندما نظرت الى عينية مذهوله فكرت بانه لى من العدل ان يمتلك رجلا مثلة عينين كهاتين .
.
لقد بدا لها من بعيد خطيرا بجاذبيه خياليه لم تقابل مثلها من قبل .
.
اما الان .
.
وقد رات عينية اللوزيتين العميقتين .
.
بلونهما البندقى الدافئ .
.
ونظراتة القادره على اذابه جبل من الجليد .
.
ادركت جودى بان ذلك الرجل شيطان يمشي على قدمين .
.
والدليل كلماتة المستفزه التي بثت شيئا من الغضب داخلها و منحتها القوه لتقول بشجاعه :-


:- انا لا اعرف عما تتحدث


شعرت فيه يقترب منها فتراجعت حتي التصقت بالجدار .
.
وضغطت عليه بجسدها و هي ترفع عينيها نحوة بعجز و ربما انتابها احساس بالاسر .
.
تمتم بخفوت و دون ان يحرك شفتية تقريبا :- بل تعرفين بالضبط ما اتحدث عنه .
.
لقد ضبطتك تنظرين الى قبل دقيقة .
.
ولا تحسبى اننى لم افهم مغزي نظراتك .
.
استطيع تمييزها عن بعد اميال.


حبست انفاسها عندما اخترق عطرة الرجولى رئتيها .
.
واثر بشكل سحري على حواسها المرتعده .
.
رطبت شفتيها باضطراب و هي تقول :- اسمع ايها السيد .



قاطعها بنعومه :- (تمام محفوظ)


فكرت مبهوره .
.
(تمام ) اي اسم غريب لشخص غير عادي مثلة .
.
هزت راسها لتستعيد تركيزها قائله :- سيد .
.
تمام .
.
لقد اسات فهمى .
.
لم اقصد شيئا من بالنظر اليك .
.
كما اننى لست و حدى هنا .
.
انا برفقه خطيبي


نطقت بالكلمه الاخيرة بحده .
.
كالغريق الذي تعلق بقشه .
.
واخفت ذهولها من نسيانها التام لخطيبها الجالس على بعد امتار فانتظارها .
.
او عدم لجوئها حتي الان الى الصراخ اجتذابا لمن ينقذها من ذلك الجحيم الذي و جدت نفسها به .
.


ذكرها لخطيبها جعل بريقا قويا يشع فالعينين الداكنتين .
.
والشفتين الجذابتين تتوتران للحظه .
.
ثم سرعان ما انفرجتا عن شبة ابتسامه مدمره و هو يقول بتهكم :- هل من المفترض بذكرك لخطيبك ان يصرفنى ؟

او يبعدنى عنك ؟

لو انك تهتمين لامرة حقا لما بادلتنى تلك النظرات التي طالبتنى بها باللحاق بك .
.
لما كنت هنا الان .
.
معى .
.
ولا شيء يرغمك على البقاء


فقدت اعصابها عندما مست كلماتة و ترا حساسا .
.
وصاحت بحده :- هلا ابتعدت عن طريقي


و عندما لم يتزحزح من مكانة رفعت يديها بلا و عى الى صدرة لتدفعة عنها .
.
ولكن ما ان شعرت اصابعها بعضلات صدرة القاسيه تحت القميص القطنى الرقيق .
.
حتي احست بتيار عنيف يسرى فجسدها على شكل انتفاضه قويه .
.
انزلت يديها بسرعه بعيدا عنه .
.
وعادت تلتصق بالجدار و ربما احالها الرعب الى قطعة منه .
.
شعر الشيطان بذلك البركان الذي ايقظة داخلها .
.
طبعا .
.
فهو كما يبدو خبير بتاثير فالنساء .
.
بعكسها هي التي لم تعرف يوما شعورا مشابها


و لكن عندما نظرت الى و جهة .
.
وجدت لهيبا يتراقص فالعينين العابثتين .
.
وقد انفرجت شفتاة باضطراب اذهلها هي نفسها .
.
لقد احس بدورة بذلك التيار الغامض الذي سري فالاتصال الجسدى الوحيد الذي جمع بينهما


همس :- اترين ؟

هنالك شيء ما يجمعنا .
.
لقد قدر لنا ان نلتقى و ربما عرفت ذلك منذ و قعت عيناي عليك عناك بينما كنت اعزف


فتحت فمها فمحاوله يائسه منها للاعتراض .
.ولكنة سبقها قائلا :-


:- لا تحاولى ان تفهمى .
.
ولا تقاومى الحقيقة التي اكتشفها كلانا منذ لحظات .
.
انت لى .
.
ولن تكوني لغيرى ابدا .



عقد لسانها .
.
واتسعت عيناها الخائفتان .
.
الا ان انفاسها اخذت تتلاحق باثاره .
.
جذبت عينية الى حركة صدرها السريعة .
.
رفع نظرة الى و جهها ليتامل تقاطيعة الناعمه و الرائعة .
.
عينيها البريئتين .
.
انفها الدقيق و فمها الوردى المثير .
.
ثم و قف نظرة عند تلك البثره الحمراء الصغيرة التي اشارت اليها قبل دقيقة .
.
رفع يدة ليلمسها باناملة .
.
فاغمضت عينيها كابحه رجفه الاثاره التي لحقت بلمستة الخفيفه .
.
وقال بصوت مثير :-ان كان سببها الفراغ العاطفى .
.
فانا اعدك بانها ستختفى قريبا


فتحت عينيها .
.
وترقرقت بها دموع لم تفهم سببها .
.
وبدون ان يقول شيئا .
.
تناول هاتفها المحمول من بين اصابعها المرتعشه و عبث فيه للحظات .
.
فصدر ازيز خافت من هاتفة المعلق بحزامة الجلدي .
.
ثم اعاد هاتفها الى يدها .
.
وابقاها بين يدية طويلا و هو ينظر الى عينيها قائلا بثقه :- سنتحدث لاحقا


و اذ بصوت ريما يدوي من خلفة بتوتر :- جودي


اعادها صوت ريما الى الواقع فسحبت يدها من بين يدية بسرعه .
.
ونظرت الى صديقتها باضطراب .
.
اما هو فلم يبدو مستعجلا و هو يعتدل فو قفتة ببطء دون ان يلتفت الى ريما او يعيرها اي اهمية .
.
اطلت من شفتية ابتسامه جانبيه حملت العديد من السخريه و العبث و هو يردد :- جودي


و بهدوء تجوز ريما و اختفي عن ناظريهما .
.
هنا سمحت جودى لساقيها ان تخذلاها .
.
فتشبثت بالجدار لاهثه .
.
محاوله اكتشاف ان كان ما حدث لتوة مجرد حلم ام لا


اقتربت ريما قائله بحده :-من يصبح ذلك الرجل يا جودى ؟
..
ولماذا كان قريبا منك الى ذلك الحد ؟

لقد كاد طارق يبحث عنك بنفسة عندما تاخرت .
.
ماذا كنت ستفعلين لو ضبطك فهذا الوضع المشبوة مع … مع عازف الجيتار الجديد ؟

ما الذي اصابك يا جودى ؟



لم يبدو على جودى انها ربما فهمت كلمه مما قالتة ريما .
.
اذ كانت نظراتها مذهوله و شاخصه على بعد اميال .
.
ثم همست اخيرا بصوت مرتجف :-


:-اريد العوده الى المنزل .
.
ارجوك


لسبب ما ابتلعت ريما غضبها .
.
واجلت استجوابها الى وقت لاحق .
.
فقد ادركت بان صديقتها الشاحبه الوجة على و شك فقدان الوعى فاى لحظه فتمتمت :-


لا باس .
.
لنخبر بشار و طارق بعدها لنخرج من هنا


عندما عادتا الى صاله المطعم الرئيسيه .
.
لم تجد اثرا لذا الشيطان الادمى الساحر الذي خطف منها انفاسها و عقلها قبل لحظات .
.
تفهم طارق بلا عناء الارهاق المفاجئ الذي ادعتة و لم يمانع عندما تناولت حقيبتها و طالبتة بالمغادره .
.
خاصة انه ربما سدد الفاتوره منذ دقيقة .
.


فطريقها الى سيارة طارق حمدت الله على انها لم تحضر بسيارتها .
.
فهي من جهه لن تتمكن من القياده مترا واحدا باعصابها المهزوزه .
.
ومن جهه ثانية لم تكن مستعده للانفراد بريما و الخضوع لاستجوابها المؤجل


و اثناء الطريق الى المنزل .
.
لم تفوة بحرف واحد بينما اخرط الباقون فحديث لم تفهم مضمونة .
.
تاهت بعينيها عبر النافذه تراقب الطرقات التي انارتها مصابيح الليل العموديه الشاحبه .
.
محاوله ان تنسي تفاصيل الحديث الذي دار بينها و بين هذا الرجل .
.


(تمام محفوظ) .
.
فكرت بانها لا تريد ان تقابلة مجددا مهما كانت الظروف .
.
ولكن جزءا دفينا منها كان يصر بياس على انها لاكاذبه .
.كاذبه تماما

 

 


الفصل الثاني


ابنه عاقة

اصدر محرك سيارة امانى القديمة ضجيجا كبيرا قبل ان يتوقف تماما امام فيللا و الدها ال كبار .
.
اعادت ظهرها الى الخلف مسنده اياة الى المقعد البعيد تماما عن الراحه .
.
وزفرت بقوه حامدة الله على و صولها سالمه الى المنزل


هذي الخرده القديمة التي اشترتها مستخدمة و تقودها منذ اكثر من عامين بحاجة الى تغيير .
.
ولكنها مضطره لاحتمال ضجيجها و مشاكلها حتي تدخر ثمن سيارة حديثة .
.
وهي مستعده لقتل نفسها شنقا قبل ان تطلبة من و الدها .
.


فتحت الباب الكبير للسيارة بحذر و بطء خوفا من ان يسقط الى جانبها على قارعه الطريق و لكن عندما ترجلت من السيارة .
.
اضطرت لصفقة بعنف كى تتاكد من اغلاقة جيدا


كان الجو دافئا بالنسبة لاحدي ليالي منتصف شهر اكتوبر .
.
وضوء القمر الشاحب الذي اتخذ شكل هلال لم ينجح فتخفيف الجو الكئيب للمبني المكون من طابقين .

والمحاط بحديقه صغيرة


من الغريب ان تشعر جميع مساء بانها مرغمه على العوده الى المكان الذي و لدت به و عاشت قرابه الخمسه و عشرين عاما .
.
نظرت الى ساعة معصمها .
.
التاسعة ليلا .
.
هذا يعني المشاكل .
.
فقد تاخرت 3 ساعات عن موعد عودتها المعتاد الى المنزل .
.
لاباس .
.
لقد اعتادت على الجدال مع و الدها العجوز جميع ليلة تقريبا .
.
وربما ستفسد ما تبقي من ليلتها برؤية و جة ابن عمها الوسيم فحال كان موجودا ليناقش و الدها فامور العمل كالعاده .
.
ثم تري و جهة الرائع مجددا فابشع كوابيسها


لمحت سيارتة الانيقه تقف خلف سيارة و الدها .
.
فزفرت بقوه و ربما احست بالامتعاض .
.
انة موجود .
.
ثم لمحت سيارة جودى البيضاء الصغيرة .

هذا لا يعني انها موجودة


فغالبا ما تظهر برفقه خطيبها المتانق الشبية بالدمي المحشوه .
.
دون ان يحاسبها احد على الوقت الطويل الذي تقضية خارجا معه .
.
ما دامت الابنه العاقله و المطيعه فالبيت


زفرت بضيق متمنيه لو انها كانت تنتمى الى عائلة ثانية تقل ثراء و تعقيدا عن عائلتها .
.
كانت انوار حديقه البيت مضاءه جزئيا .
.
بفوانيس صفراء منحت المكان طابعا خياليا و ربما انعكست اضوائها على النباتات الخضراء التي اصطفت بتناسق حول ممر حجرى مؤدى الى الباب


دست مفاتيحها فقفل الباب الزجاجى الضخم و فتحتة بعدها دخلت


لجزء من الاخرى تنفست بارتياح لعدم وجود لجنه الاستقبال التقليديه فانتظارها .
.
ولكن املها خاب عندما هدر صوت و الدها الجهورى يقول بصرامه :-


:- اين كنت حتي الان ؟



رفعت عينيها نحو الرجل الستينى النازل عبر الدرج الرخامي الفخم الرابط بين الطابقين مستعينا بعصاة الثقيله التي قلما فارقتة .
.
وروبة البيتي يحيط بجسدة الرياضى الممتلئ .



تصلب جسد امانى بتوتر لرؤية و الدها و انتظرت حتي اصبح يقف على بعد امتار منها و كرر سؤالة الصارم :- ينتهى دوامك فتمام السادسة .
.
فاين كنت حتي الان .
؟


بذلت جهدا خرافيا لتسيطر على التاثير الازلى لمهابه و الدها عليها .
.
ثم قالت بهدوء يميل الى البرود :-


:- لم لا تسال صلاح ؟

فجواسيسة يخبرونة بالتفصيل اين اقضى جميع دقيقه منذ خروجى فالصباح و حتي عودتى فالمساء


التمعت عينا و الدها الخضراوان و الشبيهتان بعينيها .
.
صاح بغضب :-


:- تكلمى عن ابن عمك باحترام و الا اجبرتك على هذا


التقت عيناهما لدقيقه كاملة .
.
خيم خلالها صمت مشحون بالتوتر قبل ان تقول ببرود :- انا متاكده بانك قادر على ذلك .
.
فانت تحقق جميع ما تريدة باحدي الطريقتين .
.
اما بنثر اموالك هنا و هنالك و اما ……


نظرت الى عصاة السوداء الثقيله ذات الراس المدببه .
.
والي اصابعة التي احاطت فيها بتوتر .
.
وسرت فجسدها رجفه خوف جاهدت لاخفائها .
.
ثم قالت باقتضاب :- لقد مررت على الميكانيكى ليلقى نظره على سيارتى .
.
مؤخرا تصدر اصواتا مزعجه عندما اقودها


لم يخرج على و جهة اي تعبير يذكر .
.
ثم قال بجفاف :- تعرفين تماما سبيلك الى التخلص منها


قفز الازدراء الى ملامحها بلمح البصر و قالت باباء :- تعجبنى كما هي .
.
ولا احتاج الى غيرها او اي شيء احدث منك .
.
او منه


و بدون ان تتيح له فرصه للتعليق .
.
تركتة هاربه الى المطبخ فاللجوء الى غرفتها يعني المرور الى جانبة .
.
ومازالت تذكر نتائج احدث مره اقتربت بها منه الى ذلك الحد ازعجتها اناره المطبخ الخافته .
.
ولكنها لم تهتم باناره المكان .
.
فتحت الثلاجه و تناولت زجاجه مياة معدنيه و حاولت ان تتذكر احدث مره تبادلت بها حديثا و ديا مع و الدها فلم تنجح… و لكنها مدركه بان اكثر من خمس سنوات مرت منذ اعلنت الحرب بينهما .
.وانتهي اثناء لحظه واحده جميع ما يشير الى روابط الدم بينهما


صفقت باب الثلاجه بعنف عندما احست بالشبح الذي تسلل دون ان تشعر .
.
استدارت لتجدة عاقدا ساعدية اما صدرة .
.
مستندا الى خزائن المطبخ و ينظر اليها بهدوء و اثق مستفز


تغلبت على قشعريره الخوف التي اصابتها بتاثير نظرتة المظلمه كظلام المكان و قالت ساخره متصنعه القوة:- لماذا لا تدهشنى رؤيتك و انت تتسلل كالاشباح فالظلام داخل بيت =لا يرغب سكانة فو جودك به ؟



قال الشبح بهدوء :- اذكرك يا ابنه عمي العزيزه بانك الفرد الوحيد فالمنزل الذي يرفض و جودى به .
.
فعلي حد علمي .
.
عمي يعتبنى كالابن له و جودى تهتم لامرى كاخ اكبر لها


قالت باشمئزاز :- اروع الموت الف مره على ان احظي باخ مثلك


لوي فمة ساخرا و هو يقول :- ابادلك الشعور تماما يا عزيزتى .
.
فاخر ما اريدة هو ان اكون اخا لك


تراجعت بضع خطوات مبتعده عنه و هي تصيح بشراسه :- لن تكون اي شيء اطلاقا بالنسبة لى يا صلاح


مط شفتية متاسفا على عنادها و قال :- سنرى


.
.
واجهتة بنظراتها المتحديه بينما اكتفي هو بتاملة المستفز لها .
.
تاملت بدورها قامتة المتوسطة الطول التي لم تخفى تناسق جسدة القوي .
.
كان ابن عمها و سيما كاى فرد احدث فالعائلة و لكن و سامتة كانت دائما من هذا النوع المزعج .
.
الذى يعطى شعورا غريبا بالحذر و عدم الراحه .
.
قال اخيرا بهدوء :-


:- سمعتك تتحدثين الى عمي قبل دقيقة .
.
متي ستتوقفين عن محاربتة و ازعاجة يا امانى .
.
انة و الدك ان كنت ربما نسيت


نظرت الية قائله بمقت :- بسببك انت انتهي جميع ما يربطني فيه كابنه .
.
فاياك ان تقدم لى المواعظ .



اقترب منها خطوه و هو يدس يدية فجيبى سروالة الاسود الانيق و هو يقول بحزم :- بل بسبب عقوقك و شذوذك انت يا امانى .
.
تصرفاتك المتهوره و الوقحه هي ما كادت تودى يحياتة يوما .
.
وبحياتك انت ايضا


اجبرت نفسها على التسلح بالهدوء .
.
فصلاح بارع للغايه فافقادها رصانتها .
.
واشعال جميع كراهيتها بكلمه واحده .

قالت بتهكم :- و كانك تهتم حقا لصحتة .
.
اعلم تماما بانك تنتظر موتة بفارغ الصبر كى تضع يدك على اموالة شاكرا حظك لعدم وجود و ريث ذكر له بين ابنائة .
.
الشيء الوحيد الذي يخيفك من حدوث ذلك هو فقدانك الامل منى .
.
فانت ما زلت متاكدا بانه قادر على ارغامي على منحك ما تريد .
.
ولكن ذلك لن يحصل يا صلاح .
.
لا الان و لا لاحقا


استحالت ملامحة الوسيمه الى جليد فعرفت بانها ربما نجحت فاثاره غضبة .
.
فصلاح كوالدها تماما .
.
رجل اعتاد على الحصول على مرادة مهما كان الثمن .
.
وهي كانت الشوكه الوحيده التي تمكنت من وخز كبرياءة و كرامتة .
.
اقترب منها فتراجعت بتوتر حتي التصقت بالثلاجه .
.
واحست ببروده المعدن خلف ظهرها .
.
تبينت فالظلام ملامحة الشيطانيه .
.
وانتابها رعب كبير لاستعادتها تلك الذكري التي لم تنجح السنوات فمحوها .
.
قال ببرود جمد الدماء فعروقها .
.:- ستكونين زوجتي يا امانى .
.
شئت ام ابيت .
.
بحياة ابيك ام بعد مماتة .
.
ساجبرك على ذلك و لو كان احدث ما سافعلة فحياتي


قربة الكبير منها حرك الغثيان داخلها .
.
ولكنها سيطرت على ملامحها و بروده اعصابها حتي تراجع فجاه دون ان يلمسها قائلا باستفزاز :-يمكنك الذهاب الى غرفتك الان لتتقلبي طوال الليل بين احقادك .
.
فمهما طال الزمن .
.
ومهما ظننت بانك ربما حققت كيانك و استقلالك .
.
ستكتشفين فالنهاية بان مكانك تالطبيعي هو هنا .
.
تحت قدمي


جاهدت لتمنع نفسها من الجرى الى غرفتها .
.
بل صمدت امامة رافعه راسها بتحدى للحظات بعدها قالت بشجاعه :- فاليوم الذي سيحدث به ذلك ساكون ميته يا صلاح .
.
اؤكد لك هذا


بعدها تركت المطبخ مندفعه الى الطابق العلوى .
.
لم تتجة الى غرفتها .
.
بل الى الحمام حيث اقفلت الباب و رائها .
.
ثم افرغت معدتها فالحوض قبل ان تنهار على الارض باعياء مكافحه دموع الضعف المهدده بخذلانها .
.
لااحد يعرف كم يكلفها الصمود اما و الدها رحل الاعمال القاسي (محمود النجار ) و ابن عمها المشابة له فلؤمة و تسلطة .
.
لا احد يعرف كم تبذل المستحيل لتكافح الذكريات .
.
وكيف تحاول جاهده قبل الاخرين ان تنتقم من نفسها قبل الاخرين على اخطائها السابقة .
.
وكيف تصر بقسوه على عدم الوقوع بها مجددا


لم تحسب الوقت الذي قضتة هنالك قابعه فزاويه الحمام تلملم شظايا روحها قبل ان تستعيد شجاعتها و قوتها .
.
وتقف مكافحه ضعفها .
.
مقرره بان الوقت ليس مناسبا بالمره للانهيار

 

الفصل الثالث

الفصل الثالث


شكوك و مخاوف

( تمام محفوظ) (تمام محفوظ )


ظلت جودى تخط الاسم لدقيقة معدوده فوق اوراقها و هي تتظاهر بالدراسه .
.
منذ عودتها من عشائها الكارثى برفقه طارق و اصدقائها


لحسن حظها ان ريما لم تجد الفرصه لسؤالها عما حدث .
.
ولكنها ستراها غدا فالجامعة .
.
ولحظه الاستجواب قادمه لا محالة


(تمام محفوظ) .
.
(تمام ) اسم غريب .
.
تذكرت ملامح عازف الجيتار الوسيمه و الخياليه .
.
وفكرت بان اي اسم عادي لن يليق فيه .
.
فهو رجل غير عادي .
.
بحاجة الى اسم غير عادي .
.


يا الهى .
.
انها تفكر فيه منذ ساعات .
.
وهاهى تبدا برسم خطوط و جهة التي حفظتها عن ظهر قلب فوق اوراقها البيضاء .
.
لماذا لا تفكر بطارق .
.
طارق .
.
طارق .
.
رددت الاسم مرارا بصوت عالى و لكنها لم تنجح الا فالعوده الى هذا الوجة الساحر لتمام .
.
ما الذي اصابها ؟
.
اهو توتر طبيعي تواجهة جميع بنت مخطوبة قبل اشهر من موعد زفافها ؟

فتظل فشك بصحة اختيارها للشريك .
.
وتظل تري فكل و جة ذكوري بديل عنه ؟



يا للهول من الاروع ان تبدا بتاليف كتاب عن حماقتها


اجفلت للكيفية العنيفه التي فتحت بها امانى باب غرفتها و دخلت قائله بلهجتها الساخره و الجافة :- انت هنا اذن .
.
لم اتوقع عودتك باكرا .
.
لا تقولى لى بانك ربما تشاجرت مع عريس الهنا .
.
فلست فمزاج جيد لمواساتك .
.


اعتدلت جودى بقلق .
.
لم يكن من عادتها السكوت عن سخريه امانى .
.
ولكنها لاحظت بان عدائيه اختها لم تكن طبيعية هذي المره .
.
او انها طبيعية اكثر من اللازم ؟

سالتها :- مع من تشاجرت هذي المره ؟

مع ابي ام مع صلاح ؟



قالت امانى و هي تدعك شعرها الرطب من تاثير الاستحمام بمنشفه صغار ناعمه :- الاثنين معا .
.
هل تصدقين ذلك ؟

الواحد تلو الاخر كان فانتظارى ليحيل ليلتى الساحره الى جحيم


تاملتها جودى للحظات بعدها قالت بهدوء :- لقد سمعتك تتقيئين بالحمام


و قفت امانى امام المرأة التي توسطت خزانه الملابس الضخمه بينما تساءلت جودى بخفوت :- هل حاول ان يلمسك ؟



هتفت امانى بخشونه اظهرت جميع البغض الذي يملا قلبها :- كنت قتلتة قبل ان يفعل


صمتت للحظات طويله و هي تنظر الى نفسها فالمرأة .
.
ومن خلفها كانت جودى تتامل بدورها اختها الكبري .
.
ذات القامه الطويله و النحيله .
.
لقد فقدت العديد من الوزن اثناء السنوات السابقة .
.
ولكن نحولها لم يؤثر ابدا على جمال تكوين جسدها الانثوى .
.
او جمال و جهها المميز .
.
بل زاد من اخضرار لون عينيها الواسعتين .
.
ما منحها مظهرا جذابا و غامضا متناسقا مع شعرها النحاسى الاشقر القصير


كانت هذي هي احدي المرات القليلة التي تبعد بها امانى شعرها الكثيف عن صدغيها .
.
فظهرت لجودى و بكل و ضوح اثار هذا الجرح الذي امتد من منابت شعرها حتي اذنها اليسري .
.
السنوات احالتها الى مجرد ندبه بالكاد كانت ظاهره للناظر عن قرب .
.
ولكن بالنسبة لامانى ما زال الجرح طازجا و ينزف بغزارة


تمتمت امانى قبل ان تمنع نفسها :- اكرههما


قالت جودى باشفاق :- لماذا تصرين على محاربتهما يا امانى ؟

لن تستطيعى التغلب على قوتهما و نفوذهما و تعرفين ذلك جيدا


استدارت اليها امانى قائله باستنكار :- اروع الموت الف مره على منحهما ما يريدان


قالت جودى بتوتر :- ان فكرت فالامر جيدا لما و جدتة بذلك السوء .
.
صلاح شاب و سيم جدا جدا و ثرى .
.
واى بنت تتمني الارتباط به


قالت امانى بحده :- اي بنت غيرى انا .
.
وما دمت متحمسه الى ذلك الحد فلماذا لم تتزوجي انت فيه ؟



هزت جودى كتفيها قائله :- لقد كنت دائما بمثابه الاخت الصغري لصلاح


:- لماذا لم يعتبرنى انا الثانية اختا له ؟



تنهدت جودى قائله :- لانك و منذ الطفوله كنت تكرهين صلاح .
.
تنفرين منه و تبعدينة عنك .
.
ربما ذلك ما جعلك بالنسبة الية تحدى يريد الفوز به


و جرت عيناها على الفيللا لاخذ القمامه .
.
فقدمنى هديه لابن اخية المفضل


قالت جودى بانزعاج :- انت تفسرين الامور بكيفية بشعة


قالت امانى بقسوه :- و انت تحبين ابي بحيث لا ترين الوحش المختبئ داخله


اشاحت بوجهها بفتور قائله :- لم لا ؟

لطالما كنت لبنتة المدلله .
.
القطه الصغيرة الشبيهه بامها .
.
اظن احد سبب كرهة لى هو شبهى الكبير فيه .
.
فانا متاكده بانه لا يحتمل حتي نفسه


هزت جودى راسها يائسه من التفاهم مع اختها حول ذلك المقال .
.
ولكنها اقرت داخلها بان امانى تشبة و الدها تماما .
.
فى قوتة و عنادة و كبريائة .
.
وهذا ما يسبب التصادم المستمر بينهما .
.قالت لتغير من مقال الحديث الكئيب :- كيف كان العمل لهذا اليوم ؟



تغيرت ملامح امانى بسرعه مذهله .
.
وارتسم التفكة على و جهها و هي تقول :- كان متميزا


التقطت منها جودى روح الفكاهه و هي تسالها باسمه :-ما الذي فعلتة لمديرك هذي المره ؟



اطلقت امانى ضحكتها الرائعة النادره و هي تقول :- لقد كان الامر مذهلا .
.
لن تصدقى ما حدث


قطعت الطريق عبر الغرفه الفسيحه و الانثويه الديكور و جلست الى جانب جودى على حافه السرير قائله :-


:- اتذكرين تلك الصورة التي ظهر بها مديرى برفقه و زير الاقتصاد فجريده صباح الامس ؟

..
لقد علقت الصورة على جدار المكتب .
.
ودعوت باقى الموظفين لمشاركتى فرميها بالطائرات الورقية


اتسعت عينا جودى و هي تقول غير مصدقة :- لا تقولى بانه ربما ضبطك تسخرين منه علانيه بين الموظفين ؟



كانت اجابه امانى ضحكه عاليه .
.
فشاركتها جودى الضحك .

اكملت امانى عندما هدات :- لقد دخل السيد هشام الى المكتب فجاه بع ان و صلت الى اسماعة الضجه التي عمت الطابق باكملة .
.
لك ان تتخيلى الصدمه على و جوة الموظفين لرؤية رئيسهم امامهم و جها لوجة يراقب ما يفعلونة بهدوء شديد متوعد


قالت جودى بقلق :- هل و بخك ؟



لوحت امانى بيدها قائله بعدم اهتمام :- كالعاده .
.
استدعانى الى مكتبة دون ان ينسي توبيخى امام الاخرين .
.
وان يتبرع ساخرا بتوفير سهام حقيقيه بدلا من الطائرات الورقيه لاشفى فيها غليلى .
.
ولم ينسي ان يذكرنى بانه لم يوظفنى الا ارضاء لخالتة .
.
وانة لن يتورع عن طردى ان اتضح له اي تقصير منى فعملي


فكرت جودى قائله :- كوني صادقه مع نفسك .
.
انت تستحقين هذا


هزت امانى كتفيها قائله ببساطه :- اعرف ذلك .
.
ولكنة لن يجرؤ على طردى .
.
فانا كفؤه تماما فعملى .
.
مازلت غير فاهمه كيف ممكن ان يصبح لامرأة بلطف سمر ابن اخت بسماجتة و جفافة .
.
انة اشبة بقطعة جليد تمشي على قدمين .
.
اة .
.
ومن يصبح (تمام محفوظ) ذلك ؟



تناولت احدي الاوراق المتناثره فوق السرير .
.
فانتزعتها جودى منها قائله بارتباك :- لا شيء يذكر .
.
زميل فالكلية


راقبتها امانى بتسليه و هي تلملم اوراقها و تضعها جانبا بعدها قالت :- يبدو من احمرار و جهك انه اكثر من ذلك بكثير


صاحت جودى بعبنوته مفاجئه :- هلا غيرت المقال ؟



تفحصتها امانى بصمت للحظات بعدها رفعت حاجبيها مستسلمه و سالتها :- كيف كان عشاءك مع طارق ذلك المساء ؟



:- جيد .
.
استمتعنا كثيرا بصحبه بشار و ريما كالعاده .
.
والمطعم كان متميزا


قالت امانى بتهكم :- طبعا لن يختار طارق مطعما يقل فخامه عنه .
.
لن يهدر تانقة المعتاد على الاماكن الرخيصة


نهضت جودى من السرير و سارت نحو النافذه لتتامل الليل الهادئ الذي خيم على الحى الراقي الذي و لدت به .
.
وسمعت امانى تقول من خلفها :- حسنا .
.
ما الذي يشغل بالك حقا يا جودى ؟



استدارت جودى قائله باضطراب :- كنت ارغب بطرح سؤال ما عليك .
.
اعرف بانك لا تحبين طارق .
.
ولكننى اطلب اجابه محايده عن سؤالي


فكرت امانى للحظات بعدها هزت كتفيها قائله :- اعدك ان احاول


بدا على جودى التردد ما اقلق امانى حول ما يشغل بال شقيقتها الصغري .
.
حسمت جودى امرها و قالت:- هل من الطبيعي لفتاة مرتبطه ان تعجب برجل احدث .
.
او تفكر فيه ؟



بالرغم من سرور امانى لشكوك جودى حول علاقتها بطارق .
.
الا انها لم تفصح عن افكارها .
.
وقالت ببساطه :- حبيبتي .
.
هنالك نساء متزوجات و امهات ما زلن يصرخن كلما ظهر نجمهن المفضل على شاشه التلفاز


قالت جودى بضيق :- لم اقصد ذلك النوع من الاعجاب


عادت تجلس مقابله لامانى كى تجذب انتباهها و قالت :- اقصد ان تقابلى رجلا جذابا يخطف بصرك و عقلك دون ان تكلمية .
.
اذا نظر الى عينيك تنسين الدنيا من حولك تماما .
.
حتي خطيبك الجالس الى جوارك يفقد و جودة معناه


ارجعت راسها الى الخلف و ربما برقت عيناها و هي تكمل :- و ان حصل و كلمك .
.
فانك تقضين الليل بطولة تستعيدين كلماتة .
.
ونبره صوتة الجذابه .
.
فيقشعر بدنك من مجرد الذكرى


حدقت امانى فو جة شقيقتها المتاثر بذهول .
.
ثم تمتمت :- هل انت متاكده بان لا علاقه للمدعو همام بحديثنا ؟



صاحت جودى بانزعاج قبل ان تفكر :- اسمه (تمام)


احمر و جهها عندما لاحظت جمود امانى .
.
قفزت مبتعده و هي تخفى و جهها بين يديها فقالت امانى بهدوء :- من الواضح ان المشكلة اكبر بعديد مما ظننت


انزلت جودى يديها توهي تقول بياس :-المصيبه انها اتفة بعديد مما تبدو عليه .
.
ولكننى لا اعرف لماذا لا اتوقف عن التفكير فذلك الرجل و لا استطيع نزع صورتة عن عقلي


حكت لامانى باختصار عما حدث فالمطعم و هي تتجول فانحاء الغرفه بعبنوته .
.
بينما امانى تستمع اليها و تراقبها بصمت .
.
قالت جودى فالنهاية بغضب :- لا اعرف ما الذي اصابنى ؟

انا مخطوبة الى شاب و سيم جدا جدا .
.
ثرى جدا جدا .
.
ويحبنى بجنون .
.
واثناء لحظه واحده ارمى بها جميع ذلك و رائى و افكر كالبلهاء بشاب متسكع بالكاد يكسب قوت يومة من عزفة على الجيتار


قالت امانى بهدوء :- عازف الجيتار بشر مثلنا كما تعلمين يا جودي


زفرت جودى قائله :- اعرف ذلك طبعا .
.ولكن اعجابي و هوسى الغريب فيه لمجرد امتلاكة احلى عينين رايتهما فحياتي و لكيفية كلامة الجذابه المكتسبه من خبره طويله مع النساء كما يبدو .
.
ليس منطقيا .
.
صحيح ؟



تاملت امانى اختها التي تصغرها باربع سنوات بتعاطف .
.
مهما كان ما تمر فيه جودى الان فسببة تلك الكيفية الجافة التي قرر و الدها تزويجها بها .
.
طارق شاب جيد بشكل عام .
.
وعريس لقطه .
.
ولكن مهما ادعت جودى .
.
فهي ليست متاكده تماما من مشاعرها نحوة .
.
اما راى امانى .
.
فهو ان جودى تحتاج الى رجل اكثر عاطفيه و رقه من طارق العملى البارد .
.
شخص قادر على تفهم الجانب الحساس و العاطفى من شخصيتها


نهضت امانى قائله :- انت تحملين الامر اكثر من حجمة يا جودى .
.
اى بنت طبيعية ربما تضطرب للقاء شاب و سيم يعرف كيف يسمعها ما تحتاج الية من عبارات الغزل .
.
قد تفكرين فيه ليوم او اثنين .
.
ولكن الامر سينتهى عند ذلك الحد .
.
خاصة و انك على الاغلب لن تقابلية مجددا


.
.
تذكرت جودى الكيفية التي حصل بها على رقم هاتفها .
.
ولكنة على الارجح فقدة الان مع الكم الهائل من ارقام هواتف الفتيات الذي يحتفظ فيه .
.
ما قالتة امانى صحيح .
.
هى لن تري هذا الرجل مجددا .
.
خاصة ان امتنعت تماما عن زياره هذا المكان الذي يعمل به .
.
ولسبب ما شعرت بالحسره لهذه الفكرة .
.
فجزء منها مهما حاولت الانكار .
.
متشوق لرؤيتة مجددا .
.او حتي لسماع صوتة المثير


ربتت امانى على و جنتها برقه قائله :- لا تشغلى عقلك الصغير باوهام العروس التقليديه .
.
ساتركك لتنامي الان و فالصباح .
.
ستنسين تماما ما حصل .
.
وتعودين خطيبه ممله و مغروره .
.
لخطيب اشد مللا و غرورا


.
.
وعندما غادرت الغرفه .
.
كانت جودى ربما ارتاحت جزئيا لعبارات امانى البسيطة و المنطقيه .
.
ولكنها عرفت تمامما بانها لن تتمكن تلك الليلة من النوم .
.
ولا حتي ساعة واحدة


ظلام .
.
ظلام حالك يحيط فيها فكل مكان .

.
والضباب الكثيف يسبح من حولها .
.
هذا غير يمكن .
.
فامانى متاكده بانها ربما تركت المصباح الصغير مضاء قبل ان تنام .
.
حاولت ان تنهض من سريرها لتضيئة .
.
ولكنها لم تستطع حتي تحريك راسها .
.
ما اسباب ثقل جسدها الغريب ؟

اهو شيء اكلتة اثناء العشاء ؟



قد ان نادت جودى بصوت مرتفع ربما تستيقظ و تاتى لمساعدتها .
.
ولكن صوتا لم يصدر عنها .
.
فلسانها كان ثقيلا بدورة و كانة قطعة من الحجر


احست بانها بالفعل ليست و حيده فالغرفه .
.
هنالك من يتنفس فمكان قريب منها .
.
حاولت اختراق الظلام بعينيها تراة .
.
فلمحت خيالة الاسود يقترب منها ببطء .
.
جودى .
.
اهى انت ؟

الا ان السؤال القلق لم يتجاوز شفتيها .
.
تسلل شعور غريب بالخوف الى داخلها عندما بدات ملامحة تتضح لها .
.
التقاسيم الوسيمه المالوفه ذات التعبير الساخر المخيف .
.
اتسعت عيناها .
.
وازدادت محاولاتها للحركة و الهرب دون فائدة


هنا .
.
قال الصوت الساخر ليجفف الدماء فعروقها :- لا تحاولى المقاومه يا امانى .

فاينما هربت .
.
ستجدين نفسك هنا مجددا .
.
فى مكانك الطبيعي .
.
عند قدمي


تدفقت دموعها و هي تراقبة يقترب منها .
.
وملامحة تستحيل تدريجيا الى ثانية شيطانيه .
.
والمخالب تبدا بالظهور من اطراف اصابعة الطويله المدببة


اطلقت امانى صرختها المختنقه و هي تهب جالسه فوق السرير و ربما تبلل جسدها تماما بالعرق .
.
نظرت حولها لاهثه برعب عبر الغرفه التي خفف من ظلمتها نور المصباح الاحمر الصغير المتدلى من زاويه السقف .
.
ثم قفزت نحو مفتاح النور الرئيسى لتضيئ الغرفه تماما بعدها تنهار جالسه على الارض و هي ترتجف يقوه .
.
وتجاهد لتتنفس .
.ثم بدات تبكي بصمت .
.
انة هذا الكابوس مجددا .
.
والذى يطاردها جميع ليلة دون رحمه منذ سنوات .
.
مهما حاولت التظاهر بالشجاعه و القوه .
.
فان الحقيقة تخرج دائما فالنهاية .
.
وهي انها قد ليست بالقوه الكافيه لمحاربه و الدها .
.
وابن عمها صلاح


عند ذلك الحد من الافكار مسحت دموعها و اتجهت نحو المنضده المجاوره لسريرها .
.
واخرجت من الدرج هذا الدفتر الصغير الذي تقرا بعض صفحاتة جميع ليلة تقريبا كيس تتمكن من النوم .
.
وقد نسيتة هذي الليلة بسبب توترها الناتج عن صدامها مع صلاح .
.
تمددت فوق السرير و فتحت الدفتر .
.
وجرت عيناها فوق خط امها الناعم و بعد نص ساعة من القراءه .
.
اقفلت الدفتر و ربما هدات روحها .
.
وضمتة الى صدرها


منذ و جدت الدفتر الذي اعتادت امها كتابة افكارها و يومياتها به .
.
بعد و فاتها بايام قليلة .
.
وهو سلاحها الذي يندها بالقوه التي تحتاجها لتتابع كفاحها .
.
مازالت تذكر هذا اليوم الذي و جدت به امها تكتب به باهتمام عندما كانت طفلة لم تتجاوز الاخرى عشره .
.
سالتها بفضول طفولى عما تكتبة .
.
فابتسم و جة امها الرائع و هي تقول :- اماني


دهشت الطفلة و سالتها بسذاجه :- اتكتبيننى ؟



ضحكت امها .
.
ومازال صدي ضحكتها الرقيقه يدوي فاذنى امانى حتي الان .
.توقفت عن الكتابة و دعت امانى للاقتراب منها .
.
احاطتها بذراعيها قائله :- بل هي نوع احدث من الاماني


نظرت طويلا الى عيني امانى الخضراوين بعدها قالت بهدوء :- هل تعرفين لماذا اطلقت عليك ذلك الاسم يا امانى ؟



هزت امانى راسها بحيرة .
.
فاطل حزن عميق من عيني و الدتها و هي تقول :- كى لا تخيب امالك و امنياتك ابدا


سالتها امانى و ربما احست بحزنها :- و هل خابت امالك يا امي ؟



لم تمنحها امها جوابا .
.
ابتسمت فقط و قالت ملوحه بالدفتر :- هل ترغبين بقراءتة ؟



:- نعم


:- عندما تكبرين بما يكفى ساعطية لك


و لكن و الدتها لم تعش لتمنحها الدفتر ينفسها..
كانت امانى فالخامسة عشره عندما ما تت امها بسبب مرض خبيث .
.
لم تكن ربما صحت من صدمتها بعد عندما و جدتة بين اغراض امها و ربما ساهم بشكل كبير فالتخفيف من حزنها


اعادتة بحذر الى مكانة داخل الدرج .
.
لا..
لم يحن الوقت بعد لاطلاع جودى عليه فما كتبتة و الدتها اثناء لحظات كابتها و حزنها من شانة ان يسبب لجودى صدمه كتلك التي اصابتها عندما قراتة اول مره منذ عشر سنوات .
.فما يحتوية هو مزيج من الحزن و الخيبه .
.
والامل .
.
والامانى .
.كما اخبرتها و الدتها بالضبط


تقوقعت حول نفسها فوق السرير .

وغرقت فرحله طويله مع افكارها قبل ان تنام اخيرا .
.
وبدون احلام هذي المره …

 


الفصل الرابع


مجرد اتصال


ابعدت جودى نظرها عن اوراقها مجبره و هي تستجيب لثرثره ريما التي لم تتوقف منذ الصباح و سالتها :-عم تتحدثين بالضبط؟


عبس و جة ريما الاسمر الدقيق القسمات و قالت بحده :- عن معرض الفنون الذي تقيمة الجامعة طبعا .
.
الا تستمعين الى ما اقوله منذ ساعة ؟



زفرت جودى قائله بسام :- لقد سبق و اخبرتك من قبل باننى ساشارك فذلك المعرض .
.
لماذا لا تسامين من تكرار المقال ؟



انقدهما من الشجار المراقب المسؤول عن قاعه المطالعه الملحقه بالكليه و هو يشير اليها بالصمت او بمغادره المكان .
.
ففضلتا مغادره المكان عندما ايقنتا بانهما لن تدرسا حرفا واحدا .
.
استقرتا اخيرا فكافيتريا الكليه الواسعه و المزدحمه على الدوام .

.
وقفتا لبضع دقيقة حتي خلت لهما طاوله فالزاويه الى جانب النافذة


تابعتا حديثهما بان قالت جودى :- انا اجهز بعض الاعمال منذ ايام .
.
وقد بدات بلوحه ليلة الامس .
.واظننى سانهيها اليوم


قالت ريما بصبر :- هنيئا لك .
.
ولكننى مهتمه بمعرفه ان كنت ربما قمت بالاجراءات اللازمه للاشتراك فالمعرض لقد تحدثت الى دينا صباح الامس و هي قريبه لاحد منظمى المعرض .
.
واخبرتنى بان الامر يحتاج الى بعض الاجراءات .
.
اة .
.
هاهى قادمه .
.
ساناديها لتخبرك بنفسها


لوحت بيدها لدينا التي لفتت الانظار فور دخولها الى الكافيتربا برفقه صديقتين .
.
بملابسها الانيقه و المميزه .
.
وشعرها القصير الاجعد .
.
وشراره الشقاوه المطله من عينيها


كانت جودى تحب صحبه دينا للشبة الذي تجدة فشخصيتها المرحه بالفتاة التي كانتها امانى قبل ان تتحول الى المرأة المشبعه بالمراره و السخريه التي هي الان


ما ان راتهما دينا حتي لوحت لهما و تركت صديقتيها لتنضم اليهما .
.
تحدثن طويلا حول التحضيرات للمعرض .
.
ليتجة الحديث بعد هذا الى الفتيان كالعاده كلما كانت دنيا موجوده .
.
كانت تتحدث عن حادث مضحك تعرضت له عندما حاول شاب غريب مضايقتها .
.
فقالت ريما ملعقه :- ما الذي اصاب الرجال هذي الايام ؟
لماذا لا يتركوننا و شاننا ؟

فنحن لدينا ما يكفى من المشاكل


قال دينا ضاحكه :- من النموذجى ان تقول بنت مخطوبة ذلك الكلام .
.
فانت لديك بالفعل رجل جميل كما هو الحال مع جودى .
.
فى الواقع .
.
اظن مجرد و ضعكما لخاتم الخطوبة يمنحكما الحماية من المضايقات


قالت ريما ساخره :- لا تكوني متاكده .
.
لو عرفت ما حدث مع جودى الاسبوع الماضى لسحبت كلماتك فورا


هتفت جودى بحذر :- لا اظن دينا مهتمه لسماع التفاصيل


و لكن اللهفه و الفضول المطلين من عيني دينا جعلا ريما تتجاهل تحذيرات جودى و تبدا بسرد ما حكتة لها جودى عن لقائها بتمام و هو ما لم يكن كثيرا


قالت دينا غير مصدقة :- اتقولين بان عازف الجيتار ربما ترك مقعدة فوق المنصه و حاول الايقاع بجودى بوجود خطيبها ؟

انة احمق طبعا .
.
كان عليه اختيار بنت ثانية ليست مخطوبة الى طارق منصور .
.
لااعتقد بان بنت عاقله ربما تترك اكثر شباب المدينه و سامه و ثراء لاجل عازف جيتار


رفعت ريما حاجبيها بشكل معبر و هي تقول :- لا تستخفى بعازف الجيتار ذلك .
.
فاقل ما يمكننى و صفة فيه هو انه رجل مدمر .
.
لا اذكر اننى قابلت يوما رجلا بجمالة و جاذبيته


نهضت جودى قائله بانزعاج :- ستبدا محاضرتنا الاتيه بعد دقيقة يا ريما .
.
هلا ذهبنا ؟



تناولت كتبها و حقيبتها و غادرت دون ان تنظر الى ريما التي لحقت فيها قائله :- ما الذي ازعجك الان؟


هتفت جودى بحده :- هلا توقفت عن التحدث عنى امام الاخرين و كاننى غير موجوده .
.


قالت ريما بحيرة :- لا اظننى اخطات .
.
دينا تحكى لنا دائما قصصا مشابهة


صاحت فيها جودى :- تكلمى عن نفسك اذن .
.
ماذا ان و صلت القصة فالنهاية الى طارق ؟



:- لماذا ربما يزعجة الامر ؟

لم تكن المره الاولي التي تتعرضين بها للمضايقه .
.
انت لم تبادلى هذا الشاب الاعجاب او ما شابة .
.
صحيح ؟



من حسن حظ جودى ان دوي رنين هاتفها المحمول من داخل حقيبتها فقالت لريما :-اسبقينى الى القاعه و سالحق بك


ابطات سيرها بينما تابعت ريما طريقها .
.
واجابت على المكالمه التي لم تتعرف الى مصدرها :- نعم


لم تدرك بان صوتها ربما عكس توترها حتي سمعت صوتا عميقا يقول :- هل قاطعتك عن شيء ما ؟



توقفت فجاه عن السير .
.
وتسارعت نبضات قلبها بشكل غريب و هي تقول باضطراب :- من .
.
من المتكلم؟


:- لا تقولى انك ربما نسيت صوتي


انه هو .
.
هو دون غيرة مقال شجارها مع ريما .
.
همست دون ان تفكر :- تمام


ساد الصمت للحظات قبل ان يقول برقه :- يسرنى انك ما زلت تذكرين اسمي


اغمضت عينيها و هي تشتم نفسها بصمت .
.
سارت عبر احد الاروقه الجانبيه بعيدا عن ازدحام الطلاب و قالت باضطراب :- ما الذي تريدة ؟

لماذا تتصل بى ؟



:- ظننت بان اتصالى بك كان متوقعا بعد حصولى على رقم هاتفك سابقا


و عندما مرت عده لحظات من الصمت قال بلهجه غريبة :- لقد كنت فانتظارى .
.
اليس ايضا ؟



اسندت نفسها الى الجدار باعياء كان نتيجة ليالي من الارق و الخوف من اتصالة .
.
تمتمت :- ما الذي تريدة منى ؟



:- ان اراك بالتاكيد .
.
ظننت ذلك و اضحا


اذعرتها فكرة لقائة مجددا .
.
فاعتدلت و هي تقول بحده :- ذلك لن يحدث ابدا .
.
ارجو الا تتصل بى مجددا .
.
لقد سبق و اخبرتك باننى مخطوبة .
.
ولست مهتمه بمعرفه اي شيء عنك


قال بصرامه :- كاذبة


اجفلت من لهجتة القاسيه و صحة تخمينة .
.
اكمل بحزم :- لو انك غير مهتمه حقا .
.
لما كنت تستمعين الى الان عوضا عن اقفال الخط فو جهى فور تعرفك الى صوتي


فكرت بياس .
.
لم افعل لاننى غبيه .
.
وحمقاء .
.
ولاننى كنت اتحرق شوقا لسماع صوتك


تمكن من ان تقول اخيرا بجفاف :- ذلك ما سيحدث ان حاولت الاتصال بى مجددا


قال بهدوء و ثقه :- فالمره القادمه التي ساتحدث بها اليك .
.
اعدك بان الهاتف لن يصبح الوسيط بيننا


.
.
كانت قادره على الاحساس بابتسامتة الواثقه و كانها تراها .
.
اكمل :- لن اؤخرك كى لا تبدا المحاضره بدونك .
.
اراك لاحقا يا جودى النجار


انتهت المكالمه فجاه .
.
فحدقت فالهاتف مذهوله .
.
كيف عرف اسمها الكامل ؟



كيف جمع جميع هذي المعلومات عنها ؟



انتبهت فجاه الى انها ربما استقطبت بعض الانظار الفضوليه .
.
فابتلعت ذهولها و اكملت طريقها نحو القاعه حيث تنتظرها ريما .
.
ولكنها لم تستطع ابتلاع الخوف الذي كان يتعاظم داخلها اكثر فاكثر

 


الفصل الخامس


بلا قلب

كانت امانى مستغرقه تماما فعملها عندما ارتفع رنين الهاتف الداخلى .
.
رفعت السماعه لتسمع صوت (سحر) .
.
سكرتيره المدير يقول :- ماذا دهاك ؟

انا احاول الاتصال بك منذ دقائق


اشتمت امانى رائحه المشاكل .
.
فزفرت قائله :- لقد عدت منذ دقيقة من استراحه الغداء بعدها انهمكت فالعمل و لم اسمع صوت الهاتف .
.
مالامر ؟

هل يطلبنى الكونت فمكتبة ؟



كانت ربما اطلقت عليه منذ عام لقب الكونت كدلاله على تعجرفة و استبدادة .
.
وقد اعجب اللقب باقى الموظفين و دفعهم لاستعمالة بحرص فيما بينهم كى لا يصل الامر الى المدير


قالت سحر بتوتر :- الكونت غاضب لتاخرك .
.
لذا انصحك بترك ما فيدك و القدوم الى هنا فورا بكامل اسلحتك .
.
فى حال قرر ان يلتهمك كتحليه بعد الغداء


انهت امانى المكالمه .
.
وتنهدت بسام .
.
لا مزاج لديها اليوم للشجار معه .
.
ولكن ان كان مصرا فهي مستعده له دائما


تناولت بعض الاوراق التي طلبت منها سحر احضارها معها .
.
وتاكدت من حسن مظهرها و اناقتها قبل ان تغادر مكتبها


و قبل ان تدخل الى مكتب المدير .
.
اخذت سحر تلقى عليها عشرات التعليمات ( ارجوك .
.
كوني مهذبه – لا تغضبية هذي المره – فقط استمعى الى ما يقوله و ……..)


كان خوف سحر منه طبيعيا كاى موظف احدث فالشركة من المدير الصارم الذي اسس ثروتة من لا شيء .
.
وفقا للقليل الذي اخبرتها فيه خالتة سمر عنه .
.
فانة لم يترك عملا شاقا او مهينا الا و ما رسة منذ كان فالعاشرة من عمرة .
.
وهذا يفسر طبعا صلابتة .
.
وافتفارة التام الى العاطفه فالتعامل مع الغير


اخذت نفسا عميقا و طرقت الباب .
.
ثم دخلت عندما سمعت الصوت الصارم يدعوها الى الدخول .
.
خطت الى داخل المكتب الفسيح .
.
وركزت اهتمامها نحو مركز الغرفه حيث استقر (هشام عطار)


و ربما ملا مقعدة الجلدي بكتفية العريضتين .
.
منهمكا فاحدي مكالماتة الهاتفيه المهمه .
.
رفع بصرة اليها .
.
واشار لها بيدة ان تقترب .
.
ثم تجاهلها تماما و هو يستمع الى محدثه


اقفلت الباب و رائها بهدوء .
.
وظلت و اقفه على بعد مترين على الاقل عن مكتبة بمناي عن الخطر .
.
تململت بضيق عندما استغرق و قتا اطول مما توقعت فمكالمتة .
.
وان كان الحديث كما فهمت يتعلق بصفقه مهمه .
.
ظهرت على ملامحة السمراء الخشنه علامات الاهتمام و هو يتحدث بصوتة الاجش المتسلط .
.
اشفقت على محدثة الذي يجفف عرقة الان فالغالب محاولا مجاراه خصمة الذكى و الحازم .
.
الذى اعتاد على الحصول على ما يريدة باى ثمن كان


ازاحت عينيها عنه نحو محتويات المكتب الخشبى الضخم الذي تراصت فوقة الاجهزة الجديدة بانواعها .
.
ثم دارت ببصرها حول المكان تتامل الاثات الفخم الذي ملاة .
.
وغيرها من مظاهر الثراء التي لا يتردد امثالة فاظهارها للاخرين .
.
لم تدرك بان نظره الازدراء كانت مرتسمه بوضوح فعينيها حتي سمعت صوتة البارد يقول :- هل انتهيت من تقييمك للمكان ؟



رفعت عينيها الية بسرعه .

وغضبت من نفسها عندما احمر و جهها بحرج .
.
متي انهي مكالمتة و بدا بمراقبه تفحصها الدقيق لمحتويات مكتبة ؟

لم ترغب بزياده الامر سوءا فتنحنحت قائله بتهذيب :- اخبرتنى سمر انك طلبت رؤيتي


تراجع فوق مقعدة و رمقها باحدي نظراتة السوداء و هو يقول ببرود :- انا لا اطلب فهذا المكان يا انسه امانى .
.
ونعم لقد امرت سحر باستدعائك منذ نص ساعة على الاقل .
.
وارغب بشده فان اعرف اسباب ذلك التاخير


تمالكت اعصابها و ربما عرفت بان مزاجة اليوم يتوق الى توبيخ احدهم و ربما و قع اختيارة كالعاده عليها .
.
قالت بصبر محافظة على تهذيبها :- لم تنتة استراحه الغداء الا منذ ربع ساعة .
.


:- كنت فصاله الاكل اذن


:- نعم .
.
برفقه باقى الزملاء


كست الصرامه ملامحة و هو يقول :- اذن .
.
فلتبلغى زملاءك بان استراحه الغداء تعتبر ملغاه منذ هذي اللحظه و حتي شهر من الان .
.
واى تقاعس عن العمل خلالها او مغادره للشركة من اي موظف .
.
ستؤدى الى تمديد العقوبه الى اجل غير مسمى


صرت على اسنانها بغيظ .
.
سيقتلها زملاؤها فحال عرفو بالكارثة الحديثة التي جلبتها عليهم بسبب تاثيرها غير المسبوق على ذلك الرجل .
.
لم تتمالك نفسها .
.
ورمت بتهذيبها عرض الحائط .
.
قائله بحده :-


:- مفهوم .
.
ساخبر الجميع بالحميه الاجباريه الحديثة .
.
وانصحهم بتسريب سندويتشات منزليه داخل معاطفهم منذ الغد لاستراق اللقيمات من و راء ظهرك ريثما تصدر اوامرك الاتيه بمنعنا عن التنفس


.
.
رمي قلمة من يدة فاجفلت لحركتة المفاجئه .
.
لاحظت عينية السوداوين تلمعان بغضب شديد .
.
ولكنة تاملها طويلا حتي احست بنظراتة ستقتلعها من مكانها .
.
ثم ارتفع صوتة الجهورى فجاه :- انت تستمتعين بهذا .
.
اليس ايضا ؟



قالت بحذر :- ماذا تقصد ؟



:- انت تستمتعين باعتماد اللامبالاه فتصرفاتك .
.
واحالة جو العمل الى نوع من السخريه و الفوضى


قالت بتوتر :- لقد سبق و اعتذرت عما حدث الاسبوع الماضى .
.
ووعدتك بالا يتكرر


قال بجفاف :- و ماذا عما حدث اليوم ؟



ارتفع حاجباها بدهشه و هي تقول :- ماذا ؟
؟


لوي فمة القاسي بابتسامه بالكاد ظهرت .
.
بدا و اضحا مدي استمتاعة بحيرتها .
.
نهض و اقفا و دار حول المكتب فتراجعت تلقائيا عندما دنا منها بطولة الفارع و جسدة الضخم المكسو بالبذله الانيقه .
.
توترت و هو يزيد من اقترابة ببطء قائلا :- دعيني اخمن .
.
هل تبادلت حديثا شيقا مع زملاءك خلال تناولكم الغداء فكافيتيريا الشركة ؟



شحب و جهها و ربما فهمت قصدة .
.
لقد انخرطت فحديث ساخر مع مجموعة من زملائها .
.
وقد كانت اصواتهم مرتفعه بحيث سمع الحديث كل الجالسين حول طاولتهم .
.
اخذت تقلد المدير الصارم باسلوب


فكاهى اضحك الجميع .
.
ثم استرسلت فالحديث عن الجليد الذي يجرى فعروقة بدلا من الدماء .
.
وافتقارة التام للاحساس .
.
وعن قناعتها بان الاسباب =فعزوفة عن الزواج رغم تجاوزة الثلاثين بسنوات هو هروب النساء من و جهة العابس الذي لا يبتسم الا لكسب صفقه او ما ل و فير كغيرة من محدثى النعمه .
.


لقد قالت العديد من الكلام المسيء و المهين له .
.
ولكن من يلومها اذا كان صورة لا تختلف كثيرا عن و الدها او صلاح ؟



لقد كان هشام عطار نموذجا للرجل المستعد لفعل اي شيء لاجل زياده ثروتة .
.
قد تتفهم دوافعة نظرا الى نشاتة الصعبة .
.
ولكنها لن تتفهم ابدا تصرفاتة المتسلطة و المتكبره و قسوتة الغير مبرره نحو موظفية .
.
تمالكت اعصابها و قالت ببرود :- كيف عرفت ذلك ؟



نظر اليها ببرود اخافها .
.
لطالما اخافتها نظراتة الغير مفهومه و الغامضه المطله من عينية الحادتين كعيني الصقر .
.
فال :- لدى مصادري


قال بحده :- تقصد جواسيسك


رفع حاجبية القاتمين فلاحظت بوضوح هذا الاثر القديم لجرح طولى قاطع احدهما .
.
مما ذكرها بندبتها المخفيه تحت خصلات الشعر المسدله بعنايه حول و جهها و قال :- ربما


تراجعت خطوتين كى تجد الشجاعه لان تقول بعبنوته :- ان كنت تطالبنى باعتذار فلن تحصل عليه .
.
عملى لديك لا يمنحك السلطة للتحكم بافكارى و رايى بك .
.


هدر بصوت جمد الدماء فعروقها :- موقف احدث من ذلك النوع و ستجدين نفسك خارج جدران ذلك المبني دون رجعة


هتفت باستنكار :- هل تهدد بطردى ؟



:- و لم العجب ؟

انا رجل عديم الاحساس و العاطفه .
.
ومحدث نعمه لا اخلاق له .
.
ما الذي يمنعنى من القائك خارجا بدون اي تردد ؟



احمر و جهها و هي تستمع الى صدي كلماتها المهينه من اثناء صوتة الغاضب .
.
انة محق بغضبة طبعا .
.
ولكن طردها لهذا الاسباب =لن يصبح عادلا


تراجع عنها و عاد الى عرشة الواقع خلف المكتب و هو يقول بهدوء :- من حسن حظك ان علاقتك بسمر تشفع لك .
.
والا لكنت تبحثين عن عمل احدث منذ فتره طويلة


قالت بحده :- انت لا تبقينى هنا اكراما لسمر فانا موظفه كفؤه و انت تعرف ذلك تماما


عاد يرسم على شفتية تلك الابتسامه الساخره .
.
ورفض منحها تاكيدا شافيا .
.
بل قال و هو يسترخى فوق مقعدة :- فالواقع .
.استغرب ان يصبح لامرأة مثلك اي علاقه صداقه بسمر .
.
فهي امرأة دافئه و رقيقه .
.
لا تكف ابدا عن العطاء .
.
اما انت …


ارتجفت عندما جرت عيناة السوداوان الحادتان فوق ملابسها الانيقه بتقييم مشمئز و هو يقول :-


:- طفلة مدلله و ثريه .
.
اعتادت الحصول على ما تريدة باى ثمن .
.
تكاد تدمرك عقده التفوق التي و لدت معها .
.
وهذا و اضح من طبيعتك العدوانيه و المتهكمه .
.
التى لاتعرف ابدا كيف تحب او تعطي


تمنت لو انه لا يلاحظ شحوب و جهها .
.
فهو ربما اصابها بالصميم دون ان يدرى 00 بذلت جهدا خرافيا كى تحافظ على ثبات ملامحها و تحاشت النظر الية كى لا يقرا الالم فعينيها .
.
ولكنة لم يتوقف عند ذلك الحد .
.
بل تاملها طويلا قبل ان يقول بهدوء :- لقد كنت محقا .
.
اليس ايضا ؟

كلماتك التي قصدت و صمى فيها لم تكن الا انعكاس لك و لقلبك الميت .
.
كامثالك ممن و لدوا و فافواههم معلقه من ذهب .
.يمتلكون جميع شيء .
.
ولكن ذلك يخلق داخلهم فراغا هائلا و افتقار الى الاحساس و الادميه .
.
فى المره القادمه التي تتبجحين بها و تبداين بتعداد نواقص الغير .
.
تذكرى نواقصك فهي اكثر مما تخرجين على ما يبدو


رفعت راسها بصلابه لتواجهة .
.
كان قادرا على ملاحظه الحقد الوحشى يلمع فعينيها الواسعتين .
.
قالت ببرود :- هل استطيع العوده الى مكتبى الان ؟



اشار بيدة قائلا بتهكم :- لم استدعيك لنتبادل حديثا اجتماعيا .
.
سنتحدث فالعمل بعدها تنصرفين الى مكتبك


بعدها اعتدل على كرسية و هو يقول بجديه :- اجلسى من فضلك .
.
واخبرينى عن ……


اختفي تماما اي اثر لتهكمة و قسوتة .
.
وعاد من جديد رجل الاعمال المحترف .
.
من يراهما الان و هما يتناقشان بهدوء ما كان ليصدق مدي كراهيه جميع منهما للاخر


كان يتحدث .
.
ويلقى عليها بملاحظاتة و تعليماتة .
.
بينما تمنحة هي الاجابات المقتضبه و عقلها بعيد تماما عن العمل .
.
لقد كان غارقا بمدي اصابة هشام عطار للواقع فكلماتة التي قصد فيها اهانتها


تري هل يعرف بان قلب امانى ربما ما ت حقا قبل سنوات قليلة ؟



و انها لا تعرف ان كان سيعود يوما الى الحياة .
.
او انها ستكمل ما تبقي من حياتها بلا قلب .
.

 

الفصل السادس


الخيار الاخير


كان طارق فانتظار جودى كما و عدها عند بوابه الحرم الجامعى فتمام الساعة الثالثة من بعد الظهر .
.
اوقف سيارتة بعيدا بعدها تمشيا معا على الرصيف المحاذى لسور الجامعة العالى حيث تعالى ضجيج السيارات فهذا الوقت من اليوم


بعد بضع عبارات تحيه و سلام .
.
ساد الصمت بينهما لبعض الوقت و هما يسيران جنبا الى جنب قبل ان يقطعة طارق قائلا بهدوء :- ما هو المقال الضروري الذي طلبت رؤيتى لاجلة ؟



قالت بحيرة :- انا لم اقل ابدا باننى ارغب بمناقشه اي مقال معك


:- لماذا طلبت منى الحضور الى هنا اذن ؟



قالت بارتباك :- و هل من الغريب ان تطلب بنت لقاء خطيبها ؟



قال بلهجه حملت بعض العتاب :- بل من الغريب ان تطلبى منى ترك عملى و موافاتك فالجامعة فمنتصف النهار كى نسير جنبا الى جنب بصمت


قالت بعبنوته :- لنقل باننى ربما اشتقت اليك .
.
وشعرت بحاجة الى رؤيتك .
.
ان كان ذلك يزعجك فانا لن اتصل بك مجددا


زفر بقوه معلنا رفضة لتصرفها الطفولى .
.
ثم توقف عن السير و استدار الى جودى التي توقفت بدورها و قال :- حبيبتي .
.
انت تعرفين باننى اشتاق اليك دائما .
.
واتمني ان يتم زفافنا بسرعه كى لا نضطر الى الانفصال ابدا .
.
اسف لاننى كنت فظا .
.
اتصلى فاى وقت تشائين .
.
وسارمى جميع الدنيا و رائى لاراك


ابتسمت و ربما خففت كلماتة الرقيقه توترها و اضطرابها الذين لم يفارقاها منذ اتصل فيها تمام قبل ساعات .
.
لقد كانت بحاجة الى ان تشعر بقرب طارق منها .
.
وانها امنه من اي اغراء ربما يقدمة لها رجل ساحر متحالف مع الشيطان .
.
امسكت بيد طارق قائله بعينين لامعتين :- لنذهب من هنا


اجفل قائلا :- الى اين ؟



:- و هل ذلك مهم ؟

سنكون معا .
.
قد نتناول الغداء فمكان ما .
.
او نقود السيارة لساعات خارج المدينه .
.
او


قاطعها ضاحكا :- على مهلك .
.
متي و ضعت جميع هذي الخطط ؟

يجب ان تخبرينى بمشاريعك مسبقا كى ارتب امورى على الاقل


اختفي حماسها بنفس السرعه التي اشتعل بها .
.
قالت بقلق :- هل ستعود الى المكتب؟


:- لقد سبق و اخبرتك باننى مشغول


و عندما راي الاحباط فعينيها ربت على و جنتها قائلا برقه :- ساعوض عليك فيوم احدث .
.
اعدك


منحتة ابتسامه باهته .
.
ثم سارت معه حتي سيارتة و راقبتة يختفى .
.
ثم عادت الى حيث تركت سيارتها داخل اسوار الجامعة .
.
وكل ما ترغب بفعلة هو العوده الى المنزل و عدم رؤية اي مخلوق حتي يختفى احباطها


.
.
عندما و صلت الى المنزل .
.
ترجلت من السيارة و ربما عصف فيها القلق لرؤية صلاح خارجا من الفيللا برفقه طبيب العائلة .
.
وصديق و الدها القديم .
.
ما الذي حدث ؟
.
هل و الدها مريض ؟

انتظرت حتي ابتعد الطبيب بسيارتة بعدها اقتربت من صلاح تسالة بتوتر :- ما الذي كان الدكتور سليمان يفعلة هنا ؟



عبس و كان و جودها المفاجئ ربما ازعجة .
.
ولكنة استسلم و سمح للتوتر و التعب فالظهور من اثناء خطوط و جهة و هو يقول :- لقد احس عمي ببعض الارهاق .
.
فاوصلتة الى المنزل و استدعيت الطبيب لنطمئن عليه .
.
وهو بخير الان


و لكنة كان يكذب .
.
عرفت جودى ذلك عندما رفض النظر الى عينيها خلال جديدة .
.
قالت بحده :-


لم لا تخبرنى الحقيقة ؟

هل ابي مريض ؟



امسك بمرفقها و سحبها قائلا باقتضاب :- سنتحدث فالداخل


كان المنزل مظلما على غير عادتة ذلك اليوم … اصر صلاح على ان تجلس قبل ان يقول بجمود :- لقد اصيب عمي بنكسه ذلك الصباح .
.
وفقد و عية داخل المكتب


شهقت و هي تخفى فمها بيدها قائله :- اهو قلبة مجددا ؟



اوما براسة ايجابا فتدفقت الدموع من عينيها و هي تقول :- ما الذي يفعلة هنا اذن ؟

يجب ان يصبح فالمستشفي الان


:- لقد كان هنالك .
.
ولكنة اصر على العوده الى المنزل .
.
سمح له الاطباء بذلك لان الازمه لم تكن حاده و لكنهم لم يخفوا خطوره الامر فعمرة هذا


لم تستطع تخيل و الدها القوي مريضا او ضعيفا .
.
همست بصوت مرتجف :- هل هو فغرفتة الان ؟

اريد ان اراه


:- انه نائم .
.
من الاروع ان نتركة ليرتاح قليلا


بعدها انتقل ليجلس الى جوارها .
.
وامسك يدها قائلا بلطف :- لا تشغلى بالك كثيرا .
.
والدك سيصبح بخير .
.
انا متاكد من هذا


حاولت ان تبتسم فلم تستطع .
.
ولكن وجود صلاح منحها العديد من الطمانينه .
.
فحبة لوالدها لا يقل عن حبها له .
.
وقد ترعرع منذ الطفوله تحت ظله


انها ازمه عابره و سيتمكن و الدها من تجاوزها كما فعل مع غيرها .
.
وبالرغم من تاكيدها لهذه الحقيقة لنفسها الا انها كانت حقا خائفه هذي المرة


دخلت امانى الى المنزل بهدوء شديد .
.
لم يكن لديها ما يكفى من الطاقة كى تتشاجر مع صلاح او و الدها هذي المره .
.
فقد كانت مرهقه تماما .
.
ومصابه بحالة ثقيله من الاكتئاب .
.
كل ذلك بسبب مديرها المتغطرس .
.
لقد حطم شيئا مهما داخلها بكلماتة الجارحه .
.
وذكرها بما تحاول جاهده جميع يوم الا تتذكره


لحسن حظها لم تصادف احدا فطريقها الى غرفتها .
.
ولكن ما ان فتحت الباب حتي سمعت صوت جودى يقول :- انا سعيدة لانك ربما و صلت اخيرا .
.
حاولت الاتصال بك مرارا و لكن هاتفك كان مقفلا


لاحظت امانى و جة جودى الحزين و هي تغادر غرفتها و تقترب منها .
.
قالت امانى بقلق :- ما الامر؟هل تشاجرت مع طارق ؟



:- لا .
.
انة ابي .
.
لقد سقط مريضا صباح اليوم


نزلتا الى المطبخ و جلستا حول الطاوله الصغيرة الخشبيه .
.
لم تعرف امانى كيف تفسر مشاعرها بعد سماع ما حدث من جودى .
.
شعرت بالم حاد فصدرها لتخيل هذا الرجل القوي طريح الفراش


قالت جودى :- الن تذهبى لرؤيتة ؟



اخافتها الفكرة فتمتمت :- لماذا افعل ؟

لقد اخبرتنى بنفسك بانه ربما تحسن الان


:- لانة طلب رؤيتك فور و صولك


اضطربت امانى .
.
فامسكت جودى بيدها تتوسلها :- اذهبى الية يا امانى .
.
انة مجرد رجل عجوز مريض الان .
.
اظنة يرغب باصلاح الامور بينكما قبل فوات الاوان .
.


لم تستطع امانى تقبل الفكرة .
.
والدها ليس من هذا النوع المستسلم .
.
انة يجلس على عرشة منذ سنوات فانتظار استسلامها و زحفها نحوة متوسله الية ان يسامحها و يعيدها تحت جناحة .
.
ولكن جزءا منها تاق فعلا الى اصلاح الامور..
اهذا يمكن ؟

ان تعود الامور بينهما كما كانت قبل و فاه و الدتها ؟



لمحت جودى الضعف فعيني امانى فكبر الامل داخلها .
.
ربما حان الوقت لتنتهى تلك الحرب الطاحنه التي استمرت لسنوات بين و الدها و اماني


سحبت امانى يدها قائله بجفاف :- ساري ما الذي يريدة منى هذي المرة


صعدت الى الطابق العلوى .
.
ووقفت امام الباب العريض الذي تصدر الرواق .
.
استجمعت جميع ما لديها من شجاعه .
.
وطرقت الباب .
.
اتاها صوت و الدها الصارم يقول :- ادخل


فتحت باب الغرفه الفسيحه التي لم تدخلها منذ فتره طويله .
.
ونظرت الى السرير العريض حيث تمدد و الدها مسندا ظهرة الى مجموعة من الوسائد .
.
وعلي مقعد قريب كان يجلس صلاح الى جانبة .
.
وعندما راها برقت عيناة و هما تجريان فوقها بتلك الكيفية التي اعتاد اهانتها بها


احمر و جهها و اشاحت بنظرها عنه قائله لوالدها بصلابه :- اخبرتنى جودى بانك ترغب فرؤيتي


.
.
رغم شحوبة و اثار المرض عليه قال بغطرسه :- نعم و ربما تاخرت فالحضور .
.
اين كنت حتي الان ؟



تذكرت شجارها مع مديرها ظهر ذلك اليوم و الذي بدا بنفس الكيفية و لم ترغب ان ينتهى ذلك اللقاء كذلك بخسارتها .
.
فقالت بفتور :- لقد حضرت فالنهاية .
.
فما الذي تريدة منى ؟



التقت عيناهما للحظه عرفت خلالها مدي غضبة .
.
وادركت من نظره صلاح التحذيريه بان تعريضة للانفعالات ربما يصبح خطرا عليه


قال و الدها بصوتة الخشن :- اتركنا و حدنا يا صلاح


بكل هدوء اطاعة صلاح .
.
ولكنة لم ينسي ان يحذرها مجددا بعينية خلال مرورة الى جانبها فكيفية الى الخروج .
.
وعندما اقفل الباب و راءة .
.
عادت تركز اهتمامها نحو الرجل العجوز..
ولاول مره تلاحظ مدي شحوب و جهة و ضعفة .
.
فتحرك العطف داخلها للحظات حتي ادركت بان عينية تحملان جميع شيء الا الضعف


قال بهدوء :- اظن الوقت ربما حان لنتكلم بجديه .
.
اجلسي


قالت بتوتر :- انا مرتاحه كما انا


هدر صوتة بعنف :- قلت اجلسي


تحركت بانزعاج لتطيع امرة فتجاهلت المقعد القريب الذي كان صلاح يحتلة .
.
وجلست بعيدا عن السرير .
.
قال بعد ان جلست :- كيف حال عملك ؟



قالت بحذر اذ لم يكن من عادتة سؤالها عن عملها :- بخير


:- لقد سبق و اخبرتك بانك لست مضطره للكدح بين الوظائف


قالت بفتور :- سبق و اخبرتك باننى احب عملى و لا اشتكى منه


ضيق عينية قائلا :- انت تعرفين قصدى جيدا


التزمت الصمت رافضه التعليق خشيه ان تفقد اعصابها .
.
فقال :- ساوجة عرضى ذلك اليك للمره الاخيرة .
.
انا مستعد لمسامحتك على اخطائك .
.
وتحمل مصاريفك مجددا .
.
سامنحك جميع ما ترغبين فيه .
.
مقابل زواجك من ابن عمك صلاح


شعرت برغبه عارمه فمغادره الغرفه فورا .
.
وسجن نفسها فغرفتها لساعات طويله و هي تبكي .
.
لقد كانت جودى مخطئه .
.
فاخر ما يريدة و الدها هو اصلاح الامور بينهما


قالت بحده :- لماذا تصر على هذي الفكرة؟
انا لن اتزوج بصلاح و لو كان احدث رجل على و جة الارض


قال بصرامه :- و اين ستجدين خيرا منه ؟

هل كنت تفضلين متبطلا حقيرا .
.
لا يمانع فبيعك مقابل قروش قليلة ايضا الفتي الذي تعلقت فيه منذ سنوات ؟



هبت و اقفه بحركة عنيفه ادت الى سقوط الكرسى على الارض .
.
وصاحت بثوره :- كن مطمئنا .
.
انا لن اتزوج صلاح او غيرة ابدا .
.
اما اموالك .
.
فاحتفظ فيها لاننى لا احتاج اليها


و خلال اتجاهها نحو الباب هتف خلفها بعنف :- اننى احذرك يا امانى .
.
ان لم تعودى الى رشدك و تفكرى بالامر جديا هذي المره .
.
ساستخدم جميع و سيله امتلكها لاجبارك


نظرت الية بازدراء قائله :- افعل ما شئت


و غادرت الغرفه مغلقه الباب و رائها بهدوء شديد .

الا ان جسدها كان يرتعش من شده الغضب .
.
ككل مره تواجة بها و الدها .
.
وهذه المره ذكرها بخزى حياتها .
.
بالمره الاولي التي تشاجرت بها مع و الدها عندما ظنت بانها ربما حققت الاحلام التي عجزت و الدتها عن تحقيقها .
.
وانها ربما جدت اخيرا الحب الحقيقي .
.
لقد اقسمت بعدين بالا تمنح قلبها لرجل ابدا .
.
وفى الوقت ذاتة .
.
لن تقع فخطا امها و تتزوج برجل لا تحبه


يمكنها ان تحل هذي المعادله الصعبة بكيفية واحده .
.
وهي ان تمتنع عن الزواج نهائيا .
.
لم يكن ذلك الخيار صعبا ما دام صلاح يحوم حولها دون توقف .
.
وطالما افقدها فراس سابقا الثقه فجميع الرجال


فشرفه الطابق الثاني من الفيللا .
.
والمطله على الحديقه الرائعة .
.
وقفت امانى تستنشق بعمق هواء اكتوبر المنعش .
.
لقد كان املها الوحيد هو ان تجد جودى يوما تلك السعادة التي لن تعرفها ابدا .
.
الحمقاء .
.
ستتزوج من طارق مع تظهرها فنهاية العام الدراسي .
.
مهما كان طارق شابا جيدا فان جودى لا تحبة .
.
مهما حاولت فهي لن تنجح فاقناع امانى بالعكس


اتاها صوت صلاح من الخلف ليجفلها :- هل تفكرين بعبارات و الدك ؟



استدارت الية قائله ببرود :- كلامة لم يستحق اي جزء من تفكيري


تنهد باسف و اقترب ليقف الى جانبها و يتامل السماء المرصعه بالنجوم و قال :- دائما تضطرينة لاتباع الطريق الاصعب


بعدها التفت اليها فجاه ليقول بخشونه :- لماذا تفعلين ذلك ؟

كلانا يعرف بانك فالنهاية ستكونين لي


قالت ببرود :- ساكون لك جثه هامدة فقط يا صلاح


شهقت عندما اقترب منها و حاصرها بينة و بين سياج الشرفه .
.
لاول مره تجدة امانى فاقدا لاعصابة مما اخافها :- اهنالك رجل احدث ؟



صاحت بعنف محاوله التخلص من حصارة دون جدوى :- ابتعد عنى ياصلاح و الا صرخت


و لكنة امسك كتفيها و هزها بقسوه :- اهنالك رجل احدث فحياتك ؟



جن جنونها لملمس يدية على كتفيها فصرخت فيه :- ان لم تتركنى رميت نفسي من هذي الشرفه .
.
اقسم على هذا


الهستيريا فصوتها جعلتة يصدقها .
.
فرفع يدية عنها و نظر اليها مطولا قبل ان يقول بهدوء :- لا .
.
كنت لاعرف ان دخل الى حياتك اي رجل


قالت من بين انفاسها المضطربه :- ما الذي ستفعلة ان حدث ذلك ؟



ابتسم بثقه قائلا:- لن يحدث .
.
لانك ذكيه بما يكفى لتبعدى اي رجل عنك قبل زواجنا


لمس و جنتها برقه .
.
فابتعدت عنه مشمئزه .
.
ضحك باستهزاء و هو يقول :- تصبحين على خير يا حبيبتي


تركها و حدها فالشرفه .
.
فاخذت تشتمة سرا بكل ما تعرفة من عبارات بذيئه .
.
لا .
.
لن تبكي .
.
ان صلاح لا يعرف بان محاصرتة لها كانت تزيدها اصرارا و عنادا .
.
عادت قناعتها بان مرض و الدها ربما يصبح مجرد محاوله رخيصه تهدف الى اقناعها بالزواج من صلاح .
.
وقد كانت محاوله فاشله كالعاده .
.
ثم تذكرت جودى التي تنتظرها فغرفتها على امل سماع اخبار جيده .
.
فتنهدت محاوله ايجاد ما تبرر لها فيه ما حدث .
.
ثم عادت ادراجها الى الداخل .



طرق صلاح باب غرفه عمة و دخل عندما سمع صوتة يدعوة للدخول .
.
نظر الية عمة بهدوء قائلا :- هل تحدثت معها ؟



جلس صلاح قائلا باقتضاب :- لا فوائد .
.
انها لا تزداد الا عنادا


لم يكن صلاح يتوهم عندما لمح شبح ابتسامه اعجاب تفتر عن شفتي عمة الذي قال بعد لحظات بحزم :- اظننى استنفذت جميع و سائلى السلميه فالاقناع .
.
الا تري ذلك يا صلاح ؟



اوما صلاح براسة موافقا .
.
شاعرا بالقلق على عمة الذي رفض نصائح الاطباء فتجنيب نفسة التوتر و الغضب .
.
وكل ما يؤدى اليهما


بدا التفكير العميق على الوجة المسن قبل ان يقول :- اظن الوقت ربما حان لتنفيذ ما تحدثنا عنه يا صلاح


اسرع صلاح يقول بانزعاج :- الامر سابق لاوانة .
.
لقد اكد الطبيب بانك …..


قاطعة عمة بصرامه :- هل تناقشنى يا فتي ؟



اسرع صلاح يقول :- طبعا لا


:- اذن ابدا بتجهيز الاوراق


اوما صلاح براسة مذعنا .
.
وبالرغم من اعتراضة على المعني المتشاءم لقرار عمة .
.
الا ان شعورا عارما بالانتصار اجتاحة .
.
فامانى ستكون له فالنهاية .
.
ومهما طال ية الانتظار

 


الفصل السابع


قطه حمراء

كانت جودى منزعجه حقا فصباح هذا اليوم الذي افتتح به معرض الفنون فالكليه .
.
فلا احد ممن يهمها امرهم ربما تمكن من الحضور .
.
فكل من طارق و امانى مشغول بعملة .
.
ووالدها لم يغادر سريرة منذ اسابيع .
.
حتي ريما لم تكن موجوده اليوم


و لكن ما خفف عنها .
.هو الاقبال الشديد من الزوار على المعرض و الاعجاب الذي قوبلت فيه اعمالها التي عرضت فزاويه صغار من المعرض


بالرغم من استمتاعها بالاجابه عن اسئله المشاهدين حول لوحاتها .
.الا انها لم تلبث ان بدات تشعر بالضيق و الاختناق من شده الازدحام .
.
فما كان منها الا ان كلفت احد زملائها المشاركين بالمعرض باخذ مكانها لدقيقة .
.
وغادرت القاعه و المبني كله و اخذت نفسا عميقا من هواء الصباح البارد .
.
لماذا عليها ان تغضب من تخلف عائلتها عن الحضور ؟

فهم ربما شاهدو بالفعل لوحاتها قبل ان تقدمها للمعرض .
.
ولكنها رغبت بان يشهدو النجاح الذي حققتة .
.


عادت بعد دقيقة الى الداخل .
.
حيث و جدت زميلها يقف بعيدا و يتحدث مع احدهم .
.
فغضبت و هي تنظر الى زاويتها حيث اجتمع بعض المشاهدين دون وجود من يمثلها .
.
فاتجهت الية لتقطع جديدة مع مرافقة قائله :- الا استطيع الاعتماد عليك لدقيقة ؟



نظر اليها بعدها الى رفيقة قائلا :- انا كذلك لدى ما افعلة يا جودى .
.
كما اننى ربما ابليت حسنا .
.
بعت


احدي لوحاتك قبل دقيقة قليلة .
.
تلك التي تمثل القطه الحمراء


اتسعت عيناها و استدارت تلقى نظره سريعة على احب لوحاتها اليها .
.ثم عادت تقول له بسخط :- كيف فعلت ذلك ؟

لوحاتى ليست للبيع .
.
وخاصة تلك اللوحة


:- لم تخبرينى بهذا .
.
علي جميع حال لم يفت الاوان بعد .
.
فالمشترى ما يزال و اقفا امامها .
.
تستطيعين الاعتذار الية و سحب البيع


تمتمت ببعض العبارات الغاضبه .
.
ثم اتجهت نحو الرجل الذي منحها ظهرة و انهمك تماما فتامل لوحاتها .
.
خففت سرعتها تدريجيا .
.
ولم تعرف اسباب القلق الذي بدا يتصاعد داخلها مع اقترابها المستمر من الجسد الطويل و النحيل


بدت الجاذبيه الخطره التي فاحت من الكتفين العريضتين المغطاتين بستره داكنه انيقه ما لوفه .
.
ادركت بعد فوات الاوان بانها يجب ان تهرب .
.
فعندما تعرفت الية .
.
كانت ربما اصبحت خلفة تماما .
.
ارتعاشه جسدها الخفيفه اثارت انتباهة بكيفية ما فاستدار ليواجهها و ليؤكد لها مخاوفها


ظلت تنظر الية للحظات طويله و ربما اسرت عيناة عينيها .
.
تلاشت الجموع من حولها و اختفت الاصوات .
.
جمدتها نظراتة مكانها و هي تتفحص جميع جزء من و جهها الشاحب .
.
ثم ملابسها البسيطة و الانيقه .
.
احست بقلبها يخفق بعنف حتي خشيت ان يصل صوتة الى مسامع الرجل الواقف امامها فيشعر بذعرها و اضطرابها


حررها اخيرا من قيود نظراتة .
.
وابتسم بهدوئة الواثق قائلا :- كيف حالك يا جودى ؟



سماع صوتة ذى النبره المنخفضه الجذابه اثملها .
.
لقد ظنت بانها ربما نسيت كيف يستطيع بنظره او همسه من اسرها و الاستحواذ عليها .
.
اين شجاعتها و قوتها ؟

اين القرارات العديده التي اتخذتها بشانة ؟

والخطط التي و ضعتها فحال قابلتة مجددا ؟



استيقظت من سباتها و تراجعت خطوه و هي تنظر حولها بتوتر .
.
ثم سالتة بحده :- ما الذي تفعلة هنا ؟



قال ببساطه :- افى بوعدى .
.
الم اخبرك سابقا باننا سنلتقى قريبا ؟



نعم .
.
منذ اسبوعين بالضبط .
.
لقد ظلت تنظر حولها جميع يوم منذ خروجها فالصباح و حتي عودتها الى المنزل مساءا خوفا من ان يخرج فجاه .
.
وهاهى عندما فقدت حذرها و جدتة امامها كما تذكرة تماما .
.
وسيم .
.
جذاب .
.
وساحر .
.
اشار الى اللوحه ليقطع افكارها قائلا :- و لكننى لم اخطط لشراء لوحه .
.
لم اتوقعك بهذه البراعة


قالت بعبنوته :- لقد ارتكب زميلى خطئا .
.
لوحاتى ليست للبيع .
.
انا اعرضها فقط


لم تخرج عليه الدهشه .
.
وهو يعاود النظر الى اللوحه .
.
تاملت جانب و جهة الوسيم بقلب خافق .
.
وفورا اشتعل داخلها حس الفنان .
.
وادركت بان هذي الوجة المثالى ربما خلق ليرسم و يوثق ….
ويعشق


عند هذي الفكرة الجريئة .
.
اخفضت راسها فورا و ربما تورد و جهها خشيه ان يقرا افكارها .
.
سمعتة يقول :- لقد عرفت بانك ما كنت لتبيعى صورتك الشخصيه لاى كان


احست كمن صفع على و جهة عندما نطق بكلماتة .
.
لقد راي اللوحه العديد من الاشخاص و لم يدرك احدهم بانها كانت ترمز الى نفسها بالقطه الممدة بتكاسل فوق مقعد و ثير مذهب .
.
وترفع راسها لتنظر بعينين حائرتين الى جميع من يتامل اللوحة


استمر فتامل اللوحه قائلا :- نفس لون الشعر البنى المائل الى الحمره .
.
والعينين الزيتونيتين بنظرتهما القلقة


حتي طارق لم يفهمها الى ذلك الحد .
.
لقد ابتسم عندما راي اللوحه معبرا عن جمال القطه و غنجها .
.
ثم لم يتعب نفسة بالقاء نظره اخرى نحوها


تمتمت :- لماذا رغبت فشرائها ؟



اختفت ابتسامتة و قال :- احببت فكرة اقتناء صورة لك… و ان كانت على شكل قطة


تورد و جهها فاشاحت فيه بعيدا .
.
ظلا و اقفين دون ان يقول احدهما كلمه .
.
ارتفع الضجيج مع تزايد الوافدين الى داخل المعرض .
.
لم تعرف جودى اسباب تجمد ساقيها و عدم قدرتها على التحرك بعيدا عنه فمجرد الوقوف معه خطا كبير


و اذ باحدهم يصطدم فيها .

.
فشهقت بقوه عندما و جدت جسدها يندفع تلقائيا نحو غريمها الذي امسك بكتفيها قبل ان تصطدم بصدرة .
.
تقلصت المسافه بينهما بشده حتي تمكنت من سماع صوت انفاسة العنيفه .
.
فارتعشت بقوه و ربما احست بدفء يدية يتسرب عبر قماش قميصها الرقيق ليصل الى اعماقها .
.
مما دفعها لابعاد نفسها عنه بسرعه قبل ان تفقد اعصابها .
.
سمعتة يقول بخشونه :- لنذهب من هنا


نظرت الية بذعر قائله :- لماذا ؟



:- يجب ان نتحدث .
.
ولا اظن ذلك هو المكان المناسب لنقوم بهذا .
.
لنذهب الى كافيتريا الكلية


صاحت بحده :- لا .
.
ليس الى هناك


فنصف طلاب الكليه يعرفونها .
.
ورؤيتها مع شاب غريب و علامات الارتباك ظاهره عليها فو سط الكليه كفيله باثاره الاقاويل حولها .
.
وسرعان ما تصل الى طارق


و لكن هذي المواجهه ستتم عاجلا ام اجلا .
.
ومن الاروع ان تتم فمكان تختارة هي


قالت باقتضاب :- ساقابلك بعد نص ساعة فمقهي اناناس .
.
هل تعف كيف تصل اليه


تاملها مليا فاحست بانه قادر على قراءه افكارها و مخاوفها .
.
ثم قال بهدوء :- ساكون فانتظارك هناك


و عندما غادر .
.
احست برئتيها تستعيدان القدره على التنفس مجددا .
.
استندت الى الجدار تقاوم الاعياء .
.
مجرد و جودها معه يسبب لها الاجهاد و التوتر .
.
هذه علامه و اضحه .
.
اليست ايضا ؟

هذا الرجل خطر عليها .
.
كل شيء حولة يشير الى ذلك .
.
كيف ستذهب للقائة فمكان عام و هي لا تعرف عنه اي شيء سوي اسمه ؟

هذا ا‘ذا كان (تمام محفوظ) هو اسمه الحقيقي


اوقفت سيارتها فاحد الشوارع الجانبيه القريبه من المقهي المنشود .
.
وترجلت منها بعد ان تاكدت بان شعرها الطويل مرتب بعنايه .
.
وان زينتها المتقنه غير متكلفه .
.
رتبت قميصها الحريرى الانيق .
.
ثم سالت نفسها باحباط عما تفعلة .
.
اما كان من الاسهل عليها ان تتجاهلة و ترفض لقاءة ؟

سيمل فالنهاية و يتوقف عن مطاردتها .
.
ولكن الفضول الذي قتل القط هو ما جاء فيها الى هنا .
.
تحتاج الى ان تعرف المزيد عنه .
.
من يصبح ؟

ماسر جميع هذي الثقه بالنفس ؟

ما الذي يريدة منها بالضبط ؟
..
كانت تعرف بانها ان استسلمت لهذه النزوه المجنونه فسرعان ما ستقع فالنهاية .
.
فما تفعلة الان يعتبر بجميع المفاهيم خيانة لطارق .
.
ولكنها و صلت الى هنا و لا تستطيع التراجع عند ذلك الحد


ما ان دخلت الى المقهي حتي التقت عيناها بعينية .
.
كانت تامل بان يجلسا فمكان قصى لا يلفت الانظار .
.
ولكنة اختار ما ئده و قعت فمنتصف المكان .
.
حيث يكونا على مرمي بصر الداخل و الخارج .
.
وحتي المارق من امام الباب الزجاجى المطل على الشارع


نهض و اقفا باناقه عندما لمحها و اقفه عند الباب .
.
ولكنها اخذت و قتها فتاملة .
.
لاحظت فجاه كم يبدو مختلفا هذي المره .
.
كان ما يزال نفس الرجل الذي قابلتة قبل اسبوعين .
.
الرجل الجذاب بلا مبالاتة و و ثقتة بنفسة .
.
الا ان ملابسة كانت اكثر اناقه هذي المره .
.
اختفي عازف الجيتار البسيط .
.
وظهر الشاب الساحر اللعوب الذي يعرف تماما تاثيرة على النساء


حسمت امرها و خطت نحوة و ربما عزمت على انهاء الامر بينهما قبل ان يبدا .
.
وعندما لاحظ عبوس و جهها ابتسم .
.
وكان توترها يسلية .
.
وكان لابتسامتة تاثيرا خياليا اذ كادت تتعثر فمشيتها و تسقط امامه


قال برقه :- لم لا تجلسين قليلا قبل ان تبداى القتال ؟



رفعت حاجبيها بدهشه .
.
ثم ادركت بان ملامحها كالعاده لا تستطيع اخفاء مشاعرها .
.
قال عندما جلست :- هل تشربين شيئا ؟



قالت بفظاظه :- لا .
.
اريد فقط ان انهى ذلك الامر


قال ساخرا :- تريدين انهاء الامر قبل ان تصل اعين خطيبك الى هنا .
.
اليس ايضا ؟



شعرت بانزعاج لقراءتة افكارها .
.
فسالتة مباشره :- ما الذي تريدة منى ؟



نظر الى عينيها المتمردتين بتمعن و قال بهدوء :- ما الذي تظنين اننى اريدة يا جودى ؟



قالت بحده :- لا اعرف..
ولا اريد ان اعرف .

اريدك ان تبتعد عنى و تكف عن ملاحقتى او الاتصال بي


رسم ابتسامه جانبيه صغار على شفتية و هو يعلق :- كاذبة


توترت عندما اعتدل ليواجة هجومها قائلا بهدوء :- عندما التقينا هذا المساء فالمطعم .
.
حصل شيء بيننا .
.
لا اعرف ما هو .
.
ولكننى و اثق بانك ربما شعرت فيه مثلى تماما .
.
احسست تلك اللحظه باننى اعرفك منذ سنوات طويله .
.
لقد قدر لنا ان نكون معا يا جودى .
.
وهذا ما سيحصل


اثارت كلماتة اضطرابها .
.
نعم .
.
لقد احست بدورها بذلك الرابط الذي جمع بينهما فتلك اللحظات .
.
ولكن ما يقوله حول القدر .
.
ومصيرهما بان يكونا معا مجرد هراء


يخيفها الا يصبح كذلك


قالت بتوتر :- ذلك غير صحيح .
.
انا حتي لا اعرف عنك شيئا


قال ببساطه :- اما انا فاعرف عنك ما يكفى .
.
انت جودى النجار .
.
ابنه رجل الاعمال المعروف .
.
تدرسين اللغه الانجليزيه فكليه الاداب .
.
ورسامه موهوبة


بعدها ما ل راسة نحوها لينظر فعينيها قائلا :- و بمجرد النظر الى عينيك يستطيع اي انسان ان يقرا روحك .
.
انت رقيقه .
.
شفافه .
.
رومانسية للغايه .
.
لديك احلام كبار و جامحه تخفينها عن المجتمع المغلق الذي تعيشين فيه


حبست انفاسها عندما رقت نظرتة و هو يقول :- استطيع تحقيق جميع احلامك يا جودي


اخفضت عينيها لاهثه و هي تشعر بيديها المضمومتين بشده تعرقان .
.
سمعت صوتة يقول برقه :-


اسالينى فقط .
.
وساخبرك بكل ما ترغبين بمعرفتة عني


ساد صمت طويل بينهما .
.
لم يتخلله سوي ضجيج بعض الرواد الشباب المندفعين الى المقهي طلبا لعض الاسترخاء .
.
كانت مضطربه .
.
وكل خليه فجسدها تتجاوب مع كلماتة .
.
وكل ذره من كيانها تتوق لمعرفه المزيد عنه .
.
ولكن ما تبقي من رشدها ظل يذكرها باصرار بان ما تفعلة خطا .
.
خطا كبير .
.
انها لاتخون طارق فحسب بافعالها و افكارها .
.
بل تخون و الدها الذي منحها ثقتة العمياء .
.
فهي ابنتة المفضله التي ستحقق له كل احلامة و ستشرفة امام الناس .
.
وهاهى تعرض كل خططة للخطر بالتسكع برفقه عازم جيتار لا يمتلك سوي و سامتة و شخصيتة المدمره .
.
لا .
.
لن تقع فخطا امانى الذي دمر كل احلامها .
.
وحطم علاقتها بوالدها الى الابد .
.
ولكنها لم تستطع سوي ان تهمس :- ساتزوج قريبا ب …..


قاطعها بضجر :- بطارق منصور .
.
اعرف .
.
ولكن ما اتوق لمعرفتة هو ان كنت تحبينة ام لا .
.


قالت متوتره :- بالطبع احبه


:- كاذبه .
.
انت لا تحبينة .
.
بل لا تحملين نحوة اي شيء من العاطفه .
.
ذلك الرجل لن يسعدك ابدا


قالت بحده مدافعه عن نفسها :- طارق هو الانسان المناسب لي


قال ساخرا :- طبعا .
.
بمفهوم البيع و الشراء .
.
انة ثرى و ابن عائلة عريقه .
.
اخبرينى كم دفع لك مهرا مقابل ما سيحصل عليه من متعه بعد الزواج


شهقت بعنف لوقاحه كلماتة .
.
اختطفت حقيبه يدها و هبت و اقفه .
.
فاسرع يمسك بمعصمها قبل ان تتحرك و هو يقول :- لا تتسرعى يا جودى .
.
قد تقضين حياتك كلها تتساءلين عما خسرة جميع منا لمجرد انك تجاهلت قلبك و استمعت لصوت عقلك


اضطربت و هي تنظر الية من علو .
.
الي اصابعة التي التفت حول معصمها باحكام .
.
الي عينية القاتمتين و ملامحة المتوتره .
.
سرت فجسدها موجه غريبة من العاطفه .
.
وعرفت بانها لن تصمد طويلا اذا ظل ينظر اليها بهذه الكيفية .
.
قالت بصوت اجش :- اترك يدى لو سمحت


التفتت الانظار نحوهما باهتمام و فضول مما نبة تمام الى مظهرهما الدرامي .
.
فنهض و اقفا دون ان يتركها .
.
فانتفض جسدها لاحساسة بجاذبيه الجسد الطويل على بعد بوصات عنها .
.
سحبها الى خارج المقهي .
.
حيث خلا الشارع من اعين الفضوليين .
.
اقترب منها كثيرا هذي المره فاستنشقت رائحه عطرة الغامضه و المثيره .
.
ففقدت جميع صلابتها و هي تنظر الى عينية قال لها بخفوت :- عدينى بانك ستمنحيننا تلك الفرصه يا جودى .
.
سنلتقى مجددا و نتحدث كاى شاب و بنت يلتقيان فالظروف الصحيحة … و سيعرف جميع منا العديد عن الاخر .
.
عندها ستوقنين بنفسك باننا ربما خلقنا لنكون معا


همست لاهثة:- لا استطيع ان اعدك


لمس ذقنها الصغيرة و ابتسم برقه قائلا :- اما انا فاعدك بانك لن تكوني ابدا لرجل اخر


ابتعد عنها قليلا و هو يقول :- اما بالنسبة للوحه فانا لم اعد اريدها بعد الان .
.
لا اظننى سارضي ابدا باقل من النموذج الاصلي


بابتسامه و اعده و مغريه .
.
تركها و مشي مبتعدا


اما هي فقد لاحظت جيدا كيف ارتجف جسدها كرد فعل على كلماتة و تلميحاتة المتملكه .
.
هذا الرجل يريدها باى كيفية كانت .
.
والمصيبه ان مجرد التفكير بهذا يجعل قلبها يرتعش باستسلام و ترقب


احمر و جهها .
.
وتدفقت دموع الخوف الشديد من اكتشافها مدي ضعفها


و عندما بدات بجذب المزيد من الانظار .
.
قدرت بان الوقت ربما حان كى تهرب الى ملجا امين يحميها من و ساوسها .
.
الي طارق .

  • تعبير في إقناع زميلي أن المعرض مهمة
  • رواية سيدة الشتاء


رواية سيدة الشتاء