رواية نور العمر

نور رواية العمر 20160912 686

– توام الظلام

مع اقتراب اليخت من جزيره بايلتار بدات قمه جبلها تخرج فالافق و ترتفع و سط زرقه البحر المتوسط شامخه كمئذنه جامع عربي فالاندلس .



على سطح هذي الجزيره اناس من جنسيات مختلفة اكثريتهم من الاسبانيين ذوى التاثير ,

الذين بنوامنازل لهم هنالك فسكنوا الجزيره و تحكموا بخبرتها و تجارتها.


احست انجى بمشاعر التاثر تنتابها و هي و اقفه تراقب الجزيره من اليخت ,

لقد غادرتها منذ ست سنوات طالبه فالسادسة عشره من عمرها ,

وها هي تعود اليها ممرضه قانونيه متخرجه من ارقى الجامعات ,

لقد دعيت لتؤدى خدمه انسانيه جميلة فمنزل كارلوس دى زالدو حاكم الجزيره .



انحرف اليخت بالركاب باتجاة مرفا الجزيره الصغير و خلال انحرافة انعكست اشعه الشمس على صفحة الماء ,

فالتمعت ببريق ياخذ الانظار ,

ازاء شاعريه المشهد شعرت انجى بحنين يشدها بقوه الى ذلك المكان ,

ان حنينها الى هذي الجزيره لم تخف و طاتة بمرور السنوات الست التي قضتها بعيده اناء دراستها ,

وتذكرت عندما كانت تاتى لتقضى قسما من عطلتى فصل الصيف و فصل الشتاء عند عائلة الحاكم.


كانت ما ريا دى زالدو تدرس فانكلترا فالمدرسة نفسها التي تدرس بها انجى ,

ومنذ هذا الوقت توطدت عري الصداقه بينهما ,

وعندما اصبحت انجى و حيده بعد و فاه عمتها كيت ,

كان للدعوه التي و جهتها عائلة ما يا لها للبقاء معها اطيب الاثر فنفسها ,

فقد احست فورا برابط قوي يربطها بهم و شعرت بان البيت الاسبانى الكبير الذي يقيمون به هو احلى مكان فالعالم على الاطلاق ,

لقد كانوا من اكثر ارستقراطيى الجزيره تاثيرا و نفوذا ,
وكان دون كارلوس نسخه عن نبلاء اسبانيا ,

يعيش مع اولادة بترف.


الاسبوع الماضى اختلطت ذكرياتها عن بايلتار بمشاعر مؤثره عندما اتصلت فيها ما يا بالهاتف و اخبرتها بان رايك دى زالدو اصيب بجراح بالغه فمهمه عسكريه فبلاد الباسك ( مقاطعه اسبانيه مضطربه تقع فشمال اسبانيا قرب الحدود مع فرنسا ) و نقل الى منزلة و هو بحاجة لرعايه ممرضة.


قالت لها انجى بعبنوته و هي تضغط على سماعه الهاتف:


“اخبرينى جميع شيء “.


فاجابتها ما يا بصوت مخنوق يلفة الياس :


” انه حادث مروع ,

اصابتة شظايا القنبله فو جهة و راسة ,

لقد فقد بصرة يا انجى “.


كانت انجى تسترجع شريط الذكريات و تحدق فاليم فيما يقترب اليخت فيها من اليابسة ,

انها تتذكر رايك جيدا ,

وكيف يمكنها ان تنساة !

لقد اقتنعت اثناء تمضيتها احدث عطله فمنزل و الدة ,

انها لن تلتقى ابدا مره ثانية برجل يحتل قلبها مثله.


انها تشعر بكل دقه مضطربه من دقات قلبها ,

فيما تسير فيها سيارة التاكسى الى البيت عبر طريق مستقيم من ساحه الجزيره الكبري و حيث تنتشر المقاهى التي يجلس بها الناس يشربون القهوه و يتبادلون الاحاديث.


على جانبى الطريق تنتشر المحلات و الاسواق حيث كانت تتنزة مع ما يا تحت اشعه الشمس ,

حينها لم يكن فالافق ما يشير الى انها ستعود اخرى الى بايلتار فظروف محزنه ,

فيما سيارة التاكسى تقترب من بيت =دى زالدو عبر مناظر طبيعية تخطف الابصار ,

تساءلت انجى فقراره نفسها عما اذا كانت ستشعر بتبدل فمشاعرها عندما تري رايك اخرى ,

لقد كانت غالبا ما تفكر فيه اثناء عملها فالمستشفي فانكلترا .



انعطفت سيارة التاكسى و سلكت طريقا تؤدى صعودا الى كازيرا دى نوسترا حيث كانت اشجار النخيل تغطى مساحات و اسعه من الاراضى بكثافه ,

حاجبه عنها اشعه الشمس الحارقه ,

ثم دخلت فطريق متعرج يمر عبر حديقه المدافن و هي حديقه و اسعه جدا جدا ,

كان من الواضح ان حب الجزيره ربما تاصل فنفس انجى تماما ,

كحبها للابن الاكبر لحاكم الجزيره ,

هذا الحب بقى فطى الكتمان منذ نشاتة فلم يعلم فيه احد و على الاخص رايك .



بعد مرور ساعة من الزمن على مخابره ما يا دى زالدو لها ,

تدبرت انجى امرها مع مسؤولى التمريض حيث تعمل ,

واستطاعت ان تستحصل على اذن بالذهاب الى جزيره بايلتار لتعتنى بالرجل الحاضر ابدا فذاكرتها ,

لقد كانت متاكده تماما من جهل رايك لحقيقة مشاعرها نحوة ,

فخلال فتره مراهقتها كانت تخجل منه و ترتبك فحضورة ,

واثناء تلك الفتره بدا لها ناضجا و منطويا يحب الانفراد و التامل .
وعي اولاد كارلوس دى زالدو منذ البداية اهمية دور و الدهم فجزيره بايلتار ,

ومع هذا و جدتهم انجى بعيدين عن الغرور و التكبر ,

وكان طبيعيا فهذه الناحيه ,

ان يميل طبع رايك قليلا نحو التعالى ,

فهو ابن حاكم الجزيره ,

بالاضافه الى نزعتة نحو الانفراد و السوداويه الرومنطيقية.

  • روايه ليله العمر


رواية نور العمر