روايه مع كل فجر جديد

مع كل فجر روايه جديد 20160916 4619

الفصل الخامس


لقد تاخرت ….
اليس ذكاءا منها ان صنعت لجمال نسخا من المفتاح ؟
؟
… بالكاد ارتدت هذا القميص الازريق المطبع بازهار المارغريت … و سروال جينز ابتلع قوامها الملتف بنعومه … تناولت مشطها و حقيبه يدها …واندفعت خارجه من الغرفه شبة راكضه و هي تمرر المشط عبر خصلات شعرها الكثيف بعجل حتي استوقفها باب غرفه لوتس الموارب …


باب غرفه لوتس مفتوحا!!!!
… ليس بالوضع الطبيعي ابدا .
.
فتحت الباب برفق و استرقت نظره نحو الداخل بتفاجىء برؤية لوتس مكومه فوق السرير … تضم ركبتيها الى صدرها .
.
تبدو شاحبه و مرهقه و هي تحدق امامها شاردة


اقتربت فارديا منها بطء و هي تقول بقلق :- لوتس … ما الامر حبيبتي ؟

..
هل انت بخير ؟
؟


اجفل لوتس صوت شقيقتها .
.
وجعلها ترفع راسها بحده نحوها و ذعر خالص يطل من عينيها سرعان ما اختفي تحت طبقه من العبنوته و هي تقول :- انا بخير … اشعر ببعض التعب … مغص و ارهاق … انت تعرفين هذي الفتره من الشهر


هزت فارديا راسها تفهما دون ان تصدق شقيقتها تماما .
.
قالت :- هل ستذهبين الى الجامعة .
.
استطيع انتظارك كى نذهب معا ؟

منذ فتره طويله لم نترافق سيرا على الاقدام


لمحه ثانية خاطفه من الذعر فو جة لوتس الرائع و هي تقول :- لا … لن اذهب اليوم الى الكليه ….
اخبرتك باننى متعبه … اريد فقط ان انام


تمددت فوق السرير ساحبه الملاءه فوق راسها .
.
مانحه ظهرها لفارديا التي تنهدت تاركه اياها و حدها … مغادره الى عملها …


كما توقعت … كان جمال فانتظارها داخل المحل … و ربما بدا بترتيب المكان بالفعل و صتع القهوه كذلك كما تحبها … اخذت نفسا عميقا من الرائحه الزكيه و هي تقول :- مممم … جمال … هل تتزوجنى ؟



اطلق ضحكه رجوليه نادره جعلتها ترتعش بهجه ….
اذ ان جمال كان دائما شديد الجديه … التفت نحوها و هو يقدم لها قدحها قائلا :- لست محظوظه الى ذلك الحد فارديا .
.
احبك … لكن ليس الى ذلك الحد


ابتسمت الفه غزلهما اليومي البريء … و سالتة فجاه عاجزه عن كبح فضولها :- حسنا .
.
انت تعمل معى منذ سنتين جمال … حتي الان لم اجد اي دلائل منك على وجود بنت متميزه فحياتك … الم تقع فالحب قط ؟



التوت شفتاة بابتسامه باهته و هو يقول :- الامر ليس بهذه السهوله فارديا … هنالك اشخاص لا يقعون فالحب ببساطه .
.
وانا منهم .
.
لا استطيع ان اسلم مشاعرى لاى شخص كان … انا ضد العلاقات العابره او الافتتان المؤقت .
.
الفتاة التي ستحظي باهتمامي ستكون فالنهاية زوجتي … انا لست رجل الاعيب .
.
اظنك تفهمين ما اعنية جيدا .



اختفت ابتسامتها عندما اصابتها عبارات جمال فالصميم … يظن جمال بانها مثلة .
.
انتقائيه و شديده الحرص حول مشاعرها .
.
الا ان الامر اكثر تعقيدا … فارديا لم و لن تقع فالحب يوما … كانت تعرف ذلك منذ بداية نضوجها .
.
لقد كانت اصلب من ان يحتويها رجل .
.
مجرد التفكير بزواج كزواج و الديها يجعل جسدها ينتفض امتعاضا .
.
قال جمال باهتمام :- ما الامر ؟
؟
هل ازعجتك بكلماتى ؟



كذبت متمتمه و هي تحتسى شيئا من قهوتها :- لا … لقد كنت افكر بلوتس .
.


اطل القلق من عينية و هو يقول:- و ما بال لوتس ؟
؟؟
هل هي بخير ؟



تنهدت و هي تجلس خلف مكتبها :- و من يدرى بماذا تفكر لوتس ؟
؟
ماذا لدينا من عمل اليوم ؟



بعد ساعتين .
.
كانت فارديا و حدها فالمتجر عندما غادر جمال ليوصل بعض الطلبيات مستعملا السيارة … انشغلت تماما بتنسيق باقه رائعة من الازهار عليها توصيلها مساءا الى احدي حفلات الزفاف .
.
استغرقت تماما فعملها و هي تدندن بلحن معروف … حتي انها لم تشعر ابدا بالسيارة السوداء التي توقفت تماما امام المتجر .
.
ترجل السائق بسرعه ليدور حولها و يفتح الباب الخلفى للرجل الطويل الذي ترجل منها .
.
القي نظره قصيرة على باب المتجر المفتوح … و على الفتاة الغافله تماما عنه .
.
قبل ان يخطو بهدوء و ثقه … الى الداخل …


فاحت رائحه الازهار فقلب المكان القليل المساحه … رائحه الاوراق الخضراء و السيقان المقصوصه لتوها .
.
الفوضي كانت فكل مكان .
.
اذ بدا و اضحا ان صاحبه المتجر الشقراء المنهمكه فعملها .
.
لم تجد الوقت بعد لتنظيف بقايا اعمالها السابقة …


راقبها بهدوء .
.
وهو يقف عند المدخل الضيق … شعرها المتعدد الالوان مرفوع فوق راسها فكتله مهمله … بينما تدلت خصلات نافره لتلتف بنعومه حول عنقها الانيق .
.
راقب حركة كتفيها الرشيقه و هي تحركما خلال عملها .
.
ثم انزلقت عيناة تتاملان خطوط خصرها النحيل الذي احتواة القميص القطنى الازرق بحنان و كانة يعانقة حبا … ابتسم .
.
ببطء و عبث .
.
وعيناة تدرسان سروالها الضيق … و التفاصيل الشديده الانوثه التي كشف عنها القماش الازرق اللون


التفتت الفتاة فجاه .
.
لتقفز رعبا و هي تشهق بعنف ادي الى سقوط المقص الضخم من يدها لتنغرز اطرافة الحاده فالارض تماما بين قدميها .
.


للحظات لم تستطع فارديا حتي الاحساس فيها … حدقت مذهوله بالرجل الضخم البنيه الذي جعل من جسدة حاجزا يفصلها بشكل جعل احساسا غريبا بالقلق يجتاحها .
.
عن العالم الخارجى …


اولا كان و جودة المفاجيء على بعد مترين فقط عنها … بينما هي غافله تماما عنه .
.
ثانيا .
.
ذلك الشعور بعدم الارتياح و الخوف اتجاهة .
.
وكانها تعرفة .
.
كشيء اعتاد زياره كوابيسها دوريا فتستيقظ لاهثه .
.
مذعوره .
.
دون ان تتذكرة .
.


لم تعرف ما الذي اخافها حقا ؟
؟
الهدوء الشبية بهدوء بركان ثائر فعينية السوداوين … .
.
عرض كتفية الملاءم لطولة الفارع .
.
وضخامه بينتة التي بدت منيعه جدا جدا و كانة لا ينتمى الى البشر … القسوه التي تكاتفت مع و سامتة الرجوليه الطاغيه لتصنع مزيجا جديرا بشيطان جاء مباشره من قلب الجحيم … هاديس … ارتعشت مصدومه لربطها اللا شعورى بين ذلك الرجل .
.
المسربل بحله انيقه حالكه السواد .
.
وحارس العالم السفلى فالاساطير الاغريقيه القديمة .
.


التقت عيناهما .
.
وغرقت فارديا فالاسر الفطرى لنظراتة المسيطره .
.
بينما قال كلمه واحده .
.
بصوت عميق و هاديء :- اخفتك ؟



لا اعتذارات … لا حرج لاقتحامة المكان بهذه الكيفية و كانة يمتلكة … تراجعت برده فعل غريزيه و هي تقول :- لا .
.
امم .
.
كيف استطيع ان اخدمك ؟



:- ماذا تقدمون فمتجركم ذلك سوي الازهار انستى ؟



احمر و جهها و ربما و عت سخافه سؤالها … تحركت لتحتمى و راء مكتبها الصغير قائله بتوتر :- حسنا .
.
ما هو طلبك اذن ؟



نظر الى عينيها مباشره .
.
بكيفية جعلت المعرفه تضربها بدون مقدمات … لقد كان يعرفها .
.
كما تعرفة بالضبط … لم تعرف كيف .
.
انما صوتة و جد كيفية نحو عقلها ليربط بين الرجل الواقف امامها و ذاك الذي كان يثير حيرتها لاسابيع كلما اتصل طالبا باقه ازهار منها .
.
بطريقتة الساخره .
.باستفزازة المستتر .
.
كانة يختبرها … لقد كان هو .
.
وكانة يؤكد لها شكوكها قال بهدوء :- ما رايك بباقه من ازهار السوسن ؟

..
تلك التي تجيدين صنعها .
.
وكانك تضعين روحك بين بتلاتها .
.
وكانك تهدينها الى شخص تحبينة حتي و انت تدركين بانها ستنتهى الى شخص احدث .
.


نظرت الية بصلابه … رافضه تماما ان ياخذها على حين غره … بينما كانت ترتعش اضطرابا و غضبا من راسها حتي اخمص قدميها .
.
للمره الاولي فحياتها تشعر بهذا العجز فمواجهه شخص لا تعرفة حتي .
.
انما بدا و اضحا بانه يعرف عنها ما يكفى .
.


بدون ان ترضية برد .
.
قالت ببرود :- متي تريدها ؟



:- الان


قالها بشيء من الصرامه .
.
وكانة يفرض سيطرتة .
.
يخبرها من هو العنصر القوي فهذه المواجهه .
.
بدون ان تخرج اي تاثر فنظراتها التي ازدادت صلابه مما جعل لونهما الازرق يبرق كالف قطعة من الماس الازرق .
.
تحركت امامة و اعيه تماما للمساحه الضيقه لمتجرها و ربما احتل الرجل بجسدة و بحضورة الطاغى معظمها .
.
وبدات بالعمل .
.
بتوتر .
.
وصمت .
.
تحركت يداها بخبره و حرفيه لتنتقى احلى الازهار المتاحه فمتجرها … تشذبها بعنايه .
.
تختار الاضافات بذوق رفيع ….
تنسقها جميعا فباقه واحده …دون ان تنظر الية مره واحده حتي و هي تشعر بنظراتة تحرقها .
.
حتي انتهت .
.
التفتت الية لتجد نارا سوداء حارقه فعينية .
.
بينما لا اثر لاى ابتسامه فملامحة الجامدة .
.
التقطت احدي بطاقات المحل .
.
ودفعتها نحوة قائله و هي تغض البصر عن تعابيرة التي بدت و كانها تخفى غضبا مكبوتا و قالت :- قد تريد ان تكتب شيئا على البطاقة للشخص المرسل اليه


انتفضت عندما لامست اصابعة اصابعها تتناول منها البطاقة .
.
فرفعت راسها تلقائيا نحو و جهة الواجم و هو يقول :- لقد غيرت رايى … اريد للباقه ان ترسل من قبل المتجر على ذلك العنوان …


ما ل قليلا فوق المكتب ليخط بضع عبارات فوق البطاقة … فتراجعت مجفله عندما اقترب منها بما يكفى لتستنشق رائحتة .
.
رائحه هي مزيج اثار عطر رجولى خفيف .
.
لا اثر به للتباهى و الغرور .
.
عبير رجل يعرف تاثيرة جيدا .
.
عبير خالطتة رائحه الطبيعه .
.
رائحه غابات لم تشوهها اثار البشر


بدون انذار رفع عينية ينظر الى عينيها مجددا .
.
للحظات .
.
لم يتوقف احدهما عن التحديق فعيني الاخر .
.
بصمت .
.
صمت صاخب كاد يصم اذنيها بهدير انفاسها .
.
قبل ان يتحرك اخيرا ليعتدل قائلا باقتضاب :- هاك العنوان .
.
اريد ان تصل الباقه فاقرب وقت يمكن لصاحبتها .
.
والتى اعرف بانها ستقدر تماما جهدك فصنعها .
.


اومات براسها متوتره … حابسه انفاسها حتي راتة يغادر المتجر … حيث كانت سيارتة السوداء فانتظارة .
.
سائق بملابس انيقه فتح باب المقعد الخلفى ليستقلة باناقه … اخذت نفسا عميقا عندما اختفي عن ناظريها .
.
وتناولت البطاقة تنظر الى خطة الانيق … فشحب و جهها و هي تقرا العنوان المذكور على البطاقة .
.


العنوان كان ما لوفا لديها … اكثر مما ينبغى اذ انه كان عنوان منزلها هي … و تحت العنوان … كتب كلمتين .
.
بخط و اضح و صريح … الى فارديا


استل نضال هاتفة … و عبس محدقا برقم الهاتف الذي اتصل فيه بالحاح فو قت غير مناسب بالمره … رد بسرعه قائلا بصرامه :- من اين جئت برقم هاتفى لوتس ؟



استمع بوضوح الى شهيقها عندما ادركت بانه حتي و هو يرفض منحها رقم هاتفة الخاص لاسابيع .
.
فقد كان يمتلك رقمها هي منذ البداية .
.
قالت بصوت مرتجف :- نضال … يجب ان نتحدث .
.
ارجوك .
.


قال بقسوه :- لا شيء نتحدث به لوتس .
.
لقد كنت و اضحا تماما معك فحديثنا الاخير .
.
انالا الهو هنا .
.
عندما تكبرين .
.
وتتوقفين عن التصرف كالطفلة الساذجه .
.
اتصلى بى .
.


انهي المكالمه بدون مقدمات فالوقت المناسب .
.
اذ فتح باب الغرفه التي كان يجلس بها و حيدا لتدخل نسرين .
.
مطاطاه الراس بحياء .
.
انما فقمه الاغراء بتنورتها القصيرة التي كشفت عن ساقيها الطويلتين … و قميصها الرقيق شبة الشفاف … قال بعبث و هو يقف ليستقبلها .
.
يكاد يلتهم حنايا انوثتها بجوع :- اري انك ربما بدات باستعمال الاسلحه الثقيلة


ضحكت و هي تجلس الى جانبة على الاريكه الثلاثيه فغرفه الاستقبال لمنزل عائلتها و قالت :- جميع شيء مباح … فالحب .
.
والحرب


لاحظت بدقه كيف تعلقت عيناة بساقيها و هي تشبكهما امامها باناقه .
.
فقال :- اذن .
.
ما هي الحالة هنا .
.
حب .
.
ام حرب ؟
؟


رفعت عينيها تلاقى نظراتة قائله :- معكم انت ال فهمى .
.
الوسائل اللطيفه لا تجدى نفعا .
.


دخلت و الدتها فجاه حامله صينية مليئه باطباق الحلوى مما جعلة يستعيد و قارة اثناء لحظه ناهضا ليتناول الصينية من يدى المرأة .
.
التى ابتسمت بتقدير للفتتة … و جهها الطيب يذكرة بوالدتة .
.
غير ان و الدتة كانت اكثر قوه و سيطره من حماتة المستقبليه التي بدت دائما منذ عرفها مضطربه و متردده .
.
:- اشكرك يا و لدي


وضع الصينية على طاوله القهوه المنخفضه و هو يشكر حماتة بعبارات لطيفه … جلست مقابلهما و هي تبتسم بانشراح .
.
قبل ان يرتسم القلق على و جهها و هي تنقل نظراتها بينهما بعدها تنهض قائله :- اة .
.
امم .
.
لقد نسيت احضار العصير .
.


عندما غادرت … التفت نضال نحو نسرين التي تابعت و الدتها حتي غادرت و اغلقت الباب و رائها بعينين ثايتتين … فقال :- و الدتك امرأة طيبه جدا


التفتت نحوة قائله :- عليها ان تكون ايضا … فوالدى متسلط بما يكفى …


ابتسم متذكرا و الدها … السيد رضوان .
.
رجل الاعمال الشهير .
.
معروف بصرامتة و عبقريتة .
.
رباة .
.
لقاءة مع نديم قبل اسابيع عندما رافقة لخطبة نسرين كان جديرا بالحفظ للذكري .
.
صراع الجبابره .
.


قال لنسرين برقه :- لم لا تقدمين لى طبقا من حلوى امك التي تبدو شهيه جدا جدا لاتذوقها


راقبها متسليا و هي تنهض … بعدها تميل لتزداد تنورتها قصرا .
.
قبل ان تعود الية حامله الطبق .
.
بدلا من ان يتناولة منها … امسك بمعصمها و جذبها فجاه متجاهلا شهقتها لتستقر فحجرة .
.
حاولت التملص منه قائله بنزق :- ما الذي تفعلة ؟
؟؟


:- احتفل بخطيبتي ….
ام انك نسيت اتفاقنا القديم … لا قبل .
.
ان لم البسك خاتمى اولا ؟
؟؟


نظرت الى عينية الخضراوين قائله :- هة .
.
واكون رقما حديثة فلائحه فتياتك الطويله ؟
؟؟
لا شكرا .
.


رمش بعينية ببراءه قائلا :- اي بنات … و هل اجرؤ على النظر بعيدا و انا احتضن احلى بنات المدينه بين ذراعي


قالت بحده :- لا تعاملنى كالبلهاء نضال … انا اعرف جميع شيء عن مغامراتك السابقة .
.
لنقل بان سمعتك كزير نساء كانت اكثر سوءا من ان تتمكن من اخفاءها عنى … لن اسمح لك باللهو بعد الان .
.
اتفهم ؟
؟
علي زميلاتك و طالباتك الولهانات … على فتيات عمك كذلك .
.
ان يبحثن عن غيرك ليلهين معه


عبس فجاه فاقدا جميع حس لدية بالمرح .
.
وقال :- ما علاقه فتيات عمي بنا ؟
؟


:- بحق الله نضال … انا لست غبيه .
.
رايت كيف كانتا تنظران اليك فحفل خطوبتنا ؟



و كيف كانتا تنظران الية ؟
؟؟
علي ما يذكر … اسما كانت حريصه على الا تنظر فاتجاهة و لو صدفه .
.
علي الاقل تحت مراي من الاخرين .
.
اما غروب .
.
فلم يكن فنظراتها سوي الغضب .
.
والرغبه الخالصه فالقتل .
.
قال بجفاف :- لا علاقه لك بفتيات عمي نسرين … لن اقبل ابدا بان تتحدثى عنهن بقله احترام .
.


مطت شفتيها بعدم رضا … قبل ان تستعيد ثقتها بنفسها بشكل فورى و هي تلوح بالطبق قائله :- اما عدت ترغب بتذوق حلويات امي ؟
؟


تناولت القطعة الاولي … و ببطء و اغواء مدروس .
.
قربتها من شفتية .
.
واطعمتة اياها دون ان تزيح عينيها عن عينية …


عندما غادر بعد ساعة و نص … كانت نسرين و اثقه بانها ربما احتوتة تماما تحت سحرها … قالت امها بقلق بعد رحيلة :- لن يصبح و الدك راضيا ان عرف باننى لم اجالسكما نسرين … تعرفين تشددة جيدا … نضال خطيبك .
.
الا انه ليس زوجك بعد


تاففت نسرين و هي تقول :- ليس على ابي ان يعرف جميع شيء … كما اننى افعل ما يحلو لى فقط … و احصل على ما اريدة دائما و هو يعرف ذلك جيدا … و ما اريدة هو نضال فهمى .
.
ولن اسمح لاحد .
.
لاى احد .
.
حتي انت او ابي ان يقف فطريقى امي


هزت امها راسها باسف قبل ان تتركها … بينما كانت نسرين تفكر خلال نطقها بعبارتها الاخيرة بوجة واحد جعل غضبا جامحا و احساسا كبيرا بالتحدى يجتاحها … و جة اسما فهمى …


تململت اسما فو قفتها بنزق و هي تنظر الى ساعتها الفضية الصغيرة … تبا … لقد تعطلت ساعتها كذلك … الى اي حد ممكن ان يصل حظها السيء ؟
؟


لحسن حظها انها تمكن بعد ان تعطلت سيارتها فقلب اللا مكان … فالطريق الخارج من المدينه فطريقها نحو المنزل .
.
من الاتصال بوالدتها و اخبارها بوضعها قبل ان يفرغ شحن بطاريه هاتفها …


و ها هي الان … تقف فطريق بالكاد تمر منه السيارات فطريق سفرها نحو العاصمه .
.
الشمس تكاد تغيب و راء الافق لتتركها فظلمه المجهول … تفكر بقلق و توتر ان كانت و الدتها سترسل احدا لاحضارها الى المنزل … ماذا ستفعل ان جاء نضال لاجلها ؟
؟؟


خفق قلبها اضطرابا و هي تتمني جزئيا ان ياتى … بينما يتمني الجزء الجزع منها الا يصبح متاحا .
.
ربما و جدت الجراه قبل ايام على ان تتسلل الى غرفه نومة فقلب الظلام و تعترف له بحبها الازلى … دون ان يصبح موجودا بالطبع .
.
ويعود الفضل فهذا الى حظها العاثر من جديد … الا انها لن تتمكن من النظر الى و جهة مجددا و التحدث الية بشكل طبيعي و هي تعرف بان امة ربما اخبرتة طبعا عن تصرفها الغبى … لابد ان تكون ربما فعلت اذ انها لن تدخر فرصه كهذه لاظهارها كالمتهوره البلهاء .
.
عديمه الحياء


اغمضت عينيها و وجهها يتورد بشده كما فكل مره تتذكر بها الرجل الذي كان حاضرا ليشهد ذلها .
.
رباة .
.
لن تتمكن من تخطى الحادث ابدا … لقد القت بنفسها فعليا على رجل غريب عنها تماما .
.


كانت ربما اتخذت قرارها منذ ذاك الحين .
.
لا مزيد من الركض و راء نضال .
.
لا مزيد من الانصياع و راء اوامر و الدتها .
.
ان كانت لامها اي مطامع فلتركض و راءها بنفسها … فاسما لن تذل نفسها مجددا لاجل ابن عمها .
.
فى النهاية .
.
قد تكون غروب محقه … قد نضال لا يستحق بالفعل مشاعرها القويه اتجاهه


مرت سيارة ما لوفه الى جوارها .
.
لم تتوتر مشاعرها ادراكا لهويه صاحبها حتي بدات سرعه السيارة تخف تدريجيا حتي توقفت على بعد امتار منها … هي تعرف هذي السيارة جيدا .
.
اذ انها تراها كثيرا فالاونه الاخيرة امام بيت =عائلتها … السيارة الرياضيه الفضية … التي لا تعود الى احد افراد العائلة طبعا … بل الى رجل رغم زياراتة المتكرره لمنزل العائلة .
.
لم يسبق لاسما ان قابلتة رسميا حتي الان … بالتاكيد ان لم تحسب اغواءها الغير متعمد له فغرفه ابن عمها قبل ايام


احمر و جهها و هي ترتعد ذعرا بينما كانت تراقبة و هو يترجل من السيارة … و يسير نحوها برشاقه و حيوية .
.
وكانة لا يزيد طولا عن المئه و الثمانين سنتيمترا .
.
وكانة لا يمتلك بنيه مصارع .
.
وكانة لا يبدو مخيفا جدا جدا بالنظاره السوداء التي اخفت عينية .
.
وزادت ملامحة الرجوليه الداكنه قتامه … ابتسامه جانبيه داعبت شفتية الساخرتين و هو يلاحظ اتساع عينيها خوفا .
.
لذعرها .
.
تذكرت تلك اللحظات فعتمه غرفه نضال .
.
عندما امسك فيها ذلك الرجل … عندما التصق فيها .
.
عندما قبل عنقها بحرقه لم يسبق ان عرفتها


هزت راسها لاهثه محاوله انتزاع نفسها من اضطرابها .
.
بينما نظر هو الى سيارتها الحمراء الصغيرة بعدها عاد ينظر اليها و هو يقول :- لعبه رائعة .
.


هل كان يقصد السيارة ؟
؟؟
لماذا ينظر اليها بهذه الكيفية اذن .
.
وكانها ترتدى زي مهرج متعدد الالوان بدلا من تنورتها الواسعه و قميصها المحتشم ؟



قالت بتوتر :- ما الذي تفعلة هنا ؟



قال ببساطه و هو ينزع نظارتة اخيرا … و يثبتها فوق راسة قائلا :- اخذك الى المنزل طبعا … لقد كانت امك جزعه للغايه عندما اتصلت فيها .
.
لقد كادت تتصل بنضال و تطلب منه المرورو بك خلال عودتة الى المنزل فتبرعت انا بالقيام بالمهمه اذ ان نضال فزياره لخطيبتة … و ربما يتاخر .
.


ادركت اسما بان طيبه قلبة لم تكن هدفة الحقيقي من تبرعة ذلك .
.
كما ادركت الهدف من تعمدة الاشاره الى خطبة نضال .
.
قالت من بين اسنانها :- ما كان عليك ان تزعج نفسك … كنت استطيع انتظار نديم .
.
فلا خطيبه لدية كما تعلم لتخاف عليه منى …


هز كتفية قائلا :- انا متاكد بان نسرين لا تخاف منك كما تظنين … لو ان نضال يهتم لامرك لخطبك قبل فتره طويله … فانت على ما ري منه طوال حياتة تقريبا


شحب و جهها ردا على اهانتة .
.
وتذكيرة الصفيق بفشلها .
.
بينما نظر هو الى ساعتة قائلا :- من الاروع ان نتحرك … لقد سبق و تحدثت الى مركز الصيانه .
.
سيرسل من ياخذ السيارة من هنا … هيا بنا قبل ان يخيم الظلام


تحركت و راءة بصمت بعد ان تناولت حقيبه يدها و متعلقاتها الشخصيه من سيارتها … السيارة التي اهداها اليها نديم عند تظهرها من الجامعة العام الماضى .
.
فتح لها باب سيارتة الامامي … و وقف جانبا فانتظار صعودها… القت نحوة نظره واحده قلقه و هي تتساءل عن خطر اقترابها من ذلك الرجل … كان عليها ان تستمع الى غروب ذلك الصباح عندما اقترحت عليها و الدتها ان تذهب الى المدينه لتلتقى بصديقاتها القدامي عل شيئا من اكتئابها الحاد يخف قليلا … لقد عارضت غروب مصره على ان تؤجل اسما رحلتها الى يوم احدث .
.
وبالتاكيد … لم تستمع اليها اسما .
.
متي ستتعلم اسما الثقه بغريزه شقيقتها ؟



اخذت نفسا عميقا و تقدمت امام ناظرية لتستقل السيارة .
.
اغلق الباب بحزم و رائها .
.
ودار حول السيارة .
.
انكمشت عندما استقل مقعد السائق .
.
واغلق الباب محاصرا اياهما معا فالمساحه الضيقه .
.
القي نحوها نظره سريعة ملاحظه توترها فابتسم بسخريه قائلا :- هل ننطلق ؟



هزت راسها ايجابا عاجزه عن قول اي شيء يخرجها كالحمقاء … فادار المحرك … و انطلق بالفعل .
.


بعد دقيقة قليلة من القياده الصامته … لاحظت اسما سرعتة تخف مجددا ليتوقف امام احدي الاستراحات المعروفة فالطريق … قالت بتوتر :- لماذا توقفت هنا ؟



قال بهدوء :- كى نشرب شيئا .
.
قبل عودتنا الى بيت =عائلتك .
.


هتفت :- انا لا اريد ان اشرب شيئا .
.
اعدنى الى المنزل لو سمحت


نظر اليها … فبدت ملامحة القويه غامضه فالظلام و هو يقول بصرامه :- سافعل .
.
بعد ان نتحدث اسما .
.


ترجل من السيارة بدون اي كلمه اضافيه … فلم تملك سوي ان تلحق فيه بعجز …


سارت و راءة و هي تنظر بقلق نحو بنيتة الطويله … بدون ان تجد اي صعوبه فتخيلة مختبئا كالشبح قبل سنوات طويله بين الاشجار عندما و جدها تائهه فبحثها عن نضال .
.
هنالك شيء غامض فهذا الرجل يخيفها .
.
حتي و هي تعرف بانه ليس شبحا .
.
بانة انسان مثلنا .
.
بانة شقيق العمه احلام و ليس بالرجل الغريب تماما .
.
هى تخافة .
.
خاصة و هو يبتسم بسخريه كما يفعل الان و هو ينظر اليها من و راء كتفه


المقهي الذي اختارة سارى كان جميلا بطابع ريفى … اعتادت اسما زيارتة كثيرا برفقه غروب … و نضال منذ سنوات لقربة من بيت =العائلة .
.
روادة كانوا من عابرى السبيل .
.
المسافرين المضطرين للتوقف قليلا .
.
او من سكان الفيللات الخاصة و الملكيات الشبيهه بملكيه ال فهمى البعيده عن المدينه ….


طاولاتة الخشبيه كانت مغطاه بالمفارش البيضاء الناصعه … فوق جميع طاوله زهره حمراء توسطت اناءا زجاجيا صغيرا … رحب بهما النادل الشاب الذي نظر الى اسما متميزا اياها .
.
ثم نظر الى سارى .
.
الرجل الغريب الذي يرافقها لاول مره .
.
ثم قادهما الى طاوله نائيه مما جعل و جة اسما يحمر حرجا و هي تتخيل افكار الشاب المريبه …


سحب لها سارى الكرسى فبادره مهذبه بدت غريبة … اذ انه لم يبد لها من النوع المراعى لمشاعر الاخرين .
.
جلست بتوتر بينما جلس مقابلا لها و هو يطلب فنجانين من القهوه من النادل الذي اسرع بالابتعاد


قال سارى فور ان انفردا :- اذن … هل كنت تاتين الى هنا كثيرا برفقه نضال ؟
؟؟


عبست قائله :- علاقتى بنضال ليست من شانك


قال بهدوء :- من شانى .
.
اذ اننى خالة .
.
واهتم فيه كثيرا .
.
واعرف بانك لا تناسبينة اسما .
.
فلا تسمحى لى بتحذيرك مجددا .
.
ابتعدى عن ابن اختي .
.
واياك .
.
اياك ان تتجراى على افساد خطوبتة .
.


شحب و جهها و غضب غير ما لوف يعتريها و يجتاحها من راسها حتي اخمص قدميها فقالت بصوت مرتجف :- لا تتظاهر ابدا بانك تعرف نضال بما يكفى كى تحدد ما هو الاروع له .
.
انت لم ترة منذ سنوات .
.
انا اعرف بانك غائب منذ سنوات طويله .
.
واعرف كذلك بانك احدث من يتحدث عن الزواج و الارتباط .
.
لقد اعتاد نضال ان يحكى لنا كثيرا عن مغامراتك التي لا تحصي …


قالتها بتحدى .
.
وبنيه اهانتة و التقليل من شانة .
.
بالضبط كما يفعل معها .
.
الا انه و لدهشتها الشديده بدا غير متاثر اطلاقا بهجومها .
.
اذ قال ببساطه :- انت محقه .
.
انا لست رجل زواج .
.
وما زلت لا افهم ما يدفع نضال الى الزواج فعمر باكر كهذا … انا شخصيا .
.
ما كنت لاربط نفسي بامرأة واحده بهذه البساطه … خاصة امرأة لا تجد حرجا فاقتحام غرفه نومى و العمل على اغواءى بصفاقه و ربما عقدت لتوى خطبتى على امرأة اخرى


ارتد و جهها الى الوراء و كانة ربما صفعها .
.
وانتفضت شاعره برغبه جامحه بالنهوض و الهرب بعيدا .
.
بينما راقب هو شحوبها بتلذذ و هو يقول بهدوء :- امرأة كهذه .
.
قد الهو معها .
.
استعملها .
.
ثم ارميها جانبا .
.
انما ابدا .
.
ابدا لن اتزوج فيها .
.


عاد النادل حاملا فنجانى القهوه … و ضعهما على الطاوله غافلا عن التوتر السائد بين زبونية .
.
دون ان يلاحظ بان اسما كانت ترتجف من راسها حتي اخمص قدميها .
.
عندما ابتعد النادل .
.
هز سارى راسة و هو يسحب فنجانة نحوة قائلا :- لا اصدق حقا بانك ربما تجرات على دخول غرفه نضال بهذه الصفاقه اسما … ما الذي توقعت منه ان يفعلة .
.
ان يقدر الجانب الرخيص بك فيتخلي عن بنت محترمه كخطيبتة لاجلك ؟
؟؟
لا اعرف ان كنت ربما سبق و فعلتها … اعنى تسللك الى غرفتة بعيدا عن انظار الاخرين .
.
ان كان ذلك صحيحا .
.
فانا افهم طبعا اسباب رفضة لك .
.
انا .
.
ما كنت لاتزوج ابدا بامرأة سبق لى ان تذوقت رحيقها .
.


و قفت فجاه عاجزه عن احتمال المزيد … هتفت من بين انفاسها المتلاحقه :- انت … انت … كيف تجرؤ ؟
؟


نظر اليها بهدوء و ثبات ….
وكان غضبها لا يغير الحقيقة … فتناولت حقيبتها .
.
وتراجعت خارجه من المكان … بدون اي رده فعل .
.
اخرج سارى مبلغا من المال … و ضعة على الطاوله .
.
ثم نهض بهدوء لاحقا فيها .
.

خرجت من المقهي مجاهده كى لا تبكي .
.
مستغله غضبها كى تمتلك قوه الصمود حتي الوصول الى المنزل .
.
ربما تستطيع الوصول سيرا على الاقدام .
.
او ان توقف اول سيارة تراها كى توصلها .
.
وربما تنفذ خطتها الاصلية فتتدبر الاتصال بنديم ليصطحبها خلال عودتة الى المنزل … داعيه الله الا تكون هذي احدي الليالي التي يفضل قضاءها فشقتة الخاصة فالمدينه .
.


اصابع قاسيه التفت حول ذراعها .
.
توقفها عن التقدم و تسحبها بقوه لتستدير الى الوراء … و جدت نفسها على بعد سنتيمترات من الالتصاق بصدرة العريض .
.
ذاك الذي التصق فيه ظهرها قبل ايام فغرفه نضال … احمر و جهها و هي تجاهد لتحرر ذراعها هاتفه من بين اسنانها :- اتركنى اذهب .
.
انا لن اصعد الى سيارتك مجددا .
.
فلا تتعب نفسك باقناعى بمرافقتك .
.


شهقت عندما سحبها برفقتة قائلا بجفاف :- لن اتعب نفسي باقناعك اسما … لقد تكفلت باعادتك الى المنزل .
.
وسافعل .
.
حتي لواضطررت لحملك حملا الى السيارة .
.


فتح باب السيارة و دفعها دفعا الى الداخل .
.
وعندما لحق فيها و استقل مقعد السائق .
.
هتفت بحنق :- انالا افهم حتي لم تهتم باعادتى الى البيت .
.
ربما سهلت الامر على الجميع ان اختطفنى احدهم … او اجتاحنى بسيارتة .
.
هكذا لن تكون مضطرا ابدا لملاحقتى بتحذيراتك حول الابتعاد عن نضال .
.


لم يشرف هجومها الطفولى باى تعليق و هو يتحرك بالسيارة فطريق العوده ….
ساد الصمت طوال الطريق الى المنزل … حتي و صولهما الى البوابه … و تجاوزة اياها بسيارتة … عندما اوقفها امام البيت … امسك بمرفقها قبل ان تفتح الباب .
.
وسحبها قليلا لتنظر الية بتوتر … عيناة الداكنتان تبرقان بقسوه و تحذير و هو يقول بخفوت … انما بصوت جمد الدماء فعروقها .
.
وجعل الرجفه تعترى جميع خليه فجسدها :- ان كان على احد ان يختطفك اسما .
.
فانا من سيفعل … ان كان على احد ان يجتاحك .
.
باى كيفية كانت … فانا من سيفعل .
.
سالاحقك .
.
واظل الاحقك .
.
حتي اضمن تركك ابن شقيقتى و شانة .
.
وان كنت جائعه الى ذلك الحد الى رفيق لعب اسما .
.
الي شخص تلهين معه .
.
كما فعلت قبل ليالي معى و انت تحسبيننى نضال .
.
الي رفيق يعرف كيف يستغل براءتك الكاذبه .
.
و يقدر المرأة الجامحه المختبئه خلف هاتين العينين الطفوليتين … فانا ساكون سعيدا للغايه بلعب ذلك الدور


سحبت ذراعها متسعه العينين بذعر .
.
قبل ان تترجل من السيارة .
.
وتركض نحو البيت مختبئه خلف بابة … ابتسم برضا و هو يسترخى فوق مقعدة ….
لن تكون اجازتة هذي ممله ككل مره يزور بها الوطن … حدسة يخبرة بانها ستكون اجازة متميزه جدا جدا هذي المره .
.


:- فاردي


اغلقت فارديا باب البيت و راءها و هي تنظر الى شقيقتها الصغري التي اندفعت تكاد تقفز نزولا فوق الدرج نحوها .
.
وجهها الرائع و المتورد عاده كان شاحبا … و عينيها الواثقتين كانتا متسعتين بتوتر .
.
عرفت فارديا منذ سمعت اختها تناديها بفاردى .
.
بان لوتس تمر بمشكلة … فالواقع منذ اسابيع و هي تلاحظ التغير الذي طرا على اختها … فالبداية عزت الامر الى ابتداء الامتحانات .
.
الا انها بدات فالايام الاخيرة تزداد قلقا اتجاهها …قالت و هي تضع حقيبتها و مفاتيحها جانبا :- ما الامر لوتس ؟



نظرت لوتس حولها بقلق .
.
قبل ان تمسك بيد فارديا و تسحبها الى غرفه الجلوس … اغلقت الباب و راءهما .
.
قبل ان تستدير مواجهه شقيقتها … عيناها الزرقاوان مغرورقتان بالدموع فحالة نادره جعلت فارديا تنتفض قلقا … خاصة عندما همست لوتس :- فارديا .
.
انا فمشكلة .
.
مشكلة كبار جدا


للحظات طويله ….
ظلت فارديا ساهمه مصدومه و عبارات لوتس ما تزال تتردد داخل عقلها و كانها قادمه من و اقع احدث … مستحيل .
.
ما تقوله لوتس لم يحدث .
.
لا ممكن ان يحدث .
.


نظرت الى شقيقتها الصغري … التي انكمشت فوق المقعد امامها .
.
تفرك يديها بقوه و هي تقاوم رغبتها فالبكاء .
.
لم تبك لوتس حتي يوم و فاه و الدتها … ان تبكي الان .
.
وهي تحت حماية فارديا و عنايتها جعل غصه هائله تعترض حلقها .
.
وشعور جامح بالالم و الذنب يجتاحها .
.
هى المسؤوله .
.
هى الاسباب =.
.
ما كان عليها منح لوتس جميع تلك المساحه و الحريه .
.
خاصة و ربما سبق و اقرت لنفسها برفضها لكيفية امهما فالتعامل معهما .
.


ما زالت غير مصدقة لما قالتة لها لوتس عن الشاب الذي اوقعها بين حباءلة فالكليه .
.
لا .
.
لم يكن مجرد شاب صغير .
.
لقد كان معيدا فالكليه .
.
اى رجلا ناضجا يعرف ما يفعلة .
.
لقد اغوي لوتس صعبة المراس و دفعها للركض و راءة كالبلهاء .
.
وفقا لما قالتة لوتس .
.
بصعوبه بفعل الحرج .
.
بانها خوفا من فقدانة .
.
استجابت لبعض مطالبة خلال محادثتهما عبر الانترنت … لم تطلب فارديا التفاصيل .
.
ما فهمتة هو انه يحتفظ بتسجيلات لتلك المحادثات … و صور للوتس كذلك متخففه من بعض ملابسها .
.
وانة يهددها بفضحها فيها .
.
بان ينشرها بين زملاءها فالكليه ان لم تستجب لمطالبة .
.


يا له من كابوس .
.
اغمضت فارديا عينيها للحظات قبل ان تقول :- لا اصدق بانك ربما فعلت ذلك لوتس


همست لوتس بخزى .
.
بصوت مرتجف جعلها تبدو مختلفة عن لوتس التي تعرفها :- انا كذلك لا اصدق ما فعلتة فارديا … لقد .
.
لقد سحرنى .
.
جعلنى اركض و راءة كالمجنونه … لم يسبق ان قابلت شخصا مثلة .
.
لقد .
.
لقد جعلنى اشعر باننى لا شيء اطلاقا ان لم ينظر الى … و جميع شيء .
.
كل شيء ان منحنى نظره .
.


رمشت فارديا بعينيها مذهوله .
.
غير يمكن .
.
انها ليست لوتس التي تتحدث … قالت غير مصدقة :- لوتس


هزت لوتس راسها و هي تقول بصوت متهدج :- اعرف … اعرف فارديا .
.
ما اقوله سخيف جدا جدا .
.
الا انه ما حدث .
.
انا نفسي لا استطيع تفسيرة .
.
لقد سيطر على بكيفية غريبة … كنت انا من اتوسل رؤيتة .
.
كنت انا من يجاهد للتحدث معه .
.
وهو .
.
كان يتجاهلنى مما كان يثير جنونى .
.
وعندما كنا نتحدث .
.
كان يتجرا فالكلام .
.
كان يطلب منى اشياءا …..


احمر و جهها و الدموع تسيل من عينيها و هي تهمس :- فكل مره كنت ارفض بها طلبة كان يخاصمنى لايام .
.
يرفض التحدث معى .
.
يتجاهلنى فالكليه .
.
وانا كنت اموت غيره و انا اراة يرافق الكثير من الفتيات .
.
فى النهاية .
.
فى النهاية..


اخفضت لوتس راسها عاجزه عن الاكمال فاحتقن و جة فارديا و هي تهب و اقفه .
.
قائله بسخط :- لا اصدق ما فعلتة لوتس .
.
لطالما ظننت بانك احسن و اذكي من ان تقعى ففخ ساذج كهذا … اعرف بان امنا ربما منحتنا العديد من الحريه … العديد من الثقه .
.
الا انها …


اغمضت عينيها للحظات قبل ان تقول للوتس من بين اسنانها :- لقد كانت و اضحه فشيء واحد لوتس .
.
لا رجل .
.
لا رجل على الاطلاق .
.
اهل لنا .
.
ام تراك نسيت ذلك ؟

..


ركعت على الارض امام اختها الباكيه لتجبرها على ملاقاه نظراتها القاسيه و هي تقول ضاغطه على الحروف :- لا رجل على و جة البسيطة قادر على كسرنا لوتس .
.
هل تذكرين ما كانت تقوله لنا امنا ؟
؟
انا و انت .
.
ولدنا لنسود .
.
لنسود فقط … لا لنسمح لشاب عابث ان يسخر منا .
.


قالت لوتس بانهيار :- ماذا افعل فارديا ؟
؟؟
ماذا افعل ؟
؟؟


و قفت فارديا محاوله استجماع قدرتها على التركيز و هي تقول بتوتر :- كان على ان اعرف بان شيئا كهذا سيحدث … لم تفكر امي ابدا بان طريقتها ربما تاتى بمفعول عكسى .
.


قالت لوتس بضياع :- لا افهمك فارديا .
.


نظرت اليها فارديا قائله بعبنوته :- الامر و اضح لوتس .
.
لم تحبب اي منا خنوع ابي لامي .
.
رؤيتة ضعيفا امامها … ذليلا مقابل قوتها .
.
كان يثير امتعاضنا … فداخلك حتي و ان ابيت الاعتراف .
.
تلك الحاجة الماسه للتعويض عن ذاك النقص .
.
لقد كنت بحاجة الى سيطره رجل .
.
قوه رجل .
.
شخص يشعرك بضعفك و ربما فشل ابي بهذا … و النتيجة انك ربما و قعت بين براثن رجل حقير يرغب باستغلالك .
.
انت …


بترت عبارتها عندما سمعتا صوتا مكتوما و راء الباب .
.
تبادلتا نظره ذعر خالصه و هما تهرولان نحو الباب تفتحانة لتجدا و الدهما مرميا على الارض بلا حراك … و ربما استمع الى جميع كلمه كانت فارديا تقولها

  • رواية أنا قبل كل شيء


روايه مع كل فجر جديد