رويات عبيررجل لايريد الزواج

الفصل الاول ….

دعوه لم تتم ….

سيداتى ,
انساتى ,

سادتى ,

دار الازياء ما رينا يسعدها ان تستقبلكم فاول عرض لها فمدينه اكابولكو .

الجو الساحر يحيط بنا اوحى الينا بتسميه مقال المجموعة ب ” الاناقه تحت الشمس ” .

وان عددا كبيرا من الناس بينكم قد يتسائلون ما اذا كانت هذي الاناقه ضرورية ,

فيما يتعلق باللباس الخاص لشاطئ البحر .

دار ما رينا تؤمن بحزم ان المرأة تهتم باناقتها و انوثتها ,

علي الشاطئ كما فالنوادى الليلية او السهرات العائليه .
”.


توقفت لورا ترانت لحظه و راحت تحدق فالجمهور الجالس و راء الطاولات من السياح الاميريكيين الذين يعتبرون ذلك الحدث نوعا من التسليه الاضافية فو سط الكثير من مختلف الموارد و الثروات التي تشتهر فيها محطه الحمامات المشهوره .

لا يوجد الا عدد قليل من الشباب .

رجالا ام بنات .

ان معظمهم من الازواج فمنتصف العمر .

وبرغم الهواء المكيف .

كان العرق يتصبب من جميع فرد و الرجال يمسحون و جوههم العاريه باستمرار .

والنساء تخلصن من حده الشمس التي تحرق بشرتهن و يتمتعن الان فالظل بينما يشاركن فحضور عرض الازياء .



و لفت انتباة لورا امرأة و رجل .

الرجل لم يتوقف لحظه عن التفرس بها مطولا .

ظاهريا لم يكن امريكيا .

اذ عيناة السوداوان و انفه المعقوف و فمة المتعجرف و بشرتة السمراء الداكنة ,



كلها تشير الى انه من اصل اسبانى .

وايضا المرأة التي ترافقة .

انها سمراء ذات عينين سوداوين و شعر داكن ,

ترتدى فستانا اسود باكمام طويله يغطى قامتها الناضجه .



التفتت لورا من جديد نحو الرجل الذي كان يحدق بها بعدها نظرت الى الاوراق المطبوعه على ركبتيها و اضافت تقول للجمهور :


“والان ما ريلا ستفتتح العرض فزى السباحه و ستره الشاطئ المصنوعه من القماش نفسة “.


و ظهرت على المنصه بنت طويله القامه ,

سمراء ,

شديده النحافه و حدها لورا بعينيها الزرقاوين المدربتين ,
يمكنها ان تكشف توتر هذي العارضه المبتدئه .

لكن مع الوقت سوف تكتسب هذي الفتاة المكسيكيه خبره تجعلها عارضه ازياء من الطراز الاول … و كانت لورا تشرح للجمهور التفاصيل التي تجعل من ذلك الموديل الاناقه و الخفه معا


لكنها استغربت عندما رات ان الفتاة تفقد هدوئها و تضطرب و هي تقترب من المكان الذي يجلس به الزوجان المكسيكيان ,

و بينما كانت عارضه الازياء تعود الى حيث بدات متوتره ,

القت لورا نظره سريعة مرتبكه و متردده الى الزوجين …


الرجل قطب حاجبية فاستهجان و اضح … و بدا انه لا يستحسن رؤية واحده من فتيات بلدة تعرض امام الرجال ازياء السباحه .

ورددت لورا لنفسها و هي تهز كتفيها النحيلتين : ” هؤلاء اللاتينيين لم يتحرروا بعد .



بعدها عادت لتكمل تعليقها حول الموضه و تشرح بوضوح فائدة جميع زي ترتديه عارضه الازياء التي تمر من امامها .

فى الاجمال .

كانت سعيدة من النتائج بعد اسابيع قليلة من التمارين .



و متي اصبح الموظفون المحليون المكسيكيون العاملون فالمحل الجديد قادرين على ان يعتمدوا على انفسهم .

حينئذ ممكن للورا ان تعود الى لوس انجلوس ….
وبالتالي تلتحق بخطيبها برانت .

لكن لا داعى للاسترسال فالافكار اثناء عرض الازياء .



و عندما انتهي العرض ,

سرت النساء الامريكيات بالموديلات التي بدت شديده الاناقه على اجسام عارضات الازياء اللواتى لوحت الشمس اجسامهن .

وبدان يطلبن منها بالكميات …


ايلينا ,

الفتاة المكلفه بادارة الفرع بعد ذهاب لورا ساعدتهن فالتوجة الى المحل الواقع فالفندق نفسة .



و لما عادت لورا الى الكواليس .
.
راحت تهنئ عارضات الازياء الاربع بحراره لهذا العرض الافتتاحى .
.
وحدها ما ريلا لم تكن راضيه عن نفسها و لم ترد على ابتسامتها .
.


فاذا بلورا تقترب منها و تسالها بعدما اسندت ظهرها الى الحائط و كتفت يديها :” ما ريلا… ماذا بك ؟
”.


بدت الفتاة المكسيكيه بشعرها الاسود اللامع المرفوع بكعكه الى اعلي راسها اية فالجمال .

لكنها ظلت صامتة


فاكملت لورا الكلام و قالت :” جميع شئ كان رائعا الى ان و صلت الى نهاية المنصه .

ماذا حدث حينئذ “.


اجابت الفتاة بعد تردد ظاهر : ” السينيور راميريز ,

انة لا يحب رؤية امرأة ترتدى زي السباحه ,

الا اذا كانت تسبح او تتشمس على الشاطئ “.


فقالت لورا باستغراب و بلهجه لاذعه :” فهذه الحال ,

لماذا جاء يحضر العرض ,

يا لهذه السخافه المضحكة !
!
ومن يصبح السينيور …..السينيور راميريز ؟
؟
هل هو قريب لك ؟
”.


اجابت ما ريلا فنوع من الاحترام : ” اة !

لا !
!
ان السينيور دييغو راميريز هواحد اهم شخصيات المكسيك .

انة من عائلة عريقه و قديمة لها تاثير كبير فبلادنا .

ان السينيور دييغو هو …….”


قاطعتها لورا غاضبه ان تري النساء اللواتى يعشن فالقرن العشرين لا يزلن يخضعن للتقاليد الباليه … ” ليس ذلك امتيازا يعطية الحق فان يقرر اين و متي ممكن للمرأة ان ترتد زي السباحه .
المرأة التي ترافقة لا شك فانها مضطره الى ان تخضع لرغباتة لكن لا شان له معك .

ما بالك .

لا حق له عليك ,

اليس ايضا ؟
؟”.


و اثناء عرض الازياء فوجئت لورا مرات عديده بالمرأة المكسيكيه التي ترافقة و هي تعرب له عن اعجابها ببعض ازياء البحر ,

لكنة كان يرد عليها بهز راسة بنفاذ صبر .



قالت ما ريلا :” اة .
.
مسكينه سينيورا راميريز .
.
برغم شبابها … لاقت العديد من العذاب “!!


اجابت لورا فاقتناع و هي تتذكر نظره الرجل المكسيكى الملحه :” انني اصدق ما تقولينة “.


بعدما ابتعدت ما ريلا ,

اقترب نائب رئيس الفندق من لورا و سالها ما اذا كان الموظفون مستعدين للبدء بتحضير القاعة للحفله الراقصة .

وبعدما و افقت لورا على هذا ,

راحت تدقق بسرعه بالفساتين و ازياء السباحه الموضوعه فالخزائن .

ثم غادرت الغرفه متوجهه الى القاعه الكبري التي تطل بابوابها العريضه الزجاجيه على البهو الشاسع …..
الاشجار و الشجيرات المزحلوه فاحواض كبار تضفى على المكان جو المشاتل .
.
ومن بين المشاتل الزنبقيه لمحت لورا الرجل الذي اربك منذ لحظات عارضه الازياء المكسيكيه .
.ماريلا .



“انسه ترانت ,

هل فامكانى ان احدثك قليلا “؟.


كانت لغة الانجليزيه كاملة .
لاشك فانه تعلم فاقوى المعاهد الاوروبيه او الامريكية بالنسبة الى السياح الذين يهملون اناقتهم ,

كان يرتدى بذله بيضاء و ربطه عنق مضلعه تخرج اناقتة الفاحشه …كان طويل القامة .
.
اطول مما كانت تتصورة عندما كان جالسا .

ولورا هي كذلك ممشوقه القوام ,

ومع هذا فكان عليها ان ترفع راسها حي تراة .

وعن قرب تبين لها ان عينية السوداوين هما فالحقيقة بلون المخمل البنى الغامق .
.


اجابتة ببرود : ” لا اري مبررا لاى حديث ,

يا سينيور راميريز الا اذا كنت ترغب فالاعتذار لازعاجك احدي عارضات الازياء اثناء العرض “.


اجاب ببعض السخريه :


” لا ,

لم تكن هذي نيتى يا انسه ” .



” اذا ,

لا يوجد مبرر لتبادل الاحاديث بيننا سينيور راميريز …..”


كانت لورا تهم بمتابعة سيرها ,

لكنة تمسك بذراعها فسطوه و قال مبتسما :” اري انك تعرفين هويتى ,

يا انسه .
.
هذا يتيح لى المجال ان اعبر لك عن نواياى ,

علي ما اظن “.


قالت لورا فتوتر و هي تخلص من قبضتة :” نواياك !

لا اعتقد ان ما عندك يهمنى حقا .



“” اذا انت تعتقدين ان دعوه الى العشاء هي نوع من الاقتراح “.


“دعوه الى العشاء ؟
؟!!
“.


قال و هو يسخر بلطف :” حتي ملكات الجمال بحاجة الى تناول بعض الطعام ,

ما هو الغلط برغبتى فتناول العشاء برفقتك ؟

“.


“انك تهيننى يا سينيور “.


” انا اهينك يا انسه ؟
؟!!
لا افهم ….
كيف ممكن لامرأة رائعة ان تشعر بالاهانه اذا دعاها رجل انيق الى العشاء ؟
؟!!””.


ابتعدت لورا بسرعة بعدما رمقتة بنظرات غاضبه و قالت : “لماذا لا تسال السينيورا راميريز “”؟؟!!..


توجهت الى المحل غاضبه .

كيف ممكن لهذا الرجل ,

المتزوج ,

ان يتجرا على اعتبار ان جميع النساء طرائد يسهل الحصول عليها “؟!


و لم يتغير راى لورا فالسينيور دييغو راميريز عندما جاء فاليوم الاتي لحضور العرض الثاني و الاخير لازياء الصيف .

وفى هذي المره كان و حدة .

واعتذرت ما ريلا عن العمل بحجه انها مريضه .
وبما ان لورا تتمتع بالمقاييس نفسها ,

فقد حلت محلها بلا استعداد,
واعطت الميكروفون الى الينيا .

ارتدت لورا بذله السباحه المصنوعه من قماش القطن الاسود و فوقها ستره طويله مقلمه سوداء و بيضاء ,

من قماش الحرير الشفاف تغلف جسمها النحيف .



و اظهر الجمهور اعجابة بالبذله و راحت النساء تصفقن بحماس بينما الرجال يمسحون جباههم المتصببه عرقا .

ان مهنتها جعلتها تعرف كيف تجابة نظرات الاعجاب فعيون المشاهدين ,

لكن لورا كادت ترتبك ,

كما سبق لماريلا ان فعلت ,

عندما لمحت عيني السينيور دييغو راميريز تشعان غضبا و احتقارا .



قالت ايلينا و هي تملق لورا بنظره ساخره و هي توضب الثياب بعد العرض :” من الغريب ان يحضر السينيور راميريز حفله العرض من دون ان تكون السينيورا معه .



الا تعتقدين ان هنالك سببا احدث دعاة الى المجئ !
؟”.


اجابت لورا بجفاف : ” مهما كان الاسباب =,

فهذا لا يعني لى شيئا “.


لكن عندما رات نظرات ايلينا المذهوله ,
اضافت بلطف :” فبلادى يا الينا الرجال متحفظون فكيفية التعبير عن اعجابهم بالنساء ,

وخاصة متي كانوا متزوجين !
.”


فقالت ايلينا بذهول : ” لكن السينيور راميريز هو ……..”


فقاطعتها مرت سكرتيره المحل حين قالت للانسه ترانت : ” المعذره ,

انسه ترانت .

مطلوبه على الهاتف .

مكالمه من لوس انجلوس “.


” شكرا مرتا .

انى اتيه للحال “.


و بتصميم طردت دييغو راميريز من افكارها و اسرعت الى المحل ,

لاشك ان المتصل هو تيم كالديره المسؤول عن دار الازياء ما رينا فلوس انجلوس ,

ويريد ان يعرف ما هي رده فعل الجمهور على ازياء الصيف الحديثة .

فالدار تفتتح فالاكابولكو فرعها الاول .

ولكن ,

كل ما كانت تنوى ان تسردة عن ذلك الانتصار الذي حققتة الدار انمحي عن شفتيها عندما عرفت صوت الرجل الذي يكلمها .



“اة برانت !

كنت اتصور ان المتصل هو تيم كالديره .

ويريد الاخبار الاخيرة حول المعرض “.


فاجاب برانت بسخريه :” هل انت اسفه لسماع صوت خطيبك ؟
!”.


تذكرت لورا فالحال صورة رجل رائع جذاب و بشوش و اجابت و هي ما زالت تلهث :” كلا بالطبع ,

فى الواقع ,

انى ……انى اروع لو كنت هنا ,

معى !



ضحك بعدها قال :” احب ما تقولينة .

يسرنى ان اكون قادرا على الطيران اليك ,

لكن قضية مرسون باتت ذات اهمية اكبر مما كنت اتصورة و معقده اكثر كذلك “.


برانت محام طموح و خو يعمل فقضية ذات اهمية ,

من شانها ان تحقق له الشهره التي يطمح اليها .



و لورا التي كانت تفضل ان تسمعة يهمس لها بعبارات حنونه ,

اضطرت الى سماعة يشرح لها بالتفصيل موقفة امام المحكمه .

وسرعان ما خف انتباهها ,

لماذا لا تكف عن التفكير بهذاالمكسيكى الغاضب الذي كان يبدو قادرا على اعتلاءالمنصه و انتشالها من بين العارضات الى مكان ما فاعماق الغابه ؟

لا شك فان اسلافة الغزاة كانوا يتصرفون كذا ,

لو ان السينيور دييغو راميريز هو المتصل فيها ,

هل كان يزعجها بالتفاصيل القضائيه التي لا تفهمها ,

او يهمس لها بعبارات الحب فصوت مرتجف ؟



و فجاه قالت لورا عندما استعادت و عيها !



” ما ذ … ماذا قلت …؟؟


هل طرح برانت عليها سؤالا …..
نعم ,

لكن ماذا ؟



اجاب ما زحا ” لم تصغى الى كلمه واحده مما قلتة “.


” بلي بلي ….
لكن ….
انا كذلك مرهقه فعملى ,
,
واعتقد ان الحراره تزعجنى “..


” هنا المطر يتساقط منذ ثلاثه ايام .

اذا لا تتذمرى من الحر “.


و فكابه مريره حدقت لورا فالملف الجديد المقال امامها على المكتب .

لم يسالها اي شئ عن اعمالها .

فقط ” لا تتذمرى من الحر ……”


” لورا ” ؟
؟.


تنهدت و اجابت : ” نعم ” .



” الست و اقعه فغرام مكسيكى ذى عينين متقدتين ؟
”.


اجابت و ربما اغضبتها و قاحتة : ” فالحقيقة ,

حتي الان ,

لم يتقدم سوي رجل واحد .
.
انة رائع المظهر ,

غنى ,

ودعانى الى تناول اكل العشاء معه مساء امس “.


فسالها بسرعة :” و هل لبيت الدعوه ؟
”.


اخيرا بدايهتم فيها …..


” لا .

انى خطيبتك ,

يا برانت .

اذا كنت ما تزال تتذكر ذلك جيدا “.


“لا اسمح لك ان تنسى هذا !
”.


“لا تخف .
لا خطر من ههذه الناحيه .



لكن ,

يا برانت ,

متي سنحدد موعد زواجنا ؟



لماذا الانتظار ؟

ويمكننى ان اظل اعمل بعد الزواج ,

و …..



“ان زوجتي تبقي فالمنزل و تهتتم بزوجها و باولادها ,

لكن لن نناقش ذلك المقال الان ,

علي الهاتف .
ان هذي المكالمه تكلفنى كثيرا ,

اريد فقط ان اشرح لك لماذا لم يتسن لى الوقت كى اكتب اليك .



فانا اعمل ليل نهار فهذه القضية ,

متي تعتقدين انك ستعودين ؟
”.


” لا اعرف بعد “.


انخفض صوتة و قال : ” انا مشتاق اليك كثيرا يا حبيبتي “.

وبعدما و ضعت لورا السماعة ,

ظلت جالسه مطولا امام المكتب ,

منغمسه فافكارها .



اطلقت زفره عميقه بعدها نهض و خرجت من المحل الفارغ و اقفلت الباب و راءها .



الشقه الصغيرة المريحه التي تسكن بها لورا اثناء اقامتها فاكابولكو تقع فالطابق الرابع من فندق بانوراما ,

حث يقع المحل الجديد كذلك .

تطل الشقه على خليج صغير .



و لا مره سئمت لورا ذلك المنظر المطل على البحر الذي يبدو فالنهار و كانة يعكس بريق الحجاره النادره .

وفى الليل تحت سماء مخمليه حافله بالنجوم .



و من الشرفه كانت تشاهد الرياضيين يمارسون هوايه الهبوط بالمظلات فوق المياة الزرقاء ,



و فالليل كانت تصغى الى الموسيقي التي يعزفها المكسيكيون على القيثاره و التي يتخللها رقصة الفولادور حيث الرجال يتعلقون بالحبال على عمود متين مقال فو سط القاعة و يحومون حولة فدوائر تعلو مع ايقاع الموسيقي الصاخبه .



و من وقت الى وقت يعلو نصفيق حماسى من القاعة اعجابا و تشجيعا .



و بلا و عى عمدت لورا الى اغلاق باب الشرفه و النافذه ,

فصوت الابواق بدا يزعجها .

لماذا هذي الموسيقي الشعبية البدائيه تخلق بها ذلك الشعور بالوحده الكئيبه ؟



و لماذا تذكرها خاصة بالسينيور دييغو راميريز .

هذا المكسيكى المتعجرف الزاثق من نفسة ؟



و بعد ان القت نظره سريعة على محتوي برادها فالمطبخ الصغير ,

قررت لورا ان تتوجة اله مطعم الفندق لتتناول اكل العشاء ,



فاخذت حماما سريعا بعدها ارتدت فستانا طويلا معرفا بالاخضر الذي يشبة لون عينيها .

ثم و ضعت القليل من مساحيق الزينه على و جهها ,

الكحل الاخضر على الجفن و احمر الشفاة بلون المرجان و مسحه بودره على انفها الصغير و جبينها الناعم .



و لما ظهرت فبهو المطعم ,

راح بعض السياح يصفرون .

وشقت لورا طريقها و سط هؤلاء السياح عندما شعرت بيد قاسيه تتابط ذراعها و صوت عرفتة فالحال يهمس فاذنيها .



” كنت فاتظارك .

اتريدين تناول العشاء هنا ,
او تفضلين مكانا حميما ؟
”.


و بينما هو يتكلم ابعدين عن المعجبين فقالت بصوت بارد و هي تتخلص من قبضتة :


” لا تقلق على سينيور راميريز ,
انى قادره على ان اتولي امورى بنفسي “.


” هل انت على موعد مع احد ما ؟
”.


بدات لورا تتكلم و هي تخفض رموشها الطويله : ” كلا ,

كنت … كنت اتوجة الى فندق المطعم لتناول العشاء .

فالجميع تعودوا رؤيتى و حيده “.


قدم لها ذراعة فلياقه ,

مما جعلها تتابطة بعد لحظه تردد .



استقبلهما مدير التشريفات فالفندق و قال بعدما عرف باستغراب رفيقه السينيور : ” اة سينيوريتا ترانت !

“.


بعدها اضاف باحترام كبير : ” مساء الخير ,

سينيور راميريز !
”.


” كيف حالك ,

يا توماس ؟
”.


” حسنا ,

شكرا ساقدم لكما طاوله جيده “.


قال السينيور و على و جهة امارات الاسف :


” لا يمكننى ان اتناول اكل العشاء مع السينيورا ذلك المساء ,

انى مدعو و لا يمكننى ان ارفض هذي الدعوه بالذات “.


اجابت لورا فمرح : ” لا داعى للاعتذار ,

سينيور راميريز .

اريد تناول العشاء و حيده “.


بريق غريب ظهر فالوجة الاسمر و التفت دييغو راميريز نحو مدير التشريفات و تحدث الية باللغه الاسبانيه .

وادركت لورا انها فهمت انه يتكلم عن السينيورا راميريز و عيد ميلادها .



و بعدما اجلسها امام طاوله تطل على منظر جميل ,

علىالخليج المضاء ,

شرح لها توماس ان ذلك العيد سيتم الاحتفال فيه فغرفه الاكل التابعة للفندق .



فقالت لتوماس الذي بدا عليه الانهماك و العجله :


” كنت اروع ان اجلس امام طاولتى العاديه “.


اجابها من دون اخفاء شعورة الفضولى :


” ان السينيور راميريز يصر على ان اخصص لك هذي المائده ,

من الان فصاعدا .

لا شك انه سوف يتناول معك العشاء فمعظم الاوقات “.!!


فردت لورا فلهجه لا ممكن مناقشتها :


” بالتاكيد لا .
.
هل بامكانى الحصول على قائمة الاكل من فضلك ؟
”.


كلمتة فهدوء تام ,

لكنها كانت تغلى فالداخل ,

وبينما كانت ترمق مدير التشريفات بنظره عندما كان يعطى اوامرة الى الخادم ,



فهمت من دون صعوبه ماذا كان يقول : ” ان السينيورا الجالسه و راء الطاوله رقم 14 هي الرفيقه الحديثة للسينيور راميريز ,

اهتم فيها جيدا “.


كانت لورا تود من جميع قلبها ان ترفض العشاء و تعود الى شقتها ,



لكنها كانت تخشي اثاره مشاكل حديثة ,

فاكتفت بان تختار الوجبه البسيطة .

لكنها صرخت عندما رات الخادم يجلب لها المشروب المثلج فزجاجه على راسها و رده حمراء :


“لكن انا لم اطلب هذا المشروب !
!”.


” انها اوامر السينيور راميريز “.


” لا اريد ان اشرب شيئا .

اعدها من فضلك !

“.


كانت طاوله السينيور راميريز التي تحتل و سط غرفه الاكل تضم افراد المجتمع المكسيكى الرفيع .



و كان يتراس الطاوله دييغو راميريز و زوجتة التي كانت تشع جمالا ففستانها المطرز المصنوع من القطن الابيض و كانت تبدو سعيدة لان تكون هدف نظرات الاعجاب كلها .



و عندما رفع دييغو كاسة ليشرب فصحة السينيورا و هو ينظر اليها فحنان ,

وضعت لورا منشفتها و خرجت بسرعة من المطعم .

كيف ممكن لرجل يحب زوجتة لهذه الدرجه ان يمهد لاقامه علاقه مع امرأة ثانية .



ليس فالكون رجل يشبة الرجل اللا تينى الذي يفرض على زوجتة القيود .



و يطلق لنفسة العنان فاقامه ايه علاقة يريد مع النساء !
.

الفصل الثاني .
.

2- كذبه بيضاء …….اسودت .
.

مر اسبوع بكاملة ,

لم تتبادل لورا خلالة الحديث مع دييغو رايمريز ,



و مع هذا ,

فقد ظلت تعى و جودة فقربها ,

وعندما كانت تهتم بزبائنها ,



غالبا ما كانت تلاحظ شبح السينيور الممشوق يقف امام الواجهة .



و كلما ذهبت لتبتاع لنفسها شيئا من المحلات ,

تراة هنالك ,



على بعد امتار قليلة منها .



حتي فالكنيسه حيث تذهب من وقت الى احدث لتبحث عن الهدوء ,



و الصفاء اللذين شعرت بهما اثناء السنوات التي عاشتها فدير الراهبات فلوس انجلوس ,



حيث امضت جميع سنواتها الدراسية ,

كانت تلمحة من بعيد مستندا الى احد عواميد البناء .



و كلما راتة تشعر بتوتر مفاجئ ,



الى درجه انها بدات تبحث عنه بنظراتها فاى مكان كانت تذهب الية .



و اذا لم ترة صدفه ,

كانت تشعر بقلق غريب ,

كالاحساس بالفراغ .



” يا لحماقتها “!


كانت توبخ نفسها و هي ممدة على الشاطئ الرملى المحرق ,



امام الفندق .

لن تذهب بعيدا الى الشعور بالقلق تجاة الاهتمام الودى الذي يخرجة لها لاتينى يكرس حياتة لامرأة ثانية مرتبط فيها و هي زوجتة .



تربيتها الصارمه تفرض عليها الابتعاد عن رجل متزوج ,



مهما كان جذابا و انيقا و صاحب نفوذ .

والسينيور دييغو راميريز هو ايضا حقا !



ان رؤيتة و حدها تكفى لاثاره لورا و تشويش افكارها .



على بعد منها ,

علي الشاطئ ,

كان يجلس شاب مكسيكى ,



يرتدى زي السباحه يخرج اسمرار جسمة النحيف ,

وقد نجح فجذب سائحه امريكية فسن متقدمه …


و هي من تلك النساء الوحيدات ,

الثريات ,
اللواتى جئن الى الريفيرا المكسيكيه للبحث عن اللهو و كسر روتين حياتهن الرزينه .



و منذ ان و صلت لورا الى الاكابولكو و هي تري كهذا المشهد يتكرر يوميا ,



مما يزعجها و يجرح احساسها التقليدى .



الشمس القويه ارغمتها على اغماض عينيها .



فهي لا تخاف هؤلاء الرجال .

انهم يعرفون انها ليست غنيه و لا تبحث عن مغامره عاطفيه ,



لذا لا يضيعون و قتهم فملاحقتها بحضورهم المتواصل .

ووراء جفنيها المغمضين ,



شعرت بظل ينعكس على و جهها .

فتحت عينيها قليلا ,



و فوجئت بنظرات دييغو راميريز الحارة تحدق بها .



كان يرتدى زي سباحه ابيض .

ولثوان عديده تبادلا النظرات .



كانهما يلتقيان للمره الاولي .



قالت لورا بعد جهد :


” ماذا تفعل هنا ” ؟
.


“انى هنا مثلما انت هنا ,

للسبب نفسة … كى استحم ,

هذا مسموح ,

اليس ايضا ؟
”.!!


همست لورا بسخريه و هي تجلس :


” لا تريد اقناعى بانك لا تمتلك شاطئا خاصا بك “.


جلس دييغو قرب لورا التي تناولت نظارتيها من حقيبه يدها و وضعتها على عينيها بسرعه .



” ليس فالمكسيك شواطئ خاصة .

انى املك فيلا فالجنوب على بعد بضعه كيلومترات من هنا و لحسن الحظ ان السياح يفضلون اكابولكو و لا يذهبون بعيدا حتي هنالك “.


قالت لورا بسخريه و هي تدع الرمل ينزلق بين اصابعها :


” ما افضل ان يملك المرء ما لا كثيرا يتيح له ان يتمتع بحياتة الخاصة “.


فاجاب معترفا :


” هذي حسنات المال ,

لكن ينبغى الا تنسى ما يفرضة من اعباء و مسؤوليات “.


تردد عندما لفظ الكلمه الاخيرة ,

فنظرت الية لورا فحيره و ارتباك .



ذكرتها كلمه المسؤوليات بزوجتة التي احتفل بعيد ميلادها بكيفية و ديه فالاسبوع الماضى .
.


سالتة …


” هل لديك اولاد ؟
!”.


” كلا لسوء الحظ ,

لكن هذا و ارد ضمن مشاريعى المستقبليه “.


و بينما كانت لورا تتامل السباحين يغطسون فالبحر ,

ارتسسمت على و جهها ابتسامه ساخره و قالت :


” اعتقد بان هدف الرجل اللاتينى ,

عندما يتزوج ,

هو ان يخرج رجولتة و يفرض على زوجتة انت نجب له و لدا بعد اقل من سنه “.


سكتت لحظه و تسائلت فنفسها ,

هل هو حقا الحديث الذي يجب ان اتبادلة مع انسان مجهول ؟



قال فمرح و هو يحدق فعينيها :


“لا تنسى يا عزيزتى ان النساء اللاتينيات لا يعترضن على هذا “.


بعدها سالها فجاه :


” هل لديك صديق ؟
”.


” ما ذ تعني ؟
”.


” غريب حقا ان تجلس امرأة رائعة على شاطئ البحر بدون شخص يحميها من نظرات الرجال الذين بيحثون عن طريده رائعة مثلك ؟
”.


و بحركة من يدة اشار ليس فقط الى الرجال المكسيكيين ,



بل الى السياح الامريكيين الذين لم يكفوا منذ ان و صلت الى الشاطئ ,

عن التحديق بها .



قالت :


” سبق لى و قلت اننى فسن ناضجه تسمح لى بالاتكال على نفسي .



اما الجواب عن سؤالك فهو نعم .

لدى صديق و هو خطيبي ,

لكنة حاليا فلوس انجلوس “.


اطلق صفيرا مصحوبا بالدهشه ,



فقالت لورا لنفسها فغيظ .
.
كل الرجال و قحون …


لا يتورعون عن سجن زوجاتهم و يعتبرون عدم اخلاص المرأة للزوج او الخطيب شتيمه او عار .
.


قال فسخريه :


” لكنك لا تضعين خاتم الخطبة “.


” اننى اضعة باستمرار ,

لكننى خلعتة لاننى اخاف ان يسقط منى فالماء ا,
فى ……”


“واظن انك تخشين كذلك ان تفقدية اثناء العمل “.


رمقتة لورا بنظره ساخطة و قالت :


“” خلال عرض الازياء لا تضع العارضه سوي المجوهرات التابعة للمؤسسة التي تعمل بها .



و الان يا سينيور ,

ارجو ان تعذرنى لاننى مضطره الى الذهاب لادعك تستمتع بالسباحه “.


قال و يهز كتفية : ” ذلك غير مهم فالوقت الحاضر “.


نهض و اصر على ان يرافقها الى الفندق ,

وبرغم انزعاجها فانها لم تستطع ان تتجاهل نظرات النساء تلاحق السينيور فتحركاتة .



فتح باب الفندق و ابتعد عنه ليدعها تدخل الى البهو المكيف و تبعها حتي المصعد .



سالها فلا مبالاه و هو يتكئ على الحائط :


” هل تحبين ان تتناولى اكل العشاء معى مساء اليوم .

ان اكابولكو ليست المكان المناسب لامرأة و حيده “.


“اروع ان اتتناول اكل العشاء و حدى .



على ان اكون مع رجل معروف جدا جدا ,

فضلا عن انه متزوج “.


صمتت لحظه بعدها قالت و هي تشير فاتجاة الباب الزجاجى الذي يطل على الخليج :


” على الشاطئ عدد كبير من النساء اللواتى يسرهن قبول دعوتك الى العشاء “.


تنهد و هو يبتسم و قال :


” اعرف هذا جيدا ,

ولكننى احب ان العب دور الصياد ,

لا دور الطريده “.


ارتعشت لورا بالرغم منها .

ليس من الصعب تصور ذلك الوع من الرجال ,



و هم يلاحقون الطريده و يتمسكون فيها الى ان تستسلم .



قالت :


” لا اري ما نعا بان تلعب دور الصياد ,

شرط الا اكون من بين الطرائد “.


قال و هو يتبعها بنظراتة ,

وهي تدخل الى المصعد :


” انك تطلبين منى العديد يا لورا .

الي اللقاء “.


على مدي اسبوع اختفي السينيور دييغو رايميريز من اكابولكو .



و ربما حاولت لورا اقناع نفسها بانها تشعر بارتياح بغيابة ,



لكن الحقيقة كانت عكس هذا ,

فقد شعرت بشوق كبير الية .



نادتها سكرتيره المحل للرد على الهاتف .



و عندما تعرفت الى صوت دييغو .

فقالت له فجفاء :


” هل تتكرم بالا تضايقنى بعد الان ؟

اذا كنت مصرا على ازعاجى ,



فساضطر الى الاستعانه بحارس خاص “.


لكن ذلك التهديد لم يؤثر به فقال و هو يطلق ضحكه صغار :


” استغرب كيف ان امرأة فمثل جمالك البارد تتصرف بهذا الغليان و التوتر !

لا انوى ازعاجك .



اريد فقط ان اجدد لك دعوتى للعشاء “.


” ذلك ما اعتبرة ازعاجا للناس يا سينيور .

كم مره ينبغى ان اقول ان دعوتك هذي لا تهمنى ابدا .



” لورا ,

بامكانك ان تؤدى لى خدمه كبار .



على ان استقبل رجل اعمال و زوجتة و هو مثلك امريكي الجنسية ,



و اروع الا اكون و حيدا من دون رفيقه “.


” ذلك مستحيل يا سينيور ,

لاننى ساتعشي مع خطيبي “.


ران صمت قصير قطعة السينيور قائلا فجفاء :


” فهمت .

ينبغى ان ابحث عن رفيقه ثانية “.


قالت فلهجه ثاقبه قبل ان تضع سماعه الهاتف بخشونه :


“سبق و قلت لك ,

انك لن تجد صعوبه فالعثور على رفيقه “.


و بعد انتهاء المحادثه بقيت لورا تحدق فالهاتف فامعان و هي تعض على شفتيها بتوتر .



ان دييغو راميريز هو الذي اسباب جميع ذلك التوتر .



فهي لا تحب الكذب .

كما انها ستكون و حيده هذي الليلة كالعااده .

بينما لو كانت رفقتة لامضت سهرة ممتعه .

ليست فحاجة الى مخيله و اسعة لتدرك انه فارس الاحلام الذي تتمني جميع امرأة ان تكون رفيقه سهراتة .



و لما دخلت الى شقتها ,

سمت رنين الهاتف ,

فتسائلت :


” يا الهى ,

ربما ذلك دييغو راميريز الذي اكتشف ان خطيبها على بعد الف ميل من هنا .



لكنها عندما عرفت الصوت نسيت فالحال الرجلين و صرخت :


” ابي !

اين انت ؟

” .



ضحك دان ترانت و قال :


” انني هنا .

فى اكابولكو ,

رجلان استاجرا سفينتى فلوس انجلوس


و فكرت بانها الفرصه المناسبه لا اقوم بزياره قصيرو الى ابنتى الوحيده “.


“وكم من الوقت ستبقي هنا ؟
”.


” اة ,

ايام قليلة فقط ,

هذان الرجلان يصران على ان انقلهما الى مكسيكو فاسرع وقت يمكن .



من الاروع لهما ان ياخذا الطائره الى مكسيكو لكنهما يحبان ممارسه هوايتهما المفضله و هي صيد الاسماك .

مع انهما لا يعرفان تماما كيف يحملان قصبه الصيد “.


” ذلك لا يهم .

متي اراك ؟

انى فشوق اليك “.


” ساقوم ببعض المشتريات للسفينه ….ايناسبك ان التقيك فالندق بعد هذا ؟



يجب الاحتفال بهذا اللقاء كما ينبغى ,

يا صغيرتى .

وانت تعرفين المطاعم المشهوره ,

اليس ايضا ؟
”.


اجابت لورا بفرح :


” يمكننا الذهاب الى الميرادور ,

وفى الوقت نفسة يمكننا ان نحضر مشهد الغطس ,

انة لا ممكن تفويتة “.


” كما تشائين ,

هل فامكانك الاهتمام بحجز مكانين ؟
”.


” نعم ” .



بعد ان اقفلت لورا سماعه الهاتف .

طلبت رقم المطعم و حجزت طاوله للساعة الثامنة و النصف .



كذا سيصبح امامها الوقت الكافى لتناول العشاء بهدوء قبل حضور مشهد القفز و الغطس من اعلي الشرفات التي تطل على الشاطئ الصغير .



و بعد ان اخذت حماما سريعا ارتدت فستانا اسود يتلائ مع شعرها الاشقر بشكل بارز .



بعد و فاه زوجتة ,

تخلي دان ترانت عن جميع شئ ,

عملة فالسمسره البحريه ,



و منزلة و حتي ابنتة .

اذ بعد شهرين من و فاه و الدتها دخلت لورا دير الراهبات و اشتري و الدها يختا .

وعندما كان يشعر بحاجة الى المال كان يؤجر اليخت و يقترح على المستاجرين خدماتة كقبطان السفينه .



و فمخيلتة ذكريات ساحره عن العطلات التي كانت تمضيها على متن سفينه و الدها التي دعاها بربارا على اسم و الدتها .



كان هذا ممتعا لها و لو لاسابيع قليلة ,

لتتخلص من اجواء الدير الممله و الكئيبه .



طرقات متواصله على الباب جعلتها تدرك ان الطارق هو و الدها الذي كثيرا ما خرجها من احلام المراهقه العاطفيه بالطرطقه على الباب كانة يدق على الطبل .



صرخت لورا و هي تبكي و تضحك فان واحد معا بينما كان و الدها يعانقها بحنان فذراعية القويتين :


” ابي !

ااه,
كم انا سعيدة لرؤيتك !
”.


لم يتسن لها الوقت لتعاين و جة و الدها الا بعدما جلسا مواجهه و راء طاوله المطعم ,

ما يزال يتمتع بالنظرات الزرقاء نفسها .

لكن تجاعيد و جهة بدات بالظهور ,

وشعرة البنى الكثيف بدات تتخلله بعض الخصل الرماديه و خاصة حول الاذن .



لكنة ما زال رجلا بمظهر حسن و جذاب .

وبينما كانت لورا تراقب نظرات بعض النساء المركزه على و الدها .

تساالت لماذا لم يتزوج دان مره اخرى .



نساء كثيرات كانت تحمن حولة و خاصة الجميلات منهن .



لكن و لا واحده كانت تتمتع باناقه و الدتها و جاذبيتها و شعرها الاشقر كسنابل القمح .



و لا واحدةكانت قادره على ان تحل مكانها .



قال دان ترانت و هو يبتسم :


“لا تلتفتى الى الوراء يا صغيرتى .

هنالك رجل و راء الطاولةالبعيده يرمقنى بنظرات غاضبه .



يبدو حتما انه مكسيكى .

هل تعرفين احدا هنا ؟
”.


و من دون ان تلتفت ادركت لورا ان الرجل الذي يحدق فو الدها ليس سوي السينيور دييغو راميريز


.

لماذا يخرج ذلك الشيطان فاى مكان تذهب الية .



و خصوصا ذلك المساء بالذات .

اذ من المفروض انها تتناول العشاء مع خطيبها !
..


اجابت فجفاف :


” انني اعرفة من بعيد .
.
انة واحد من الذين يعتبرون ان جميع شئ مسموح .



لقد دعانى مرات عديده الى العشاء من دون علم زوجتة بالطبع “.


الفصل الثالث …………..

3- امور تحدث سريعا !
!


لا شك فان المكسيكيين اسوا من قاد السيارات فالعالم .



رددت لورا ذلك الكلام و هي تقود السيارة على طول الجاده الرائعة ,

التى تمتد بمحاذاه مجموعة من الفنادق الضخمه المطله على الخليج .



و مره اثناء حفله استقبال حضرتها قال لها رجل اعمال مكسيكى :


” الرجال هنا جبابره اقوياء .
.
واضاف :


” فبلادنا و فكل المناسبات ,

علي المكسيكى ان يفرض سيطرتة و سواء حاول الحصول على امرأة او كان يقود سيارتة ,

فانة مضطر الى ان يفعل المستحيل ليؤكد سطوتة و علو شانة .



و ما على المرأة الا ان تطيع “.


استعادت هذي العبارات ,

وهي تحاول عبثا تغيير اتجاة سيرها لتستطيع سلوك طريق المرفا .



فجاه توقف سائق تاكسى و رمقها بنظره اعجاب ,

وتخلي لها عن فسحه استطاعت من خلالها عبور الطريق المطلوب .



و بعد دقيقة صفت سيارتها فمراب نادى اليخوت .



اخرجت من سيارتها كيسا يحتوى على جميع ما تحتاجة لاعداد عشاء اميريكى يحب و الدها ان يتناولة ,



بعدها سارت على رصيف الشاطئ..الي حيث يرسو يخت و الدها .



صعدت الى سطح اليخت الخلفى فلم تجد احدا .

فنادت و هي تقترب من السلم الذي يؤدى الى قاعه الجلوس و المطبخ :


” ابي !
!ابي !
!
اننى هنا “.


لا جواب .

هبطت لورا بحذر السلم الضيق ,

المطبخ الصغير كان فارغا ,



و ايضا غرفه الجلوس التي تحتوى على طاوله فو سطها و مقاعد مغلفه بالنسيج القطنى ذى الالوان الزاهيه .



اتكات لورا على احد الجوانب و غرقت فالذكريات ,



تعرفت الى الرائحه العاديه الممزوجه برائحه سجائر و الدها .



و بدات تنفعل .

كم هي نادمه لاها لم تكن مثلة شريده البحار ,



غير ان دان فضل العمل بنصائح الراهبات اللواتى اشرن عليه بادخال لورا المدرسة الداخلية اذا ارد ا ان يضمن مستقبلها .



ترعرعت لورا على ايدى الراهبات اللواتى كرسن حياتهن للتربيه و التعليم .



مره حدثتها الاخت كرميليتا ذات الوجة الملائكى ,

التى كانت تعلمها اللغه الاسبانيه ,

عن مستقبلها كامرأة و هذا عندما عبرت لورا عن رغبتها فدخول سلك الرهبنه .



اذ قالت لها الراهبه فلطف و هي تبتسم :


“لا يا لورا .

سيدخل حياتك يوما ما رجل يغمرك بحنانة و تنجبين منه اولادا تسعدان بهم .



اعتقد يا ابنتى ان دخولك السلك سيصبح غلطه “.


سرعان ما نسيت لورا هذي الرغبه ,

لكن عبارات الاخت كرميليتا ظلت محفوره فذهنها .



و عندما التقت برانت اعتقدت انه هو رجل حياتها .

فهو يتمتع بمزايا خلقيه رفيعه ,



اهمها انه لا يحاول ان يمارس الزواج قبل الاوان و ذلك شئ نادر فهذا العصر


حيث لم تعد هنالك ايه حدود تمنع الرجل و المرأة من الاستمتاع .



تناهت الى سمعها خطوات على متن السفينه ,

فانتفضت و اسرعت الى تسلق السلالم …


“ابي .
.اين كنت ؟
؟
ارجو الا تكون ربما اشتريت اغراضا للعشاء لاننى ………….””


سكتت فجاه و هي تري شبح دييغو راميريز الممشوق و المفرط فالاناقه منتصبا امامها .



سالتة فلهجه باردة :


” ماذا تفعل هنا ؟

بدات اسام رؤيتك و ملاحقتك لى فكل مكان .



سياتى و الدى فايه لحظه الان ,

لذا انصحك بالذهاب “.


قال متجاهلا ملاحظتها :


” ايمكننى الهبوط الى داخل اليخت ؟
”.


“والدى فكيفية الى هنا .

ولن تسرة رؤيتك على متن سفينتة “.


لم يابة لهذا التهديد ,

بل توجة فهدوء الى غرفه الجلوس و قال :


” اجلسى يا لورا .

لدى امر مهم اريد ان احدثك به “.


فقالت فلهجه حاسمه :


“ارجو ان تقول ما عندك بسرعه ,

اريد اعداد العشاء لوالدى “.


هز راسة فتعبير اسف جعل لورا تشعر بجفاف فحلقها و بقلق غامض …


قال و هو يسمر عينية فعينيها :


” اخشي الا يتمكن و الدك من ان يتناول العشاء معك ذلك المساء “.


” لماذا ” ؟
؟


” اسف ان ابلغك ان و الدك محجوز لدي الشرطة المحليه “.


قالت لورا و قلبها ينبض بسرعه ….


” الشرطة …..ان ذلك مستحيل “..


” كنت على الشاطئ القريب جدا جدا من هنا و لاحظت زحمه و هياجا على السفينه و عرفت الرجل الذي اصطحبتة الشرطة : انه الرجل ذاتة الذي كان يرافقك فمطعم الميرادور …….وقد كنت اعتبرة خطيبك …..”


سالت و هي تنهض غاضبه من دون ان تعى ما قال :


” لكن لماذا اوقفت الشرطة و الدى ؟

لم يقم بشئ غير قانونى طيله حياتة .
.


لاشك ان هذا خطا … يجب ان اذهب و اري ماذا يجرى ….
وساقول لهم …..”


و فحركة نجح دييغو فتهدئتها …


” قد فيما بعد علمت من الشرطة التي اوقفتة ان و الدك متهم بالتورط فعملية تهريب مخدرات .
.


و هنا فالمكسيك تعتبر جريمة كبار “.


رددت لورا منذهله ….


” تهريب مخدرات ؟
؟
ابي ؟
؟
لكن مستحيل ,
,,,
هل سمعت ما اقوله … ذلك مستحيل “.


قال دييغو فحزم ….


” اجلسى ”


هبطت الفاتة فالمقعد …اما دييغو فظل مستند الى الطاوله .
.


” يجب ان تدركى جيدا ان و الدك متهم بجريمة بالغه الاهمية .
.


و حسب الادله التي اكتشفت على متن الباخره فهو معرض لان يبقي فالسجن طيله الحياة


او لنقل لمدة طويله قبل افتتاح المحكمه ”


همست لورا و اضعة راسها بين يديها …..


” محكمة؟؟
لا … لا يمكننى ان اصدق شئيا كهذا “..


” لكن ذلك هو الواقع …ذهبت الى مركز الشرطة و توصلت الى التحدث مع و الدك .
.


فاخبرنى بان الرجلين اللذين استاجرا منه اليخت عادا فالصباح الباكر و ما لبثا ان غادرا .
.


و قالا له انهما سيعودان فالمساء .
.
وكانا على استعداد للابحار فجر الغد “.


قالت لورا مستغربه و هي تقفز …


” رجلان ,

هما اذا المذنبان .
.
قال لى و الدى انهما استاجرا السفينه و فنيتهما الصيد ,
,


لكنهما لم يكونا يعرفان شيئا عن الصيد .
.
ساخبر الشرطة بذلك “..


ارادت الاسراع نحو الممر لكن دييغو اقفل عليها الطريق و قال و هو يمسكها من كتفيها :


” لا تتصرفى تصرفا احمق!
هل تتصورين ان الشرطة هنا ستصغى الى ما تقولينة ,
,
انت ابنتة !
!”.


“لكن يجب ان افعل شيئا ما “.


قال لها بلطف :


” لا يمكنك ان تفعلى شيئا يا لورا امام السلطات …..”


سالتة و ربما احتلتها الكابه فجاه :


” الى من سالتجئ اذا ؟

هل فاكابولكو قنصليه للولايات المتحده ؟
”.


” كلا .
.
القنصلية مركزها فمكسيكو .
.
لكن فمثل هذي القضايا لا يستطيع القنصل ان يفعل اي شئ “.


” يبدو و كانك و جدت الحل .
.ارجوك .
.
قل لى ماذا افعل ؟
”.


حدق فعيني الفتاة الخضراوين بعدها اخفض جفنية و قال فصوت مبحوح :


” لدى نفوذ فبعض الاوساط ”


” يمكنك اذا ان تفعل شيئا ما لمساعدة و الدى “.


و فهذه اللحظه بالذات رفع راسة و انتفضت الفتاة امام حده نظراتة القاتمه :


“لكن نفوذى يصبح له صدي احسن اذا …….”


عم صمت طويل راح به قلب لورا ينبض بسرعه …


و اضاف :


“اذا كنت زوجتي “.


كالبلهاء راحت لورا تحدق به و هي تلاحظ برغم الصدمه القويه و جهة ذا


الملامح البارزه و رموش عينية الطويله و قساوه فمة و رددت فصوت خفيض :


” زوجتك ؟

لكن الا تكفيك زوجه واحده !
”.


هز راسة فتلهف :


” انا لست متزوجا و المرأة التي تعتقدين انها زوجتي هي فالحقيقة ارمله اخي الصغير .
.جيم .



.

الذى قتل السنه الماضيه فسباق القوارب الاليه “.


” لكننى كنت اعتقد ….”


توقفت …..
وكل شئ يغلى فذهنها .
.


” نعم .
.
انى اعترف اننى جعلتك تعتقدين ان كونسويلو زوجتي لم يكن هذا قصدى فبداية الامر .
.


و لكن عندما و ضعت فذهنك ان المرأة التي


ترافقنى فحفله عرض الازياء هي زوجتي ,



لم اكن قادرا ان انكر هذا .
.
كنت اريد ان اعرف ما اذا كنت قادره على الصمود


لمدة طويله امام رجل تعتبرينة متزوجا “.


و لان تعبيرة بعض الشئ …ثم قال .
.:


” انني اعترف بانك تصرفت بعناد و تصلب “..


ما زالت لورا مضطربه لوضع و الدها المؤسف ,
,
فلم تسجل ذلك الاعتراف الجديد .



” لم افهم بعد .
.
هل كان هذا امتحانا ؟
؟
اهذا ما تقصدة ؟
”.


” نوعا ما .
.
نعم .



تناول من جيب سروالة علبه السيجار و اخرج سيجارا صغيرا و اشعلة بقداحه ذهبية .
.


خارت قدما لورا و هبطت فالمقعد ….


قال دييغو و هو ينظر من نافذه اليخت :


” يهمنى جدا جدا فيما يتعلق بهذه الامور ان تكون زوجتي مترفعه عن ايه شبهه “.


تاملتة لورا لحظه من غير ان تقول كلمه …


فهي حزينه لما حصل لوالدها بعدها صرخت و هي تستعيد و عيها …


” لكنك مجنون حقا !

لن استطيع ان اتزوجك .
.


يبدو انك نسيت انني مخطوبة و انني ساتزوج حين اعود الى لوس انجلوس “.


سال دييغو و هو يتفحص و جة لورا الرائع المحمر خجلا :


” هل تحبين هذا الرجل ؟
”.


اكدت له و هي تقف لتواجهة و عيناها تتوهجان غضبا :


” بالتاكيد .
.
ولماذا اتزوجة اذا لم اكن احبة ؟
”.


ما من احد يعرف ما الذي يدفع النساء الى الزواج …


هل هو المال ام المركز ام الاستقرار .
.
ام الحب ,



خطيبك ,

هل هو غنى ؟
”.


” كلا .

انة محام شاب ما زال فبداية الطريق .
.
يمكنك ان تلغى السببين الاولين “.


” اذا لا شك ان الاسباب =الثالث هو الذي ينطبق عليك ,

الاستقرار …


اهذا ما يقدمة لك ؟



بيت =فحى رائع ,

وولد او و لدان .
.
وسهرة نهاية الاسبوع فالنادى “.


” و ماذا عندك ضد ذلك النوع من الحياة ,

فى جميع حال انه وضع معظم الناس فبلادنا ,



و لست اخجل من كوني جزءا منهم “.


بعدها اضافت فلهجه ساخره :


“بالتاكيد ,

ليس بامكان الجميع ان يملكوا منزلا يقع فمحطه الحمامات الاكثر شهره فالعالم ,



و قد كذلك قصرا فمكسيكو “.


اخذ دييغو نفسا من سيجارة و قال فتمهل :


” ليس فهذا خطا .
.
فى جميع حال ان المراة تحب بشغف الرجل الذي يؤمن لها جميع هذي المتعة .
.


ذلك ما يوصلنا الى الاسباب =الرابع الذي هو ….
“.


قاطعتة لورا قائلة:


” لماذا نتجادل فهذه الامور السخيفه بينما ابي يقبع فاحد سجون بلادك التعيسه ؟



سوف اصبح مجنونه مثلك ….



اجابها دييغو …:


” انني لست مجنونا .

لكنى انتهازى .
.
واعترف بان سجوننا ليست كما يجب و خصوصا اذا كان السجين متهما بتهريب المخدرات ,



لكن يمكننى القول ان و الدك لا يلقي معامله سيئه .
.


لقد حاولت اقناعهم بان يقدموا له الاكل المعقول و ان يجعلوا زنزانتة فو ضع مريح و مقبول “.


فقالت فصوت مخنوق :


” شكرا .
.
المال يفعل جميع شئ ,

اليس ايضا ؟
”.


” فمثل ذلك الوضع ,

المال و حدة لا يكفى …”


تردد اخرى بعدها اضاف :


” ان الموظفين الذين اتصلت بهم من اجل مساعدة و الدك عطفوا عليه ,



ليس من اجل المال ,

بل بسبب قرابتى لوالدك “.


” لقرابتك بوالدى …..؟
لكنك لم …..
لم تقل لهم ان ………ان ……..”


قال لها و هو ينظر اليها فجراه :


“قلت لهم انك ستصبحين زوجتي .

واننى لا ارضي ان اري عمي يلقي معامله المجرمين “.


فهمست لورا و هي شاحبه الوجة :


” كيف تجرات و قلت هذا ؟
”.


” هل تعارضين ان ينال و الدك معامله حسنه ؟



اجابت فغضب :


” لا .
.
انما يزعجنى انك كذبت من اجل هذا …


و ماذا اخبرت و الدى ؟

هل كذبت عليه كذلك ؟
”.


” الحقيقة اخبرتة عن رغبتى فالزواج منك …


و ان هذا سيتم ابكر مما كنت اتوقع .
.
نظرا للاوضاع الحاليه ….”


تقدم دييغو منها خطوه و اخذها من ذراعيها و قال فصوت خفيض :


” لن اخفى عليك اننى كنت اروع ان يتسني لى الوقت لان اغازلك يا حبيبتي .
.
لكن ….”


و بحركة عنيفه تخلصت من قبضتة و قالت بغضب :


” اننى امنعك من ان تنادينى كذا ؟

انا لست حبيبتك و لن اصبح حبيبتك ابدا “.


فقال دييغو و هو يبتعد عنها :


” حسنا ” .



توجة نحو السلم بعدها التفت و نظر اليها باشمئزاز و استخفاف و قال :


” اذا غيرت رايك يا انسه ,

يمكنك ان تتصلى بى ففيلا جاسينتا ,



انه اسم منزلي “.


بعدها اخرج من جيبة دفترا صغيرا ,

وكتب بعض الارقام .
.
ثم اقتلع الورقه و اعطاها اياها قائلا :


” ان رقم هاتفى غير موجود فالدليل الهاتفى .
.
فلا تضيعى الرقم ,

الي اللقاء “.


ضغطت لورا على الورقه بين اصابعها الجامدة و هي تنظر الى دييغو يصعد الى سطح السفينة .



و بعد ذهابة شعرت فجاه بضياع و حيره .



عادت الى غرفه الجلوس و استرخت فاحد المقاعد و عيناها تحدقان فرقم الهاتف الذي انحفر للحال فذهنها ,



لكن لابد من ايجاد كيفية لاخراج و الدها من السجن من دون الاضطرار الى اللجوء الى الزواج من ذلك المكسيكى المتوحش !



” ايمكننى ان افعل لك شيئا يا انسة ؟
”.


ان مهنه لورا جعلتها تعتاد سماع عبارات الاعجاب .



و مع هذا فقد انتفضت امام نظرات الموظف الملحه الذي يحرس باب مركز الشرطة ,

وبين شفتية سيجاره .



“اننى …..
اريد ان اري و الدى ,

دانييل ترانت “.


سالها الشرطى ففضول و هو يعريها بنظراتة :


” هل انت الفتاة الاميريكيه ؟



فقالت بترفع :


“قل لى فقط اين يمكننى التحدث الى الشرطى المسؤول “.


اجابها ببطئ و فلهجه مليئه بالاشمئزاز و الكراهيه :


” اظن انه مشغول فالوقت الحاضر “.


لكن لورا مرت من امامة من دون ان تلح عليه و دخلت الى البهو


و لاحظت من اثناء باب مفتوح رجلا ضخما يرتدى بذله رسمية جالس و راء مكتبة و زجاجه عصير فيدة .



و لدي رؤيتة الفتاة الشقراء ,

نهض الضابط فسرعه و قال :


” انسه ماذا تريدين ؟
”.


” اريد ان اري و الدى ,

دانييل ترانت .

جئ فيه الى هنا بعد ظهر اليوم “.


فاجابها الرجل مقطبا عن حاجبية :


“موعد الزياره ليس الان عودى فالغد …”


رفعت الفتاة يدها لتبعد شعرها عن و جهها ,

واذا فيها تري ملامح الضابط تتغير فجاه :


” هل قلت انك تريدين رؤية السينيور ترانت ؟

اذا انت …….”


” ابنتة “.


” خطيبه السينيور راميريز ؟
”.


سحابه مفاجئه مرت فعيني الشرطى الصغيرتين ,



انه يستغرب كيف ان رجلا غنيا اهدي خطيبتة خاتم خطبة عاديا جدا جدا .



تبعت الشرطى فطول الممر الضخم التي تفتح عليه الابواب السوداء الضخمه .



فلما وصل الى الباب الاخير ,

ادخل مفتاحا فالقفل و فتح الباب .



قالت لورا و هي تدخل الى غرفه صغار :


“شكرا يا سيدى “.


الاثاث الوحيد فالزنزانه هو سرير بسيط فوقة رف من الخشب الابيض و طاوله و كرسى كان يجلس بها و الدها ,

صرخ دان و هو ينهض :


” لورا ,

ابنتى الصغيرة !
”.


ركضت الية و عانقتة و همست فصوت متقطع و هي تضغط على كتفية :


“ابي …..
اة ابي !

“.


قفال فصوت منفعل :


” لم اكن اريد ان تاتى الى هنا .

الم يحضر راميريز معك ؟
”.


” هو … اة … لا ,

لا يعرف اننى هنا ….”


فقال دان مقطبا حاجبية :


“انى اشك فانه سمح لك ان تاتى لوحدك الى كهذا المكان ….


اجلسى فالكرسى .
.
وانا ساجلس على السرير “.


و لما راي نظرات ابنتة المشمئزه و هي تنظر الى غرفتة ,

ابتسم فسخريه و قال :


” لا يبدو لك المكان فاخرا يا صغيرتى ,

لكنة بكل تاكيد اروع مئه مره من الزنزانه التي القونى بها عند و صولى “.


فانفجرت قائله بغضب :


” لكن ليس مفروضا ان تكون هنا !

“.


اجابها فلهجه مهدئه :


“اعرف هذا يا صغيرتى .

ااعرف جيدا .

وانا كذلك احسست بالشعور نفسة عندما و صلت الى هنا ,



لكن عندما رايت كيف يعاملون الموقوفين …………….”


توقف بعدها انحني ليضع مرفقية على ركبتية :


” هل تصدقين اذا قلت لك ان بعض الاميركيين و بعض الاجانب موجودون هنا منذ اشهر …


بل منذ سنوات عديده من دون ان يمثلوا امام المحكمه ,



لا عائلاتهم و لا محاموهم و لا احد ممكن ان يفعل شيئا لمساعدتهم “.


قالت لورا فاستغراب :


” قد هم مذنبون !

لكن انت لست ايضا ,

يجب ايجاد كيفية لاقناعهم بانك برئ “.


تنهد دان و هو يزرع ارض الغرفه الصغيرة و قال :


” يا ابنتى المسكينه ,

فى ذلك البلد اهم شئ ان يصبح لك اصدقاء فالدوله .



على فكرة رجال الشرطة لم يعتقلوا بعد الرجلين اللذين استاجرا سفينتى “.


” متي القوا القبض عليهما ,

يطلقانك فالحال “.


هز دان راسة و قال :


” ذلك شئ جميل !

لكن ما اعرفة عن هذين الرجلين قليل جدا جدا ,



الا انهما لن يترددا فان يفعلا ما فو سعهما للتخلص من هذي الورطه ,



يجب النظر الى الامور بلا خوف ,

يا لورا ….
ربما قالا اننى متواطئ معهما “.


” لكن ذلك ليس صحيحا “.


و بعد تنهد عميق ,

عاد دان ليجلس على السرير بعدها قال :


” انا و انت نعرف هذا تماما .

لكن هل بامكاننا اقناع الاخرين؟”.


فقالت و هي تضغط على يديها :


“سوف اطلب من برانت ان ياتى الى هنا فهو يعرف ما يجب عملة “.


” هل ذلك صحيح ؟
”.


التقي نظرة المرتاب بنظر ابنتة ,

فاخفضت لورا عينيها ,



انها تعرف بماذا يفكر و الدها ,

لقد اظهر برانت انزعاجة فيما يتعلق بالحياة الحره التي كان يعيشها و الدها .

شعرت لورا بفقدان الامل و قالت فصوت غير اكيد :


” اسمع ,

يمكنة ان يدلنا الى محام صديق له .

وفى جميع حال فان برانت متخصص بالدفاع عن حقوق الشركات ,

وهذه القضية ليست من اختصاصة .



فقاطعها دان فقسوه لم تتعود عليها من قبل :


” الم تفهمى ما قلتة لك .

المحامي الاميريكى لا يمكنة ان يفعل شيئا فهذا البلد …القانون و حدة يطبق “.


همست لورا فصوت مخنوق :


” لكن يجب ان نفعل شيئا ”


اكد لها دان فقوه :


” هنالك شخص واحد قادر على اخراجى من هنا هو السينيور دييغو راميريز …


لدية النفوذ و المال و العلاقات “.


توقف قليلا بعدها اضاف :


” و هو يريد الزواج منك “.


فهمست قائله :


” اة .
.
هل فاتاحك بالامر ؟
”.


” تصرف بوضوح …لكن ,

يا ضغيرتى ,

لماذا لم تخبرينى بان الامور و صلت الى ذلك الحد بينك و بينة ؟



مساء امس ففندق الميرادور جعلتنى اعتقد بانه رجل متزوج ….”


” صحيح ؟

اووة ….”


من الصعب ان تقنع و الدها بانها قبلت الزواج من دييغو اليوم فقط بعدما كانت تعتقد بالامس بانه متزوج فعلا .



ليس هنالك الا حل واحد و هو الاعتماد على ذلك الرجل المكسيكى لينقذ و الدها من ذلك المازق الصعب .



فقالت فخجل :


” فالحقيقة ,

كان يزعجنى بعض الشئ ان اعلمك بقرارى قبل ان افسخ خطبتى من برانت “.


و صدقها دان .
.اذ قال و هو ينحنى ليضغط على يديها بحنان …


” انك لا تتصورين الى اي درجه انا سعيد من اجلك.


يا ابنتى الصغيرة مساء امس رايت دييغو راميريز شعرت بانه رجل حياتك ,

اكثر من برانت .



انني اقول لك ذلك بصراحه .

ان دييغو يحبك .

هذا هو و اضح للغايه ,

نظراتة لا شك بها … و …..”.


توقف فجاة ليمرر يدة فشعرة بعدها اضاف :


” شرط الا تعتقدى ان هذي الظروف الصعبة هي التي تدفعنى لان اقول ما اقول ,



اروع ان ابقي هنا و اموت على ان اراك ………..”


قاطعتة لورا بسرعه قائله :


“اعرف هذا يا ابي ,

لكن فو سع دييغو ان يسوى الامور ,



انه يعرف عددا كبيرا من الشخصيات البارزه فالدوله .



ستري ان بقائك فالسجن لن يطول .



” هل انت متاكدة تماما من عواطفك يا لورا ؟



الزواج من رجل كراميريز هو زواج لا ممكن فسخة ,

لا تنسى هذا .



اذا كنت تشعرين بانك غير و اثقه من الامر قولى بصراحه ,



فكل حال لا شئ يؤكد اننى ساستعيد حريتى حتي و لو بمساعدة دييغو .

يجب الا تتاثري


بوضعى الحالى و لا تلقى بنفسك فزواج تندمين عليه مدي الحياة “.


اخفضت لورا عينيها على يدى و الدها الضاغطتين على يديها ,



لقد اكد و الدها قائلا :


” الزواج برجل كراميريز هو زواج لا ممكن فسخة “.


و هي التي كانت تظن ان ذلك الزواج مؤقت ينتهى بمجرد خروج و الدها من السجن .



و مع هذا شعرت بالامل فان جميع شئ سيتم بصورة حسنه .



رفعت عينيها و نظرت الى و الدها و قالت :


” نعم يا ابي ,

انى متاكدة من حقيقة عواطفى .



و لا اتصور حياة سعيدة من دون دييغو “.


و للمره الاولي ابتسم دان فاسترخاء ,



و عندما غادرت لورا و الدها بعد دقيقة ,

كان فغايه الغبطه و الانشراح و متفائلا بقدره صهرة العتيد على وضع حد لهذه الازمة


الفصل الرابع :

4- انتظرتك منذ الازل .
.


.



” الو “”


كانت لورا تنتظر ان تسمع صوت دييغو راميريز البارد ,
,


لكنها فوجئت بصوت امرأة ,

فقالت بعد تردد :


” هل … هل بامكانى التحدث مع السينيور راميريز ؟
”.


” السينيور راميريز ياخذ حماما فبركة السباحه ,

هل الامر طارئ ؟
”.


” نعم .

سانتظر على الخط “.


اخذت لورا ترتجف .
.اذا اقفلت السماعة ,

فلن تستعيد شجاعتها لتطلبة من جديد .



فمن الاروع الانتظار .



” لحظه من فضلك “.


كانت لورا تطرق بعنف على طاوله الهاتف و تحاول تهدئه اعصابها .
.


من مع دييغو فبركة السباحه ؟

ربما كونسويلو ذات القامه الممشوقه و العينيين السوداوين الجميلتين ,

.



ليس من الصعب التصور ان ذلك الرجل لا يمانع فرؤية النساء الجميلات فزى السباحه .



فقالت فصوت متردد :


” انني ……… لورا ترانت “.


” اة …..!”


ران صمت طويل ,

وتسائلت لورا ما اذا كان محدثها يكتفى برؤيتها تعتذر جهارا .



فقال اخيرا فلهجه ما لوفه :


” هل زرت و الدك ؟
”.


” انني …..
نعم .

مساء امس .



انني مستعده للتفكير فعرضك ….”


عم صمت من جديد ,

وطال الى حد انها ظنت ان المكالمه قطعت .



و بعد ثوان عديده .
.
قال دييغو فلهجه لا مباليه :


“من الاروع ان تكلمينى عندما تقررين قبول العرض “.


بعد ساعات من التفكير المستمر و العذاب للتوصل الى ذلك الحل ,

كانت تامل منه على الاقل ان يقوم هو كذلك بجهد من جانبة ,



لكن يبدو انهة ليس من طبيعه دييغو راميريز انه يبدى بعض التفهم و قليلا من الرحمه .



همست فصوت مخنوق :


” حسنا انني اوافق على الزواج منك “.


بالتاكيد لم تكن تنتظر منه عبارات الحب ,

لكن خاب ظنها من رده فعلة الموجزه .
::


” ساوافيك بعد نص ساعة ,

هل انت فالفندق “؟.


“نعم “.


” الى اللقاء يا لورا “.


بينما تذرع الارض بعبنوته ذهابا و ايابا بين غرفتها و غرفه الجلوس ,



بدا لها الوقت طويلا ,

كانت فحالة قلق و بلبله عاجزه على ان تري المنظر الساحر الذي يطل من شرفتها على البحر و راء شاطئ روملى ابيض محاط باشجار النخيل العديده .



لماذا يريد دييغو راميريز ذلك الرجل الثرى و صاحب النفوذ و زير النساء ان يتزوجها ؟



صحيح ان عمل لورا كعارضه ازياء يجذب اليها الاضواء و صحيح انها تتمتع بجمال خلاب ,



لكنها لا تعتز بذلك ,



ان بشرتها الشقراء الفاتحه لابد ان تكون العامل الفعال الذي جذب ذلك الرجل المحاط بالنساء السمراوات .



لكن ذلك الاسباب =ليس كافيا ليتزوجها .



” الزواج اللاتينى لا ممكن فسخة ” كذا قال و الدها .



انتفضت عندما تذكرت انها ستفسخ الزواج الذي تعتبرة رباطا مقدسا و هذا بعد ان يظهر و الدها من السجن .



تطلعت الى نفسها فالمرأة بعد ليلة لم تخلد بها الى النوم ,

بدت شاحبه الوجة .



فاسرعت الى الحمام ,

ووضعت بعض المساحيق على و جهها لتخفى شحوب بشرتها .
.


و عندما سمعت طرقات متواصله على الباب ,

ظلت لحظه مسمره فمكانها ,



فالكابوس الذي بدا منذ توقيف و الدها ما زال مستمرا و الله و حدة يعرف متي ينتهى !

.


تقدمت بخطي بطيئه و فتحت الباب ,

وفوجئت بدييغو الذي كان يرتدى بنطلون جينز ضيقا و قميصا بيضاء ….
ياخذ يدها و يطبع عليها قبله ,
,


و بسرعه تخلصت منه و ابتعدت عنه قائله فلهجه فظه :


” ذلك النوع من اظهار العاطفه لا يبدو ضروريا “.


رفع حاجبية متعجبا و قال :


” الا تعتبرين انه من الضروري ان تقبلى منى دليل حبى المتواضع ؟



” من الاروع ان تدخل “.


و عندما اصبحت فغرفه الجلوس الصغيرة المفروشه على الكيفية الاسبانيه ,

التفتت نحوة و قالت :


” قبلت الزواج منك لسبب واحد انت تعرفة ,



و لا داعى لان نتبادل العاطفه التي لا نشعر فيها تجاة بعضنا البعض “.


” العاطفه قد لا تشعرين انت فيها يا حبيبتي ,

لكن هذا لا ينطبق علي


يجب ان نحتفل بهذه المناسبه ,

الا ترين هذا ضروريا “؟.


” لست فمزاج يؤهلنى لان احتفل باى شئ ما يا سينيور ,

لكن فنجان قهوه يكفى لتهدئه اعصابي “.


و بينما كان دييغو يعد القهوه فالمطبخ ,

خرجت لورا الى الشرفه و اسندت ظهرها الى الدرابزين و راحت تراقب برغبه الازواج اللامبالين الذين يسترخون على الشاطئ ,

منذ ان و صلت و هي تحلم بان تعود الى هنا فشهر العسل بعد ان تتزوج برانت فلوس انجلوس ….
اين هي من ذلك الحلم الان ؟



قالت ببرود و هي تاخذ فنجان القهوه من يد دييغو بعد ان اصبحت فغرفه الجلوس :


“شكرا “.


رفع هو كاسة و قال :


” اتمني لنا ….
زواجا خصبا “.


قالت لورا بصوت جليدى :


” دعك من هذي الاوهام .
.
هذا الزواج لن يصبح سوي صوريا ,

ولا تنتظر ان تنجب اولادا “.


و ولحظه ظل جامدا بعدها اخرج كاسة و وضعها على الطاوله و قال فهدوء و ثقه :


” لا يا حبيبتي ,
ليس الامر ايضا ,

لن يصبح بيننا زواج ابيض .



لن اتزوج الا مره واحده و زوجتي ستكون ام اولادي ,



و ستكونين انت تلك الزوجه ,

وليس سواك .



سالتة فصوت مرتعش :


” لكن لماذا ؟

لماذا تصر على ان تتزوجنى ؟



اننا لا نعرف بعضنا بما به الكفايه .
.
فكيف يمكننا بالتلى ان نحب بعضنا ؟
”.


فقال فلطف و هو يلامس شعرها الاشقر البراق الذي تركتة ينسدل على كتفيها :


” لن يصبح من الصعب معالجه هذي الامور فاوانها “.


بدا قلبها يلين امام كلماتة الرقيقه و اضاف :


” الم يسبق لك يا لورا ان التقيت احدا للمره الاولي و شعرت بهذا الاحساس الغريب ,



عندما رايتك فحفله عرض الازياء ,

انت التي كنت انتظرها منذ زمن من دون ان اعرف هذا “.


احست لورا و كانها مخدره ,

صوتة العذب فعل فعلة بها ,

وراحت تتطلع الى عينية السوداوين الجميلتين ,



و فمة المكسيكى ,

ثم ادركت انه ياخذ فنجانها من يدها بلطف و يجذبها الى ذراعية .



ذلك العناق الطويل لم تذق طعمة من قبل .
.


كانت يداة تداعبان و جهها و عينيها ,
,
وكان يهمس فاذنيها عبارات الحب الناعمة ,



فالبدء تقلصت لورا ,

لكنها سرعان ما استرخت ,

لم يسبق لها ان شعرت بالتفاعل مع الاخرين ,



و احتلتها رغبه فان تتخلي عن المقاومه امام ذلك الرجل الذي اختارتة ,



لكن لم تكن هي التي اختارتة ….


استعادت و عيها فالوقت الذي كان دييغو يرفع راسة مواصلا الهمس بعبارات ناعمه .
.


و فجاه ,

دفعتة عنها و اتكات على الحائط ,

وراح قلبلها ينبض بسرعه جنونيه و عيناها الخضراوان تحدقان به فتعبير يتعذر تفسيرة .



بعدها قالت فصوت لاهث :


” انني لا اؤمن بهذا الهراء .
.
لماذا ؟
”.


اقترب منها على مهل و قال فصوت مبحوح و هو يداعب خصله شعرها :


” و مع هذا شعرت يا حبيبتي بانى لم اكن فنظرك مجرد عابر سبيل ,



لقد احسست تجاهى بالحب و الرغبه … و زواجنا ملائم تماما و سيصبح ناجحا “.


ابتعدت لورا,
عندها كانت تبدو منطويه على نفسها ,

قالت :


” فرائى ,

هذا الزواج ليس له الا هدف واحد يا سينيور ,

وهو ان يؤدى الى تحرير و الدى “.


” كلما اسرعنا فالزواج كان فو سعى ان احقق ذلك الهدف ,

كل ما استطيع عملة هو ان اقنعهم بالاسراع فمحاكمتة .

واذا كان بريئا …..”.


صرخت و هي ترمقة بنظره قاتمه :


” بالتاكيد هو برئ ,

فى حياتة لم يقم باى عمل اجرامي ,

فكيف يمكنة ان يتواطا فتجاره المخدرات او ت هريبها ؟
”.


” يبدو انه لا يقوم باى عمل ثابت ,

وليس لدية مهنه معينة ؟
”.


قالت و هي تنظر الى النافذه لتخفى الدموع المترقرقه فعينيها :


“ترك جميع شئ بعد و فاه و الدتى ,

كان يريد ان يبتعد عن جميع شئ يذكرة فيها “.


فصرخ دييغو :


” بما فذلك ابنتة ؟
”.


” كان مضطرا لان يضعنى فمدرسة داخلية فدير للراهبات ,

ماذا ممكن ان يفعل رجل ارمل بابنه فالاخرى عشره ؟



كان من الصعب ان ارافقة و اتقاسم حياتة على متن سفينه تظل مبحره “.


” بالتاكيد ,

لم يكن هذا مناسبا “.


بعدها ربت على المقعد الواسع الذي يجلس به و قال :


” تعالى و اجلسى قربى يا حبيبتي “.


لكنها جلست فمقعد احدث و سالتة :


” متي تظن انه يمكنك اقناعهم بتحديد موعد المحاكمه “.


” الوقت مبكر لمعرفه الجواب .

ربما شهر او شهران ….”


” يا الهى … !

كل هذي المدة ؟
”.


” اشكرى ربك ,

هنالك العشرات ظلوا فالسجن من دون محاكمه “.


” نعم ,

اعرف .

مساء امس اخبرنى و الدى بذلك ,

حسنا ….
لم يبقه امامنا الا ان نتزوج فاسرع وقت يمكن “.


فقال دييغو بسخريه :


” هذي العجله تغمرنى فرحا ,

ويجب ان تتم حفله الزواج فمكسيكو .
.
لدى هنالك الكثير من الاصدقاء و العلاقات و المعارف الذين ربما يحقدون على اذا لم يتسن لهم حضور العرس .
.


ليس لدى اهل مقربون .

وباستثناء كونسويلو ,

ارمله اخي ,

قريبتى الوحيده ,

هى التي تعيش فالمسكن العائلى فكويزنافاكا .

انها طاعنه فالسن و لا يمكنها ان تاتى الى مكسيكو فهذه المناسبه “.


” اليس لديك اب او ام ؟
”.


اجابها و هو يضغط بشده على شفتية :


” كلا .

مات و الدى فحادث طائره و هما عائدان من كانساس .

كنت فالرابعة عشر انذاك “.


فقالت لورا بحنان :


” اننى اسفه “.


الم تمر هي كذلك بمثل هذي المحنه ؟



قال دييغو و هو يهز كتفية :


” الشباب يشفون بسرعه من هذي الصدمات ,

والان يجب ان نحدد تاريخ العرس .



الزواج المدنى ممكن ان يتم اثناء اسبوع ,



يوم الجمعة المقبل ,

والزواج الدينى فاليوم الاتي “.


” لماذا جميع هذي السرعة ؟
”.


” كى تجرى الامور بصور اروع و الى ان يحين ذلك الموعد ,

لا يمكننى ان اعرض عليك ان تسكنى معى فمكسيكو ,



لذا ساطلب من كونسويلو ان تستقبلك فمنزلها “.


قالت بلهجه جافة :


” اريد ….
ان ابقي قرب و الدى : لماذا لا يمكننا ان نتزوج هنا فاكابولكو ؟
”.


قطب دييغو حاجبية و قال :


” ” ان معظم الشخصيات الكبري التي انا بحاجة اليها من اجل قضية و الدك كلها فمكسيكو ,

حيث مراكز اعمالها .

لذا فمن الضروري ان يحضروا العرس “.


وضع يدة بلطف على يد لورا و قال :


“وتعويضا لذا ,

يمكننا ان نعود الى هنا حالا بعد انتهاء حفله العرس و نقضى شهر العسل ففيلا جاسينتا .

وهكذا تتمكننين ان تذهبى لرؤية و الدك يوميا “.


كان عليها ان تكتفى بهذا الوعد ,

واقترحت على دييغو امهالها يومين للقيام بالحاجات الضرورية ,

وقال دييغو ان جميع النفقات ستكون على حسابة ,

فاضطرت الى قبول هذا لان المال القليل الذي تحملة لا يكفى لشراء الملابس الفخمه التي من المفروض ان ترتديها كزوجه السينيور دييغو راميريز

الفصل الخامس :

5- لانها تشبة الام …

ضغطت لورا باصابعها المرتجفه على صدغيها كى لا تسمع الاصوات المرتفعة التالية


من قاعه الاستقبال فالطابق الاسفل .



كان القماش المطرز الذي صنع منه فستان العرس يلوى قامتها النحيفه ,



كما تلوى الريح السنبله الصغيرة .



هبطت فالكرسى الصغير المقال امام منضده الزينه ذات المرايا المزخرفه ,



و راسها ما يزال بين يديها ,

ثم اسندت مرفقيها الى المنضده .



هذي الغرفه الشاسعه بدات تخنقها ,

اثاثها من الخشب الاسود الثقيل ,

وابواب الخزائن العاليه المزينه بالمرايا ,

تعكس سريرا عريضا ,

يقع فاحدي زوايا الغرفه ,



عليه غطاء من قماش موشي بالذهبى و الاحمر الغامق .



جميع شئ من الطراز الاسبانى .



انه ديكور يليق بزوجه مكسيكيه للسينيور دييغو سيزار دافيد راميريز …..


عندما سمعت ذلك الاسم ,

فى المركز البلدى ,

رفعت لورا حاجبيها مستغربه ,



فقال لها دييغو ان و الدتة اميريكيه الجنسية ,



نعم هذي الغرفه تليق بعروس مكسيكيه ,

لكنها تبدو غريبة لفتاة اميريكه عاشت حياتها فجو بسيط ,



هل نامت و الده دييغو فهذا السرير ,

وهل و ضعت به و لدها البكر؟


ارتعشت لورا لهذه الفكرة ,

وشعرت بارتياح عندما شاهدت كونسويلو تدخل الغرفه و تقول :


” ارسلنى دييغو لاطلب منك ان تستعجلى ” .



بدات لورا تفك سلسله الازرار الصغيرة التي تغلق الفستان عند الظهر ,

فقد جري تصميم الفستان لجده دييغو منذ ستين سنه ,



اي قبل اختراع السحابات ,



و هذي السيده العجوز التي استقبلت لورا بلطف فالمسكن العائلى فكوبرنافاكا ,

الحت عليها كى ترتدى ذلك الثوب يوم العرس ,

وقالت لها بانجليزيه صحيحة :


” كنت احلم دائما بان ترتدى عروس دييغو الفستان نفسة الذي ارتديتة عندما تزوجت جدة .



ما من احد فالعائلة له مقاييس جسمي نفسها سواك “.


نظرت كونسويلو فعين حاسده الى ثوب لورا الحريرى الاصفر المقال على المقعد و قالت :


” حظك كبير لانك تزوجت من رجل ترى “.


فضلت لورا الا ترد .



كانت تعلق فستانها فالخزانه ,

وتستعد لارتداء ثوبها الاصفر ,

وهي لا تشعر باى خجل من خلع ملابسها امام النساء ,



فقد تعودت هذا كعارضه ازياء .



و كانت كونسويلو تتامل فعين ناقده قامه الفتاة الممشوقه و النحيفه .



” لست ادرى كيف انجذب دييغو الى امرأة نحيفه مثلك .



ان صديقاتة كلهن نساء جميلات ذوات اجسام مليئه “.


قالت لورا و هي تبكل زنار تنورتها :


” صحيح !

ولكن لماذا لم يقع اختيارة على واحده منهن ؟
”.


” كان دائما متمسكا بفكرة واحده ,

وهي ان ياتى بامرأة تحل مكان و الدتة التي توفيت عندما كان صغيرا .



انه لايزال اسير هذي الذكري “.


انتفضت لورا قلقا .

قفزت الى ذهنها صورة تلك المرأة الشقراء الرائعة المعلقه فالجدار بين عدد من اللوحات تمثل رجالا و نساء كلهم سمر .

صحيح ان هنالك بعض التشابة بينهما ,



لكن هذا لا يؤكد ان دييغو انما اختارها لهذا الاسباب =.



قالت لورا :


” جميع ما تقولينة اوهام !

“.


فاجابت كونسويلو :


” لا .

لست مخطئه ,

واذا كان ما اقوله غير صحيح ,

فلماذا لم يخترنى انا ؟



ان تقاليد بلادنا تقضى بان يتزوج الرجل ارمله اخية “.


” تلك هي اذا المشكلة “.


فكرت لورا و هي تجلس و راء منذده الزينه .

كانت كونسويلو تامل فان يتزوجها دييغو بعد انتهاء فتره الحداد ,

لكن بدل ان يفعل هذا ,

اختار امرأة غريبة …


انها غلطه لا تغتفر ,

لو كان بامكان لورا ان تقول لها ان زواجها لن يدوم ,



فقط لان يظهر و الدها من السجن بعد اعلان برائتة ,



فكل حال ,

الم يفرض دييغو عليها الزواج ,

هى التي كانت ترفض تلك الفكرة بقوه “.


قالت لورا :


” كان عليك ان تكلمى دييغو بالامر “.


” ان تكلمنى عن ماذا ؟
”.


كان صوت دييغو منبعثا من عتبه الغرفه .
.


التفتت لورا نحوة ,

فاقترب منها و هو لا يزال يرتدى بذله العرس الغامقه .



و ربما وضع على القبعه قرنفلة حمراء .



و برغم قرار لورا اعتبار ذلك الزواج بمثابه اتحاد عابر سببة الوضع المؤسف الذي يعيشة و الدها فالسجن .



فانها لم تستطع ان تلجم انفعالها عندما سمعت فالكنيسه عبارات الحب و الاخلاص تتدفق من فم دييغو ,



و تمنت لو ان ذلك الزواج كان اكثر من صورة ساخره كئيبه .



و بعد خروجهما من الكنيسه و سط اصدقاء دييغو الذين ملاتهم الدهشه و الفرح ,

توجها الى المسكن العائلى ,

حيث كانت قاعات الاستقبال الواسعه تزدحم بمئات المدعووين من الشخصيات و رجال الاعمال ,

الذين حرصوا على تقييم العروس برغم نظرات زوجاتهم الحانقه ,



بينما رمقت بعض السيدات لورا بنظراتهن اللاذعه الخبيثه .



بعدها و جة دييغو بعض العبارات باللغه الاسبانيه الى ارمله اخية التي هزت كتفيها و خرجت من الغرفه بعدما صففقت الباب و راءها بحده .



التقت عينا المكسيكى اللاهيتين بعيني لورا فالمرأة و قال :


” ها نحن اخيرا و حيدان يا زوجتي .



لقد تحملت بعذاب جميع هؤلاء الرجال الذين كانوا يحيونك ,

ولم تخطر ببالى الا فكرة واحدة ,



هي ان اخطفك من بين المدعوين و اذهب بك الى فيلا جاسينتا باسرع ما ممكن “.


عانق لورا التي شعرت برعشه صغار ,

فهمست و هي تلتفت الية :


” ارجوك ….”.


لكنة لم يسمع .

بل راح يعانقها بحنان .

مما جعلها تشعر باحاسيس بالغه .



همس فاذنيها قائلا :


” اة لو تعرفين كم احبك هل يجب ان ننتظر حتي نصل الى فيلا جاسينتا ؟



هل تريدين ان اطلب من المدعويين الانصراف ليتسني لنا ان نكون و حيدين ؟
”.


المدعوون يزدحمون فقاعات الاستقبال فالطابق الاسفل .

امام ذلك المنظر استعادت لورا و عيها فتخلصت فجاه من عناق دييغو و راحت ترتب نفسها ,

ثم همست فصوت مخنوق :


” هل نسيت ان ذلك الزواج هو مجرد زواج ابيض ؟
”.


و بقوه تمسك بكتفيها و حدق فاعماق عينيها و قال :


” سبق لى يا حبيبتي ان قلت لك ان الزواج لن يفسخ ,

ومن ذلك الزواج و من ذلك الحب سيصبح لنا اولاد “.


” لا “.


وضع يدة على صدر زوجتة حيث كان قلبها ينبض بسرعه جنونيه ,

ثم همس قائلا :


” كيف تقولين شيئا كهذا ؟



انك ترغبين فهذا الاتحاد و انا ايضا .



اننى اعرف تماما انك تشعرين بان قلبينا ينفعلان فانسجام و تناغم !
”.


ذلك الكلام الهائم جعلها ترتعش فخوف غامض .



ايه امرأة لا تتاثر بعبارات الحنان و الغزل من فم رجل جذاب له خبره و اسعة فاستماله النساء ؟
”.


قالت فعناد و تصلب بالراى و هي تتوجة الى منضده الزينه و تسرح شعرها :


” لا شك انك تهذي يا سينيور ,



انت تعرف جيدا اسباب زواجنا .



و ذلك الزواج لا دخل له بانجاب الاولاد من اجل استمرار عائلة .



راميريز ,

عندما يظهر و الدى من السجن فاننى ……”.


توقفت و عضت على شفتيها فسالها دييغو فلطف :


” ماذا ستفعلين يا حبيبتي ؟
”.


امسكها من معصمها و ادارها نحوة و اكمل :


” هل تعتقدين اننى بعدما اقسمت بان اكون مخلصا امام اصدقائى و الشهود ؟
,


سارضي بان تطردينى عندما لا تعودين بحاجة الى لاصبح اضحوكه الجميع ؟
؟!!
“.


لااا يا لورا ,

لقد اصبحت زوجتي ,



و سوف تبقين زوجتي ,

واننى اتعهد بذلك “.


ارتعشت لورا حين لمحت نظرتة المصممه ,

يبدو ان تهديدة ليس مجرد كلام .



انه ينوى الذهاب فالزواج حتي النهاية ,



و سيصر على ان يصبح له اولادا ,



مما يؤدى الى استحالة فسخ الزواج ,
,,
نعم ,

لكن … نحن فالقرن العشرين ,
,


باولاد او من دون اولاد جميع شئ يمكن حتي الطلاق …..


و بعد ان و ضعت احمر الشفاة ,

تناولت حقيبه يدها و قالت و هي تبتسم :


” اننى جاهزة “.


” اذا ,

هيا بنا ,

حقائبنا اصبحت فالسيارة “.


” الا تريد ان تبدل ثيابك ؟



ابتسم و قال :


” الخدم ففيلا جاسينتا لم يحضروا العرس ,

وسيفرحون اذا شاهدونى فثياب العرس “.


و بطرف اصابعة راح يداعب خدها :


” كما انني اريد ان يفهم جميع اللذين سنلتقيهم فطريقنا ان هذي العروس الرائعة هي ملكي “.


بعدها اضاف و هو ينظر الى لورا :


” ارجوك من اجل و الدك ,

ان تبذلى جميع ما فو سعك كى تخرجي امام الجميع انك الزوجه المحبه “.


صمت المدعوون المتجمعون فالمدخل الواسع حول سبيل ماء مدة لحظات لدر رؤية العروسين يهبطان السلم ,

ثم تجمعوا حولهما و وجهوا اليهما التهانى و التمنيات .



و عندما اصبحا فالسيارة المزينه بالورد ,

اقلع دييغو بسرعة .



و بعد قليل سلك الطريق المؤديه الى اكابولكو ,

ومن وقت الى احدث كان يرد باشاره من يدة على تحيات السائقين او الفلاحين الذين لاحظوا بذله العرس ,

ولم يتبادل مع لورا الا بعض التعليقات العابره فشان الاماكن التي مروا بها .



كانت لورا المتكئه باسترخاء على المقعد المريح ,

تحلم فاليقظه ,



يا لسخريه القدر ,



فقد تزوجت من رجل كانت تريد ان تعتبرة الرجل المناسب ,



لولا الظروف الحاضره ,

انة متدين مثلها ,

وهذا فرايها امر اساسى .



كما ان دييغو يتمتع بجمال و جاذبيه و ثراء و شهره .



اخفضت عينيها على الزمرده المحاطه بحبات الماس الجميلة التي يتالف منها خاتم الزواج المقال فاصبع يدها اليسري قرب المحبس الذهبى .



دييغو بنفسة و ضعة فاصبعها بعدما اجبرها على خلع خاتم الخطبة الذي اهداها اياة برانت .



و ربما بعثت الى خطيبها برساله موسعة ,

تطلب منه ان يسامحها على تغيير رايها ,



و لم يتسني له الوقت للرد عليها ,



هل سيتسني له القراءه بين السطور ليدرك ان لورا ما تزال تحبة ؟
.


سالها دييغو فجاه :


” بماذا تفكرين ؟
”.


انتفضت ,

لكنها ردت عليه بصراحه .



” افكر ببرانت خطيبي “.


قطب دييغو حاجبية و قال :


” لم يعد لك خطيب يا لورا ,

لديك زوج مصمم على ان يجعل منك فالقريب العاجل زوجتة ,

بكل ما تحمل الكلمه من معني ……


بعدها ذلك الذي يدعي برانت ,

اما كان فعل مثلما سافعل انا الليلة لو كان مكانى ؟
”.


اجابتة و هي تحاول ان تخفى انفعالها :


” ليس اذا طلبت منه الا يفعل “.


” ذلك ما كنت اظن .

فى عروقة تسرى دماء باردة “.


صرخت بعنف و حده :


” انت مخطئ !

ا نة يتمتع برجوله مثلك ,



انما هو انسان متمدن … و لطيف ,

واقل تطلبا منك “.


” امثال هؤلاء الرجال بطبعهم البارد ,

يجعلون الدنيا مهجوره من البشر ,



يا لورا المسكينه !



هل تعتقدين ان الغزاه الاسبان كانوا يضيعون و قتهم عندما يغازلون النساء ؟
..


لا … عندما كانت تعجبهم المرأة التي يلتقونها كانوا يتزوجونها


و ما من مره شكت هذي النسوه من شئ “.


سالتة لورا فمراره :


” و هل يسمعون شكواهن ؟
”.

” قد لا .

انى اعترف بذلك ,

لكن القليلات هن اللواتى حاولن التخلص من ذلك القدر ,

ومعظمهم اسس عائلات كعائلتى ,

واعطين اولادهن العطف و الحنان و المحبه التي نالوها من ازواجهم .



لا شك فانهن نساء رائعات عرفن ان يتقبلن مصيرهن .



فقالت لورا بسخريه :


” لم يكن امامهن خيار احدث “.


و صلا الى مدخل اكابولكو و لما رات الشاطئ الرملى الذي تحدة اشجار النخيل و جوز الهند ,



فكرت لورا بانفعال انها ستري و الدها عما قريب .



الممر الطويل المتعرج الذي يؤدى الى فيلا جاسينتا لم يكن ربما قطعتة لورا من قبل ,



المره الوحيده التي جاءت بها مع دييغو الى هنا كانت عن طريق البحر على متن يختة ,



ظهرت الفيلا من بعيد ,

جدرانها بيضاء و قرميدها زهرى و هي مبنيه على قمه تله صخريه ,



تحيط فيها الازهار من جميع الجهات ,

علي الشرفه الواسعة و جهتى السلالم العاليه و الجدران الصغيرة و المرتفعات المشجره ….
انها فيض من الالوان الزاهيه و الروائح العطره .



و ما ان توقفت السيارة امام الفيلا ,

حتي انفتح الباب بمصراعية الكبيرين …


و ظهرت جوانيتا الخادمه المسؤوله ,

وورائها زوجها كارلوس المسؤول الاول فالفيلا .



اسرعت جوانيتا بوجهها الاسمر الضاحك لاستقبال العروسين ,

فرحه برؤية سيدها فبذله العرس و القرنفله الحمراء ,



قبلها دييغو على خديها و صافح من فالمنزل


و طلب من جوانيتا ان تحضر الشراب المنعش فغرفه الجلوس .



اخذها الى الصالون الصغير الذي تطل شرفتة على البحر


المنظر راائع .
.
فتوجهت لورا الى الشرفه لتتمتع بهذا المنظر الخلاب .



الامواج تتكسر على الصخور و الرغوه البيضاء ترتفع احيانا بعلو البيت .

ومن جهه ثانية يبدو الشاطئ الرملى تحمية سلسله صخور تحيط بعرض الشاطئ .



قالت لورا لنفسها : “علي الاقل هنا يمكننى ان اسبح بصورة دائمه “.


ظهر دييجو فجاه و قال كانة قرا افكارها :


” من الاروع الا تسبحى الا على الجهه الجنوبيه من الشاطئ ,



فالشاطئ الشمالى ملئ بالتيارات الخطره ,

اروع شئ هو الاكتفاء بالسباحه فالبركة “.


فكرت لورا :” اليس جريمة ان يسبح المرء فالبركة عندما يصبح البحر على خطي قريبه منه ؟



شاطئ تحدة اشجار النخيل و جوز الهند المليئه بالثمار الناضجه “.


شعرت بيد دييغو تلمس عنقها بينما ترفع يدة الثانية ذقنها و سالها :


” هل تعتقدين حقا ان السباحه هي التسليه الوحيده التي تجدينها ففيلا جاسينتا ,



يا حبيبتي اود ان اقدم لك اكثر … و اروع ….”


و بحركة عنيفه تخلصت لورا من قبضتة و قالت :


” اراك و اثقا من نفسك !
”.


اجابها بصوت خفيض :


” نعم ,

انى و اثق من قدرتى على اسعاد زوجتي ,

وعندما اضمك بين ذراعى الليلة ,
اعدك بانك ستنسين برانت نهائيا “.


فقالت و هي تدير نظرها عنه و تحدق فالخليج :


“كيف تجرؤ على التحدث بهذه الصورة ,

انت تعرف جيدا ان ذلك الزواج ليس سوي اتفاق و رياء !



يا الهى سامحنى لاننى ارتكبت صباح ذلك اليوم خطيئه مميته ,



فقط لانقاذ حياة و الدى ,

فقد اقسمت بان اخلص لرجل لا احبة .

ارجوك الا تجعلنى اضاعف خطاى الى ….
الي …..” .



جذبها دييغو نحوة بقوه و قال :


” تقولين انك لا تحبيننى !



انني اشعر كلما عانقتك بان هنالك تجاوبا لديك .



و من يقول انك لن تتوصلى الى حبى متي اصبحنا زوجين بالفعل ؟
”.


فجاه خفف من حده صوتة و نظر اليها بلطف و قال :


” انني اسف يا حبيبتي .
.
ان تخوفك فمحلة ,



و ذلك شئ طبيعي ,

الا يمكنك ان تثقى بى .

انى قادر على اكون لطيفا معك “.


ظهرت جوانيتا حامله صينية :


” شكرا جوانيتا “.


بعدها اضاف بعض العبارات الاسبانيه طالبا من الخادمه ان تفرغ حقائب السيده .



و لما خرجت جوانيتا من قاعه الاستقبال التفت دييغو نحو زوجتة و سالها :


” هل يمكننى ان اطلب منك ان تتصرفى كسيده البيت ,

يا لورا ؟
”.


و بعد تردد قصير ,

هزت لورا كتفيها و اتجهت نحو الطاوله التي و ضعت عليها الصينية ,



كانت تشعر بالتعب و بالعطش بعد المسافه الطويله التي قطعتها فهذا الحر اللاهب ,



فلم تشعر برغبه فالتحدث مع الرجل الذي بدات تخشاة ,



عليها ان تحافظ على نشاطها و حماسها و طاقتها لانها ستكون فحاجة اليها ذلك المساء لتبقية بعيدا عنها .



و مع هذا فهي تعترف ان شغف دييغو فيها و ولعة و شوقة ,

اضافه الى الديكور الرومانى المحيط بيهما ,

كلها توقظ بها رغبتها .



و من حسن حظها .

فقد ادرك دييغو انه من الاروع تغيير المقال ,



فبدا يتحدث بمرح و طلاقه عن حاجات كثيرة و فالوقت نفسة كان يحتسى الشاى و ياكل السندويتشات الصغيرة و الحلوى بالكريما التي احضرتها جوانيتا .



” هل تعرفين يا لورا ان هذي الفيلا تحمل اسم جدتى ؟
”.


” لا .

لم اكن اعرف ان جدتك تدعي جاسينتا “.


” عندما بني و الدى ذلك البيت ,

اعطاة اسم و الدتة ….”.


سالتة فصوت ساخر :


” و لماذا لم يعطة اسم زوجتة “؟.


غاصت نظرات دييغو بتعبير حزين فقال :


” لم توافق جدتى على زواجهما ,

فى الحقيقة ممكن القول ان و الدتى لم تستطع التجاوب مع تقاليد البلاد …..”.


“وما هو اسم و الدتك “؟.


” لورا .

لورا دايفيس “.


كانها تلقت حماما مثلجا .



هل كانت كونسيويلو على حق عندما قالت ان دييغو لم يتزوجها الا لانها تشبة و الدتة ؟



حتي انهما تحملان الاسم نفسة …..


سالها دييغو بلطف عندما راها تنتفض :


” ماذا جري يا حبيبتي ,

تبدين كانك تخشين حكم جدتى … لكن هل تعتقدين انها استقبلتك بالحراره و ذلك الحب و اعارتك فستان عرسها ,

لو لم تعتبرك الزوجة التي احلم فيها ؟
”.


و ضعت لورا فنجان الشاى على الطاوله و قالت ببرود :


” لا يهمنى كثيرا ما اذا كانت جدتك تقبلنى ام لا “.


انها كذبه و اضحه .

فى الحقيقة ,

احبت لورا كثيرا هذي المرأة العجوز التي تتمتع ببعض الاستبداد و الجمال ,

والتى لا تخفى حبها الكبير لحفيدها الوحيد .



اضافت و هي تنهض دفعه واحده :


” هل يمكننى الان ان اتوجة الى غرفتي ؟
”.


ساوصلك الى جناحنا ,

ان جوانيتا تعد لنا عشاء بسيطا و خفيفا .



لكننا لن نتناولة قبل الثامنة و النصف ,

وامامنا العديد من الوقت حتي هذا الحين “.


تساءلت لورا بعبنوته و هي تتبعة فالبهو ,

ثم فالممر :


” امامنا الوقت كى تفعل ماذا ؟



هل سيحاول تنفيذ ما يجول فخاطرة ؟
”.


فتح دييغو باب شقتهما الفاخره المستقله تماما عن البيت .



و فرواق صغير تطل غرفه نوم شاسعه مزينه و مفروشه فذوق مترف و لطيف ,



الابواب الزجاجيه تفتح على شرفه مزهره تطل على قسم من الشاطئ ,



و فو سط الغرفه سرير عريض .



التفتت لورا الى دييغو و قالت :


” بما ان العشاء سيتاخر ,

فاننى اود ان اذهب لزياره و الدى قبل ….”


” كلا يا حبيبتي ,

هذا لا ممكن تحقيقة اليوم “.


فقالت لورا بغضب :


” لكن لماذا ؟

لقد اتفقنا على …..”.


” لقد اتفقنا على ان تتزوجينى ليصبح لدى اسباب و جية يمكننى من مساعدة و الدك على ان يمثل امام المحكمه باسرع وقت يمكن .

لقد و عدتك بان افعل هذا ,

وساحقق ذلك الوعد “.


” و اتفقنا كذلك على رؤية و الدى “.


فقال بهدوء :


” نعم ساتيح لك هذا .

لكن كثيرين سيفاجاون بان ترغب زوجتي فالابتعاد عنى ليلة العرس …


و الدك كذلك سيستغرب هذا ….”.


” لماذا ؟

انة يعرف ان ….”


توقفت لورا عن متابعة الكلام و عضت على شفتيها ,



صحيح .
.
لا يعرف و الدها ان ذلك الزواج ليس زواج حب .



” ان و الدك يعرف فقط انني احب ابنتة اكثر من اي امرأة ثانية ,



و ان سعادتها هي اقصي ما اتمناة “.


اكثر من اي امرأة ثانية .

انة يعني و الدتة …


تضايقت لورا فجاه ,

وتوجهت نحو النافذه و اسندت جبينها الملتهب اليها و راحت تتامل الامواج تتكسر على الصخور .



لماذا رفض دييغو ان يسمح لها برؤية و الدها الان ؟



هل يخاف اقاويل الخدم ,

او انه يصر على ان يملكها قبل ان يتسني لها الهرب ؟



قالت فجفاف :


” بما انه لا مجال لرؤية و الدى الان فانى اروع ان استريح “.


و فوجئت بقبول دييغو عرضها :


كما تريدين يا حبيبتي ,

ساتى لاخذك الى العشاء فالثامنة .



استريحى جيدا “.


و بعدما اغلق الباب و راءة ,

خلعت لورا حذائها العالى و شعرت بالم فراسها ,



فتناولت حبتى مسكن من حقيبتها و توجهت الى الحمام .



كان الحمام مقسما الى جزئين .



الاول يحتوى على مغسله كبار و حنفيه مذهبه .
وطاوله زينه كبار تضم عددا كبيرا من الادراج تعلوها المرايا الرمتفعه حتي السقف ,



اما الجزء الثاني فقد ذكرها بالحمامات الرومانيه .

فهو مؤلف من حوض رخامي اخضر فو سطة نافوره ماء تحيط فيها احواض مزحلوه باشجار النخيل ,

وما ان تناولت حبتى المسكن حتي عادت الى غرفتها و بدات تخلع ملابسها .



فتحت باب الخزانه الواسعة و وجدت فجهه جميع ملابسها ملعقه باتقان ,

وفى الجهه الاخرى كانت ملابس دييغو ,



يا الهى ,

يجب ان تقنع نفسها انه الان زوجها و انه يحق له ان يضع ملابسة مع ملابسها .



و بحركة غاضبه تناولت قميص نوم من الساتان الابيض و هرعت الى الحمام ,



حتي المياة الناعمه التي و ضعت بها الاملاح ذات العطور المختلفة لم تساهم فاسترخاء عضلاتها بصورة كاملة .



لكن عقلها يعمل باستمرار و تبحث من دون جدوى عن كيفية تجعل دييغو يتراجع عن تصميمة .



بامكانها ان تهرب من البيت و تستقل سيارة دييغو و تذهب الى اكابولكو .

لكن هذا لن يخدم قضيتها و لن يعيد الحريه الى و الدها .



لا يمكنها الاستغناء عن مساعدة دييغو ,

انها حلقه مفرغه .



خرجت من المغطس و لفت جسدها بمئزر الحمام .

ثم راحت تجفف جسمها و ارتدت قميص النوم .



قد توصلت الى اقناع زوجها بان رجلا يحترم نفسة لا ممكن ان يحقق لنفسة ايه متعه ضد ارادتها .



تمددت فوق الغطاء الحريرى المعرق الذي يلف السرير .



ماذا تفعل كى تجعل دييغو بعيدا عنها .



راحت تقارن بين و ضعها بوضع شهرزاد التي نجحت فالنجاه من الموت المحتم طوال الف ليلة و ليلة .
.


لانها راحت تروى لشهريار القصص المشوقه التي لا نهاية لها ….


و لكن هل ستتمكن بهذه السهوله من ان تحول دييغو عن الهدف الذي صمم على تحقيقة ؟



6-الهمسه الحاسمة

عندما استيقظت لورا كان الظلام ربما ملا الغرفة.
وللحظات لم تتذكر اين هي،
ولا لماذا هي هنا.
لكنها عندما سمعت صوت الباب استعادت ذاكرتها بسرعة.

بدا قلبها ينبض بسرعه جنونية،
عندما رات دييغو،
فى بذله المساء البيضاء،
يتقدم بخطوات و اسعه نحو السرير.
نظر اليها بدقه و تهلل و جهة عندما شاهد قميص نومها نص المفتوح.

حاولت لورا اقفال القميص،
لكنة ابعد يدها،
وجلس قربها و وضع راسة على صدرها.
ويصورة غريزية،
وضعت يدها على شعرة الاسود مستمتعه بهذه المداعبة.

همس دييغو بصوت مبحوح “انت جميلة الجمال يا حبيبتي”.

وعندما شعرت بجسمة يقترب منها،
استعادت و عيها ماذا تفعل بين ذراعى ذلك الرجل الذي تسخر منه،
والذى استفاد من نعاسها ليفاجئها؟

الحت بصوت مخنوق:

” ارجوك ابتعد عني”

وبحركة مفاجئه توصلت الى ابعادة عنها.

” لن تسامحنا جوانيتا،
اذا لم نتذوق الاكل الذي احضرتة خصيصا لنا”

لم تجرؤ لورا على ان تنظر الى زوجها.
فسكتت.
اخيرا قال دييغو فلهجه ساخرة

” اه،
سوف تفهم،
اننى متاكد انها تفهم.

لكن قد كنت على حق و سوف ننتظر… قد ذلك افضل…”

القي نظره سريعة على ساعة يدة الذهبية،
ثم قال.

” اذا اسرعت بارتداء ملابسك،
فلن تتثانية عن العشاء.
ساختار ما تريدينه”

ابتعد باتجاة الخزانه و عاد حاملا فستانا طويلا من القطن الابيض المقطع بالرسوم الهندسية.
وقال لها و هو يضعة على طرف السرير:

” لديك تشكيله رائعة من الملابس الجميلة يا حبيبتي،
لكنى ساشترى لك العديد ايضا،
مما يصدر عن دور الازياء الباريسية.
وسوف اشترى لك الحلى و …”

قاطعتة لورا بسرعة:

” الثياب و الحلى لا تهمنى ان الشئ الوحيد الذي ارغب به هو حريه و الدي”

” انت تعرفين جيدا اننى سافعل جميع جهدى لاحصل عليها.
هل تشكين فكلامي؟”

“ساصدقك بسهوله اذا و عدت بالا تلمسنى و الا تمارس حقوقك كزوج قبل خروج و الدى من السجن”.

فقال فتقلص:

” لكن ذلك ممكن ان يدوم اسابيع،
وربما شهورا!
هل تظنين اننى من حجر؟
هل تظنين يامكانى النوم قرب زوجتي كاللوح؟
لا ذلك غير و ارد… و ليس صحيحا سواء باللنسبة الى او بالنسبة اليك”.

ارتجفت عينا لورا.
احست بانها كانت تتجاوب مع مداعبتة لها.
كيف و صلت الى حد ان تكشف عواطفها؟

قالت بوضوح:

” لن تكوت صمه مشكلة اذا لم نتقاسم السرير نفسه”.

انتفضت عندما رات دييغو،
الغاضب،
يمسك بمعصمها و يضغط عليه بقوه و يقول:

” لا تتعلقى بالاوهام،
يا لورا،
قبل نهاية الليل،
برضاك او بالقوة،
ستصبحين زوجتي.
والان اسرعي.
انتظرك فقاعه الاستقبال الصغيرة”.

نظرت الية بغضب و هو يعبر عتبه الغرفه و يغلق الباب و راءه.
من يصبح ذلك الرجل ليشتهى امرأة ترفضه؟
هل تسلية مقاومتها له و تثيره،
بدل ان تبرد اعصابه؟

اذا كان هذا صحيحا،
فستخيب لورا اماله!
وعدت نفسها بان تتصرف بين ذراعية كعجينه رخوة،
من دون انفعال.
لن تقاومة و لن تشجعة ايضا.
ربما تامل بان تمنعة كبرياؤة فمثل هذي الظروف من ان يرغمها على اطاعته.

بعد ذلك القرار شعرت لورا بارتياح.
ارتدت الفستان الذي اختارة لها دييغو و و ضعت الزينه و العطور و توجهت الى غرفه الاستقبال.

كان دييغو مديرا ظهرة يحدق فعتمه الليل.
راي انعكاس لورا من اثناء زجاج النافذة،
فاستدر مسحورا امام زوجتة الجميلة ففستانها الابيض.
ولما رات نظراته،
ندمت لانها لم ترتد فستانا عاديا اقترب منها بسرعة،
ورفع يدها و راح يقبلها و همس:

” صحيح ان الجواهر لن تزيد من جمالك،
يا حبيبتي”

لكنها افلتت منه بلطف و جلست فكنبه مريحة.
وسالتة متجاهله نظرتة المهانة.

” هل يمكننى ان اشرب شيئا؟”

سكب لها دييغو عصير البلح المثلج و سكب لنفسة كاس ماء بالليمون بعدها قال بلهجه احتفاليه يتخللها القليل من السخرية:

” ارفع كاسى لصحتنا “.

ولما لاحظ ان لورا لم تسمع ما قالة افرغ كاسة و جلس فمقعد اخر،
وقال بجفاف

” لم يسبق ان فرضت على امرأة شيئا اريدة “.

كانت لورا تدرك انه تعرف الى عدد كبير من النساء فحياته.
هذا طبيعي لرجل مثله،
يتحلي بمركز رفيع فالمجتمع،
اضافه الى جاذبيته و رجولته.

شربت العصير و سالتة بصوت متردد:

” الشخص،
اقصد الاشخاص الذين ستتصل بهم بخصوص و الدي،
هل بامكانهمان يعجلوا فتحديد موعد المحاكمة؟”

” لم افعل شيئا حتي الان “.

” لكنك و عدت …”

” لقد و عدت بان احدثهم عن و الدك.
ويوم عرسى ليس بالظرف المناسب و انت تعرفين هذا جيدا.
سافعل اثناء اسبوع او اسبوعين …”

” اسبوع او اسبوعين،
واثناء ذلك الوقت،
يبقي و الدى فالسجن.
اتجد هذا طبيعيا؟”

” يجب الا نبالغ فالامر.
ان و الدك فايدى امينة.
وهو الان يتناول عشاء فاخرا لا ينقصة اي شئ.
ولا حتي الرفقة النسائية اذا كان ذلك ما يرغبه”.

احمرت لورا خجلا و قالت:

” كيف تجرؤ ان تقول … ذلك … عن ابي …”

” ان و الدك رجل كبقيه الرجال،
اليس كذلك؟”

بعدما طرقت الباب دخلت جوانيتا،
مضطربة و معتذره عن تاخرها

فقال دييغو بلطف:

” ذلك غير مهم،
يا جوانيتا،
لم تنتة السينيورا من كاسها بعد “.

” شكرا،
سينيور العشاء حاضر “.

وبعدما خرجت الخادمه و اغلقت الباب و راءها،
نهض دييغو و قال:

” لو سمحت ان تنهى عصيرك يا حبيبتي،
كى نذهب الى العشاء.
لقد امضت جوانيتا ساعات تعد الطعام.
ولا داعى لان ندعها تنتظرنا اكثر”.

فقالت لورا و هي تفرغ كاسها.

” ليس فنيتى ازعاج جوانيتا،
ابدا”

قالت لورا لنفسها : “ان دييغو يحترم موظفية و يحرص على راحتهم،
بينما رغباتها هي تبدو احدث اهتماماته.
يالسخريه القدر!

قال و هو يتابط ذراعها:

” لورا.
اسمعى جيدا.
لا اريد ان تعرف جوانيتا اننا لم نتزوج عن حب.
فهي تنتظر ذلك اليوم منذ زمن .
.”

اجابت لورا بقسوه و هي تفلت من قبضته:

” تبا لجوانيتا و للجميع فكل حال،
ليست جوانيتا من يضطر مقاسمتك سريرك و ما ئدتك “.

تقدمت امامة فخطي اكيدة،
لكنها توقفت فمنتصف الممر،
ضائعه امام العدد الهائل من الابواب لا تعرف اي منها تختار.
ومن دون كلمه لحق فيها دييغو بعدها ادخلها الى قاعه الاكل المتصلة بالدار الكبير بباب ذى مصراعين.
غرفه الاكل بسيطة،
لا تشبة فشئ غرفه الاكل الواسعه بقصرة فمكسيكو.

فكرت لورا و هي تتامل الطاوله الممدوده فدقه و فن:

” يالها من و رطه “.
ان اي بنت فالعالم تحلم بمثل ذلك الديكور ليلة عرسها.
برفقه زوج جذاب مثله!
لماذا اختار ذلك الرجل المتعجرف،
الجذاب الذي يستطيع ان يملك جميع النساء،
اختارها هي بالذات؟

ظهرت جوانيتا حامله الوجبه الاولي المؤلفه من اللوبياء المتبله بالحشائش العطريه و الجبن و الصالصة الحامضة.
انة حساء شعبى اعجبها طعمه،
لكنها لم تكن قادره على احتساء الا القليل منه لانة حار.
الوجبه الاخرى كانت مؤلفه لحم الاوز المطبوخ.
اكلت بعضا منها.
ولم يكف دييغو من النظر اليها بشكل مبهم.
كان يلعب مع طريدتة لعبه الهر و الفار …

ولما مدت يدها لتتذوق العنب الهندي سالها دييغو فجاة:

” منذ متي عقدت خطبتك على ذلك الاميركي؟

فقالت متعجبة:

” برانت؟

اجاب بخشونة:

” هل كان العديد قبله؟

” كلا.
هو فقط.
انة الرجل الاول الذي تعرفت الية منذ خروجى من الدير.
كنت اسمع دائما اخبار صديقاتي.
يتحدثن بفرح عن اصدقائهن الرجال.
الذين تعرفن اليهم اثناء العطله الصيفية.
اما انا فكنت امضى عطلتى على متن سفينه و الدى و ذلك كان يكفينى حقا “.

” الى ان دخل برانت فحياتك؟

” نعم.
انة يملك جميع ما ترغب اي امرأة ان تجدة فالرجل “.

وعندما رات و جة دييغو يتجهم اضافت:

انة شاب حسن المظهر،
ساحر،
تحبة الفتيات.
وقد حسدتنى العديدات عليه ”

انهت كلماتها بصوت مخنوق.
وتذكرت بدقه غريبة،
الاسباب =الذي دفعها الى قبول الزواج من الاميكرى برانت.

ذات مره عادا باكرا من عطله نهاية الاسبوع،
امضياها لورا و برانت فمنزل و الديه.
وبرغم استقبالهما الحميم لها،
والحاح برانت بالذات،
كانت لورا متردده فان تعدة بالزواج.
صحيح ان المحامي الشاب يتمتع بمزايا عديدة،
لكنها كانت تشعر بانه جدى اكثر من اللازم.
نادرا ما كان يعانقها او يداعبها،
لم يكن قادرا على ان ينس لحظة،
ان لورا تلقت تربيتها على ايدى الراهبات.

ومع ذلك،
وفى هذا اليوم بالذات،
اتخذت قرارا نهائيا بان تتزوجه،
بعدما رات و الدها يعانق بنت سمراء على سطح السفينة.
التى كانت تتوجة نحوها برفقه برانت.

ومن دون تردد،
التفت لورا برفيقها و اقترحت عليه ان يعودا من حيث اتيا،
او بالاحري الى مطعم قريب لشرب القهوة.

لم تكن تريد ان تري و الدها فهذه الحالة.
وفهمت حينئذ انه لم يعد لها مكان فحياة و الدها.

صحيح ان برانت فوجئ بقرارها،
لكنة لم يخرج استغرابه.
فهو بتمتع باعصاب هادئه الى درجه الغيظ.

قال دييغو بصراحه قاسية:

” لاشك ان احدي الفتيات التي كانت تغار منك،
ستكون مسروره جدا جدا لان تستعيد حبيبك القديم “.

اخفضت لورا عينيها.
حزن قلبها امام فكرة ان برانت يغازل امرأة اخرى.
نهضت و قالت متثائبة فالوقت الذي دخلت به جوانيتا حامله صينية القهوة.

” انني مرهقه و اريد …ان اذهب الى غرفتي “.

نهض دييغو فالحالو وضع ذراعة حول كتف لورا و قال للخادمة:

” ان السينيورا متعبه بعد ذلك النهار الطويل.
لن نتناول القهوه “.

ابتسمت جوانيتا و قالت:

” نعم سينيور.
ليلة سعيدة “.

ولما و صلت الى غرفتها،
حاولت لورا اغلاق الباب على دييغو،
لكنها لم تنجح.

توجهت الى منضده الزينه و خلعت حلقها الماسية و و ضعتها فعلبه الجواهر.
ثم قالت بجفاف:

” فمنزل شاسع كهذا،
لاشك ان غرف النوم عديده “.

فقال بهدوء:

” نعم.
لكننى قررت ان اتقاسم هذي الغرفه مع زوجتي “.

صرخت لورا:

” انا لست زوجتك”.

قال و هو يرفع يدها اليسري و يتامل محبسها الذي و ضعة فاصبعها فالصباح:

” لكن،
يا حبيبتي،
هذا هو الدليل …”

فقالت و هي تسحب يدها:

” جميع ذلك مسرحيه محزنه و انت تعرف هذا جيدا.
كيف استطيع التعبير عن محبتى لرجل لا اعرفه؟
فكيف اذا كنت لا احبه!

لمع و جة دييغو و قال بصوت مداعب:

” غالبا ما ياتى الحب بعد الزواج يا حبيبتي..
ان الزوج الحنون و المهتم يعرف كيف يجلب الحب الى قلب زوجته…”

فقالت و هي تدير ظهرها:

” صحيح اننى ترعرعت فدير.
لكننى نشات فبلد حر حيث النساء عرفن منذ زمن طويل كيف يتخلين عن سيطره الجنس القوي “.

” اذا فانت تفضلين هذا الاميركى الفاتر الذي نشلتك من بين يديه.
حبيبتي.
سوف نرى…ساتركك عشر دقيقة فقط لاغير ملابسى “.

ظلت لورا محدقه للحظه طويله فالباب حيث خرج دييغو.
لا شك انه ذهب الى غرفه ثانية ليغير ثيابه.
سوف تقفل الباب.
ومن المؤكد انه لن يحاول خلع الباب خوفا من ازعاج جوانيتا..

ولكن لا مفتاح بالباب،
لا فالخارج و لا فالداخل!
كاجت ان تجهش بالبكاء.
وفجاة،
اتخذت قرارها النهائي.
فخلعت فستانها و ارتدت قميص نوم حريرية،
وكانت متاكده من شئ واحد: ربما يمتلكها دييغو هذي الليلة لكنها لكنها ستفعل المستحيل كى لا تدعة يشعر باى اكتفاء لكبريائة و عزه نفسه.

لم تكن لورا تدرك الوقت الذي مر،
فاغلقت باب الحمام و راءها و راحت تغسل اسنانها و تزيل الزينه عن و جهها.
ثم سرحت شعرها.

عيناها الخضراوان تعكسان نوعا من الالهام و الوله.
حلمت كاى بنت شابة بليلة عرسها،
لكن بصورة غير و اضحة.
كانت دائما تتصور زوجا جذابا،
حالما و رومنطيقيا،
يعرف ما تطلبة المرأة فمثل هذي المناسبة.

فجاه انفتح الباب و اطل دييغو مرتديا مئزرا من الحرير.
اة كم هو بعيد من رجل احلامها الناعم!
قالت بصوت متقطع لتربح بعض الوقت:

” لست…لست جاهزة “.

ومن دون ان يتحرك ظل يتاملها من راسها الى اصابع قدميها.
فالتفتت لورا بعبنوته نحو المغسله لترتب بعض الاغراض.
فامرها باختصار:

” اتركي ذلك كله و تعالى ”

وبحركة من اصابعها المرتجفه اوقعت لورا معجون الاسنان.
ثم و كان صوت دييغو سحرها،
اقتربت ببطء و كانها مخدرة،
فضهما الى صدرة بشدة.
ثم حملها بين ذراعية كالريشه و توجة فيها الى الغرفه و هو يهمس بعبارات ناعمه و ساحرة.

وضعها على السرير بلطف،
وجلس قربها.
كانت لورا جامدة كالثلج و هو غارق فمداعبتها… لكنها لم تستطع الاستمرار فالصمود

قرارها ان تظل باردة كالحجر بين ذراعى زوجها لم ينفذ،
لانها كانت تشعر باحاسيس مثيره من جراء ملامساتة البارعة.

همس دييغو بحراره و بالاسبانية:

” حبيبتي،
انى احبك ”

وغريزيا كانت لورا تداعب كتفية قبل ان تغرز اصابعها فشعرة الاسود.
كانت تهمهم باللغه الانكليزية بعبارات متقطعة بعدها قالت من دون و عي

” اة برانت،حبيبي!

عم صمت لبضع ثوان.
ثم سحب دييغو شعرها بعنف و همس بصوت اجش:

” ماذا قلت؟

انتفضت لورا فارتعاشه غير اراديه و استعادت بروده اعصابها.
انها تحمل الحل لجميع مشاكلها.
كيف لم تفكر فذلك من قبل ؟

فقالت فبرائه متصنعة:

” هل قلت شيئا ما ؟

فقال و هو يرمقها بنظره غاضبة:

” لقد همست باسم برانت ”

فقالت و هي تقطب حاجبيها:

” اه،
ليس هذا غريبا فمثل هذي الحالة…برانت و انا كنا…”

وتوقفت تاركه دييغو ينهى الجملة.
كانت تشعر بان جسمة يرتجف غضبا.
فسالها بهدوء يشوبة تهديد و اضح:

” هل كان عشيقك؟

تطلعت الية بنظرة خالية من اي تعبير و قالت ضاحكة:

” و ماذا كنت تتصور؟
فى الولايات المتحده الاميركيه يتمتع المخطوبين بحريه احسن من هذي البلاد!
هل كنت تتصور ان برانت و انا يمكننا التوصل الى الاتفاق على الزواج من دون ان نعرف مسبقا اننا منسجمان على كل الاصعدة؟

رفع دييغو مرفقية و سمرها على السرير و نظر اليها بغضب و قال و هو يشد بشعرها”

” لا اريد ان امارس حقوقى مع امرأة سبق و عرفت رجلا اخر.
لماذا تزوجت مني؟
لماذا؟

فقالت و هي ترفع كتفيها:

” لانك لم تترك لى اي خيار ان و الدى …”

قفز دييغو من السرير و هو يطلق سيلا من الشتائم باللغه الاسبانية.
و وضع مئزرة و التفت الى لورا و رمقها بنظرات حقيرة.

” و الدك… دائما و الدك … هل تتصورين اننى بعد جميع ذلك العار،
سارفع اصبعا واحدا لاساعدة على الخروج من هذي الورطه التي وضع نفسة فيها؟
يمكنة ان يمضى حياتة كلها فالسجن!

بعد هذي الملاحظة،
خرج من الغرفة،
تاركا لورا فحالة انهيار.
نجحت فانقاذ نفسها و لكن ماذا كان الثمن؟

 

الفصل السابع …….

7 – مشاعر متناقضه …..

“لورا “.


غصبا عنها فتحت لورا عينيها الناعستين و تسائلت فخوف اين هي .



بعدها تعرفت الى الوجة القاسي ,

ذى الملامح النبيله المتعجرفة


الذي كان يترائي لها فنومها الملئ بالكوابيس .



و بحركة من يدة ,

اشار دييغو الى الصينية الموضوعة على الطاوله بعدها قال :


” جئتك بطعام الفطور .

كان يجب ان افعل ذلك و الا استغربت جوانيتا الامر و ……..”.


تقوقعت لورا و سالتة :


” ماذا …..
ماذا قلت لها ؟
”.


اجاب و هو يتجة نحو النوافذ ,

ويفتح الستائر تاركا النور يدخل بقوه الى الغرفه :


” هل اعتقدت باننى ساقول لها الحقيقة ؟



اي انني امضيت الليل بعيدا عن زوجتي التي و هبت نفسها لرجل احدث ؟
”.


تكلم من دون غضب و بصوت حزين ,

شعرت لورا بالدمع يصعد الى عينيها متاثره بكبريائة .



كانت تريد ان تتراجع عما قالتة بالامس و ان تقسم له ان برانت احترمها دائما ,

وانة هو ,

دييغو بالذات هو الذي عرف كيف يحرك المشاعر التي كانت تجهلها حتي الان هذي الليلة ,

ليلة الحب المتقطع و ضعتها على شفير الانهيار و كانت سببا فارقها .



و من دون كلمه ,

جلست فسريرها و القت نظره خاطفه الى الصينية المليئه بالماكل الشهيه .



فسله كان الخبز الصغير الطازج و الساخن و الزبدة الشهيه بشكل اصفاد موضوعه فصحن من الكريستال الثمين ,

وقرب ابريق القهوه المصنوع من الفضه و ضعت و رده حمراء فمزهريه صغار .



فهمست لورا بصوت خافت :


” شكرا لهذا الفطور .
.
الورده ….
جميلة “.


قال دييغو و هو يقترب من السرير :


“ليس انا من اعد الصينية .

عليك ان تشكرى جوانيتا “.


” اه”


لماذ خاب املها الى هذي الدرجه .

لا تعرف ؟



و فحركة خاليه من اي حنان ,

اخرج دييغو من جيبة علبه صغار و رماها على السرير و اضاف بسخريه :


” من عاداتنا ان نقدم هديه الى العروس ,

شاكرين لها محبتها و رقتها اثناء ليلة العرس ,

من الاروع ان تاخذيها “.


اخذت لورا العلبه بيديها المرتجفتين و فتحتها بعنايه ,

وجدت لورا داخل العلبه المبطنه بقماش الساتان الابيض زوجان من الحلق ,

مصنوعان من الزمرد المحاط بحبات الماس ,

التى تشبة خاتم خطبتها .



” ارجو ان تضعيها هذي الليلة اثناء العشاء “.


تلعثمت و هي تنظر الى و جة دييغو الحزين :


” انها جميلة جدا جدا .

لكن يجب ان تحتفظ فيها لزوجتك “.


” انت زوجتي ,

وكما سبق و قلت لك ,

لن اتزوج الا مره واحده فحياتي “.


سالتة بعد زفره عميقه :


” حتي بعد جميع ما حدث الليلة الماضية ؟
”.


بعدها اضافت بعدما اطلقت ضحكه خاليه من الشعور باى فرح :


” لكنك لست ناسكا “.


” لم اعتد العيش كناسك ,

وبانتظار ان انسي خيبه املى بعد خداعك لى ,



فلن تنقصنى النساء عندما اري اننى بحاجة الى واحده “.


قالت و كانها تلقت صفعه :


” و النساء الاخيرات ,

السن جديرات بالاحتقار ؟
”.


فاجابها بصوت هادئ و هو يتجة نحو الباب :


” لا تخلطى الحاجات ,

لم يسبق ان فكرت ان تكون زوجتي واحده منهن .



احتسى القهوه بعدها تعالى لنسبح فالبركة قبل الغداء و سنذهب لزياره و الدك ففتره بعد الظهر “.


شعرت لورا بجفاف فحلقها ,

فسكبت عده فناجين قهوه شربتها بنهم .



لم يكن و ضعها اروع من يوم امس ,

سيبدا لعبه الهر و الفار .



و متي سئم من النساء سيفرض عليها ان تقوم بواجباتها الزوجية ,



و سيعرف حينذاك انها كذبت عليه فيما يتعلق ببرانت …..


لكن فالوقت الحاضر يبدو انه عاد عن قرارة فاهمال و الدها و تركة الى القدر ,



و ذلك فحد ذاتة انتصار .



عندما خرجت لورا من غرفتها ,

كانت الساعة العاشرة


و فالممر التقت جوانيتا التي احمر و جهها ,



لاشك فان الخادمه اعتبرت هذا ناتجا عن قضائها ليلة جميلة بين ذراعى زوجها .



فقالت الخادمه و هي تتامل لورا من شعرها المرفوع الى الوراء الى قدميها النحيفتين مرورا بفستانها المزهر :


” صباح الخير سينيورا راميريز “.


” صباح الخير يا جوانيتا “.


بدت الخادمه مسروره من ان الفتاة الامريكية تجيد اللغه الاسبانيه ,

فقالت جوابا على احد اسالتها .



” ان السينيور فالبركة ,

يمكننى ان اجلب لك بعض الشراب ,

اذا كنت تريدين هذا “.


” شكرا ,

اروع بعض القهوه اذا كان ذلك ممكنا “.


” ساعد القهوه فالحال “.


قطعت لورا بهوا فو سطة سبيل ماء و اسع ,



حولة النباتات المتسلقة على اعمدة حديديه ,



فجاه شاهدت بركة السباحه المستطيله ذات اللون الازرق الفيروزى تلمع تحت سماء شديده الزرقه .



و تاملت بامعان شديد شبح دييغو على حافه البركة و بالرغم منها بدا قلبها ينبض بسرعه و هي تتامل جسمة الرائع الملئ بالرجوله و كتفية العريضتين و قدمية المعضلتين .



كان و اقفا يستعد لقفزه .

ومن دون ان يراها رفع ذراعية الى الشمس ,



بعدها قفز تحت الماء و لم يخرج الا بعد ان وصل الى الطرف الاخر من البركة .



و اثناء عملية الغطس ,

جلست لورا على سرير بحر مبطن و راحت تدهن قدميها بزيت و اق للشمس .



و فجاه شعرت بدييغو يقترب منها و يتوقف قربها و هو يلاحظ ما تفعلة و من دون ان ترفع عينيها طلت تدلك قدميها لتدخل الزيت الى بشرتها .



اخيرا قال بصوت جاف :


“اتصور ان شمسنا المكسيكيه الحارة ستتردد فالتسرب الى بشرتك بعد ذلك التدليك “.


كانت تفكر فيما اذا كانت هذي العبارات تعني شيئا احدث ,



و اذا بدييغو يتناول الانبوب من يديها و يشير الى كتفيها :


“هل تسمحين لى بان ادلك كتفيك …”


” بوسعى ان افعل هذا بنفسي “.


لم يابة دييغو لرفضها بل وضع فيدة قليلا من الزيت و راح يدلك كتفيها بلطف و شعرت بانه يملك اصابع ذهبية ,

فهذا التدليك الخفيف ساعدها على الاسترخاء بعد انفعالات الساعات الماضيه و ليلتها البيضاء ,

فاسترخت و اغمضت عينيها الى ان شعرت بيد دييغو تقترب من صدرها ,

وانفاسة تلامس اذنها ,

فشعرت بقشعريره تعبر جسمها ,

فانتفضت و اقفه .



” اة .

عفوا يا سينيورا ,

احضرت القهوه كما طلبت ….”


و لدي سماعها صوت جوانيتا التفتت لورا بسرعة و احمرت خجلا .



لا شك فان الخادمه شاهدت دييغو يلامسها و لربما اعتقدت انه يهمس فاذنيها بعبارات الحب المعسوله .



و على و جهها تعبير يقول بان ما تراة او تسمععة شئ طبيعي جدا جدا .



قالت لورا عندما اختفت جوانيتا عن الانظار :


” كيف تجرؤ على ذلك ,

لا شك انها فكرت….”


هز كتفية و جلس على طرف سرير البحر و سكب لها القهوه و قال :


” فكل حال انتبهت بسرعه الى عينيك المتاججتين ,

لا شك فانها و زوجها سعيدان و مبتهجان لليلة عرسها ….”


بعدها قدم لها القهوه ففنجان مصنوع من الخزف الصيني ,

فقالت بصوت ساخر :


“انى اعجب لاهتمامك براى الموظفين و الخدم “.


” لا يمكنك ان تفهمى … عندما كنت صغيرا ,

كنت اتى الى هنا اثناء العطله المدرسيه ,



و كان كارلوس و جوانيتا بمثابه و الدي .



و هما الان سعيدان جدا جدا لرؤيتى متزوجا .
.
ويحلمان برؤية ابنائى يقفزون على احضانهما ,



و لذا ,

فلا اريد ان اخيب المالهما “.


اتكات لورا بعنف على ارائك السرير فاندلقت القهوه على الصحن ,



فاذا بدييغو ياخذ الفنجان من يدها و ينظفة بعدها يعيدة اليها قائلا :


” كوني حذره يا حبيبتي “.


قالت فتحد :


” من الذي يمنعنى من ان اقول لهما ان زواجنا ليس سوي مسرحيه .
.!!”.


” اولا ,

لن يصدقالك ,

ثم ,

رغبه منى بان اكذب اقوالك ,

فلن اتاخر عن المطالبه بحقوقى الزوجية و الحصول عليها “.


” صحيح .
.؟؟
وما راى و الدتك بالامر ,

لو كانت لا تزال حيه “.


لكنها كانت ربما و عدت نفسها بالا تدعة يعرف بان تلميحات كونسويلو فيما يتعلق بتشابهها مع و الدتة ربما جرحت شعورها ,

فسالها بصوت مبحوح :


“من حدثك عن امي ؟
”.


” لقد شاهدت صورتها فمكسيكو … ان شبهها بى قوي جدا جدا “.


فقال و هو يتاملها من راسها حتي قدميها :


” ليس ذلك رايى ,

الشبة هو مجرد شبة سطحى ,

فى الواقع ,

ليس بينكما اي شئ متشابة “.


صمت لحظه بعدها نهض قائلا :


” سوف اسبح قليلا قبل موعد الغداء ,

هل تاتين معى ؟
”.


هزت لورا راسها بالنفى ,

فقفز دييغو فالبركة و طرطشها بالماء الذي انعش بشرتها الملتهبه ,



لمااذ لم تتبعة الى البركة برغم حراره الطقس ؟



احتلها شعور بالخدر و الخمول ,

لكنها لم تكن توقف عن التفكير بصورة مستمره .



فكل حال ,

ربما كان من الاروع الا تلحق فيه فالماء ,



قد حدث احتكاك بينهما و هي تعرف انها عاجزه عن مقاومه رغبتها بالاستسلام له كلما اقترب منها و لمس جسمها .



متي اصبح و الدها خارج السجن ,

سوف تفسخ ذلك الزواج الذي فرضة عليها دييغو ,



و تغاذر البلاد و من السهل ان تحصل فبلادها على فسخ للزواج بكيفية اسهل مما يجرى فمكسيكو .



اوقف دييغو سيارتة المرسيدس قرب مركز الشرطة ,

ثم حدج لورا بنظره تهكميه و قال :


“تشبهين كثيرا امرأة عانسا مهانه يا حبيبتي ,

اكثر من عروس متالقه بعدما امضت الليل بين ذراعى زوجها ,

يجب معالجه ذلك الامر “.


فالتفتت لورا نحوة و انفجرت غاضبه و قالت :


” هل تعتقد ان و الدى سيصدق جميع ذلك الرياء و الكذب ؟



و الدى و والدتى احبا بعضهما البعض منذ اللحظه التي التقيا بها .



و يعرف و الدى تماما كيف يخرج الحب و الغرام فعيون العروسين و خاصة بعد …..
بعد …..
اوة … ”


اكمل دييغو ببرود :


“بعد ليلة عرسهما .

اسمحى لى بان اقول لك يا عزيزتى ان و الدتك لم تكن بكل تاكيد ربما نامت مع رجل احدث قبل ان تتزوج و الدك “.


استغرابها المصدوم ما ت على شفتيها ,

لان دييغو جذبها نحوة و خلع نظارتيها ,



بعدها رفع ذقنها بنعومه و حدق فعينيها الخضراوين الناقمتين ,

ثم من غير مبالاه بنظرات الشرطة التي تستعد للدخول الى المركز ,

احني راسة على و جة لورا التي راح قللبها ينبض بسرعه جنونيه ,

ارادت ان ترفع يدها لتبعدة عنها ,

لكنها لاحظت انه انتزع من شعرها الدبابيس و انسدل شعرها الاشقر على كتفيها .



تقلصت حتي لا تنساق مع هذي الاحاسيس المتيقظه من جراء ذلك الاقتحام المنتظر .



عناق دييغو و اصابعة التي تلامس شعرها و عنقها ,

كلها تساهم ففقدانها لوعيها ,



و ادركت ان برانت لم يكن قادرا على ان يشفى غليلها و يطفئ الظما الذي تشعر به


همست فاذنة بصوت مذهول :


” .
.
دييغو ….



و لما دفعها عنه فجاه ,

شعرت بصدمه كبار ,



و اثناء لحظه ,

راح يتاملها كفنان معجب بلوحتة ,



بعدها قال لها بصوت مبحوح :


” و الان لا شك فانك تبدين متعه للنظر ,

سوف يتاكد و الدك من اننا عاشقان متيمان ,



و لما راها تبحث فحقيبتها عن مشط و حمره الشفاه قال :


” لا .

لا تفغلى شيئا ,

والا اضطررت الى ان اعيد الكره “.


تناولت لورا نظارتيها لكن دييغو اعترضهاقائلا :


” اتركي النظارات هنا,
ان نظراتك … كاشفه “.


و برغم غضبها لم تكن لورا مستاءه من وجود دييغو معها ,
,


الشرطى البدين الذي راتة اثناء زيارتها الاولي نهض لاستقبالهما فابتسامه مجامله ,



لكن الشرطيين الاخرين راحا يحدقان فيها بكيفية و قحة,


مما جعلها تلتصق بدييغو الذي وضع ذراعية حول خصرها ,



و لم يتركها الا عندما و صلا الى زنزانه و الدها ,

ولما فتح السجان الباب اسرعت لورا الى داخل الغرفه ,

تبحث عن و الدها الذي كان ممددا على السرير و راسة فاتجاة الحائط و ربما حل مكان السرير الصغير سرير و اسع عليه الشراشف الملونه .



” ابي … ذلك انا “.


استدار دان و فتح عينية كانة يستيقظ من نوم عميق ….


” لورا ؟

هذه انت حقا ؟
”.

انتصب بصعوبه و جلس على حافه السرير ,



بعدها نهض و عانق ابنتة و شدها الى صدرة بعدها قال بصوت ثقيل :


” كنت احلم ,

عفوا يا ابنتى ,

لم انتظر ان اراك بهذه السرعه بعد الزواج ,

والا لرتبت غرفتي ,



اقبل منى احر التهانى يا دييغو .
.”


بعدها ابتعد عن ابنتة قليلا ليتاملها عن قرب .



و استغربت لورا ان تري بشرتة داكنه .

فقال دان بابتسامه طبيعية :


” اري ان الزواج يليق بك يا صغيرتى ,

لم يسبق لى ان رايتك مشعه كاليوم و انني سعيد جدا جدا لذا “.


قالت بصوت خافت :


” كنت اود لو حضرت حفله العرس ,

يا ابي ,

لم يكن هنالك احد من عائلتى .
.”


ضغط دان على يدها و قال بانفعال بعد صمت طويل :


” كان هنالك زوجك ,

انة يساوى جميع اهلك و اصدقائك “.


كتمت لورا احاسيسها و التفتت عفويا الى دييغو و فوجئت ان رات فعينيه الحنان و المحبه ,



فقالت بصوت منخفض :


” نعم ….
كان هنالك دييغو “.


قال دان :


” لنجلس و نتحدث قليلا ,

لا اريد ان احتجزكما كثيرا ,



لا شك انكما ترغبان ان تكونا و حيدين .

كما اننا لسنا ففندق من الدرجه الاولي .



لكن منذ زياره لورا الاخيرة ,

اصبحت غرفتة مريحه جدا جدا ,

وضعت المقاعد الجلديه حول الطاوله و خزانه مليئه بالملابس ,

وعلي الطاوله اباريق القهوه و الشاى و براد يحوى على المشروبات المنعشه .



” دييغو اريد ان اشكرك لكل ما فعلتة لتجعل ذلك المكان مريحا ,

كما احب ان اشرب شيئا على شرفكما .



ماذا تريدين ان تشربى يا لورا ؟



كانت على و شك الرفض ,

لكن نظرات دييغو جعلتها تغير رايها ,



فقالت :


“اريد قليلا من الشاى “.


و قام دييغو يسكب الشاى للجميع .

واذا بدان يرفع كاسة و يقول و هو ينظر الى ابنتة بانفعال كبير :


“ليكن زواجكما سعيدا كما كان زواجى “.


احمرت لورا خجلا و جرعت الشاى و كادت تختنق بعدها قالت :


” اعرف جيدا يا ابي ان زواجك كان فريدا من نوعة “.


لم يكن بامكانها التصور انه سياتى يوم و يشرب و الدها على شرفها فزنزانه مكسيكيه ,

كان عرسها من رجل حقير ؟



هي التي كانت تحلم ان يرافقها و الدها الى العرس و يسلمها الى برانت ,



امر غريب للغايه ….


فجاه ,

عادت الى و عيها و تبين لها ان و الدها و زوجها يتحدثان كانهما صديقان قديمان .



اة لو انها قادره على ان تفتح قلبها لدان ,

او ان تبقي معه لوحدها بضعه دقيقة ,

اثناء الفرص المدرسيه التي كانت تمضيها برفقه و الدها على متن سفينتة برباره ,

كان دان دائما يصغى اليها بانتباة لكل مشاكل و احزان الطفوله و المراهقه .



اما اليوم و الوضع معها متازم ,

فان و الدها هو احدث من يمكنها ان تشكو الية او تفتح له قلبها .



نهض دييغو كانة احس بمدي توترها ,

ووضع فنجانة على الطاوله و قال فمحبه :


” يجب ان نذهب الان يا حبيبتي “.


بعدها اضاف و هو يلتفت نحو عمة :


” تامل خادمتى ان يصبح العشاء الليلة انجح مما كان عليه عشاء الامس ….”


ابتسم دان ترانت بينما ابتعد دييغو نحو الباب تاركا الابنة و الاب يودعان بعضهما البعض على حده .
.


همس دان فصوت مبحوح :


” لقد عثرت على زوج محب يا حبيبتي .
.
اعتنى فيه جيدا ,

هذا ما فعلتة امك و لم تندم ابدا على ذلك “.


ارادت لورا ان تصرخ له انها نادمه على زواجها من ذلك الرجل الذي لا تحب و لا يمكنها ان تحبة ابدا “.


” انت تحب دييغو كثيرا .
.
اليس ايضا يا ابي ؟
”.


اجابها دان و هو يتفحصها بنظراتة :


” نعم ,

سيصبح صالحا لك يا صغيرتى .

لقد عرفت هذا منذ المره الاولي ,

عندما رايتة ينظر اليك فالميرادور


,

كما اننى فخور جدا جدا بابنتى ,

واعتقد ان دييغو محظوظ كذلك و مسرور لانة تعرف اليك ,

لقد قلت له هذا .

وكا من رايى “.


سالتة لورا من دون ان تخفى مرارتها :


” و الان ؟
”.


قال دان و ربما فاجاتة لهجتها الحزينه :


” كان شيئا ما يزعجك يا ابنتى ,

الست سعيدة ؟



احيانا يشعر المرء بالانصدام بعد ليلة العرس الاولي ,

لكن الامور تتبدل بسرعه ,

سوف ترين هذا “.


ادركت لورا انها تشكو بكيفية غير مباشره ,

فقامت بجهد و ابتسمت و قالت :


” بلي انا سعيدة ,

لا يمكننى ان اتصور العيش من دون دييغو “.


فرح لجوابها .

غصت لور و خرجت لتوها من الزنزانه .

طوقها دييغو بذراعية و رافقها فالممشي و لم تتمكن من اخفاء دموعها .



و لما و صلا الى الساره سالها دييغو :


” هل هنالك ما يزعجك ؟
”.


” بالتاكيد .

لماذا الاستغراب ؟

انى متزوجه من رجل ترعبنى مجرد رؤيتة و والدى مسجون فهذا المكان المرعب “.


قامت بحركة غاضبه باتجاة السجن الواقع على الجهه الاخرى من الطريق .



و بالصدفه و قع نطرها على و جة دييغو ,

فانتبهت الى تغير ملامحة بهذه السرعه الرهيبه .

فقدت عيناة لمعانهما و حرارتهما العاديه .



و تقلص و جهة و من دون كلمه اقلع بسيارتة .



و اثناء الطريق عم الصمت ,

مره او مرتين القت لورا بنظره خاطفه باتجاهه


اوقف السيارة امام البيت و اخذ لورا بذراعها و جذبها بقوه نحو الشقه من دون ان يلاحظ نظره جوانيتا المتفاجاه و كانت لورا تنتظر فان تراة ينتقم منها بكيفية .
.
طبيعية .



لكنها ظلت جامدة مستعده لكل شئ ما عدا رؤية ملامح و جهة الجامدة .
.


فهمست بعدما دفعها بقوه الى داخل الغرفه :


” دييغو ”


بعدها رددت بصوت مرتجف و هي ترفع عينيها نحوة :


” دييغو .
.
دييغو “.
” اجلسى ”


تقدمت خطوه منه و فنظراتها توسل …..


” اجلسى .

انى امرك ان تجلسى ,

اسمعيني جيدا “.


جلست لورا فمقعد و هي تحدق به .
.


توجة دييغو الى النافذه و ادار لها ظهرة و بعد صمت طويل قال بدون ان يلتفت اليها :


” لقد اخطات ,
,,
اخطات عندما تزوجتك بعدما انتزعتك من خطيبك ,
,
واخطات فالاستفاده من وضع و الدك لارغمك على الزواج الكرية بنظرك .



كنت اعتقد بانى قادر على التوصل الى ان اجعلك تحبيننى .
.
لكن … ”


التفت نحوها و هو يهز كتفية .

فهمست لورا فصوت متقطع


” الحب ….
لا ممكن فرضة “.


اضاف و هو ينظر الى النافذه :


” اعرف ذلك الان .
.
و لذا ,

لن افرض عليك شيئا .
.
من الاروع ان نظل متزوجين مدة من الوقت .



ذلك يسهل على القيام بالمساعى الضرورية لاخراج و الدك من السجن و متي اصبح حرا اعيد لك حريتك “.


” اتريد ان تقول ……….”


” سوف نطلب فسخ الزواج ”


” لكن … دييغو ….”


ذلك ما كنت تريدينة منذ البداية .
.
اليس ايضا ؟



ان تظهرى و الك من السجن و الالتحاق بالرجل الذي تحبين ؟
””.


حزن قلب لورا و تلعثمت و هي تقول بصوت خافن :


” نعم ”


بينما ادار دييغو ظهرة و خرج من الغرفه …

الفصل الثامن ….

8- ما طعم الحياة بلا حب ؟



همس جار لورا بلهجه متملقه :


” ان زوجك محظوظ جدا جدا لانة عرف كيف يقطف احلى زهره ليزين طاولتة يا سينيورا “.


القت لورا نظره سريعة الى الطرف الاخر للطاوله المستطيله .
.


كان دييغو يصغى بانتباة الى حديث جابرتة الجذابة .



كان يبدو مسحورا بجمال هذي المرأة السمراء .
.


التي كانت ترتدى فستانا ابيض ضيقا يخرج تفاصيل جسمها الرائع .



اجابت بابتسامه مشدوده :


” لا اعتقد بان زوجي كان يجد صعوبه فتزيين طاولتة بالزهور يا سينيور “.


اضاف جارها الذي كان يتبع اتجاة نظراتها :


” لا تقلقى عليه فيما يتعلق بفرانسيسكا ,

انة حب قديم ,

حب الطفوله ,



لقد تزوجت من رجل فرنسي ,

وسمعت انها كانت سعيدة جدا جدا معه .



لكن للاسف ,

توفى انطوان منذ بضعه شهور ,



كانا يعيشان ففرنسا ,

لكن فرانسيسكا فضلت ان تعود الى و طنها ,



فبامكان عائلتها و اصدقائها ان يساعدوها فالتغلب على احزانها .



شاهدت لورا يد دييغو فيد الارمله الرائعة ,



حيث ابقاها لمدة طويله ,



حاولت جاهده ان تتحرك و تتذوق ثمر الفريز الذي ينمو فجنوب المكسيك ,



لكن قابليتها ضاعت ….


و ضعت شوكتها فالصحن و اشارت سرا الى الخادمه ,



و بعد لحظه ,

قدمت القهوه الى المدعويين ,



نظرت لورا بسرعة نحو زوجها ,

انة ما يزال يتحدث الى جارتة .



ذلك هو العشاء الثالث الكبير الذي يقام ففيلا جاسينتا منذ عودتهما الى اكابولكو ,



و تعودت لورا بسرعه ان تراس الطاوله التي يشترك بها عدد


من الشخصيات ال كبار المعروفة جدا جدا فلمكسيك ,



فقد قال لها دييغو ان ذلك النوع من الاحتفالات يساعد فالجهود


المبذوله لاخراج و الدها من السجن و فالاسراع باجراء المحاكمه .



قال لها ذات يوم عندما كانا يتناولان اكل الفطور قبل ان يتوجة لي مكتبة .



” فبلادى من الصعب استعجال الامور ,

علينا ان نستقبل الشخصيات مرات عديده قبل ان تطلب منها الاهتمام بقضيتنا “.


فقالت له بلهجه غاضبه :


” انت لا تفعل شيئا ,

ووالدى …..”.


اجابها دييغو غاضبا و هو يرفس الكرسى :


” بالنسبة الى الظروف الراهنه ,

فا و الدك ليس فو ضع سئ ,

بل بالعكس …”


قالت لورا بالحاح :


” ينقصة الهواء و لون بشرتة اصبح رماديا “.


قال فسخريه :


” اسف لانى لم استطع اقناع المسؤولين بان ياخذوة جميع يوم الى شاطئ البحر لتلوح الشمس بشرتة “.


و خرج من الغرفه قبل ان يتسني لها الاعتذار ,



فهي تعرف جيدا ان و الدها سيصبح فو ضع يرثي له لولا مساعدة دييغو ,



لكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من اثاره زوجها ,

ربما لانها تشعر بالاهانه عندما تراة يتاقلم مع و ضعهما المعقد فرباطه جاش و هدوء .



و منذ الليلة التي و عدها بها بان يعيد اليها حريتها ,



كان يعتبرها كانها تمثال من الرخام يزين المكان .



و اثناء شهر العسل الذي لا ينتهى لم يعد دييغو ينظر اليها كانها امرأة جذابه و مثيره ,



بينما هي تفقد صوابها و تضطرب تاثرا ,



فان دييغو يحافظ على هدوئة الغريب ,

ولاشك فان هذا غريب لانة يتمتع بطبع نارى ,



ان ذكري ليلة عرسهما حين كانا على و شك اتمام الزواج ما زالت تلازم لياليها الارقه .



قالت لورا لجار دييغو بعدما انتبهت انه يكلمها :


” اة عفوا اننى … اننى تائهه … كاننى كنت فالقمر “.


فهمس قائلا


” اعتقد بان دييغو يحاول ان يشير اليك منذ لحظه ,

لاشك فانه يرغب فان ينهض عن الطاوله .
.”.


” نعم ,

بكل تاكيد “.


احمرت بينما كانت نظراتها تلتقى بنظرات رب البيت المتزنه ,



و لاخرى ظلت جامدة و كانها مشلوله ,



و بجهد نهضت و لحقت بالضيوف الى الصالون .



اتكات لورا الى حائط الموقده و راحت تتامل فابتسام المدعويين المتجمعين فحلقات فمختلف زوايا القاعه ال كبار .



بين المدعويين كان و زير العدل و اثنان من معاونية .



فهذه الليلة بالذات سيحقق دييغو اولي الخطوات من اجل الاسراع فاجراء محاكمه و الدها .



هل سيبدا بالحديث معهم الان .
.


فغرفه الاكل الفارغه ,

ام انه سيصطحبهم الى مكتبة المريح الواقع فالطرف الاخر من البهو ؟



فجاه تقدم منها بعض المدعويين يرغبون فان يشكروها على ذلك العشاء الذي اعدتة .



قالت لور و هي تبتسم لاحدي المدعوات :


” يجب ان تشكرى الطاهية على هذا ,

كان يكفى فقط ان اوافق على قائمة الاكل التي و ضعتها “.


و فجاه تقلصت معدتها .
.


اذ رات و زير العدل يصغى بانتباة الى احد معاونيه


بينما معاونة الاخر يتحدث مع مجموعة من المدعويين .



اين ذهب ديغو ؟



اعتذرت لورا من المدعويين المحيطين فيها و ابتعدت خلسه ,



كان الخدم يقدمون المشروبات المنعشه ,

القت نظره الى غرفه الاكل ,



فلم تجد الا الخدم يوضبون المائده .



ترددت لحظة,
هل هو فمكتبة ؟



قد ناداة احد ليرد علىالهاتف ؟



فاكابولكو كما هو فمكسيكو ,

لم يكف الهاتف عن الرنين .



اجتازت البهو و توقفت امام باب الكتب و راء باب ضخم .



فلم تسمع اي صوت .

وبعد اخرى من التردد فتحت الباب .



كان دييغو يحنى راسة على امرأة و جهها ملئ بالدموع و هي تنتحب بين ذراعية …


انها فرانسيسكا .



و اول انسان استعاد و عية كان دييغو ,

الذى نظر بقسوه الى لورا بعدها قال لفرنسيسكا فلطف :


” اذهبى الان يا عزيزتى .
.
سنتابع الحديث بعد قليل “.


احنت فرانسيسكا عينيها و مرت امام لورا و اختفت من دون ان تقول كلمه .



فتح دييغو علبه موضوعه على المكتب و اخرج سيجارا صغيرا بعدها اشعلة بهدوء قبل ان يلتفت الى زوجتة و سالها فسخريه :


” اذا يا عزيزتى ,

انت تطارديننى فعرينى ؟

لماذا ذلك التطفل ؟
”.


الغضب الذي شعرت فيه لورا و رؤيتها فرانسيسكا بين ذراعى دييغو حل مكانة الانفعال ,



فقالت بلهجه جارحه :


” انني اهزا من جميع النساء اللواتى تعاشرهن .



كما انني لا اهتم بالمدعويين الذين تتغاضي عنهم ,



غير اننى اشعر بالصدمه اذ اراك تخل بوعدك بان تتحدث الى الذين سيساعدوننا فاخراج ابي من السجن “.


لم يرد دييغو فالحال .
.
تسمر و جهة بعدها نفض رماد يسجارة قبل ان يجلس الى المقعد الجلدي الاسود و راء مكتبة و هو يقول بلهجه هادئه :


” لم اعدك بشئ من ذلك النوع ,

لم اكن انوى ان ابدا محادثاتى الليلة “.


” لكنك اكدت لى ….”.


” لقد سبق و قلت لك و رددت هذا على مسامعك مئات المرات ,

انة فبلادنا ,

هذا النوع من المبادرات لا ممكن الاقدام عليه الا بعديد من الدبلوماسية,


و ليس مسلكا سليما ان افتح ذلك المقال مع رجال مدعويين الى ما ئدتى الان “.


فقدت لورا سيطرتها و خبطت على المكتب و صرخت فصوت هستيرى .
.


” لا ابالى قطعا بهذه الانظمه و اللياقات اذا كنت لا تريد ان تكلمهم الان فسوف اكلمهم انا “.


اسرعت بالخروج ,

لكنها ما كادت ان تصل الى الباب حتي امسكها دييغو فمعصمها بعنف و ادارها نحوة و قال و وجهة ابيض من الغضب :


“امنعك من احراج المدعويين ,

هل تسمعين .



اصعدى الى غرفتك فالحال ,

ساعتذر لهم عنك ,

سنتحدث فالامر فو قت لاحق “.


فقالت :


” قبل او بعد محادثتك الصغيرة مع فرانسيسكا !



يبدو لى ان سهرتك حافله بامور كثيرة “.


رفع يدة عنها و تراجع خطوه الى الوراء و قال بهدوء :


” لا اري لماذا اكن لك الاخلاص !
!”.


فقالت فتحد :


” و انا لا اري لماذا لا اتولي الدفاع عن قضية و الدى شخصيا “.


فصرخ و هو يحملها كالريشه و يتوجة فيها نحو السلم المكسو بالسجاد الاحمر الذي يصل الى الطابق الاول :


” هنا ,

انت فمنزلي ايتها المرأة الشرسه ,

ستفعلين ما اقوله لك .



صفعتة لورا بقوه و صرخت :


” اذا تقول انني امرأة شرسه !

لكنك لم تر او تسمع شيئا منى بعد ,

انتظر لتري “.


فقال و هو يضع يدة حول ظهرها و يصعد فيها السلم :


” الان تجاوزت كل الحدود “.


توقفت لورا عن التخبط ليس لانها مكبله ,

بل لان انفعالا غير منتظر اجتاحها كليا ,

فقد شعرت بصدر دييغو المضغوط على صدرها .

تكفى رائحه عطرة حتي تغيب عن و عيها .



حملها من دون اي جهد ظاهر حتي السرير و وضعها بلطف و قال بصوت يلهث و هو يحدق بها بشراسه :


” المطلوب منك ان تبقى هنا حتي ينصرف المدعوون .

هل فهمت ؟

ساعود فيما بعد “.


نظرت الية و هي مخدره بالانفعال و لم تكن قادره على ان تنطق بكلمه .

خرج دييغو و اقفل عليها الباب بالمفتاح .



فهمست بصوت متقطع :


” اة .
.
يا الهى !

هذا مستحيل ,

انى احبة !

لا ,

هذا مستحيل “.


يالغرابه الامر … قبل دقيقه كانت تكرهة .
.
والان … انها تريدة بجنون .
.


لم يعد الامر بمثابه رغبه سبق و شعرت فيها فاكابولكو ,
,لا ,

انها تريد ان تصبح زوجتة بما فهذه الكلمه من معني ,

ان تكون المرأة التي كان يحلم فيها منذ الازل ,



ان تكون فالوقت نفسة العشيقه و الزوجه و ربه بيته و ام اولادة ….


لمااذا استغرقت جميع ذلك الوقت كى تكتشف حقيقة عواطفها ؟

كان لديها الكثير من الاسباب لتحبة .
.


شكلة الخارجى يعجبها .

وهذا تعرفة منذ وقت بعيد .
.


بعدها اعجبت بالاهتمام و العنايه و الاحترام لموظفية و حتي لخدمة ,



ايضا الاحترام و المحبة اللذين يكنهما الجميع له ,



فضلا عن الاهتمام بمساعدة و الدها .

لماذا اضاعت جميع ذلك الوقت الثمين لتقاوم ذلك الانجذاب الخداع؟


قد لم يفت الامر !
!
صحيح انها راتة منذ قليل يعانق فرانسيسكا ,



لكن هذي الاخيرة عادت من فرنسا منذ فتره و جيزه .
.
والامور بينة و بينها لم تتطور بعد …


و عندما يكتشف دييغو انها تحبة ,

يمكنها ان تستعيدة ….


و فالباحه الواقعه تحت النوافذ سمعت فجاه ضجيج اصوات و ضحكات و ابواب تصفق و محركات سيارات تقلع .
.


تحمست لورا و نهضت من سريرها و خلعت بسرعه فستانها الاخضر الذي ارتدتة للعشاء ,



و فتحت باب خزانتها ,

وبعد ان امضت و قتا لا باس فيه تتامل العدد الهائل من قمصان النوم المعلقه ,



و قع اختيارها على قميص نوم شفاف من قماش ناعم ,

عربون البراءه ,

كما سيكتشف دييغو هذا .



بدا قلبها ينبض بسرعه ,

نظرت الى المرأة و اعجبت بنفسها و بوجهها الاحمر و عينيها اللامعتين المتلهفتين ,



فكت كعكه شعرها فانسدل على كتفيها بعدها راحت تسرحة ,



ثنت غطاء السرير و اطفات الانوار تاركه ضوء قنديلين من جميع جهه من السرير .



اة كم كانت تكرة هذي الغرفه ,

واثاثها الاسبانى الضخم و جوها المخنوق .

والان جميع شئ مختلف و هي تستعد ان تتقاسمها مع دييغو …..


لكن لماذا تاخر دييغو فالحضور ؟

لقد و عدها بان يوافيها متي ذهب المدعويين .
.


ساورها القلق فاقتربت من احدي النوافذ و ازاحت الستائر قليلا .



.

ربما قرر دييغو ان يحدث و زير العدل فقضية و الدها .



لم يكن هنالك ايه سيارة امام البيت ,

سوي سيارة المرسيدس التي تلمع تحت ضوء المصابيح الكهربائيه التي تنير الساحه كضوء النهار .



بعدها لمحت شبح دييغو و اعتقدت لورا ان قلبها سيتوقف عن الطرق ,
,


كان يتابط ذراع امرأة ترتدى معطفا ابيض .



و ما ان و صلا امام السيارة ,

حتي اخذها بين ذراعية .



رفعت المرأة و جهها نحوة ,

انها فرانسيسكا .



و لما انحني راس دييغو على و جة فرانسيسكا ,

اطلقت لورا نحيبا عنيفا و اقفلت الستائر .



لا شك ان باب غرفتها ربما نفتح فو قت معين من الليل .

وعندما افاقت لورا كانت تريزا الخادمه ربما و ضعت صينية الفطور على طاولتها .



و باصبعها لمست ابريق القهوه الذي ما زال فاترا فقفزت من السرير و توجهت الى الستائر تزيحها لتدع النور يدخل اليها .



و نظرت الى ساعة الحائط المعلقه فوق المدفئه .
.
انها الساعة التاسعة و الربع .
.


كيف كان بامكانها ان تنام طويلا و بهذا العمق بعدما امضت جزء كبيرا من الليل تبكي و تنتحب ؟



و لما نظرت الى نفسها فالمرأة عرفت مدي حزنها و تعاستها ,



عيناها متورمتان و ملامحها الناعمه متشوشه ,
,


فدخلت الى الحمام و وضعت و جهها فالماء البارد لمدة طويله ,



و لما عادت الى غرفتها استعادت بعض و عيها ,

القهوه الفاتره تساعدها على ان تستيقظ تماما .



لكنها لم تكف عن التفكير فيما حصل ,

لم يعد دييغو قبل الفجر لانها لم تسمع صوت محرك سيارتة .



ما دامت لم تخلد الى النوم الا فالفجر ,

ولحسن حظها فان دييغو لا يمكنة ان يعرف انها انتظرتة فتلهف العروس ليلة زفافها .

يكفى ما تشعر فيه من ذل و اهانه بعدما عرفت انه بقى مع


فرانسيسكا بدل ان يعود الى غرفتة كما و عدها


.
.
سكبت لنفسها فنجانا احدث من القهوه و ذهبت تجلس فاحد المقاعد قرب الموقد .



لاشك انه عاد اثناء الفجر ,



و الا لما كان فو سع تريزا ان تدخل الى غرفتها حامله صينية الفطور ,



الا اذا ترك المفتاح فالقفل .
.


و هل الخدم اغبياء هنا .
.


يكفى ان تنظر تريزا الى السرير لتعرف انها نامت و حدها فهذا السرير الضخم .



و فياس نظرت لورا الى السرير الذي تامل من جميع قلبها ان تتقاسمه مع زوجها .



للاسف لقد فات الاوان ,

سئم دييغو ذلك الزواج الابيض ,
,وحبة القديم لفرانسيسكا سرعان ما عاد ا لي الحياة من جديد كما ان هذي المرأة المكسيكيه الرائعة اصبحت حره .
.


بدا الدمع يترقرق فعينيها عندما سمعت طريقا على الباب .



فانتفضت فجاه و نهضت ,
,
انفتح الباب ,

وظهر دييغو فبذلتة الرماديه و قميصة البيضاء و ربطه عنقة ذات اللونين الاحمر و الرمادى .
.


نسيت لورا كليا قميص نومها الشفاف الذي كانت ترتدية ,



و راح دييغو بكل و قاحه يتامل جسمها النحيف الظاهر تحت القميص .
.


احمرت لورا خجلا و راح قلبها ينبض بسرعه جنونيه ,



لاشك انه يقارن نحافتها بجسم المرأة التي امضي الليل معها .



سالها فجاه :


” هل انت تعيسه جدا جدا يا حبيبتي ؟
”.


مسحت الدموع بطرف يدها و اجابت بلجه لاذعه :


” تعيسه ,

انا ؟
؟
لماذا اكون تعيسه ؟



تزوجت من رجل ثرى و قادر ,

ووالدى متهم خطا بتجاره المخدرات ,

فلماذا ا:ون تعيسه ؟
”.


” لورا لقد و عدتك …”


قاطعتة فشراسه و هي تتوجة الى الخزانه لتضع مئزرها :


” حافظ على و عودك لفرانسيسكا !

“.


” فرانسيسكا !
!”.


ظهرت الدهشه على و جة دييغو الى درجه ان لورا كادت ان تستسلم لو لم ترة بعينيها خارجا ليلة البارحه مع هذي المرأة المكسيكيه الجميلة .



رددت و هي تبكل ازرار مئزرها :


” نعم ,

فرانسيسكا !
”.


تقدم دييغو خطوه منها و قال :


” ساشرح لك ….”


قالت له بصوت جارح و هي تجلس امام منضده الزينه لتسرح شعرها :


” لا اطلب منك اي شرح ,



انني ارغب فشئ واحد و هو معرفه متي ممكن لابي و لى ان نغادر ذلك البلد اللعين !

“.


قال لها فجفاء :


” جئت لاقول لك انني على موعد مع جوزية بيريز ,

وزير العدل فلساعة الحاديه عشره “.


” اة ”


توقفت لحظه عن تسريح شعرها بعدها اضافت :


” حسنا ,

تخبرنى عن نتائج اللقاء فاكابولكو لانى انوى السفر الى هنالك فالطائره المسافره ظهرا “.


ران صمت به تهديد ,



تمالكت لورا نفسها فلم تقذفة بالاتهامات التي ظلت ترددها طيله تلك الليلة البيضاء التي امضتها و هي تنتحب باكيه على و سادتها ,
,
اخيرا سالها :


“هل انت ذاهبه الى اكابولكو ؟
”.


اجابت بمراره و هي تلتفت الية :


” ليس عندي خيار احدث ,

انى من دون عمل و بالتالي ليس معى نقود .



.

انى مضطره لان اتكل عليك الى ان اصبح قادره على الاتصال ببرانت “.


خيل الية انه سينفجر غضبا مثلما حدث مساء امس ,



لكنها تجاوزت حدود الخوف كانت مستعده لان ترضي بان يخنقها غضبة ,



لم يعد هنالك طعم للحياة ما دام لا يحبها .

قال و هو يستعيد بروده اعصابة :


” حسنا ,

ساتصل بك,,


و فالوقت الحاضر ساحجز لك مكانا فالطائره ,

انك لم تحجزى بعد على ما اظن !
!”.


” لا “.


تناول دييغو سماعةالهاتف و اجري الاتصال اللازم ,

قال لها قبل ان يتصل بفيلا حاسينتا :


” لقد حجزت لك مكانا “.


بعدها اعطي اوامرة لجوانيتا ,

ووضع السماعه و قال :


” ستعد جوانيتا جميع شئ لتوصيلك ,

وسينتظرك غييارمو فالمطار “.


” لا ….
ساخذ تاكسى ,
,
المطار ليس بعيدا عن الفيلا “.


” اروع ان يذهب غييارمو لاستقبالك .

فليس لدية اعمال كثيرة فغيابي “.


لم تلح لورا عليه ,

كيف ممكن لدييغو ان يصبح مطلعا على اهتمامات غييارمو .



لقد شاهدت لورا ذلك الشاب الرائع قبل زواجها بقليل ,

وكان على متن باخره دييغو ,



و لمحتة يغازل احدي السائحات ,



لو شاهدة دييغو هذا اليوم لما سمح له بان يقترب من زوجتة .

كان دييغو ربما وصل الى الباب عندما سالتة لورا فصوت متوسل :


” ستتصل بى ,

اليس ايضا ؟
”.

” بالتاكيد “.

همست و هي تراة يظهر حالما من غرفتها :

” شكرا “.

قالت لورا لنفسها فغضب ,



لاشك انه سيسرع فتحريك الامور ليتخلص منها و من و الدها ,



بعدها يتزوج من فرانسيسكا هذي الارمله الشابة الجذابة التي جاءت الى لمكسيك لتلتقى حبها القديم

 

 

9-حقيقة كالحلم


حسب الاتفاق،
جاء غييارمو لينتظر لورا فالمطار.
واثناء الطريق الى الفيللا،
كانت تدرك اعجاب ذلك الشاب المكسيكى بها.
واثناء الاسبوعين اللذين قضتهما فالفيللا،
اثناء شهر العسل،
كانت تلاحظ ذلك،
لكن وجود دييغو الى قربها.
منعة من اظهار اعجابة بوضوح.
لكن نظراتة بدت اليوم و قحه الى درجه ظاهرة.


” استغرب كيف ان السينيور دييغو يدع زوجتة الجميلة و حدها اثناء هذي السفره الطويلة…”


كانت مكسيكو تبدو لهذا الشاب فاخر الدينا و هو الذي لم يغادر مدينه الحمامات الشهيرة.
ابتسمت لورا بتحفظ و قالت بلهجه ما زحة:


” لا اظن ان بامكان احد ان يخطفني.
كان السينيور دييغو على موعد مهم،
صباح اليوم،
فاوصلنى سائقة الى المطار،
وبعد ساعة سفر فالطائره و سط مئات المسافرين،
جئت انت لاستقبالي.
وانى اسالك ماذا ممكن ان يحدث لي؟



و اثناء الطريق،
لم تكف لحظه عن التفكير بوالدها.
المهم ان تتم المحاكمه بسرعة.
فهي لم تشك لحظه فبرائتة و هي التي سمعتة مرارا يهاجم بعنف الذين يتاجرون بالمخدرات.
فكيف يمكنة ان يورط نفسة فمساعدة هذين الرجلين اللذين استاجرا منه اليخت.


اه،
لو يتم القبض عليهما،
لكان بالامكان انتزاع الحقيقة منهما.


و بدا حتميا ان و الدها سيدفع الثمن مكانهما اذا استحال توقيفهما.


و صلت السيارة امام ساحه الفيللا المحاطه بالخضار بمختلف نوعياتها.


و ما ان سمعت محرك السيارة حتي خرجت جوانيتا الى عتبه البيت لاستقبال معلمتها بحراره و ارتباك.


سالتها و هي تاخذ من يد لورا حقيبه الزينه بينما كان السائق يظهر حقيبتها الوحيده من صندوق السيارة:


” هل سياتى السينيور دييغو متاخرا ”


فاجابتها باختصار:


” نعم.
سيلتحق بى قريبا.
لدية مواعيد عمل مهمه “.


فتحت جوانيتا الحقيبه التي و ضعها كارلوس على طاوله صغار و اطلقت زفره عميقه و قالت:


” اه،
الواجب بالنسبة الى السينيور دييغو قبل اي شئ اخر.
عندما كان صغيرا كان يعرف معني المسؤليات.
كان يكبر اخاة بسنتين فقط و يهتم فيه اهتماما مسؤولا.
لكن جيم كان مختلفا.
يحب المرح و الضحك.
ولا يري فالحياة غير حسناتها “.


توقفت لحظه عن الكلام بعدها تابعت:


” كان عمر السينيور دييغو اربعه عشر عاما عندما فقد و الديه.
وبعد هذا كانت تاتى السينيورا جاسينتا لتمضى مع حفيدها العطلة.
فى اي ساعة تحبين تناول العشاء يا سنيورا؟



” اه،
فى الثامنة و النصف،
يا جوانيتا.
لكنى ساتناول فنجان شاى فالصالون الصغير بعد القيلولة.
وبعدين ساخرج لفتره قصيرة “.


قالت جوانيتا مقطبه حاجبيها:


” هل تحتاجين الى غييارمو ليوصلك الى مكان معين؟



” كلا.
ساقود السيارة بنفسي “.


لم ترحب جوانيتا بقرار معلمتها الخروج و حيدة.
لكن لورا تجاهلت الامر.
فهي لا تريد ان تدع احدا يعرف بوجود و الدها فالسجن المحلي.


سالت لورا ” هل هنالك اي رسائل لي؟



” كلا،
سينيورا “.


لم يرد برانت على رسالتها و هي لا تستغرب ذلك.
فى الحقيقة لم تكن مصره على ان تتلقي منه رسالة.
فهي لم تشعر تجاة خطيبها القديم سوي بالمحبة.
وهذا الاحساس لم يكن و اضحا الا الان.
ان دييغو و حدة يملا عالمها.
وحدة قادر على ان يشعرها بمداعباتة و ملامساتة الحنونة.


و تساءلت و هي ممدده على السرير: لماذا ما تزال تتذكر مشاهد الحب مع دييغو بعد ان بعد ان تهدم جميع شئ بينهما؟
وبرغم تصميمها على الا تفكر فيه،
لم تستطع ان تمتنع عن التفكير بتلك الليلة التي كادت ان تستسلم بها نهائيا.


” عفوا سينيورا،
الهاتف!



التفتت لورا و قالت نص نائمة:


” ماذا هناك؟



” الهاتف،
سينيورا!
انها الشرطة!



نهضت لورا من سريرها مرتجفه و رددت:


” الشرطة؟
سارد من هنا ”


و برغم صدمتها،
ظلت منتظره الى ان اقفلت جوانيتا سماعه الهاتف فالبهو قبل ان تعطى اسمها:


قال صوت رجل :


” العفو،
سينيورا.
اريد التحدث مع السينيور راميريز “.


” ليس هنا.
انة فمكسيكو،
ولكنني…”


” لو تفظلت ان تقولى لى اين استطيع الاتصال فيه يا سينيورا “.


فقالت متوترة:


“اذا كانت القضية تتعلق بوالدي،
دانييل برانت.
فيمكنك ان تقول لى ما الامر “.


ضغطت على اسنانها عندما اصر المتكلم على معرفه رقم هاتف دييغو.
وعلي مضض اعطتة رقم البيت و رقم المكتب.
ثم اضافت: ” كنت على و شك الذهاب لزياره و الدي.
لا شك ان بامكانة ان يشرح ما يجرى من الامور …”


” لا انصحك بالمجيء،
سينيورا…”


” كيف؟
لن تمنعنى من القيام بزيارته!



” لا داعى ان تنزعجي،
سينيورا راميريز.
ان السينيور ترانت … لم يعد هنا “.


حدقت لورا بالسماعه فتوتر و قالت:


” اننى … لا افهم،
لايمكن ان يصبح ربما نقل بهذه السرعة؟



” بلى،
لقد ذهب “.


احتلها فرح كبير هي التي كانت تشكو من بطء القانون و العداله المكسيكية!
لقد تحدث دييغو مع و زير العدل منذ قليل.
وها هو و الدها يتقل الى مكان اخر،
ربما الى مكسيكو،
من اجل محاكمته.


فقالت قبل ان تضع السماعه جانبا:


” شكرا سينيور،
شكرا جزيلا “.


لم يطل فرحها الا لحطه … ان محاكمه و الدها و تبرئته،
ستؤديان الى مغادرتها المكسيك او بالاحري الى الطلاق،
من الاروع الا تفكر فالامر …ان دييغو يريد فرنسيسكا.


و من النافذه القت نظره سريعة الى الساحة.
البحر يرفع امواجا عالية،
ترتطم على الصخر و تخرج رغوه بيضاء.
تذكرت لورا ان دييغو حذرها من السباحه على ذلك الشاطئ الخطر.
لكن لماذا لا تذهب لاكتشاف الشاطئ الجنوبي؟
انها الفرصه الوحيدة،
فستغادر اليفللا عما قريب.
لاشك ان عليها الانتظار يوما او يومين قبل ان تعرف الى اين نقل و الدها.


اخرجت من احد الجوارير زي السباحة.
لا داعى للقبعة،
فستحتمى تحت اشجار جوز الهند العالية.


دقت الجرس لجوانيتا التي خضرت فالحال.


” لن اتناول الشاى فالمنزل،
فقد قررت الذهاب الى شاطئ البحر.
وساخذ معى عصير الليمون “.


سالتها الخادمه و هي معجبه بقامتها النحيفه الظاهره تحت ستره البحر القصيرة:


” الن تاخذى السيارة؟



قالت لورا و هي تبحث عن كتاب صغير بدات قرائتة فالطائرة:


” لقد غيرت رايى فالامر ”


” هل هنالك شئ خطر؟



فوجئت لورا و التفتت نحوها.


” المكالمه الهاتفيه … الشرطة …”


” اة لا.
لا شيء.
كانوا يريدون ان يتكلموا مع السينيور دييغو.
وشرحت لهم اين يستطيعون الاتصال فيه “.


” كذا اذا “.


اطمانت جوانيتا و ذهبت الى المطبخ تعد العصير المطلوب،
بينما كانت لورا تضع داخل حقيبه البحر،
منشفه و كتابا و انبوب زيت.
ثم حملت الحقيبه على كتفها و توجهت الى الشاطئ.


سبحت لورا طويلا فمياة البحر الفاترة،
ومن وقت الى احدث كانت تعوم على ضهرها ففرح،
مغمضه العينين.


و بعد نص ساعة من السباحة،
عادت الى الشاطئ الرملى حيث ابريق العصير المثلج فانتضارها.
تمددت على بساط البحر و راحت تشرب العصير ببطء و هي تتامل المنظر الرائع الذي لن تراة بعد الان و كانت تحاولان تحفر فذاكرتها الرمل الناعم الابيض و البحر الازرق و الاخضر،
واشجار جوز الهند العديده المحمله بالثمار الناضجه تحت الاوراق الخضراء الغامقة.


بعدها تمددت و اغمصت عينيها تحت اشعه الشمس البراقة.
فجاه مر ظل بينها و بين الشمس،
فخفق قلبها بسرعه و فتحت عينيها.
ولاخرى اعتقدت ابنها تري دييغو فقميصة البيضاء القطنيه و بنطلونة الجينز الضيق.
فجاه شعرت بصدمه عندما رات غييارمو.


سالتة و هي تنتصب فحركة سريعة محاوله تناول سترتها:


” ماذا تفعل هنا؟



” ارسلتنى جوانيتا لاري ما اذا كنت بحاجة الى شئ ما “.


” لا تبدا فسرد القصص!
لدى جميع ما اريد و تعرف جوانيتا هذا تماما ”


انحني غييارمو ليجلس قربها،
ثم نظر اليها بوقاحه قائلا:


” لاشك انها لاحظت مثلى بعض الاشياء،
لقد تزوج السينيور دييغو من امرأة رائعة جدا جدا ممكن ان يفتخر فيها اي رجل.
ومع هذا فهو يبتعد عنها زارعا الحزن فعينيها.
انى اعرف هذا يا سينيورا.
لقد سبق و قرات ذلك التعبير على و جة النساء اللواتى ياتين الى اكابولكو من دون ازواجهن “.


قفزت لورا و اقفه و قالت فغضب:


” لا استغرب ذلك.
لكنك تعتبرنى كالسائحات اللواتى تلتقيهن على الشاطئ اذا قلت لزوجي …”


همس غييارمو بصوت شهوانى مقنع:


” لا حاجة لك لان تقولى له شيئا؟
اننى اعرف ان اجعل النساء سعيدات،
يا سنيورا،
ويمكنك ان تثقى بى تماما “.


صرخت لورا:


” اذا كنت مصرا على الاستمرار فموقفك فسانادى كارلوس “.


لكنها قبل ان تنفذ ما هددت به،
امسكها غييارمو بذراعها و جذبها بشده نحوة ضاغطا بيدة على فمها حتي يمنعها من الصراخ.
راحت تقاومة بصمت.
كانت تقاوم بكل قواها و تمكنت للحظه من ان تفلت من قبضته،
وفتحت فمها لتصرخ،
لكنة ارتمي عليها ما نعا مقاومتها و شعرت بالغثيان امله ان ياتى كارلوس او جوانيتا لينقذاها.


كادت ان تفقد و عيها تحت قوه جسدة عندما و جدت نفسها فجاه تسقط على ركبتيها و ربما ابتعد عنها غييارمو و الدم ينزف من انفة و سرعان ما سمعت شتائم بالاسبانيه مما جعلها ترفع راسها.
انة دييغو،
يرتدى بذله الصباح،
وكان شاحب اللون من الغضب.


ارتمت بين ذراعية و راحت تبكي و تنتحب:


” اة دييغو!
انى خائفه جدا جدا “.


التفت دييغو ليلقى نظره الى خادمة بعدها صرخ:


” اختف من هنا فالحال،
ساراك فالسفينه بعد قليل “.


بعدها التفت الى لورا و حدجها بنظره غاضبه بينما كانت ترتجف بين ذراعيه.
فقال و هو يبعدين عنه فحنان:


” ان منظرك غير لائق و رده فعل ذلك الولد عند رؤية امرأة رائعة نص عاريه على شاطئ مهجور،
ليست مستغربه “.


اجابته لورا و ربما استشاطت غصبا:


” بلادك بلاد البرابره ”


كان دييغو يحدق بها بنظرات غريبة و تسائلت فقلق ماذا يدور فخلدة فالوقت الحاضر.
وعندما راتة يخلع سترتة و ربطه عنقة و يفك ازرار قميصه،
تثاءبت و سالته:


” ماذا تفعل.



” ذلك طبيعي،
اليس كذلك؟
هذا سيعلمك كيف تثيرين الرجال.لست سوي امرأة مثيره “.


القي بثيابة جانيا،
ركضت لورا نحو السلم الحجري،
لكن دييغو لحق فيها و حملها بين ذراعيه.
تلاشت و حدقت به متوسلة.
صحيح انها ارادت دييغو و تريدة دائما،
لكنها لا تريد علاقه ناتجه عن غضب و رغبه بحتة.
وقبل جميع ذلك كيف تنسي المرأة المكسيكيه السمراء،
فرنسيسكا …؟


همست:


” دييغو،
لا،
ارجوك!”


تصرف كانة لم يسمع شيئا.
وضعها فلطف على اريكه الشاطئ و راح يتامل جسمها الرائع المرتعش و هي كانت تقول:


” دييغو،
لا …”


لكن عينية كانت تقولان حاجات جعلتها تتخلي على ايه مقاومه و تستسلم.
قال و هو يعانقها:


” لم اعد استطع احتمال تهربك “.


ليس هنالك عبارات تستطيع ان تصف الاحاسيس التي شعرت فيها من جراء مداعباتة البارعة.
كانت تداعبة بشعرة الاسود و تلثم عنقه.
بعد هذي اللحظات الجميلة التي عاشتها،
رفعت عينيها الخضراوين البراقتين و شاهدتة ينظر اليها،
بسحر و يهمس و كانة لا يصدق:


” يا الهي.
لقد اكدت لى ان … اوة .
.
برانت و انت …”


” اة دييغو،
هذا لانة … لم اكن اعى تماما … اننى …”


و بينما كانت تحاول ان تشرح له بصعوبة،
انها كانت تقاوم منذ البداية ذلك الحب الذي كانت ترفض الاعتراف به،
كانت تسمع عويل الرياح فاوراق شجره جوز الهند التي كانت تحميها من اشعه الشمس و لبرهه قصيرة شاهدت دييغو يرفع راسة فجاه فاستغراب و يمد يدة فحركة دفاع … بعدها تلقت صدمه عنيفه افقدتها و عيها.

10 – عتمه الذاكرة

فتحت لورا عينيها و كان اول ما لمحتة زهور البنفسج الرائعة0 مضي وقت طويل قبل ان تلمح من بعيد شبح ابيض كانة ضباب كثيف0


ارادت ان تصرخ لكن الصوت لم يظهر من حلقها الجاف 0 ان كهذا الجهد البسيط كاف لان يحفر دماغها فالم عميق0 و بشبة غيبوبه راحت تنتحب 0


همس صوت فلغه لم تعرف ما هي برغم انها فهمت المعني من دون صعوبة0


– شكرا ياالهى !

هل تريدين شئ ما 0يا ابنتي؟


قالت لورا فصوت ثقيل انها تشعر بالعطش 0 فاختفت الممرضه لتعود حامله قدحا مليئا بعصير البرتقال المثلج و قالت :


– سيفرح زوجك كثيرا لانك استعدت و عيك 0


اجابت لورا مقطبه الحاجبين :


– زوجي هل انا متزوجة؟


– بالتاكيد ياصغيرتى 0 انه قلق عليك0


و كان الممرضه تذكرت ان لورا لاتعرف اللغه الاسبانيه ,

فقالت لها بالانكليزيه :


– سازف الية الخبر السار و اطلب منه ان يحضرلرؤيتك 0


– انتظري,
ارجوك ,

من ستحضرين00؟
اننى لا اتذكر احدا 0


– انت زوجه السينيور راميريز و هو شخصيه بارزه فالمكسيك0


المكسيك00 ماذا تفعل هنا فالمكسيك ؟

هل هي متزوجه من رجل مكسيكى ؟



اضافت الممرضة:


– تعرضت لحادث على الشاطئ القريب من فيلا جاسينتا 0


حادث ففيلا جاسينتا0 هزت لورا راسها فحيره و ارتباك0


و من جديد عاد الالم العنيف يعصر صدغيها 0


– اننى 00اننى لا اتذكر شيئا0


– لا تقلقي,
سينيورا 0 ذلك شيء طبيعي بعد صدمه كهذه 0 لاتتحركى ساقول لزوجك انك استعدت و عيك0


و ضعت لورا يدها على اكمام الممرضه و همست:


– ارجوك 0اخبرينى اولا عن الحادث0


ان تلتقى زوجا لا تعرفة فكرة ترعبها0 من هو ؟

من يشبة ؟

ماعمرة ؟

وهي 0من هي ؟



– كنت ممدده على الشاطئ0سنيورا 0 تحت شجره جوز هند المحمله بالثمار الناضجة0 ان ثمرة واحده بامكانها تحطم راسك00


– و 00هذا ما حدث لى ؟



– من حسن حظك ان زوجك كان معك فهذه اللحظه و ربما تمكن ان يخفف من حده الصدمة0 و الان سنيورا ساذهب لاتى به0 لم نستطع ان نقنعة الا اليوم بان يخلد الى الراحة0 لكننا و عدناة بان نوقضة متي استعدت و عيك 0


و عندما اختفت الممرضه راحت تحاول التركيز تلاحقها عشرات الاسئله التي لا تعرف لها جوابا0 منذ متي و هي متزوجه من مكسيكى ؟

لا شك ان يحبها كثيرا لانة رفض ان يبتعد عنها 00 كان عليها ان تطلب من الممرضه مرأة قبل ان تدعها تذهب لتاتى به0 لا تعرف كيف ملامحها؟
هل لون عينيها ازرق ام اسود ؟

رفعت يدها لتلمس خصله من شعرها لمعرفه لون شعرها 0 لكن شعرها كان مختفيا و راء ضمادات تلف جميع راسها 0 و عندما لمست جبينها 0 شعرت بالم عنيف 0


فجاه ,

انتفضت 0 فقد دخل الى غرفتها0 و بقى جامدا قرب السرير 0 كان ممشوق القامة اسود,
الشعر ,
اسمر البشرة0 فالثلاثين من العمر 0 يرتدى قميصا باكمام قصيرة و بنطلون جينز

وجهة متعبا0 كان ينظر اليها فقلق و يهمس فصوت مبحوح و هو يضع يدة على يدها :


– لورا 0

هكذا اذا انها تدعي لورا 0 اعجبها الاسم 0 و ما اسم زوجها؟
قالت لها الممرضه منذ قليل عن اسمه 0 اة صحيح00


فهمست:


– دييغو0


سالها و فعينية و مضه امل :


– هل عرفتينى يا حبيبتي0


هزت راسها قليلا و قالت :


– الممرضه هي التي اعطتنى اسمك0


و لاحظت الضمادات التي تحيط بمعصم زوجها فسالتة :


– هل جرحت؟


– ذلك لا شيء0


– هل حصل ذلك فالحادث الذي تعرضت انا اليه0 لقد قيل لى انك خففت من حده الصدمه و الا لكنت الان من عداد الاموات000


– ذلك الحادث هو بسببى انا 0وغلطتى لا تغتفر كان على ان اعرف00


توقف عن الكلام و جلس على السرير0ان دماغ لورا يرفض ان يعمل بصورة طبيعية0 لم تحاول ان تعرف ماذا يعني فكلامة فقالت بصوت خافت:


– من متي و انا غائبه عن الوعي؟


– من 3 ايام 0


اخفض راسة فاذا بلورا تشد على قبضتة و هي تقول بلطف:


– اذا لا شك انك مرهق جدا جدا 0 قالتلى الممرضه انك لم تبرح غرفتي طيله ذلك الوقت0


– سيحضر الطبيب قريب جدا0 و ساراك بعد ان ينتهى من معالجتك 0


توقعت ان ينحنى ليقبلها 0 لكنها ابتعد فخطي سريعة تاركا اياها فخضم الحيره و القلق0


لماذا يبدو ذلك الزوج الذي اشرف على العناية فيها 3 ايام متواليه مستعجلا فالتخلى عنها ؟



كانت لورا تنثر فتات الخبز و هي تتناول فطور الصباح على الشرفه المليئه بالزهور و هي تنظر فحنان الى العصافير الصغيرة المتعدده الالوان0 التي حومت حول المائده لتلتقط كسرات الخبز ففرح0


قال لها دييغو فتوبيخ ناعم:


– انك تدللين العصافير ياحبيبتي0


– انها عصافير جميلة0


عادت للجلوس قرب زوجها و تناولت ابريق القهوه و قالت:


– انها كالاولاد الصغار لا نستطيع ان نرفض لهم اي شئ 0 هل تريد؟


– ما ذا0 اريد ماذا ؟

اولاد؟


– لا يا حبيبي هل تريد بعض القهوة؟


-اه00 نعم 00بكل سرور000


بعدها عادت تقول و هي تسكب له فنجان قهوة:


– انجاب الاولاد فكرة حسنه 0 اليس كذلك؟
ما رايك؟


قطب جبينة و قال :


– لقد اتفقنا على ان نتجاهل ذلك المقال فالوقت الحاضر الى ان تتحسن صحتك0


تناول دييغو سيكارا و اشعلة فاجابت لورا قائله :


– نعم كنت متفقه معك على هذي الفكرة ,

لكن 000


نهضت و اسندت ظهرها الى حجاره الشرفه و حدقت فالمنظر الرائع امامها 0 بعدها اضافت تقول :


– دييغو؟


– – نعم ؟



– – لنفرض اننى لن استعيد ذاكرتى ابدا ؟



– – الاطباء يعرفون تماما ان حالتك ستتحسن0 لكنها بحاجة الى بعض الوقت0


– انفجرت صارخه :


– – الوقت لقد مر شهران و انا على ذلك الحال !

لم استعد من الذكريات الا صورة اليخت الراسي على الشاطئ 0 و صورة الراهبات فذلك الدير 0


قال دييغو فحذر و هو ينفض رماد سيكارة فالمنفضه :


– لقد ترعرت و تعلمت فالدير 0


– – لماذا لا تساعدنى لاستعيد ذكرياتى و بالتالي ذاكرتى كلها 0


نهض دييغو متجها نحوها بعدها وضع اصابعة على ذراعها و قال :


– نصحنى الاطباء بالا استعجل الامور 0 و انت تعرفين هذا جيدا 0 من الاروع ان تستعيدى ذاكرتك بصورة طبيعية 0


– – و هل نصحك الاطباء كذلك بان تنام فغرفه منفصله عن غرفتي ؟



كانت تنظر الية فتحد 0 فشاهدت تقلص و جهة حين قال بعد ان سحب يدة من ذراعها :


– لا 0هذا القرار اتخذتة بنفسي 0يجب ان اذهب الان كيلا تفوتنى الطائره لدى مواعيد كثيرة بعد ظهر اليوم فمكسيكو0


تبعتة حتي الغرفه التي ينام بها و قالت :


– الا يمكننى ان ارافقك ,

ولو لمره واحده 0


التفت دييغو اليها و هو يضع اوراقة داخل حقيبه سفرة و كان يبدو منزعجا :


– من الاروع ان تبقى هنا بعض الوقت ريثما تتحسن صحتك 0


ليست المره الاولي منذ الحادث يرفض بها طلبها 0 و فجاه قالت بغضب :


– هنا 00اليس ايضا و كذا لا يتسني لى ان اري عشيقتك0


اغلق حقيبتة و اقترب منها و قال فجفاف:


– اننى اذهب الى مكسيكو لاداء بعض الاعمال و ليست لدى ايه عشيقه فانتزعى هذي الفكرة من راسك 0


ذلك العذر هل سبق و سمعتة قبل الحادث؟
كيف لها ان تعرف انها ترغب فان تسد اذنيها كى لا تسمع اي شيء بعد الان00 هل باستطاعه ثمره جوز الهند ان تزعزع دماغها الى هذي الدرجة؟
هل كان دييغو دائما يتصرف معها كصديق اكثر منه زوجا؟
لا 0هذا مستحيل فهي تشعر انهما كانا متفقين و مندمجين روحيا و جسديا0


همست لورا فالوقت الذي كان دييغو يقترب منها كالعاده و يقبلها فجبينها :


– دييغو00


– ماذا ؟



– الا تعتقد ان صحتى تتحسن بسرعه لو00 لو كانت علاقتنا طبيعية كقبل الحادث انني متاكده من هذا 0


غمز بعينية و هو يتامل و جهها الاحمر و سالها فجاة:


– كيف تعرفين هذا ؟



– كيف ؟

لكنى اشعر بذلك 0 انت زوجي و ماذا يمنعنى من اكون طبيعية معك؟0


صمت برهه بعدها اطلق زفره عميقه و قال بصوت حنون و هو يداعب شعرها:


– ما من احد يستطيع منعك0 و انا كذلك يالورا 0 كنت ارغب فذلك0 لم يكن سهلا مقاومه رغبتى باللحاق بك الى غرفتك 0


صرخت:


– لا افهم ليس هنالك ايه خطر0 انني بصحة جيده 0اذا لماذا؟


– سنبحث الامر بعد عودتي0


انها تعرف دييغو الان بما به الكفايه و تعرف انه متي اتخذ قرارا ما فلن يعود عنه بسهولة0


عندما اصبحت لوحدها راحت تفكر بمصيرها 0وحدة زوجها يمكنة ان ينسيها الشكوك التي تراودها باستمرار منذ و قوع الحادث 0


لقد اخبرها دييغو انها فقدت و الديها 0 لكن لا بد ان لها قصة 0 او مهنه او اصدقاء او معارف او اقرباء00 لا احد يعرف عنها شيئا0 لا شك انها انفصلت عن الجميع بعدما تزوجت 0 اة لو يساعدها زوجها على اعادتها الى الطريق الصحيح بدل ان تكتفى بانتظار مشيئه القدر!


شعرت بالتعب فتمددت على السرير الضخم الذي يشعرها بالضياع طيله الليل0 و راح عقلها يشتغل بقوه هل لدي دييغو عشيقه فمكسيكو ؟

وتذكرت انها قرات مره ان المكسيكيين ليسوا مخلصين لزوجاتهم 0 و دييغو هو رجل جذاب و مثير و قليلات من النساء قادرات على مقاومتة 0


الدير 0 انه الماضى انها الان متزوجة!
وهي تحب زوجها0 و هل هنالك ما هو اروع من هذا الحب ان ثمه طرقا تساعدها على اقناعة بضروره مشاركتها حبها 0 نعم ستحاول ان تجذبة اليها بكيفية او باخرى0


فالايام الثلاثة التي تلت ذهاب دييغو عملت لورا بكل نشاط و حيوية و مساء عودتة كانت الفيلا على استعداد لاستقبالة 0


و ضعت لورا على الطاوله شمعدانا يضئ المكان و كانت لورا تبدو فشعرها الاشقر المنسدل على كتفيها و فستانها الابيض الضيق 0 فاناقه و جمال تامين0


و بعدما القت نظره خاطفه على الطاوله نظرت فعينين براقتين الى الخادمه و قالت:


-عندما يصل السنيور ناخذ المقبلات فالصالون الصغير 0 و سيصبح امامك متسعا من الوقت لان تنهى العشاء 0


قالت لها المرأة ففرح:


– لا تقلقى ياسنيورا 0 ان السنيور يقول لى دائما انه سيصطحبنى يوما ما الى مكسيكو لاعلم الطاهى الفرنسي اعداد الماكل المكسيكية0


و فتلك اللحظه دق جرس الهاتف فتناولتة جوانيتا من المطبخ قالت لورا لنفسها : جميع شيء جاهز لهذه الليلة التي ستكون مليئه بالسحر و الاثاره الاضواء الناعسه 00 الاكل المفضل00 تريد ان تفعل اي شيء كى تنقذ زوجها من براثن عشيقتة 0


قالت جوانيتا و هي على عتبه غرفه الطعام:


– المكالمه لك 00انة السنيور دييغو 0


– هل يريد ان استقبلة فالمطار؟


– انه يتكلم من مكسيكو يا سنيورا 0


جف حلق لورا و رفعت السماعه و قالت :


– دييغو ,

ماذا جري ؟
هل انت متاخر؟


– انني اسف يا حبيبتي لن استطيع الحضور ذلك المساء0


– اه00لكن جميع شيء جاهز 00كنت انتظرك00


– انني اسف هنالك اعمال مهمه على الاهتمام فيها شخصيا ساصل بعد ظهر الاحد من دون شك0


فقالت فذهول:


– الاحد00 الى اللقاء يوم الاحد0


– لدى مواعيد مساء اليوم و طيله يوم غد 0 ان المكسيكيين مشهورون بانهم يفضلون العمل على اللهو و المرح 0وسوف اجاريهم هذي المرة00 برغم 00شوقى اليك00


قالت لورا و هي تعض على شفتيها:


– حسنا00 اذا00 الى يوم الاحد0


– اعدك بذلك و ساتصل بك فحال حدوث اي تغيير 0


لكن لورا لم تعد تسمع شيئا00 كانت تفكر بالمكالمه الهاتفيه 0 هل كان دييغو غير قادر على المجيء ام انه لم يكن يريد ذلك؟
ماذا و راء جميع هذي المواعيد ؟

هل هنالك امرأة ثانية فحياته؟


مكالمتة الهاتفيه فاليوم الاتي التي اخبر لورا بها انه سيؤخر عودتة 48 ساعة اخرى0 بدات تؤكد شكوكها 0 فقال دييغو :


– لدى مواعيد من مهمه جدا جدا يوم الاثنين و يوم الثلاثاء00 بالتالي لا يسعنى الوصول قبل مساء الثلاثاء 0 لكننى انوى قضاء الاسبوع كله معك فالفيللا0


فقالت له فصوت جاف قبل ان تقفل الخط فو جهه:


– لا تقلق عليه ارجو ان تمضى عطله رائعة مع عشيقتك 0

اة لو تستطيع ان تتحمل ذلك الوضع اين يمكنها ان تذهب ؟

بمن تستطيع الاتصال ؟

ان فقدانها الذاكره يمنعها من مغادره ذلك السجن الذهبى فيلا جاسينتا 0


كانت احلامها مهدده برؤية امرأة سمراء يمضى دييغو معها ايامة فمكسيكو 0 لماذا تزوجها اذا ؟

هى الشقراء 00 النحيفه 00 المختلف جمالها عن الجمال المكسيكي0 ؟

حاولت ان تجد تفسيرا0 لكن ذكرياتها تهرب منها0 قد كان زواجهما على و شك الانهيار قبل الحادث ؟

وهذا يفسر تهرب دييغو منها 0


يوم الاثنين اي قبل عوده دييغو بيوم واحد 0 عادت الىلورا ذاكرتها فكيفية صاعقه و غير منتظره 0


– سينيورا !

هنالك زائر 0


كانت من منغمسه فرسم العصافير الملونه المتجمعه حول فتات الخبز 0 فلم تابة فالبدء لهذا النداء 0 لقد نصحها دييغو بان تلجا الى الرسم حتي لا تضجر اثناء فتره غيابة عن الفيلا 0 و كان هذا اكتشاف رائع 0 عندما ترسم تنسي جميع شيء0


رددت جوانيتا قائله :


– سينيورا ,

لديك زائر 00


فقاطعها صوت رجل قائلا:


– لا تقلقي0 ساكلم الانسه ترانت بنفسي 0اة عفول 00السنيورا راميرزا00


قطبت جبينها و هي تري الزائر يقترب منها0 يبدو انه امريكي0 بماذا ناداة بادئ الامر؟
الانسه ترانت 00لكن 00 قد سيصبح قادرا على ان يوضح لها شيئا عن ما ضيها0


قالت لورا و هي ترمق زائرها بنظره متسائله:


– حسنا يا جوانيتا 0 ساستقبل السيد00 السيد00اوه0


– لورا !

هذا انا 00برانت لاتقولى انك نسيت من اكون 0


خيبه الامل ضغطت على قلب المراة0 ذلك الرجل الرائع المظهر ذو الشعر الكستنائى 0 مجهولا تماما بالنسبة اليها0


قالت لجوانيتا و هي تمسح اصابعها المليئه بالدهان:


– اجلبى لنا القهوه 0


بعدها قالت لزائرها :


– اسفه 0اننى لا اعرفك00


– اتسخرين منى ؟

انا برانت !

كنا مخطوبين 0 الا تذكرين 0 لكننى بدات افهم لماذا تخليت عنى 0من اجل ذلك المكسيكى راميرز0


تلعثمت من دون ان تتوقف لحظه عن النظر الية بامعان :


– انا 0 انا التي هجرتك ؟



بعدها لاحظت ان جوانيتا ما زالت مكانها 0 فرمقتها بنظره جافة و قالت لها :


– جوانيتا ,

طلبت منك اعداد القهوه 0


اجابت المرأة المكسيكية قبل ان تبتعد :


– نعم 0نعم 0ياسنيورا 0


قالت لورا بلباقه و هي تجلس فمقعد من القش :


– اجلس 0 ان جوانيتا ترعانى منذ الحادث 0


– الحادث ؟

اى حادث0؟


– انها قصة تافهة 0 كنت ممدده على الشاطئ تحت شجره جوز هند 0فوقعت حبه من الشجره و اصابتنى فجبينى 0 و منذ هذا الوقت و انا فاقده الذاكره كليا0

جلس الرجل على المقعد شاحب اللون و سالها و هو يحدق فعينيها :


– هل صحيح انك لاتتذكرين اي شئ ؟



– لاشئ او تقريبا 0 احيانا قليلة اري صورا تنبعث من الماضى 00ويؤكد الاطباء اننى ساستعيد ذاكرتى مع مرور الزمن ,

لكن00


ترددت 0هل بامكانها ان تسال ذلك الرجل الذي كان يعرفها جيدا شيئا عن ما ضيها ؟



فقال برانت :


– غريب 0انك لا تتذكرينني0


لم تجب فقد جاءت جوانيتا لتضع الصينية على الطاوله و تبتعد0


– يا لورا 0 كنا على و شك الزواج00وهذا امر لايمكن لانسان ان ينساه0


سالتة لورا و هي تسكب القهوه :


– هل تزوجت من دييغو قبل ان افسخ خطبتى منك ؟



– كلا0 لقد ارسلت لى خاتم الخطبة و قلت لى انك و اقعه فغرام ذلك الرجل 0


– انني اشعر باننى احببت دييغو منذ اللحظه التي رايتة بها 0انة 00


انهي برانت كلامها :


– غني؟


تقلصت لورا 0 ماذا يعني بذلك ؟

هل يعني انها بنت انتهازيه ؟



– نعم انه غنى جدا جدا 0


– و ذو نفوذ ,

اعرف هذا 0ومع هذا ترك و الدك يموت فاحد السجون المكسيكيه !

اى نوع من الرجال هو ؟

انى اري ان00


لكن لورا لم تعد تسمع صوتة 0فقد استعادت ذاكرتها 0 فجاه كان راسها يدق كالطبل و ايضا اذناها 0


و الدها 00دان ترانت 00تخيلت و جهة الرمادى ,

فى زنزانه معتمه 0 و امامة طاوله و ضعت عليها الاباريق و الزجاجات 0 و سمعت صوت و الدها رافعا كاسة و يقول :


– ليكن زواجك سعيدا كزواجى 00


انتصبت و رفست بعنف مقعدها الذي سقط و راحت تصرخ كحيوان جريح:


– ابي !

ابي !

ابي !
00


بعدها غابت عن الوعى 0

 

11- و تالق القلب

لاح نور خفيف من و راء الستائر عندما فتحت لورا عينيها 0


و انحنت جوانيتا الجالسه فكرسى قرب السرير ,

نحو الوجة الذي بدا يستعيد لونة 0 فابتسمت لورا قليلا0 و انفجرت الخادمه بالبكاء و قالت و هي تتمسك بذراعها الممدده على الغطاء:


-اة سنيورا 0 ما كان ينبغى ان اسمح لهذا الرجل بالدخول 0 اه,
لو ادركت ان بامكانة ان يؤذيك000!
سامحينى يا سنيورا0


تمتمت لورا بصوت مرتجف :


– لست مخطئه يا جوانيتا 0فى جميع حال ,

لم يقصد برانت ايذائى 0ما000ما قالة لى اعاد الى الذاكره بصورة صاعقه 0 و انفجر راسي 0 ذلك جميع ما حدث 0


ضغطت جوانيتا بيديها على صدغيها و نظرت الى لورا بخوف و قالت :


– سيغضب السنيور 0 دييغو منى كثيرا ,

سيقول لى اننى 00


قاطعتها لورا قائلة:


– لا تخافى ياجوانيتا 0 ساقول ان برانت دخل بالقوه 000اوة 00هل تمكنت من الاتصال بزوجي ؟



– نعم سينيورا 0 تقريبا 00لم اتمكن من التحدث الية شخصيا 0 تركت له رساله مع مدير الفندق الذي كان عليه ان يتصل فيه عند السنيور فرانسيسكا بوردى 0حيث كان معها فزياره عمل 0


زياره عمل 000صورة ممزقه نص منسيه برقت فجاه فمخيله لورا 0 و تذكرت و جة دييغو الاسمر المنحنى فوق و جة فرانسيسكا الملئ بالدموع 0لم يكن من الصعب تخيل نوعيه الاعمال التي يقوم فيها دييغو مع هذي الارمله الشابه السمراء000


قالت لورا كاذبه :


– اننى بحاجة الى النوم الان 0


– اخاف ان اتركك ,

يا سنيورا 0 ان السنيور دييغو 00


– انا فحالة جيده 0 يا جوانيتا 0 لاتقلقى على 0 اننى بحاجة الى قليل من الراحه 0


– الاتريدين شيئا ما 0 يا سنيورا ؟



– لا ,

شكرا 0 لا اريد ان يزعجنى احد0


لكنها لم تتوقف عن التفكير 0 كانت تستعيد الذكريات ,

الواحده بعد الثانية 0 جميع حوادث حياتها الماضيه تعود شيئا فشيئا الى مكانها 0 و عندما تذكرت موت و الدها فالسجن المكسيكى 0 بدات الدموع تنهمر من عينيها 0 هل اعتقالة هو الاسباب =الرئيسى لموتة ؟

لم تنس لورا العشاء الذي تناولتة برفقتة فمطعم الميرادور 0 فذلك المساء لاحظت ملامح و جهة المشدود 0 كان ربما فقد حيويتة العاديه 0″اننى اتساءل ما اذا كان قلبي يتحمل ذلك النوع من الانفعال ” ذلك ما قالة لها و هما يشاهدان الفطاسين يقفزون من اعالى الصخور 0 لقد اعتبرت ذلك التعليق بمثابه مزحه 0 هل كان دان حينذاك مصابا بمرض القلب 0

فجاء السجن ليعقد له الامور 0 و تذكرت لورا و جهة الرمادى الشاحب اثناء زياراتها العديده له فالسجن 0 كانت تعتبر هذا ناتجا عن الجو المشحون داخل الزنزانه و ابتعادة عن الشمس ,

والهواء ,

والحريه 0 و برغم جميع الاهتمام الذي كان يولية دييغو لعمة ,

لم ينجح فاعطاءة الحريه التي كان يرغب بها قبل اي شيء اخر0


و اخذت الافكار تعود باتجاة دييغو 00 الى يوم الحادث الى الشاطئ 0 كيف نسيت تلك اللحظات السعيدة مع دييغو ؟

راحت تتذكر دييغو منحنيا فوقها يداعبها بحنان فائق 0


جميع شيء يعود الان الى ذاكرتها فدقه تامة0 جاعلا اياها مرهقه و متلاشيه 0 فتلك المرحلة كانت تعرف ان زواجهما كان مهددا 0 فقد قبل دييغو فكرة فسخ الزواج بعدها 00فرانسيسكا ,

المرأة ,

السمراء ,

الجذابه ,

ظهرت فالمشهد بصورة مباغتة0 لماذا تعلق دييغو بهذه المرأة الامريكية المتحرره و هو الذي يتمتع بعقليه مكسيكيه متعصبة؟


لكن حصل ما حصل على الشاطئ و عرف دييغو انها كذبت عليه ليلة عرسهما تاركه اياة يعتقد انها و برانت كانا عاشقين00


فجاه شعرت بانتفاضه فكل انحاء جسمها 0 فذلك النهار عندما كانت على الشاطئ 0 قبل الحادث كان دييغو يعرف تماما ان و الدها ما ت و اذا كان ربما عاد باكرا من مكسيكو فذلك لانة تلقي مكالمه هاتفيه من رئيس شرطة اكابولكو 0 لماذا احبها فهذا النهار بالذات؟
كان و الدها ربما ما ت 0 و لا شيء يمنع فسخ الزواج فكان حرا بان يتزوج فرانسيسكا عندما يتم فسخ الزواج0 هل لانة فاجا غييارمو معها احس برغبه عنيفه فان يجعلها زوجتة فالحال 0 مهما كان الامر كانت تصرفة و قحا و هو يعرف ان و الدها ما ت 0


نهضت من السرير و اسرعت الى خزانتها 0 و بسرعه اخرجت حقيبتها الجلديه الحمراء و راحت تضع حاجياتها و هي تفكر بعبنوته و اضطراب 0 اين تستطيع الذهاب فاكابلوكو من دون ان يكتشف دييغو مكانها و يعيدها الى الفيلا ؟

ان الندم جعلة يعتنى فيها عنايه كبار منذ الحادث 0 و هي تفهم الان لماذا كان ينتظر بصبر ان تستعيد ذاكرتها بصورة طبيعية0 قد كانا يامل بالا تشفي تماما0 فكل حال الا يتمتع دييغو بحياة ذهبية؟
لدية زوجه و ديعه و طيعه مدفونه ففيلا جاسينتا 0 و عشيقه ملتهبه فمكسيكو ؟



اقفلت حقيبتها و نظرت الى حقيبه يدها0 لديها من المال ما يكفى لان تمضى بضعه ايام ففندق من الدرجه الاخرى قبل ان تستقل الطائره الى لوس انجلوس 0 انها لا تريد مغادره اكابلوكو قبل ان تعرف اين دفنو و الدها 0 كانت امنيتة ان يدفن قرب زوجته0 و ستحاول ان تنقل جثمانة الى مدافن لوس انجلوس حيث ترقد و الدتها0


هل ما زال برانت هنا فاكابلوكو ؟

ربما ,

لكنة ينزل و لا شك فاحد الفنادق الفخمه التي تحيط الخليج 0 و لا مجال للورا لان تذهب للبحث عنه هناك0 حيث ممكن لدييغو ان يكتشفها بسهولة0 00لا00 من الاروع ان تنزل ففندق متواضع يقع على احد التلال البعيده عن الشاطئ 0 و هنالك يمكنها ان تمضى و قتها من دون ان يلاحظ احد و جودها 0 لم تجد ايه صعوبه فصف السيارة فالمطار و المرور بين مجموعة كبار من السياح التالين من مكسيكو 0 لكن الامور تعقدت فجاه عندما لمحت شبح دييغو الذي كان يرتدى بذله رماديه شاهدتة يرفع يدة ليوقف سيارة اجرة0 بعدها يدخل اليها و ينظر فتقلص امامة 0 انه يستحق ما يحصل له الان 0 ماذا اخبر فرانسيسكا ؟

عندما قرا رسالتها لا شك انه كان يبين ذراعى هذي المرأة السمراء 0


– سنيورا 0


توقفت سيارة تاكسى امامها


– اين تذهبين ؟



– انني ابحث عن فندق صغير فحيى اكابلوكو القديم0


قاده السائق التلال العاليه و توقف امام بناء مؤلف من 4 طوابق 0 و قال:


– انه فندق روزاريو 0 ساسال اذا كان ثمه غرفه فارغه 0 هل تريدين غرفه بسرير واحد ؟



– نعم و لبضعه ايام فقط0


دخل السائق الى الفندق و فهمت لورا انها ستدفع مبلغا ضخما للحصول على هذي الغرفه و ان السائق سيقبض عموله 0


هزت كتفيها فاستياء و قالت ان هذي الامور ليست مهمه فالوقت الحاضر 0 المهم هو ان تبتعد عن دييغو الذي لن يخطر فبالة انها تقيم فمثل ذلك المكان 0 كما انه اذا راى سيارتة فالمطار سيفكر فالحال انها استقلت الطائره الى كاليفورنيا و لن يفكر فالبحث عنها فمدينه الحمامات 0


ظهر السائق اخيرا :


– هنالك غرفه واحده 0 يا سنيورا و سعرها مرتفع 0


احمرت لورا غضبا عندما عرفت القيمه المتوجب عليها ان تدفعها 0 ان شقتها الصغيرة فبانوراما تكلف السعر نفسه0 لكن ليس امامها خيار احدث 0 اومات الية موافقه 0 و هبطت من سيارة التاكسى بينما اخرج السائق حقيبتها من الصندوق 0 رائحه العفن تتصاعد من البهو 0 و لدي دخولها انحني صاحب الفندق السمين و ابتسم لدي توقيعها على السجل 00 فقد و قعت باسم و الدتها قبل الزواج : برباره فوريس 0


صعدت الى الغرفه فالطابق الثاني 0 انها صغار جدا جدا 0 و بها مروحه بطيئة 0 و مغسله قديمة و مقعدان من القش و خزانه على بابها ستائر باهتة تستخدم فالوقت نفسة كمنضده للزينه 0 و فاحدي الزوايا سرير عريض من الحديد المقشر 0


قالت لورا فقرف :


– – انها غاليه الثمن نسبة الى ما تحتوية من حاجات غير مريحه 0


فقال صاحب الفندق و هو ينظر اليها فارتباك و يتامل ملابسها الانيقه :


– انه الموسم يا سنيورا 0ثم انك لم تحجزى من قبل 000


– نعم اعرف 0 لن ابقي هنا لمدة طويله 0


– سارسل لك حقيبتك باسرع ما ممكن 0


قبل ان يجلب لها الخادم الحقيبه 0 لاحظت لورا ان السرير يطلق صريرا قويا و ان المروحه تجلب هواء رطبا رائحتة كريهه 0


عندما اصبحت لورا و حدها 0 تمددت على السرير و هي تتصبب عرقا و ثيابها تلتصق بجسدها 0 كانت تحدق بشفرات المروحه 0 قد كان من الاروع لو انها ذهبت لتبحث عن برانت لتستدين منه المال لتستاجر غرفه تليق فيها 0 لكن قد اضطر لان يطرح عليها اسئله محرجه 0 و قد اقنعها بمنطقة مؤكدا لها ان دييغو لم يعد له حقوق عليها ما دام ارغمها على ان تتزوجة ابتزازا 0


اغمضت عينيها كيلا تري هذي الغرفه الحقيره 0نعم 0 قانونيا 0 قد لم يعد لدييغو اي حق عليها00لكنها تشعر بانه يمتلكها جسدا و روحا 000لايمكنها ابدا ان تمنح رجلا احدث ذلك الحب الممزوج بالشغف 0


ايقظها دوى الرعد من نوم عميق 0 ارتعشت بعدها نهضت خائفه لوجودها فهذه الغرفه الحقيره المظلمه 0 من جديد 0 سمعت طرقات على الباب فتقدمت و همست بصوت يرتجف و هي تشعل النور :


– من 00من هنا ؟



– – دييغو 0


– القت نظره خاطفه الى الغرفه امله ان تجد و سيله للهرب 0حينذاك شاهدت حشرات صغار تسرع بالانسحاب من السقف و جدران الغرفه و تختبئ فثقوب الخشب و الجص 0


ارتعبت لهذا المنظر و صرخت باعلي صوتها 0 و فالحال سمعت ضربه قويه و صوت الخشب المتحطم 0


دخل دييغو من الباب و سالها :


– لورا حبيبتي ,

ماذا جري ؟



– فاشارت لورا باصبعها الى الحشرات ذات القرون الطويله المنتشره هنا و هنالك 0


– جذبها نحوة و اخفي و جهها بصدرة و قال بصوت هادئ و هو يداعب شعرها :


– – ذلك لاشئ 0 ياحبيبتي 0 هذي الحشرات الصغيرة غير مؤذيه 0


هدهدها لحظه ليهدئ من خوفها ,

ثم ابعدين عنه بلطف و سالها :


– هل انت مطمئنه الان ؟



– اشارت له براسها ايجابا0


– سالها و هو يشير الى حقيبتها الحمراء :


– اهذا جميع ما لديك من امتعة ؟



– نعم 0 لم اكن احتاج الى اكثر من ذلك 0


حمل الحقيبه و قال :


– تعالى 0


كان صاحب الفندق ينتظرهما فالمدخل فقال :


– انني اسف ياسنيور راميرز 0 لم اكن اعرف ان السنيورا هي زوجتك000


– كيف تجرات على تاجير كهذا الكوخ القذر!
احب ان اعرف كم طلبت اجره لمثل ذلك الماجور ؟



اطلعت لورا دييغو على المبلغ الذي دفعتة 0 فحدج دييغو صاحب الفندق بغضب و قال :


– عليك اعاده ثلاثه ارباع المبلغ الذي قبضتة 0 فالحال و الباقى يكفى لتصليح الباب الذي خلعتة الان 0 انك تفقد سمعتك بكيفية ذليلة 0


راح الرجل يعتذرشارحا و ضعة 0 و لما اعاد المبلغ 0 اخذ دييغو لورا بذراعها و خرجا معا الى الشارع حيث تنتظرهما سيارة المرسيدس 0


صعدا الى السيارة و اقلع فيها دييغو سالكا اتجاة و سط اكابلوكو 0 ران صمت ثقيل 0 اخيرا سالتة لورا بصوت خفيض من دون ان تجرؤ عليلي النظر اليه:


– كيف توصلت الى اكتشاف مكان و جودى ؟



– لم يكن هذا سحرا 0 صحيح انك تركت السيارة فالمطار لتوهمينى انك غادرت البلاد 0 و لكننى لم انخدع بذلك 0 انني اعرفك جيدا 0 و اعرف انك لن تغادرى اكابلوكو قبل ان تعرفى اين دفن و الدك 0 لقد بحثت عنك فكل فنادق المدينه ابتداء من الفنادق الفخمه 0 و لما و صلت الى هنا ,

قرات اسم و الدتك على سجلات فندق روزاريو 0


– اسم و الدتى ؟

كيف عرفت ان ذلك الاسم هو اسم زالدتى ؟

لم اذكرة امامك ابدا 0


– قراتة على مقبرتها عندما كانوا يدفنون و الدك الى جانبها 0


اطلقت زفره ممزقه 0


– لورا حبيبتي ,

هل تذكرين00كل شئ ؟



همست بعدما ازاحت و جهها عنه حتي لايري الدموع فعينيها :


– نعم0


بعدها اضافت بصوت متقلب :


– انني سعيدة لان و الدى دفن قرب و الدتى 0شكرا 00علي ذلك0


سالها بحيوية :


– لماذا تشكريننى على ذلك فقط ؟

الم افعل جميع ما بوسعى لاعالجك و اهتم بك بعد الحادث الذي افقدك الذاكره ؟



اطلقت ضحكه صفراء و قالت :


– حتي اليوم لم اكن اصدق المثل الذي يقول ” ان الجهل هو سلام الحياة ” لم تقل لى شيئا يا دييغو 0 و لم تعلمنى بموت و الدى 0 و لا اذكر ما تبقي من احداث عندما يجهل المرء سوء حظة 0 فلا يتالم من هذا اليس ذلك صحيحا؟


قاطعها بلهجه ساخطة :


– كفي يالورا !

سنستانف ذلك الحديث فالمنزل 0


البيت ؟

اين منزلها ؟

انها لاتذكر شيئا عن فيلا جاسينتا و لا عن مسكنها الفخم فمكسيكو قبل و فاه و الدها كان منزلها الحقيقي هو يختة 0 فماذا حل باليخت ؟



و ما ان و صلت السيارة الى مدخل فيلا جاسينتا حتي تذكرت لورا فجاه جوانيتا و كارلوس ماذا يقولان عن اختفائها ؟

هل هما على علم بالحادث الذي حصل بينها و بين غييارمو مباشره قبل الحادث ؟

ربما نعم ,

لانها منذ هذا الحين لم تعد تسمع عنه شيئا 0


استقبلتهما جوانيتا الشاحبه اللون قلقا 0 و فصوت خافت حيتهما بعدها سالت دييغو ماذا يريد ان يتعشي ؟



– احضرى لنا شيئا 0سنتناول العشاء فالصالون الصغير 0


شعرت لورا انها على و شك الانهيار عندما تركها دييغو فالغرفه ال كبار التي لم تكن تتصور انها ستراها مره ثانية 0 و لكنها بعدما اخذت حماما فاترا شعرت بالاسترخاء و الارتياح0

كانت جالسه اما منضده الزينه تسرح شعرها الاشقر عندما دخل دييغو الى الغرفه 0 كان يبدو شديد السمره بقميصه الحريرى الابيض و بنطلونة الازرق الفاتح 0 و شعرة الاسود السميك الرطب مملسا الى الوراء 0 و لدي رؤية زوجتة فقميصها الحريرى الاخضر ,

لمع بريق فعينية الداكنتين0


– عندما تصبحين مستعده 0 سنتوجة الى الصالون الصغير لنتحدث فامور كثيرة0


قالت و هي تلقى نظره اخيرة الى المرأة قبل ان تنهض :

– هل انت متاكد من هذا 0 كان يبدو لى ان الامور و اضحه بيننا0 لقد ما ت و الدى 0 و لم يعد هنالك مبرر لاستمرار زواجنا 0 لقد و عدتنى بان تعيد لى حريتى 0


قال دييغو :


– ان زواجنا هو الان امرا و اقع,
يا حبيبتي 0 لم يعد بامكاننا الرجوع الى الوراء0


لم تتمكن من اخفاء توترها فابتعدت و ازاحت الستائر عن النافذة0 و نظرت الى الليل و القمر الذي كان بدرا0


– لا شك ان هنالك مجالا لفسخ الزواج0


انتفضت لدي شعورها بيدى دييغو تربتان على كتفيها 0 فلم تسمع صوت خطواته0 و سالها:


– لماذا ؟
لماذا 00تحبين ان تعذبينني؟
الا يمكننا ان نعيش سعيدين؟
الم نختبر معا الفرح فتقاسم الحب؟
تذكرى يا حبيبتي على الشاطئ 0 كنت تريدينى كما كنت اريدك 0 اعترفى بذلك0 يا لورا 0 كوني مخلصه و صادقه مع نفسك0


نظرت الية بعدها اغمضت عينيها 0 هل بامكانها ان تنسي ما حدث معها فذلك اليوم0 على الشاطئ تحت شجره جوز الهند؟


همس دييغو فاذنيها و هو يعانقها :


– لم تستطيعى يوم ذاك ان تخفى حقيقة احاسيسك0


و مره ثانية راحت تشعر بالذوبان لدي ملامساته البارعه 0 و راحت هي بدورها تلامس عنقة بعدها حملها بين ذراعية و وضعها على السرير 0 حاولت ان تقاوم لكن بدون جدوى لكنها قامت بجهد كبير للتخلص من قبضه دييغو و عناقه0 و وقفت و هي تنظر الية فاحتقار و قالت :


– كيف تجرؤ على ملامستى ؟

ادخر ملامستك البارعه لفرانسيسكا لانها بلا شك تقدرها00


– لا افهم 0مادخل فرانسيسكا فالمقال ؟



ضحكت لورا بسخريه و قالت:


– قد نسيت يا دييغو ,

لكننى ما زلت اذكر جميع شيء,
اذكر الليلة التي امضيتها معها بعدما شاهدتكما متعانقين 0 كما انك كنت و قحا للغايه اذ انك ما ان خرجت من سرير عشيقتك حتي لحقت بى مصرا على القيام بواجباتك الزوجية برغم ان كنت تعرف تماما ان و الدى ميت على بعد مسافه قصيرة من هنا انت رجل كرية و فظ0


صرخ دييغو ,

شاحب اللون :


– لا ,

هذا غير صحيح ,

اعترف باننى قد كنت عنيفا هذا اليوم على الشاطئ 000لكن 00 انني اقسم لك باننى لم اكن اعرف ان و الدك ما ت 0


– ذلك مستحيل لقد اتصلت بى رئيس شرطة اكابلوكو فاليوم الذي كنت على موعد مع و زير العدل 0 قال لى ان و الدي00 ذهب00 اعتقدت ان00ان00 اعتقدت انهم نقلوة الى مكسيكو 0 ليصار الى محاكمتة بسرعه لقد00 اعطيت الشرطى رقم هاتفك فالمنزل و فالمكتب حتي يتمكن من الاتصال بك0


اقترب دييغو منها وضع يدية الاهبتين على كتفيها:


– لم اتلق ايه مكالمه 0 قد لانى كنت حينذاك فالطائره 0 لقد اخبرنى و زير العدل انهم القوا القبض على الرجلين الذين استاجرا اليخت من و الدك و هذان الرجلان اثبتا براءتة و جئت بسرعه لاخبرك بالامر0


– تريد ان تقول ان السلطات كانت اطلقت سراح و الدي؟


– نعم 0 لم اعرف انه ما ت الا بعد الحادث الذي تعرضت له0 00لورا هل بامكانك الاعتقاد لحظه واحده انه بوسعى ان اجعلك امراتى بالفعل لو كنت على علم بوفاه و الدك؟


– كنت اعتقد انك كنت تريد ان تربح على الجهتين0 فرانسيسكا فمكسيكو ,

وانا هنا 00


قال مستغربا و هو يحك رقبتة :


– يا الهي0 لو عشت 100000 سنه فلن اتوصل الى معرفه كيف يعمل دماغ المراة؟
لكننى فذلك اليوم كنت احبك كثيرا و لا ممكن لاحد ان يمنعنى من التعبير عن حبي0 الم تشعري بذلك؟
هل فامكانى التعبير عن حبى لو كان ثمه امرأة ثانية فحياتي ؟

انا لا اتظاهر بالحب انني احبك حقا0 و انا مجنون بحبك منذ اليوم الاول الذي التقيتك فيه0 كيف تستطيعين التفكير ان هنالك امرأة اخرى؟


– ليس ذلك صعبا0 الم ارك تعانق فرانسيسكا ؟



– هل تغارين منها يا حبيبتي ؟



– نعم اكتشفت تلك الليلة بالذات اننى احبك 0 انتظرتك بحراره و بلهفه لكن بدلا من ان تعود الى رايتك تذهب معها00


– اة يا حبيبتي !



و بسرعه اقترب منها و اخذها بين ذراعية و جذبها الى السرير 0


– تعالى 0 دعيني اشرح لك ما حدث0


وضع دييغو ذراعة حول خصرها و قال :


– عندما كنت صغيرا كانت فرانسيسكا تصغرنى بسنتين فقط و كنا مخطوبين 0 و اهلنا يحبون هذي العلاقه 0 لكن القدر كانا مختلفا0 تعرفت فرانسيسكا الى انطوان و احبتة و تزوجتة بينما كنت احلم بالمرأة التي ستصبح يوما ما زوجتي و رفيقه حياتي 0


اطلق زفره عميقه بعدها تابع يقول:


– ما ت انطوان و عادت فرانسيسكا الى مكسيكو حيث بدات اعمال زوجها تنهار فطلبت منى ان اساعدها 0 و ذلك العناق الذي حصل بيننا هو عناق الاخوة0 صحيح اننى رافقتها تلك الليلة الى منزلها0 لكنى لم ابقى لمدة طويلة0 امضيت الليل كله اقاوم رغبتى فاللحاق بك000


– اة 00


– لو جئت كما و عدتك فيه ياحبيبتي لكنت اصبحت ليلتها زوجتي 0 لكنى كنت اخشي مجابهه كرهك 0 كيف لى ان اعرف ان عواطف نحوى تغيرت؟


– فكل حال لم تكن تريد امرأة احبت احدا قبلك0 زوجه لك0 ليلة عرسنا تركتنى بعدما اعتقدت انني كنت عشيقه برانت 0


هز دييغو راسة و قال :


– فالحقيقة لست متشبثا تماما بهذا الموقف0 يمكننى ان اقر بعض التصرفات و لكنك عندما لفظت فتلك اللحظه الحاسمه اسم برانت ,

تاكدت تماما انك ما احببتنى و لهذا الاسباب =و عدتك بان اعيد لك حريتك عندما يظهر و الدك من السجن 00وثم00


– بعدها ماذا 000؟


– بعد الحادث الذي و قع لك 0 قلت و رددت مرارا انك تحبيننى و انك تريديننى 0 لكننى لم اكن قادرا على ان البى رغباتك0 كما حصل بيننا على الشاطئ00 لقد اجبرتك على ان تستسلمى لى 00


و بطرف اصابعها ,

لمست لورا شفتي دييغو و قالت :


– اذا كانت ذاكرتى سليمة0 فاننى اذكر اننى تجاوبت معك 0 فذلك اليوم على الشاطئ0 صحيح انك كنت تحبنى منذ البداية؟


– لم اكف عن التفكير فيك منذ اليوم الاول0 انت اغلى شيء عندي فالعالم 0 انت امرأة احلامي الى الابد0 لا يمكننى ان اعيش من دونك0


– حتي و ان لم اكن فمستوي و الدتك؟


– و الدتى ؟

ما دخل و الدتى بالامر؟


– تعتقد كونسويلو انك اسير حبك لوالدتك0 و هي تعتقد بانك تزوجتنى فقط لاننى اشبهها 0


– ذلك خطا انها تتحدث على هواها لتجعلك تغارين 0 كانت تامل دائما باننى ساتزوجها بعد و فاه اخي0,
زواجى منك اغضبها0


– اة ,

دييغو 0لقد ارتحت الان 0لم اكن اعرف00


و ضعت لورا راسها على كتف زوجها و اضافت فخجل:


– هل تغفر لى لاننى شككت فيك؟


– و انا كذلك يا حبيبتي اعترف باننى اتحمل بعض المسئولية0


– ما علينا الا ان نبدء من جديد0


– و ان نعوض الوقت الضائع و الا ننتظر دقائق واحدة0


قالت جوانيتا:


– سنيور ,

سنيورا ,

العشاء جاهز 0


قال دييغو قبل ان يعانق لورا:


– حافظى عليه ساخنا0


بعدها قال للورا :


– انا جائع اليك 000يا حبي0

  • كيف تجعل المرأه تقترب منك وملامستك
  • ماذ افعل هل اقبل او افرض عرض زواج


رويات عبيررجل لايريد الزواج