صبح جنبا صائم

صبح صائم جنبا 20160912 2166

اذا طلع الفجر على من عليه جنابه -وهو يريد الصوم- فليغتسل و ليتم صومه،
ولا شيء عليه: لا قضاء،
ولا غيره؛
لما روي البخارى و مسلم ف(صحيحيهما) (1) من حديث عائشه و ام سلمه رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يدركة الفجر و هو جنب من اهلة بعدها يغتسل و يصوم.

ولمسلم (2) من حديث عائشه التصريح بانه ليس من خصائص النبى صلى الله عليه و سلم.
والي ذلك ذهب الجمهور.
قال ابو عيسي الترمذى ف(جامعه) (3): العمل على ذلك عند اكثر اهل العلم من اصحاب النبى صلى الله عليه و سلم و غيرهم.
وهو قول سفيان،
والشافعي،
واحمد،
واسحاق.ا.ه.
وبعد ان ذكر الترمذى عن قوم من التابعين انهم قالوا: اذا اصبح جنبا يقضى هذا اليوم.
بعد ان ذكر ذلك قال: و القول الاول اصح.ا.ه.

وعزي الحافظ الحازمى ف(الاعتبار فالناسخ و المنسوخ من الاثار) (4) القول بصحة صوم من اصبح جنبا الى علي،
وابن مسعود،
وزيد بن ثابت،
وابي ذر،
وابي الدرداء،
وابن عباس،
وابن عمر،
وعائشه رضى الله عنهم،
قال: و هو مذهب ما لك،
والشافعي،
وعامة اهل الحجاز،
والثوري،
وابي حنيفة.

واما قول ابي هريرة: “من ادركة الصبح و هو جنب فلا يصم” (5) فقد اجيب عنه بعده اجوبة.
الاولي منها: انه منسوخ؛
لانة اسلمها.
وهو اختيار ابي بكر بن المنذر،
فقد روي عنه البيهقى ف(السنن الكبرى) (6).
انة قال: اقوى ما سمعت فهذا ان يصبح هذا محمولا على النسخ؛
وذلك ان الجماع كان فاول الاسلام محرما على الصائم فالليل بعد النوم،
كالاكل و الشراب،
فلما اباح الله الجماع الى طلوع الفجر صار للجنب اذا اصبح قبل ان يغتسل ان يصوم هذا اليوم؛
لارتفاع الحظر.
فكان ابو هريره يفتى بما سمعة من الفضل بن عباس،
علي الامر الاول،
ولم يعلم النسخ،
فلما سمع خبر عائشه و ام سلمه صار اليه.ا.ه.

▪ و الخلاصة: ان صوم الجنب الذي اصبح و لم يغتسل صحيح،
وليس عليه قضاء،
ولا كفارة.
وحديث ابي هريره المسئول عنه منسوخ.
والله اعلم.

___________________________________________

1 – البخارى (1925،
1926،
1930،
1931،
1932)،
ومسلم (1109).


2 – مسلم (1110).


3 – عقب حديث عائشه و ام سلمه (779).


4 – (208- 211).


5 – هو فثنايا حديث مسلم (1109)،
واشار الية البخارى (1925،
1926).


6 – (4 / 215).


صبح جنبا صائم