صحرء اثلج

صحرء اثلج 20160914 73

ضائعه فالثلج

السكان المحليون يراقبون و ينتظرون رحيل الزائرين و هي تتذكر تلك البقعه من منطقة البحيرات اذ كان و الدها يحتفظ بمركب فباونيس عندما كانوا يقطنون فليدز ,

وكانوا يتوجهون الى تلك المنطقة بعد انتهاء العام الدراسي ,

كان و الدها يعلمها قياده المراكب ,

وبينما هيلين تستعيد الماضى كانت تبدو لها تلك الفتره من احلى ايام حياتها ,

كان هذا قبل ان يكون و الدها طموحا و يوافق عل انضمام شركتة الصغيرة الى شركة ثورب الهندسية و يتزوج ايزابيل ثورب ,
ويكون رجلا غنيا ذا نفوذ و اهتمامات رياضيه ارفع شانا و اكثر رفاهيه من رياضه القوارب.


لكن الجبال كانت فهذا الوقت بيضاء ,

مما يعني ان الثلوج كانت تتساقط منذ عده ايام ,

وحتي البحيرات كانت مغطاه بطبقه رقيقه ناصعه ,

وعندما توقفت هيلين عند احدث قريه مرت فيها لتسال عن طريق باونيس ,

كانت ربما ابتعدت كثيرا عن الدرب الاصلي ,
ولم يكن ذلك بمستغرب لان جميع اللافتات التي توضح الطريق مغطاه بالثلوج ,
ولم تحاول الخروج من سيارتها الدافئه لتمسح الجليد عن اللافتات لتستوضح طريقها ,

انها تعترف الان بغلطتها ,

لكن ذاكرتها لم تستطع ان تساعيد عشرات الطرق الفرعيه و خاصة انها تبدو جميعا متشابهه فظروف الطقس السيئه ,

ولا بد انها اخذت العديد من المنعطفات الخاطئة.


عند هذا تذكرت و الدها ,

فى الغد سيكتشف انها ذهبت ,

فماذ يفعل؟
هل سيكتفى بالرساله التي كتبتها له شارحه حاجتها للانفراد بعض الوقت ,

ام سيحاول البحث عنها؟
ان الاحتمال الاخير هو الارجح ,
والدها ليس هذا النوع من الرجال الذي ممكن الذي ممكن ان يقف شيء فكيفية ,
وهو بلا شك سيغضب بشده لان ابنتة الوحيده تحاول ان تتحداه.


لكن احتمالات عثورة عليها ضعيفه ,

انها تهنىء نفسها بفكرتها فالذهاب شمالا ,

كانت الاماكن التي تشغل تفكيرها فالسنوات الاخيرة جزر الهند الغربيه و جنوب فرنسا ,

فاذا كان و الدها سيبحث عنها سيصبح هذا فالاماكن الدافئه ,

لانة يعلم انها تحب الشمس و السباحه ,

والمراكب الشراعيه ,

ولن يتوقع ابدا ان تتذكر هذا الفندق الصغير الذي اخذها الية ,
وهي تلميذه فالسنوات التي تلت و فاه و الدتها ,
وهو طبعا لن يتوقع ان تقود سيارتها فهذه العاصفه الثلجيه العنيفة.


و قطبت جبينها و قالت لنفسها : اذا كان ذلك الطريق يؤدى الى مرعه فيمكنها ان تطرق الباب ,

وتستفسر عن طريقة الوصول الى اقرب قريه ,

انها لا تتوقع الان ان تصل الى باونيس الليلة بالذات.


و اوقفت السيارة بدون ان توقف المحرك ,

ونزلت لتزيل الثلج الذي تراكم على المساحات ,

والتصق الثلج باصابعها و شعرت بالبروده الشديده ,

ثم ركبت السيارة مره ثانية و هي تشعر انها خاطرت بحضورها فالسيارة ,

ولعلة كان من الاروع ان تسافر بالقطار لكنها لم تكن تريد ان تجازف بان يتعرف عليها احد فالمحطه و يخبر و الدها عندما يكتشف غيابها و يبدا فالسؤال و البحث عنها.


توقفت المساحان مره ثانية ,

وكانت مضطره الى النزول لتنظيفها ,

كانت فالمره الاولي ربما نظفت المساحات و هي مستنده الى الباب لكنها فهذه المره اخذت تلبس حذاءها الطويل ذا النعل السميك ,
وبينما هي تفعل هذا توقف محرك السيارة.


نزلت من السيارة و وقفت و سط الثلج الكثيف الذيكان يلامس طرف سوالها الاحمر المطوى الى اعلي ,

والجليد يذوب و يجرى على اكتافها و هي تنظف الثلج بسرعه عن الزجاج الامامي لتطمئن الى ان المساحات ستعمل و لو لفتره قصيرة ,

استغرقت بعض لحظات ثانية فخلع حذائها الطويل بعدها ادارت مفتاح الاشغال ,

دار المحرك و لكن السيارة لم تتحرك ,

جربت مره ثانية بلا فوائد ,

شعرت بالخوف يسرى فعروقها ,

ما الخبر؟
هل ستخذلها السيارة ,

هذا لم يحدث من قبل فالسيارة ليست قديمة و لكنها لم تواجة كهذه الظروف من قبل ,

وبعد محاولات ثانية توقفت ,

وكان الوقت بدا يتاخر و بعد قليل سيحل الظلام و هي لا تستطيع المجازفه بالبقاء فهذا المكان على امل كاذب ان ياتى احد لانقاذها ,

لم تكن هنالك ايه اشاره الى ان احدا يمر بهذا الطريق ,
وقررت ان التصرف الاسلم بالنسبة اليها هو ان تترك السيارة و تبحث عن المساعدة ,

لانها لو بقيت و لم يحضر احد لمساعدتها من الجائز ان تتراكم الثلوج طوال الليل الى ان تدفنها تماما… سمعت عن اناس تجمدوا حتي االموت فهذه الكيفية ,

واخذت ترتدى حذاءها مره ثانية و هي تقول لنفسها انها مغامره مثيره ,

محاوله رفع روحها المعنويه ,

من كان يتصور,
عندما تركت لندن ذلك الصباح ,

انها ستكون ضحيه سيارة معطله فعاصفه ثلجيه ؟

ان تهنئتها لنفسها على براعتها فالاختفاء و عدم امكان و الدها العثور عليها ستنقلب ضدها باسوا صورة.


خرجت من السيارة و هي ترتدى معطفها الاحمر الدافىء المصنوع من الشاموا و المبطن بالفراء ,

واخذت تطمئن نفسها الى ان اللون الاحمر يخرج جيدا بين الثلوج و من الجائز ان يلفت نظر احد حتي لو لم ترة هي ,

رفعت قلنسوه المعطف على راسها و اخفت بداخلها خصلات شعرها الاسود الطويل ,

ثم لبست قفازها المصنوع من الفراء و طوت سروالها حتي ركبتيها و اخذت حقيبه يدها.


و نظرت الى الطريق المهجور ,
كان من غير المجدى ان تعود ادراجها لانها كانت تعلم انها لن تقابل احدا لعده اميال ,

اذن فلا مفر من التقدم.


و كانت تقول لنفسها انه ليس ممكنا ان تسير جميع هذي المسافه بدون ان تقابل اي بيت =او انسان و لكن ذلك ما حدث فعلا ,

هذا الطريق المتعرج حجب السيارة بسرعه عن نظرها و من الجائز انه يلتف حول احد الجبال ,

انها تشعر بانها تصعد جبلا لان ساقيها تؤلمانها و لكن ليس امامها طريق احدث .



بعدها توقفت و نظرت الى الوراء و لم يكن ممكنا ان تتبين اي شيء ,

فقدت طريقها تماما و بدا و اضحا ان اللون الرمادى الذي بدا يخرج فالسماء لم يكن بسبب ظروف الجو السيئه فقط و لكن عتمه المساء بدات تحل و الامل فالغثور على مكان تبيت به لا يبدو كبيرا ,
وشعرت بالذعر ,

ماذا ستفعل؟
هل ينتقم منها القدر لانها تحدت حق و الدها فان يختار لها زوجا؟


صحرء اثلج