عروس السراب روايات عبير

 

عروس عبير روايات السراب 20160919 1109

عروس السراب – جانيت ديلى – روايات عبير القديمة


الملخص


الحياة كالصحراء…احيانا تصادف و احه تستفيء بها,

وتنصب خيامك قرب مياهها,واحيانا تتوة فرمالها فتبتعلك.

تيشا كالدوبل فقدت امها فاحتمت بوالدها,لكنة كان قاسيا

لخوفة عليها من الحياة و تجاربها,
اراد تزويجها و تامين

مستقبلها لكن تيشا تفضل اختيار شريك حياتها,فتهرب الى


حنان عمتها المقيمه بعيدا عنهما و هنالك تصطدم برجل شبيه


بوالدها,لايؤمن بافكارها.


تكرهة …لكنها تجد نفسها مجبره على القبول فيه زوجا…


ليلة العاصفه جعلتها عروسا له …علاقتها فيه السراب


يتراءي لها لكنها لاتصل الية !

وهذه احدى فصو القصة

عروس السراب…..


” لم تصل السبعين,
ولو كانت ايضا لما استطعت تحاشى اصطداما مباشرا”.


فذكرتة تيشا باقتضاب:


” لو لم تكن مسرعا الى ذلك الحد و لو التزمت طريقك لما كنت ضربت سيارتى اطلاقا”.


فاجابها و عيناة تحومان بتؤده على لباسها الازرق المؤلف من سروال و ستره قطنيتن.


” هذي طريق خاصة لا يستخدمها الا سكان الجبل فلم اتوقع ان التقى احدا عليها”.


فاظهرت ازدراءها بعبارتة المغروره و اجابت:


” ذلك ليس تبريرا لقيادتك الرعناء !
”.


فقال بنعومه و هو يمد يدة المسمره من الشمس و يعتقل مرفقها:


” انت مصيبه تماما يا حمراء ,

تعالى نتفحص الضرر الذي الحقتة بسيارتك “.


بعدها ادارها صوبة قبل ان تشعر بما فعل فسارعت الى جذب ذراعها من قبضتة و ربما لاحظت كيف رفع احد حاجبية ساخرا من حركتها…


القت نظره سريعة على شعره البنى الرملى الملوح بفعل الشمس و على تقاطيع و جهة الوسيم و المنحوته بجاذبيه و خشونه ,

فنبهتها تلك النظره الى كونة رجلا معتادا على تخليص نفسة من المواقف الحرجه بسحرة و جاذبيته …


لكنة سوف يكتشف سريعا بانها ليست من النوع الذي ينخدع باقناعاتة المعسوله ,

ولذا اغلفت و جهها بتعبير جليدى و هي تسير الى جانبه.


و لدي مرورة بسيارتها ليفحصها من الامام ,

علق قائلا:


” انها محشوه بالاغراض ,

فهل تنوين الانتقال الى مكان ما فالجوار؟”.


” ذلك شان يخصنى و حدي”.


اجابتة بسخريه قاطعه لكن فمة اختلج ببسمه مسليه ,

وفكرت تيشا و هي تراقبة يتفحص الضرر ,

انة فالحقيقة لا يطاق ابدا….


كان يرتدى بزه من الجلد البنى ,

تظهر بنيتة الرياضيه الخاليه من السمنه ,

اما شعرة البنى المائل الى الشقره فكان كثيفا يميل الى التجعد و لكن تمردة بدا منسجما مع المسحه غير المروضه فتصرفاتة …


و كانت هنالك شبة غمازه فذقنة البارز يؤكد صلابه عنيده تبدو فسائر قسماتة ,

اما عمرة ,

فخمنتة تيشا فاواسط الثلاثينات ,

ولم تلحظ خاتم زواج حول اصبعة و لكن ربما لا يعني هذا انه عازب.


” لا يبدو هنالك اي ضرر الا فحاجزك الامامي”.


منتديات ليلاس


اعلن النتيجة و هو يقفل غطاء المحرك… شعر بانها كانت تتفحصة فتالقت عيناة بومضه سريعة حين التقتا عينيها


و تابع يقول:


” من السهل تقويم الاعوجاج على يد خبير باصلاح هياكل السيارات ,

وان كنت ستمكثين فالمنطقة ,

فيمكننى تزويدك باسم رجل محلى ليصلحها لك”.


فغمغمت بعذوبه فائضة:


” لا ريب انك احتجت الى خدماتة فالماضى بسبب طريقتك فالقياده “.


فاعترف الرجل و بدون ان يعترف فالواقع باى شيء:


” لقد استعنت بخدماتة فمناسبه او اثنتين”.


فاجابت بحده و ربما عادت الى تهجمها السابق:


” لا اشك فحدوث هذي المناسبات … هل تاخذ منه عموله على الاشغال الكثيرة التي تؤمنها له؟”.


فضاقت عيناة قليلا مما جعل عروقها تنبض بخوف مجهول و اجابها و فمة يتحرك بابتسامه خفية:


” ذلك شانى الخاص ,

كما قلت انت قبل قليل,
يا حمراء”.


فتجاهلت توبيخة و قالت محتدة:


” هذي ثاني مره تنادينى كذا … اسمى ليس حمراء”.


اجابتة غاضبة:


_هو ليس احمر …


فتالقت عيناة الناظرتان الى احمرار شعرها القاتم و الذي بدا نحاسيا فو هج الشمس و سالها:


” هو ليس كذلك؟
اذن ما اسمك؟”.


و لما راي تعبير الانغلاق الذي اخذ يتسرب الى و جهها اضاف بسرعه و سخرية:


“اطلب معرفتة لصالح شركة التامين ,

بالطبع”.


ترددت تيشا و لم تشا ان تخبر ذلك الغريب المغرور اي شيء عنها ,

وفى الوقت نفسة كانت تعلم انه مضطر بالفعل لذكر اسمها لدي شركة التامين


فاعترفت قائله على الرغم منها:


” باتريشا كالدويل”.


” باتريشا”.

ردد الاسم مدحرجا اياة ففمة فبطء ,

كما لو انه يتذوق رنته,
ثم احتواها بنظره اعجاب مفصله فاحست بشيء من التراخي غير انها رفضت الاستسلام للحراره المفاجئه التي دبت فاوصالها و خمنت ان معظم النساء كن سينسحرن بابتسامتة لو كن مكانها … و اجابت فبرود:


” الاصدقاء يسموننى تيشا ,

ولك ان تنادينى الانسه كالدويل”.


فعلق و عيناة تتسعان بسخرية:


” انسه و ليس (بات) اختصارا كما تفعل المطالبات بالمساواه الكاملة بين الجنسين ,

وقد بدوت لى واحده منهن”.


فاجابتة بانف شامخ:


” لا ارغب فالتساوى مع الرجل ,

لا اود الهبوط الى مستواه!”.


فالقي راسة الى الخلف و ضحك من قلبة و قال:


” انت بنت مشاكسه تليقين ببيتر و تشيو”


فاجابتة و الشرر يتطاير من عينيها الزيتيتين :


“وشكرا لشكسبير الذي زوجة من كاتارينا ( بطله المسرحيه المذكورة) لاننى لا ارغب فان اكون امرأة يروضها رجل او يسيطر عليها”.


منتديات ليلاس


فغمغم و عيناة ما تزالان تضحكان بسخريه :


” يا للخسارة!
فذلك الترويض ربما يصبح تحديا مثيرا”.


فسالتة بهزء:


” هل لنا ان ننتهى من التعليقات الشخصيه و ننصرف الى معالجه هذي المشكلة ,

اى سيارتى المعطوبة؟
هل لك ان تزودنى باسم شركة التامين و رقم بوليصتك لديها؟”.


فاختلج فمة اخرى بتلذذ لم يستطع اخفاءة ,

لكنة مد يدة الى جيب سترتة و اخرج دفترا مغلفا بالجلد و قلم حبر ,
فاخذت تراقب شطحات قلمة الواثقه و هي تطير على الورقه قبل ان ينزعها من الدفتر و يعطيها اياها قائلا:


” ذلك اسمى و رقم هاتفى كذلك فحال احتجت الى الاتصال بي”.


نظرت الية مرغمه و قرات الاحرف الجريئة لاسم رورك ما ديسون و تحتة رقم هاتفة و اسم شركة التامين.


” هل ارتحت لان اسمى ليس بيتروتشيو؟”.


” يهمنى فقط اصلاح سيارتي”.


” من الاروع ان يتم اصلاح الحاجز الامامي فاسرع ما ممكن لانة لاصق بالدولاب و ربما يثقبة لكثرة الاحتكاك”.


” اننى قادره تماما على اجراء التصليح المطلوب”.


فهز كتفية دلاله على اللامبالاه و قال:


“ما زلت مستعدا لتزويدك باسم مصلح خبير و مقال ثقه اذ لا اريدك ان تقعى فبراثن مصلح تاجر”.


” تقصد انك لا تريد شركة التامين ان تقع فريسه احتيال او ان يخسر صاحبك هذي العملية”.


ران صمت قصير حين ابتعد الرجل المدعو رورك ما ديسون عن مكان السيارة المتضرر و مر بتيشا متجاهلا اياها ,

ثم و قف خلفها و اسند يدة الى سطح السيارة ,

ولما استدارت و واجهته


قال لها و عيناة تراقبانها بشيء من الوقاحه الكسولة:


” ليس من المفروض ان تكلف التصليحات كثيرا ,

فهل ابدو لك كشخص فحاجة الى المبلغ الزهيد الذي من المفترض ان يشكل حصتى من العملية؟”.


فاطبقت فمها بخط متجهم و اعترفت لنفسها بانه لا يبدو فاى حاجة للمال ,

فمظهرة العام يوحى بالترف


لكن ذلك الواقع زادها غضبا ,

فهزت كتفيها و قالت و هي تشيح عنه لترية انها لم تكن مهتمه فيه او بوضعة المادى قيد شعرة.


” بما اننى ساتعامل مع شركة التامين و ليس معك فلا يهمنى امرك البته .



فاجاب بسخريه قلصت صوته:


” احقا؟
حسبتك تحاولين استفزازى عن تعمد”.


” لقد عرفت اشكالا متعدده من الغرور الذكرى لكن غرورك يتصدر القائمة!
هل انت و اثق دائما و الى حد القرف من ان سحرك و وسامتك هما احسن من ايه معارضة؟”.


كانت تيشا مشغوله بتصويب احتقارها المجلد على عينية البنيتين المحدقتين اليها فلم تلحظ تحركة صوبها


و قال لها بهدوء:


” لقد عذرت لك عصبيتك الاولي لعلمي بتاثير الصدمه عليك,
ثم اعترفت بكامل ارادتى باننى كنت المخطىء و ما حاولت ان ادحض ذلك الواقع,
لكننى لا انوى بحال ان ادعك تسترسلين فقذفى بهذه الكلمات الرخيصة”.


و ما ان انهي تهديدة الهادىء حتي احست تيشا بذراعية تعتقلانها من الجانبين و بوجهة يقترب من و جهها كثيرا مما جعل فمها يجف فجاة.


” ماذا تفعل؟”.


سالتة و هي تمقت الخوف الذي زحف الى صوتها حين الصقت جسمها بحاجز السيارة المعدني.


فاجابها و على و جهة ابتسامه خاليه من المرح:


” اذكرك باننا على طريق ريفيه و مهجوره نسبيا”.


” اذن؟”.


” اذن انت تحت رحمتى ,

بشكل ما ”.


هبط بصرة الى شفتيها المنفرجتين قليلا من خوف مرتقب لكنها استعادت شيئا من غضبها السابق و قالت بنزق:


“لا تكن سخيفا ,

فلن اكون ابدا تحت رحمه اي رجل ,

واقلها رحمتك انت!”.


فاجابها ساخرا:


” لا ادرى ايا من العاب الورق تعرفين ,

لكن فالانواع التي اعرفها انا,
يتغلب الملك على الملكه فكل مره ,
وقد يفيدك ان تتذكرى ذلك”.


تحركت يدة نزولا على السيارة فتقلصت عضلاتها استعدادا لمقاومه تقدمه,
واذ بطقطقه معدنيه تبعثر تركيزها فنظرت غريزيا الى جهه الصوت و فوجئت برؤية باب السيارة ينفتح … عادت تنظر فحذر الى الرجل الواقف امامها و سمعتة يقول:


” هيا,
تابعى سيرك يا ذات القبعه الحمراء ,

او ربما يقرر الذئب ان ياكلك فاخر لحظة”.


و كانت عيناة تضحكان من نظرتها غير المصدقة…


لم تحتج تيشا الى دعوه اخرى فسارعت الى اخذ مكانها خلف المقود و بدون ان تابة لانسحابها من المعركه لشده امتنانها للخلاص من اهتمامة المرفوض…


لم تضيع لحظه فالقاء نظره اخيرة عليه و هي تقلع بالسيارة بعدها تسرع فيها خلف المنعطف و تختفى عن العيان.


منتديات ليلاس


بعد بضعه دقيقة و صلت بيت =عمتها و انعطفت بالسيارة الى المعبر ذى الاعمدة على الجانبين.


كان المنزل يجثم على جانب تل يطل على و اد جنوبى ذى غابات مخضوضرة


و لوهله اولي كان يبدو بناء عاديا من ارز غير مصقول ,

وريفيا ساذجا ينسجم مع جغرافيه المنطقة ,

لكن الشمس الملتمعه على نوافذ الجناح العلوى كانت تشير الى داخلية المنزل العصريه جدا.


لم تلمح بلانش حين اوقفت تيشا سيارتها و ترجلت منها ,

وفيما هي تهم بتناول بعض اغراضها من المقعد الخلفى ,

سمعت صوت حجر يتدحرج بين الحصي فاستدارت حولها ,
كان هنالك عنز اسود مرقط بالابيض يحدق فيها ,

وقد بدا يخرج راسة كوزان صغيران من القرون و تحت ذقنة بداية لحية.


فابتسمت له و قالت:


” من اين اتيت؟”.


فاجابها العنز بهزه راس مهدده و لحظت تيشا نظره عينية المخيفه ,

بدا و اضحا انه حسبها تعتدى على املاك الغير


و مع ان قرنية كانا فطور النمو الا انها لم تشا ان يهاجمها براسة الناطح ,

فراعت الا تحدث ايه حركة مفاجئه ربما تثير غيظة و مدت يدها عبر نافذه سيارتها المفتوحه و اطلقت صوت البوق.


و حين سمعت الباب الخارجى يفتح ,

لم تزح بصرها عن العنز و سالت عمتها بتردد :


” اهو صديق لك يا بلانش؟”.


فردت بلانش ضاحكة:


“لقد تعرفت الى بستاني”.


و لدي سماعة صوت عمتها اشاح العنز براسة عن تيسا و هو يصدر ثغاء ,

فامرتة بلانش قائلة:


” اذهب لشانك يا غراف فتيشا جاءت لتمكث معنا”.


و كما لو انه فهم جميع كلمة,
رمق تيشا بنظره قصيرة بعدها استدار يتمشي بعيدا.


” هل هو البستانى هنا؟”.


سالتها تيشا و عيناها تتسعان فنظره مرتابه فصحة عقلها.


فهزت بلانش كتفيها و التمعت عيناها و هي تجيب:


” ليس لدى فناء و اسع ,

لكننى احتجت الى من يحافظ على مستوي نمو الاعشاب فاستحصلت على غراف,
انة يظن نفسة كذلك كلب حراسه .



فردت تيشا و هي تحدق الى العنز الذي كان عند السياج يقضم العشب قريرا:


” لقد اقنعنى بكيفية ممتازه انه ايضا ,
ماذا ناديته؟
غراف؟
هذا اسم يناسبة تماما”.


” تذكرت و قتها حكايه سمعتها فصغرى و تقول:(كان بيللى مستهلكا جدا جدا الى حد ما ) فسميتة العنز الفظ بيللى … انه يقوم مقام حيوان اليف و مفيد فاحيانا يصبح حنونا جدا”.


فرمقت تيشا عمتها بنظره مرتابه و قالت:


” ارجو ان يمتد حنانة ليشملنى ايضا”.


” انه فظ مع الاغراب فقط ,

وعذرا على ذلك التعبير … لكن متي تعرف اليك جيدا فسوف يدعك تروحين و تغدين كما يحلو لك,
ان مجرد تجاهلة لك الان يدل على انه ربما تقبلك ,

فعندما يصبح لدى زوار ,

يرفض احيانا الابتعاد فيروح يحدق اليهم من النوافذ و يترصدهم فالزوايا مما يخيفهم قليلا”.


” انه يطابق صورة الحيوان الاليف بالنسبة الى رسامه غريبة الاطوار ,

اليس كذلك؟”.


” اتظنين هذا؟
ربما هو يطابق هذي الصورة ,

والان ,

هل نفرغ حموله سيارتك و ننقل اغراضك الى المنزل؟
لقد اعدت ترتيب الاستديو و خصصت لك جزءا منه كى تعملى فيه”.


” ما كان يجب ان تفعلى هذا”.


” تركت لنفسي مساحه كافيه …كيف تقبل ريتشارد امر ذهابك؟”.


منتديات ليلاس


” لم يكن سعيدا فيه لكنة بدا مقتنعا بانه الحل الافضل”.


بعدها اختلج فمها بتعبير حزين و هي تردف:


” المنزل سيبدو له الان خاويا جدا جدا و موحشا”.


” لا تستسلمى للشفقه عليه فانت ستتركين المنزل عاجلا ام اجلا ,

وهذه الخطوه ستجعلة يعتاد على هذا من الان ,

ثم ان العيش الانفرادى ليس سيئا الى ذلك الحد,
وانا اعلم الناس بذلك”.


فاعلنت تيشا قائلة:


” انا لا افكر فالعوده اذ لو فعلت هذا فلن تمضى ايام حتي اتشاجر و اياة حول شيء ما ,

لكن ارجو فقط الا ازعجك كثيرا بوجودي”.


فابتسمت لها بلانش مطمئنه و قالت و هي تفتح الباب:


” لن تزعجيننى ,

ولو اننى فكرت فهذا الاحتمال لما كنت دعوتك … كيف كانت رحله القياده الى هنا؟”.


فجعدت تيشا انفها حين تذكرت بسخط ما حدث و اجابت:


” لا تساليني!”.


” ماذا حدث؟
هل اخطات فاحد المنعطفات و تهت على طرق الجبل؟”.


” ليتنى فعلت ذلك!
كانت هنالك سيارة اجتاحتنى جانبا عند هذا التقاطع فاسفل التل … كان الرجل الغبى ينعطف مسرعا على جانبى من الطريق ,

وكاد يصدمنى من الامام … كنت محظوظه فلم تصب سيارتى الا ببعجه فالحاجز الامامي”.

فسالتها عمتها و هي ترقبها بلهفة:


” هل تاذيت؟
اخبريني؟”.


و لما هزت تيشا راسها ,

اردفت متنهدة:


” حمدا لله… انك لم تلقى بداية حسنه فيومك الاول هنا”.


” فكل يوم مشمس لا بد ان يسقط بعض المطر “.


طلعت تيشا بهذه الحكمه من عندها و ربما صممت على عدم التفكير بلقائها الضارب مع رورك ما ديسون ,

لكنها لم تستطع التخلص من هذا الشعور القاضم بانه تفوق عليها فحوارها اللاذع.


منتديات ليلاس


و قالت بلانش:


” خصصت لك غرفه النوم الجنوبيه لظنى بانك سترتاحين اليها فنافذتها تطل على مشهد جميل و واسع للوادى و الجبل”.


و انشغلت تيشا حتي العصر فافراغ حقائبها كليا و ترتيب اغراضها بشكل مؤقت على الاقل ,

ثم سارت الى غرفه الاستقبال و غرقت متعبه فو سائد الاريكه ذات الاغطيه العنبريه الناعمة,
وفى تلك اللحظه تقريبا دخلت عمتها اتيه من المطبخ و هي تحمل صينية عليها شراب و بسكويت و سالتها:


” هل انتهيت؟
كنت على و شك ان اقترح عليك استراحه قصيرة ,

فما رايك بشاى مثلج و بسكويت زبدة الفستق”.


فهتفت تيشا و هي تتناول الكوب المثلج من على الصينية:


” رائع!
لقد و ضعت جميع شيء فامكنه مختلفة مع اننى متاكده باننى ساغيرها فما بعد”.


” الانتقال يثير الفوضي دائما”.


و افقتها عمتها فيما رن جرس الباب.


رشفت تيشا شرابها و توجهت بلانش الى الباب ,

وكان الشاى البارد لذيذ الانعاش و هو ينزلق فحلقها… فركت قفا عنقها و مطت كتفيها لتريح عضلاتها المجهده من كثرة الانحناء و رفع الاشياء… لم تنتبة كثيرا لغمغمه الاصوات عند الباب الا حين سمعت عمتها تقول بصوت مرح:


” ادخل,
اريدك ان تتعرف الى ابنه اخي”.


فاستدارت تيشا و فيها فضول للقاء الزائر ,

لكن ابتسامه الترحيب تجمدت على شفتيها حين شخصت الى الرجل الداخل مع عمتها ,

كان تعبير و جهة متماسكا فبرود اما هي فشعرت كان الاريكه ربما سحبت من تحتها… و شهقت بغضب منذهل:


“انت!”.


” هل تعرفان بعضكما بعضا؟”.


سالت بلانش بدهشه مرتبكه و هي تحدق اليهما بالتناوب


فاجاب رورك ما ديسون مبتسما:


” يمكنك القول اننا اصطدمنا ببعضنا من قبل”.


فصححت له تيشا بسرعة:


” بل اصطدمت بي”.


” اجل فعلت”.


بعدها استدار الى بلانش و اردف موضحا لها:


” انا الذي بعج حاجزها الامامي”.


فردت تيشا و هي ترمقة بنظره حاقدة:


” لولا الحظ لكان قتلني”.


” فهمت”.


تمتمت عمتها بشفتين مطبقتين و كانها تحاول اخفاء ابتسامه ,

واردفت:


” فحكم الظروف لا ادرى اذا كان التعريف ضروريا”.


فقال رورك:


” لقد حزرت بانها ابنه اخيك و ربما اكتشفت بنفسي انها من ذوات الشعر الاحمر الاستفزازيات”.


منتديات ليلاس


فقالت تيشا ساخرة:


” شعري احمر قاتم لمعلوماتك و انا لم اكتشف فقط بانك سائق متهور بل سائق مغرور و متغطرس ايضا!”.


فابتسم و قال بدون ان ينزعج البته من سخريتها:


“نعم ,

اعتقد انك اخبرتنى هذا قبل”.


” رورك جارى ايضا”.


تدخلت بلانش بقولها و عيناها البارقتان توصلان الى تيشا رساله خاصة لم تفهمها لوهله اولي ,

فاردفت عمتها:


” اتذكرين؟
قلت اننى اريد تعريفك اليه”.


و تذكرت تيشا بسرعه اثارت بها قرفا … اذن ذلك هو الرجل الذي اقترحت عليها عمتها ما زحه ان تقيم معه علاقه قصيرة …


تدفق لون زاة الى و جنتيها و عجزت لحظه عن اي جواب ,

بل الاسوا من هذا ,

احست نظرتة تتفحص و جهها بتلذذ متسل


و اخبرها رورك و هو يسير متمهلا و يجلس على المقعد قبالتها:


” خلال و جودى فالبلده ,

رتبت لك موعد لاخذ سيارتك غدا لاجراء التصليحات المطلوبة


” اذن عليك ان تلغى الموعد فقد افهمتك باننى ساقوم بترتيباتى الخاصة”.


و هنا تدخلت بلانش بقولها:


” لا تكوني سخيفه يا تيشا ,

فمن الصعب جدا جدا ان تجدى هنا شخصا تاتمنينة على اصلاحها ,

واذا كان رورك ربما استطاع تامين موعد فمن الحكمه ان تحافظى عليه”.


منتديات ليلاس


فقذفت الرجل بنظره نارية و هي توقع منه دعما حارا لعبارات عمتها لكنة بقى صامتا ,

كان من الاسهل جدا جدا لو انه حاول اقناعها بالقبول كى ترخى العنان لثورتها….


و غمغمت صاغره و بلا لياقة:


” يبدو انه ليس لدى خيار”.


و لدهشتها ,

لم يسارع الى استغلال خضوعها بغرور الذكر النموذجى ,

بل زودها باسم و عنوان الكاراج ,

وقالت بلانش و هي تعيد كوبها الى الصينية:


” ان كنت ستذهب غدا الى البلده فاظن اننى ساذهب كذلك ,

فمنذ اسابيع لم احصل على حمام ساخن و تدليك ,

من الاروع ان اخابر الان لاخذ موعد,
وماذا عنك يا تيش؟
ان ينابيعنا المعدنيه ممتازه و الحمامات الساخنه تحرك الدور الدمويه بشكل مذهل ,

هل اخذ لك موعدا ايضا؟”.


فهزت راسها برفض مهذب و قالت:


” فو قت اخر”.


فاقترحت عمتها و هي تتجة بخفه الى الاستديو حيث الهاتف:


” لماذا لا تاتين لرورك بكوب من الشاى المثلج لبينما اخابرهم”.


فلبت الطلب برغبه تامه كى تهرب من الق عينية البنيتين و من حضورة الذي كان يخترق الغرفه بواقع جسدى تقريبا


لكن و قع خطاة المتمهله و راءها دلت على هزيمتها ,

فاحستة ,

اكثر مما راتة ,

يقف على باب المطبخ,
وبنيتة الفارعه تملا الاطار … كان المطبخ غريبا عليها تماما ,

وفتحت ثلاث خزائن من دون ان تهتدى الى مكان الاكواب.


” ساجلب الكوب بنفسي”.


تكلم رورك من و رائها و سار راسا الى الخزانه الصحيحة.


” انك تعرف ذلك المنزل جيدا ,

اليس كذلك؟”.


سخرت منه تيشا و اخذت تراقبة و هو يظهر بلا تردد ابريق الشاى من البراد و مكعبات الثلج من قسم التجليد.


فقال و بصرة يتزحلق عليها بسخريه انما يبدو كانة يلمسها:


” اعرفة بدرجه جيدة”.


فسالتة و هي تتعمد تثليج صوتها باقصي درجه من الاحتقار:


” اتاتى هنا كثيرا؟”.


” ماذا تريدين ان تعرفى بالضبط؟
هل كنت و عمتك……؟”.


فاجاها بصراحتة و لان الفكرة لم تخطر لها ابدا ,

واردف يقول:


” ان بلانش امرأة جذابه و دافئه “.


فهتفت و الغضب المرتعب يعمق لون عينيها و يوسعهما:


” انها تكبرك بعشر سنوات على الاقل!”.


” بالنسبة الى رايك فنوعيتى كرجل فلا يجب ان تستغربى الامر “.


” انه لا يدهشنى بل يقرفني!”.


منتديات ليلاس


فقال و راسة الاشقر ينحنى ببادره متفهمه امام و قفتها المتصلبه :


” علمت من بلانش انك تربيت بكيفية صارمه جدا جدا ,

وبالتالي يخيل الى ان و جهه نظرك متزمته جدا جدا بالنسبة الى العلاقه الذكريه الانثوية”.


” لا يحق لها ان تتكلم و اياك عني”.


لكن نظرتة المتسليه اليها جعلتها تشعر انها مراهقه بلا تجارب فاردفت تقول:


” انا لست جاهله تماما لما يختص بالعلاقات البشريه “.


فاختلج جانب فمة بابتسامه مرتابه و سالها:


” و هل لديك معرفه اوليه عن الموضوع؟”


” ذلك من شؤونى الخاصة جدا جدا ,

فالمرأة بخلاف الرجل ,

لا تدور هنا و هنالك تتبجح بتجاربها!”.


فتالقت عيناة بوميض شيطانى حين اخذ يتفحص قوامها المتوثب بوقاحه و تمهل


بعدها غمغم و عيناة تعودان الى و جهها المتورد بشدة:


” ذلك غريب ,

فانت تبدين كامرأة خبرت الحياة ,

ربما يتوجب على ان اعيد تقييم رايى فيك”.


فقالت بعنف:


” لا تزعج نفسك!”.


” لن انزعج,
كنت دائما احب التحديات”.


” صحيح؟
ما رايك اذن بهذا التحدى ,

اننى احتقرك!”.


” ذلك جيد كبداية,
انما لو قلت انك تكرهيننى لكان التحدى اكثر تشويقا”.


” اكرهك كذلك ,

ويمكنك ان تحتفظ باهتمامك لامرأة تقدرة ,

كبلانش مثلا”.


منتديات ليلاس


فقال هازا كتفية بقناعه تامة:


” انا و بلانش صديقان ليس الا”.


فغمغمت تيشا ساخره :


” احقا؟
لم تعطنى ذلك الانطباع قبل لحظه خلت”.


” لقد اخبرتك فقط ما كنت تريدين سماعه”.


كان ينظر اليها بكيفية جعلت ضغطها الدموى يرتفع,
فتجاهلت عمدا رنه الصدق فصوتة اذ كانت تفيض بغضب خائب من الكيفية التي تعمد خداعها فيها … فقالت و هي تجر العبارات من بين اسنانها المطبقة:


“فهمت ,

ومن اثناء صداقتكما…”.


توقفت حتي يستوعب التشديد الساخر على كلمتها الاخيرة ,

واردفت:


” اكتسبت معرفتك الحميمه بداخلية بيتها”.


فقال و هو يبتسم الان ابتسامه صادقه :


“الحقيقة هي اكثر معقوليه من هذا بعديد ,

فانا صممت ذلك المنزل “.


فاحست تيشا كانها ربما علقت على رمح فولاذى بارد ,

سالته:


” ماذا تعني؟”.


” انا مهندس معمارى و لم ارسم التخطيط فحسب بل و اشرفت على بناء المنزل”.


فردت مضطرب :


” لم اعلم ذلك”.


” لم تسالى انما افترضت حاجات … اظن انك فضلت الاعتقاد باسوا اسباب يمكن لمعرفتى بالبيت لان هذا كان اكثر انسجاما مع رايك في”.


فاتهمتة تيشا قائله و ربما عاد غضبها يتدفق الى الواجهه :


” لم تقصد الا ان تجعلنى اضحوكه فنظرك”.


” هنالك تعبير مستهلك يناسب الظرف,
ويناسبك بصورة خاصة ,

انت رائعة جدا جدا فحالات الغضب ,

واحسب اننى لم استطع مقاومه اشعال الثقاب الذي يلهب فيك نار الغضب”.


ظهرت بلانش فمدخل المطبخ قبل ان تتمكن تيشا الفائره من التفكير فجواب باتر مناسب…


سالت و هي تنقل بصرها بين الشماته اللامباليه على و جة رورك ما ديسون و بين تيشا المكتويه بالغضب:


” عما تتحدثان؟
هل هي حرب خاصة ام يمكننى الاشتراك فيها؟”.


منتديات ليلاس


فاجابها رورك:


” كنا نتحدث عن جميع القلوب المحطمه التي خلفتها الانسه كالدويل و راءها”.


تصريحة الهادىء جعل تيشا تعيش فحيره ,

فهما ما تحدثا اطلاقا عن النواحى الرومانسية فحياتها


… فوجدت نفسها تقول و ربما حيرها مجرد تلميحة الى شيء كهذا:


” لم اترك ايه قلوب محطمة”.


فذكرتها بلانش قائلة:


” لا اظن ان كيفن كان بالغ الفرح لرحيلك؟”.


“كيف استطعت ان تتخلصى من خطيبك؟”.


سالها رورك و البريق الساخر فعينية الداكنتين يضحك من نظرتها المنذهله حين جعلها تعلم الى اي مدي كان هو و عمتها يتحدثان عنها.


فاجابتة تيشا بفظاظة:


” شرحت له ببساطه اننى لست من النوع الذي يحبذ الزواج ,

وحتي لو كنت ايضا فلن اختارة هو


لكن الحقيقة انها اكثرت من الاعتذار الى كيفن عندما راتة احدث مره ,

فعلي الرغم من تصريحاتها القاسيه امام ابيها


حاولت جهدها ان تكون حازمه و لطيفه مع كيفن.


فقالت عمتها بضحكتها المعهودة:


” لم تكوني لبقه كما يجب لكنة فهم قصدك على ما اظن”.


و قال رورك متجاهلا ذكرها لكيفن و متابعا تصريحها الاول:


” اذن قررت ان الزواج لا يناسبك؟”.


فغمغمت بعذوبه متناهية:


” يخيل الى ان و جهه النظر هذي هي القاسم المشترك الوحيد بينى و بينك ,

ام ترانى مخطئه فالافتراض بانك عازب خالد؟”.


فطمانها و الضحك يكمن فصوته:


” نعم انا رجل عازب ,

لكننى لا استطيع الاعتراف تماما باننى سابقي عازبا “.


توهجت عينا بلانش و هي تنظر من احدهما الى الاخر ,

وقالت:


” ذلك الحديث سيصبح ممتعا على ما يبدو… لنعد الى غرفه الاستقبال حيث استطيع الاسترخاء و الاستمتاع بالالعاب النارية”.


منتديات ليلاس


فاستدارت تيشا على عقبيها لتخرج من المطبخ و منه الى غرفتها و هي لا ترغب فمتابعة الحديث مع رورك ما ديسون المتغطرس كالطاووس


الا انها لم تحسب حسابا لخطواتة الواسعه التي ادركتها قبل ان تصل باب المطبخ,
ولا لليد التي اعتقلت ذراعا …


احست لمستة تخر جلدها ,

وعزت هذا الى العدائيه التي يثيرها فيها.


و همس فاذنها بصوت حريرى مغمغم:


” هل انت تنسحبين قبل بداية المعركة؟”.


فقذفتة بنظره مزدريه بعدها نفضت يدة بعيدا و سارت بعزم الى غرفه الاستقبال … اذن حسبها ربما استسلمت بلا قتال ,

اليس كذلك؟


كانت على و جهها نظره اعتذار مصطنع حين و اجهت تقاسيم و جهة المنحوتة


و قالت:


” كنت غبيه حين و صفتك بالعازب الخالد ,

اذ لا يوجد فالحياة شيء كهذا”.


فاستقر على مقعدة السابق و سالها و عيناة تبرقان حتي العمق:


“وكيف توصلت الى ذلك الاستنتاج؟”.


” لان ما من رجل لدية مناعه ضد سلطة المرأة اذا اختارت ان تستعملها ,

ان الكتب مليئه بقصص رجال و نساء امثال شمشون و دليلة ,

داوود و بلقيس,
استير و الملك احشورش… ان المرأة تخضع الرجل دائما .



تلاعبت ابتسامه شامته على جانبى فمها و سالتة و هي تحدق الى عينية الساخرتين من كلماتها حتي العمق:


” الا توافقنى يا سيد ما ديسون؟”.


رفض الوقوع فمطب اي اعتراف فاجاب و عيناة تضيقان قليلا:


” اكملي,
ارجوك ,

ان و جهه نظرك منوره للغاية”.


” ما اقوله و اضح بالطبع,
فحين يعرض رجل الزواج فهو الذي يركع على ركبتية و ليس العكس”.


كان صوتها كخرخره قطه قريره تلعب بفار ,

ولاحظت النظره المختلسه التي و جهتها بلانش الى رورك قبل ان تخفى ابتسامتها و راء كاس الشاى المثلج”.


و اجابها رورك:


” هذا الركوع هو بادره احترام ,

لكننا معشر الرجال ,

لا نحنى رؤوسنا ابدا”.


” اننا ندعكم تحتفظون بشيء من الكرامه ,

ولو كان جميع مبتغانا الحصول على خضوع كامل ,

لاشترينا حيوانا اليفا”.


” ذلك كرم منك … يدهشنى كيف استطعت اقناع نفسك بانك تؤدين للرجل خدمه بزواجك منه ,

فبما الارباح فالواقع هي من حصه الرجل” .



فسالتة بصوت يقطر سخريه باردة:


” و كيف تفعل ذلك؟”.


” مقابل ثمن الاكل و الكساء و السكن و بعض المصروف ,

يحصل الرجل على مدبره بيت =,

غساله ثياب ,

طباخه ,

جلايه صحون ,

ام لاولادة ,

جليسه اطفال,
ممرضه ,

قاضيه اشياء منزليه و شريكه فراش ,

وكذلك تصبح الزوجه مخفضه ضرائب… هنالك فائدة كثيرة من الزواج “.


منتديات ليلاس


” يا لل…”.


بقبقت تيشا و ربما عجزت عن صياغه هزيمتها بكلمات


فقال رورك مبتسما بطراوة:


” انا اؤمن بالنظر الى الحاجات من زاويه منطقيه و اقعية… لا يمكنك الانكار بان هذي حقائق”.


” انت لا تطاق!”.


هتفت ثائره و نهضت ترمقة بغضب لاهب.


فهز كتفية و علق ضاحكا:


” انت التي بدات ذلك البحث … ان كنت لا تحبين الحراره فابتعدى عن النيران”.


” بكل سرور”.


اعلنت تيشا و غادرت الغرفه حانقة.


********نهاية الفصل الثاني*********

  • عروس السراب ليلاس
  • رواية عبير عروس السراب مكتوبة
  • رواية عروس السراب
  • عروس السراب
  • عروس السراب روايات عبير القديمة


عروس السراب روايات عبير