عند مين نزل النبي بقباء

 

نزل مين عند بقباء النبي 20160916 357

 

لنزول بقباء

وفى يوم الاثنين 8 ربيع الاول سنه 14 من النبوه و هي السنه الاولي من الهجره الموافق 23 سبتمبر سنه 622م نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بقباء‏.‏

قال عروه بن الزبير‏:‏ سمع المسلمون بالمدينه بمخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة،
فكانوا يغدون جميع غداه الى الحرة،
فينتظرونة حتي يردهم حر الظهيرة،
فانقلبوا يوما بعد ما اطالوا انتظارهم،
فلما اووا الى بيوتهم اوفى رجل من يهود على اطم من اطامهم لامر ينظر اليه،
فبصر برسول الله صلى الله عليه و سلم و اصحابة مبيضين يزول بهم السراب،
فلم يملك اليهودي ان قال باعلي صوته‏:‏ يا معاشر العرب،
هذا جدكم الذي تنتظرون،
فثار المسلمون الى السلاح‏.‏ و تلقوا رسول الله صلى الله عليه و سلم بظهر الحرة‏.‏

قال ابن القيم‏:‏ و سمعت الوجبه و التكبير فبنى عمرو بن عوف،
وكبر المسلمون فرحا بقدومه،
وخرجوا للقائه،
فتلقوة و حيوة بتحيه النبوة،
فاحدقوا فيه مطيفين حوله،
والسكينه تغشاه،
والوحي ينزل عليه‏:‏ ‏{‏فان الله هو مولاة و جبريل و صالح المؤمنين و الملائكه بعد هذا ظهير‏}‏ ‏[‏التحريم‏:‏4‏]‏‏.‏

قال عروه بن الزبير‏:‏ فتلقوا رسول الله صلى الله عليه و سلم،
فعدل بهم ذات اليمين حتي نزل بهم فبنى عمرو بن عوف،
وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الاول‏.‏ فقام ابو بكر للناس،
وجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم صامتا،
فطفق من جاء من الانصار ممن لم ير رسول الله صلى الله عليه و سلم يحىي و فنسخة‏:‏ يجىء ابا بكر،
حتي اصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه و سلم،
فاقبل ابو بكر حتي ظلل عليه بردائه،
فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه و سلم عند ذلك‏.‏

وكانت المدينه كلها ربما زحفت للاستقبال،
وكان يوما مشهودا لم تشهد المدينه مثلة فتاريخها،
وقد راى اليهود صدق بشاره حبقوق النبي‏:‏ ان الله جاء من التيمان،
والقدوس من جبال فاران‏.‏

ونزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بقباء على كلثوم بن الهدم،
وقيل‏:‏ بل على سعد بن خيثمة،
والاول اثبت‏.‏

ومكث على بن ابي طالب رضى الله عنه بمكه ثلاثا حتي ادي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الودائع التي كانت عندة للناس،
ثم هاجر ما شيا على قدمية حتي لحقهما بقباء،
ونزل على كلثوم بن الهدم‏.‏

واقام رسول الله صلى الله عليه و سلم بقباء اربعه ايام‏:‏ الاثنين و الثلاثاء و الاربعاء و الخميس‏.‏ و اسس مسجد قباء و صلى فيه،
وهو اول مسجد اسس على التقوي بعد النبوة،
فلما كان اليوم الخامس يوم الجمعة ركب بامر الله له،
وابو بكر ردفه،
وارسل الى بنى النجار اخوالة فجاءوا متقلدين سيوفهم،
فسار نحو المدينه و هم حوله،
وادركتة الجمعة فبنى سالم بن عوف،
فجمع بهم فالمسجد الذي فبطن الوادى،
وكانوا ما ئه رجل‏.‏

 


عند مين نزل النبي بقباء