السؤال
ما هو الواجب على المسلم عندما يلتبس عليه الحق و لا يستطيع تمييزة من الباطل،
لماذا يختلف المسلمون فيما بينهم رغم انهم لديهم كتاب واحد و يصلون الى قبله واحدة،
لماذا تتوالي الطعنات و الاهانات و الخيانات على الامه و رغم هذا لا زالت تغط فسبات عميق،
سامحونى يا مشايخى و اساتذتى ان كنت اثقلت فاسئلتى و اسال الله ان نري باعيننا رايه الاسلام و هي ترفرف خفاقه عاليه شامخه فوق ربوع العالمين؟
الاجابة
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على الة و صحبه،
اما بعد:
فالحق و الباطل لا يلتبسان،
ولكن تمييز احدهما عن الاخر يتطلب معرفه حكم الله تعالى فاى مساله يريد المرء ان يعمل بها.
و ربما قال الاخضرى فكتابه: و لا يحل له (يعني المكلف) ان يفعل فعلا حتي يعلم حكم الله فيه،
او يسال العلماء العاملين.
فعلي المسلم ان يدرس كتاب الله و سنه نبية صلى الله عليه و سلم و يطلع على ما اتيح له ان يعرفة من امر دينه،
ثم اذا اشكل عليه بعد هذا تمييز الحق من الباطل،
فليسال اهل العلم.
و تفرق المسلمين و اختلافهم رغم اجتماعهم على كتاب واحد و قبله واحده هو امر قدرى محتوم،
اقتضتة الحكمه الالهية،
قال سبحانة و تعالى: و لا يزالون مختلفين * الا من رحم ربك [هود: 118-119].
و واجب المسلم فحال الاختلاف ان يلتزم بمنهج السنه و السلف الصالح فلا يحيد عنه،
بل يدعو الية ما استطاع الى هذا سبيلا،
والاختلاف منه ما هو محمود و ما هو مذموم
و صمت الامه و سباتها على رغم توالى الضربات عليها هو كذلك مما قدرة الله لها،
وقد اخبر فيه الصادق المصدوق فحديث رواة الامام احمد و ابو داوود عن ثوبان مرفوعا،
قال:يوشك الامم ان تداعي عليكم كما تداعي الاكله الى قصعتها،
فقال قائل: و من قله نحن يومئذ؟
قال: بل انتم يومئذ كثير،
ولكنكم غثاء و كغثاء السيل،
ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابه منكم،
وليقذفن الله فقلوبكم الوهن،
قال قائل: يا رسول الله،
وما الوهن؟
قال: حب الدنيا و كراهيه الموت.
و ليس معني الحديث ان على سائر افراد الامه ان يخضعوا و يستكينوا للضربات و لا يبدوا اي اعتراض على شيء،
بل الواجب على كافه المسلمين ان يوحدوا كلمتهم و يجمعوا امرهم،
ويتطلعوا الى سبب التقدم و النهوض،
ويتمسكوا بدينهم،
ويرغبوا فيما هو باق اكثر من رغبتهم فيما هو زائل،
فانهم ان فعلوا هذا عاد لهم ما كان لهم من مجد و عزت دولتهم كما كانت عزيزه قرونا طويلة.
و الله اعلم.
