فيوليت وينسبير روايات

 

وينسبير فيوليت روايات 20160918 2758

الملخص

لم يكن الشك يوما حديقه الحب بلامنازع ,
بل الشك جحيم الحب و مقصلتة القاطعه .
وعلي اساس الشك لايمكن بناء اي شئ رائع .
الا ان الفى الممرضه البريطانيه تزوجت رودارى فورتونانو الكاتب الشهير الذي ينتمى الى دم رومانى عريق و عائلة و طيده الثراء و المجد…..وجدت نفسها اسيره الشك الذي تغذية صورة طفل يشبهة و شبح امرأة تركت توقيعها على ديوان شعر فغرفته.


و وسط عالم السينما و التقاليد الرومانيه كادت هذي الممرضه ان تمرض لولا حبها الذي لم يفقد لهيبة حتي النهاية!

 

-عليك ان تقرري

منذ اللحظه الاولي التي البسها الخاتم اهتزت طربا و لكنها شعرت بشيء من التوجس ،

وحجر الخاتم ذلك منحوت من الياقوت تحيط فيه ما سات صغار متناهيه الكمال ،

وذكر عرضا ان الخاتم جزء من الارث ينتقل من واحد الى احدث ضمن العائلة منذ اجيال ،

الذوق اللاتينى و اضح فصنع الخاتم كما هو و اضح فمظهر روداري.


هل حقا يريدها و يحتاج اليها ؟

ما الذي يمكنها ان تقدم لرجل يستطيع الحصول على عروس كلها جمال و اتزان و ذكاء؟


كانت السيارة القويه تسرع على الطريق و لا تكاد تمكنهما من مشاهدة كروم العنب ،

وسطحيات اللوبيا و الفاصوليا و الاخاديد التي حرثتها الثيران ،

السماء غائمه نوعا ما و الشمس تطل على الارض من بين الغيوم ،

القت الفى نظره جانبيه على الرجل الذي اتخذها زوجه له بالباسها خاتما و باعطاء عهد امام الله و الناس و احست مره ثانية بقشعريره برد تسرى فجسمها سببة الخوف لا الطقس ،

وداخلتها رغبه جامحه فان تهرب منه قبل فوات الاوان ،

وحتي لوتوقف و هي جالسه بقربة و فتح لها الباب لن تجسر على الفرار منه مع ما هي عليه من رعب.


ذلك الرجل هو رودارى فورتوناتو و هو ياخذها الان معه الى الفيلا خاصتة فجزيره فورتوناتو و لكن دون ان يوجة اليها كلمه واحده فيوم زفافهما بالذات.


هل هو نادم على ما فعل؟
هل تدل ملامحة على ذلك الندم؟
تلاحظ خط توتر فجانب و جهة و فكية المطبقين ،

وقد تكون مخطئه فتمييز ما ينم عنه ذلك الوجة المسمر من جراء التزلج طيله الشتاء فجبال الالب الايطاليه ،

حيث كان الناس فالفندق يتهامسون فيما بينهم انه فطور الخروج من محنه قاسية.


كانت الفى قبل زواجها تعمل ممرضه محترفه فالفندق و تقوم على العنايه بالمتزلجين الذين يصابون فحوادث الثلج ،

ومما زاد هذي الفتاة الانكليزيه تعلقا بعملها بيئه جبال الالب ،

قطعت الفى الصمت بينهما بسؤالها:


” هل سنصل الجزيره بعد الظلام؟”.


كان يظن ان عروسة تفضل تمضيه شهر العسل فبيت اجددادة فاصطحبها الى الجزيره بالرغم من انه يقضى معظم و قتة فروما حيث يمتلك جناحا فاحد البنيه ،
ونم سؤالها البريء عن شعورها بالخوف منه و بحبها له فان معا ،

انها ترغب فان تكون له بكليتها و لكن قصر المدة التي تم بها التعارف بينهما و تلاحق الاحداث جعلاها تشعر كانها فريسه مطارده تريد ان تلتقط انفاسها خلالها.


كان منظر الطريق امامهما خليطا من الشمس و الظل و خاليا من حركة المرور ما عدا بعض عربات المزارعين او شاحنه او شاحنتين من الطراز العتيق التفت رودارى اليها و قال ما زحا:


” نعم ،

بعد الظلام ،

غير ان الزوق الذي سينقلنا الى الفيللا سيصبح مضاء ،

ولاننى لا اتى الى هنا الا نادرا تقوم على عنايه المنزل مدبره بمساعدة زوجها ،

وكما اخبرتك فان و الدى متوفيان و فروما كثيرا ما اتردد على اختي التي تعيش مع جدتى فضواحى العاصمه ،

هل انت مطمئنه البال الان ؟

فى الفيلا ينتظرنا دفء و نظافه و وجبه اكل لذيذة و غرف نقيه الهواء.


و ضحك ساخرا بعدها قال:


” انتم معشر الانكليز تقلقكم التوافة و لكنكم تحتفظون بهدوئكم فالازمات”.


” يختلف مزاجنا عن مزاج الشعوب اللاتينيه ،

ولا تهمنى الترتيبات البيتيه فالفيلا حتي درجه القلق ،

حيث اننى اكيده من سير الامور على ما يرام….
اذ لا اتصور ان شخصا مثلك يقبل باقل من الافضل”.


لم يعلق على قولها بشيء و عضت على شفتها ندما ،

هل لا يعتبرها فاتنه او رصينه كما يريد ان تكون بنت احلامه؟
انها ما تزال تتذكر ما كان يقوله نزلاء الفندق عن حزن الم فيه من جراء حب ضائع.


مرا الان بواد تكسوة اشجار اللوز المزهره بينما تلمست باصبعها حجر الياقوت الذي تراة غريبا على يدها او كانة ليس فمحلة ،

ذكرتها ازهار اللوز باللونين الابيض الزهرى رمزى يوم الزفاف و الماس الذي تشتهية جميع عروس….
وفجاه طفرت دمعه من عينها ،

هل قادها رودارى الى الهيكل المزدان بالسوسن و الشموع ليعقد قرانة عليها بدلا من ثانية فقدها؟


” اراك التزمت الصمت فجاه “.


اجابتة باقتضاب:


” و انت ايضا”.


” هل هذي اول مشاحنه بيننا؟”.


” مشاحنة؟
كلا ،

كنت فقط امتع النظر بزهر اشجار اللوز”.


رفعت خصله عن عينها كانت ربما افلتت من شعرها الملفوف بشكل كعكه و راء راسها ،

والملفت للنظر التغاير بين لون شعرها الكستنائى الذهبى و عينيها الرماديتين الصافيتين ،

والظل الموجود تحت عظمه الوجنتين و الحنو الظاهر ففمها ،

قال روداري:


” انت بحاجة الى الطعام ،

يقولون ان الفتيات لا ياكلن كثيرا يوم زفافهن”.


توقفا بعد برهه و جيزه عند مزرعه حيث تناولا غداء خفيفا تبعة قليل من التين التوسكانى و فنجان قهوه ،

واخذا معهما بطيخه اكلاها فيما بعد على جانب الطريق و تلذذا بطعمها الحلو.


كان الوقت غسقا و اضفي لونة الارجوانى جمالا سحريا على الطبيعه و كانت تصل اليهما رائحه محاصيل الارض من حولهما ،

هنا منبت و ردارى … و وجود الفى فايطاليا هو نتيجة اندفاع من قبلها لم ترج غايه من و رائة سو ارضاء نفسها.


” هل تذوقت فاكهه بهذه اللذه من قبل؟”.


انفرج و جهة الاسمر عن ابتسامه و قال لها و هو يضع يدة على و جنتها :


” ما تزال امامنا بضعه اميال قبل ان نصل ،

فلم لا تغفين و انا اسوق؟”.


” حسنا”.


احست بيدة الحارة تتلمس و جنتيها ،

انزلقت قليلا فمقعدها و غطت و جهها بفرو المعطف … هي التي لم تحلم بامتلاك معطف من الفرو،
وقدرت معطفها الناعم و اللامع بثمن باهظ ،

وعندما قدمة لها و ضعة على كتفيها بصورة عرضيه تماما مثلما البسها الخاتم الياقوتى ،

رائع منه ان يقدم لها الملبس و وسائل الجمال ،

ولكن هل يحبها ؟

وهنا عادت فيها الذكري الى اولي ايام تعرفها به.

 

هذا هو رودارى فورتوناتو الذي تحولت رواياتة عن روما فالسنوات الاخيرة الى سلسله من الافلام السينمائيه الرائعة هلل لها الجمهور و النقاد بانها ذات عمق و واقعيه ،

وحركت قصصة مشاعر القراء و ضمائرهم.


كانت شهرتة و جاذبيته تملان الافاق و مع هذا ارتمي فاحضان جبال الالب بحثا عن السلوي و النسيان ،

وهنالك التقي بالفى و صادقها و كثيرا ما كان يصطحبها الى هنا و هنالك و يعلمها التزلج ،

وهنالك و فضوء القمر المشع فوق قمم الجبال نسج العنكبوت خيطة حولهما و طلب رودارى من الفى ان تصبح زوجتة ،

اعتبرت الفى هذا ضربا من الجنون فضحكت و قالت و هي تنظر الى الجبال:


” لا يجب ان تتفوة بكلمات كهذه بهذه السهوله يا سنيور ،

فقد تقع على بنت مستوحشه و تاخذ عرضك ذلك بجديه و تتوقع منك ان تتزوجها”.


” هل انت بنت مستوحشه يا الفى ؟

لكم تساءلت عما اذا كنت تشعرين بالوحشه كونك غريبة بين جماعة السياح الاثرياء تقومين بواجبك بكل اخلاص و جديه ،

وانى لعلي يقين من ان بعض هؤلاء السياح يرهقونك و انت تعالجينهم”.


” اننى اجد لذه فمهنتى يا سنيور و اثاره فالعمل خارج بلادي”.


ضغط بيدة على كتفها و ادار و جهها نحوة و قال:


” هل تحبين العيش فايطاليا ؟
…..
معي؟”.


” ارجوك ….
لا تتكلم عن الزواج”.


خشيت ان تخضع لالحاحة تجاوبا مع لمساتة التي من السهل الانجذاب اليها فضوء القمر و تصديق ما يقول ،

وستجد نفسها امام الحقيقة الواقعه عندما تستيقظ صباح اليوم الاتي و كانها افاقت من حلم ،

ليست الا مجرد ممرضه ذات و جة يغلب به مظهر الاطمئنان على مظهر الجمال ،

ولذا عزمت على التغلب على ضعفها امامة و تلهفها لقربة ،

قالت و هي تلهث:


” لن تمضى بضعه ايام الا و تضجر منى ،

ان اندفاعك بعاطفتك الجياشه وقت الغداء تغلب على عقلك كما انه جرفنى معك ،

ولكننى لن اتركك تسخر منى … او تغرينى !
”.


” اغريك؟
انا اطلب منك ان تتزوجينى !

انا لا اطلب منك ان تمضى ليلتك معى فكوخ فالجبل”.


” لا يبدو عليك انك رجل زواج”.


اخذ خوفها و ياسها من الحب لدرجه انها اخذت تتجنب لمسات يدة ،

ولكن كان هذا كمن يهرب من المد و هو يجرى به ،

او كفراشه تضرب شجره بجناحيها الرقيقين ،

ورودارى اطول من الفى بعديد و صاحب غطرسه جذابه و لكن مدمره كما هي مدمره قوه عزمة فالحصول على ما يريد.


و قالت بدون ترو:


” لم تذكر الحب فحديثك !

من المفروض ان يصبح الحب و الزواج صنوين متلازمين”.


علق على كلامها ساخرا:


” كالشاى و الخبز المحمص؟”.


” ها انك تهزا من هذا ….
وتتوقع منى ان اخذ عرضك بعين الاعتبار”.


” لا يجب ان تكون بهذه الجديه يا ابنه الغابات الانكليزية”.


دس يدة فشعرها المتطاير و امسك بخصله منه و شدها….
ربما ذكرة شعرها بشعر اكثر سوادا او بفتاة اقل تحفظا و اكثر تجاوبا مع تهور الطبع اللاتيني.


” الحب يا الفى ؟

هل تاملت ما هو الحب؟
انة حالة عاطفيه تجعل النبض يتسارع و العقل يضطرب ،

انة كالحمي و علاجة يد باردة على الجبين و عنايه حنونة.


” كلامك يعني ان الحب يحتاج الى ممرضه بدلا من زوجه يا رودارى “.


و اخذ نبضها و هي تتكلم بتسارع و اضطراب عقلها ،

ارادت ان تستسلم لعرضة لتجعلة يشعر بحاجتة اليها….
ولكن اين سيؤدب فيها الامر فنهاية المطاف الزواج القائم على حاجة الرجل الى السلام و الهدوء بديل هزيل عن الزواج القائم على الحب ،

كانت ربما تعرفت عليه منذ اسبوعين فقط و عرفت انه و جدها خلالهما رفيقه دمثه و انه شعر بحنان نحوها و تعلق فيها ،

ولكن ماذا سيجرى لها اذا مل من عروسة الهادئه التي سيجد انها لا تلائم رجل مجتمع عال مثله؟


” لنعد الى الفندق ،

ارجوك ،

ولننس انك رغبت فلحظه جنون الزواج مني”.


” هل تحاولين ان تجعلينى اصدق بانك لا تهتمين بى ؟
”.


كان و هو يوجة اليها كلامة ذلك ينظر اليها و يبتسم ابتسامه قاسيه ،

وخشيت ان يسبب لها الما و هو ممسك فيها بشده خوفا من ان تهرب منه ،

كانا و هما و اقفان فوق مرتفع من الثلج كانهما صورة مرسومه فضوء القمر او طيفان فحلم يتوسطان سجاده عليها رسوم قمم مغطاه بالثلوج ،

ورسوم اشجار الصنوبر و سقف كوخ سويسرى مختف بين الاشجار.


اغتاظت من الحاحة فقالت:


” فمهنتى يا سنيور ،

ولن اتخلي عنها مقابل الزواج من رجل يريدنى من اجل لمسه باردة منى و براعتى فالانسحاب عندما يكون و جودى غير ضروري “.


” لا تنسى تقلبات المزاج و ان اي ايطالى لا يقبل بامرأة تنقصها الحيوية ،

لا تخافى ،

ستكون لك مهنه مكتمله النواحى ،

وانا اعرض عليك الزواج ذلك المساء لاننى ساكون غدا فروما ،

وعليك ان تقررى الان ،

اما ان تقبلى بالزواج منى او ان تودعيني فالصباح”.


احست كان قلبها هبط الى معدتها و بقشعريره برد تسرى فجسمها ،

لا تريد ان تفترق عنه و لكنها لا تريد ان تجازف باتخاذ الخيار الاخر اي الزواج من شخص لا يبادلها الحب ،

وهذا معناة فتح الباب على مصراعية لمستقبل بلا سعادة.


اخذ راسها بين يدية و استولت على جسمها موجه من القشعريره و الارتجاف و هي تنظر الية و تقول:


” لن انساك يا روداري”.


” لن انساك انا الاخر ،

فقد جلبت الى حياتي معني الرجمه و هي فمهنتك اسمي شيء للانسان ،

كنت امل ان احتفظ بك ،

ولكن اذا اصررت على ان ادعك تذهبين….
هل انت مصره يا الفي؟
هل انت خائفه منى او من اصدقائى او شركائى الذين يعتقدون بان على الرجل ان يتخذ زوجه تناسب حياتة العامة لا حياتة الخاصة؟”.

  • رواية عبير عروس ابليس


فيوليت وينسبير روايات