قبضا يسيرا

يسيرا قبضا 20160907 211

( الم تر الى ربك كيف مد الظل و لو شاء لجعلة ساكنا بعدها جعلنا الشمس عليه دليلا ( 45 ) ثم قبضناة الينا قبضا يسيرا ( 46 ) وهو الذي جعل لكم الليل لباسا و النوم سباتا و جعل النهار نشورا ( 47 ) )

من هاهنا شرع تعالى فبيان الادله الداله على و جودة ،

وقدرتة التامه على خلق الحاجات
المختلفة و المتضاده ،

فقال : (
الم تر الى ربك كيف مد الظل ) ؟
قال
ابن عباس ،

وابن عمر ،

وابو [ ص: 114 ] العاليه ،

وابو ما لك ،

ومسروق ،

ومجاهد ،

وسعيد بن جبير ،

وابراهيم النخعى ،

والضحاك ،

والحسن البصرى ،

وقتاده ،

والسدى ،

وغيرهم : هو ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس .

(
ولو شاء لجعلة ساكنا ) اى : دائما لا يزول ،

كما قال تعالى : (
قل ارايتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامه ) ،
(
قل ارايتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الى يوم القيامه ) [ القصص : 71 – 72 ] .

و قوله : ( ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ) اى : لولا ان الشمس تطلع عليه ،

لما عرف ،

فان الضد لا يعرف الا بضدة .

و قال قتاده ،
والسدى : دليلا يتلوة و يتبعة حتي ياتى عليه كله .

و قوله : ( ثم قبضناة الينا قبضا يسيرا ) اى : الظل ،

وقيل : الشمس .

) يسيرا ) اي : سهلا .

قال
ابن عباس : سريعا .

وقال
مجاهد : خفيا .

وقال
السدي; قبضا خفيا ،

حتي لا يبقي فالارض ظل الا تحت سقف او تحت شجره ،

وقد اظلت الشمس ما فوقة .

و قال ايوب بن موسي : ( ثم قبضناة الينا قبضا يسيرا ) اى : قليلا قليلا .

و قوله : ( وهو الذي جعل لكم الليل لباسا ) اى : يلبس الوجود و يغشية ،

كما قال : [ (
والليل اذا يغشي ) [ الليل : 1 ] و قال ] ( والليل اذا يغشاها ) [ الشمس : 4 ] .

( والنوم سباتا ) اى : قطعا للحركة لراحه الابدان ،

فان الاعضاء و الجوارح تكل من كثرة الحركة فالانتشار بالنهار فال
معايش ،

فاذا جاء الليل و سكن سكنت الحركات ،

فاستراحت فحصل النوم الذي به راحه البدن و الروح معا .

( وجعل النهار نشورا ) اى : ينتشر الناس به لمعايشهم و مكاسبهم و اسبابهم ،

كما قال تعالى : (
ومن رحمتة جعل لكم الليل و النهار لتسكنوا به و لتبتغوا من فضلة و لعلكم تشكرون ) [ القصص : 73 ] .





قبضا يسيرا