قصة النبي صالح باختصار

قصة صالح باختصار النبي 20160909 2751

صالح


فمنطقة الحجر التي تقع بين الحجاز و الشام،
والتى تسمي الان (بمدائن صالح) كانت تعيش قبيله مشهوره تسمي ثمود،
يرجع اصلها الى سام بن نوح،
وكانت لهم حضارة عمرانيه و اضحه المعالم،
فقد نحتوا الجبال و اتخذوها بيوتا،
يسكنون بها فالشتاء؛
لتحميهم من الامطار و العواصف التي تاتى اليهم من حين لاخر و اتخذوا من السهول قصورا يقيمون بها فالصيف.


و انعم الله -عز و جل- عليهم بنعم كثيرة لا تعد و لا تحصى،
فاعطاهم الارض الخصبة،
والماء العذب الغزير،
والحدائق و النخيل،
والزروع و الثمار،
ولكنهم قابلوا النعمه بالجحود و النكران،
فكفروا بالله -سبحانه- و لم يشكروة على نعمة و عبدوا الاصنام،
وجعلوها شريكه لله،
وقدموا اليها القرابين،
وذبحوا لها الذبائح و تضرعوا لها،
واخذوا يدعونها،
فاراد الله هدايتهم،
فارسل اليهم نبيا منهم،
هو صالح -عليه السلام- و كان رجلا كريما تقيا محبوبا لديهم.


و بدا صالح يدعوهم الى عباده الله و حدة لا شريك له،
وترك ما هم به من عباده الاصنام،
فقال لهم: {يا قوم اعبدوا الله ما لكم من الة غيره} [الاعراف:73] فرفض قومة ذلك،
وقالوا له: يا صالح ربما كنت بيننا رجلا فاضلا كريما محبوبا نستشيرك فجميع امورنا لعلمك و عقلك و صدقك،
فماذا حدث لك؟!
وقال رجل من القوم: يا صالح ما الذي دعاك لان تامرنا ان نترك ديننا الذي و جدنا عليه اباءنا و اجدادنا،
ونتبع دينا جديدا ؟
!
وقال اخر: يا صالح ربما خاب رجاؤنا فيك،
وصرت فراينا رجلا مختل التفكير.


جميع هذي الاتهامات و جهت لنبى الله صالح -عليه السلام- فلم يقابل اساءتهم له باساءه مثلها،
ولم يياس من استهزائهم فيه و عدم استجابتهم له،
بل ظل يتمسك بدين الله رغم كلامهم،
ويدعوهم الى عباده الله الواحد الاحد،
ويذكرهم بما حدث للامم التي قبلهم،
وما حل بهم من العذاب بسبب كفرهم و عنادهم،
فقال لهم: {واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد عاد و بواكم فالارض تتخذون من سهولها قصورا و تنحتون الجبال بيوتا فاذكروا الاء الله و لا تعثوا فالارض مفسدين} [الاعراف: 74] بعدها اخذ صالح يذكرهم بنعم الله عليهم،
فقال لهم: {اتتركون فما هاهنا امنين .

فى جنات و عيون .

وزروع و نخيل طلعها هضيم} [الشعراء:146-148].


بعدها اراد ان يبين لهم الطريق الصحيح لعباده الله،
وانهم لو استغفروا الله و تابوا الية فان الله سيقبل توبتهم،
فقال : {يا قوم اعبدوا الله ما لكم من الة غيرة هو انشاكم من الارض و استعمركم بها فاستغفروة بعدها توبوا الية ان ربى قريب مجيب} [هود: 61] فامنت فيه طائفه من الفقراء و المساكين،
وكفرت طائفه الاغنياء،
واستكبروا و كذبوه،
وقالوا: {ابشرا منا واحدا نتبعة انا اذا لفى ضلال و سعر .

اؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب اشر} [القمر: 24-25].


و حاولت الفئه الكافره ذات يوم ان تصرف الذين امنوا بصالح عن دينهم و تجعلهم يشكون فرسالته،
فقالوا لهم: {اتعلمون ان صالحا مرسل من ربه} _[الاعراف:75] اي: هل تاكدتم انه رسول من عند الله؟
فاعلنت الفئه المؤمنه تمسكها بما انزل على صالح و بما جاء فيه من ربه،
وقالوا: {انا بما ارسل فيه مؤمنون} [الاعراف: 75] فاصرت الفئه الكافره على ضلالها و قالوا معلنين كفرهم و ضلالهم: {انا بالذى امنتم فيه كافرون} [الاعراف: 76] و لما راى


صالح -عليه السلام- اصرارهم على الضلال و الكفر قال لهم: {يا قوم ارايتم ان كنت على بينه من ربى و اتانى منه رحمه فمن ينصرنى من الله ان عصيتة فما تزيدوننى غير تخسير} [هود: 63].


و كان صالح -عليه السلام- يخاطب قومة باخلاق الداعى الكريمة،
وادابة الرفيعه و يدعوهم بالحكمه و الموعظه الحسنه تارة،
ويجادلهم تاره ثانية فموضع


الجدال،
مؤكدا على ان عباده الله هي الحق،
والطريق المستقيم.
ولكن


قومة تمادوا فكفرهم،
واخذوا يدبرون له المكائد و الحيل حتي لا يؤمن فيه اكثر الناس،
وذات يوم كان صالح -عليه السلام- يدعوهم الى عباده الله،
ويبين لهم نعم الله الكثيرة،
وانة يجب شكرة و حمدة عليها،
فقالوا له: يا صالح ما انت الا بشر مثلنا،
واذا كنت تدعى انك رسول الله،
فلابد ان تاتينا بمعجزه و اية.


فسالهم صالح -عليه السلام- عن المعجزه التي يريدونها،
فاشاروا على صخره بجوارهم،
وقالوا له: اخرج لنا من هذي الصخره ناقه طويله عشراء،
واخذوا يصفون الناقه المطلوبه و يعددون صفاتها،
حتي يعجز صالح عن


تحقيق طلبهم،
فقال لهم صالح: ارايتم ان اجبتكم الى ما سالتم اتؤمنون بى و تصدقوننى و تعبدون الله الذي خلقكم؟
فقالوا له: نعم،
وعاهدوه


على ذلك،
فقام صالح -عليه السلام- و صلى لله -سبحانه- بعدها دعا ربة ان يجيبهم الى ما طلبوا.


و بعد لحظات حدثت المعجزة،
فخرجت الناقه العظيمه من الصخره التي اشاروا اليها،
فكانت برهانا ساطعا،
ودليلا قويا على نبوه صالح،
ولما راي قوم صالح هذي الناقه بمنظرها الهائل امن بعض قومه،
واستمر اكثرهم على كفرهم و ضلالهم،
ثم اوحي الله الى صالح ان يامر قومة بان لا يتعرضوا للناقه بسوء،
فقال لهم صالح: {هذه ناقه الله لكم ايه فذروها تاكل فارض الله و لا تمسوها بسوء فياخذكم عذاب اليم} [الاعراف: 73].


و استمر الحال على ذلك و قتا طويلا،
والناقه تشرب ماء البئر يوما،
ويشربون هم يوما،
وفى اليوم الذي تشرب و لا يشربون كانوا يحلبونها فتعطيهم لبنا يكفيهم جميعا،
لكن الشيطان اغواهم،
فزين لهم طريق الشر،
وتجاهلوا تحذير صالح لهم فاتفقوا على قتل الناقة،
وكان عدد الذين اجمعوا على قتل الناقه تسعه افراد،
قال تعالى: {وكان فالمدينه تسعه رهط يفسدون فالارض و لا يصلحون}


[النمل: 48] بعدها اتفقوا مع باقى القوم على تنفيذ مؤامرتهم،
وقد تولي القيام بهذا الامر اشقاهم و اكثرهم فسادا،
وقيل اسمه قدار بن سالف..


و فالصباح،
تجمع قوم صالح فمكان فسيح ينتظرون مرور الناقه لتنفيذ مؤامرتهم،
وبعد لحظات مرت الناقه العظيمه فتقدم احدهم منها،
وضربها بسهم حاد اصابها فساقها،
فوقعت على الارض،
فضربها قدار بن سالف بالسيف


حتي ما تت،
وعلم صالح بما فعل قومة الذين اصروا على السخريه منه


و الاستهزاء به،
واوحي الله الية ان العذاب سوف ينزل بقومة بعد


ثلاثه ايام،
فقال صالح -عليه السلام- لهم: {تمتعوا فداركم ثلاثه ايام}


_[هود:65] و لكن القوم كذبوة و استمروا فسخريتهم منه و الاستهزاء به،
ولما دخل الليل اجتمعت الفئه الكافره من قوم صالح،
واخذوا يتشاورون فقتل صالح،
حتي يتخلصوا منه مثلما تخلصوا من الناقة،
ولكن الله -عز و جل- عجل العذاب لهؤلاء المفسدين التسعة،
فارسل عليهم حجاره اصابتهم و اهلكتهم..


و مرت الايام الثلاثة،
وخرج الكافرون فصباح اليوم الثالث ينتظرون ما سيحل عليهم من العذاب و النكال،
وفى لحظات جاءتهم صيحه شديده من


السماء،
وهزه عنيفه من اسفلهم،
فزهقت ارواحهم،
واصبحوا فدارهم هالكين مصروعين..
قال تعالى: {فتلك بيوتهم خاويه بما ظلموا ان فذلك لايه لقوم يعلمون .

وانجينا الذين امنوا و كانوا يتقون} [النمل: 52-53] و كذا اهلك


الله -عز و جل- قوم صالح بسبب كفرهم و عنادهم و قتلهم لناقه الله،
والاستهزاء بنبيهم صالح -عليه السلام- و عدم ايمانهم به،
وبعد ان اهلك الله الكافرين من ثمود،
وقف صالح -عليه السلام- و من معه من المؤمنين ينظرون اليهم،
فقال صالح -عليه السلام- : {يا قوم لقد ابلغتكم رساله ربى و نصحت لكم و لكن لا تحبون الناصحين} _[الاعراف: 79].


و لقد مر النبى -صلي الله عليه و سلم- على ديار ثمود (المعروفة الان بمدائن صالح) و هو ذاهب الى تبوك سنه تسع من الهجرة،
فامر اصحابة ان يمروا عليها خاشعين خائفين،
كراهه ان يصيبهم ما اصاب اهلها،
وامرهم بعدم دخول القريه الظالمه و عدم الشرب من ما ئها.
[متفق عليه].

  • قصة النبي صالح بختصار


قصة النبي صالح باختصار