قصة خيالية طويلة

قصة طويلة خيالية 20160914 1713

كان ابو بشير رجلا بشعا مخيفا هائل الخلقه يحيط فيه الرعب و هو يسكن و سط الموت بقامتة الطويله و معطفة الذي يشبة لون الخريف و الذي لا يفارق جسدة صيفا او شتاء فيبدو و كانة ملك الموت يقيم فمملكتة سعيدا مبتهجا.


كان رجلا طويلا جدا.
اطول رجل شاهدتة فحياتي.
وكان مستقى القامة,
حاد النظرات،
ذو و جة يتوسطة اكبر انف شاهدتة فحياتي.
ومن عينية الحادتين الصغيرتين كانت تنطلق نظرات مخيفة.
وفى و جهة المجدور,
كانت تنطلق تنتشر لاثار بقع بنيه و كانها فوهات براكين خامدة.


كانت يدة اليمني مشلوله من الرسغ و حتي اطراف الاصابع,
وهي دائمه الارتجاف.
وكان يبدو و كانة يحملها بصعوبة.
وكان دائم النظر اليها و كانة يخجل من و جودها.
وخيل الى و كانة يود انها لم تكن موجودة.
فقد كان يكرة الضعف و يدة تلك كانت علامه من علامات ضعفه التي لا حيله له فو جودها.
وعلي كتفة الايمن كانت بندقتة التي لم تكن تفارقة ابدا و كانها جزء من معطفه.


كان ابو بشير حارسا للموتى.
فقد كان يقوم بحراسه المقبرة.
وكنت دائما اتخيلة حارسا مكلفا بمنع الموتي من الرجوع الى الارض,
فلم اكن اتصور ا،
احدا من الناس يفكر فالذهاب الى المقبره ليسرق منه شيئا.
اذا لا بد و ان ابا بشير ربما و جد لكي يمنع الموتي من الخروج ن قبورهم و العوده الى الارض.


كان الموت بالنسبة لنا – و نحن صغار- قوه لا ممكن ان تقاوم.
وكنا نعتقد ان الوتي يه خرجون ن قبورهم عندما يخيم الظلام ليعيثوا فالارض,
وان اجسادهم تظهر من القبور باحثه عن الارواح لكي تقبض عليها.
و لذا فان رجلا مكلفا بحراسه الوتي لا بد و ان يصبح احسن منهم.
وهكذا ارتبطت صورة ابا بشير فاذهاننا بالقوه المطلقه و الرعب الذي لا حد له.
وكان صمتة الدائم و قامتة الطويله بوجهة المجدور و معطفة الذي يشبة لون الخريف و بندقيتة التي لا تفارق كتفة و يدة المشلوله و الدائمه الارتجاف,
يجعل منه اسطوره عصيه على الفهم على الاقل بالنسبة لاطفال فاعمارنا.


حينها,
كانت المقبره تقع فالطرف الشرقى للمدينة,
يتوسطها شارع صغير ربما قسمها الى قسمين.
وقد زرعت على جانبى الشارع صفوف ن اشجار السرو و ربما طالت هذي الاشجار و ارتفعت و ما ل القسم الغربى منها – بفعل الرياح – على القسم الشرقى فالتقت رؤوسها و كانها اقواس من صنع الطبيعة.


فنهاية الشارع,
كان يقوم بيت =ابي بشير المبنى من الصفيح.
البيت الوحيد فالمنطقة.
فى الجانب الشرقى من الشارع كانت تقوم مقبره الشهداء ,

وقد تراصت فخطوط مستقيمه و على شواهد قبورة ربما كتبت اسماءهم و اعمارهم و تواريخ استشهادهم.
وفى نهاية الصفوف من الناحيه الجنوبيه كانت هنالك بعض القبور التي حفرت و لا زالت خاليه تنتظر الموتي الجدد ليسكنوها.


اما على الجانب الغربى من الشارع,
فقد كانت تقع قبور الناس ن غير الشهداء تنتشر بشكل عشوائى لا نظام به و كانها تنبت من الارض.
بعضها ربما بنى فوقة ما يدل على هوايه ساكنية و زرعت حولة الاشجار.
والبعض الاخر مهمل و ربما درس و اندثر الا من بعض الشواهد التي تعطيك انطباعا مبهما بان شخصا ما يرقد هناك.


كانت العاده فتلك الايام انه اذا ما ت شخص ما ,

فان اهل الحى يظهرون معه الى المقبره مهللين و مكبرين و موحدين سائرين على الاقدام و هم يتناوبون على حمل الميت,
حتي اذا بلغوا المقبره ,

وقفنا – نحن الصغار – بعيدين عنها ننتظر ان يصدر الناس لكي نعود معهم.


لم يكن ابا بشر فمثل هذي اللحظات يختلط بالناس.
كان يقف امام بيته بقامتة الطويله و معطفة و بندقيتة و وجهة الجامد التعابير و الذي كان يخيل الى انه كانت ترتسم عليه معالم الفرح و السعادة و الشماته و كانة مسرور لوت شخص جديد و انضمامة الى مملكته.


و فكل مره كنت اغادر المقبره كنت اشاهد ابا بشير يذهب الى قبر الوافد الجديد و يركع امامه.
وكنت اعتقد فتلك الايام,
انة يذهب الى هنالك شامتا سعيدا و كانة يريد ان يتاكد ان الساكن الجديد لن يحاول الخروج من قبرة و اللحاق بنا.
وكان ذلك ا يزيد من خوفى و رعبى من ابي بشير.


و فيوم من الايام،
مات جدى .
مات كما يومت كل الناس .
وبينما التف الناس حولة يبكون عليه ،
كنت انا اناظر نحو جسدة الهزيل النحيل و اتخيل ابا بشير فرحا مسرورا ينتظرجدى ببندقيتة و معطفة و السعادة و الشماته تطفران من عينية .
احسست بالاشفاق و الخوف على جدى .
وبكيت بحرق و الم .
ليس على جدى و لكن لخوفى عليه من ابي بشير .



حمل الناس الجسد الهزيل الى المقبره .

وكعادتى تبعتهم الى هنالك .
ولم اقف بعيدا هذي المره ،
بل اقتربت و وقفت ملاصقا للقبر.ودفن الناس جدى بعدها تفرقوا و بقيت انا و والدى بجانب القبر .



و هنالك ،

كعادتة كان ابو بشير يقف امام بيته ينظر نحو الجوع و هي تتفرق و بندقيتة على كتفة .
احسست بالخوف يتسرب الى داخل نفسي .

وتساءلت ان كان سيظل و اقفا هنالك حتي انصرف انا و والدى ،
ام انه سياتى كعادتة و يركع امام قبر جدى كما مع جيع الوافدين الجدد.


و تحرك ابو بشير بخطواتة المتهله و جسدة الطويل .

ولم ابتعد و احسست بشيء يتملكنى و يجذبنى للبقاء بجانب جدى .

زاقترب ابو بشير و تحركت انا بجانب القبر اكثر و اكثر .

واقترب ابو بشير اكثر و اكثر حتي و قف عند قدمه القبر ,

ولاول مره شاهدت ابا بشير عن قرب .

ل يكن شامتا و لا سعيدا و لكن فعينية حزن و اشفاق عميقين و فسمات و جهة تعابير غريبة .

ورايتة يرفع يدية امام و جهة و يتتم بصوت خافت شيئا تبين لى انه سورة الفاتحه .



لم اصدق ما رايت .

لا .
ليس ذلك ابا بشى .

لا بد انه يخدعنى انا و والدى حتي ننصرف بعدها يبدا مشوارة الطويل مع جدى .

وتخيلت اباب بشير ينتفض و اقفا بعد ذهابنا و فعينية سعادة و فرح و شاته .

وتخيلتة يحفر القبر و ينتزع جدى و يبدا بتعذيبة و بندقيتة بين يدية ,

وتخيلت جدى السكين بجسدة النحيل و عيناة الغائرتان ،

واقفا بين يدى ابا بشير مرعوبا مرتجفا .



و فيوم الخميس الاتي عدت مع و الدى لزياره قبر جدى كما هي العاده .

وكان يدفعنى للذهاب دافع غريب .

فقد كنت اريد ان اعرف ما فعلة ابي بشير مع جدى .

وعندما و صلنا المقبره ،

كان اول ما بدا لى منها هو مدخلها و ربما خلا من قبر ابي بشير .

لقد رحل ابو بشير .

واحسست بخيبه امل شديده .



و بحثت عن ابي بشير فلم اجدة .

كان فمكانة رجل هزيل صغير الجسم .

وسالة و الدى عن ابي بشير .

فاشار الرجل الى قبر عند مدخل المقبره و اخبرنا ان ابا بشير يرقد هنالك .

كان قبرا طويلا .
اطول قبر فالمقبره .

وكان نائيا منعزلا عن باقى القبور .



و لم اصدق ان ابا بشير ربما ات .

ابا بشير لم يمت ،

ولكنة انتقل الى داخل مملكتة بدل ان يجلس خارجها عند البوابه .

فحراسه الموتي من الداخل اروع من حراستها من الخارج .

لابد ان ابا بشير يجلس الان امام مدخل مملكتة و معه بندقيتخ و معطفة الطويل لكي يمنع الموتي من الخروج و البحث عن ارواحهم الهائمه .

ورايتنى انظر نحو القبر بخوف و رهبه و كاننى انظر نحو ابا بشير نفسة .

ثم تجرات و اقتربت من القبر و وقفت عند راس ابي بشير .



رحت بعيني اقيس القبر من اولة الى اخرة .

القبر الطويل الذي ل اشاهد قبول اطول منه فحياتي .

واحسست بالشماته و القوه فصرخت بصوت عال مخاطبا ابا بشير ” يا حارس الموتي افق .

انى اتحداك و استبيح مملكتك .

الارض و التراب و الشجر و الحجر و حتي رفات الموتي و قبورهم .

وانت فمكانك لا تملك ان تفعل شيئا .

عاجزا تحت الثري كما هي حال محروسيك .

فاين قوتك و جبروتك و بندقيتك و معطفك الذي لا تنزعة فالشتاء او الصيف ,

افق و اطردنى عن حدود مملكتك لانك ان لم تفعل ،

فسوف ادخل هذي المملكه و اعيث بها فسادا و ابيح لنفسي جميع الذي منعتنى عنه .

سافعل ما لم يخطر ببالك انني فاعلة .

ساحرث الارض و انتزع الاجساد من قبورها و اولها جسدك و ازرع الارض فوقكم شوكا فلا تقدر ان تظهر فالليل لتبحث عن روحك .

فانا اعرف انك مدفون دون حذاء .




و مره ثانية رحت اقيس القبر بعيناي حتي و صلتا الى اخرة .

هنالك كان يرقد معطف ابا بشير عند رجلية ،
لكن دون ان يصبح محشوا بالجسد الطويل .

وخيل الى ان ابا بشير منكمش تحت المعطف و انه ينهض و يمسك بى .

واحسست بالخوف و الرعب الشديد .

ورايت المعطف يقف و يبرز منه راس ابي بشير بعدها قدماة و كامل جسدة .
فصرخت برعب شديد و ركضت هاربا الى داخل المقبره و هو يطاردني.


ما كدت اصل الى القبور،
حتي خرج الموتي من قبورهم ينظرون نحوى .

كانوا جميعا يحملون انف و وجه ابا بشير –النساء و الاطفال و الشيوخ و الرجال -.
وكلا مررت بجماعة منهم كانوا يركضون خلفي.
فزدت من سرعتى و ركضت بكل قواى قافزا بين القبور ،

متخطيا الشجيرات الصغيرة التي تنمو هنا و هنالك و صوت الخطوات المتسارعه و الانفاس اللاهثة يركض خلفى و يقترب منى رويدا رويدا.
وتعثرت قدمايا فسقطت و سمعت قهقهات الموتي و ضحكاتهم ،

فتلكنى الخوف و نهضت اركض من جديد.
واحسست بقداى ترتفعان عن الارض و تسبحان فالفضاء .

ورايت الموتي يطيرون عن يمينى و شمالي.


اجتزت سياج مقبره الشهداء و هم خلفي.
وفجاه امسك احدهم بقدمي و جرنى للاسفل فوجدت نفسي دخل قبر فارغ من قبور الشهداء التي تنتظر الساكن.
فدفنت راسي بين ذراعى و رحت اصرخ.وخفتت الاصوات شيئا فشيئا حتي تلاشت ،

وساد صمت رهيب.


رفعت راسي الى الاعلي ،

فشاهدت انا مئات بل الاف من العيون تنظر نحوى .
لقد تجمع فوق القبر جميع الوت ينظرون نحوى بصمت و عيون مشدوة .

وسعت حركة بين العيون ،

وبرز انف ابا بشير .

كان فعينية عطف و حزن و اشفاق .

مال نحوى و مد يدة المشلوله و امسكنى من عنقى و جذبنى خارج القبر بعدها راح ينظر نحوى طويلا .
وبعدين ضحك ضحكا عاليا بعدها تركنى و استدار و خلفة سارت جميع مملكته.
تملكنى خوف شديد و سقطت راكعا على ركبتى ،
ورفعت راسي و فتحت عيناي فوجدتنى لازلت اقف امام قبر ابي بشير و معطفة لايزال فوق القبر .

 

  • قصة خيالية طويلة


قصة خيالية طويلة