قواعد ابراهيم

 

قواعد ابراهيم 20160908 2681

 

السؤال

اذا كان حجر اسماعيل جزءا من الكعبه و قصرت النفقه عن اتمامه،
كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للسيده عائشة،
فلماذا لم يدخلها الحكام المسلمون داخل الكعبه عند تجددها لما توافرت النفقة؟.

الاجابة

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على الة و صحبه،
اما بعد:

فان الحجر جزء من الكعبة،
كما فحديث عائشه قالت: سالت النبى صلى الله عليه و الة و سلم عن الحجر امن المنزل هو؟
قال نعم،
قلت فما لهم لم يدخلوة فالبيت؟
قال ان قومك قصرت بهم النفقة،
قلت فما شان بابة مرتفعا؟
قال فعل هذا قومك ليدخلوا من شاؤوا و يمنعوا من شاؤوا،
ولولا ان قومك حديث عهدهم بالجاهليه فاخاف ان تنكر قلوبهم ان ادخل الحجر فالبيت و ان الصق بابة الارض.  متفق عليه.

وفى روايه لمسلم عن عائشه زوج النبى صلى الله عليه و سلم: ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: الم ترى ان قومك حين بنوا الكعبه اقتصروا عن قواعد ابراهيم؟
قالت فقلت يا رسول الله افلا تردها على قواعد ابراهيم؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت.

وترك النبى صلى الله عليه و سلم لبنائها كما كانت يدل على ان بناءها على ما كانت ليس و اجبا،
كما قال ابن حجر فالفتح.

وقد بناها ابن الزبير رضى الله عنه بعد هذا على ما هم فيه النبى صلى الله عليه و سلم،
كما فصحيح مسلم عن عطاء قال: لما احترق المنزل زمن يزيد بن معاويه حين غزاها اهل الشام فكان من امرة ما كان تركة ابن الزبير حتي قدم الناس الموسم يريد ان يجرئهم – او يحربهم – على اهل الشام،
فلما صدر الناس قال يا ايها الناس اشيروا على فالكعبه انقضها بعدها ابنى بناءها؟
او اصلح ما و هي منها؟
قال ابن عباس: فانى ربما فرق لى راى بها اري ان تصلح ما و هي منها و تدع بيتا اسلم الناس عليه و احجارا اسلم الناس عليها و بعث عليها النبى صلى الله عليه و سلم،
فقال ابن الزبير لو كان احدكم احترق بيته ما رضى حتي يجدة فكيف بيت =ربكم؟
انى مستخير ربى ثلاثا بعدها عازم على امرى فلما مضي الثلاث اجمع راية على ان ينقضها فتحاماة الناس ان ينزل باول الناس يصعد به امر من السماء حتي صعدة رجل فالقي منه حجاره فلما لم يرة الناس اصابة شيء تتابعوا فنقضوة حتي بلغوا فيه الارض فجعل ابن الزبير اعمدة فستر عليها الستور حتي ارتفع بناؤه،
وقال ابن الزبير: انني سمعت عائشه تقول ان النبى صلى الله عليه و سلم قال: لولا ان الناس حديث عهدهم بكفر و ليس عندي من النفقه ما يقوي على بنائة لكنت ادخلت به من الحجر خمس اذرع و لجعلت لها بابا يدخل الناس منه و بابا يظهرون منه قال فانا اليوم اجد ما انفق و لست اخاف الناس – قال – فزاد به خمس اذرع من الحجر حتي ابدي اسا نظر الناس الية فبني عليه البناء و كان طول الكعبه ثمانى عشره ذراعا فلما زاد به استقصرة فزاد فطولة عشر اذرع و جعل له بابين احدهما يدخل منه و الاخر يظهر منه،
فلما قتل ابن الزبير كتب الحجاج الى عبدالملك بن مروان يخبرة بذلك و يخبرة ان ابن الزبير ربما وضع البناء على اس نظر الية العدول من اهل مكه فكتب الية عبدالملك انا لسنا من تلطيخ ابن الزبير فشيء،
اما ما زاد فطولة فاقره،
واما ما زاد به من الحجر فردة الى بنائة و سد الباب الذي فتحه،
فنقضة و اعادة الى بنائه.

ثم ان عبدالملك صح له حديث عائشه فندم على ما فعل،
كما فصحيح مسلم عن ابي قزعة: ان عبدالملك بن مروان بينما هو يطوف بالبيت اذ قال: قاتل الله ابن الزبير حيث يكذب على ام المؤمنين يقول سمعتها تقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: يا عائشه لولا حدثان قومك بالكفر لنقضت المنزل حتي ازيد به من الحجر فان قومك قصروا فالبناء   فقال الحارث بن عبدالله بن ابي ربيعة: لا تقل ذلك يا امير المؤمنين فانا سمعت ام المؤمنين تحدث هذا،
قال لو كنت سمعتة قبل ان اهدمة لتركتة على ما بني ابن الزبير.
اه.

وفى عهد العباسيين اراد المهدى ان يبنيها على ما بناها ابن الزبير فاستشار الامام ما لكا فنهاة عن ذلك، كما قال الامام ابن كثير فالبداية و النهاية: و ربما هم ابن المنصور المهدى ان يعيدها على ما بناها ابن الزبير و استشار الامام ما لك بن انس فذلك فقال: انني اكرة ان يتخذها الخلفاء لعبة،
هذا يري راى ابن الزبير،
وهذا يري راى عبدالملك بن مروان،
وهذا يري رايا اخر.
انتهى.

وقال ابن حجر فالفتح: و فحديث بناء الكعبه من الفائدة غير ما تقدم ما ترجم عليه المصنف فالعلم: و هو ترك بعض الاختيار مخافه ان يقصر عنه فهم بعض الناس و المراد بالاختيار فعبارتة المستحب و به تجنب و لى الامر ما يتسرع الناس الى انكارة و ما يخشي منه تولد الضرر عليهم فدين او دنيا،
وتالف قلوبهم بما لا يترك به امر و اجب،
وفية تقديم الاهم فالاهم من دفع المفسده و جلب المصلحة،
وانهما اذا تعارضا بدئ بدفع المفسدة،
وان المفسده اذا امن و قوعها عاد استحباب عمل المصلحة،
وحديث الرجل مع اهلة فالامور العامة،
وحرص الصحابه على امتثال اوامر النبى صلى الله عليه و سلم،
حكي ابن عبدالبر و تبعة عياض و غيرة عن الرشيد،
او المهدي،
او المنصور انه اراد ان يعيد الكعبه على ما فعلة ابن الزبير فناشدة ما لك فذلك و قال:  اخشي ان يصير ملعبه للملوك فتركه.
قلت و ذلك بعينة خشيه جدهم الاعلي عبدالله بن عباس رضى الله عنهما فاشار على ابن الزبير لما اراد ان يهدم الكعبه و يجدد بناءها بان يرم ما و هي منها و لا يتعرض لها بزياده و لا نقص و قال له لا امن ان يجيء من بعدك امير فيغير الذي صنعت اخرجة الفاكهى من طريق عطاء عنه  وذكر الازرقي: ان سليمان بن عبدالملك هم بنقض ما فعلة الحجاج بعدها ترك هذا لما ظهر له انه فعلة بامر ابية عبدالملك،
ولم اقف فشيء من التواريخ على ان احدا من الخلفاء و لا من دونهم غير من الكعبه شيئا مما صنعة الحجاج الى الان الا فالميزاب و الباب و عتبتة و هكذا و قع الترميم فجدارها غير مره و فسقفها و فسلم سطحها و جدد بها الرخام.
اه.

والله اعلم.


قواعد ابراهيم