كود فصل الشيئين عن بعضمها

كود فصل عن بعضمها الشيئين 20160917 2360

اولا: الثنائيه التلازميه “الجدل الداخلى فالشيء الواحد” “جدل هلاك الشيء”


ان صراع العنصرين المتناقضين داخليا،
الموجودين فكل شيء يؤدى الى تغير شكل جميع شيء باستمرار،
ويتجلي فهلاك شكل هذا الشيء و ظهور شكل اخر.
وفى ذلك الصراع يكمن السر فالتطور و التغير المستمرين فهذا الكون ما دام قائما.
هذا هو ما يسمي بالحركة الجدليه الداخلية التي اطلق عليها فبعض الترجمات مصطلح النفى و نفى النفي.
وقد اطلق عليها القران مصطلح التسبيح: {وان من شيء الا يسبح بحمدة و لكن لا تفقهون تسبيحهم} (الاسراء 44).


و قوله: {سبح لله ما فالسموات و ما فالارض} (الحشر 1- الصف 1) و قوله: {يسبح لله ما فالسموات و ما فالارض).
(الجمعة 1-التغابن 1).


و التسبيح جاءت من “سبح” و هو الحركة المستمره “كالعوم فالماء” كقوله عن حركة جميع شيء: {كل ففلك يسبحون} (الانبياء 33).
هذا الصراع يؤدى الى التغير فالاشياء،
وينتج عنه مقوله ان “الموت حق” و الله حى باق.
وهكذا نفهم معني الاية: {ولا تدع مع الله الها احدث لا الة الا هو جميع شيء هالك الا و جهة له الحكم و الية ترجعون} (القصص 88) و سيبقي ذلك القانون سائدا حتي يهلك ذلك الكون المادى “عند النفخه الاولي فالصور = الساعة” لينشا على انقاضة كون احدث جديد مؤلف من ما ده ذات خصائص حديثة “عند النفخه الاخرى فالصور التي تؤدى الى البعث”.
وفى ضوء هذا تتضح مقوله “البعث حق”.


و قولنا (سبحان الله) فصلاتنا هو اقرار العاقل بهذا القانون،
حيث و رد التسبيح فالقران فحالتين: حالة تسبيح الوجود،
وحالة تسبيح العاقل” اي حالة الاقرار العاقل بقانون التطور” و ربما و ردت الحالتان فالقصص عن يونس {وان يونس لمن المرسلين * اذ ابق الى الفلك المشحون * فساهم فكان من المدحضين * فالتقمة الحوت و هو مليم * فلولا انه كان من المسبحين * للبث فبطنة الى يوم يبعثون} (الصافات 139-144) هنا و ضح بان قانون تسبيح الوجود عام ينطبق على يونس و الحوت كانطباقة على بقيه الاشياء.
ولو لم ينطبق عليه ذلك القانون لانتفت ظاهره الموت بالنسبة له و بقى الى يوم يبعثون.
وفى تسبيح العاقل عن يونس قال: {وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادي فالظلمات ان لا الة الا انت سبحانك انني كنت من الظالمين} (الانبياء 87).


و فكل ايات الكتاب و ردت “سبحانك” بهذا المفهوم اي عندما يقارن الله مع غيرة من الحاجات كقوله: {قالوا اتخذ الله و لدا سبحانه} (يونس 68) {ويجعلون لله البنات سبحانه} (النحل 57).
(سبحانة و تعالى عما يصفون}.
(الانعام 100).
{ما كان لله ان يتخذ من ولد سبحانه} (مريم 35) {سبحانة و تعالى عما يقولون علوا كبيرا} (الاسراء 43).
{لو اراد الله ان يتخذ و لدا لاصطفي مما يخلق ما يشاء سبحانة هو الله الواحد القهار} (الزمر 4).


اما القول بان “سبحان الله” هو تنزية الله من النقائص و العيوب فهو قول ربما مضي زمانه،
ا ان النقائص و العيوب تحمل معني معرفيا و معني اجتماعيا انسانيا فهي تحمل مفهوم النسبيه حيث تتغير هذي المفاهيم من مكان لاخر و من زمن لاخر.
ان التسبيح الحقيقي للحاجات كلها فو جودها منذ خلق الله ذلك الكون المادى و هو منزة عن هذي الحركة فذاتة لانة واحد “احد صمد” “ليس كمثلة شيء” حيث ان هذي الحركة تؤدى الى هلاك الحاجات “الموت”.


لقد عبر القران بشكل مباشر عن قانون صراع المتناقضات الداخلى فقوله: {ان الله فالق الحب و النوي يظهر الحى من الميت و مخرج الميت من الحى ذلكم الله فاني تؤفكون} (الانعام 95).


و فعل “فلق” فاللسان العربي اصل صحيح يدل على فرده و بينونه فالشيء،
وعلي تعظيم شيء،
والفلق هو الخلق كله كانة شيء فلق عنه شيء احدث حتي ابرز و اظهر.
وفى الايه جاءت “فالق” بمعني شيء ابرز و اظهر منه شيء اخر.


“ومعني الفلق قريب من معني الخلق لانهما يشتركان فحرفين و يتميزان بحرف واحد”.
و”الحب” جاءت فاللسان العربي من “حبب” و له ثلاثه اصول صحيحة ادها للزوم و الثبات،
والثاني الحبه فالشيء ذى الحب،
والثالث و سف.
وهنا المعني هو الثاني كحبه الشعير و القمح.
اما فعل “خرج” فلها فاللسان العربي اصلان: الاول النفاذ عن الشيء و الثاني اختلاف لونين،
الاخراج كان ينفذ شيء عن شيء احدث و هنا استخدم الشيء و الشيء الاخر و هما الحى و الميت.


ان هذي العملية تتكرر جميع يوم الاف المرات.
فاذا اخذنا حبه القمح و وضعناها فالتربه المناسبه لها فانها تجتاز تحولا فتنتش و تكف الحبه فذاتها عن الوجود فينتفى و جودها اي تهلك،
وتظهر فمكانها النبته التي نشات عنها،
ثم تستمر العملية الحياتيه من نمو و نضوج كى تنتج من جديد حبوب القمح.
وبمجرد نضوج الحبوب الحديثة تموت النبته اي تهلك بدورها .
.
وهكذا نحصل من جديد على حبه القمح الاصلية و لكن نحل عليها اضعافا مضاعفة.
فاذا سال سائل: اننا ناخذ حب القمح و نصنع منه خبزا و بذلك لا يعمل قانون صراع المتناقضات الداخلى .
.
اقول: ذلك صحيح،
اننا نناقش ذلك القانون من دون تدخل الانسان.


و ربما استثنت الايه الكريمه قضاء الانسان اي تدخلة حين وضع اخراج الحى من الميت فصيغه فعل مضارع {يخرج الحى من الميت} و وضع اخراج الميت من الحى فصيغه اسم فاعل حيث قال: {ومخرج الميت من الحي} و هنا استثني قضاء الانسان حيث ان اخراج الحى من الميت هو قانون موضوعى “من الله”،
اما اخراج الميت من الحى فالله اخرج الميت اخراجا،
وهنا اعطي مجالا لتدخل الانسان،
فالانسان يتدخل بان يهلك حبه القمح بالطحن او لا يهلكها،
ولولا ان الله اخرج الموت اخراجا لما كان هنالك قضاء “تدخل” انسانى فالقتل.
ولو انه قال “ويخرج الميت من الحي” و قتل انسان انسانا احدث لقلنا: ان الله قتلة و لسقطت نظريه العقوبات كاملة.
فنقول الله يحيى و يميت،
ولا نقول يحيى و يقتل.


و الانسان يقضى “يتدخل” بالقتل او لا يقضي،
ولولا الموت لما كان هنالك قتل.
ولم يذكر الكتاب القتل من قبل الله تعالى الا مره واحده حين مد يد المساعدة الماديه المباشره الى النبى صلى الله عليه و سلم فغزوه بدر فيقوله {فلم تقتلوهم و لكن الله قتلهم و ما رميت اذ رميت و لكن الله رمي … الاية} (الانفال 17).
اما فالبعث فقال {يخرج الحى من الميت و يظهر الميت من الحى و يحيى الارض بعد موتها و ايضا تظهرون} (الروم 19).
وذلك لتبيان ان قضاء الانسان “اى تدخله” سقط نهائيا فالبعث و اليوم الاخر.
اما استعماله: {يخرج الحى من الميت و يظهر الميت من الحي}.
فى سورة يونس و ال عمران فهو خاص بجدل الاضداد فالظواهر و هي ظواهر متكافئة،
اى لا تعمل باتجاة واحد.
وسنفصل القول فذلك فيما بعد.


اما قانون صراع المتناقضات الداخلى فيعمل فاتجاة و اجد و هو من قوانين القدر “اى القوانين الموضوعية” لذلك ختم الايه بقوله {ذلكم الله فاني يؤفكون}.
والافك هو الارتداد اي انه لا يستطيع اي انسان رد ذلك القانون،
ان الانسان يتدخل فاسراع او ابطاء عمل ذلك القانون و لكنة لا يلغيه،
فالطب و العنايه الصحية يطيلان الاعمار و لا يلغيان الموت،
والقتل يقصر الاعمار لذلك قال عن النبى صلى الله عليه و سلم {وما محمد الا رسول ربما خلت من قبلة الرسل افان ما ت او قتل انقلبتم على اعقابكم .
.الاية} (ال عمران 144).
فالموت حق و لكن الاعمار تطول و تقصر و سنتوسع فشرح هذا ادناه.


لقد عبر القران عن قانون صراع المتناقضات الداخلى فالشيء نفسة بصيغة: (مخلق و غير مخلق) و {صنوان و غير صنوان} و {متشابة و غير متشابه} و {معروشات و غير معروشات} فالايات الاتية:


– {يا ايها الناس ان كنتم فريب من البعث فانا خلقناكم من تراب بعدها من نطفه بعدها من علقه بعدها من مضغه مخلقه و غير مخلقه لنبين لكم و نقر فالارحام ما نشاء الى اجل مسمي بعدها نخرجكم طفلا بعدها لتبلغوا اشدكم و منكم من يتوفي و منكم من يرد الى ارذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا و تري الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت و ربت و انبتت من جميع زوج بهيج} (الحج 5).


جاءت هذي الايه لتثبت للناس البعث و تنزع الشكوك بشان بلوغة الحتمى فبدات بقوله: {يا ايها الناس ان كنتم فريب من البعث} فاذا قال قائل: “انا فريب من البعث” فما علينا الا ان نورد له بقيه الاية.


و لكن ما علاقه بقيه الايه بالبعث؟
اذا نظرنا اليها و جدنا انها تحتوى على قانون اساسى هو قانون التطور “تغير شكل المادة باستمرار” باتجاة واحد،
اى بدا خلق الانسان من تراب بعدها نطفه “خلية” و بعد اللقاح تجتمع الخليه المنويه مع البويضه “علق شيء بشيء اخر” فتنتج العلقه و بعد هذا يبدا النمو و التكاثر الخلوى و تشكل الاعضاء المختلفة و تشعبها فالمضغة،
واصل المماضغه فاللسان العربي هو من: “ماضغت فلانا مماضغة: جاددتة القتال و الخصومة” “الزمخشري-اساس البلاغة” اي بعد العلقه تبدا المماضغه و هي تجدد مستمر للقتال “الصراع” و الخصومه بين العنصرين المكونين للمضغه نفسها و هما العنصر المخلق و العنصر غير المخلق.
وهنا وصف المخلقه و غير المخلقه يعود على المضغه نفسها اي لو كان مضغه مخلقه و مضغه اخرى غير مخلقه لقال “مضغه مخلقه و ثانية غير مخلقة” كقوله: {منة ايات محكمات هن ام الكتاب و احدث متشابهات} (ال عمران 7) و لكن المخلق و غير المخلق يدخل ضمن تركيب المضغه نفسها و ذلك يؤدى الى صراع المتناقضات الداخلى فالشيء نفسه،
اى ان ذلك الصراع يؤدى الى نمو المضغه و تطورها و تحولها الى جنين كامل.


و ذلك القانون هو القانون الاساسى للحركة الجدليه للحياة العضويه للانسان و الكائنات الحية.
ففى النمو الخلوى صراع بين المخلق و غير المخلق،
والمخلق تعني المصمم،
حيث ان الخلق يعني التقدير لا الايجاد كقولنا: خلق الخياط القميص من القماش اي قدرة قبل القطع قدرة قبل القطع و التفصيل،
وعندما تخلق بيتا تضع له مخططا تميز به الممرات من غرف النوم و من المطبخ،
اى ان الصراع هو بين المصمم المتميز و غير المتميز اي من غرف النوم و من المطبخ،
اى ان الصراع هو بين المصمم المتميز و غير المتميز اي بين التكاثر المقدر “المنتظم” و غير المقدر “الفوضوي”.
فكلما كانت الخلايا التي يتالف منها التصميم مميزه ضمن نظام مقدر فهي مخلقة،
وهذا ما يسمي (Cell Differentiated)،
وكلما بعدت عن التميز كانت غير مخلقه (Cell Undifferentiated).


و هنا يكمن سر النمو العضوى للكائنات الحيه فالصراع بين المخلق و غير المخلق فالخليه الواحدة.
فعندما ينتصر المخلق تكون الحياة العضويه و النمو سليمين.
وكلما بعدنا عن المخلق بعد النمو عن ان يصبح سليما.
اى ان الحركة الجدليه بين العنصرين المتناقضين داخليا فالشيء نفسة هي التي ادت الى التطور الذي تجلي فتغير الشكل باستمرار “هلاك شكل و ظهور شكل احدث فالجمادات و فالكائنات الحية”،
ومن هنا نفهم ان الكائنات الحيه ربما ظهر بعضها من بعض،
وخضعت لقانون التطور و الارتقاء.


و عليه نفهم ان البعث هو الطفره النهائيه و الارتقاء النهائى لهذا الكون،
حيث يتوقف حينئذ فالكون الاخر عمل قانون صراع المتناقضات فالشيء نفسه،
وينتفى بالتالي الهلاك المستمر بشكل المادة،
لذا لا موت و لا و لاده فالكون الاخر بل الخلود.


و ان من الخطا الفادح ان نظن ان الله خلق الافاعى و حدها و نفخ بها الروح،
وخلق القطط و حدها و نفخ بها الروح،
وخلق الاسماك و حدها و نفخ بها الروح.
ونؤكد هنا اننا نفهم الروح على انها ليست سر الحياة،
وانما هي سر الانسنه التي نقصد فيها تحول البشر “الذى هو من الفصيله الحيوانية” الى انسان،
“وسنفصل القول فذلك فالفصل الثاني من ذلك الباب”.
لذا فالحياة العضويه و الكائنات الحيه فو جودها خضعت لقانون النشوء و الارتقاء الذي هو قانون التطور،
نتيجة الصراع الداخلى للمتناقضات فالشيء نفسة فبدات الحياة من نطفه واحده “خلية” و تطورت بعملية جدليه ادت باستمرار الى تغير الشكل حتي ظهر البشر غير العاقل،
ثم الانسان العاقل.


و ذلك ما و ضحة فقوله تعالى: {وما بث فيهما من دابة}.
(الشوري 29).
وقوله: {وفى خلقكم و ما يبث من دابه ايات لقوم يوقنون} (الجاثيه 4).
“وبث” فاللسان العربي تعني تفريق الشيء و اظهاره،
كقولنا: بثت الدوله العيون اي فرقتها،
وقولنا البث الاذاعى و التلفزيوني،
اى ان اساس الحياة العضويه النباتيه و الحيوانيه واحد،
وتم الانتشار و التغير فالانواع عن طريق البث الذي جاء نتيجة لقانون التطور و الارتقاء.


و ربما جاء فعل “بث” فصيغه الماضى و الحاضر للدلاله على استمراريه ذلك القانون و عدم توقفة فهذا الكون،
ولا يتوقف ذلك القانون عن العمل الا بانفجار الكون اي هلاكه.
وقد اشار القران الى هذا بعبارة” النفخه الاولي فالصور” ليحل محلة كون احدث “النفخه الاولي فالصور” ليحل محلة كون احدث “النفخه الاخرى فالصور” يتغير به جوهر المادة حيث يتوقف بها قانون صراع المتناقضات الداخلى ليحل محلة قانون جديد للمادة يتجلي به ان المادة تتالف من عنصرين مترابطين احدهما بالاخر فعلاقه حركيه غير متناقضة،
لا و لاده و لا موت و لا تطور،
بل حركة مستمره من نمط اخر.


و كذا يخرج جليا ان البعث و قانون التطور مرتبطان ارتباطا لا انفصام له،
لذا فان فهم القوانين الناظمه للمادة و تطورها فهذا الكون بسبب تناقضاتها الداخلية منذ بداية نشاتة هو الدليل العقلى “العلمي” القاطع على حتميه البعث.
هكذا ممكن براينا تاويل هذي الايه الكريمه حيث بدات {يا ايها الناس ان كنتم فريب من البعث} و من اجل تقديم الدليل العلمي كان الجواب ايراد قانون التطور بسبب الهلاك المستمر لشكل المادة.


– {وفى الارض قطع تجاوزات و جنات من اعناب و زرع و نخيل صنوان غير صنوان يسقي بماء واحد و نفضل بعضها على بعض فالطعام ان فذلك لايات لقوم يعقلون} (الرعد 4).


فهذه الايه يبين احدي مراحل التطور “البث”،
واستعمل كذلك صيغه المتناقضات الداخلية فالزرع “النخيل” حيث قال: {صنوان و غير صنوان} و لم يقل: “صنوان و احدث غير صنوان” اي ان وصف صنوان و غير صنوان يعود على ذات الشيء الواحد.


و صنوان فاللسان العربي جاءت من “صنو” هي تدل على تقارب شيئين قرابه او مسافه و عليه نفهم ان النخيل حيث ذكرة صراحه هو اساس لطفره نتجت عنه كقوله عن المضغه {مخلقه و غير مخلقة} اي هي اساس التكاثر الخلوى المخلق و غير المخلق.
فهنالك صراع عنصرين متناقضين داخليا فالنخيل فان تبقي متقاربه “صنوان” او ان تتحرك باتجاة التطور كى تتحول اي غير متقاربه “غير داخليا.


– {وهو الذي انشا جنات معروشات و غير معروشات و النخل و الزرع مختلفا اكلة و الزيتون و الرمان متشابها و غير متشابة كلوا من ثمرة اذا اثمر و اتوا حقة يوم حصادة و لا تسرفوا انه لا يحب المسرفين} (الانعام 141).


جاءت هذي الايه لتبين ان الحركة الجدليه التي يكمن بها سر التطور هي القانون النظم لاختلاف الانواع فالنباتات،
ويؤدى هذا الا الاختلاف فالماكل،
لذا قال: {والنخل و الزرع مختلفا اكله} و حين ذكر الزيتون و الرمان بصيغه متناقضه بقوله: {متشابها و غير متشابه} بين ان الزيتون و الرمان تولدا نتيجة لطفره نباتية،
اى انه كان هنالك نبات حصل به صراع عنصرين متناقضين داخليا ادي الى طفره نتج عنها الزيتون و الرمان،
وكل واحد منهما {متشابة و غير متشابه}.


اما قوله تعالى: {جنات معروشات و غير معروشات} فهنا ذكر احدي مراحل التطور النباتى بشكل عام.
بدات الحياة النباتيه بالنباتات الزاحفه “معروشات”،
وتطورت الى نباتات قائمة “غير معروشات”،
فكان تطور النبات من نباتات زاحفه الى نباتات غير زاحفه “قائمة بذاتها” نتيجة لصراع عنصرين متناقضين داخليا حيث ان صيغه “هو و غير هو” هي صيغه التناقض.


و كذا نري ان المتناقضات الداخلية المذكوره فالايات السابقة هي السر الكامن و راء التطور فالكائنات الحيه النباتيه “والحيوانية” منذ بداية الحياة على الارض.
وهكذا كذلك نفهم قوله تعالى: {ما لكم لا ترجون الله و قارا * و ربما خلقكم اطوارا*} (نوح 13-14).


و الان ممكن ان نلخص القانون الاول للمادة و حركتها فهذا الكون كما يلي:


ان قانون المتناقضات الداخلى “الثنائيه فالشيء الواحد” يقوم على علاقه تجاذب و تنابذ “تناقض بين عنصرين مكونين لاى شيء ما دى موجودين معا فذات الشيء” يؤديان الى حركة ضمن الشيء نفسة ينجم عنها تغير شكل الشيء باستمرار.


و ذلك القانون يعمل فداخل كل الحاجات الماديه بلا استثناء.
ويعبر التجاذب و التنابذ عن تناقض مستمر يؤدى الى حركة ضمن الشيء ينجم عنها تغير مستمر لشكل الشيء “اى هلاك شكل و ولاده شكل جديد .
.
وهكذا دواليك.
والصياغه المثلي لهذا القانون و ردت فالقران الكريم: {كل شيء هالك الا و جهه} (القصص 88).


ثانيا: الجدل الخارجى بين شيئين “جدل تلاؤم الزوجين”


“التكيف”


و رد مصطلح “الزوج” فايات عديده منها {وانة خلق الزوجين الذكر و الانثى} (النجم 45).
فالزوج هو زوج المراة،
والمرأة زوج بعلها،
والزوج فاللسان العربي اصل يدل على مقارنة شيء لشيء احدث و ارتباطة بعلاقه ما .
.
فالمرأة هي زوج عندما تكون على عصمه رجل “اى فعلاقه مع رجل”،
وكانت قبل الزواج عزبة،
واذا ما ت عنها زوجها فهي ارملة،
واذا طلقت فهي مطلقة،
ولا يقال عنها زوج الا اذا كان معها رجل “زوج اخر”.
“هذا بالمفهوم الاجتماعي”.
وعندا هاجر النبى صلى الله عليه و سلم مع ابي بكر قال تعالى: {ثاني اثنين اذ هما فالغار} (التوبه 40) هنا قال “اثنين” و لم يقل زوجين،
لانهما من الذكور.


و عندما قال فسورة الانعام: {ثمانيه ازواج من الضان اثنين و من المعز اثنين قل ءالذكرين حرم ام الانثيين اما اشتملت عليه ارحام الانثيين نبوئنى بعلم ان كنتم صادقين} (الانعام 143).
{ومن الابل اثنين و من البقر اثنين قل ءالذكرين حرم ام الانثيين اما اشتملت عليه ارحام الانثيين .
.
الاية} الانعام 144.
هنا عندما قال “ثمانيه ازواج”،
والزوج فاللسان العربي لفظه ليس لها مؤنث،
فالذكر زوج الانثى،
والانثى زوج الذكر.
اما عملية القران الشرعى بين الذكر و الانثى فقد اطلق عليها الكتاب مصطلح “النكاح” فنقول عقد نكاح و لا نقول عقد زواج،
فالاساس فمعني الزوجي الطبيعي هو ان الذكر زوج الانثى فالوجود لا فالعقود،
واى انثى هي زوج لاى ذكر بالخلق.
وفى ذلك قال: {لله ملك السموات و الارض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا و يهب لمن يشاء الذكور} (الشوري 49)،
{او يزوجهم ذكرانا و اناثا و يجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير} (الشوري 50).


اشتملت الايتان على اربع حالات يهب الله بها اولادا او لا يهب و هي:


حالة الاناث فقط.


حالة الذكور فقط.


حالة الذكور و الاناث.


حالة العقم.


و الحالة التي تعنينا هنا هي الحالة الثالثة.
فقد استخدم هنا مصطلح “الزوج” بصيغه “يزوجهم” للدلاله على اشتراك الجنسين معا فالهبه “الذكر” و ”الانثى”،
وهما فهذه الحالة اخ و اخت و لكنهما فالطبيعه من حيث الذكوره و الانوثه زوجان.


بعدها جاء المعني الثاني للزوج بالمفهوم الاجتماعى اي حتي تصبح الانثى زوج الذكر اجتماعيا وجب ان يصبح هنالك عقد نكاح،
لذا ظهر مفهوم الحلال و الحرام فنكاح المحرمات الوارده فالايات “22-23″ فصورة النساء،
وفى الزنا حيث ان المفاهيم هذي اجتماعيه انسانيه “اخلاق” و ليست مفاهيم طبيعية و جودية.


و يتضح من هذا لماذا لم يسال احد من العرب النبى صلى الله عليه و سلم عن وضع المرأة فالجنه و هذا حين سمعوا الايات الاتية: {ايضا و زوجناهم بحور عين} (الدخان 54).
{متكئين على سرر مصفوفه و زوجناهم بحور عين} (الطور 20).
{ولهم بها ازواج مطهره و هم بها خالدون} (البقره 25).
{وازواج مطهره و رضوان من الله و الله بصير بالعباد} (ال عمران 15).
{لهم بها ازواج مطهره و ندخلهم ظلا ظليلا} (النساء 57).
{هم و ازواجهم فظلال على الارائك متكئون} (يس 56).


{ادخلوا الجنه انتم و ازواجكم تحبرون} (الزخرف 70).


هذي الايات الوارده و التي ذكر بها الجنه و الازواج كلها قران.
وتتحدث الايات عن الجنه للذكور و الاناث حيث استخدمت ميم الجماعة،
وهي فاللسان العربي تستخدم للشمول “صيغه جمع” و ايضا عندما يصبح المراد ان تشمل اللفظه الذكور و الاناث معا تاتى صيغه عامة كقوله: {اهبطوا منها جميعا}.
وقوله {قد افلح المؤمنون}.
وقوله: {يا ايها الذين امنوا}.
هنا الهبوط للذكور و الاناث و المؤمنون للذكور و الاناث و الذين امنوا للذكور و الاناث.


و عندما يريد ان يفرق بين الذكور و الاناث تاتى دائما صيغه خطاب صريحه {ان المؤمنين و المؤمنات}،
فعندما قال: {ايضا و زوجناهم بحور عين}.
اى ان اهل الجنه من الذكور و الاناث معا لهم ازواج من حور عين اي ان الحور العين هم من الذكور و الاناث،
فالذكر له من الحور العين انثى،
والانثى لها من الحور العين ذكر.
وقوله: {ادخلوا الجنة}،
هى كذلك للذكور و الاناث معا،
و {ازواجكم} للذكور و الاناث.
ومن هنا يتبين ان حال المرأة فالجنه كحال الرجل تماما،
وعندما يذكر الجنه يستخدم دائما لفظه “ازواج” و لا يستخدم نساء او امرأة او لفظه رجل او رجال.


ان التفريق بين الزوج على انه الذكر فقط او الانثى فقط يحددة سياق جميع اية،
فمثلا عندما يذكر و يذكر معه الزوج فهنا تعني الانثى كقوله: {يا ايها النبى قل لازواجك}.
وقوله: {يا ايها النبى انا احلننا لك ازواجك} (الاحزاب 50).
وقوله: {يا ايها النبى لم تحرم ما احل الله لك تبتغى مرضاه ازواجك} (التحريم 1).
هنا المخاطب هو النبى صلى الله عليه و سلم فتاتى الازواج اناثا.


و فقوله: {ولكم نص ما ترك ازواجكم ان لم يكن لهن و لد} (النساء 12).
يقصد بالازواج الاناث لقوله: {ان لم يكن لهن و لد} (النساء 12).
فاستعمل نون النسوه ف“لهن” و لو كان يقصد الذكور و الاناث لقال “ان لم يكن لهم و لد”.
وايضا قوله {ان من ازواجكم و اولادكم عدوا لكم فاحذروهم} (التغابن 14).
هنا ازواجكم يقصد فيها الذكور و الاناث.


و لكي يبين ان قانون الزوجية “وهو اقتران شيء بشيء احدث و بالتالي ارتباطة معه بعلاقه ما ” معمم على الوجود المادى كله قال: {ومن جميع شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون} (الذاريات 49) و قال: {سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض و من انفسهم و مما لا يعلمون} (يس 36).
وهنا استخدم لفظه سبحان لتنزية الله ان ينطبق عليه قانون الزوجية.


فقانون الزوجية هو القانون الثاني الاساسى الذي تخضع له كل الحاجات فالكون المادي.
وقد عبر القران الكريم عن العلاقه الثنائيه بين شيئين مميزين بعضهما عن بعض و متقابلين فامرنا بمصطلح “الازواج”.
وهذه العلاقه تشمل جميع الموجودات فالكون فهي علاقه خارجية بالنسبة للشيء “الزوج” و للشيء المقابل له “الزوج الاخر”.


و يؤكد ذلك القانون ان الحاجات فالكون المادى لا ممكن لا ممكن ان تكون منعزله بعضها عن بعض،
لذا فهي بالضروره تكون علاقه تقابليه مع الحاجات الثانية فمستويات لا حصر لها.
وليست الزوجية علاقه بين عنصرين ضمن الشيء نفسه،
بل هي علاقه خارجية بين شيئين متقابلين “زوجين” معلومين او لا يزالان مجهولين.
ويمكن ان نصفها بانها علاقه تاثير و تاثر متبادل بين شيئين “علاقه جدليه بينهما”.
لذا فانه لا يصح ان نقول بوجود علاقه خارجية جدليه بين شيئين الا بعد ان تحدد العلاقه التقابليه “الزوجية” بينهما و المستوي التقابلى لهذه العلاقة.


و تكون العلاقه التقابليه الزوجية على مستويات مختلفة بحيث يصبح الشيء فعلاقه جدليه تقابليه مع شيء احدث فمستوي ما ،
ويصبح الشيء نفسة فعلاقه تقابليه جدليه ثانية مع شيء ثالث فمستوي احدث .
.
وهكذا دواليك.


و تجدر الاشاره هنا الى ان الزوجين يوجدان معا فعلاقه ثنائيه تقابليه و بذا يتميزان عن الضدين.
فالضدان لا يوجدان “لا يلتقيان” معا بل تقوم بينهما علاقه تعاقبية،
ولا يصبح هذا فالحاجات الماديه بل فالظواهر فقط.


و كذا يخرج جليا ان العلاقه التقابليه بين زوجين هي علاقه خارجية بين شيئين تقوم على التاثير و التاثر المتبادل بينهما.
وينبنى على ذلك القانون قانون التكيف فالطبيعة.


و بذا نكون ربما ازلنا اللبس العالق فالاذهان بنتيجة الترجمات الفاسده التي توهم بان التناقض ممكن ان يصبح بين الزوجين “الشيئين المتقابلين” او بان الزوجين هما ضدان.


و نلخص القانون الثاني قانون الازواج او قانون الثنائيه التقابليه فالحاجات بما يلي:


يقوم على علاقه تاثير و تاثر متبادل “بين شيئين مميزين بعضها عن بعض “زوجين” تؤدى الى التكيف و التلاؤم المستمرين هذين الشيئين.


و القانون الثاني يعمل فجميع الحاجات من اثناء علاقه خارجية ثنائيه تقابليه غير تناقضية بين شيئين مميزين بعضهما عن بعض عن طريق التاثير و التاثر المتبادل بينهما.
وتكون هذي العلاقه فمستويات عديدة.
والصياغه المثلي لهذا القانون و ردت فالقران الكريم.
{ومن جميع شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون} (الذاريات 49).


ثالثا: اقوال فالصور و الحساب و الجنه و النار


اننا نتبني النظريه العلميه القائله بان ظهور الكون المادى كان نتيجة انفجار هائل ادي الى تغير طبيعه المادة.
ونري ان انفجارا هائلا احدث مماثلا للانفجار الاول فحجمة سيؤدى حتما الى تغير طبيعه المادة و هلاك ذلك الكون المادى ليحل محلة كون “عالم” ما دى اخر.
ويعني هذا ان ذلك الكون لم ينشا “يخلق” من عدم بل من ما ده ذات طبيعه اخرى.
كما ان ذلك الكون سيزول ليحل محلة كون احدث من ما ده ذات طبيعه مغايرة.


كود فصل الشيئين عن بعضمها