كيف نجيب على اسئلة الطفل العقدية

منذ لحظه الولاده تلعب الام دور الوسيط بين طفلها و بين العالم الخارجي.
وكلما نجحت الام بالقيام بهذه الوساطه هيات لطفلها الظروف الطبيعية لنموة العضوى و النفسي على حد سواء.


اما الطفل،
فانة ينظر لهذه الوساطه نظره خاصة،
لا تلبث ان تتغير مع بدايات نضجه.
ففى البدء ينظر الطفل لامة (لاحقا لابية ايضا) على انها انسان خارق كلى القدرة،
يستطيع ان يلبى له كل حاجاتة و رغباته.
وكثيرا ما يقع الاهل فما زق الاستجابه لدور الخارق.
فيقدمون لاطفالهم معلومات غير صحيحة او لنقل غير اكيدة.


و كهذه المعلومات،
تترك اثارا بالغه السلبيه على نفسيه الطفل و تؤثر على نموة و نضجة النفسيين.
ذلك ان طرح الطفل للاسئله هو دليل على بلوغة مرحلة من اهم مراحل تطورة النفسي.
وهي المرحلة التي يبدا بها باكتساب قدره التعبير عما يعتبرة مفارقات،
وادراك المفارقه هو مرحلة هامه من مراحل تكون ملكه التفكير و تطورها.
وعليه فان طرح الطفل للاسئله هو محاوله جاده من قبلة لفهم العالم من حولة و تكوين مواقف منه،
وايضا التموقع به (ان يجد لنفسة مكانا او موقعا سواء اكان ما ديا او معنويا).

ونحن اذا قدمنا الاجابات المغلوطه لهذا الطفل فاننا بذلك نعيق ذلك التطور.
وكنا ربما اجرينا فالمركز دراسه تطبيقيه على 57 طفلا توصلنا خلالها الى النتائج الاتية:


– يجد طفل الاربعه اشهر لذه خاصة فاظهار قدرتة على التقليد.


– يبدا طفل العشره اشهر باجراء المقارنات بينة و بين امه.


– يبدا طفل السنتين بالاكثار من التساؤلات بشكل كثيف و محرج.

– يدرك طفل ال 2.5-3 سنوات عجزة عن فهم العديد من الحقائق فيعوض ذلك العجز عن طريق التلاعب بالكلمات،
او اختراع العبارات الحديثة التي لا معني لها،
وقد يمتد ذلك التلاعب الى ما بعد 5 سنوات.
وهو ربما يمتد الى اقلاب احرف العبارات او غيرها من الالعاب اللغوية.
وهذه اللعبه الاقلابيه تدفع الطفل الى طرح المزيد من الاسئلة.


فسياق الحديث عن اسئله الاطفال المحرجه من المفيد ان نحاول تصنيفها،
حيث تختلف الاجوبه عن هذي الاسئله باختلاف التصنيف،
وان اشتركت و تداخلت بطابع الاحراج الذي ربما تسببة للاهل.
ويمكن تصنيف هذي الاسئله الى الفئات الاتية:


– الاسئله ذات الطابع الالسني: لماذا سميت الحاجات بهذه الاسماء؟… لماذا لانغير التسميات؟… ما الذي ممكن فعلة لتطويع اللغه كى تقترب من فهم الطفل؟… لماذا لانخترع لغه اخرى… الخ.


– اسئله التموقع: و هي تتعلق ببحث الطفل عن تفسيرات لمبادئ الزمان و المكان.
وفى اطارها تاتى اسئله من اين اتينا و الى اين نذهب؟
كيف ياتى الاولاد؟
وماذا يعني الموت؟
وماذا عن الكون… الخ.

– اسئله التمرد: و هي تتمحور حول فكرة لماذا لايسمح للاطفال بمسائل مسموحه للكبار؟
وهي تاتى على شكل محاولات تقليد الكبار اكثر منها على شكل اسئلة،
مع تسببها باحراجات للاهل.


– الاسئله الاختبارية: و هي اسئله يتوجة فيها الاطفال لاختبار قدرات الاهل و انتقاد ما يرونة ضعفا لدي الاهل.
وهي غالبا ما تتمازج مع مقارنات باهل رفاق الطفل.
وغالبا ما تتمحور هذي الاسئله حول قدرات الاهل الماليه و الجسدية.


– اسئله القلق الطفولي: يتولد قلق الطفل من جهلة للعالم المحيط به.
من هنا تعلقة بالاهل،
والام خاصة،
ليكونوا صله اتصالة بالعالم الخارجي.
وهذا ما يجعل من عصاب الهجر (قلق الطفل من ان تهجرة الام) المصدر الرئيسى لقلق الاطفال.
وكثيرا ما يطرح الاطفال اسئله تعوض مشاعر القلق المتناميه لديهم.
ومن اكثر اسئله القلق تردادا لدي الاطفال نذكر الاسئله حول غياب احد الوالدين او مظاهر الهجر الاخرى.

– اسئله استكشاف الجسد: و هي مرحلة تبدا فالاشهر الاولي من عمر الرضيع.
حيث يبدا العبث باصابع قدمة و ينهمك بها مسرورا باكتشافة لانتماء قدمة (مقال اللعب) الى جسمه.
وفى مقدمه الاسئله التي يطرحها الطفل على سبيل الاستكشاف هي الاسئله المتعلقه بالفروق التشريحيه بين البنت و الولد.


ذلك التصنيف يمكنة مساعدة الاهل على فهم خلفيه السؤال المطروح من قبل اطفالهم.
فهم لا يطرحون السؤال لذاتة بل انهم يطرحونة بدافع استكشافى فمحاوله للفهم.
مثال هذا انه باستفتاء امهات هؤلاء الاطفال اجمعن على ان احرج الاسئله التي يطرحها الطفل هو السؤال كيف ياتى الاطفال؟

بطبيعه الحال فان ذلك السؤال يحرج الاهل الذين ينسون ان طارح السؤال هو صفحة بيضاء و غير مدرك لحراجه السؤال او و قعه.
وهو بالطبع لا يهدف الى تكوين ثقافه جنسية من خلاله.
حيث الطفل جاهل لمبدا الجنس اصلا (وان راي المحللون انه يعية بصورتة غير المتشكلة).
والواقع اننا لا نستطيع ان نعطى لهؤلاء الامهات جوابا موحدا تغلفة الدبلوماسية ليجبن فيه اطفالهن.
فالطفل كائن بشرى له حوافزة و رغباتة و شخصيتة و كيانه،
وبالتالي فان الجواب على ذلك السؤال يختلف من طفل لاخر،
تبعا لمجموعة من العوامل المؤثره فشخصيه الطفل و هذي العوامل هي:

– عمر الطفل: ذلك العامل يحدد مدي قدره الطفل على الاستيعاب،
وبالتالي فانه يحدد اسلوب الجواب.


– جنس الطفل: عاده ما تميل اسئله البنات الى فئه اسئله استكشاف الجسد.


– ترتيب الطفل فالعائلة: حيث يتحدد الجواب من اثناء المعلومات التي ربما تنتقل للطفل من اخوته.


– نوعيه العلاقه بالام: هل هي علاقه اعجاب (اوديبية) ام ذوبانيه ام تمرديه او غيرها.


– مناسبه طرح الطفل للسؤال: كمثل و لاده اخ جديد،
الخروج الى المدرسة او اللعب مع اطفال اخرين.


و قبل ان نتطرق لشرح الخطوات الواجب اتباعها،
لاعطاء الجواب الامثل لسؤال كيف ياتى الاطفال مثالا،
لابد لنا من الاشاره الى بعض الحالات الخاصة التي تقتضى تصرفا خاصا لكل منها على حده .

هذه الحالات هي:


– الطفل الاصغر فالعائلة: من الملاحظات التحليلية الثابته ان صغيرة الابناء لا يسالون عاده ذلك السؤال (ربما لتسرب الاجوبه اليهم عن طريق الاخوه الاكبر).
فاذا سال ذلك الطفل،
فان العامل الاساسى الذي يجب علينا تحديده،
من اجل اختيار الاجابه المناسبه هو ما هو الاسباب =الذي دفع بالطفل لمثل ذلك السؤال و مناسبه طرحه.

– الطفل الذائب فامه: ان كهذا الطفل يصبح عاده عرضه للوقوع فحالة قلق لاى ايحاء يري به ايذاء لامه.
واى نقاش ذو منحي جنسي يصبح بالغ الحساسية،
والتاثير فمثل ذلك الطفل.
الامر الذي يدعونا فبعض الاحيان الى الاقلال من اي ايحاء اذي ربما يحسة لاحقا بالام.
كان نتجنب الحديث عن الام و متاعب الحمل..الخ.
ومن المجدى ان نشرح له الامور كى نهيئة لاستيعاب الحقيقة دون ان يطرح هو السؤال.

– الطفل الكبير : ان ذلك الطفل يتوصل عاده الى القدره على استيعاب مفهوم المكان،
وخاصة فيما يتعلق بجسدة و اعضائه،
كما ان ذلك الطفل يصبح ربما اختبر قدرتة الاجتماعيه عن طريق الاختلاط برفاقه،
وخداع ذلك الطفل هو امر صعب.
اضافه الى انه ربما يصبح مدركا للمبدا التناسلي (ولو بصورة غير دقيقة) من رفاقه.
وقد يصبح سؤالة بمثابه فخ للاهل.
ويترك الجواب فهذه الحالة بالغ الاثر على علاقتة باهلة و على ثقتة بهم.

– طفل الام الحامل: الذي تنتظر امة مولودا.
اذ تتفجر لدي ذلك الطفل عقده قابيل (التنافس بين الاخوه و بخاصة المولود المنتظر) بما يرافقها من كرة و غيرة… الخ من المشاعر السلبية.
التى تجعل ذلك الطفل يتساءل بعدائيه من اين سياتى او اتي ذلك المخلوق الجديد؟
ومن و اجبات الحامل ان تستعد و تعد طفلها للاجابه عن ذلك السؤال و هذا منذ اللحظه التي تعرف بها انها حامل.

الخطوات الواجب اتباعها لتهيئه الطفل كى يستوعب الجواب


ركزنا على مقال السؤال الطفلي من اين ياتى الاولاد بصفتة السؤال الاكثر اثاره لتساؤلات الاهل.
وان كان لا يتمتع بذات الاهمية بالنسبة للطفل.
فهو اكثر اهتماما بغيرتة من الجنين الذي تحملة الام.
والذى سياتى لمنافستة على حصتة فاهتمام العائلة و حنانها… الخ.
فاذا ما اردنا الحديث عن خطوات الاجابه على مجمل الاسئله الطفليه المحرجه فان هذي الخطوات ترتبط بتحديد العامل المحرك للتساؤل عند الطفل و من بعدها تحديد فئه السؤال فالتصنيف المشار الية اعلاه.
فهل يطرح الطفل السؤال لاستكشاف جسمه؟
ام للتموقع فالزمان و المكان؟
او بسبب القلق بعد خلاف بين و الديه… الخ.

ونعود الى سؤال من اين ياتى الاطفال فنعرض للخطوات الاتيه للجواب عليه.


– محاوله اعطاء الطفل فكرة عن المقال قبل ان يطرح ذلك السؤال.
وهذه المحاوله ممكن ان تتم بطرق متعدده كان يطرح الاهل مساله البيض و طريقة توالد الطيور.


– تهيئه الطفل لتقبل فكرة الممارسه الجنسية و هذا عن طريق اتاحه الفرصه له لمشاهدة هذي الممارسه بين الحيوانات الصغيرة كالعصافير مثلا.
لان الحيوانات الاكبر تمارس الجنس بكيفية عنيفه ربما تنفر الطفل منها و تخيفه.
ويمكن فالبداية شرح هذي الممارسه على انها لعب بين زوجين.


– يجب على الاهل عدم اظهار خلافاتهم امام اطفالهم خاصة فالسن التي يتوقعون بها ان يطرح هؤلاء اسئله متعلقه بمقال الجنس.
لان ادراك الطفل لهذه الخلافات يجعلة ينظر للجنس نظره كرة و احتقار و يري به فعلا عدوانيا.

– ان تاخر الطفل فطرح كهذا السؤال يجب ان ينبة الاهل الى طرح الاسئله حول احتمال وجود مشاكل عاطفيه لدي الطفل،
او معاناتة من الخوف و القلق،
او عدم الثقه بالنفس و بالاخرين اوعلاقه ذوبانيه مع الام،
او معرفه الجواب بكيفية مشوهه من رفاقه… الخ.

مما تقدم ندرك ان مهمتنا هي مساعدة الطفل و استفزازة لطرح السؤال و ليس العكس كما يعتقد البعض.
علي اننا لا ندعو بايه حال الى عرض الجواب على الطفل قبل ان يقوم هو بالسؤال لان ذلك يعني حرمان الطفل من فرصه طرح الاسئلة.
فتساؤلات الطفل هي حوافزة التي تنمى ذكاءه،
وبما اننا نعلم الميل الطبيعي للاطفال كى يكثروا من التساؤلات،
فان عرض مساله حضانه البيضه او مداعبات ازواج الطيور ستساعد الطفل على الاستيعاب التدريجى للمقال كما ستساعدة على طرح اسئله اكثر ذكاء و اقل احراجا،
كان يسال مثلا: هلا كنت انا فبيضة؟
او هل تتداعبون كالطيور؟
هل احتضنتنى امي كما تحتضن الدجاجة البيضة.

  • ماهي الاسئلة العقدية


كيف نجيب على اسئلة الطفل العقدية