كيفية الاستغفار بين الخطبتين

كيفية بين الخطبتين الاستغفار 20160911 1060

هل هنالك دعاء معين نقوله اذا جلس الخطيب بين الخطبتين يوم الجمعة ؟

الحمد لله


ثبت ان النبى صلى الله عليه و سلم كان يخطب يوم الجمعة خطبتين ،

يفصل بينهما بجلسه يسيره على المنبر .



فعن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما قال : ( كان النبي صلى الله عليه و سلم يخطب خطبتين يقعد بينهما ) رواة البخارى (928).


و لم يرد عن النبى صلى الله عليه و سلم ،

ولا عن الصحابه الكرام – فيما نعلم – : الدعاء او الذكر بكلام معين بين خطبتى الجمعة ،

وانما ذكر بعض اهل العلم استحباب الدعاء بين الخطبتين ،

تحريا لساعة الاجابه التي فيوم الجمعة ،

ومن احسن الاقوال فتعيينها : انها من اول خروج الامام للخطبة الى انتهاء الصلاة .

وقد سبق بيان هذا فجواب السؤال رقم (112165) .



و لكن لما لم يكن ذلك الدعاء و اردا عن النبى صلى الله عليه و سلم ،

او عن الصحابه الكرام ،

فلا ينبغى تاكيدة و جعلة سنه لازمه ،

كما لا يجوز رفع الصوت فيه و التشويش على الحضور ،

وقد نبة على هذا بعض اهل العلم .



فقد نقل ابن حجر الهيتمى عن القاضى انه قال : و الدعاء فهذه الجلسه [بين الخطبتين] مستجاب .

ثم قال ابن حجر :


“ويؤخذ مما ذكر عن القاضى : ان السنه للحاضرين الاشتغال وقت هذي الجلسه بالدعاء ،

لما تقرر انه مستجاب حينئذ ،

واذا اشتغلوا بالدعاء فالاولي ان يصبح سرا ،

لما فالجهر من التشويش على بعضهم ،

ولان الاسرار هو الاروع فالدعاء الا لعارض ” انتهي .



“الفتاوي الفقهيه الكبرى” للحافظ ابن حجر الهيتمى (1/251-252).


قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن ابا بطين رحمة الله :


” الدعاء حال جلوسة بين الخطبتين – ما – علمت به شيئا ،

ولا ينكر على فاعلة الذي يتحري الساعة المذكوره فيوم الجمعة ” انتهى.


“رسائل و فتاوي الشيخ عبدالله ابا بطين” (ص/163).


و قال الشيخ محمد رشيد رضا رحمة الله :


” اما رفع اليدين و الاصوات بالدعاء عند جلوس الخطيب بين الخطبتين فلا نعرف له سنه تؤيدة ،

ولا باس فيه لولا التشويش ،

وانهم جعلوة سنه متبعه بغير دليل .



و الماثور : طلب السكوت اذا صعد الامام المنبر ،

وانما السكوت للسماع ؛

لذا نقول : لا باس بالدعاء فغير وقت السماع ،

ولكن يدعو خفيه ،

لا يؤذى غيرة بدعائة ،

ولا يرفع جميع الناس ايديهم ،

فيصبح هذا شعارا من شعائر الجمعة بغير هدايه من السنه به ؛

بل انهم يخالفون صريح السنه ؛

اذ يقوم الامام و يشرع فالخطبة الاخرى و هم مستمرون على دعائهم ،

فاولي لهم سماع و تدبر وقت الخطبة ،

وفكر و تاثر وقت الاستراحه ،

واهون فعلهم ذلك ان يصبح بدعه مكروهه .

والله اعلم ” انتهى.


“مجلة المنار” (6/792).


و سئل الشيخ ابن عثيمين رحمة الله هل هنالك دعاء معين و ارد ،

او ذكر معين يقوله المصلى بين خطبتى الجمعة ؟

وهل و رد ان خطيب الجمعة يدعو بين الخطبتين ام لا ؟



فاجاب:


“ليس هنالك ذكر مخصوص او دعاء مخصوص ،

لكن يدعو الانسان بما احب ،

وذلك لان ذلك الوقت وقت اجابه ،

فان النبى صلى الله عليه و سلم ذكر : ( ان فيوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم و هو قائم يصلي يسال الله شيئا الا اعطاة اياة ) .



و فصحيح مسلم من حديث ابي موسي : ( انها ما بين خروج الامام – يعني دخولة المسجد – الى ان تقضي الصلاة ) .



فهذا الوقت وقت اجابه ،

فينبغى للانسان ان يستغل الفرصه بالدعاء بين الخطبتين بما يشاء من خيرى الدنيا و الاخره .



و ايضا يقال بالنسبة للامام : انه يدعو بين الخطبتين ،

لكن دعاء سريا بما يريدة من امر الدنيا و الاخره .



و ايضا كذلك فصلاه الجمعة فالسجود بعد ان يذكر الاذكار الوارده عن النبى صلى الله عليه و سلم يدعو بما شاء .



و ايضا كذلك فالتشهد يدعو قبل السلام بما شاء بعد ان يدعو بما و رد الامر بالدعاء به” انتهى.


و قال كذلك رحمة الله :


“اما الدعاء فهذا الوقت فانه خير و مستحب ؛

لان ذلك الوقت وقت ترجي به الاجابه ،

فان النبى صلى الله عليه و على الة و سلم اخبر ان فالجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم و هو قائم يصلي يدعو الله تعالى الا استجاب له .



و ساعة الصلاة هي اقرب الساعات لان تكون هي ساعة الاجابه ،

لما رواة مسلم عن ابي موسي الاشعري رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه و سلم قال : ( هي ما بين ان يظهر الامام الى ان تقضي الصلاة ) .



فعلي ذلك ؛

فينبغى ان ينتهز الفرصه فيدعو بين الخطبتين .



و اما رفع اليدين بذلك فلا اعلم فيه باسا ؛

لان الاصل فالدعاء ان من ادابة رفع اليدين ،

فاذا رفع الانسان يدة فلا حرج ،

واذا دعا بدون رفع يد فلا حرج ،

وهذا فالدعاء الذي بين الخطبتين” انتهى.


“فتاوي نور على الدرب” (فتاوي الصلاة/صلاه الجمعة) .



ثالثا :


ذكر بعض الفقهاء استحباب قراءه القران فالجلسه بين الخطبتين ،

وبعضهم يخص سورة الاخلاص ،

يعتمدون فذلك على حديث جابر بن سمره رضى الله عنه قال : ( كانت للنبى صلى الله عليه و سلم خطبتان ،

يجلس بينهما ،

يقرا القران و يذكر الناس ) رواة مسلم (862) و رواة ابن حبان فصحيحة (7/42) بلفظ قريب،
وبوب عليه بقوله: ” ذكر ما كان يقول المصطفى صلى الله عليه و سلم فجلوسة بين الخطبتين ” انتهى


قال الخطيب الشربينى رحمة الله :


“ويصبح جلوسة بين الخطبتين نحو سورة الاخلاص .
.


و هل يقرا بها ،

او يذكر ،

او يسكت ؟



لم يتعرضوا له ،

لكن فصحيح ابن حبان : (انة صلى الله عليه و سلم كان يقرا فيها)” انتهي بتصرف .



“مغنى المحتاج” (1/557).


و الصواب ان قول جابر بن سمره فالحديث : ( يقرا القران ،

ويذكر الناس ) لا يعود الى الجلسه بين الخطبتين ،

وانما هي جمله حاليه من الجمله الاولي : ( كانت للنبى صلى الله عليه و سلم خطبتان ) يعني انه صلى الله عليه و سلم كان يخطب على المنبر خطبتين ،

تتضمنان قراءه القران و وعظ الناس و تذكيرهم .



و لهذا ذكر الحافظ الذهبى ف“سير اعلام النبلاء” (16/102)،
فى ترجمة ابن حبان ،

مبحثا مهما فاوهام و قعت لابن حبان فصحيحة ،

فكان مما خطاة به الذهبى تبويبة على ذلك الحديث ،

فقال : ” و قال – يعني ابن حبان – : ذكر ما كان يقرا عليه السلام فجلوسة بين الخطبتين .

فما ذكر شيئا ” انتهي .

يريد ان الحديث لا يدل على ما بوب فيه .



فالراجح – و الله اعلم – انه ليس هنالك سنه لازمه عن النبى صلى الله عليه و سلم فهذا الموضع ،

وان من اراد ان يشغل تلك السكته اللطيفه بدعاء او ذكر او قرءان فلة هذا ،

علي الا يشوش فيه على الحاضرين .



و الله اعلم .


كيفية الاستغفار بين الخطبتين