2249 حدثنا يحيي بن ايوب و قتيبه و ابن حجر قالوا حدثنا اسمعيل و هو ابن جعفر عن العلاء عن ابية عن ابي هريره ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يقولن احدكم عبدى و امتى كلكم عبيد الله و جميع نسائكم اماء الله و لكن ليقل غلامي و جاريتى و فتاى و فتاتي
الحاشيه رقم: 1
[ ص: 408 ] قوله صلى الله عليه و سلم : ( لا يقولن احدكم عبدى و امتى ،
كلكم عبيد الله ،
وكل نسائكم اماء الله ،
ولكن ليقل : غلامي و جاريتى و فتاى و فتاتى ) و فروايه : ( و لا يقل العبد ربى ،
ولكن ليقل : سيدى ) و فروايه : ( و لا يقل العبد لسيدة مولاى ؛
فان مولاكم الله ) و فروايه ( لا يقولن احدكم اسق ربك ،
او اطعم ربك ،
وضئ ربك ،
ولا يقل احدكم : ربى ،
وليقل : سيدى و مولاى ،
ولا يقل احدكم : عبدى ،
امتى ،
وليقل : فتاى ،
فتاتى ،
غلامي ) قال العلماء : مقصود الاحاديث شيئان : احدهما نهى المملوك ان يقول لسيدة : ربى ؛
فان قيل : فقد قال النبى صلى الله عليه و سلم فاشراط الساعة : ” ان تلد الامه ربتها او ربها ” فالجواب من و جهين : احدهما ان الحديث الثاني لبيان الجواز ،
وان النهى فالاول للادب ،
وكراهه التنزية ،
لا التحريم .
والثاني ان المراد النهى عن الاكثار من استخدام هذي اللفظه ،
واتخاذها عاده شائعه ،
ولم ينة عن اطلاقها فنادر من الاحوال .
واختار القاضى ذلك الجواب .
ولا نهى فقول المملوك : سيدى لقوله صلى الله عليه و سلم ” ليقل سيدى ” لان لفظه السيد غير مختصه بالله تعالى اختصاص الرب ،
ولا مستخدمة به كاستعمالها .
حتي نقل القاضى عن ما لك انه كرة الدعاء بسيدى ،
ولم يات تسميه الله تعالى بالسيد فالقران ،
ولا فحديث متواتر .
وقد قال النبى صلى الله عليه و سلم : ” ان ابنى ذلك سيد ” و ” قوموا الى سيدكم ” [ ص: 409 ] يعني سعد بن معاذ .
وفى الحديث الاخر ” اسمعوا ما يقول سيدكم ” يعني سعد بن عباده .
فليس فقول العبد : سيدى اشكال و لا لبس ،
لانة يستخدمة غير العبد و الامه ،
ولا باس كذلك بقول العبد لسيدة : مولاى ،
فان المولي و قع على سته عشر معني سبق بيانها ،
منها الناصر و المالك .
قال القاضى : و اما قوله فكتاب مسلم فروايه و كيع و ابي معاويه عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريره رفعة ” و لا يقل العبد لسيدة مولاى .
فقد اختلف الرواه عن الاعمش فذكر هذي اللفظه ،
فلم يذكرها عنه اخرون ،
وحذفها اصح .
والله اعلم .
الثاني يكرة للسيد ان يقول لمملوكة : عبدى و امتى ،
بل يقول ،
غلامي و جاريتى ،
وفتاى و فتاتى ،
لان حقيقة العبوديه انما يستحقها الله تعالى ،
ولان بها تعظيما بما لا يليق بالمخلوق استعمالة لنفسة ،
وقد بين النبى صلى الله عليه و سلم العله فذلك ،
فقال : ” كلكم عبيد الله ” فنهي عن التطاول فاللفظ كما نهي عن التطاول فالافعال و فاسبال الازار و غيرة .
واما غلامي و جاريتى و فتاى و فتاتى فليست داله على الملك كدلاله عبدى ،
مع انها تطلق على الحر و المملوك ،
وانما هي للاختصاص .
قال الله تعالى : و اذ قال موسي لفتاة و قال لفتيانة ” و قال لفتيتة ” قالوا سمعنا فتي يذكرهم و اما استعمالة الجاريه فالحره الصغيرة فمشهور و معروف فالجاهليه و الاسلام ،
والظاهر ان المراد بالنهى من استخدمة على جهه التعاظم و الارتفاع لا للوصف و التعريف .