فان النبى صلى الله عليه و سلم لم يهزم فاحد و لا فغيرها،
ومن قال بهزيمه النبى صلى الله عليه و سلم فقد كذب و خالف النقول الصحيحة الصريحه و وقائع التاريخ المتواتره و المستفيضة،
وقد نصف اهل العلم على كفر من قال ان النبى صلى الله عليه و سلم هزم،
وقالوا: انه يقتل،
وهل يستتاب قبل القتل، فان تاب قبلت توبتة و الا قتل،
او لا يستتاب اصلا بل يقتل بدون استتابة؟
قال العلامه خليل المالكي فالمختصر: و استتيب فهزم او اعلن بتكذيبه.
اما فاحد فان المسلمين تكبدوا بها خسائر فادحة،
وولي بعضهم و انكشفوا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم،
ولم يبق معه الا مجموعة من الصحابه بعدها عادوا الية و ظلوا يدافعون عنه حتي تراجع العدو،
فلم ينهزموا و لم يفروا.
وعن هذي الغزوه يقول الله تعالى: اولما اصابتكم مصيبه ربما اصبتم مثليها قلتم انني ذلك قل هو من عند انفسكم ان الله على جميع شيء قدير {ال عمران:165}،
ويقول الله تعالى فاولئك الذين تولوا و تركوا رسول الله صلى الله عليه و سلم و جماعته: ان الذين تولوا منكم يوم التقي الجمعان انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا و لقد عفا الله عنهم ان الله غفور حليم {ال عمران:155}،
وفرق بين القول بهزيمه النبى صلى الله عليه و سلم و بين تولى بعض الجيش او اكثرة و انكشافة عنه صلى الله عليه و سلم،
ومواجهتة و من معه للعدو مباشرة.
وما و قع يوم احد كان نتيجة لاخطاء معروفة،
وسنن الله تعالى لا تحابي احدا و لو كان الانبياء و الصحابة،
و لذا حكم عظيمة… و اما قول الله تعالى: الا تنصروة فقد نصرة الله… {التوبة:40}،
فقد نزلت فاولئك المتثاقلين عن غزوه تبوك،
كما اشار السائل،
ومعناها كما قال اهل التفسير: ان لم تنصروة و تجاهدوا معه فان الله تعالى متكفل بنصرة كما نصرة فمواقع و ظروف اشد من هذي و اصعب.
واما قوله سبحانة و تعالى: و كان حقا علينا نصر المؤمنين {الروم:47}،
فمعناها كما قال المفسرون: كتب الله تعالى لعبادة المؤمنين النصر تفضلا منه و تكرما،
كما قال تعالى: كتب الله لاغلبن انا و رسلي.
وهذا ما حدث بالفعل و شاهدة الناس فالواقع،
فقد انتصر النبى صلى الله عليه و سلم و اصحابه رغم الخسائر التي اصابتهم فاحد و فغيرها،
وهكذا فان المسلمين كلما تمسكوا بدينهم و جاهدوا فسبيلة نصرهم الله تعالى، وكلما ابتعدوا عنه اصابتهم الهزائم و الخسائر و تحكم به الاعداء،
والمتامل فالتاريخ من قديم الزمان الى يومنا ذلك يجد هذي الحقيقة ما ثله بين عينيه.
- غزوة احد
- لماذا انهزم المسلمون في غزوة احد
- لماذا هزم المسلمون في أحد
