ما حكم الاخذ بالاسباب

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على الة و صحبه،
اما بعد:


فان حكم الاخذ بالاسباب يختلف باختلاف المسبب المطلوب ايجاده،
فقد يصبح الاخذ بالاسباب و اجبا،
وذلك اذا كان فعلة لتحصيل و اجب،
كتحصيل سبب الواجبات الشرعيه كالعلم باحكام الصلاة و الصيام و نحوهما من الواجبات،
وقد يصبح الاخذ بالاسباب حراما،
وذلك اذا كان الاسباب =المطلوب فعلة يؤدى الى حرام،
كالاسباب المفضية الى الزنا و شرب الخمر و نحوهما،
وهكذا يصبح الاخذ بالاسباب مكروها و مستحبا بحسب ما يفضى اليه،
وبهذا يعلم ان الاخذ بالاسباب مختلف المراتب من جهه الحكم،
وانة لا يتنافي مع الايمان بالقدر و لا التوكل و لا الثقه فالله تعالى،
قال ابن مفلح فالاداب: قال الشيخ تقى الدين -رحمة الله- الله هو الذي خلق الاسباب =و المسبب،
والدعاء من جمله الاسباب التي يقدرها،
فالالتفات الى الاسباب شرك فالتوحيد،
ومحو الاسباب بالكليه قدح فالشرع،
بل العبد يجب ان يصبح توكلة و دعاؤة و سؤالة و رغبتة الى الله سبحانة و تعالى،
والله يقدر له من الاسباب من دعاء الخلق و غير هذا ما يشاء،
والدعاء مشروع ان يدعو الاعلي للادني و الادني للاعلى.
ا.ه

وقال ايضا: و قال احمد للميموني: استغن عن الناس،
فلم ار كالغنى عن الناس،
وقال رجل للفضيل بن عياض -رحمة الله- لو ان رجلا قعد فبيته و زعم انه يثق بالله فياتية برزقه،
قال: اذا و ثق فيه حتي يعلم انه و ثق فيه لم يمنعة شيئا اراده،
ولكن لم يفعل ذلك الانبياء و لا غيرهم،
وقد الله تعالى: و ابتغوا من فضل الله(الجمعة: من الاية10)،
ولا بد من طلب المعيشة.
ا.ه

وقال ابن العربي فاحكام القران،
عند تفسير قوله تعالى: و قال للذى ظن انه ناج منهما اذكرنى عند ربك.
قال: بها جواز التعلق بالاسباب،
وان كان اليقين حاصلا،
لان الامور بيد مسببها،
ولكنة جعلها سلسلة،
وركب بعضها على بعض،
فتحريكها سنة،
والتعويل على المنتهي (يعني القدر) يقين،
والذى يدلك على جواز هذا نسبة ما جري من النسيان الى الشيطان،
كما جري لموسي صلى الله عليه و سلم فلقاء الخضر،
وهذا بين فتاملوه.
ا.ه

وللفوائد راجع الفتاوي ذات الارقام الاتية: 15869/17431/20434/20441/21491/18784

والله اعلم.

 

  • حكم الأخذ بالأسباب


ما حكم الاخذ بالاسباب