ما هي البحوث العلمية

انواع البحوث العلميه و طريقة انجازها

(بقلم: و اثق غازى المطوري)

جامعة البصرة/ كليه العلوم/ علم الارض

هي ما العلمية البحوث 20160911 1312

– مواصفات الباحث ذو الاتجاهات العلمية

– نوعيات البحوث

– خطوات انجاز البحث العلمي

اولا: مواصفات الباحث ذو الاتجاهات العلمية

يتصف الباحث ذو الاتجاهات العلميه بالخصائص الاتية:

(1) اتساع الافق العقلى و تفتح العقلية: تحرر العقل و التفكير من التحيز و الجمود،
والخرافات و القيود التي تفرض على الشخص افكارا خاطئة و انماطا غير سليمه من التفكير.
والاصغاء الى اراء الاخرين و تفهم هذي الاراء و احترامها حتي لو تعارضت مع ارائة الشخصيه او خالفها تماما.
ورحابه صدر الباحث و تقبل النقد الموجة الى ارائة من الاخرين،
والاستعداد لتغيير او تعديل الفكرة او الراى اذا ثبت خطاها فضوء ما يستجد من حقائق و ادله مقنعه و صحيحة،
والاعتقاد فنسبيه الحقيقة العلمية،
وان الحقائق التي نتوصل اليها فالبحث العلمي ليست مطلقه و نهائية.

(2) حب الاستطلاع و الرغبه المستمره فالتعلم: الرغبه فالبحث عن اجابات و تفسيرات مقبوله لتساؤلاتة عما يحدث او يوجد حولة من احداث و حاجات و ظواهر مختلفة،
والمثابره و الرغبه المستمره فزياده معلوماتة و خبراته،
واستعمال مصادر متعدده لهذا الغرض و منها الاستفاده من خبرات الاخرين.

(3) البحث و راء المسببات الحقيقيه للاحداث و الظواهر: الاعتقاد بان لاى حدث او ظاهره مسببات و وجوب دراسه الاحداث و الظواهر التي يدركها الباحث من حولة و يبحث عن مسبباتها الحقيقية،
وعدم الاعتقاد فالخرافات،
وعدم المبالغه فدور الصدفة،
وعدم الاعتقاد فضروره وجود علاقه سببيه بين حدثين معينين لمجرد حدوثهما فنفس الوقت او حدوث احدهما بعد الاخر.

(4) توخى الدقه و كفايه الادله للوصول الى القرارات و الاحكام: الدقه فجمع الادله و الملاحظات من مصادر متعدده موثوق فيها و عدم التسرع فالوصول الى القرارات و القفز الى النتائج ما لم تدعمها الادله و الملاحظات الكافية.
واستعمال معايير الدقه و الموضوعيه و الكفايه فتقدير ما يجمعة من ادله و ملاحظات.

(5) الاعتقاد باهمية الدور الاجتماعى للعلم و البحث العلمي: الايمان بدور العلم و البحث العلمي فايجاد حلول علميه لما تواجة المجتمعات من مشكلات و تحديات فمختلف المجالات التربويه و الاقتصاديه و الصحية .
.
الخ،
والايمان بان العلم لا يتعارض مع الاخلاق و القيم الدينية،
وتوجية العلم و البحث العلمي الى ما يحقق سعادة و رفاهيه البشريه فكل مكان.

ثانيا: نوعيات البحوث

هنالك اكثر من اساس ممكن ان نبنى عليه تقسيم البحوث،
من هذي الاسس ما يلي:

(1) تقسيم البحوث اعتمادا على الغرض منها:

ا بحوث نظريه Pure research: و هي البحوث التي تشير الى النشاط العلمي الذي يصبح الغرض الاساسى و المباشر منه الوصول الى حقائق و قوانين علميه و نظريات محققة.
وهو بذلك يسهم فنمو المعرفه العلميه و فتحقيق فهم اشمل و اعمق لها بصرف النظر عن الاهتمام بالتطبيقات العلميه لهذه المعرفة.

ب بحوث تطبيقيه Applied research: و هي البحوث التي تشير الى النشاط العلمي الذي يصبح الغرض الاساسى و المباشر منه تطبيق المعرفه العلميه المتوفرة،
او التوصل الى معرفه لها قيمتها و فائدتها العملية فحل بعض المشكلات الانيه الملحة.
وهذا النوع من البحوث له قيمتة فحل المشكلات الميدانيه و تطوير اساليب العمل و انتاجيتة فالمجالات التطبيقيه كالتربيه و التعليم،
والصحة،
والزراعة،
والصناعه .
.
الخ.

(2) تقسيم البحوث اعتمادا على الاساليب المستخدمة فيها:

ا بحوث و صفيه Descriptive research : تهدف الى وصف ظواهر اواحداث معينة و جمع الحقائق و المعلومات عنها و وصف الظروف الخاصة فيها و تقرير حالتها كما توجد عليه فالواقع .

وفى كثير من الحالات لا تقف البحوث الوصفيه عند حد الوصف او التشخيص الوصفي،
وتهتم كذلك بتقرير ما ينبغى ان تكون عليه الظواهر او الاحداث التي يتناولها البحث.
وذلك فضوء قيم او معايير معينة،
واقتراح الخطوات او الاساليب التي ممكن ان تتبع للوصول فيها الى الصورة التي ينبغى ان تكون عليه فضوء هذي المعايير او القيم.
ويستخدم لجمع البيانات و المعلومات فانواع البحوث الوصفيه اساليب و وسائل متعدده كالملاحظة،
والمقابلة،
والاختبارات،
والاستفتاءات .

ب بحوث تاريخيه Historical research : لهذه البحوث كذلك طبيعتها الوصفيه فهي تصف و تسجل الاحداث و الوقائع التي جرت و تمت فالماضي،
ولكنها لا تقف عند مجرد الوصف و التاريخ لمعرفه الماضى فحسب،
وانما تتضمن تحليلا و تفسيرا للماضى بغيه اكتشاف تعميمات تساعدنا على فهم الحاضر بل و التنبؤ بحاجات واحداث فالمستقبل.
ويركز البحث التاريخى عاده على التغير و التطور فالافكار و الاتجاهات و الممارسات لدي الافراد او الجماعات او المؤسسات الاجتماعيه المختلفة.
ويستخدم الباحث التاريخى نوعين من المصادر للحصول على المادة العلميه و هما المصادر الاوليه و الثانوية،
وهو يبذل اقصي جهدة للحصول على هذي المادة من مصادرها الاوليه كلما امكن ذلك.

ج بحوث تجريبيه Experimental research: و هي البحوث التي تبحث المشكلات و الظواهر على اساس من المنهج التجريبى او منهج البحث العلمي القائم على الملاحظه و فرض الفروض و التجربه الدقيقه المضبوطه للتحقق من صحة هذي الفروض.
ولعل اهم ما تتميز فيه البحوث التجريبيه على غيرها من نوعيات البحوث الوصفيه و التاريخيه هو كفايه الضبط للمتغيرات و التحكم بها عن قصد من جانب الباحث.

وتعتبر التجربه العلميه مصدرا رئيسيا للوصول الى النتائج او الحلول بالنسبة للمشكلات التي يدرسها البحث التجريبي،
ولكن فنفس الوقت تستعمل المصادر الثانية فالحصول على البيانات و المعلومات التي يحتاج اليها البحث بعد ان يخضعها الباحث للفحص الدقيق و التحقق من صحتها و موضوعيتها.

ثالثا: خطوات كتابة البحث العلمي

تحتاج عملية كتابة البحث العلمي الى عدد من الخطوات التي يجب اتباعها حتي يصبح البحث العلمي بحثا ناضجا و مكتملا،
هذه المراحل هي:

(1) اختيار مشكلة البحث العلمي.
(2) جمع المعلومات و تدوينها.
(3) انجاز الاعمال الميدانيه و المختبريه و المكتبية.
(4) اعداد خطة لكتابة البحث العلمي.

وفيما يلى عرض لكل من هذي الخطوات الاربعة.

اولا: اختيار مشكلة البحث العلمي:

تنبع مشكلة البحث من شعور الباحث بحيرة او غموض تجاة مقال معين،
والمشكلة هي تساؤل يدور فذهن الباحث حول مقال غامض و يحتاج الى تفسير.

ومن الامور التي تساعد الباحث على اختيار مشكلة البحث ما يلي:

1 الاطلاع على المجلات العلميه ذات العلاقه بمقال الدراسة.

2 دراسه الاطروحات (الماجستير و الدكتوراه) المقدمه الى الجامعات.

ولا شك ان عملية تحديد مشكلة البحث العلمي بشكل و اضح و دقيق ربما لا تكون ممكنه فالبداية،
حيث لا توجد فذهن الباحث الا افكار عامة و شعور غامض بوجود مشكلة تستحق البحث و بالتالي تتم اعاده صياغه المشكلة مره بعد ثانية الى ان يتم تحديدها و تثبيت جوانبها و فصلها عن المقالات القريبة.
ويجب ان تتضمن الصياغه الصحيحة للمشكلة عده نقاط هي:

1 تحديد المقال الرئيس الذي و قع عليه اختيار الباحث.

2 تحديد النقاط الرئيسه و الفرعيه التي تشتمل عليها المشكلة.

3 تحديد الاهداف و الغايات المرجو تحقيقها من البحث.

ثانيا: جمع المعلومات و تدوينها:

(1) جمع المعلومات: بعد ان يتم الباحث جمع ما يتيسر له من بحوث و دراسات عليه ان يبدا بقراءه القريب جدا جدا الى مقال بحثة قراءه مستفيضه و عميقه و تفهم افكار و اراء المؤلفين،
والقراءه بروح نقديه و فاحصه و مدققة،
وقراءه افكار و اراء المؤلفين فمؤلفاتهم و ليس فمؤلفات الاخرين.

واخيرا يتساءل الباحث،
هل ذلك وقت التوقف عن جمع المعلومات من المصادر؟
ليس هنالك جواب سهل او تلقائى لمثل ذلك التساؤل،
فاذا شعر الباحث انه يعود او يرجع الى المصادر ذاتها التي رجع اليها و لا يجد جديد فالموضوع،
اى انه يشعر كانة يدور فحلقه مفرغة،
ففى هذي المرحلة عليه ان يقرر التوقف عن جمع المعلومات.

(2) تدوين المعلومات: خلال قيام الباحث بقراءه المصادر المتعلقه بمشكلة البحث،
يتوجب عليه نقل المعلومات و الاراء الوارده فهذه المصادر،
فمن النصائح التي توجة للباحث اذا و جد فكرة او موضوعا يتعلق بمشكلة البحث ان يبادر فورا الى تدوينها خشيه فقدها او نسيانها،
اذا ما ارجا التدوين الى ما بعد،
فمن المستحيل على الباحث ان يتذكر كل ما يقرا.
وعملية النقل او التدوين تتم على و فق احدي الطرق التالية: استعمال بطاقات البحث،
الاضباره (البوكس فايل)،
الدفاتر (الكراريس)،
استنساخ الموضوعات المهمة،
طباعه الموضوعات المهمه و تخزينها فجهاز الكومبيوتر.

ثالثا: القيام بالاعمال الميدانيه و المختبريه و المكتبية:

يتطلب انجاز البحث العلمي،
تبعا لنوع البحث،
القيام بالزيارات الميدانيه لمواقع الظاهره المراد دراستها سواء كانت ظاهر اجتماعيه او طبيعية،
كما ان بعض البحوث تحتاج الى اجراء عدد من التجارب المختبرية.
وفى كلا الحالتين،
حالة الزيارات الميادنيه و التجارب المختبرية،
فاننا بحاجة الى القيام بالاعمال المكتبيه التي ربما تتمثل باجراء بعض الحسابات الرياضيه و الاحصائيه و ايضا وضع الرسوم التوضيحيه و ما شابة ذلك.
وغالبا ما يتم الاستعانه بالكومبيوتر لاجراء الاعمال المكتبيه هذه.

ولكي نتمكن من القيام بهذه الاعمال (الميدانيه و المختبريه و المكتبية) بصورة صحيحة و ناجحه فلابد لنا من معرفه بعض المفاهيم الاساسية عن المراحل الواجب اتباعها لغرض الوصول الى معلومه علميه دقيقه و التي تتمثل بالمراحل التالية:

(1) مرحلة الملاحظه و التجربة: و هي مرحلة توجية الباحث فكرة نحو المطلوب لمعرفه حقيقتة او تبيان معناه.
و (الملاحظة) هي مشاهدة المطلوب فالطبيعه على ما هو عليه.
اما (التجربة) فهي مشاهدة المطلوب فظروف يهيئها الباحث حسبما يريد.
وتختلف التجربه عن الملاحظه بعدد من المزايا اهمها ما يلي:

1 ان التجربه تدور فنطاق المطلوب فقط بسبب الظروف التي يهيئها الباحث لذلك،
بعكس الملاحظه فانها ربما لا يتاتي بها ذلك.

2 بالتجربه يستطيع العلماء ان يوجدوا ظواهر طبيعية و مركبات ما ديه ربما لا توجد فالطبيعه او لا ممكن مشاهدتها عن طريق الملاحظة،
كالمركبات الكيميائيه المستخدمة فالطب و الصباغه و ادوات الحرب.

3 ان التجربه اسرع فالوصول الى النتيجة من الملاحظة.

4 فالتجربه يستطيع العلماء تقدير العوامل التي تساعد على وجود الظواهر الطبيعه تقديرا كميا دقيقا فيزيدون بها او ينقصون حسبما تتطلبة الوضعية.

(2) مرحلة الفرض: بعد ان ينتهى الباحث من مرحلة الملاحظه و التجربة،
وذلك عندما تتوفر لدية الامثله الكافيه حول المطلوب،
ينتقل الى المرحلة الاخرى من البحث و هي مرحلة الفرض.
و(الفرض) هو الراى الذي يضعة الباحث لتفسير سبب الظاهره المشاهدة او اثارها على سبيل التخمين و الظن.
فالفرض فو اقعة تفسير موقت يفترضة الباحث بغيه التوصل عن طريق التاكد من صحتة الى القانون او القاعده العامة المطلوبة.
ولا يعتبر الفرض فرضا علميا الا اذا توفر على الشروط الاتية:

1 ان لا يتعارض الفرض مع القوانين العلميه الثابتة.

2 ان يصبح الفرض قضية قابله للبرهنه على صحتها او فسادها.

3 ان يصبح الفرض قضية قابله للتطبيق على كل الجزئيات المشاهدة.

(3) مرحلة القانون: و هي المرحلة الاخيرة التي ينتهى اليها الباحث و هذا بعد ان تثبت لدية صحة الفرض الذي افترضه،
وينتقل الى وضع القاعده العامة الثابته و التي تسمي ب (القانون).

تنبيه: ربما تطلق كلمه (نظرية) فالعلوم على (الفرض) كما يقال ( نظريه التطور) و ( نظريه الجاذبية).
وقد تطلق على (القانون) كما يقال (نظريه العرض و الطلب) و (نظريه ارخميدس فالاجسام الطافية).
الا انه غالبا ما تستخدم كلمه (نظرية) و يراد منها (القانون).

رابعا: اعداد خطة لكتابة البحث العلمي:

راينا فيما تقدم ان الباحث عند اختيارة للمشكلة العلميه يقوم باعداد خطة اوليه للبحث،
وكلما تقدم فدراستة و قراءتة للمصادر و المراجع قام باجراء تغيير جذرى او طفيف فتفاصيل خطتة للبحث.
لذا فان على الباحث عدم الاسراع فو ضع خطة بحثة بل عليه اولا الانصراف التام و الكلى الى قراءه المصادر و المراجع المتعلقه بمشكلة بحثة و سيتضح له بعد مرور فتره ربما لا تطول ان مشاريع خطط تتراءي امامة و لكن النصيحه الجوهريه التي ممكن ان تقدم للباحث هي ان لا يصبح مقلدا لخطط بحوث و دراسات ثانية و تقسيماتها،
بل على الباحث ان يجد بداب ليبتكر و يبتدع خطة بحث خاصة به،
صحيح ان وضع خطة بحث مبتكره من الصعوبه بمكان بحيث يبقي الباحث اياما و ليالي يفكر و يفكر فسبيل اعداد خطة بحثة و كلما اتعب و اجهد نفسة و عصر فكرة اتقن و اجاد فو ضع خطة البحث،
ولا شك ان وضع الخطة فذاتة عمل اصيل و خلاق و يدل على مدي قابليه و قدره الباحث و تمكنة من معالجه المقال الذي يبحثة و كلما كانت الخطة و اضحه و منطقيه و مرتبه كان عمل الباحث مفيدا و ناجحا و موفقا،
وقد صدق من قال: (العمل بلا نظام كالسير فالظلام)،
وعلي الباحث ان يوطد نفسة بان الخطة التي يضعها فبداية عملة انما هي مشروع خطة و هي قابله للتحوير و التبديل و التطوير كلما تقدم فدراساتة و مطالعاتة فمختلف المراجع و المصادر.
ومن ابرز شروط الخطة الناجحه ما يلي:

1 ان تشتمل على كل القضايا و المسائل التي تثيرها مشكلة البحث العلمي،
فالخطة الموفقه تغطى كل تلك القضايا و المسائل و لا تترك جميع ما يتعلق فيها الا و ادخلتها ضمن اجزاء و تفاصيل الخطة.

2 ينبغى ان تكون الخطة مبتكره و جديدة و غير مقلده لخطط المؤلفين الاخرين.

3 ينبغى ان تكون الخطة متوازنة،
اذ على الباحث عند اعداد خطة البحث محاوله ايجاد نوع من التوازن و التناسق بين اجزاء الخطة.
هذا التوازن يصبح على نوعين هما: التوازن الكمى و التوازن الكيفي.
والمقصود بالتوازن الكمى هو ان ما يخصص من الصفحات للباب الاول يفضل ان يصبح مقاربا للصفحات المخصصه للباب الثاني و كذا الحال مع بقيه اقسام البحث او الاطروحة.
اما التوازن الكيفى فالمقصود فيه ان يصبح هنالك توازن فمحتويات اجزاء و مكونات البحث اي توازن فالابواب و الفصول و المباحث من الناحيه العلمية،
فان ما يحتوية الباب الاول مثلا،
من المعلومات يصبح موازيا للمعلومات التي يحتوى عليها الباب الثاني و كذا الحال بالنسبة للفصول و المباحث و المطالب اذ ليس من المقبول تخصيص الباب الاول لمقال خطير و تخصيص الباب الثاني لمقال غير مهم و جانبي.


ما هي البحوث العلمية