ماحكم وضع اسم الميت على القبر

وضع ماحكم على الميت القبر اسم 20160909 1110

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على الة و صحبه،
اما بعد:


فان الواجب على المسلم هو الامتثال لامر النبى صلى الله عليه و سلم و تجنب ما نهي عنه سواء فهم الحكمه ام لا فقد قال الله تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن امرة ان تصيبهم فتنه او يصيبهم عذاب اليم.
{النور: 63}.وقال تعالى: و ما اتاكم الرسول فخذوة و ما نهاكم عنه فانتهوا.{الحشر: 7}.

وقد نهي النبى صلى الله عليه و سلم عن تجصيص القبور و الكتابة عليها،
فقد اخرج احمد و مسلم و اهل السنن عن جابر قال: نهي النبى صلى الله عليه و سلم ان يجصص القبر و ان يقعد عليه و ان يبنى عليه.وزاد الترمذي: و ان يكتب عليه.
وفى لفظ للنسائي: نهي ان يبني على القبر،
او يزاد عليه،
او يجصص،
او يكتب عليه.

ويمكن العدول عن الكتابة الى تعليم القبر بحجر،
او خشبة،
او نحوهما،
وهذا مباح باتفاق اهل المذاهب الاربعه بل قال الشافعيه باستحبابه،
لما روي: انه لما ما ت عثمان بن مظعون اخرج بجنازته،
فدفن فامر النبى صلى الله عليه و سلم رجلا ان ياتية بحجر فلم يستطع حمله،
فقام اليها رسول الله صلى الله عليه و سلم و حسر عن ذراعية فحملها فوضعها عند راسه،
وقال: اتعلم فيها قبر اخي،
وادفن الية من ما ت من اهلي.

والحديث اخرجة ابو داود،
وحسنة ابن حجر فالتلخيص.

واما الكتابة: فقد ذهب الجمهور الى كراهتها،
للحديث السابق و جوزها الحنفيه و ابن حزم،
قال النووي فالمجموع: قال الشافعى و الاصحاب: يكرة ان يجصص القبر,
وان يكتب عليه اسم صاحبه،
او غير ذلك,
وان يبني عليه,
وهذا لا خلاف به عندنا,
وبة قال ما لك و احمد و داود و جماهير العلماء,
وقال ابو حنيفه لا يكرة دليلنا الحديث السابق.
اه.

وفى تحفه الاحوذي: قال ابو الطيب السندى فشرح الترمذي: يحتمل النهى عن الكتابة مطلقا ككتاب اسم صاحب القبر و تاريخ و فاته،
او كتابة شيء من القران و اسماء الله تعالى و نحو هذا للتبرك،
لاحتمال ان يوطا،
او يسقط على الارض فيصير تحت الارجل.

قال الحاكم بعد تخريج ذلك الحديث فالمستدرك الاسناد صحيح و ليس العمل عليه،
فان ائمه المسلمين من الشرق و الغرب يكتبون على قبورهم،
وهو شيء اخذة الخلف عن السلف،
وتعقبة الذهبى فمختصرة بانه محدث و لم يبلغهم النهي.
انتهى.

قال الشوكانى فالنيل: به تحريم الكتابة على القبور،
وظاهرة عدم الفرق بين كتابة اسم الميت على القبر و غيرها.
اه.

وقد جوز بعض العلماء الكتابة ان احتيج اليها فالتعريف بصاحب القبر و اقتصر على قدر الحاجة قياسا على التعليم بالحجر و جعلوة من تخصيص النص بالقياس،
وقد عزي الشوكانى القول بذلك للهادوية،
وفى فتاوي الهيتمي: انه سئل عن كراهه الكتابة على القبور هل تعم اسماء الله و القران و اسم الميت و غير ذلك،
او تخص شيئا من هذا بينوة بما فيه؟
فاجاب بقوله: اطلق الاصحاب كراهه الكتابة على القبر لورود النهى عن هذا رواة الترمذى و قال حسن صحيح،
واعترضة ابو عبدالله الحاكم النيسابورى المحدث بان العمل ليس عليه،
فان ائمه المسلمين من الشرق الى الغرب مكتوب على قبورهم و هو عمل اخذ فيه الخلف عن السلف رضى الله عنهم و ما اعترض فيه انما يتجة ان لو فعلة ائمه عصر كلهم،
او علموة و لم ينكروة و اي انكار اعظم من تصريح اصحابنا بالكراهه مستدلين بالحديث،
هذا و بحث السبكى و الاذرعى تقييد هذا بالقدر الزائد عما يحصل فيه الاعلام بالميت،
وعبارة السبكي: و سياتى قريبا ان وضع شيء يعرف فيه القبر مستحب،
فاذا كانت الكتابة طريقا فيه،
فينبغى ان لا تكرة اذا كتب بقدر الحاجة الى الاعلام.

وعبارة الاذرعي: و اما الكتابة فمكروهه سواء كان المكتوب اسم الميت على لوح عند راسه،
او غيرة كذا اطلقوة و القياس الظاهر تحريم كتابة القران سواء فذلك كل جوانبه،
لما به من تعريضة للاذي بالدوس و النجاسه و التلويث بصديد الموتي عند تكرار النبش فالمقبره المسبلة،
واما غيرة من النظم و النثر فيحتمل الكراهه و التحريم للنهي،
واما كتابة اسم الميت فقد قالوا ان وضع ما يعرف فيه القبور مستحب فاذا كان هذا طريقا فذلك فيظهر استحبابة بقدر الحاجة الى الاعلام بلا كراهه و لا سيما قبور الاولياء و الصالحين،
فانها لا تعرف الا بذلك عند تطاول السنين بعدها ذكر ما مر عن الحاكم و قال عقبه: فان اراد كتابة اسم الميت للتعريف فظاهر و يحمل النهى على ما قصد فيه المباهاه و الزينه و الصفات الكاذبة,
او كتابة القران و غير ذلك.
اه.

وما بحثة السبكى من عدم الكراهه فكتابة اسم الميت للتعريف و الاذرعى من استحبابها ظاهر ان تعذر تمييزة الا بها،
الي ان قال: و يحمل النهى على غير ذلك،
لانة يجوز ان يستنبط من النص معني يخصصة و هو هنا الحاجة الى التمييز فهو بالقياس على ندب وضع شيء يعرف فيه القبر.
اه.

وفى شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين: و الكتابة عليه بها تفصيل: الكتابة التي لا يراد فيها الا اثبات الاسم للدلاله على القبر،
فهذه لا باس بها،
واما الكتابة التي تشبة ما كانوا يفعلونة فالجاهليه يكتب اسم الشخص و يكتب الثناء عليه و انه فعل هكذا و هكذا و غيرة من المديح،
او تكتب الابيات،
فهذا حرام،
ومن ذلك ما يفعلة بعض الجهال انه يكتب على الحجر المقال على القبر سورة الفاتحه مثلا،
او غيرها من الايات،
فكل ذلك حرام،
وعلي من راة فالمقبره ان يزيل ذلك الحجر،
لان ذلك من المنكر الذي يجب تغييره.
اه.

واما الفوائد من النهى عن الكتابة: فقد ذكرنا كلام المباركفورى حيث علل هذا باحتمال ان يوطا،
او يسقط على الارض فيصير تحت الارجل،
وعلله بعض العلماء بالبعد عن الغلو فصاحب القبر.

واما الفوائد من معرفه صاحب القبر: فهي سلام اهلة عليه و دعاؤهم له،
فقد قال النبى صلى الله عليه و سلم: ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفة فالدنيا فيسلم عليه،
الا رد الله عليه روحة حتي يرد عليه السلام.

رواة ابو عمر ابن عبدالبر و صححه.

والله اعلم.

  • اجمل كتابة علي القبور
  • اسم ياسين على القبر


ماحكم وضع اسم الميت على القبر